اذهبي الى المحتوى
جمانة راجح

)( صباح جديد وساحة ُتشرق " ساحة أحلى صحبة " )(

المشاركات التي تم ترشيحها

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم

Fzq93469.png

 

pLt46695.gif حديث عام pLt46695.gif

 

 

ولباس التقوى ذلك خير

عبد الحي يوسف

 

جمالكِ حجابكِ، وزينتكِ حياؤكِ، وشرفكِ رداؤكِ، وكمالكِ عفافكِ. ما أجمل تلك الفتاةَ الوقورة الرزان التي تستر

جسدها وتغطِّي رأسها! ما أسعد أباها وأمَّها! وأكرِم بها بنتاً وأختاً وأمّاً، يشرُف بها مَن انتسب إليها أو انتمت إليه!

قد أطاعت ربها، وأحرزت شرفها، وصانت عرضها، واستحقت ثناء المؤمنين، ورضا رب العالمين؛ بعد ما استجابت لندائه،

والتحقت بالركب الميمون: (قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يُدنينَ عليهنّ من جلابيبهنَّ..)[1] ، "يرحم الله نساء الأنصار؛

لما نزلت آية الحجاب شقَقْنَ مُروطهنَّ فاعتجرن بها"، ولم يمنعهنَّ الحجاب من تحصيل فضيلةٍ، أو أداء فريضةٍ، أو

المسابقة في برٍّ ومعروف، حتى فُقْنَ الرجال أحياناً. ودونكِ – أختاه! – أخبارَ صفية ونسيبة وأمِّ سليطٍ وزِنِّيرة وجارية

بني المؤمل - رضوان الله عليهنَّ ورحمته وبركاته -.

يا فتاة الإسلام! سلي نفسك: أيُّ خيٍر يحول الحجاب دون تحصيله؟ وأيُّ فضلٍ كان الحجاب مانعاً منه؟ وهل الحجاب

إلا ذلك الحارس الأمين من نظرات اللصوص وأطماع المفسدين؟!

 

إنَّ الرجال الناظرين إلى النِّســـا مثل الكلاب تطوف باللُّحمانِ

 

إن لم تصنْ تلك اللحومَ أُسودُها أُكِلتْ بلا عِوَضٍ ولا أثمــــــانِ

 

وبضدها تتبيّنُ الأشياء.. ما أقبحها تلك التي عرضتْ مفاتنها، وأظهرت محاسنها، وسارت في الطريق مع أترابها،

كقطيع بقر لا يستره من أعين الناظرين شيء, كشفت عن رأسها، وحسرت عن ذراعيها، وأظهرت ساقيها!

وما أشدَّ القبح حين تكون عجوزاً شمطاء, قد أخنى عليها الدهر بكلكله! جحدتِ المسكينة نعمةَ ربها:

(يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباساً يواري سوءاتكم وريشاً)[2]، وتلبَّستْ بالمعصية مُذْ خرجت إلى أن رجعتْ. كل مَن نظر

إليها، أو شمَّ ريحها، أو فُتن بها؛ تَحْمِلُ مثل وزره؛ لأنها داعيةُ الضلال، وكاشفة الستر

(ليحملوا أوزارهم كاملةً يوم القيامة ومن أوزار الذين يُضلّونهم بغير علم)[3].

 

تذكري - أيتها المتبرِّجة المتكشِّفة المتعطِّرة المتزينة! – اسأل الله لي ولك توبةً نصوحاً – حين يضعكِ الناس في قبرك

عما قريب؛ ويحثون عليك التراب، هل بقي الجمال أم دامت نضرة الشباب؟ هيهات هيهات! لقد غيّر الموت كل شيء،

فالعينان سائلتان، والمنخران مرتفعان، والجبين شاحب، والأعضاء يابسة، والدماء متجمِّدة، والحال غير الحال،

(ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام)[4].

