اذهبي الى المحتوى

أنفاس الفجر

العضوات
  • عدد المشاركات

    2614
  • تاريخ الانضمام

  • تاريخ آخر زيارة

  • الأيام التي فازت فيها

    3

مشاركات المكتوبهة بواسطة أنفاس الفجر


  1. هده كانت البداية

     

    فاقترحت الاميرةة نبض الحياء نقل الفكرة الى هنا لننشر روح تجديد و تكون فاتحة خير على منتدانا و لننشر البهجة و نكسر الروتين

     

     

    أسعدكن الله وغمركن برحمته ()

    .....

     

    على فكرة أنا لهلأ بتلخبط , ومو عارفتكم منيح :/

    بعض الأسماء مميزة عرفتها على طول بس فيه ما رسخوا بعقلي لسا ! :$

    >> قصدت بمميزة إنها فيها آثار ودلالات من بقايا الاسم السابق , والا كلكن ما شاء الله أميرات ومميزات الله يحفظكن : )


  2. وإلى حين حضور الغفير أسألك أنتِ أيتها الجليلة :

    post-93813-0-49360300-1398699388.png

    إذا كنتِ اميرة فبماذا ستدعين نفسك ِ الأميرة --------

    ولمِ ، هل هي صفة في شخصيتك ؟

    أم ، صفة تُحبين اكتسابها بالتعلم ؟

    أم ، أمنية تُحبين تحقيقها ؟

     

    ما اتخيلت نفسي أميرة من قبل لهيك ما فكرت باسم ^___^


  3. ولا يخفى حالنا عليكَـ يالله ()

    أودعناك أنفسنا , أمانينا , آمالنا

    قلوبنا التي ترتجي منكَ أمنًا

    أوجاعنا المكتومة التي لا تجد سواكَ ملاذًا

    كن لنا ومعنا واجعل لنا فيما كتبت علينا كلَّ الخير

    رضينا بكَ يالله , رضينا بكَ يالله , رضينا بكَ يالله

    • معجبة 1

  4. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    ما شاء الله لا قوة إلا بالله

    مبآرك أمونة ، أسعد الله قلبك يا غالية

    بآرك الله لكما وبآرك عليكما وجمع بينكما في خير

     

    post-447339-0-31099300-1395952738_thumb.jpeg

     

    بشرت بالجنان أم جنى ^.^


  5. puE76075.png

     

    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ) حديث حسن رواه الترمذي وغيره .

    kCA76075.png

    الشرح

     

    أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث ، إلى الطريق الذي يبلغ به العبد كمال دينه ، وحسن إسلامه ، وصلاح عمله ، فبيّن أن مما يزيد إسلام المرء حسنا ، أن يدع ما لا يعنيه ولا يفيده في أمر دنياه وآخرته .

    وفي قوله صلى الله عليه وسلم : ( من حسن إسلام المرء ، تركه ما لا يعنيه ) توجيه للأمة بالاشتغال بما ينفعها ، ويقرّبها من ربّها ، كما جاء في الحديث الذي رواه الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( احرص على ما ينفعك ) فأرشد صلى الله عليه وسلم إلى اغتنام الأوقات بالخيرات ، فإن الدنيا مزرعة للآخرة ، وعمر الدنيا قصير ، فهو كظل شجرة ، يوشك أن يذهب سريعا ، لذا فالإنسان العاقل الذي جعل الآخرة همّه، والجنة مأربه ، يغتنم أوقاته كلها ، وقد أحسن الشاعر إذ قال :

    اغتنم ركعتين في ظـلمـة الـليــ ـل إذا كنت فارغا مستريحا

    وإذا ما هممت بالخوض في الـ بـاطـل فاجعل مكانه تسبيحا

    إن اهتمام المرء وانشغاله بما يعنيه فيه فوائد عظيمة ، فالنفس إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية ، فمن اشتغل بالناس نسي أمر نفسه ، وأوشك اشتغاله بالناس أن يوقعه في أعراضهم بالقيل والقال ، كما أن انشغال المرء بنفسه وبما يعينه فيه حفظ للوقت ، ومسارعة في الخير ، فضلا عما يورثه ذلك على مستوى المجتمع من حفظ الثروات ، وتنمية المكتسبات، وإشاعة روح الجدية والعمل ، والإخاء والتعاون .

