اذهبي الى المحتوى

أم ريان الأثرية

العضوات
  • عدد المشاركات

    978
  • تاريخ الانضمام

  • تاريخ آخر زيارة

مشاركات المكتوبهة بواسطة أم ريان الأثرية


  1. بسم الله الرحمن الرحيم

     

    جزاك الله خيرا أختنا سندس واستبرق ونفعنا بك وبمشاركاتك .

     

    الحمد لله لي حساب على الفيس وعلى تويتر وأسأل الله ان يرزقنا الإخلاص في نوايانا

     

    هذفي من دخول برامج التواصل الإجتماعي الدعوة إلى الله ونشر مايفيد من يتابعني من أحاديث ورسائل اجتهد قدر امكاني ان تكون مطابقة للسنة ولابدعة فيها ولااي مخالفة شرعية

    التعرف على الكثير من الأخوات اللاتي احسبهن على خير والاستفاة منهم .

    تقديم النصح والإرشاد لمن ارى لديها منشور او شيء به مخالفات شرعية .

    حرصي على ان اترك لنفسي شيء بعد وفاتي تأتيني منه حسنات وأجر كبير .

     

    نقل بعض مما انشره او تنشره أخواتي إلى برامج تواصل أخرى مثل الواتس اب والفايبر وغيرها .

     

    أسأل الله ان يرزقنا النوايا الحسنة وان تكون خالصة لوجهه الكريم .


  2. بسم الله الرحمن الرحيم

     

    ثبات القلوب على الخير

    وقد ورد في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم:

    (يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك)

    (يا مصرف القلوب اصرف قلبنا إلى طاعتك)..

    وفي حديث اخر:

    (مثل القلب كمثل ريشة بأرض فلاة تقلبها الرياح)..

    واعلم:أن القلوب في الثبات على الخير والشر والتردد بينهما ثلاثة:

    القلب الأول: قلب عمر بالتقوى، وزكي بالرياضة، وطهر على خبائث الأخلاق، فتنفرج فيه خواطر الخير من خزائن الغيب، فيمده الملك بالهدى.

    القلب الثاني: قلب مخدول، مشحون بالهوى، مندس بالخبائث، ملوث بالأخلاق الدميمة، فيقوى فيه سلطان الشيطان لا تساع مكانه، ويضعف فيه سلطان الإيمان، ويمتلئ القلب بدخان الهوى، فيعدم النور، ويصير كالعين الممتلئة بالدخان لا يمكنها النضر، ولا يؤثر عنده زجر ولا وعظ.

     

    القلب الثالث: قلب يبتدي فيه خاطر الهوى، فيدعوه إلى الشر فيلحقه خاطر الإيمان فيدعوه إلى الخير..

    مثاله: أن يحمل الشيطان حملة على العقل، ويقوي داعي الهوى ويقول: أما ترى فلانا وفلانا كيف يطلقون أنفسهم في هواها، حتى يعد جماعة من العلماء، فتميل النفس إل الشيطان فيحمل الملك حملة على الشيطان ويقول: هل هلك إلا من نسي العاقبة، فلا تغتر بغفلة الناس عن انفسهم،

    أرأيت لو وقفوا في الصيف في الشمس ولك بيت بارد، أكنت توافقهم أم تطلب المصلحة؟

    أفتخالفهم في حر الشمس ولا تخالفهم فيما يئول إلى النار؟

    فتميل النفس إلى قول الملك، ويقع التردد بين الجندين إلى أن يغلب على القلب ما هو أولى به، فمن خلق للخير يسر له، ومن خلق للشر يسر له:

    (فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء

    (الأنعام 125 )

    اللهم وفقنا لما تحبه و ترضاه

    من كتاب

    مختصر منهاج القاصدين

    للأمام بن قدامة المقدسي

    صفـــ147ــ148ــة

     

     

     

    (( اللهم ثبت قلوبنا على طاعتك ))

     

     

     

     

     

     

    اعجبني فنقلته لكم

    • معجبة 1

  3. بسم الله الرحمن الرحيم

     

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

     

    السؤال:

    فضيلة الشيخ، أشرتم وفقكم الله إلى تعلم اللغة الإنجليزية فهل يعني هذا أنكم تحرمون تعلم اللغة عموماً أم هناك تفصيل؟ ثم هناك حديث: ( من تعلم لغة قوم أمن مكرهم ) كيف نوفق بين هذا وبين هذا الحديث؟

     

    الجواب:

    أما تعلم اللغة غير العربية فهذا ليس حراماً، بل قد يكون واجباً إذا توقفت دعوة غير العربي على تعلم لغته، بمعنى أننا لا يمكن أن ندعوه للإسلام إلا إذا عرفنا لغته لنخاطبه بها صار تعلم لغته فرض كفاية؛ لأنه لا بد أن نبلغ هؤلاء الأعاجم -وأعني بالأعاجم ما ليسوا بعرب- دين الله وبأي وسيلة؟ بلغتهم كما قال تعالى: { وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ } [إبراهيم:4] فأحياناً يكون تعلم اللغة الأجنبية واجباً إذا توقفت دعوة أهل هذه اللغة على تعلم لغتهم.

    لكن الذي أنكره وأرى أننا على خطر منه أن نعلم أبناءنا الصغار ذوي الخمس سنين وأربع سنين وما أشبه ذلك اللغة الإنجليزية حتى تكون لسانهم الطيع في المستقبل، هذا هو الذي أنكره، وإلا إذا دعت الحاجة إلى تعلم اللغة الإنجليزية لدعوة الناس إلى الإسلام صارت فرض كفاية، وإن دعت الحاجة لأمور دنيوية مباحة صار تعلمها مباحاً.

    وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر زيد بن ثابت أن يتعلم لغة اليهود، ولغة اليهود عبرية، وكانت تأتي رسائل من اليهود إلى الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم والرسول صلى الله عليه وآله وسلم يبعث إليهم بالرسائل، فاحتاج إلى تعلم لغتهم حتى يقرأ ما يرد منهم ويكتب لهم ما يصدر إليهم.

     

    قال شيخ الإسلام : إن زيد بن ثابت تعلمها في ستة عشر يوماً، يقول شيخ الإسلام : تعلمها في هذه المدة الوجيزة؛ لأن اللغة العبرية قريبة من اللغة العربية، وهذا صحيح، ثم إن العرب فيما سبق كانوا أحسن منا وأصح أفهاماً وأقوى حفظاً، يأتي الشاعر يلقي قصيدة تبلغ مائة بيت ثم ينصرف ويحفظها الناس، نحن الآن لو ألقي بيت واحد على طلبة جاءوا للتعلم مرة واحدة، كم يحفظه منهم؟ يمكن واحد أو لا أحد.

     

    على كل حال أقول: إن الذي أنكره وأرى أننا على خطر منه هو أن نعلِّم أبناءنا الصغار اللغة الإنجليزية، لأنها ستكون لساناً لهم، ويخشى عليهم أيضاً من تعلم اللغة الإنجليزية هل يقف هذا التعلم على مجرد النطق؟ لا.

    أبداً، سوف يأخذ الكتب المؤلفة باللغة الإنجليزية ويقرأ الأدب الإنجليزي أو أدب غيرهم ممن وافقهم في اللغة ويحصل شر كثير، فليس مجرد أن اللسان يتغير، لا.

    الإنسان يريد أن يطالع الكتب التي من هذه اللغة حتى يتمرن على القراءة في هذه اللغة، وحتى يتمرس اللسان على النطق بها، وما ندري ما وراء هذه الكتب، ويذكرون عن الكتب التي تكتب من أجل تعليم اللغة الإنجليزية أشياء سيئة.

    وأما قول الأخ في السؤال: إنه في الحديث: ( من تعلم لغة قوم أمن مكرهم ) فهذا الحديث موضوع مكذوب، ليس بصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم، حتى بالمعنى لا يصح، هل أنت إذا تعلمت لغة قوم أمنت مكرهم؟ لا.

    ولهذا نحن الآن عرب هل نأمن مكر الغرب بنا ؟ لا نأمن، مع إننا من أهل لغتهم.

     

     

    السؤال:

    فضيلة الشيخ، ما العيب إذا تم تعليم الطفل اللغتين: العربية وحفظ القرآن واللغة الإنجليزية وكان للطفل القدرة على التعامل باللغتين مع الالتزام بالخلق الإسلامي؟ سؤال آخر: فضيلة الشيخ! أنا أدخل الصبية رياض الأطفال حيث يُعلمون اللغة الأجنبية، ولكنهم مقابل ذلك يخرجون من تلك الرياض -وأخص منها الحكومية- يخرجون منها مؤهلين للدراسة في المرحلة الابتدائية أكثر من أولئك الذين لم يدخلوا الرياض، سؤالي: هل نصحكم فتوى أم هو اجتهاد منكم أثابكم الله؟

     

    الجواب:

    أولاً: أنا لا أدري ما الفرق بين الفتوى أو النصيحة، الناصح مفت وزيادة؛ لأن المفتي يبين الحكم وقد لا يعطي ترغيباً ولا ترهيباً، لكن الناصح يعطي الحكم ويرغب أو يرهب، وأنا الذي أدين الله به أن الإنسان الذي يعلم أطفاله الصغار الذين في هذا المستوى أرى أنه ليس بناصح لهم.

    ومسألة أنهم يتعلمون اللغة العربية واللغة الإنجليزية والقرآن وما أشبه ذلك هو فرض وهمي، الآن الصبيان إذا تعلموا اللغة الإنجليزية تجدهم يتكلمون بها ويتخاطبون بها.

    الآن يقول الواحد منهم يتعلمون: باي باي! يتعلمون هذا، أي: هم يعشقون اللغة الإنجليزية لأنها غريبة على ألسنتهم.

    وأما أنهم يؤهلون فنعم، لأن رياض الأطفال الحكومية لا تنهج هذا المنهج، فقد يكون في هذه الرياض تأهيل، لكن أفضل أن يكون ولدي ما دام صغيراً عندي في بيتي أحن عليه وأألفه ويألفني، ثم إذا بلغ السن التي حدد النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون الطفل قابلاً أدخله، قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( مروا أبناءكم بالصلاة لسبعٍ واضربوهم عليها لعشر ) هذه هي التربية الصحيحة، أما أن أثقل عليه من يوم هو صغير في التعلم فقد لا يكون هذا من حسن التربية.