 

لِمَ بدّلتِ نعمة الله كفراً؟ ولِمَ عصيتِ مَن خلقكِ فسواكِ فعدلكِ؟ ولو شاء لصوركِ على غير هذه الصورة، شوهاءَ

جذماءَ خرقاءَ. أتقابلين – أمة الله! – نعمةَ ربِّكِ بالكفران والجحود (إن الإنسان لظلوم كفّار)[5].

 

أماه! يا مَن تحرِّضين ابنتك على التكشُّف بدعوى جلب الأزواج، وترغيب الشباب، اعلمي أنه لن تموت نفسٌ

حتى تستكمل رزقها وأجلها، فقد سبق بذلك الكتاب، فاتَّقي الله وأجْمِلي في الطلب، ولا يحملنّكِ طلب الرزق على أن تطلبيه بمعصية الله.

 

أختاه! لا تطيعي أمَّك في معصية الله وتذكّري (يوم يفرُّ المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئٍ منهم يومئذٍ شأنٌ يُغنيه)[6].

 

--------------------------------------------

[1] سورة الأحزاب 59

[2] سورة الأعراف:26

[3] سورة النحل: 24

[4] سورة الرحمن: 27

[5] سورة إبراهيم: 34

[6] سورة عبس: 34-

 

NUv93469.png

pLt46695.gif في رحاب آية pLt46695.gif

 

{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ ي

َعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُبِينًا (36)}.

 

أي: لا ينبغي ولا يليق، ممن اتصف بالإيمان، إلا الإسراع في مرضاة اللّه ورسوله، والهرب من سخط اللّه ورسوله،

وامتثال أمرهما، واجتناب نهيهما، فلا يليق بمؤمن ولا مؤمنة ( إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا) من الأمور، وحتَّما به

وألزما به ( أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ) أي: الخيار، هل يفعلونه أم لا؟ بل يعلم المؤمن والمؤمنة، أن الرسول

أولى به من نفسه، فلا يجعل بعض أهواء نفسه حجابًا بينه وبين أمر اللّه ورسوله.

 

( وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُبِينًا) أي: بَيِّنًا، لأنه ترك الصراط المستقيم الموصلة إلى كرامة اللّه، إلى غيرها،

من الطرق الموصلة للعذاب الأليم، فذكر أولا السبب الموجب لعدم معارضته أمر اللّه ورسوله، وهو الإيمان،

ثم ذكر المانع من ذلك، وهو التخويف بالضلال، الدال على العقوبة والنكال.

[تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان]

 

وقال ابن كثير رحمه الله في تفسيره: قال العوفي ، عن ابن عباس : قوله : ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة ) الآية ،

وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم انطلق ليخطب على فتاه زيد بن حارثة ، فدخل على زينب بنت جحش الأسدية فخطبها ،

فقالت : لست بناكحته ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بل فانكحيه " قالت : يا رسول الله ، أؤامر في نفسي فبينما

هما يتحدثان أنزل الله هذه الآية على رسوله صلى الله عليه وسلم : ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا )

الآية ، قالت : قد رضيته لي منكحا يا رسول الله ؟ قال : " نعم " قالت : إذا لا أعصي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قد أنكحته نفسي.

NUv93469.png

 

pLt46695.gif قبس نبوي pLt46695.gif

 

عن أبي سعيد الخدري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( كانت امرأة من بني إسرائيل قصيرة تمشي مع امرأتين

طويلتين ، فاتخذت رجلين من خشب ، وخاتماً من ذهب مغلق مطبق ، ثم حشته مسكاً - وهو أطيب الطيب - ،

فمرّت بين المرأتين فلم يعرفوها ، فقالت بيدها هكذا - ونفض شعبة يده - ) رواه مسلم .

وفي رواية لأحمد : ( فكانت إذا مرت بالمجلس حركته فنفح ريحه ) .

وعند ابن حبان في صحيحه : ( فاتخذت لها نعلين من خشب ) .

وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( إن أول ما هلك بنو إسرائيل

أن امرأة الفقير كانت تكلفه من الثياب أو الصيغ ما تكلف امرأة الغني . فذكر امرأة من بني اسرائيل كانت قصيرة ،

واتخذت رجلين من خشب ، وخاتماً له غلق وطبق ، وحشته مسكاً ، وخرجت بين امرأتين طويلتين أو جسيمتين ،

فبعثوا إنساناً يتبعهم ، فعرف الطويلتين ، ولم يعرف صاحبة الرجلين من خشب ) رواه ابن خزيمة .

 

معاني المفردات

رجلين من خشب : أي نعلين من الخشب كما جاء في الرواية الأخرى

فقالت بيدها هكذا : يعني حرّكت يديها لتفوح رائحة العطر

خاتماً له غلق وطبق : أي خاتماً محكم الإغلاق وعليه غطاء

جسيمتين : الجسيم : عظيم الجثّة

 

تفاصيل القصّة

 

من سنن الله الكونية ألا تبلغ الحضارات الإنسانيّة أوجّ عزّها ، ولا ترتقي إلى قمّة مجدها ، إلا حين تتّخذ من الأخلاق

الفاضلة ، ومعاني العفّة والطهارة ، سياجاً يحيط بها ، وفي المقابل أيضاً لا ترى التراجع والوهن يبدأ في أمّة من الأمم إلا حين

تنسلخ من القيم والمُثُل العليا ، وتفشو في أفرادها مظاهر الترف والبذخ ، والبحث عن المظاهر الكاذبة والتصنّع الزائف ،

حتى تأتي اللحظة التي تنهار فيها ، وتزول عن الوجود .

والنبي – صلى الله عليه وسلم – يعرض من خلال القصّة التي بين يدينا ، جانباً من جوانب الفساد الاجتماعي والافتتان بزخارف الدنيا ،

والذي أودى بالمجتمع الإسرائيلي مهاوي الردى ، وكان سبباً في تسلّط أعدائهم عليهم .

وقد ظهرت بوادر الفساد الاجتماعي في تلك الأمّة بقوّة من خلال المبالغة في الاهتمام بالمظاهر ، فكان الإنفاق على الملابس

والحلي وأنواع الزينة ومراسم الحفلات على أشدّه ، ولم يكن التسابق المحموم على تلك الأمور محصوراً بالطبقة الغنيّة القادرة ،

بل اكتوى بنارها الفقراء والمعدمين ، سعياً لمجاراة الواقع الموجود ، ومع مطالب النساء وما جرّه من النفقات الباهظة ،

كانت النتيجة الحتمية الغرق في دوّامة لا تنتهي من الديون والقروض الرّبوية .

أما الصورة الأخصّ التي ذكرها النبي – صلى الله عليه وسلم – فهي حال امرأة من بني إسرائيل ، تملّكها الشعور بالحسرة

على قصر قامتها ، ورأت في نفسها أنها أقل حظّاً في نيل إعجاب الرجال ولفت أنظارهم ، وكان الرجال من بني إسرائيل

يرون الجمال في طول المرأة .

وبدلاً من الرضى بقضاء الله وقدره ، ظلّت تفكّر زماناً طويلاً للبحث عن أفضل الطرق لجذب أنظار الناس إليها ، حتى اهتدى

عقلها إلى حيلة تزيل ما تظنّه عيباً فيها ، فقد صنعت لها نعلين من الخشب تلبسهما تحت الثياب فيزيد من قامتها ،

ويظهرها أمام الناس طويلة.

وأمام الحيلة التي ابتكرتها ، تغيّر منظرها الخارجي ، فلم يتعرّف عليها الرجال ، وظنّوا أنها امرأة غريبة عن الديار ،

بل أرسلوا أحدهم ليعلم عن هذا الوافد الجديد – بالنسبة إليهم – ويتقصّى حقيقتها فلم يفلح .

