اذهبي الى المحتوى

امانى يسرى محمد

العضوات
  • عدد المشاركات

    7665
  • تاريخ الانضمام

  • تاريخ آخر زيارة

  • الأيام التي فازت فيها

    60

مشاركات المكتوبهة بواسطة امانى يسرى محمد



  1. 1-#الجزء_٣٠ #
    سورة_الكافرون برآءة من الشرك وأهله،الدين غني عن مداهنة أحد
    #سورة_النصر برآءة من الانتصار بغير الله وحده سبحانه وبحمده
    #سورة_المسد برآءة من نصرة قريب مشرِك
    #سورة_الإخلاص برآءة من أن يكون لله شريك أو ولد
    #سورة_الفلق و #سورة_الناس برآءة من الاستعاذة بغير الله من الشرور


    2-سور: التكوير، الانفطار، الانشقاق، الغاشية، الزلزلة، القارعة
    إيقاظ القلب بمشاهد وأهوال يوم القيامة
    وسور: الفجر، الشمس، الليل، الضحى، العصر
    إيقاظ للعقل بسرعة انقضاء الزمان كما تنقضي ساعات اليوم والليلة
    فمن كان له قلب وعقل استقام قبل أن يندم (يا ليتني قدّمت لحياتي)


    3-{علمت نفس ما أحضرت} {يوم يتذكر الإنسان ما سعى} {علمت نفس ما قدمت وأخرت} سيمر عليك شريط حياتك لكن في وقت لاتستطيع تقديم شيء أو منع شيء فقدم لتلك اللحظات نية طيبة وعمل صالح

     

    4-(بأي ذنب قتلت) فليُعد كل قاتل وظالم جوابه..!

    5-(كلا إنهم عن ربهم يومئذٍ لمحجوبون) حجبوا بصائرهم عن نوره في الدنيا فحجب أبصارهم عن رؤيته في الآخرة

     

    6-(كلا بل ران على قلوبهم ) أزل الران بتدبر القرآن

    7-(قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ ﴿١٧﴾ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ﴿١٨﴾ عبس) آفة الإنسان نسيانه أصله! واستكباره بما لا يملك

     

    8-(رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه) إذا ازدادت خشية العبد ارتفع في مقام الرضا وإذا رضي الله عنه لايسخط أبداً

     

    9-(ويلٌ للمطففين) التطفيف يكون في كل شيء وليس حكراً على الكيل فقط .. قد يطفف الإنسان في التعاملات والمحبة وحتى في العداوة .. وكل تطفيف عاقبته " ويل" فلنحذر .

     

    10-(عبس وتولى أن جاءه الأعمى) راعى الله مشاعر أعمى لايعلم بتعابير الوجه فكيف بمن يبصر ويتألم؟؟!!

     

    11-{لا يَسمَعُونَ فيهَا لَغوًا ولا كِذابًا} سماع الكلام الفاحش والقول الباطل يُنغّص الحياة من نعيم أهل الجنة أنهم لا يسمعون شيئاً من هذا القَبيل إعراضنا عن مجالس اللغو والكذب من النعيم، كما في الآية {والَّذينَ هُم عَنِ اللَّغوِ مُعرِضون}

     

    12-﴿يا أيها الإنسان ما غرّك بربك الكريم﴾ لو تمكنت هذه الآية من القلوب ماتجرأت الجوارح على معصية علام الغيوب

    13-(وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ﴾ لايدرك جمال هذا النفس إلا من ادرك صلاة الفجر واستنشق نسيمه، والتمس بركته


    14-عامل الله أهل النار بالعدل: ﴿ جزاء وفاقا ﴾ وعامل المتقين بالفضل﴿ جزاء من ربك عطاء حسابا)

     

    15-(إنها تذكرة* فمن شاء ذكره* في صحف مكرّمة* مرفوعة مطهّرة* بأيدي سفرة* كرام بررة) (حتى تأتيهم البينة *رسول من الله يتلو صحفا مطهّرة) كل ما يتعلق بالقرآن مطهّر مكرّم الصحف والملائكة والرسول

     

    16- (أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ اللَّهَ يَرَىٰ )
    اجعلها تقرع قلبك ،
    كلما هممت أن تعصيّ ربك

     

    17-(فٱلۡيَوۡمَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنَ ٱلۡكُفَّارِ يَضۡحَكُونَ) من يستهزأ بسمتك وخلقك وثباتك اليوم ظلمًا وعدوانًا ستَهزأ به بحقٍ ويقين .. يوم الدين .

     

    18-(أرأيت الذي يكذّب بالدين) من آثار التكذيب العَقَدي بالدين: (فذلك الذي يدعّ اليتيم * ولا يحض على طعام المسكين) ومن آثار المراءآة في الصلاة: (ويمنعون الماعون) الدين عقيدة وعمل

     


    19-(إِنۡ هُوَ إِلَّا ذِكۡرٞ لِّلۡعَٰلَمِينَ*لِمَن شَآءَ مِنكُمۡ أَن يَسۡتَقِيمَ) من أراد السعادة والسكينة وانشراح الصدر وفي كل أموره توفيق واطمئنان فعليه، بالقرآن تلاوةً وتدبرًا وعلمًا وتعليمًا وعملًا .

     

    20-الله ﷻ خلقك من نطفةٍ وأصلك تراب جعلك سويًا في خلقك سالم الأعضاء في أبهـى صورة جعل خلقتك التي أصلها تراب جعل قامتك منتصبةً في أحسن الهيئات حلِم عليك وهو الكريم ألاتستحي أن تقابل إحسان ربك بالعصيان ( يأيها الإنسان ماغرك بربك الكريم )


    21-قال رسول الله -صلى الله عليْهِ وسلّم- مؤكداً ذلك: "مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى يَوْمِ القِيامَةِ كَأَنّهُ رَأْيُ عَيْنٍ؛ فلْيَقْرَأْ: إِذا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ، وَإِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ، وَإِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ" (رواه الترمذي عن بْنِ عُمَرَ وصححه الألباني)


    22-(إن علينا للهدى) أنت مسؤول عن البلاغ فقط أما أمر الهداية ليست بيد بشر!


    23-(يحسب أن ماله أخلده) لن يطيل عمرك غناك ولن يقصره فقرك فلا تشغلك سكرة المال عن سكرة الموت!!


    24-  (وُجُوهٞ يَوۡمَئِذٖمُّسۡفِرَةٞ*ضَاحِكَةٞ مُّسۡتَبۡشِرَةٞ) يالشرف تلك الوجوه وإشراقها ونورها وبهجتها وعـزها بين وجـوه جميـع الخـلائق . فاجعل اللهم لنا اكبر واعظم النصيب من ذلك .


    25-(ألهكم التكاثر حتى زرتم المقابر) إذا كان الله يسمي مكوثك الطويل في المقبرة " زيارة " فكيف بأيامك المعدودة في الدنيا ..؟؟!


    26-(لقد خلقنا الإنسان في كبد ) هكذا الدنيا لاتصفو لأحد فلا راحة للمؤمن إلا عندما يضع أول قدم في الجنة

    اللهم بلغنا هذا النعيم


    27-(واسجد واقترب) كلما ازداد المؤمن سجوداً لله ... ازداد قرباً من الله


    28-(يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّة) شرف التوصيف (ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً) شرف المرجع ( فَادْخُلِي فِي عِبَادِي) شرف الانتساب (وَادْخُلِي جَنَّتِي) شرف المستقر رب اجعلنا جميعا ووالدينا من أهل هذا التشريف ولا تحرم أحدا منا

     

    قد تكون صورة ‏نص‏


    29-( وكل شيء أحصيناه كتابا ) ماذا كتب عنك ؟


    30-( إن للمتقين مفازا ) مكان الفوز يا له من مكان يكفي رؤية الرحمن


    31-(وجعلنا الليل لباسا) الأصل في الليل أنه للنوم والراحة والنهار للعمل والكدح فمن عكسهما فقد عكس سنة الله في خلقه ..!!