     

     

    السؤال:

    فضيلة الشيخ، نجد أن بعض الناس ربما يتخاطب مع غيره من الشباب وغيرهم باللغة الإنجليزية أو ببعض مفرداتها، هل يفرق هذا بين من كان في مجال عمل، كما أننا نحن مثلاً في المستشفى نتخاطب مع زملائنا باللغة الإنجليزية غالباً ولو كان الأمر لا يحتاج للكلام، ولكننا تعودنا ذلك بمقتضى مخالطتنا لهم، فهل في هذا بأس وإذا تكلم الإنسان بكلمة من غير العربية فهل يأثم بذلك؟

     

    الجواب:

    الكلام باللغة غير العربية أحياناً لا بأس به، فإن النبي عليه الصلاة والسلام قال لطفلة صغيرة جارية قدمت من الحبشة فرآها وعليها ثوب جميل، فقال: ( هذا سنا، هذا سنا ) أي: هذا حسن كلمها باللغة الحبشية؛ لأنها جاءت قريبة من الحبشة .

    فخطاب من لا يعرف العربية أحياناً باللغة التي يفهمها هو لا بأس به، وليس فيه إشكال، لكن كوننا يأتينا هؤلاء القوم لا يعلمون اللغة العربية، ثم نتعجم نحن قبل أن يتعربوا هم، مثل أن تجد بعض الناس إذا خاطب إنساناً غير عربي بدل ما يقول: لا أعرف، يقول: ما في معلوم لماذا يقول: ما في معلوم؟ لأجل أن يعرف ما يقول له، والصحيح أن يقول له: لا أعرف، حتى يعرف هو اللغة الصحيحة لكن مع الأسف الآن نخشى على أنفسنا أن نكون أعاجم.

     

    اللقاء الشهري رقم 3

     

     

     

    منقووول لأهميته


  4. بسم الله الرحمن الرحيم

     

    إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون

     

    لله ما أخذ وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمَّى، فلتصبري ولتحتسبي.

     

    أسأل الله أن يغفر ذنبها، ويعلي قدرها، ويسكنها فسيح جناته، وأن يثبتها في قبرها، ويثبتنا على دينه

     

     

    أختنا ومشرفتنا ام جومانا و جنى

     

    الله يرحمها ويغفر لها ويجعل مثواها الجنة ويجمعك بها في الفردوس الأعلى .


  5. بسم الله الرحمن الرحيم

     

     

     

     

     

     

     

    [لِأَوَّل مرَّة / صوتي ومُفرَّغ]

    العَشْرُ الأَواخِر من رمضان -

    لسماحة الشَّيخ العلاَّمة:

    صالح بن مُحمَّد اللُّحَيْدَان

    حفظه الله تعالى ورعاه، وثبته على الإسلام والسنة، وجزاه عنا خير الجزاء

    nujom.png

    كلمةٌ لسماحة الشَّيخ يوم 21-9-1424هـ بالحرم المكِّي

    وبعدها تفضل بالإجابة على بعض أسئلة الحاضرين

    أسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفع بها الجميع

    nujom.png

    للتحميل:

    nujom.png

    تفريغ الكلمة:

     

    .. والصَّلاة والسّلام على سيِّد الأوّلين والآخرين سيّدنا ونبيّنا محمّد وعلى آله وصحابته والتّابعين لهم بإحسان إلى يوم الدِّين، وبعد:

     

     

    هذا الصَّباح يا عباد الله أوّل أيَّام العشر الأواخر من رمضان، وقد ثبت في الصَّحيحين من حديث عائشة –رضي الله عنها- أنّ النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- اعتكف العشر الأواخر، كان يعتكف حتّى تُوفّي –صلّى الله عليه وسلّم-، واعتكف أزواجه معه وبعده، وكان عددٌ من الصَّحابة يعتكف العشر الأواخر، وكان اعتكف العشر الوُسط فلمّا أصبح من آخر أيَّام العشر الوسط أخبر الصَّحابة أنَّهُ أُرِيَ ليلة القدر وأنّها في العشر الأواخر، وقال: (من كان اعتكف معي فليعتكف العشر الأواخر)، ولزم ذلك –صلّى الله عليه وسلّم- إلى أن مات.

     

     

    فالاعتكاف مشروعٌ، ذكره الله -جلّ وعلا- في كتابه الكريم، وأنّ المعتكف لا يكون له يقرب النِّساء مادام عاكفًا في المساجد، وكان النّبيّ -عليه الصَّلاة والسَّلام- يتّخذ في المسجد (كلمة لم أفهمها) حصيرًا يخلو فيه بربِّه –جلّ وعلا- يتعبَّد، ثُمَّ لا يخرج إلاّ لقضاء حاجةٍ أو طعامٍ أو صلاة بالجماعة –صلّى الله عليه وسلّم-.

     

     

    وأصلُ الاعتكاف: أَنْ يحبس الإنسان نفسه في المسجد، والغالب أنّه في رمضان، لا وجوبًا وإنّما لأهميَّة ما يُطلب في شهر رمضان من موافقة ليلة القدر التي نوّه الله –جلّ وعلا- بذكرها في أكثر من موضع في القرآن الكريم، وبيَّن أنّها خيرٌ من ألف شهر، فكان النّبيّ –عليه الصّلاة والسّلام- يتحرّاها، ويقول لأصحابه: (من كان منكم مُتحرّيها فليتحرّى في العشر الأواخر في الوتر منه)، واختلف العلماء: هل هي في كلِّ عام؟ أو في كلِّ العام؟ لكن المُهمّ أن نتطلّبها في العشر كلِّها.

     

     

    ومن اعتكف؛ فالشَّأن في المُعتكِف: أن يُقلِّل من العلاقات الدّنيويَّة، لا يُكرِّر الاتّصالات، ولا يخرج لزيارة مريض ولا لاتّباع جنازة، وفي مكّة لا يخرج لأداء عمرة، ما دام عاكفًا فَلْيُوفِّر الوقت كلّه لاعتكافه من صلاة وقراءة قرآن وتسبيح وتهليل وتحميد وتكبير وسؤال وطلب، يُقلِّل من الأحاديث الدّنيويَّة ما أمكن، ولأنّ الهواتف في هذا الزّمن صارت مع النّاس في كلِّ مكان.

     

     

    ينبغي للمعتكف أن يهجر الاتّصالات الهاتفيَّة إلاَّ في أمرٍ لابدّ ضروريّ، أمّا إذا أراد أن يعتكف ويده على أذنه جلّ الوقت فما هو الاعتكاف.

     

     

    الاعتكافُ عبادةٌ، صلاةٌ وتلاوةٌ للقرآن، سؤال وذكرٌ، ليُدرِك الإنسان ما قصد من الأجر والثّواب، وقَبول الدّعاء.

     

     

    وقيل: أقلّ الاعتكاف يوم وليلة، وقيل: ليلة، والأولى في هذا الشّهر لمن همَّ بالاعتكاف أن يعتكف بقيَّة شهره هذا، وكان النّبيّ يدخل –صلّى الله عليه وسلّم- في مُعتكفه إذا صلَّى الفجر في اليوم الحادي والعشرين، ثُمّ لا يُنهي اعتكافه إلاّ بغروب شمس يوم الثّلاثين أو ثبوت دخول شهر شوَّال.

     

     

     

    فمن اعتكف فينبغي له أن يقتدي برسول الله –صلّى الله عليه وسلّم-.

     

     

    والاعتكاف لا يُشترط أن يكون في رمضان، يجوز في غيره، لكنّ أفضل الاعتكاف ما كان في رمضان، لأنّه هو الذي واظب عليه رسول الله –صلّى الله عليه وسلّم-، ومن كان في هذه البلد عند هذا البيت العتيق وَفَد إلى بيت الله مُعتمرًا فحَسَنٌ أن يعتكف، لأنّه لا أعمال هامَّة تتطلَّبُه، لِيَعتكف حتّى يُوفِّر الوقت كلّه لطاعة الله، يُصلِّي في أوقات الإباحة ما تيسَّر له، ويترك الصَّلاة في أوقات النّهي إلاّ إن طاف صلّى ركعتي الطّواف.

     

     

    وقد يُوفَّق الإنسان في هذه الأيَّام إن اعتكف أو اجتهد في العبادة ولو لم يعتكف بأن يدعُوَ ربّه –جلّ وعلا- ثُمّ تُصادف الدّعوة ساعةً يُقبل فيها الدّعاء فيكتب الله له بما يتقبّله من دعاء سعادة الدُّنيا والآخرة.

     

     

    والنِّساء يجوز لهنّ أن يعتكفن لكن بشرط: أن تأمنَ على نفسها، وأن تتجنَّب التّبرّج والظّهور بمظهر الفتنة، وأن تحرص أن تكون في الأماكن التي يقلّ غشيان الرِّجال لها أَوْ لا يَغْشَوْنها، وإذا خافَت أن لا تُحْكِم الاعتكاف فخيرٌ لها أن لا دخل في شيءٍ لا تُجيدُ العمل به.

     

     

    فاحرص أيُّها المسلم على شغل أوقاتك من نهارٍ وليلٍ بما ينفعك، وما زاد عن مطالب معيشتك وقيامك بالعمل الذي أنت مُلْزَمٌ به أحسِن علاقتك بعبادة ربِّك وتلذَّذ بها فإنّها حياةُ القلوب، وصحَّة القلوب، وإذا صحَّ القلبُ وكان في حياةٍ جيِّدة صلُحَت الأعمال، وعظمت المكاسب، وتحقّق بإذن الله –جلّ وعلا- تحصيلُ الثَّواب.

     

     

    وإذا رغبتَ طوافًا فاشغل وقت الطّواف بتأمّلٍ بهذه العبادة، وحُسن أداء، واشتغالاً بالذِّكر، وتجنَّب المزاحمة المُؤذِيَة لك أو للطَّائفين، وإذا كان تكرار الطّواف يزيدُ الزِّحام المُرهق فيكفي من طاف سابقًا أن يُقلِّل إلاّ في ساعات خفّة المطاف وتيسّر الطّواف.

     

     

    والطّواف وسائر العبادات إنّما شُرِعت لإقامة ذكر الله، فينبغي أن يُشغَل المقام بالإكثار من التّسبيح والتّهليل والتّحميد والتّكبير، وقول: (سبحانك اللهم وبحمدك، اللهمّ اغفر لي)، وقول: (لا حول ولا قوّة إلاّ بالله)، وقول: "ربّنا آتنا في الدُّنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النّار"

     

    للعبد حاجاتٌ قبل طلبها يُثني على الكريم الأكرم الربّ الرّحيم؛ يُمجِّده وهو أهلٌ لكلِّ حمد؛ يُثني عليه وهو أهلُ الثَّناء؛ ثُمّ يطلب حاجته، والله لا يُخيِّب رجاء من رجاه، ولا يُذِلّ من استعزّ به صدقًا، ولا يردّ من أقبل عليه طائعًا تائبًا نادمًا لا يردّه خائبًا.