وبذكائها أيضاً ، اتّخذت خاتماً من ذهب صنعته خصّيصاً عند أحد الصاغة ، وأمرته أن يجعل فيه تجويفاً له غطاء لتملأه مسكاً

قوي الرائحة ، ثم كانت تذهب إلى مجامع الناس وتحرّك يدها ذات اليمين وذات الشمال ، فيفوح شذى العطر في أرجاء المكان

ليسلب بعبقه ألباب الرجال وينال استحسانهم لها .

والنبي – صلى الله عليه وسلم – إذ يعرض هذه القصّة ، يريد من المجتمع الإسلامي أن يحذر من تلك الآفات ويرفع من تطلّعاته

وطموحاته ، ويوجّه تركيزه نحو إصلاح الباطن وتحسين الأخلاق ، وما قيمة المرء إلا بنبل صفاته ، وجميل أفعاله ،

وبياض صفحته ، كما جاء تقرير ذلك في قوله – صلى الله عليه وسلم - :

( إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ) رواه مسلم .

ونلمح أيضاً في ثنايا القصّة تحذير النبي – صلى الله عليه وسلم – من فتنة النساء ، وتفنّنهنّ في طرق الغواية والإضلال ،

في ظلّ انتكاسة أخلاقيّة تنبيء بذوبان العفّة وقلّة المروءة ، وذهاب الغيرة من قلوب الرجال ، وما يؤدّيه من الفساد العظيم ، والشرّ المستطير .

وكان الإشفاق من خطر هذه الفتنة هو ما أشغل بال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فلم يزل يحذّر أمته من فتنة النساء ،

فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال :

( اتقوا الدنيا ، واتقوا النساء ، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء ) رواه أحمد .

 

ومن هنا ، حرص الإسلام من خلال تعاليمه ومبادئه أن يحمي أفراده من بواعث الفتنة وأسبابها ، فنهى النساء عن مظاهر

التبرّج والزينة ، ومنع من الاختلاط والخلوة المحرّمة ، ورتّب الوعيد الشديد على من خرجت من بيتها متعطّرة حتى ولو كانت

ذاهبة إلى المسجد ، وبهذا الموقف الحازم والصارم ، يمكن للمجتمع المسلم أن يعيش في ظلٍّ من العلاقات الطاهرة ،

والقائمة على أساسٍ من التقوى والصلاح ، والمراقبة الذاتيّة ، والله الموفّق.

NUv93469.png

pLt46695.gif آداب واخلاق pLt46695.gif

 

إِنَّ الوَجْهَ المَصُوْنَ بِالحَيَاءِ، كَالجَوْهَرِ المَكْنُوْنِ فِي الوِعَاءِ، وَكَاللَّآلِئِ فِي البِحَارِ، وَكَاللُّبَابِ فِي الثِّمَارِ،

وَلَنْ يَتَزَيَّنَ إِنْسَانٌ بِزِيْنَةٍ، هِيَ أَبْهَى وَلَا أَجْمَلُ مِنَ الحَيَاءِ.

عَنْ أَنَسِ بنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قَالَ:

«مَا كَانَ الحَيَاءُ فِي شَيءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلَا كَانَ الفُحْشُ فِي شَيءٍ إِلَّا شَانَهُ» .

فَلَا يَكُونُ فِي شَيءٍ مِنَ الأَقوَالِ وَالأَفعَالِ، إِلَّا زَيَّنَهُ وَجَمَّلَهُ وَحَسَّنَهُ؛ وَلَا يُنزَعُ مِن شَيءٍ، إِلَّا شَانَهُ وَعَابَهُ

وَقَبَّحَهُ، وَجَرَّ إِلَيهِ العَيْبَ وَالقُبْحَ.

الحَيَاءُ مِفْتَاحُ كُلِّ خَيْرٍ.وَالفُحشُ مِفْتَاحُ كُلِّ شَرٍّ.

 

والحياء إيمان..

 

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُمَا قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم:

«الـحَيَاءُ وَالإِيمَانُ قُرِنَا جَمِيعًا، فَإِذَا رُفِعَ أَحَدُهُمَا رُفِعَ الآخَرُ» .