    33-أعظم العطايا الربانية لمن حقق العبودية الصادقة "النبي صلى الله عليه وسلم": سورة الكوثر وأعظم البشارات الربانية لمن حقق الإخلاص وصّدق الاتّباع "نموذج أبو بكر": سورة الليل (ولسوف يرضى) وأعظم الوعيد لمن انتقص الكرامة الإنسانية: سورة الهمزة


    34-{أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1)}(سورة التكاثر) ،
    التكاثر في كل شيء، عدد المعجبين والرتويت والمتابعين
    فهو من التكاثر الذي تهواه النفس فيخشى أن يلهيها!


    34-(لكم دينكم ولي دين)
    الدعوة تكون بالحسن لا بالقوة،باللين لا بالغلظة،وهذا ديدن الأوائل،حتى في الحروب


    35-(وكل شئ أحصيناه كتابا)
    كل صغير وكبير مستطر في صحائفنا
    مانطقت به ألسنتنا وماكتبته أيدينا وماتحركت به جوارحنا


    36-أيها الطغاة، أيها الظلمة،
    أيها السحرة، يامن ذهبتم للسحرة للأذى، أيها الجان المعتدي،
    ( فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ ) !!!


    37-سورة العصر قال عنها الإمامُ الشافعيُّ -رحمه الله-:
    " لو تَدَبَّر الناسُ هذه السورةَ؛ لَوَسِعَتْهُم".


    38-(إن إلينا إيابهم)
    فليفعل المرء مايشاء في حياته فإن هناك أوبة لربه لا مفر منهاوحينها
    (يقول ياليتني قدمت لحياتي )


    39-{لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها}
    قال الحسن البصري : ابن آدم ،هذه الدنيا إنما هي غدوة أو روحة
    أما تصبر عن المعصية؟!!

     

    40-أحسن العمل اليوم، لتسرك الأخبار غدا.
    (يومئذ تحدث أخبارها)


    41-(فأكثروا فيها الفساد فصبّ عليهم ربك سوط عذاب)
    كثرة الفساد وانتشاره مؤذنة بقرب العقاب ..
    فلنحذر.

     

    42-(إن ربك لبالمرصاد)
    قد يظن الظالم أن لاحد لطغيانه وجبروته وله في قصة فرعون أوعظ العبر

     

    43-(فذوقوا فلن نزيدكم إلاعذابا)
    يا له من توبيخ !
    جمعوابين العذاب الحسي والمعنوي وهذا أشد مايكون من العذاب والعياذ بالله


    44-﴿ سبح اسم ربك الأعلى ﴾ ..
    هو الأعلى في السماء ..
    اجعله الأعلى في قلبك ؛ الأعلى في كل حياتك ..


    45-( عبس وتولى * أن جاءه الاعمى)
    قد يكون الإنسان اعمى البصر ولكنه مبصر البصيرة.. وهل يستوى عمى العين وعمى القلب

     

    46- ( قل أعوذ برب الفلق )
    (قل أعوذ برب الناس )
    تأمين شامل على حياتك كل صباح ومساء

     

    47- ﴿أَو إِطعامٌ في يَومٍ ذي مَسغَبَةٍ﴾
    إخراج المال في وقت الضرورة أثقل على النفس وأوجب للأجر


    48-{ يوم يتذكرُ الإنسانُ ما سعى }
    لا تستغرب يوم القيامة من تلك المعاصي التي دفنها الزمن ونسيتها
    فالأعمال تعرض يوم القيامة بتفاصيله؛ فيارب تقبل منا ما أحسنا واغفر لنا ما أسأنا

    49-فَأَمَّا مَن طَغَى* وَآثَرَ الْحَياةَ الدُّنْيَا* فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى*)
    ايثارك الحياة الدنيا على الآخرة ظلمٌ لنفس

    ك وطغيان ..
    كل طغيان مصيره النار .

    50-(وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا)
    قال السعدي: وكل شيء من قليل وكثير (أحصيناه كتاباً) أي: كتبناه في اللوح المحفوظ، فلا يخشى المجرمون أنا عذبناهم بذنوب لم يعملوها، ولا يحسبوا أنه يضيع من أعمالهم شيء، أو ينسى منها مثقال ذرة

     

    51-أكثر مايعينك على آداء حقوق الخلق تذكر الوقوف بين يدي الله يوم القيامة ..
    ( الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون - وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون - "" ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون "" )

     

    52- ﴿أَو إِطعامٌ في يَومٍ ذي مَسغَبَةٍ﴾
    إخراج المال في وقت الضرورة أثقل على النفس وأوجب للأجر

    53-تُقرأ في ثوانٍ وتعدل ثلث القرآن
    ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ۝ اللَّهُ الصَّمَدُ ۝ لَمْ يَلِدْ ولَمْ يُولَدْ ۝ ولَمْ يَكُنْ لهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾

     

    54-﴿إِنّا أَنذَرناكُم عَذابًا قَريبًا يَومَ يَنظُرُ المَرءُ ما قَدَّمَت يَداهُ وَيَقولُ الكافِرُ يا لَيتَني كُنتُ تُرابًا﴾عندما يرى الكافر اعماله يتمنى ان يكون تراب من سوء عمله و خوفه من العذاب،فاغنتم حياتك وابدأ بالاعمال التي لاتندم عليه يوم ترها فالاخره .

     

    55-(فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا)
    عن عبد الله بن عمرو، قال: لم تنزل على أهل النار آية أشد من هذه( فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا ) قال: فهم في مزيد من العذاب أبدا

     

    56-(لينبذن في الحطمة)
    (نار الله الموقدة)
    (التي تطلع على الأفئدة)
    (إنها عليهم مؤصدة)
    يقيك من كل هذا الهول والعذاب أن توصد لسانك عن أعراض الناس!

     

    57-{ يُحِبُّهُم وَيُحِبّونَهُ }
    { رَضِيَ اللَّهُ عَنهُم وَرَضوا عَنهُ }
    تأمل كيف يتفضل علينا الله دائما
    ويبتدئنا بإكرامه، على الرغم من تقصيرنا وزلاتنا

     

    58-﴿أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ..﴾
    سورة الشرح تعلمنا أنه :
    إذا عملت طاعة شرح الله صدرك ، وغفر ذنبك ، وإن غفر ذنبك فرج همك وأعلى ذكرك..

     

    59-﴿فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ﴾
    إذا فرغت من أمور الدنيا وأشغالها... فانصب في العبادة وقم إليها نشيطاً فارغ البال..ابن كثير.

    60-(كلا بل ران على قلوبهم ماكانوا يكسبون )
    لا تتبع السيئة بسيئة خوفًا من الران
    اتبع السيئة بالحسنة تمحها ..
    وتخلص من الران ، بتدبر آيّ القرآن .


    61-{إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا} [سورة الانشقاق:15] -
    {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى (14)} (سورة العلق)
    فليستحِ من يعصي ربه سرًا وجهرًا من نظر الله إليه.


    62 (يتيماً ذا مقربة)
    فيها تعليم أن الصدقة على القرابة أفضل منها على غير القرابة..

     

    63-{إِنَّ إِلَى رَبك الرُّجْعَى (8){ (سورة العلق)
    سأعود لخالقي وإن طال الأمد، سأُسأ ل عن كل ما أحصاه ونسيته ..
    رب رحمتك.