    والتَرك المقصود في هذا الحديث يشمل أمورا كثيرة ، منها ترك فضول النظر ، لما في التطلع إلى متاع الدنيا من إفساد للقلب ، وإشغال للبال ، يقول الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله في تفسير قوله تعالى : { ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه } ( طه : 131 ) : " أي: لا تمد عينيك معجبا، ولا تكرر النظر مستحسنا إلى أحوال الدنيا والممتعين بها، من المآكل والمشارب اللذيذة، والملابس الفاخرة، والبيوت المزخرفة، والنساء المجملة، فإن ذلك كله زهرة الحياة الدنيا، تبتهج بها نفوس المغترين، وتأخذ إعجابا بأبصار المعرضين، ويتمتع بها - بقطع النظر عن الآخرة - القوم الظالمون، ثم تذهب سريعا، وتمضي جميعا، وتقتل محبيها وعشاقها، فيندمون حيث لا تنفع الندامة " .

    ومن الأمور التي يشملها الترك في الحديث : ترك فضول الكلام ، ولغو الحديث ؛ لأنه يتعلق بجارحة خطيرة ، ألا وهي جارحة اللسان ، يشهد لما قلناه ما جاء في الرواية الأخرى لهذا الحديث : ( إن من حسن إسلام المرء قلة الكلام فيما لا يعنيه ) رواه أحمد .

    وقد امتدح الله عباده المؤمنين بقوله : { والذين هم عن اللغو معرضون } ( المؤمنون : 3 ) ، فمن صان لسانه عن فضول القول ، سَلِمَ من انزلاقه فيما لا يحبه الله ويرضاه ، وحمى منطقه من الغيبة والنميمة ، ولذلك حث الشرع في مواطن كثيرة على لزوم الصمت إلا بما فيه ذكر الله تعالى ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، قال الله عز وجل : { لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس } ( النساء : 114 ) .

    وينبغي أن يُعلم أن الضابط الصحيح لترك ما لا يعني هو الشرع ، لا مجرد الهوى والرأي ، لذلك جعله النبي صلى الله عليه وسلم أمارة على حسن إسلام المرء ، فإن البعض يدع أمورا قد دلّت عليها الشريعة ، بدعوى أنها تدخّل في شؤون الآخرين ، فيعرض عن إسداء النصيحة للآخرين ، ويترك ما أمره الله به من الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، بحجة احترام الخصوصيات ، وكل هذا مجانبة للشرع ، وبعد عن هدى النبوة ؛ فإنه صلى الله عليه وسلم كان تاركا لما لا يعنيه ، ومع ذلك كان ناصحا مرشدا ، آمرا بالمعروف ، ناهيا عن المنكر ، عاملا بأمر الله في حلّه وترحاله .

    kCA76075.png

    وخلاصة القول : إن في الحديث إرشاداً لما فيه حفظ وقت الإنسان من الضياع ، ودينه من الصوارف التي تصرفه عن المسارعة في الخيرات ، والتزود من الصالحات ، مما يعين العبد على تزكية النفس ، وتربيتها على معاني الجد في العمل ، نسأل الله تعالى أن يعيننا على حسن استغلال الأوقات ، وأن يجنبنا فضول الملذات ، إنه جواد كريم .

     

    kCA76075.png


  6. أحتاج إليك بحجم فقدي لك ، تحزبني دنياي تطوقني بما لا أحتمل

    ثقيلة لحظاتي هذه بثقل الوجع الذي يسكنني فيها

    أعلم أن ربي أحن وأرحم وأرأف وأقرب ،،،، لكن الضعف يعرينا أحيانا حتى يظهر انكسار قلوبنا الذي لطالما أخفيناه عن الجميع !

    يا رب يارب يارب

    ارحمني وارحم قلبا شاطرني ما أقاسي حتى بات مثقلا ،

    اجبر انكساراتنا يالله برحمتك بقدرتك :"

     

    • معجبة 1

  7. اللهم آنسه في وحدته، و في وحشته، وأنزله منزلاً مباركًا و أنت خير المنزلين

    واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس

    اللهم أبدله دارًا خيرًا من داره وأهلًا خيرًا من أهله وزوجًا خيرًا من زوجه وأدخله الجنة وأعذه وأعذنا من عذاب القبر.