الحَيَاءُ وَالإِيمَانُ مَقرُونَانِ لَا يَفتَرِقَانِ إِلَّا جَمِيعًا؛ لِاستِوَائِهِمَا فِي الحَثِّ عَلَى كَثِيرٍ مِن أَعمَالِ البِرِّ وَالخَيرِ،

وَالزَّجرِ عَن كُلِّ شَرٍّ وَقَبِيحٍ مِنَ الفُحشِ وَالفَوَاحِشِ، وَالكَذِبِ وَالفُجُورِ وَالآثَامِ. فَإِذَا رُفِعَ أَحَدُهُمَا مِنَ الْمَرْءِ

رُفِعَ مِنْهُ الْآخَرُ. وَهَذَا مُشعِرٌ بِعَظَمَةِ الحَيَاءِ، وَعُلُوِّ مَكَانَتِهِ.

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم قَالَ:

«الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً، وَالـحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ» .

يَعْنِي: شُعْبَةً عَظِيْمَةً وَمُهِمَّةً مِنَ الإِيْمَانِ، يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ: التَّنْبِيْهُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِ بَقِيَّةِ الشُّعَبِ .

وَإِنَّمَا خَصَّهُ هُنَا بِالذِّكْرِ، «لِأَنَّهُ يَمْنَعُ مِثْلَ الإِيْمَانِ مِنَ ارْتِكَابِ مَا لَا يَحِلُّ، وَمَا يُعَدُّ مِنَ الفُحْشِ وَالفَوَاحِشِ» .

وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُمَا: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم مَرَّ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ،

وَهُوَ يَعِظُ أَخَاهُ فِي الحَيَاءِ؛ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: «دَعْهُ، فَإِنَّ الـحَيَاءَ مِنَ الإِيمَانِ» .

 

ورحم الله امرأة كانت فقدت طفلها فوقفت على قوم تسألهم عن طفلها فقال أحدهم: تسأل عن ولدها وهي

تغطي وجهها. فسمعته فقال: ( لأن أرزأ في ولدي خير من أن أرزأ في حيائي أيهل الرجل ). سبحان الله..

أين هذه المرأة من نساء اليوم تخرج المرأة كاشفة وجهها مبدية زينتها لا تستحي من الله ولا من الناس

أضاعت ولدها فعند الله لها العوض والأجر أما المرأة التي حياءها وإيمانها فما أعظم الخسارة وما أسوأ العاقبة.

 

وصدق الشاعر حين قال:

 

فتاة اليوم ضيعت الصوابا *** وألقت عن مفاتنا الحجابا

فلن تخشى حياءٌ من رقيب *** ولم تخشى من الله الحساب

إذا سارت بدا ساق وردف *** ولو جلست ترى العجب العجابا

بربك هل سألت العقل يوماً *** أهذا طبع من رام الصوابا

أهذا طبع طالبة لعلم *** إلى الإسلام تنتسب إنتساباً

ما كان التقدم صبغ وجه *** وما كان السفور إليه باباً

شباب اليوم يا أختي ذئاب *** وطبع الحمل أن يخشى الذئاب

NUv93469.png

pLt46695.gif عقبة ومشكلة pLt46695.gif

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تحية طيبة وبعدُ:

أشكُركم على مَوْقعكم لإتاحة الفُرصة لي لكتابة مشكلتي.

لديَّ مشكلة تُواجهني مع صديقتي المقرَّبة، التي تعرفتُ عليها مِن خلال أحد المنتديات العربيَّة، في البداية تعرَّفتُ عليها

كي أكوِّن معها صداقة، ومع مُرُور الوقت ازدادتْ بيننا الخلافاتُ؛ بسبب علاقاتي بأشخاص آخرين في نفس المنتدى،

كلما حاولتُ أن أفهمها ازداد الأمرُ سوءًا!