     

     

    فأسألُ الله جلّ وعلا بأسمائه وصفاته أن يُعيننا جميعًا على أداء الأعمال الصَّالحات، وأن يُوفِّقنا لإخلاص العمل لله، وموافقة هدي رسول الله –صلّى الله عليه وسلّم-.

     

     

     

    اللهم يا ذا الجلال والإكرام نسألك بأنّك أنت الله الذي لا إله إلاّ أنت؛ أنت الحيُّ القيّوم ذو الجلال والإكرام؛ نسألك أن تغفر ذنوبنا، وتُقيل عثراتنا، وتُؤمّن خوفنا، وتجبُرَ كسرنا، وتُغنينا يا إلهنا عن خلقك.

     

     

     

    اللهم أغننا بفضلك عن خلقك، ولا تكلنا إلى عبادك، ولا إلى أنفسنا طرفة عين، يا ذا الجلال والإكرام.

     

     

     

    اللهم أعزّ دينك، وأعلِ كلمتك، وانصر الحقّ وانصر أولياءك، واحظر الباطل وأهله يا حيُّ يا قيُّوم.

     

     

     

    ربّنا آتنا في الدُّنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النّار.

     

     

     

    ربّنا لا تُزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمةً إنّك أنت الوهَّاب.

     

     

     

    اللهم يا حيّ يا قيُّوم، يا مُجيب الدُّعاء، يا كاشف الضّرّ والبلوى، نسألك أن تكشف ضرّ المسلمين، وترفع عنهم البلوى، وتُحقِّق لهم الأمن في أوطانهم على تمسّكٍ بدينك، وتعظيمٍ لشرعك، وانتصار على أعدائك، يا حيُّ يا قيُّوم.

     

     

     

    اللهمّ أرنا في أعداء الإسلام في اليهود والنّصارى وسائر طوائف الكفر عجائب قدرتك.

     

     

     

    اللهم إنّا نسألك أن تكفينا شرّهم، وتضع قدرهم، وتُذلّ سلطانهم في كلِّ مكان.

     

     

     

    اللهم أخرجهم من بلاد الإسلام أذلّة خاسرين عاجلاً غير آجل يا ربّ العالمين.

     

     

     

    اللهم أصلح قادتنا، ووفِّقهم للعمل الصَّالح، وثبّتهم بالقول الثّابت، واجعل أهمّ أمورهم عندهم خوفَك ورجاءك وإرضاءك يا ربّ العالمين، وخُصّ يا إلهنا من ولّيته أمر هذه البلاد بمزيدٍ من التّوفيق والتّسديد والصَّلاح والهُدَى.

     

     

     

    اللهمّ اهده وأصلحه، واهد وأصلح له ذريته وإخوانه وأعوانه وأهل بلده والمسلمين أجمعين.

     

     

     

    اللهم احفظ به أمن بلادنا، وصُن به مقدّساتنا، وأمِّن به سبلها، وانشر به الخير والبركة والأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر يا ذا الجلال والإكرام.

     

     

     

    سبحانك لا إله إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بك، وآخرُ دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.

     

     

     

    وصلى الله على نبيِّنا محمد وآله وصحبه وسلّم تسليمًا كثيرًا.

     

     

     

     

     

     

    منقووول

     

     

     


  6. بسم الله الرحمن الرحيم

     

    يقول العلماء " الراجح والصحيح أن الله أخفى أمرها ليجتهد الناس في العبادة ، وأنها تنتقل "

     

    يعني لاتكون كل سنة في ليلة واحدة ، ولكن أحْرى الليالي أن تكون في ليلة سبعة عشرون ، ولكن قد تكون في غيرها ، بل رُبما تكون في الشفع من العشر الأواخر ، وبعض الناس يتساهل في الليالي الشفع فيُصلي في ليلة الحادي والعشرين ، ليلة الثالث والعشرين ، وليلة الخامس والعشرين ، وليلة السابع والعشرين ، وليلة التاسع والعشرين ، الليالي الشفع يتركها وهذا خطأ

     

     

    خطأ من جهتين :

     

     

    أولاً : الحديث جاء " التمسوها في العشر " ورجح أهل العلم أنها تنتقل ، وأنها قد تكون في الليالي الشفع .

     

     

    الأمر الثاني :- قد نحن نكون أخطأنا في بداية الشهر ، فيكون في الحقيقة التي نظن انها ليالي الوتر هي شفع ، فلذلك الأولى بالمسلم أن يصلي الليالي العشر كلها .

     

    منقوول


  7. بسم الله الرحمن الرحيم

     

     

    _____________________

     

    يبدأ المسلمون في آيسلندا الصيام بداية من الساعة 2 صباحا ويفطرون في الثانية عشر ليلا، إذ أن الشمس لا تغيب بشكل كامل ولكنها تختفي لمدة 3 ساعات فقط ثم تعود للظهور من جديد.

     

    أجرت إذاعة صوت هولندا مقابلات مع مسلمين في آيسلندا للتعرف على الطريقة التي يتعاملون بها مع رمضان في بلد لا تغيب عنه الشمس.

     

    *

     

    يقول إبراهيم سفيرير أول أيسلندي يدخل الإسلام إنه وجد أن عليه تعلم الكثير وحده، فقد بدأ الصيام لأول مرة منذ 35 عاما وحينها كان يتساءل عن كيف سيصوم في بلد يستمر فيه النهار 22 ساعة، فبعث إلى الأزهر وعدة منظمات إسلامية في لندن لسؤالهم لكنه لم يتلق أيه إجابة ولذا اعتمد لنفسه "فتواه الشخصية" وقرر أنه سيصوم على توقيت مكة.

     

     

     

    ويرى الشيخ أحمد صديق إمام المركز الإسلامي الإيسلندي أن رمضان فرصة طيبة للإفطار معا في المركز ثم صلاة التراويح لأن الوقت لا يتسع للفرد لكي يفطر في بيته ثم يعود للمسجد للصلاة.

     

    *

     

    ويعتبرعنبري رضوان، مغربي صاحب مطعم في آيسلندا، الصيام صعبا لأنه يصاب بالملل لطول اليوم، مؤكدا أن الأمر لا يتعلق بالجوع خاصة وأن درجة حرارة الجو غير مرتفعة، وقال: "اتخيل لو وصل عدد ساعات الصيام في إحدى الدول العربية لتصبح مثل آيسلندا لكان الصيام صعبا جدا".

     

    *

     

    فيما ترى إريس بيورك، ممرضة مسلمة، أن الصيام في آيسلنداغريبا، حيث تعمل هي في مكان تشاهد فيه الجميع يأكلون بشكل عادي ولكن هذا يذكرها بالهدف من الصيام، حيث تقول: "الهدف من الصيام ليس الامتناع عن الأكل فقط، بل الاحساس بالناس الذين لا يجدون الطعام ولا المياه".

     

    *

     

    وتقول أجنس أوسك، ربة منزل آيسلندية: "نظرا طول ساعات الصيام فنحن نصاب بالتعب ونضطر للنوم، لأن صيام 22 ساعة ليس سهلا".

     

     

    فلنحمد الله أخواتي الحبيبات إذن على حالنا و لا نتذمر و نقول أننا تعبنا من الصيام و النهار طويل و هكذا.

     

     

    منقوول


  8. بسم الله الرحمن الرحيم

     

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

    قال الله تعالى ( فذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين )

     

     

    قال سماحة الوالد العلامة صالح بن فوزان الفوزان - حفظه الله - في كلمة له بعنوان :

     

    انتصف رمضان ... فماذا قدمت !!

     

    علينا أن نتأمل ماذا عملنا في هذا النصف الذي مضى ،إن كان خيرا نحمدالله ونستزيد ،وإن كان غير ذالك نتوب إلى الله عز وجل ونستدرك الباقي قبل فواته ، هذا هو الواجب على المسلم ،ولا يستمر في غفلته وأعراضه ،ولا يسير مع الناس فيما يسيرون من الغفلة والإعراض ، بل يتنبه .

    هو سيتنبه .

     

    لكن سيتنبه إذا جاءه الموت ،لاشك إنه سيتنبه

    لكن هل يتمكن من التوبة إذا جاءه الموت ؟

    لا ما يتمكن ،فاليتنبه مادام على قيد الحياة ،وبإمكانه التوبة ،وإلا هو سيتنبه

     

    مامن ميت يموت إلا ويندم

     

    يندم إن كان صالحا يندم ألا يكون تزود من الخير

    وإن كان غير صالحا يندم لأنه ضيع وفرط وفات عليه عمره بالخسارة ولا حول ولا قوة إلا بالله

    فعلينا جميعا على كل مسلم

    أن نرجع إلى الله عز وجل ،وأن نحسن فيما بقي ،ونستغفرعن تقصيرنا فيما مضى

    والله جل وعلا يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم .

     

    نسأل الله عز وجل أن يوفقنا لصالح القول والعمل ،وأن يجعلنا وإياكم ممن صام الشهر واستكمل الأجر

    وفاز بجائزة الرب سبحانه وتعالى ،الجائزة التي لا يعدلها شيء، جائزة الرب ،أما جوائز الدنيا وجوائز الناس فإنها فانية وهي فتنة

    وأما جائزة الرب سبحانه وتعالى ،فإنها هي الجائزة الحقيقية

    وهذه الجائزة إنما تحصل لمن بدل السبب

    في حياته وعمره ،في ساعاته وأوقاته ،في شهوره وأيامه ،في حياته ،بدل السبب لنيل هذه الجائزة

     

    والسبب : هو العمل الصالح ، والتوبة إلى الله عز وجل ،والإكثار من الحسنات ،والتوبة من السيئات ،هذا ينال الجائزة بإذن الله

    ولكن التوفيق بيد الله عز وجل ،والله جل وعلا حكيم عليم

    يضع الأمور في مواضعها ،فيعطي الجائزة لمن يستحقها ،ويحرم من لا يستحق وهو أعلم بأحوال عباده .

     

    فعلينا أن نتنبه لأنفسنا ،وأن نستدرك ما بقي من شهرنا ،ومن عمرنا ،وأن نرجع إلى الله عز وجل من غفلاتنا

    وعلينا إصلاح أعمالنا ،وإصلاح أنفسنا ،وإصلاح أولادنا، وما حولنا هذا هو الواجب علينا جميعا

    والله هو الموفق والهادي إلى سواء السبيل

     

    وصل الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .

     

    منقووول

     


  9. بسم الله الرحمن الرحيم

     

    عَنِ الْحَسَنِ، أَنَّ عُمَرَ، حَيْثُ «أَمَرَ أُبَيًّا أَنْ يُصَلِّيَ بِالنَّاسِ فِي رَمَضَانَ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَقْنُتَ بِهِمْ فِي النِّصْفِ الْبَاقِي، لَيْلَةَ سِتَّ عَشْرَةَ» قَالَ: وَكَانَ الْحَسَنُ يَقُولُ: «إِذَا كَانَ إِمَامًا قَنَتَ فِي النِّصْفِ، وَإِذَا لَمْ يَكُنْ إِمَامًا قَنَتَ الشَّهْرَ كُلَّهُ»

    حسن لغيره مصنف ابن أبي شيبة (2/99 – 6941 ).

     

    قُلْتُ – القائل أبو داود رحمه الله - لِأَحْمَدَ : إِذَا كَانَ يَقْنُتُ النِّصْفَ الْآخِرَ، مَتَى يَبْتَدِئُ؟ قَالَ: إِذَا مَضَى خَمْسَ عَشْرَةَ، لَيْلَةُ سَادِسَ عَشْرَةَ.

    مسائل الإمام أحمد رواية أبي داود السجستاني "ص95".

     

    المصدر : قنوت الوتر رواية ودراية "ص58، 61".


  10. بسم الله الرحمن الرحيم

     

     

    15) الحرص على الاعتكاف: لأن النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم(كَانَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ)([59]) ولقد ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه قوله: (كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْتَكِفُ فِي كُلِّ رَمَضَانٍ عَشْرَةَ أَيَّامٍ فَلَمَّا كَانَ الْعَامُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ اعْتَكَفَ عِشْرِينَ يَوْمًا)([60])، وقال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: (وشرع لهم الاعتكاف الذي مقصوده وروحه عكوف القلب على الله تعالى وجمعيته عليه والخلوة به والانقطاع عن الاشتغال بالخلق والاشتغال به وحده سبحانه بحيث يصير ذكره وحبه والإقبال عليه في محل هموم القلب وخطراته فيستولي عليه بدلها ويصير الهم كله به والخطرات كلها بذكره والتفكر في تحصيل مراضيه وما يقرب منه فيصير أنسه بالله بدلا عن أنسه بالخلق فيعده بذلك لأنسه به يوم الوحشة في القبور حين لا أنيس له ولا ما يفرح به سواه فهذا مقصود الاعتكاف الأعظم ولما كان هذا المقصود إنما يتم مع الصوم شرع الاعتكاف في أفضل أيام الصوم وهو العشر الأخير من رمضان ولم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه اعتكف مفطرا قط بل قد قالت عائشة : لا اعتكاف إلا بصوم)([61]).

     

    16) الاجتهاد في أنواع العبادة طوال أيام الشهر: (فيشرع لجميع المسلمين الاجتهاد في أنواع العبادة في هذا الشهر الكريم من: صلاة النافلة، وقراءة القرآن بالتدبر والتعقل، والإكثار من التسبيح، والتهليل، والتحميد، والتكبير، والاستغفار، والدعوات الشرعية، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة إلى الله عز وجل، ومواساة الفقراء والمساكين، والاجتهاد في بر الوالدين، وصلة الرحم، وإكرام الجار، وعيادة المريض، وغير ذلك من أنواع الخير؛ لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم في الحديث: (ينظر الله إلى تنافسكم فيه، فيباهي بكم ملائكته، فأروا الله من أنفسكم خيرًا، فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله)([62])، ولما روي عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: (من تقرب فيه بخصلة من خصال الخير كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه)([63]))([64]).

     

    17) تمرين الصبيان والفتيات على الصيام: (يؤمر الصبيان الذين لم يبلغوا بالصيام إذا أطاقوه كما كان الصحابة رضي الله عنهم يفعلون ذلك بصبيانهم، وقد نصَّ أهل العلم على أن الولي يأمر مَن له ولاية عليهم من الصغار بالصوم من أجل أن يتمرَّنوا عليه ويألفوه وتتطبع أصول الإسلام في نفوسهم حتى تكون كالغريزة لهم؛ ولكن إذا كان يشق عليهم أو يضرهم فإنهم لا يلزمون بذلك. ولابُدَّ هنا من التنبيه على مسألة يفعلها بعض الآباء أو الأمهات وهي منع صبيانهم من الصيام على خلاف ما كان الصحابة رضي الله عنهم يفعلونه، يدَّعون أنهم يمنعون هؤلاء الصبيان رحمة بهم، وإشفاقًا عليهم، والحقيقة أن رحمة الصبيان بأمرهم بشرائع الإسلام وتعويدهم عليها وتأليفهم لها؛ فإن هذا بلا شك من حُسن التربية وتمام الرعاية، وقد ثبت عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قوله: (إنَّ الرَّجُلَ رَاعٍ فِي أَهْلِ بَيِتِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِه)([65]) والذي ينبغي على أولياء الأمور بالنسبة لمن ولاهم الله عليهم من الأهل والصغار أن يتقوا الله تعالى فيهم، وأن يأمروهم بما أُمروا أن يأمروهم به من شرائع الإسلام)([66]).

     

    18) اجتناب المعاصي كمشاهدة قنوات الفساد والإفساد (القنوات الفضائية): الواجب على الصائمين وغيرهم من المسلمين أن يتقوا الله سبحانه فيما يأتون ويذرون في جميع الأوقات، وأن يحذروا ما حرم الله عليهم منمشاهدة الأفلام الخليعة التي يظهر فيها ما حرم الله، من الصور العارية وشبه العارية، ومن المقالات المنكرة، وهكذا ما يظهر في التلفاز مما يخالف شرع الله، من الصور والأغاني وآلات اللهو والدعوات المضللة، كما يجب على كل مسلم صائمًا كان أو غيره أن يحذر اللعب بآلات اللهو، من الورق وغيرها من آلات اللهو؛ لما في ذلك من مشاهدة المنكر وفعل المنكر، ولما في ذلك أيضًا من التسبب في قسوة القلوب ومرضها واستخفافها بشرع الله والتثاقل عما أوجب الله من: الصلاة في الجماعة أو غير ذلك من ترك الواجبات والوقوع في كثير من المحرمات، والله يقول سبحانه: (وَمِنَ النَّاسِمَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍوَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ * وَإِذَا تُتْلَىعَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّى مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِيأُذُنَيْهِ وَقْراً فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ)([67])، ويقول سبحانه في سورةالفرقان في صفة عباد الرحمن: (وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا)([68]) والزور يشمل جميع أنواع المنكر، ومعنى لا يشهدون: لا يحضرون، ويقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم: (لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَ وَالْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ)([69])رواه البخاري في صحيحه، معلقًا مجزومًا به، والمراد بالحربالحاء المكسورة المهملة والراء المهملة ـ الفرجالحرام ـ والمراد بالمعازف: الغناء وآلات اللهو؛ ولأن الله سبحانه حَرَّم علىالمسلمين وسائل الوقوع في المحرمات. ولاشك أن مشاهدة الأفلام المنكرة، وما يعرضفي التلفاز من المنكرات من وسائل الوقوع فيها، أو التساهل في عدم إنكارها، واللهالمستعان([70]).

     

    19) اجتناب تضييع الأوقات في بداية ونهاية الشهر بقضائها في الأسواق: "كثيرٌ من النَّاس وخاصة النساء يفوتهن الخير العظيم في هذا الشهر بسبب قضائهن الأوقات في بداية الشهر في شراء الأطعمة والأشربة والكماليات وقد يصل الأمر إلى حد الإسراف الذي نهانا عنه ديننا فقال الله تعالى: (يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)([71])، والأمر يتكرر في نهاية الشهر وفي العشر الآواخر عندما يغفل النَّاس ويقضون الأوقات وخاصة بعد صلاة التراويح في شراء مواد العيد ولوازمهـ وهذا أمر محمود وهو الفرح والتهيأ لاستقبال العيدـ ولكن الأمر لابُدَّ أن يكون فيه توسط فلا يفرط في هذه الأوقات فالبعض قد يحضر الصَّلاة؛ ولكن فكره منشغل ويصلي صلاته على عجل، وكل ذلك لكي يلحق بالأسواق وشراء البضاعة التي يبتغيها لأهله وولده، فهل هذا الفعل وخاصة في العشر الآواخر من رمضان موافق لما جاءت به سُنَّة نبينا محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم؟!! فأين نحن من اجتهاده صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم في العبادة في هذه الأيام؟!!"

     

    "فاجتهدوا إخواني وأخواتي في فعل الطاعات، واجتنبوا الخطايا والسيئات، لتفوزوا بالحياة الطيبة في الدنيا، والأجر الكثير بعد الممات، قال الله عز وجل: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).

    اللهم ثبتنا على الإيمان والعمل الصالح، وأحينا حياة طيبة، وألحقنا بالصالحين، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلّم على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين"([72]).

     

     

    :: جمعته أخت لنا في الله وهي

     

     

     

    : أم سلمة المالكية ::

     

     

    نُشِر لأول مرة قبل يومين من شهر رمضان لعام 1430 وأعيد نشره بعد مراجعته والتعديل عليه

    غرة شهر رمضان لعام 1433 للهجرة النبوية

     

    ـــ الهوامش ــــ

     

    ([1]) سورة البقرة: (185).

    ([2])صحيح البخاري: كِتَاب (الصَّوْمِ)، بَاب (هَلْ يُقَالُ رَمَضَانُ أَوْ شَهْرُ رَمَضَانَ وَمَنْ رَأَى كُلَّهُ وَاسِعًا وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَقَالَ لَا تَقَدَّمُوا رَمَضَانَ)، رقم الحديث (1800)؛ صحيح مسلم: كِتَاب (الصِّيَامِ)، بَاب (وُجُوبِ صَوْمِ رَمَضَانَ لِرُؤْيَةِ الْهِلَالِ وَالْفِطْرِ لِرُؤْيَةِ الْهِلَالِ وَأَنَّهُ إِذَا غُمَّ فِي أَوَّلِهِ أَوْ آخِرِهِ أُكْمِلَتْ عِدَّةُ الشَّهْرِ ثَلَاثِينَ يَوْمًا)، رقم الحديث (1079) واللفظ له.

    ([3]) من المجالس الرمضانية للعلَّامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى: المجلس الأول بتصرف يسير.

    ([4]) سورة البقرة: (185).