    اللهم اجعله من أهل الفردوس بغير حساب ولا سابقة حساب

     

    اللهم آآمين يارب

     

     

    إنا لله وإنا إليه راجعون

     

    أعظم الله أجركم حبيبتي وغفر لميتكم وربط على قلوبكم وألهمكم الصبر والسلوان

    اللهم آنسه في وحدته، و في وحشته، وأنزله منزلاً مباركًا و أنت خير المنزلين

    واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس

    اللهم أبدله دارًا خيرًا من داره وأهلًا خيرًا من أهله وزوجًا خيرًا من زوجه وأدخله الجنة وأعذه وأعذنا من عذاب القبر.

    اللهم اجعله من أهل الفردوس بغير حساب ولا سابقة حساب

     

    اللهم آآمين يارب

     

     

    إنا لله وإنا إليه راجعون

     

    أعظم الله أجركم حبيبتي وغفر لميتكم وربط على قلوبكم وألهمكم الصبر والسلوان


  8. السبيلُ إلى البيانِ

    لِـ : فيصل المنصور.

    "ملتقى أهل اللغة"

     

     

    سألتَني وفَّقك الله- أن أهديَك إلى سبيلِ البيانِ، وأن أدلَّك على كتبه التي يُتوصَّلُ إليه بها. ولستُ أجهلُ أنه لم يبعثك على هذا السؤالِ إلا حسنُ ظنِّك بي، وجودةُ رأيِك فيَّ. ولكنَّ هذا الحسنَ، وهذه الجودةَ لا يُحمَدانِ إذا هما أصابا غيرَ موضعِهما، وكانا ذريعةً إلى تسويةِ المحسنِ بالمسيء، وإلحاقِ المقصِّر بالسابقِ. وإنِّي لأكرَه أن أدَّعيَ ما ليس لي بحقٍّ، أو أنتحلَ ما أعلمُ من نفسي خلافَه، فأزعُمَ أني من البلغاء إذا عُدَّ البلغاء، أو من الأدباء إذا قيلَ: مَن الأدباء؟ وما حاجتي إلى صنعةٍ محارَفٍ كسبُها، مُصَرَّدٍ رزقُها، صاحبُها طويلُ العَناء في باطلٍ، كثيرُ التفكير في غير طائلٍ، يتكلَّمُ في كلِّ علمٍ ثقةً منه بقلمِه، وبيانِه، وإدلالاً منه بقوةِ حجاجِه، وخِلابة منطقِه، ثم هو مُدافَع عن هذه العلومِ كلِّها، غيرُ مسلَّمٍ له من أهلِها، فلا الفقهاءُ يعترفون بانتسابِه إليهم، ولا المفسِّرون يعدُّونه منهم، ولا النُّحاةُ يرضونَ أن يكونَ أحدَهم. وكذلكَ أهلُ كلِّ علمٍ، فهو كما قالَ أبو الطيِّب اللُّغويُّ في «مراتبه»:

    يتعاطَى كلَّ شيٍّ GifModified_01.gifGifModified_01.gifGifModified_01.gif وهو لا يُحسِن شيَّا

    تراهُ يتحدَّثُ عن الزهَّاد، والصُّلحاء، ويحصي مناقبَهم، ويروي أخبارَهم، فتظنُّه الحسنَ، أو ابنَ أدهَمَ، ثمَّ لا تلبثُ أن تراهُ يصِفُ المُجَّان، والخُلعاء، ويذكرُ طرائِفَهم، ويحكي مُلَحهم، فلا تَشُكُّ أنه مِن أصحابِ أبي نُواس، أو من نَدامَى ابنِ الحُبابِ. وتراهُ يذكرُ أخبارَ المغنِّين، وبدائعَ أصواتِهم، ومستحسَن ألحانِهم، ويُظهِر العُجْبَ بهم، والثناء على مذهبِهم، فتظنُّه صاحبَ معبدٍ، وموضعَ سرِّه، وصفيَّه، ونجيَّه، ثمَّ إذا هو يتحوَّل إلى ذكرِ القُرَّاء، ويستقصي حكاياتِهم، ويَروي لك نوادرَهم، ويُكثِر الشكوَى من أدعيائهم، والدُّخلاء فيهم من مَّن يتخذونَ القراءة سبيلاً ينالونَ به عرضَ الدُّنيا، ويأكلون به أموالَ الناس، فيقع في وهمك أنه من خُلَّصِ أصحاب نافعٍ، أو عاصمٍ، أو محمدٍ أبي القاسم.