     

    64-{إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (6)} (سورة العاديات)،
    قال الحسن البصري: هو الذي يعد المصائب وينسى نعم الله عليه


    65-{كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا (46)} (سورة النازعات)
    تنطوي هذه الحياة الدنيا التي يتقاتل عليها أهل ها، فإذا هي عندهم عشية أو ضحاها.

     

    قد تكون صورة ‏‏بوستر‏ و‏نص‏‏


    66-{أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1)}(سورة التكاثر)
    يوبخ الله المنشغلين؛ فلا يكن عيدُكَ اقتناءٌ لما يلهيك من تكاثرِ ملبس و مأكل!


    67-نتعلم من سورة العصر تخطيطًا ومنهاجًا نسير عليه في طريقنا إلى الله؛
    في هذه السورة القصيرة الجامعة لأسباب السعادة جميعها.
    (وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2)
    إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3))


    68-احترام رباني لمقام النبوة في العتاب تكلم عن غائب {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1)}
    وفي الإرشاد التفت للمخاطب {وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3)} (سورة عبس).


    69- ﴿وَلا تَحاضّونَ عَلى طَعامِ المِسكينِ﴾
    ﴿وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ المِسكينِ﴾
    لا يكفي أن تطعم المسكين حض الآخرين معك .

    70-{يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ (6)} (سورة الانفطار)قال الشوكاني …يعني ما الذي …خدعك حتى كفرت؟
    قيل: غرّه عفو الله إذ لم يعاجله بالعقوبة.


    71-قال {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1)}(سورة التكاثر) ،
    ولم يذكر المتكاثر به، لي شمل ذلك كل ما يتكاثر به المتكاثرون، ويفتخر به المفتخرون.


    72- {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3)} (سورة الضحى)
    من نشأ في كنف الله صغيرًا؛ فليحسن الظن به كبيرًا.تأملوها بعمق.

     

    73-{فَوَ يْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ (4)} (سورة الماعون)
    الويل هُنا لسّاهون
    تأمل حالك مع صلاة الفجر بعد رمضان!!
    ثمّ احذر واستغفر وتب .


    74-{إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ } [سورة الانشقاق:6]
    حياتك كدح ولا مكان للبطالة فيها، وبقدر كدحك يكون أجرك في الآخرة.


    75-{يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (9)} (سورة الطارق) كل السرائر بدون استثناء...
    يا رب طهّر سرائرنا الآن حتى لا يخزينا كشف سترك يوم القيامة

     

    قد تكون صورة ‏تحتوي على النص '‏الجزء‏'‏

     


  2. الجزء  ٢٩

     

    #الجزء_٢٩

    المنهج العلمي:العلم بالله في الملك

    الأخلاقي،النبي القدوة في القلم

    الوعظي:الإنذار والتبشير في الحاقة

    التعبدي:الصلاة في المعارج

    التحمّلي،الصبر في نوح

    الدعوي:في الجن

    الروحي: قيام الليل في المزمل

    التكليفي "قم فأنذر" في المدثر

    التذكيري بالآخرة والعاقبة في القيامة

     

    {إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقا وهي تفور*تكاد تميز من الغيظ}
    كل وصف من أوصاف النار في القرآن الكريم
    مهيب مخيف
    وكل وصف بحد ذاته واعظ لنا
    للمقصرين في أمور دينهم خاصة أمر الصلاة
    التي بها تستقيم باقي أمور الدين


    ﴿إِنَّ الَّذينَ يَخشَونَ رَبَّهُم بِالغَيبِ لَهُم مَغفِرَةٌ وَأَجرٌ كَبيرٌ﴾ [الملك: ١٢
    الخشية لله بالغيب منزلتها عند الله عظيمة تأمل قوله ( وأجر كبير )
    ذلك أن الإنسان في خلوته لايراقب إلا ربه
    فهو في تمام الإخلاص لله


    (وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ ﴿٢٦﴾ وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ ﴿٢٧﴾ إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ ﴿٢٨﴾ المعارج) حتى المصلّين مشفقون من عذاب ربهم لا يأمنون على أنفسهم فكيف بمن لا يصلّون؟


    ﴿نَزّاعَةً لِلشَّوى﴾
    تفصل جلدة الرأس فصلًا شديدًا من شدة حرّها واشتعالها.
    ما أبشع المنظر وما أسوأ المشهد
    نعود بالله من النار


    ﴿يَومَئِذٍ تُعرَضونَ لا تَخفى مِنكُم خافِيَةٌ﴾ [الحاقة: ١٨]
    يوم العرض على الله ستظهر كل سرائرك فاتق الله ربك في سرك وعلانيتك ، ولا تسجل في صحيفتك مالا ينفعك عند الله


    _﴿فَهَل تَرى لَهُم مِن باقِيَةٍ﴾ [الحاقة: ٨]
    الأرض التي تمشي عليها مر عليها أناس كثير وقامت عليها دول وأمم ، فهل ترى لهم من باقية ؟
    ( كل من عليها فان )
    فلا تكن الأرض هي مطمعك بل اجعل مطمعك جنة الخلد في. السماء

    _﴿فَانطَلَقوا وَهُم يَتَخافَتونَ ۝ أَن لا يَدخُلَنَّهَا اليَومَ عَلَيكُم مِسكينٌ﴾ [القلم: ٢٣-٢٤]
    التخافت في منع الخير وإرادة السوء بالآخرين مسموع في السماء مكتوب في الصحائف
    ( يعلم السر وأخفى )


    (إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا ﴿١٩﴾ إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا ﴿٢٠﴾ وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا ﴿٢١﴾ إِلَّا الْمُصَلِّينَ ﴿٢٢﴾ المعارج) علاج آفات نفسك البشرية في معراجك اليومي إلى ربك صلاتك أمان صلاتك عطاء


    (كُلَّمَآ أُلۡقِيَ فِيهَا فَوۡجٞ سَأَلَهُمۡ خَزَنَتُهَآ أَلَمۡ يَأۡتِكُمۡ نَذِيرٞ) عش ذلك الموقف الآن وبقلبٍ حاضر ، وأصلح قدر المستطاع من تقصيرك لتنجو من الحسرة والتوبيخ يوم الدين بقول: (أَلَمۡ يَأۡتِكُمۡ نَذِيرٞ )؟


    (يَوۡمَ يُكۡشَفُ عَن سَاقٖ وَيُدۡعَوۡنَ إِلَى ٱلسُّجُودِ فَلَا يَسۡتَطِيعُونَ) أهل الإخلاص لهم شرف السجود هنا وهناك والمرائي لن يستطيع السجود البتة فتزيد حسرته وندامته يوم الدين .


    ﴿إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا ﴾ كانت جلسة إصغاء صادقة للقرآن؛ متجردة للحق غيرت الأحوال وأوثقت عرى الإيمان ماذا عنا؟

     

     

     

     

    ﴿كُلوا وَاشرَبوا هَنيئًا بِما كُنتُم تَعمَلونَ﴾ [المرسلات: ٤٣]
    لن يهنأ المؤمن إلا في الجنة
    نسأل الكريم من فضله


    ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظيمٍ﴾ [القلم: ٤] تأمل قوله ( لعلى خلق) ولم يقل لفي خلق دليل على أنه اعتلى مكانا عاليا في الخلق

    كن في قمة جبل الأخلاق لتبلغ مرتبة عالية في الإيمان ( أكمل المؤمنين إيمانا أحاسنهم أخلاقا )


    ﴿ثُمَّ إِنّي دَعَوتُهُم جِهارًا ۝ ثُمَّ إِنّي أَعلَنتُ لَهُم وَأَسرَرتُ لَهُم إِسرارًا ۝ فَقُلتُ استَغفِروا رَبَّكُم إِنَّهُ كانَ غَفّارًا﴾ [نوح: ٨-١٠] هذا حال الداعية الصادق يبذل كل جهده بكل أسلوب وجهد في سبيل دعوة الناس وإنقاذهم


    ﴿ فَامشوا في مَناكِبِها وَكُلوا مِن رِزقِهِ﴾ هذا دليل على أن الحركة في طلب الرزق بركة


    "واضبر ع مايقولون واهجرهم هجراً جميل"
    الهجر الجميل الذي لاأذية فيه.