    ([5])صحيح البخاري: كِتَاب (التَّوْحِيدِ)، يَاب (قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى (يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ) (إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ) حَقٌّ (وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ) بِاللَّعِبِ)، رقم الحديث (7054)؛ صحيح مسلم: كِتَاب (الصِّيَامِ)، بَاب (حِفْظِ اللِّسَانِ لِلصَّائِمِ)، رقم الحديث (1151).

    ([6]) مختصر منهاج القاصدين: ابن قدامة المقدسي، ص57.

    ([7])من فتاوى العلَّامة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى: راجع الرابط التالي:

    http://www.binbaz.org.sa/mat/395

    ([8])من فتاوى العلَّامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى: من التفريغ الألكتروني لسلسلة (اللقاء الشهري: 70/15) الشريط رقم (73) الوجه (أ) من الدقيقة (00:10:58).

    ([9]) من إجابات العلَّامة الشيخ عبدالمحسن العباد حفظه الله تعالى على الأسئلة التي وردت عند شرحه لسنن الترمذي، كتاب (الطب) شريط رقم (226) من الدقيقة (01:00:07).

    ([10])صحيح البخاري: كِتَاب (صَلَاةِ التَّرَاوِيحِ)، بَاب (فَضْلِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ)، رقم الحديث (1910) واللفظ له إلا ما بين المعقوفتين لم أجده عند البخاري ولا مسلم في نص هذا الحديث؛ صحيح مسلم: كِتَاب (صَلَاةِ الْمُسَافِرِينَ وَقَصْرِهَا)، بَاب (التَّرْغِيبِ فِي قِيَامِ رَمَضَانَ وَهُوَ التَّرَاوِيحُ)، رقم الحديث (760).

    ([11]) من كلام العلَّامة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى في مقال بعنوان (صيام رمضان فضله مع بيان أحكام مهمة تخفى على بعض الناس)، رابطه على الشبكة:

    http://www.binbaz.org.sa/mat/8399

    ([12])صحيح البخاري: كِتَاب (الصَّوْمِ)، بَاب (قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَأَيْتُمُ الْهِلَالَ فَصُومُوا وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا)، رقم الحديث (1810) واللفظ له؛ صحيح مسلم: كِتَاب (الصِّيَامِ)، بَاب (وُجُوبِ صَوْمِ رَمَضَانَ لِرُؤْيَةِ الْهِلَالِ وَالْفِطْرِ لِرُؤْيَةِ الْهِلَالِ وَأَنَّهُ إِذَا غُمَّ فِي أَوَّلِهِ أَوْ آخِرِهِ أُكْمِلَتْ عِدَّةُ الشَّهْرِ ثَلَاثِينَ يَوْمًا)، رقم الحديث (1081).

    ([13]) الروضة الندية شرح الدرر البهية: صديق بن حسن خان القنوجي، 1/220-221، ط. دار الندوة الجديدة.

    ([14]) تمام المِنَّة في التعليق على فقه السُّنَّة: محمد ناصر الدين الألباني، 398-399، ط. مكتبة الثقافة.

    ([15])سنن النسائي:كِتَاب (الصِّيَامِ)، (ذِكْرُ اخْتِلَافِ النَّاقِلِينَ لِخَبَرِ حَفْصَةَ فِي ذَلِكَ)، رقم الحديث (2331) واللفظ له؛ سنن أبي داود: كِتَاب (الصَّوْمِ)، بَاب (النِّيَّةِ فِي الصِّيَامِ)، رقم الحديث (2454) وصححه الألباني في (صحيح سنن أبي داود): 2/465، رقم الحديث (2143).

    ([16]) الروضة الندية شرح الدرر البهية: صديق بن حسن خان القنوجي، 1/222، ط. دار الندوة الجديدة.

    ([17])سنن النسائي: كِتَاب (الصِّيَامِ)، (فَضْلُ السُّحُورِ)، رقم الحديث (2162)، صححه الألباني في (صحيح الترغيب والترهيب): 1/258، رقم الحديث (1069).

    ([18])سنن أبي داود: كِتَاب (الصَّوْمِ)، بَاب (مَنْ سَمَّى السَّحُورَ الْغَدَاءَ)، رقم الحديث (2345)، صححه الألباني في صحيح سنن أبي داود: 2/446، (2055).

    ([19]) مستفاد من كلام أهل العلم على الحديثين الواردين في النص، ينظر: فتح الباري: 4/140، ط. المكتبة السلفية، عمدة القاري شرح صحيح البخاري للعيني: 10/302، [نسخة المكتبة الشاملة الموافقة للمطبوع في دار إحياء التراث/ بيروت]، شرح سنن أبي داود: للشيخ العلَّامة عبدالمحسن العباد [رقم الشريط (177) الدقيقة: (9:48 وما يليها)].

    ([20])صحيح البخاري: كِتَاب (الصَّوْمِ)، بَاب (قَدْرِ كَمْ بَيْنَ السَّحُورِ وَصَلَاةِ الْفَجْرِ)، رقم الحديث (1821) واللفظ له؛ صحيح مسلم: كِتَاب (الصِّيَامِ)، بَاب (فَضْلِ السُّحُورِ وَتَأْكِيدِ اسْتِحْبَابِهِ وَاسْتِحْبَابِ تَأْخِيرِهِ وَتَعْجِيلِ الْفِطْرِ)، رقم الحديث (1097).

    ([21])صحيح البخاري: كِتَاب (الصَّوْمِ)، بَاب (تَعْجِيلِ الْإِفْطَارِ)، رقم الحديث (1856)؛ صحيح مسلم: كِتَاب (الصِّيَامِ)، بَاب (فَضْلِ السُّحُورِ وَتَأْكِيدِ اسْتِحْبَابِهِ وَاسْتِحْبَابِ تَأْخِيرِهِ وَتَعْجِيلِ الْفِطْرِ)، رقم الحديث (1098).

    ([22]) نشز أي مرتفع من الأرض.

    ([23]) سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها: محمد ناصر الدِّين الألباني، 5/118، رقم الحديث (2081)، ط. مكتبة المعارف 1415 للهجرة.

    ([24]) سلسلة الأحاديث الصحيحة: 5/118.

    ([25])سنن أبي داود: كِتَاب (الصَّوْمِ)، بَاب (مَا يُفْطَرُ عَلَيْهِ)، رقم الحديث (2356) واللفظ له؛ سنن الترمذي: كِتَاب (الصَّوْمِ)، بَاب (مَا جَاءَ مَا يُسْتَحَبُّ عَلَيْهِ الْإِفْطَارُ)، رقم الحديث (696)، وصححه الألباني في (صحيح سنن أبي داود): 2/448، رقم الحديث (2065).

    ([26])سنن أبي داود: كِتَاب (الصَّوْمِ)، بَاب (الْقَوْلِ عِنْدَ الْإِفْطَارِ)، رقم الحديث (2357)، حسنه الألباني في (صحيح سنن أبي داود): 2/449، رقم الحديث (2066).

    ([27])سنن الترمذي: كِتَاب (الصَّوْمِ)، بَاب (مَا جَاءَ فِي فَضْلِ مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا)، رقم الحديث (807) واللفظ له؛ سنن ابن ماجه: كِتَاب (الصِّيَامِ)، بَاب (فِي ثَوَابِ مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا)، رقم الحديث (1746)، صححه الألباني في (صحيح ابن ماجه): 1/291، رقم الحديث (1417).

    ([28]) الفتاوى الكبرى: ابن تيمية، 5/376.

    ([29]) من كلام الطبري رحمه الله تعالى الذي ورد في شرح صحيح البخاري لابن بطال على حديث: (من جهز غازيًا ...): 9/65. [نسخة المكتبة الشاملة غير موافقة للمطبوع]

    ([30])مسند الإمام أحمد: رقم الحديث (11998) واللفظ له؛ سنن أبي داود: كِتَاب (الْأَطْعِمَةِ)، بَاب (مَا جَاءَ فِي الدُّعَاءِ لِرَبِّ الطَّعَامِ إِذَا أُكِلَ عِنْدَهُ)، رقم الحديث (3854)؛ سنن ابن ماجه: كِتَاب (الصِّيَامِ)، بَاب (فِي ثَوَابِ مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا)، رقم الحديث (1747)، وصححه الألباني في (صحيح سنن ابن ماجه): 1/291، رقم الحديث (1418).

    ([31])صحيح مسلم: كِتَاب (الْأَشْرِبَةِ)، بَاب (إِكْرَامِ الضَّيْفِ وَفَضْلِ إِيثَارِهِ)، رقم الحديث (2055).

    ([32])صحيح مسلم: كِتَاب (الْأَشْرِبَةِ)، بَاب (اسْتِحْبَابِ وَضْعِ النَّوَى خَارِجَ التَّمْرِ وَاسْتِحْبَابِ دُعَاءِ الضَّيْفِ لِأَهْلِ الطَّعَامِ وَطَلَبِ الدُّعَاءِ مِنَ الضَّيْفِ الصَّالِحِ وَإِجَابَتِهِ لِذَلِكَ)، رقم الحديث (2042).

    ([33]) سورة البقرة: (43).

    ([34]) سورة البقرة: (238).

    ([35]) سورة المؤمنون: (1-11).

    ([36])سنن الترمذي: كِتَاب (الْإِيمَانِ)، بَاب (مَا جَاءَ فِي تَرْكِ الصَّلَاةِ)، رقم الحديث (2621)؛ سنن النسائي: كِتَاب (الصَّلَاةِ)، بَاب (الْحُكْمِ فِي تَارِكِ الصَّلَاةِ)، رقم الحديث (463)؛ سنن ابن ماجه: كِتَاب (إِقَامَةِ الصَّلَاةِ وَالسُّنَّةِ فِيهَا)، بَاب (مَا جَاءَ فِيمَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ)، رقم الحديث (1079)؛ مسند الإمام أحمد: رقم الحديث (22428)، وصححه الألباني في (صحيح سنن ابن ماجه): 1/177، رقم الحديث (884).

    ([37]) من كلام العلَّامة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى في مقال بعنوان (صيام رمضان فضله مع بيان أحكام مهمة تخفى على بعض الناس)، رابطه على الشبكة:

    http://www.binbaz.org.sa/mat/8399#_ftn9

    ([38])صحيح البخاري: كِتَاب (الْأَدَبِ)، بَاب (قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى (وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ)، رقم الحديث (6057).

    ([39])صحيح مسلم: كِتَاب (الصِّيَامِ)، بَاب (حِفْظِ اللِّسَانِ لِلصَّائِمِ)، رقم الحديث (1151).

    ([40]) سورة النساء: (147).

    ([41]) سورة البقرة: (185).