    ثمَّ إنَّ أمرَ الأديبِ لا يقومُ إلا بالكذب في القول، والتزيُّد في الكلام، وزخرفتِه، وتزيينه. يسمَعُ الخبَر الصغيرَ التافه، فلا يَزالُ ينمِّيه، ويصِله بشَتَّى الوُصَلِ حتى يكونَ أخبارًا، وتمرُّ به الحجةُ الرِّخوة المتهتِّكة، فيُكِبُّ عليها ينفُخ فيها، ويرتُقُ ثآها، ويحتالُ لها بوجوهِ الحيلِ حتى يجعلَها في أعينِ الناسِ قويَّةَ النسجِ، محكَمة الإبرام. فهذا بيان صنعةِ الأدبِ. وهي كما رأيتَ صنعة قِوامُها الكذب، وركنُها الذي تنهَضُ به التزيُّد، والمغالطة. فهل فيها بعدَ ذلكَ مرغَبٌ؟

    فأما إذا زعمتَ أنَّك لا تريدُ أن تكونَ أديبًا، وإنما غرضُك أن تحوزَ من حسنِ الأسلوب، ورشاقةِ العِبارة، وحلاوةِ اللفظِ بمقدار ما تُبين به عن حاجاتِك، وتنفِّقُ به آراءَك، وتستميل قلوبَ الناسِ إلى ما عندَك من الحقِّ، لا تلِطُّ دونه بباطلٍ، ولا تمذقُه بكذبٍ، ولا تستعين به على تقريرِ مذهبٍ فاسدٍ، أو نحلةٍ زائغةٍ، فإنِّي أذكرُ لك سبُلاً تبَلّغُك بعضَ ما سألتَ، وتضعُ يدَك على ما أردتَّ إن شاءَ الله GifModified_08.gif ، وإن كنتُ قدَّمتُ لك بعذري، وكشفتُ لكَ عن داخلة أمري.

    أيُّها السائلُ الكريمُ،

    إن صحَّ منكَ العزمُ على أن تكونَ بليغًا إذا كتبتَ، فصيحًا إذا حاضرتَ، وأن يكونَ لفظك أنيقًا، ومعناكَ بِكرًا، وأسلوبُك حُوَّلاً مُتصرِّفًا، فأقبل عليَّ بسمعِكِ، وقلبِك، فإني مهديكَ من نصحي محضَه، ومتخيِّرٌ لكَ من تجرِبتي لبابَها. ولا يَحملنَّك مكانُ العادةِ من نفسِك على أن تستوحشَ من مَّا لا تعرف، أو تنقبِض عن مَّا لم تألف.

    مِلاكُ البلاغة، والبيان لفظٌ حسنٌ، ومعنًى فائقٌ، وأسلوبٌ رائقٌ. فإذا أردتَّ أن تحصِّلَهما، فأحكم هذه الأمورَ الثلاثةَ، وتعهَّدها من نفسك، وانظر ما أدركتَه منها.

    وكأنِّي بك تسألني عن السبيلِ لذلكَ. فأقول:

    ابدأ آثِرًا مَّا بالنحو، والصرف، فالتمس من علمِهما ما يقيمُ كلامَك، ويعصِمُك من اللَّحن. ومن الكتب الميسَّرة في ذلك شروحُ الآجرَّوميَّة. ومن أنفعِها للمبتدئ شرحُ محمد محيي الدين عبد الحميد المسمَّى بـ(التحفة السنيَّة). ومن الشروح المعاصرةِ شرحٌ لطيفٌ أنيقُ الطبعِ، حسنُ العرضِ لعبد العزيز الحربيِّ، اسمُه (أيسر الشروح على متن الآجرَّوميَّة)، وكتاب (التطبيق النحوي) لعبده الراجحيِّ. ولو استمعتَ إلى شرحِ ابن عثيمينٍ للآجروميَّة، كانَ حسنًا، ثمَّ (شرح قطرِ الندى)، أو (شرح شذور الذهب) لابن هشامٍ بحواشي محمد محيي الدين عبد الحميد. وأمَّا الصرفُ، فلعلَّ من أجمعِ كتبه، وأوضحها لغير المتخصِّصِ كتاب (التطبيق الصرفيّ)، ثمَّ (المغني الجديد) لمحمد خير حلواني، و(تصريف الأسماء والأفعال) لفخر الدين قباوة. والناسُ منصرفون إلى (شذا العَرف) للحملاويِّ. وهو وإن كانَ حسنَ الترتيب، والتبويب، فإنَّه بالغُ التعقيدِ، والمعاظلة، عَسِرٌ على المبتدئ خاصَّةً. على أنَّ في كلِّ ما ذكرتُ من الكتب مآخذ، وعيوبًا علميَّةً، ومنهجيّةً ليس هذا موضعَ بسطها. ولا أستحِبُّ القراءةَ في (تصريف العزِّي)، أو (مفتاح الجرجانيِّ)، أو (الأساس)، أو (متن البناء)، أو (لامية الأفعال) لاحتياجِها إلى شَرحٍ، ولقصورِها دونَ استيعابِ عامَّةِ أبوابِ الصرفِ.