    (إلى ربها ناظرة) . . من طمع في النظر لوجهه الكريم سبحانه وتعالى يوم القيامة، استحيا من الله أن ينظر للحرام في الدنيا.


    { "ولربك" فاصبر } قد يكون الصبر صعبا،ثقيلا لكنك حينما تستحضر أنه (لربك)،وفي سبيله وابتغاء مرضاته ، وتعلم ما أعده من جزاء للصابرين يهون عليك رحلة صبرك


    {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير} . . هو الذي خلقك وهو أعلم بك من نفسك أعلم بما يصلح لك فلذلك كل أقداره وكل ماكتبه لك هو لطف منه سبحانه فهو الخبير بعباده.


    (قُلۡ إِنَّمَآ أَدۡعُواْ رَبِّي وَلَآ أُشۡرِكُ بِهِۦٓ أَحَدٗا) إجعلها .. زادك حـتى مماتـك .


    الحاقة القارعة الواقعة هي ليست مجرد أسماء متعددة لموصوف واحد! في كل اسم موعظة تقرع القلب وتهزّ الوجدان وتزجر العقل ليفيق من غفلته قبل فوات الأوان!

     

    (مالَكُمۡ لَا تَرۡجُونَ لِلَّهِ وَقَارٗا*وَقَدۡ خَلَقَكُمۡ أَطۡوَارً) من يتأمل طبيعة خلقه وأطواره، وذاك العالم الفسيح من سماء وارض وكائنات وعباد ….. لا بد أن يُعظِّم خالقه ويحبه ويخشاه وينافِس في رضاه.


    (فٱصبِرۡ لِحُكۡمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ ٱلۡحُوتِ إِذۡ نَادَىٰ وَهُوَ مَكۡظُومٞ)
    وصية نافعة
    الصبر على الأذى
    المضي بثقة واحتساب في النصح والتبليغ
    عدم العجلة والضجر لعدم الإستجابة.
    الصبر والصبر ثم الصبر ..
    والدعاء بالخير
    ٌبركةٌ ويقين.


    (أَفَمَن يَمۡشِي مُكِبًّا عَلَىٰ وَجۡهِهِۦٓ أَهۡدَىٰٓ أَمَّن يَمۡشِي سَوِيًّا…)
    مثل ضربه الله ﷻ للمؤمن والكافر
    فالكافر كالأعمى الماشي على غير هدى وبصيرة لايهتدي الى طريق
    والمؤمن كالرجل السوي الصحيح البصر والبصيرة.
    لايستويان مثلًا..


    ﴿ما لكم لا ترجون لله وقارا﴾
    من عظم الله في قلبه ما تجرَّأ على معصيته


    (مَّنَّاعٖ لِّلۡخَيۡرِ مُعۡتَدٍ أَثِيمٍ)
    بخيل وطاغٍ وكثير الآثام والإجرام
    وكأن المذمومات تجربعضهابعضا في صاحبها ..
    ( حلّاف _ همّاز _ مشّاء_ منّاع)
    جميعها بصيّغ المبالغة
    نسأل الله العافية .


    (يَوۡمَ يَخۡرُجُونَ مِنَ ٱلۡأَجۡدَاثِ سِرَاعٗا كَأَنَّهُمۡ إِلَىٰ نُصُبٖ يُوفِضُونَ)
    شبه حالة إسراعهم إلى موقف الحساب ، بحال تسابقهم إلى آلهتهم في الدنيا
    وفي هذا سخرية بهم لسفاهة عقولهم .


    "وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَّنثُورًا "
    هؤلاء الخدم فكيف بالمخدومين؟!
    نسأل الله من فضله.


    وكان سعيكم مشكورا)
    على عكس قوانين الأرض التي تنظر للنتيجة لا للسعي،
    معيار الجزاء عند الله:
    أنت مجزيٌ بالسعي ولو لم تبلغ الهدف


    (أَيَحۡسَبُ ٱلۡإِنسَٰنُ أَلَّن نَّجۡمَعَ عِظَامَهُۥ)
    الإستفهام لتوبيخ وتقريع الكافرين .
    نحن على يقين أنه سبحانه قادر على جمع العظام والأدق خْلقًا.


    خطر الرفقة السيئة عظيم
    ( وكنا نخوض مع الخائضين)


    (وقَالُوا لوْ كُنَّا نسْمَعُ أو نَعْقِلُ ما كُنّا في أَصْحابِ السّعِيرِ)
    وذكروا ما يدل على انتفاء السمع والعقل عنهم في الدنيا
    فانتفاء السمع بإعراضهم عن تلقي دعوة الرسل،
    وانتفاء العقل بترك التدبر في آيات الرسل ودلائل صدقهم فيما يدْعون إليه
    ووجه تقديم السمع على العقل ..

    (هَمَّازٍ مَّشَّاءٍ بِنَمِيمٍ)
    الهمّاز كثير الهمزة . وأصل الهمز : الطعن بعود أو يد،
    المشَاء بالنميم :
    استعارة لتشويه حاله بأنه يتجشم المشقة لأجل النميمة
    وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم
    عمن يعذب في القبر « وأمَّا الآخَرُ فكان يمشي بالنميمة » نهي شديد عن النميمة.

    ﴿فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا﴾
    قال قتادة رحمه الله: القرآن يدلكم على دائكم ودوائكم؛ أما داؤكم فالذنوب، وأما دواؤكم فالاستغفار


    (إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين)
    لاتتعب نفسك بتصنيف الناس ... عليك بنفسك فلن تُسأل عنهم !!


    قدوة بنبي الله نوح عليه السلام
    ردد هذا الدعاء المشروع لجميع المؤمنين والمؤمنات ، وذلك يعم الأحياء منهم والأموات،
    (رَّبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ..)


    (إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير )
    إذا نجحت في خلواتك ... فأبشر بالمغفرة والأجر


    تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير)
    بيده كل الأمور .... سعادتك ورزقك .. أحزانك والهموم .. مرضك وعجزك ..
    بيده أن يزيل خواطر تؤلمك .. بيده ماتعسر من أمرك ... وهو على كل شيء قدير


    في سورة القلم، أمر الله ﷻ نبيه ﷺ بالصبر ﴿فاصبر لحكم ربك﴾.
    وفي سورة المعارج وصف الصبر بالجميل: ﴿فاصبر صبرا جميلا﴾.
    وفي سورة نوح ﷺ عرض نموذجًا للصابرين.
    وفي سورة الإنسان ذكر جزاء الصابرين: ﴿وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا﴾.


    ﴿إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا﴾
    [الإنسان: ٢]
    أمشاج مختلطة متداخلة ولا يزال هذا الوصف ملازما للنفس البشرية في مشاعرها ورغباتها ونوازعها وأحوالها إلا من كان لله وبالله ومع الله وإلى الله

     

    قد تكون صورة ‏نص‏

     

    (قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا)
    الدعوة إلى الله ، وليس لها وقت معين، ولا مكان محدد ، بل هي وظيفة العمر كله...


    ﴿إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ﴾ [القلم: 17]: أقسموا على أن يحرموا الفقراء، فحرمهم الله، ولو عزموا على إكرامهم لأكرمهم الله.