    ([42])صحيح البخاري: كِتَاب (الصَّوْمِ)، بَاب (هَلْ يَقُولُ إِنِّي صَائِمٌ إِذَا شُتِمَ)، رقم الحديث (1904) واللفظ له؛ صحيح مسلم: كِتَاب (الصِّيَامِ)، بَاب (حِفْظِ اللِّسَانِ لِلصَّائِمِ)، رقم الحديث (1151).

    ([43]) الشرح الممتع على زاد المستقنع: محمد بن صالح العثيمين، 3/81, ط. دار ابن الهيثم، وتم مراجعتها مع النسخة الإلكترونية الموجودة في موقع الشيخ رحمه الله تعالى الرسمي بتصرف يسير.

    ([44]) لطائف المعارف: ابن رجب الحنبلي، 1/168.

    ([45])صحيح البخاري: كِتَاب (الصَّوْمِ)، بَابُ (فَضْلِ الصَّوْمِ)، رقم الحديث (1894)؛ صحيح مسلم: كِتَاب (الصِّيَامِ)، بَاب (حِفْظِ اللِّسَانِ لِلصَّائِمِ)، رقم الحديث (1151).

    ([46]) الشرح الممتع على زاد المستقنع: 3/82, بتصرف يسير.

    ([47])صحيح البخاري: كِتَاب (الْحَجِّ)، بَاب (حَجِّ النِّسَاءِ)، رقم الحديث (1863)، واللفظ له؛ صحيح مسلم: كِتَاب (الْحَجِّ)، بَاب (فَضْلِ الْعُمْرَةِ فِي رَمَضَانَ)، رقم الحديث (1256).

    ([48])صحيح البخاري: كِتَاب (صَلَاةِ التَّرَاوِيحِ)، بَاب (الْعَمَلِ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ)، رقم الحديث (2024)؛ صحيح مسلم: كِتَاب (الِاعْتِكَافِ)، بَاب (الِاجْتِهَادِ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ)، رقم الحديث (1174) واللفظ له.

    ([49])صحيح البخاري: كِتَاب (صَلَاةِ التَّرَاوِيحِ)، بَاب (فَضْلِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ)، رقم الحديث (1910)؛ صحيح مسلم: كِتَاب (صَلَاةِ الْمُسَافِرِينَ وَقَصْرِهَا)، بَاب (التَّرْغِيبِ فِي قِيَامِ رَمَضَانَ وَهُوَ التَّرَاوِيحُ)، رقم الحديث (760).

    ([50])أي يعتكف.

    ([51])صحيح البخاري: كِتَاب (صَلَاةِ التَّرَاوِيحِ)، بَاب (تَحَرِّي لَيْلَةِ الْقَدْرِ فِي الْوِتْرِ مِنَ الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ فِيهِ عَنْ عُبَادَةَ)، رقم الحديث (2020)؛ صحيح مسلم: كِتَاب (الصِّيَامِ)، بَاب (فَضْلِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَالْحَثِّ عَلَى طَلَبِهَا وَبَيَانِ مَحَلِّهَا وَأَرْجَى أَوْقَاتِ طَلَبِهَا)، رقم الحديث (1167) عن حديث أبي سعيد الخدري رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

    ([52])صحيح البخاري: كِتَاب (صَلَاةِ التَّرَاوِيحِ)، بَاب (تَحَرِّي لَيْلَةِ الْقَدْرِ فِي الْوِتْرِ مِنَ الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ فِيهِ عَنْ عُبَادَةَ)، رقم الحديث (2017)، صحيح مسلم:كِتَاب (الصِّيَامِ)، بَاب (فَضْلِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَالْحَثِّ عَلَى طَلَبِهَا وَبَيَانِ مَحَلِّهَا وَأَرْجَى أَوْقَاتِ طَلَبِهَا)، رقم الحديث (1169).

    ([53]) قال صاحب الموسوعة حفظه الله تعالى: لا يستثني: أي حَلفَ حلفًا جازمًا؛ من غير أن يقول عقيبه: إن شاء الله تعالى مثل أن يقول الحالف: لأفعلنّ إلاّ أن يشاء الله، أو إن شاء الله؛ فإنه لا ينعقد اليمين، وإنَّه لا يظهر جزم الحالف. "عون": 4/177.

    ([54])صحيح مسلم: كِتَاب (صَلَاةِ الْمُسَافِرِينَ وَقَصْرِهَا)، بَاب (التَّرْغِيبِ فِي قِيَامِ رَمَضَانَ وَهُوَ التَّرَاوِيحُ)، رقم الحديث (762).

    ([55]) جاء في الموسوعة الفقهية الميسرة، ص 345: طَلقة: أي سهلة طيبة يُقال: يوم طَلْق وليلةٌ طلْقٌ وطلقة: إذا لم يكن فيها حرٌّ ولا بردٌ يؤذيان. بَلجة: أي مشرقة، والبُلجة [البَلجة] بالضم والفتح ضوء الصبح.

    ([56]) جاء في الموسوعة الفقهية الميسرة، ص 345: أخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" (2190)، وقال شيخنا الألباني رحمه الله تعالى: وهو حديث صحيح ... لشواهده.

    ([57])سنن الترمذي: كِتَاب (الدَّعَوَاتِ)، بَاب (مِنْهُ)، رقم الحديث (3513)؛ سنن ابن ماجه: كِتَاب (الدُّعَاءِ)، بَاب (الدُّعَاءِ بِالْعَفْوِ وَالْعَافِيَةِ)، رقم الحديث (3850)، صححه الألباني في (صحيح سنن الترمذي): 3/170، رقم الحديث (2789).

    ([58]) الموسوعة الفقهية الميسرة في فقه الكتاب والسُّنَّة المطهرة: حسين بن عودة العوايشة، 3/337-345، الطبعة الأولى، المكتبة الإسلامية ودار ابن حزم 1423هـ.

    ([59])صحيح البخاري: كِتَاب (الِاعْتِكَافِ)، بَاب (الِاعْتِكَافِ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ وَالِاعْتِكَافِ فِي الْمَسَاجِدِ كُلِّهَا)، رقم الحديث (2026) واللفظ له؛ صحيح مسلم: كِتَاب (الِاعْتِكَافِ)، بَاب (اعْتِكَافِ الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ)، رقم الحديث (1172).

    ([60])صحيح البخاري: كِتَاب (الِاعْتِكَافِ)، بَاب (الِاعْتِكَافِ فِي الْعَشْرِ الْأَوْسَطِ مِنْ رَمَضَانَ)، رقم الحديث (2044).

    ([61])زاد المعاد في هدي خير العباد: ابن قيم الجوزية، 1/171، ط. دار الفرقان، عمان ـ الأردن.

    ([62])التخريج كما ورد في المقال: عزاه الهيثمي في مجمع الزوائد: 3/142 إلى الطبراني في الكبير.

    ([63])التخريج كما ورد في المقال: رواه ابن خزيمة مختصراً في صحيحه 3/191 برقم 1887.

    ([64]) من كلام العلَّامة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى في مقال بعنوان (صيام رمضان فضله مع بيان أحكام مهمة تخفى على بعض الناس) بتصرف يسير، رابطه على الشبكة:

    http://www.binbaz.org.sa/mat/8399

    ([65])صحيح البخاري: كِتَاب (الْجُمُعَةِ)، بَاب (الْجُمُعَةِ فِي الْقُرَى وَالْمُدُنِ)، رقم الحديث (893)؛ صحيح مسلم: كِتَاب (الْإِمَارَةِ)، بَاب (فَضِيلَةِ الْإِمَامِ الْعَادِلِ وَعُقُوبَةِ الْجَائِرِ وَالْحَثِّ عَلَى الرِّفْقِ بِالرَّعِيَّةِ وَالنَّهْيِ عَنْ إِدْخَالِ الْمَشَقَّةِ عَلَيْهِمْ)ـ رقم الحديث (1892).

    ([66])مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى: 19/83-84، جمع وترتيب الشيخ فهد بن ناصر بن إبراهيم السليمان، الطبعة الأولى 1423 هـ.

    ([67]) سورة لقمان: (6-7).

    ([68]) سورة الفرقان: (72).

    ([69])صحيح البخاري:كِتَاب (الْأَشْرِبَةِ)، بَاب (مَا جَاءَ فِيمَنْ يَسْتَحِلُّ الْخَمْرَ وَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ).

    ([70]) من فتاوى العلَّامة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى وكانت ضمن (الأسئلة الموجهة لسماحته من صحيفة الحياة وأجاب عنها بتاريخ 8/9/1413 هـ عندما كان رئيسًا لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد ـ مجموع فتاوى ومقالات متنوعة، الجزء الخامس عشربتصرف يسير، رابطه على الشبكة:

    http://www.binbaz.org.sa/mat/547

    ([71]) سورة الأعراف: (31).

    ([72]) من المجالس الرمضانية للعلَّامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى: المجلس الأخير بتصرف يسير.

     

     

    ملاحظــة: تقول الأخت أم سلمة :" هناك خطأ واضح جلي في ترتيب الحركات الإعرابية التي تحتوي على حركة الشدة والحركة المرافقة لها؛ والخلل في المحرر المستعمل في الموقع فلقد حاولت أكثر من مرة التصحيح؛ ولكنه يعود للوضع الذي ترونه!! فلينتبه لذلك ".

     

     

    منقووووول لأهميته ونحن في شهر رمضان .

     

    اللهم لك الحمد أن بلغنتا رمضان .

     

    اللهم بارك لنا فيه وتقبل منا فيه الطاعات .

     

    كنت احب ان اشارك به من أول رمضان ولكن بسبب ظروفي الصحية تأخر .

     

    لاتنسوني من صالح دعواتكم.

     

     

     

     

     

     

     

     

     

     


  11. بسم الله الرحمن الرحيم

     

    9) الحرص على: تفطير صائم، وإجابة دعوة الداعي إلى الطعام عند وقت الإفطار والدعاء له: لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم: (مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا)([27])، والمقصود بتفطير الصائم هو أن تشبعه([28]). (ومن هذا الحديث نستفيد أن كل من أعان مؤمنًا على عمل بر فللمعين عليه أجر مثل العامل) ([29]) ويستحب إجابة الدعوة وأن يقوم المدعو بعد فراغه من الإفطار بالدعاء للداعي بما جاء عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّم من الأدعية التالية:

    (أَكَلَ طَعَامَكُمُ الْأَبْرَارُ وَصَلَّتْ عَلَيْكُمُ الْمَلَائِكَةُ وَأَفْطَرَ عِنْدَكُمُ الصَّائِمُونَ)([30]).