    ثمَّ تحفظ جملةً من ألفاظِ العربيَّة، حتى تكونَ لك ذخرًا ترجِعُ إليه عندَ الحاجة إلى معرفةِ أسماءِ الأشياءِ، وأنواعِها، والتمييزِ بينَ درجاتِها، وأحوالِها. وخيرُ ما أدلُّك عليه في ذلكَ كتبُ غريب الحديث، ككتاب أبي عبيدٍ القاسم بن سلامٍ، أو كتاب ابن قتيبة، أو الخطَّابي، أو الزمخشريِّ، أو ابن الأثير. وكتابُ أبي عبيدٍ يفضُلُها لتقدُّمِه، واعتمادِه على التلقِّي عن كبارِ العلماء، كأبي عبيدةَ، وأبي زيد، والأصمعيِّ، والكسائيِّ.

    وتقرأ أيضًا في معجمات العربية المصنَّفة على الحروف. ومن أجلِّها، وأصحِّها (تهذيب اللغة) لأبي منصور الأزهريِّ، فإنَّه كان ناقدًا، وكانَ طويلَ الأناة، شديدَ التحرِّي في ما يَروي. وله حكاياتٌ عن الأعرابِ. وفي مقدِّمته التي افتتحَ بها كتابَه علمٌ غزيرٌ، وفوائدُ جمَّةٌ.

    وتقرأ أيضًا في معجماتِ العربيَّة المُدارةِ على المعاني. وهي على نحوين، فنحوٌ منها يعقِدُ البابَ، ثم يذكرُ ما ينساقُ تحتَه من الألفاظِ ذاتِ المعنَى الواحدِ. ونحوٌ يذكرُ الألفاظَ في جمَلٍ تامَّةٍ ابتغاءَ التيسيرِ على الكتَّابِ، والمتأدِّبين. فأمَّا النحو الأول من الكتب، فرائِدُها، وسيِّدُها كتاب أبي عبيدٍ (الغريب المصنَّف)، ثم كتاب (التلخيص في معرفة أسماء الأشياء) لأبي هلالٍ العسكريِّ لتقدُّمِه. ولا أغضُّ من (فقهِ اللغة) لأبي منصور الثعالبيِّ، فإنه غايةٌ في هذا الباب، وكذلكَ (المخصّص) لابن سيده، فإنَّه أوسعُها سَعةً، وأجمعُها للعربيِّ القديمِ من الألفاظ. ولا أنصحُ بـ(كفاية المتحفظ) لابن الأجدابيِّ، فإنَّه يباعد القارئ عن فَهمِ الكلامِ العربيِّ، ومعرفةِ فروقِ ما بينَ الألفاظِ على وجهِ التحقيقِ لما فيه من شِدَّة الإيجازِ الذي ربَّما أفضَى إلى الخلط، والخطأ. ولهذا الأمرِ قدَّمتُ كتبَ غريبِ الحديثِ، إذْ كانَت الألفاظُ فيها تُقرَأ في سياقاتِها، فيكون هذا أسرعَ في الحفظِ، وأدنَى إلى الفَهم. وأمَّا النحو الثاني، فعليكَ بكتابِ (الألفاظ الكتابية) للهمَداني. ومِن الكتب الحديثةِ (نُجعة الرائد) لإبراهيمَ اليازجيِّ.

