اذهبي الى المحتوى

المشاركات التي تم ترشيحها

13470736771873.gif

 

 

تثار في المجلس مسألة شرعية،

فتختلط الأصوات يتسابقون للفتيا بلاعلم،

وأي قلب يقوى هذا التهديد:

(وما ظن الذين يفترون على الله الكذب يوم القيامة)

ما الذى يظنه يوم القيامة أولئك الذين كانوا يفترون الكذب على الله، فيدَّعون الحِلّ والتحريم من غير أن يكون عندهم دليل؟

 

26055889_1567550069988377_1739975377754445221_n.jpg?oh=acfa5548d4cfc5c1b36bed97eefacae2&oe=5AFF5761

( وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هذَا حَلَالٌ وَهذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ..)

وفي هذه الآيات وغيرها وعيد شديد لمن تصدر للفتوي وتجرأ عليها بغير علم

 

 

وقد كان الصحابة علي معاصرتهم لنزول الوحي, وتلقيهم العلم عن صاحب التشريع يتوقفون عن الفتوي في كثير من المسائل, ويردون السائل إلي من يظنون أنه أعلم منهم بها, إلي أن يعود السؤال إلي من سئل عنه أولا, وللسلف أقوال عدة فيمن تجرأ علي الفتيا وهو لا يحمل بضاعتها, تهيبا للفتوي, وعدم التسرع والتساهل في الأحكام,عن أبي موسي( قال: من علم علما فليعلم الناس, وإياه أن يقول ما لا علم له به, فيمرق من الدين ويكون من المتكلفين), وعن علي( قال: خمس لو سافر الرجل فيهن إلي اليمن كن فيه عوضا من سفره: لا يستحي من لا يعلم أن يتعلم, ولا يستحي من تعلم إذا سئل عما لا يعلم أن يقول الله أعلم), وسئل الشعبي عن مسألة,( فقال: لا أعلم, فقيل له: أما استحييت من قولك: لا أدري وأنت فقيه أهل العراق, قال لكن الملائكة لم تستح حين قالت( قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا), وكذلك كان أئمة المذاهب إذا سئلوا عن مسألة تهيبوا الفتوي عنها, لعلمهم أن الله سائلهم عنها يوم القيامة. قال أبو حنيفة( من تكلم في شيء من العلم وتقلده وهو يظن أن الله لا يسأله عنه, كيف أفتيت في دين الله ؟, فقد سهلت عليه نفسه ودينه).

 

وكان مالك يسأل في خمسين مسألة فلا يجيب في واحدة منها, وكان يقول ( من أجاب في مسألة, فينبغي له قبل الجواب أن يعرض نفسه علي الجنة والنار, كيف خلاصه, ثم يجيب). وقد( سأله رجل ذات مره فلم يجبه, فقال له أجبني, قال: ويحك تريد أن تجعلني حجة بينك وبين الله, فأحتاج أنا أولا أن أنظر كيف خلاصي ثم أخلصك), وروي أن الشافعي( سئل عن مسألة فلم يجب, فقيل له: أجبنا, فقال: حتي أدري أن الفضل في السكوت أو في الجواب), وكان أحمد يكثر من قول: لا أدري, ولا أعلم, وهذا يسجل علي المتجرئين علي الفتوي في زماننا رعونتهم, والتقول في أمر الشرع دون التأهل للخوض فيه, عافانا الله من الفتن ما ظهر منها وما بطن.

 

بقلم:د‏.‏ عبد الفتاح إدريس

جريدة الاهرام

 

377745855.png

تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

مقال جميل

بارك الله فيك يا حبيبة .

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×