 

تقول لي: أنا لا أحب أن أراكِ تتحدثينَ مع هذه وتلك، حاولتُ أن أخففَ الخلافات التي بيننا، ولكن الأمر يزداد سوءًا!

لا أدري ما الحل؟ فهي تقول: إنها تحبني، ولكني أرى أن مُحاسبتها لي لا تُطاق؛ فهي تغار غيرة عمياء مِن أي شخص أحدِّثه!

أتمنى أن تجدوا لي حلًّا لهذه المشكلة، هل أنساها نهائيًّا؟ أو أُحاول فَهْمها؟

 

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

أهلا بكِ أختي في شبكة الألوكة.

في البداية أشكر لكِ اهتمامكِ بمساعدة الآخرين مثل صديقتكِ التي يظهر أنها تتعلق بكِ، والتي قد تُعاني من

الفراغ العاطفي، ولديها حب للتملك، وصل إلى درجة الغيرة وحب الانفِراد بكِ! وفي مثل هذه الحالات ينبغي عليك التالي:

 

1- الحوار معها بعد إظهار أهميتها في حياتكِ، اسأليها عنْ زميلاتها الأخريات، وأنكِ لا تغارين منهن،

ووضِّحي لها خطورة هذا الأمر، ومِن ثم اتفقي معها على ألا تقوم بمثل هذه الأمور مرة أخرى.

2- من المناسِب في مثل هذه الحالات أن تبتعدي عنها تدريجيًّا؛ مثل: أن تُحدِّدي وقتًا محددًا للقائها، كأن تتَّفقي

أن يكونَ كل أسبوع تواصُلًا واحدًا حسب ظروفكِ، وتخبريها أنكِ مشغولة بأموركِ الخاصة.

3- حاولي أنْ تُشركيها معكِ في الحوار مع زميلاتكِ، أثني عليها أمامهن، خُذي رأيها في بعض الأمور؛

ما رأيكِ في مكياجي، ومكياج فلانة وغيرها.

4- اطلبي من زميلاتكِ التعرُّف عليها أكثر والتواصُل معها.

5- ما أجمل الصداقة عندما تكون في الله ولله! وأيُّ صداقة بعيدة عن هذا المنطلق فثقي تمام الثقة أنها لن تخلو من

الهموم والمشاكل؛ لذلك اتَّفِقا على التعاوُن على طاعة الله؛ كالاشتراك معًا في حفظ القرآن، أو الأعمال التطوعيَّة المختلفة.

6- أرسلي لها رسالة توضِّح لها ضرر ما تقوم به على نفسكِ ونفسها؛ مثلًا: لو كنتِ تُحبينني فلا تُضيِّقي عليَّ بهذا الشكل.

7- احذري أن تُفشي لها أسراركِ الهامة والخاصَّة، وثقي أنَّ الصداقة لا تتكوَّن في أيام، أو عن طريق المنتديات.

8- لا أُفَضِّل أن أقول لكِ: اتركيها واهجريها، فنحن مجتمعٌ مسلم نُساعد بعضنا بعضًا، حاولي معها، واجتهدي،

ولكِ الأجر - بإذن الله، فقد تتركينها وتنحرف، أو يزداد الأمر سوءًا.

9- إذا تعقَّدت الأمور، اطلبي منها أن تكتبَ مشكلتكما لأحد المستشارين، ومِن ثَم توضيح الصواب، والاتِّفاق على السير عليه.

أتمنى لكما الخير الدائم، وأدعو الله لكما بالتوفيق والسداد.

 

 

 

 

NUv93469.png

pLt46695.gif السؤال pLt46695.gif

 

صحابية قتلت سبعة من الروم في معركة اليرموك ؟

 

الإجابة هنا : )

 

EHe93469.png

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بارك الله فيكنّ

 

لم افهم جيدا فهناك استشارة واجاباتها فما هو المطلوب؟

 

وضحت لكِ على الخاص : )

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بارك الله فيكِ مرام

ذادك الله من فضله

تم الاجابه

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×