    فإذا أنت أطلتَ النظرَ، وأدمنتَ الفِكرةَ في هذه الكتبِ التي عرضتُها لك. كلَّ ذلكَ تُردِّدها بصوتٍ مسموعٍ، وتتحسَّسُ معانيَها على وجوهِها، وتتقرَّاها يداكَ بلَمسٍ، فقد استوثقتَ من هذا البابِ بابِ الألفاظِ، وخرجتَ منه أبجرَ الحقيبةِ، فمِلْ إلى البابِ الذي بعدَه. وهو بابُ المعاني. وفائدةُ هذا البابِ أنَّه يُمكِّنك من تجليةِ أفكارِك، وتوضيحِها، والاحتجاجِ لها، ويبسُطُ ذرعَك في تشقيقِ الكلام، ويَزيدُ في مادَّتك، ويقوِّي مقدرتك على حسنِ التذوقِ، ودِقَّة التأمُّلِ. ومن أمثلِ كتب المعاني كتاب المعاني الكبير لابن قتيبة، والموازنة بين أبي تمَّام والبحتريِّ للآمديِّ، والأشباه والنظائر للخالديَّين، والوساطة بين المتنبي وخصومه للقاضي الجرجاني، والمنصف لابن وكيع، وديوان المعاني لأبي هلال العسكري. فإذا لبثتَ زمانًا من دهرك تتقلَّبُ بين هذه الكتب، وتنفُذُ إلى ما فيها من المعاني، وتشاركُ مؤلِّفيها آراءَهم مؤيِّدًا، ومخالفًا، وتضمُّ المعنَى منها إلى شكلِه، والنظيرَ إلى نظيرِه، وتُحسِن المفاضلةَ بينها، فقد نِلتَ شطرًا كبيرًا من الفقهِ بالمعاني، والبصرِ بها. ويحسُن حين إذٍ أن تقرأ في الكتب التي تشدُّ أيدَك في البحثِ القاصدِ، والاستدلالِ الصائبِ، ودرك الحجةِ، وتحقيقِ المسائلِ، ونقدِها. ومنها كتابُ سيبويه، ورسالة الشافعيِّ، وحيَوان الجاحظِ، ورسائله ، وتفسير الطبريِّ، وخصائص ابن جنِّي، ودلائل الإعجاز، وأسرار البلاغة لعبدِ القاهرِ الجرجانيِّ. ومن الكتب الحديثة كتاب على السفود للرافعيِّ، وكتابا محمود شاكر نمط صعب ونمط مخيف، وأباطيل وأسمار.

    وبذلك تستكمِل آلةَ هذا الباب إن شاء الله.

    فأمَّا الكتبُ التي ترتاض بها على جودةِ الأسلوب، وعلى التصرُّف في فنون البلاغة، والتي تُزلِفُك إلى محاسنِ البيان، فأولُها كتابُ الله عزَّ وجلَّ، ثم نهج البلاغةِ المنسوب إلى علي GifModified_05.gif، والقصائد السبع بشرح أبي بكرٍ الأنباريِّ، والمفضليات بشرح أبي محمدٍ الأنباريِّ، وأشعار الستة الجاهليين بشرح البطليوسيِّ، وديوان الحماسة بأيِّ شرح شئتَ، والبيان والتبيين للجاحظ، والكامل للمبرِّد، والأمالي لأبي عليٍّ القالي مع اللآلي لأبي عبيدٍ البكريِّ بتسميطِ الميمنيِّ، وزهر الآداب للحُصْريِّ، ومقامات الحريريِّ. ثمَّ هناكَ بعدُ كتبٌ أخرَى تُقسَّم بحسَب الغالب عليها إلى أقسامٍ مختلفةٍ. فمنها ما تستفيدُ منه أسلوبَ الأدبِ، والحكمةِ، كالأدب الكبير، والأدب الصغير لابن المقفَّع، وديوان أبي تمَّام، وديوان المتنبي، وسقط الزّند، واللزوميات لأبي العَلاء. ومنها ما تستفيد منه أسلوبَ القصص، وسياقة الأخبار، ككليلة ودمنة لابن المقفع، والبخلاء للجاحظ، وكتاب الأخبار الطوال لأبي حنيفة الدينوريِّ، وتاريخ الطبريِّ، والأغاني لأبي الفرج الأصفهانيِّ. ومن كتب المحدَثين عبَرات المنفلوطيِّ، والروايات التي ترجَمَها، وقصص من التاريخ، وقصص من الحياة، والذكريات للطنطاويِّ. ومنها ما تستفيد منه أسلوبَ المقالة، كنظرات المنفلوطيِّ، ووحي القلم للرافعيِّ، ووحي الرسالة للزيَّات.