     

    (اللَّهُمَّ أَطْعِمْ مَنْ أَطْعَمَنِي وَأَسْقِ مَنْ أَسْقَانِي)([31]).

     

    (اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِي مَا رَزَقْتَهُمْ وَاغْفِرْ لَهُمْ وَارْحَمْهُمْ)([32]).

     

     

    10) الحرص والاجتهاد على أداء الصلاة المفروضة في وقتها، وعلى ادائها جماعة في حق الرجال: (فإن الصلاة عمود الإسلام، وهي أعظم الفرائض بعد الشهادتين، فالواجب على كل مسلم ومسلمة المحافظة عليها وأداؤها في أوقاتها بخشوع وطمأنينة، ومن أهم واجباتها في حق الرجال: أداؤها في الجماعة في بيوت الله التي أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه كما قال عز وجل: (وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ)([33])، وقال تعالى: (حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ)([34])، وقال عز وجل: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ) إلى أن قال عز وجل: (وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ)([35])، وقال النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: (الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلَاةُ فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ)([36]))([37]).

     

     

    11) اجتناب الكذب والغيبة والظلم والعدوان على الناس في دمائهم وأموالهم وأعراضهم:لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم: (مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ وَالْجَهْلَ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ)([38])، وقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم: (إِذَا أَصْبَحَ أَحَدُكُمْ يَوْمًا صَائِمًا فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَجْهَلْ فَإِنِ امْرُؤٌ شَاتَمَهُ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي صَائِمٌ إِنِّي صَائِمٌ)([39])، (ولم يرد الله منا بالصوم أن نترك الطعام أو الشراب؛ لأنه لو كان هذا مراد الله لكان يقتضي أن الله يريد أن يعذبنا، والله تعالى يقول: (مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ)([40])، وإنما يريد منا عزّ وجل أن نتقي الله لقوله تعالى: (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)([41])، وقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم في الحديث: (مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ) أي: الكذب، وإن شئت فقل الزور: كل قول محرم؛ لأنه ازور عن الطريق المستقيم.

     

    وقوله: (وَالْعَمَلَ بِهِ) أي: بالزور، وهو كل فعل محرم.

     

    وقوله: (وَالْجَهْلَ) أي: السفاهة، وعدم الحلم، مثل الصخب في الأسواق، والسب مع الناس، وما أشبه ذلك، ولهذا قال النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم: (إِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ ـ يعني لا يرفع صوته، بل يكون مؤدبًا ـ فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ)([42])، فينبغي أن يكون مؤدبًا وبهذا نعرف الحكمة البالغة من مشروعية الصوم، فلو أننا تربينا بهذه التربية العظيمة لخرج رمضان، والإنسان على خلق كريم من الالتزام، والأخلاق، والآداب، لأنه تربية في الواقع)([43]).

     

    ذُكِرَ عن بعض السلف قوله: (أهون الصيام ترك الشراب والطعام، وقال جابر رضي الله عنه: إذا صمت فليصمْ سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم، ودعْ أذى الجار، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك، ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء)([44]).

     

    (ويُسَنُّ لِمَن شتمهُ أحد، أو ذكره بعيب أو قدح فيه أمامه، وهو بمعنى السب، وكذلك لو فعل معه ما هو أكبر من المشاتمة، بأن يقاتله أي: يتماسك معه فيسن له أن يقول: إني صائم، لقول النَّبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: (إن امرؤ شاتمه أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم)([45]).

     

    وهنا مسألة لطيفـــة ينبغي للصائم والصائمة معرفتها في هذا الباب

    هل يقول (إني صائم) سرًا، أو جهرًا؟

    قال بعض العلماء: يقولها سرًا. وقال بعض العلماء: جهرًا.

    وفصل بعض العلماء بين الفرض والنفل، فقال: في الفرض يقولها جهرًا لبعده عن الرياء، وفي النفل يقولها سرًا خوفًا من الرياء.

    والصحيح أنه يقولها جهرًا في صوم النافلة والفريضة؛ وذلك لأن فيه فائدتين:

    الفائـدة الأولى: بيان أن المشتوم لم يترك مقابلة الشاتم إلا لكونه صائمًا لا لعجزه عن المقابلة؛ لأنه لو تركه عجزًا عن المقابلة لاستهان به الآخر، وصار في ذلك ذل له، فإذا قال: إني صائم كأنه يقول أنا لا أعجز عن مقابلتك، وأن أبين من عيوبك أكثر مما بينت من عيوبي، لكني امرؤ صائم.

    الفائـدة الثانية: تذكير هذا الرجل بأن الصائم لا يشاتم أحدًا، وربما يكون هذا الشاتم صائمًا كما لو كان ذلك في رمضان، وكلاهما في الحضر، سواء حتى يكون قوله هذا متضمنًا لنهيه عن الشتم، وتوبيخه عليه)([46]).

     

     

    12) الحرص على أداء العمرة في شهر رمضان: لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم: (عُمْرَةً فِي رَمَضَانَ تَقْضِي حَجَّةً أَوْ حَجَّةً مَعِي)([47]).

     

     

    13) قيام رمضان والاجتهاد في العبادة في العشر الآواخر منه: فقد صَحَّ عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم أنه كان:(إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ أَحْيَا اللَّيْلَ وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ وَجَدَّ وَشَدَّ الْمِئْزَرَ)([48]).

     

     

    14) تحري ليلة القدر: (ليلة القدر لها فضلٌ عظيم، فهي خيرٌ من ألف شهر، وهي أفضل ليالي رمضان.

     

    قال العلامة السِّعدي رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ): "أي تعادل في فضلها ألف شهر، فالعمل الذي يقع فيها، خير من العمل في ألف شهر، خالية منها، وهذا مما تتحير فيه الألباب، وتندهش له العقول، حيث مَنَّ تعالى على هذه الأمة الضعيفة القوة والقوى، بليلة يكون فيها العمل يقابل ويزيد على ألف شهر، عمر رجل مُعَمِّر عمرًا طويلا نيفًا وثمانين سنة".

    وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم: (مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)([49])وكان النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم يتحرى ليلة القدر ويأمر أصحابه بتحريها، ويوقظ أهله في ليالي العشر رجاء أن يدركوا ليلة القدر فعن عائشة رضي الله عنها قالت: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُجَاوِرُ([50]) فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ وَيَقُولُ تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ)([51])وهي في الوتر من لياليه فعن عائشة رضي الله عنها أيضًا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْوِتْرِ مِنَ الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ)([52])وهي ليلة سبع وعشرين من رمضان على الأرجح، وعليه أكثر الأحاديث.

    عن زِرَّ بْنَ حُبَيْشٍ قَالَ: (سَأَلْتُ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ رَضِي اللَّه عَنْه فَقُلْتُ: إِنَّ أَخَاكَ ابْنَ مَسْعُودٍ يَقُولُ مَنْ يَقُمِ الْحَوْلَ يُصِبْ لَيْلَةَ الْقَدْرِ.

    فَقَالَ رَحِمَهُ اللَّهُ: أَرَادَ أَنْ لَا يَتَّكِلَ النَّاسُ أَمَّا إِنَّهُ قَدْ عَلِمَ أَنَّهَا فِي رَمَضَانَ وَأَنَّهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ وَأَنَّهَا لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ ثُمَّ حَلَفَ لَا يَسْتَثْنِي([53]) أَنَّهَا لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ.

    فَقُلْتُ: بِأَيِّ شَيْءٍ تَقُولُ ذَلِكَ يَا أَبَا الْمُنْذِرِ؟ قَالَ بِالْعَلَامَةِ أَوْ بِالْآيَةِ الَّتِي أَخْبَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا تَطْلُعُ يَوْمَئِذٍ لَا شُعَاعَ لَهَا)([54]).

    وتكون ليلتها طَلْقة لا حارة ولا باردة فعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم: (إِنِّي كُنْتُ أُرِيتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ ثُمَّ نُسِّيتُهَا وَهِيَ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ لَيْلَتِهَا وَهِيَ لَيْلَةٌ طَلْقَةٌ بَلْجَةٌ([55]) لَا حَارَّةٌ وَلَا بَارِدَةٌ)([56])، وتطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها.

    ويدعو المسلم فيها فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهًا قَالَتْ:(قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ الْقَدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا قَالَ قُولِي اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي)([57]))([58]).

     

    ـ يتبـــع إن شاء الله تعالى ـ


  12. بسم الله الرحمن الرحيم

     

     

    إِنَّ الحَمْدَ للهِ؛ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.

     

    أَمَّا بَعْدُ ... فَإِنَّ أصدَقَ الحدِيثِ كتابُ اللهِ، وخَيرُ الهُدْى هُدْى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ، وَكُلَّ ضَلاَلَةٍ فِي النَّارِ.

     

     

    أخي في الله ... أختي في الله، حل علينا منذ أيام قليلة (شهرٌ كريم، وموسمٌ عظيم، يُعَظِّمُ اللهُ فيه الأجرَ ويُجْزلُ المواهبَ، ويَفْتَحُ أبوابَ الخيرِ فيه لكلِ راغب، شَهْرُ الخَيْراتِ والبركاتِ، شَهْرُ المِنَح والْهِبَات (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَـاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)([1])، شهرٌ مَحْفُوفٌ بالرحمةِ والمغفرة والعتقِ من النارِ.

     

     

    اشْتَهَرت بفضلِهِ الأخبار، وتَوَاتَرَت فيه الاثار، ففِي الصحِيْحَيْنِ: عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: (إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ)([2])، وإنما تُفْتَّحُ أبوابُ الجنة في هذا الشهرِ لِكَثْرَةِ الأعمالِ الصَالِحَةِ وتَرْغِيبًا للعَاملِينْ، وتُغَلَّقُ أبوابُ النار لقلَّة المعاصِي من أهل الإِيْمان، وتُصَفَّدُ الشياطينُ فَتُغَلُّ فلا يَخْلُصونُ إلى ما يَخْلُصون إليه في غيرِه)([3]).

     

    شهر رمضان فيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهر، مَنْ حُرِمَ خيرها فقد حُرِم ألا وهي ليلة القدر.

     

    ومن العبادات التي افترضها الله تعالى في هذا الشهر هي عبادة الصوم، قال تعالى: (فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ)([4])، (والصوم فيه خصيصةٌ ليست في غيره، وهي إضافته إلى الله عزَّ وجلَّ حيث يقول سبحانه في الحديث القدسي: (الصَّوْمُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ)([5])، وكفى بهذه الإضافة شرفًا ... ولقد فُضِّل الصوم لمعنيين:

    أحدهما: أنه سر وعمل باطن، لا يراه الخلق ولا يدخله رياء.