    ﴿تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير﴾
    هذه الآية تحطم كل حاجز وعائق نفسي حال بينك وبين أمنية استعظمت حصولك عليها.


    ﴿فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا۝يرسل السماء عليكم مدرارا۝ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا﴾ [نوح: ١٠-١٢]
    اعترافك بنقصك يزيدك


    {لا نريد منكم جزاءًا و لا شكورا}
    عملوا وهم لا يريدون من البشر جزاء
    فاكرمهم ﷲ ب {إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا}
    .

    ﴿فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا﴾[الجن: ١]
    سماعك القرآن بإعجاب وانبهار وتعظيم يفتح الأقفال ويزيح الأغلال ويفسح المجال لهدايات القرآن


    ﴿أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم﴾[الملك: ٢٢]
    سويا شامخا مترفعا عن الآفات في بنيات الطريق يرى سبيل الهداية بوضوح ويسلكه بثبات


    كم ضاقت الدنيا بضجيج المجرمين؟!!
    وكثرة خوضهم بالباطل سيأتي يوم سكوتهم
    {هذا يوم لا ينطقون}


    ﴿إن الإنسان خلق هلوعا۝إذا مسه الشر جزوعا۝وإذا مسه الخير منوعا۝إلا المصلين﴾[المعارج: ١٩-٢٢]
    إيمانك وصلتك بالله تضبط انفعالاتك وتقوم سلوكك


    بعد جد وصدق واشفاق وخشية ووجل تنطلق الاسارير بالبهجة وتطير الروح بالسرور
    ﴿فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه﴾[الحاقة: ١٩]


    ﴿وإنه لتذكرة للمتقين﴾
    كلما كان العبد أكثر تقوى لربه، كان أكثر انتفاعا بمواعظ القرآن .


    ( هَٰذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ ۝ وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ)
    الحذار الحذار من يومٍ لا تُقبلُ فيه الأعْذار ..


    عندما يتربى العبد بالقرآن يصبح:
    صبره جميلا (فاصبر صبرا جميلا)
    وهجره جميلا (واهجرهم هجرا جميلا)


    تخيل،،
    الشرارة التي تخرج من النار بحجم قصر عظيم
    فكيف بضخامة النار ذاتها؟!
    {إنها ترمي بشرر كالقصر}


    ﴿إن لك في النهار سبحا طويلا﴾ [المزمل: ٧]
    خذ من ليلك زادا لنهارك


    ﴿لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر﴾[المدثر: ٣٧]
    التوقف يلحق بأي حالة
    التقدم او التأخر؟


    ( وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ )
    كل نعمة لا توصلك بالله تعالى فهي نقمة


    المخلص لا ينتظر شهرةً ولا ثناء من الناس..
    شعاره في العطاء : ﴿إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُور


    ( وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غدقا)
    إذا أقمت الدين أقام الله لك الدنيا ..
    وإذا أقمت الروح أقام الله لك البدن .


    لم يرد وصف الضلال بالكبير إلا في سورة الملك
    (إن أنتم إلا في ضلال كبير)
    يقابله
    (إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة (وأجر كبير))


    السؤال: ﴿ما سلككم في سقر﴾؟
    الإجابة:
    ﴿قالوا لم نك من المصلين﴾.
    ﴿ولم نك نطعم المسكين﴾.
    ﴿وكنا نخوض مع الخائضين﴾.
    ﴿وكنا نكذب بيوم الدين﴾.
    لتفوز بالجنة، وتنجو من النار:
    أقم صلاتك.
    أدّ زكاتك.
    احفظ لسانك.
    تعاهد إيمانك.


    عندما تتأمل الطيور في جو السماء وهي ترفرف أجنحتها ولا تقع تدرك عظمة من يمسكها
    فالذي حفظها في جو السماء لن يعجزه ان يحفظك وانت على الأرض فثق يالله


    الصلاة الخاشعة تقي من الجزع واليأس
    (إلا المصلين الذين هم على صلاتهم دائمون)


    ليلة التاسع والعشرين آخر أوتار العشر الأخيرة، وقد تكون آخر ليلة من رمضان قال صلى الله عليه وسلم : ( ألتمسوا ليلةَ القدرِ آخر ليلة مِن رمضان ) ويقول ابن تيمية : العبرة بكمال النهايات لابنقص البدايات.


    لاتناموا وانتم حُزانى
    اقرؤوا سورة الملك
    الله جل وعلا يقول لكم:
    { ألا يعلمُ من خلق وهو اللطيف الخبير}
    الله أعلم بحالك منك، وأدرى بك من والديك، ومن أقرب الناس إليك،وهو لطيف بخلقه خبير بعباده.فطِب نفساً وكُن به موقناً.


    ( قم فأنذر )
    رسالة تؤكد عالمية هذا الدين فهي رسالة لكل من يسمعها في كل زمان ومكان ... لم يحدد مخاطب ولا منذر فهي للجميع


    ﴿تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير﴾
    هذه الآية تحطم كل حاجز وعائق نفسي حال بينك وبين أمنية استعظمت حصولك عليها.


    إِنَّهُۥ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ ٱلْعَظِيمِ (٣٣) وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ﴾
    هذه الآية تدل على عظم الصدقة وفضلها؛ لأنه قرن منع طعام المسكين بالكفر بالله. [ابن جزي: ٢/٤٩٤]


    ﴿فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ﴾ [القلم: 19]: كم من ظالم نائم، ولا يدري أن قرار إهلاكه قد اتُخِذ، وجاري التنفيذ.


    ﴿وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ ﴾ قال ابن كيسان: «لا تستكثر عملك، فتراه من نفسك، إنّما عملك مِنَّة من الله سبحانه عليك، إذ جعل لك سبيلا إلى عبادته، فله بذلك الشكر أن هداك له».


    ﴿قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى﴾
    جاء عن كثير من السلف أنها نزلت في زكاة الفطر وصلاة العيد. وقد كان عمر بن عبد العزيز يأمر الناس بإخراج صدقة الفطر ويتلو هذه الآية، وفي هذه الآية إثبات حقيقة الفلاح لمن تزكى.[الإمام البيهقي]


    ( هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ ) [الحاقة : 29]
    يا صاحب السلطان سيتخلف عنك السلطان في ذلك اليوم فلا يحملك سلطانك على ظلم الخلق


    .﴿خَٰشِعَةً أَبْصَٰرُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ۖ وَقَدْ كَانُوا۟ يُدْعَوْنَ إِلَى ٱلسُّجُودِ وَهُمْ سَٰلِمُونَ﴾
    السجود في الدنيا فيه تذلل لله
    ومن تكبر عنه اذله الله يوم لقائه

     

    قد تكون صورة ‏‏‏كنبة‏، و‏‏زهرة‏، و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏ و‏تحتوي على النص '‏وإنك لعلى خلق عظیم تدنو منه صلى الله عليه وسلم يوم القيامة بقدر اتباعك لهديه وخلقه فعظمة أخلاقك في الدنيا تودي إلى عظمة منز لتك في الآخرة‏'‏‏

     

    من طال وقوفه في الصلاة ليلاً ونهاراً لله ، وتحمل لأجله المشاق في مرضاته وطاعته ، خف عليه الوقوف يوم القيامة وسَهُل عليه ،
    وقد أشار الله تعالى إلى ذلك في قوله :
    ( ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلاً طويلا * إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوماً ثقيلا)
    -ابن القيم -

    ( مَآ أَغْنَىٰ عَنِّى مَالِيَهْ )
    مال لا يغني عنك من الله شيئا
    لا يستحق أن نشغل بجمعه عن طاعة الله


    ( تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير)
    بيده كل الأمور .... سعادتك ورزقك .. أحزانك والهموم .. مرضك وعجزك ..
    بيده أن يزيل خواطر تؤلمك .. بيده ماتعسر من أمرك ... وهو على كل شيء قدير


    ﴿تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ ٱلْعَٰلَمِينَ﴾
    من الحسرة أن تنشغل بكتب الخلق وبين يديك كتاب الخالق


    ﴿تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ ٱلْعَٰلَمِينَ﴾
    مهما تنوعت الكتب وتنوعت أساليبها فلن تكون شيئا في مقابل القرآن الذي نزل من عند رب العالمين


    {فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة* وحملت الأرض والجبال فدكتا دكةً واحدة* فيومئذٍ وقعت الواقعة}
    من حقارة الدنيا أن جعلها الله تنتهيبـِ (نفخة)


    الاستغفار بوابة انهمار الخيرات
    وسيل تحقيق الامنيات ..
    (يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا)


    ويطاف عليهم بآنية من فضة)
    (قوارير من فضة)
    (وحّلّوا أساور من فضة)
    فضّة ليس كالتي نعرفها!
    فضّة تناسب نعيم الجنان!
    رب لا تحرمنا ووالدينا ومن نحب


    ( إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين)
    لاتتعب نفسك بتصنيف الناس ... عليك بنفسك فلن تُسأل عنهم !!


    ( الله .. العزيز.. الغفور.. اللطيف.. الخبير.. أسماء الله الحسنى في سورة الملك وورد اسم الرحمن ٣ مرات فيها ..
    تكرار الرحمة تناسب أن السورة غفرت لمن قرأها كما في الحديث .


    {وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ}
    حتى ما يتوقع انه بسيط وامكاني الحدوث و يترتب عليه الاعذار ،،
    لا يحدث لقيام الحجة عليهم
    قضي الأمر ..
    اللهم اجرنا من عذاب الخزي ..


    خوفك اليوم و عملك الصالح لطاعة مولاك هو سبب نجاتك غداً ..
    {إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا}
    {فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا}
    نتيجة حتمية لمن سخر دنياه طاعةً لمولاه ..


    ( هو أهل التقوى وأهل المغفرة )
    لو ساورتك شكوك القنوط واليأس بسبب عظم ذنوبك فاستشعر أن ربك أهل المغفرة مهما كانت فداحة ذنوبك .


    ( إنا سمعنا قرآناً عجبا)
    استمعوا لسورة فغيرت مجرى حياتهم ... وربما الكثير منا ختم القرآن ولم تؤثر فيه آية ...⚘ اللهم أصلح قلوبنا⚘

     

    قد تكون صورة ‏تحتوي على النص '‏(فقلت) استغفروا ربكم إنه كان غفار ا*ير سل السماء عليكم مدر ار يمددكم بأموا وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا اعتر فك بنقصك يزيدك‏'‏

     


    {إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين} [القلم : 7]
    الله مطلع على قلبك فإن كان قلبك يريد الهداية حقا وجاهد لها فسيمنحه الهداية .
    لكن من يسلك طريق أهل الغواية وهو يريد الهداية فهذا قد لا يوفق . لأنه لو كان صادقا لسلك طريق الهداية وفعل اسبابها


    (انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب)
    (إن المتقين في ظلال وعيون)
    حتى الظلال تختلف يوم القيامة! وشتان بين ظل يظلل ويبرّد وبين ظل لا ضليل ولا يغني من اللهب!


    (ولا أقسم بالنفس اللوامة) القيامة
    وجه الربط بين يوم القيامة والنفس اللوامة ؛
    أن تمام اللوم إنما يظهر يوم القيامة ..


    ( يوماً يجعل الولدان شيباً)
    شاب طفل لم يذنب ... فكيف بحالي وحالك ...؟؟!


    {وإنك لعلى خلق عظيم} [القلم : 4]
    من اراد عظيم الأخلاق فعليه بسنة من اقسم الله بأنه على خلق عظيم .


    ﴿وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوْ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾ [الملك: 13]: حتى النيات والخطرات مراقبة، فكيف بالأفعال والكلمات؟!


    {وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير} [الملك : 10]
    السماع الحقيقي لآيات الله ليس مجرد وصولها إلى الأذن ولكن ما وصل للقلب ونتج عنه عمل وترك .


    أحسنْ إنتاج فيلم حياتك؛ لأنه سيُعرضُ يوم القيامة،
    قال تعالى: {يومئذٍ تعرضونَ لا تخفى منكمْ خافية ٌ}
    تأملها جيدًا.


    ( مالكم لاترجون لله وقارا)
    إياك أن تجعل الله أهون الناظرين إليك !!


    (فاقرأوا ما تيسر من القرآن علم أن سيكون منكم مرضى وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله وآخرون يقاتلون في سبيل الله)
    هؤلاء فقط أجاز الله لهم عزوجل التخفيف من قيام الليل
    فما بال كثير منا إلا من رحم ربي أجاز لنفسه عدم قيام الليل مطلقاً وهم أصحاء أشداء؟!


    {أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم}
    شبه الله حال الكافر بشخص يمشي على الارض منكس رأسه كمن يمشي وينظر إلى موضع قدمه فهو لا يدرك المخاطر فربا ذهب إلى حتفه بنفسه .
    وشبه المؤمن بمن يمشي مستويا رافعا رأسه يشاهد المخاطر فيتجنبها .


    (لا تحرك به لسانك لتعجل به * إن علينا جمعه وقرآنه * فإذا قرأناه فاتبع قرآنه * ثم إن علينا بيانه)
    القرآن يعلّمنا كيف نتلقى القرآن..


    (وإنه لتذكرة للمتقين}
    {وإنه لحسرة على الكافرين}
    الكتاب واحد ولكنه هداية لقوم وحسرة على قوم .


    (وإنه لتذكرة للمتقين}
    {وإنه لحسرة على الكافرين}
    اختر أي الطريقين


    {وإنه لتذكرة للمتقين} [الحاقة : 48]
    عدم التقوى تحول بينك وبين هدايات القرآن


    {ولو تقول علينا بعض الأقاويل} [الحاقة : 44]
    {لأخذنا منه باليمين} [الحاقة : 45]
    {ثم لقطعنا منه الوتين} [الحاقة : 46]
    قبل أن تقول بقولك في كتاب الله وشرعه توقف مع هذه الآيات .. نسأل الله السلامه .


    {إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين} [القلم : 17]
    اضمار الشر قد يحرمك من الخير

     

    ﴿إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ﴾ [القلم:17]: تأمل خطورة النية السئة، ماذا صنعت بهم {فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ﴾ احترقت حديقتهم حتى صارت رمادًا.


    (قُم) أمر إلهي، حرفان فقط، عاش النبي صلى الله عليه وسلم 23 سنة ممتثلا لهذا الأمر ما فتر، ما كلّ ولا ملّ.. فما هي أطول مدّة امتثلنا فيها لأوامر الله جلّ وعلا؟!

     

    قمة السعادة حينما تستلم كتابك بيمينك
    وتنادي : ﴿هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ﴾
    من سعادتك تناديهم ليقرؤوا كتابك..
    ويشاركونك فرحتك ومشاعرك..
    فما أجملها من لحظة ..!!
    وما أتمها من فرحة!!
    فيارب أجعلنا من أصحاب اليمين.


    "وثيابك فطهّر"بعضهم لايهتم بنظافة جسده وملبسه ظنّاً منه أنه زهد.