    أمَّا العملُ في كتب هذا الباب، فعلَى وجوهٍ مختلِفةٍ، فمن الفِقَرِ ما تكتفي بقراءته مرَّة واحدةً قراءةً متأنِّيةً متأمِّلة مع التفكُّر في أسلوبِ الكاتب، وطريقتِه في الانتقالِ من قضيَّة إلى قضيَّة، ومن غرضٍ إلى غرضٍ، والتدقيقِ في ألفاظِه التي يستعملُها في كلامِه، وتحفُّظِ الجيِّدِ منها. ومن الفِقَرِ ما تحتاجُ إلى أن تكِرَّ عليها، فتعيد قراءتها، لشرفِها، ونبلِها. وأنا أستحِبُّ لك أن تجهرَ بها، وتُفصِح في نطقِك لها مترويًّا متمهِّلاً، وأن تقرأها قراءةَ مدقِّقٍ، وقراءةَ منقِّرٍ، وقراءةَ مَن يحترسُ أن تنِدَّ عنه لطيفةٌ، أو تفوتَه نادرةٌ، وأن تقِفَ على معانيها، وألفاظِها (وقوفَ شحيحٍ ضاعَ في التُّربِ خاتمُه). ومن الكلامِ كلامٌ ينبغي حفظُه، أو حفظُ قدرٍ منه كالقصائد السبع، والمفضليات، والحماسة، ولو أنَّ أحدًا حفظَهنَّ كلَّهنَّ، لم يكن ذلك كثيرًا، وكبعضِ الخُطَبِ، والحِكَمِ المبثوثةِ في ما سلفَ ذكِرُه من الكتب. ومن الطُّرقِ الحُسنَى المجرَّبة أن تقرأ القطعةَ، وتفهم معناها، ثم تغلِق الكتاب، وتحاولَ أن تكتبها بأحسنِ ما تقدِر عليه من البيان، ثم تفتح الكتاب، فتقارن بين تعبيرك، وتعبير الكاتب. فإنَّك إذا فعلتَ ذلك، عرفتَ مواضعَ إحسانك، فلزِمتَها، ومواطنَ إخفاقِك، فتجنبتَها. و (بضدِّه يتبيَّن الضِدُّ). وطريقةٌ أخرَى، وهي أن تسجِّلَ ما يُعجِبُك من الكلامِ البليغِ بمسجِّل الصوت، ثمَّ تأخذ في الاستماع إليه رائحًا غاديًا حتى تطمئِنَّ إلى أنكَ قد حفظتَه، أو كدتَّ.

    وبعد، فإن شئتَ أن تستعرِضَ الكتبَ التي قصدَ أصحابُها إلى جمعِ ما لا بُدَّ للمتأدِّبِ من معرفتِه، كأدب الكاتب لابن قتيبة مع شرحِه الاقتضابِ للبطليوسيِّ، والعمدة لابن رشيق، والمثل السائر لابن الأثير، والوسيلة الأدبية للمرصفيِّ، فقد بلغتَ الغايةَ، وأبعدَ من الغايةِ.

    فهذا بعضُ ما طاوعَني ذكرُه في هذا الأمرِ. على أنَّ ما أوردتُّ من الكتب قليلٌ من كثيرٍ. وقد يغني بعضُ ذلكَ عن بعضٍ. وإنَّما صنَّفتُ هذه الكتبَ إلى أبوابٍ مختلِفةٍ معَ تداخلها، وتشابكها، لأن الشيء إنما يُنسَب إلى معظَمِه، والمشتهرِ من أحواله.

     

    وفقني الله وإياكَ إلى الرأيِ النجيحِ، والحجَّة الصحيحة، ورزقنا من حسنِ البيانِ ما ينوِّه بها، ويُجلِّي عنها.

     

     

    ***

    • معجبة 2

  9. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    ما شاء الله , ألف مُبارك يا غالية : )

    بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير

    سُعدت بهذا الخبر كثيرًا

    بُشرتِ بالجنان أم رقية : )

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×