    والثـاني: أنه قهر لعدو الله؛ لأن وسيلة العدو الشهوات، وإنما تقوى الشهوات بالأكل والشرب، وما دامت أرض الشهوات مُخصِبة، فالشياطين يترددون إلى ذلك المَرْعى، وبترك الشهوات تضيق عليهم المسالك)([6]).

     

    ولِمَا لهذا الشهر من فضل، وجب على المؤمن الحريص على رضى ربه أن ينتهز هذه الفرصة فيتهيأ لاستقبال هذا الشهر بالتوبة النصوح، والعزيمة الصادقة على اغتنام ساعاته، وعمارة أوقاته، فيسارع بالطاعات، ويحذر السيئات، ويجتهد في أداء ما افترض الله عليه، ولأجل ذلك رغبتُ في وضع هذه الهدايا المجموعة من كلام أهل العلم للصائمين والصائمات سائلة الله أن ينفعني وإياكم بها والله ولي التوفيق.

     

     

     

    الهدايا المفيدات للصائمين والصائمات

     

    1) استقبال شهر الصيام كيف يكون؟! هل هناك طقوس معينة لاستقباله؟!: لا يخص شهر رمضان بطقوس معينة كما ذكر ذلك الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى حيث قال: (لا أعلم شيئًا معينًا لاستقبال رمضان سوى أن يستقبله المسلم بالفرح والسرور والاغتباط وشكر الله أن بلغه رمضان، ووفقه فجعله من الأحياء الذين يتنافسون في صالح العمل، فإن بلوغ رمضان نعمة عظيمة من الله. ولهذا كان النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّميبشر أصحابه بقدوم رمضان مبينًا فضائله وما أعد الله فيه للصائمين والقائمين من الثواب العظيم، ويشرع للمسلم استقبال هذا الشهر الكريم بالتوبة النصوح والاستعداد لصيامه وقيامه بنية صالحة وعزيمة صادقة)([7]).

     

     

    2) التهنئة بقدوم شهر رمضان: قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى في إجابته حول ما يتعلق بموضوع التهنئة بدخول شهر رمضان: (ورد عن السلف أنهم كانوا يهنئون بعضهم بعضًا في دخول رمضان ولا حرج في هذا، فيقول مثلًا: شهر مبارك، أو بارك الله لك في شهرك، أو ما أشبه ذلك، ويرد عليه المهنأ بمثل ما هنأه به، فيقول مثلًا: ولك بمثل هذا، أو يقول: وهو مبارك عليه، أو ما يحصل به تطييب خاطر المهنئ)([8]) انتهى كلام الشيخ رحمه الله تعالى وبمثل ذلك أجاب الشيخ المُحَدِّث عبد المحسن العباد حفظه الله تعالى([9]).

     

    3) تصحيح النية في أداء العبادات في شهر رمضان: (الواجب على المسلم أن يصوم إيمانًا واحتسابًا، لا رياء ولا سمعة ولا تقليدًا للناس أو متابعة لأهله أو أهل بلده، بل الواجب عليه أن يكون الحامل له على الصوم هو إيمانه بأن الله قد فرض عليه ذلك، واحتسابه الأجر عند ربه في ذلك، وهكذا قيام رمضان يجب أن يفعله المسلم إيمانًا واحتسابًا لا لسبب آخر، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: (مَنْ صَامَ رَمَضَاَن إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ [وَمَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَاناً وَاحْتِسَاباً غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ] وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)([10]))([11]).

     

    4) صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته: يثبت شهر رمضان برؤية الهلال فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم: (صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ فَإِنْ غُبِّيَ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلَاثِينَ)([12])، (وإذا رآه أهل بلد لزم سائر البلاد الموافقة، وجْهُه الأحاديث المصرحة بالصيام لرؤيته والإفطار لرؤيته وهي: خطاب لجميع الأمة فمن رآه منهم في أي مكان كان ذلك رؤية لجميعهم)([13])، وقال الْمُحَدِّث العلَّامة محمد ناصر الدِّين الألباني رحمه الله تعالى في هذه المسألة التي يكثر الكلام فيها مع بداية الشهر ونهايته: (ويبقى حديث أبي هريرة وغيره على عمومه؛ يشمل كل من بلغه رؤية الهلال من أي بلد أو إقليم من غير تحديد مسافة أصلا كما قال ابن تيمية في [الفتاوى: 25/157]، وهذا أمر متيسر اليوم للغاية كما هو معلوم ولكنه يتطلب شيئًا من اهتمام الدول الإسلامية حتى تجعله حقيقة واقعية إن شاء الله تبارك وتعالى ... وإلى أن تجتمع الدول الإسلامية على ذلك؛ فإني أرى على شعب كل دولة أن يصوم مع دولته، ولا ينقسم على نفسه، فيصوم بعضهم معها، وبعضهم مع غيرها، تقدمت في صيامها أو تأخرت، لما في ذلك من توسيع دائرة الخلاف في الشعب الواحد كما وقع في بعض الدول العربية منذ بضع سنين والله المستعان)([14]).

     

    5) تبييت النية قبل طلوع الفجر في صيام الفرض: لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم: (مَنْ لَمْ يُبَيِّتِ الصِّيَامَ قَبْلَ الْفَجْرِ فَلَا صِيَامَ لَهُ)([15])، (وأمَّا أنه يجب تجديد النية لكل يوم فلا يخفى أن النية هي مجرد القصد إلى الشئ أو الإرادة له من دون إعتبار أمر آخر، ولا ريب أن من قام في وقت السحر وتناول طعامه وشرابه في ذلك الوقت من دون عادة له به في غير أيام الصوم فقد حصل له القصد المعتبر؛ لأن أفعال العقلاء لا تخلو عن ذلك، وكذلك الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس لا يكون إلا من قاصد للصوم بالضرورة إذا لم يكن ثم عذر مانع عن الأكل والشرب غير الصوم، ولا يمكن وجود مثل ذلك من غير قاصد إلا إذا كان مجنونًا أو ساهيًا أو نائمًا كمن ينام يومًا كاملًا، وإذا تقرر هذا: فمجرد القصد إلى السحور قائم مقام تبييت النية عند من اعتبر التبييت، ومجرد الإمساك عن المفطرات وكف النفس عنها في جميع النهار يقوم أيضًا مقام النية عند من لم يعتبر التبييت، ومن قال أنه يجب في النية زيادة على هذا المقدار فليأت بالبرهان، فإن مفهوم النية لغة وشرعًا لا يدل على غير ما ذكرناه)([16]).

     

    6) التسحر واستحباب تأخيره: فعن عبد الله بن الحارث عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: (دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَتَسَحَّرُ فَقَالَ إِنَّهَا بَرَكَةٌ أَعْطَاكُمُ اللَّهُ إِيَّاهَا فَلَا تَدَعُوهُ)([17])، (ووصف السحور بالبركة يعود للمنافع الدنيوية والأخروية المتحصلة منه؛ فيبارك باليسير منه بحيث يحصل به الإعانة والتيسير على الصوم وغيره من أعمال النهار من غير إضرار بالصائم، ويزيد في النشاط ومدافعة سوء الخلق الذي يثيره الجوع، وكذلك هو بركة لما يتفق للمتسحر من ذكر أو صلاة أو استغفار وغيره من زيادات الأعمال الصالحة التي لولا القيام للسحور لكان الإنسان نائمًا عنها وتاركًا لها، وفيه إقامة للسُّنَّة ومخالفة لأهل الكتاب لأنَّه ممتنع عندهم وكُلُّ ذلك مما يوجب زيادة الأجر والثواب، وأحسن السحور التمر فعن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قال: (نِعْمَ سَحُورُ الْمُؤْمِنِ التَّمْرُ)([18]) وهذا يدل على أن التسحر بالتمر ممدوح؛ لأن (نِعْمَ) هذه من صيغ المدح كما هو معلوم)([19]).

    ويستحب تأخير السحور إلى قبيل الفجر؛ لأن ذلك فعل النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم وهو أبلغ في المقصود، فقد روى أنسٌ رضي الله عنه عن زيد بن ثابت رضي الله عنه أنَّه قال: (تَسَحَّرْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ قُلْتُ كَمْ كَانَ بَيْنَ الْأَذَانِ وَالسَّحُورِ قَالَ قَدْرُ خَمْسِينَ آيَةً)([20])).

     

    7) تعجيل الإفطار: لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم: (لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ)([21])، وعنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم: (كانَ إذا كانَ صَائِمًا أَمَرَ رَجُلًا فأَوْفى على نَشَزٍ([22]) فإذا قالَ: قَدْ غَابتِ الشَّمسُ أَفْطَر)([23])، (وفي الحديث اهتمامه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم بالتعجيل بالإفطار بعد أن يتأكد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم من غروب الشمس، فيأمر من يعلو مكانًا مرتفعًا، فيخبره بغروب الشمس ليفطر صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، وما ذلك منه إلا تحقيقًا منه لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: "لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر" [متفق عليه، وهو مخرج في (الإرواء: 917)].

    وإن من المؤسف حقًا أن نرى الناس اليوم، قد خالفوا هذه السُّنَّة، فإن الكثيرين منهم يرون غروب الشمس بأعينهم، ومع ذلك لا يفطرون حتى يسمعوا أذان البلد، جاهلين:

    أولًا: أنه لا يؤذن فيه على رؤية الغروب، وإنما على التوقيت الفلكي.

    وثانيًا: أن البلد الواحد قد يختلف الغروب فيه من موضع إلى آخر بسبب الجبال والوديان، فرأينا ناسًا لا يفطرون وقد رأوا الغروبّ وآخرين يفطرون والشمس بادية لم تغرب؛ لأنهم سمعوا الأذان! والله المستعان!)([24]).

     

    8) الإفطار على رطبات أو تمرات أو شربة من ماء والدعاء: فقد كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىآلِهِ وَسَلَّم: (يُفْطِرُ عَلَى رُطَبَاتٍ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ رُطَبَاتٌ فَعَلَى تَمَرَاتٍ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ حَسَا حَسَوَاتٍ مِنْ مَاءٍ)([25])، والدعاء عند الإفطار فإن للصائم دعوة لا ترد حتى يُفْطِر وبما ثبت عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّم: (ذَهَبَ الظَّمَأُ وَابْتَلَّتِ الْعُرُوقُ وَثَبَتَ الْأَجْرُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ)([26]).

     

     

    ـ يتبـــع إن شاء الله تعالى ـ

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×