    ( وَاتَّبَعُوا مَن لَّمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا )

    المال و البنون قد يكون زينة لك في الدنيا و قد يكون سبب فتنتك فاحذرهما و طبق شرع الله لتسلم منهما


    {الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور} [الملك : 2]

    أحسن عملا وليس أكثر عملا

     

    ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ۝ إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾

    صانوا وجوههم في الدنيا عمّا يُغضب الله ، فنضّرها وأكرمها بالنظر إليه في الآخرة..
    اللهم اجعلنا منهم ..

     

    ﴿إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا ۝ فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَٰلِكَ الْيَوْمِ..﴾

    مَن أراد الوقايةَ من النار ؛ فليتقِ الله في هذه الدار .

     

    ( وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً )

    الأرض و ما عليها من نعيم و الجبال راسخة زائلة لا محالة فاحذر أن تجمع الزائل بالحرام

     

    ﴿واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلا﴾
    من كمال الإخلاق
    لو يؤلمنا احد بكلامه وتصرفاته وقسوته
    فلا نقابل الإساءة بالإساءة ولا الأذى بالأذى
    ولا نشغل انفسنا في اقوى الرد
    كن جميلا حتى في الهجر
    وليس هناك أجمل لو تخلقنا بأخلاق القرآن

     

    لكل من يعاني من الجزع:
    ١-أقم صلاتك.
    ٢-تصدق وأخرج زكاة أموالك.
    ٣-صدق وآمن باليوم الآخر واخشى ربك.
    ٤-احفظ فرجك.
    ٥-حافظ على الفرائض،وأعد الأمانة لأصحابها.
    ٦- أطع الله فيما عهد إليك،وصن عهدك للناس وأوفي به.
    ٧-أشهد بالحق كما رأيت وسمعت بالعدل.
    ٨-حافظ على صلاتك
    سورة المعارج

     

    لكل من يعاني من الجزع:
    ١-أقم صلاتك.
    ٢-تصدق وأخرج زكاة أموالك.
    ٣-صدق وآمن باليوم الآخر واخشى ربك.
    ٤-احفظ فرجك.
    ٥-حافظ على الفرائض،وأعد الأمانة لأصحابها.
    ٦- أطع الله فيما عهد إليك،وصن عهدك للناس وأوفي به.
    ٧-أشهد بالحق كما رأيت وسمعت بالعدل.
    ٨-حافظ على صلاتك
    سورة المعارج

     

    ( قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ )

    الوسطية تعني الإعتدال و ليس الإنحلال


    ﴿لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ﴾ المدثر (٣٧)
    لم يذكرفي الآية واقفًا؛ لأنه لا منزل بين الجنة والنار، فمن لم يتقدم بالأعمال الصالحة، فهو متأخر بالأعمال السيئة. ابن القيم.

     

    قد تكون صورة ‏تحتوي على النص '‏i الطبيعة المدهشة‏'‏
     


  3.  الجزء ٢٧


    1-(أَحصَىٰهُ ٱللَّهُ وَنَسُوهُۚ ) أقلقت المضاجع ووجلت القلوب خوفًا وشفقةً أن نرى يوم الدين ماكنا متهاونين به في الدنيا


    2- (مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ وَمَن يُؤۡمِنۢ بٱللَّهِ يَهدِ قَلبَهُۥۚ ) من تيقن بأن في داخل المـحِـن مـنــحٌ هُـديّ قلبه ، ورضـيَّ بقضاء ربه.


    3- [وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة ] مشهد متكرر كثيرا للآسف فالبعض يذهب لصلاة الجمعة عند الإقامة للصلاة ولا يحضر الخطبة ويفوته الإنتفاع بما فيها من وعظ والعتاب في الآية لترك الخطبة أيضا وليس فقط الصلاة..


    4 لماذا كثر الحديث عن التقوى هكذا في سورة الطلاق؟ لإن قليل من يتقي الله عند الطلاق سواء من الرجال أو النساء !!

    5- {فإذا بلغن أجلهم فأمسكوهن… …ويرزقه من حیث لا یحتسب ومن یتوكّل على ٱللّه فهو حسبه إن ٱللّه بَـٰلغ أمرهِ قد جعل الله لكل شيء قدرا} كلّ شيء له ميقات ينتهي إليه لا حزن يدوم لا مشاكل تدوم لا فقر يدوم .


    6- [ومن يتق الله يجعل له مخرجا. ويرزقه من حيث لا يحتسب.. [ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا. ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا ] مآلات التقوى في سورة الطلاق جمعت خيري الدنيا والآخرة فمن تدبرها بحق لابد أن يسعى لتحقيقها والفوز بها..


    7- ﴿وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ﴾ [الحشر: 18]: تشمل كلماتك المكتوبة على صفحتك في مواقع التواصل، ومقاطعك المسجلة على اليوتيوب، فهذه حسنات أو سيئات جارية بعد موتك.


    8- والَّذينَ جاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنا شامل لجميع المؤمنين، السابقين من الصحابة، ومن قبلهم ومن بعدهم فاغسل قلبك بهذا الدعاء (ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم) .


    9- ( سبح الله مافي السماوات وما في الارض) الصف والحشر

    ( يسبح لله مافي السماوات وما فى الأرض) الجمعة والتغابن

    كم مرة نسبح الله تعالى في يومنا وليلتنا ؟

     

    قد تكون صورة ‏تحتوي على النص '‏سبح الله مافي السماوات ومافي الارض‏'‏


    10- {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} لا يزال لسانك رطباً بذكر الله.


    11- (عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ) الحياة الزوجية ، والعلاقات الأسرية ، والمحبة بين الأهل والخلان .. تحتاج الى بعضٍ من التغاضي والتغافل ، والتعامل بكرم الأخلاق ..


    12- {…ومَن یَتَوَكَّل على ٱللَّهِ فهُوَ حَسبُهُ إنَّ ٱللّهَ بَـٰلِغُ أمرِهِ قَد جَعَلَ ٱللَّهُ لِكُلِّ شَیۡءࣲ قَدرࣰا} هنيئاً لمن فوض ما أهمَّه لله، وتوكل عليه.. هنيئاً له فقد كُفِي.


    13- تعلمنا (سورة الممتحنة) درس عظيم وهو : قبول العذر حتى ممن عظُم خطأه مادامت سوابقه تشهد له بالخير.. فالصحابي الجليل حاطب وقع في خطأ في حكمنا نحن خيانة عظمى ومع هذا برأه الله ورسوله فمعه دليل صدق الإيمان وسبق الفضل فقد شهد بدرا..


    14- [ قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله..] كم تحمل هذه الجملة من طمأنينة لقلوب الداعين.. فكما أنت على يقين أنه جل في علاه قد سمعك فكن على يقين أنه قد أجابك فهو المجيب الكريم الرحيم..


    15- [إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا] إدخال الحزن على قلب المؤمن من عمل الشيطان.. ولذا لا يليق بمؤمن أبدًا أن يُحزن أخاه..


    16- [هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله.. مهما بدا لنا الحال أنه يدعو لليأس أبدا والله فبوعد الله: فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين


    17- [يوم يبعثهم الله جميعا فينبئهم بما عملوا (أحصاه الله ونسوه) والله على كل شيء شهيد] مرعبة لمن كل قلب ! لذا سبيل النجاة العمل بوصية الفاروق : " حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا "


    18- (لاتجدقومًا يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله والو كانوا ءاباءهم أو أبناءهم أو إخوانهمأو عشيرتهم …) الحب في الله والبغض في الله هو أصل الإيمان ومن أوثق عـرى الدين


    19- [كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ] ميزان الأقوال الأفعال فمن خالف فعله قوله فلا وزن لقوله لا عندالله ولا عند الناس.. بل باء بالخسران ومقت الله وعباد الله..


    20* (وَمَآ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُواْۚ) جُمعت تلك الآية السعادة والإستقرار والفوز بالدارين .


    21 {…ومَن یَتَوَكَّل على ٱللَّهِ فهُوَ حَسبُهُ إنَّ ٱللّهَ بَـٰلِغُ أمرِهِ قَد جَعَلَ ٱللَّهُ لِكُلِّ شَیۡءࣲ قَدرࣰا} هنيئاً لمن فوض ما أهمَّه لله، وتوكل عليه.. هنيئاً له فقد كُفِي.


    22- فَكَانَ عَٰقِبَتَهُمَآ أَنَّهُمَا فِي ٱلنَّارِ خَٰلِدَيۡنِ فِيهَاۚ وَذَٰلِكَ جَزَٰٓؤُاْ ٱلظَّـٰلِمِينَ) الشيطان اليوم يغـريك، ويغويك فتتبع خطواته ويوم الدين ينكـرك،ولا يستطيع البتة أن ينجيك وكلاكما في النـار .. والعياذ بالله ..


    23-. (لَا تُخۡرِجُوهُنَّ مِنۢ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخۡرُجۡنَ إِلَّآ أَن يَأۡتِينَ بِفَٰحِشَةٖ مُّبَيِّنَةٖۚ) ياأصحاب القوامة ، يامن منحهم الله تشريف التكليف لا تجعل على لسانك دومًا،مايؤذي قلب زوجك فالبيت لهاوهي السكن . وانت لها الأمان والأمن .


    24- (إِنَّمَآ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَأَوۡلَٰدُكُمۡ فِتۡنَةٞۚ وَٱللَّهُ عِندَهُۥٓ أَجۡرٌ عَظِيمٞ ) قدم الأموال على الأولاد لإن فتنتها على العبد أشد . و كلاهما إختبار وابتلاء من الله.ليعلم منك الشكر أم الإعراض والكفر ؟!


    25- (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ا)لفلاح والكسب الحقيقي لايكون ولا يتحقق إلا بإقامة الصلاة وذكر الله ثم العمل وحسن التوكل على الله


    26* لم يرد الفوز في القرآن إلا في أمور الآخرة ، فهل شكرنا لها ؟! ﴿لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ (٢۰)﴾.

     

    قد تكون صورة ‏نص‏


    27-سمعت عن أناس ضاقت بهم الأرض بعد الطلاق،وعاش المطلق،والطليقة،والأبناء،والأهل،بل والقبيلة بمآسي وهموم قد امتدت لسنين! فعلمت أن الشيطان وسوس للناس ليحزنهم،وحرمهم من تدبر قول الله (وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته).وقوله(سيجعل الله بعد عسر يسرا).


    28- سمعت عن أناس ضاقت بهم الأرض بعد الطلاق،وعاش المطلق،والطليقة،والأبناء،والأهل،بل والقبيلة بمآسي وهموم قد امتدت لسنين! فعلمت أن الشيطان وسوس للناس ليحزنهم،وحرمهم من تدبر قول الله (وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته).وقوله(سيجعل الله بعد عسر يسرا).


    29- (قد سمع الله قول التي تجادلك)(والله يسمع)(سميع بصير) في آية واحدة
    إذا استحضرنا صفة السميع لكل أقوالنا سنفاجأ كم سنفضّل الصمت!


    31-"وتشتكي إلى الله"
    الشكوى أخص من الدعاء.. كما تشتكي لأحبّ حبيب لوعتك.. اشتك إلى ربك..فأنت في ليالي القرب..
    " وتشتكي إلى الله والله يسمع "
    كم هو قريب منا سبحانه !! لايحتاج منا رفع صوت أو واسطات يكفي أن تقول :يارب


    33-﴿يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَىٰ نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم﴾
    تعبك اليوم وكدحك وعملك، هو نورك غدا يسعى بين يديك ، وعلى قدر إيمانك يزداد نورك..


    34-(لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم)
    هل في قوانين البشر الوضعية أعدل من الإسلام وأشد سماحة منه؟!


    35- ﴿مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ﴾
    هو الرجل تصيبه مصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم..
    فمن عظم إيمانه بالله ؛ هانت المصائبُ عليه.


    36*﴿فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا﴾ [الحشر: ٢] ثق بنصر الله وتأييده، ولا تشغل تفكيرك كيف سيأتي الفرج والنصر، بل انشغل في إصلاح ذاتك فمتى تحقق الشرط تحقق المشروط ﴿إن تنصروا الله ينصركم﴾ [محمد: ٧]


    37-﴿فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ۚ﴾ أي : فلما زاغوا عن اتباع الحق مع علمهم به ، أزاغ الله قلوبهم عن الهدى ، وأسكنها الشك والحيرة والخذلان ( ابن كثير )


    38-﴿الم ترَ إلى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم ما هُم منكم وَلَا مِنْهُمْ﴾ قال القشيري: من وافق مغضوباً عل يه أشرك نفسه في استحقاق غضب من هو غضبان عليه؛ فمن تولى مغضوباً عليه من قبل الله استوجب غضب الله، وكفى بذلك هواناً وحزناً وحرماناً.


    39- ﴿نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ﴾ من سعى وراء النور في الدنيا سعى النورُ بين يديه في الآخرة..


    40 _﴿نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ﴾ من سعى وراء النور في الدنيا سعى النورُ بين يديه في الآخرة..

     

    لا يتوفر وصف للصورة.


    41- امرأة نوح وامرأة لوط عليه ما السلام لم ينفعهما كونهما زوجتين لنبيين وامرأة فرعون الطاغيه لم يضرها لطغيان زوجها عندما فرت الى الله فكل انسان الزمناه طائره ولا تزر وزارة وزر أخرى فلا تقل لماذا هؤلاء عليهم ملاحظا ت وآباؤهم صالحين او العكس انك لا تهدي من احببت


    42- ﴿يَرْفَعِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ مِنكُمْ وَٱلَّذِينَ أُوتُوا۟ ٱلْعِلْمَ دَرَجَٰتٍ﴾ اللام في ﴿العلم﴾ ليست للاستغراق، وإنما هي للعهد؛ أي: العلم الذي بعث الله به نبيه ﷺ، وإذا كانوا قد أوتوا هذا العلم كان اتباعهم واجباً. [ابن القيم: ٣/١٤٣]


    43-﴿وَإِذَا جَآءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ ٱللَّهُ﴾ كانوا إذا دخلوا على النبي ﷺ يخفتون لفظ ﴿السلام عليكم﴾؛ لأنه شعار الإسلام، ولما فيه من جمع معنى السلامة؛ يعدلون عن ذلك ويقولون: ﴿أَنْعِمْ صباحاً﴾، وهي تحية العرب في الجاهلية؛ ابن عاشور


    44*(فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض) الإسلام ليس دين رهبانية! الإسلام دين واقعي يواز ن بين مقتضيات الدنيا ومقتضيات الآخرة والمفلح من عاش في الدنيا محققا هذا التوازن.


    45*كل فرج وكل تيسير مقرون بتقوى الله عز وجل (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ) : (يجعل لَهُ مَخْرَجًا)، (ويرزقه مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ)، (يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا)، (يكفرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا)


    46- " وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا " . علاج المشاكل الأسرية / . العفو: ترك العقاب. والصفح: ترك العتاب. والغفران: ستر الذنب فل يُذكر .  . و أتت قبل سورة الطلاق .. فلله الحكمة البالغة في كل أمر .


    47-﴿فَأَقِيمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُوا۟ ٱلزَّكَوٰةَ﴾ هاتان العباداتان هما أم العبادات البدنية والمالية؛ فمن قام بهما على الوجه الشرعي فقد قام بحقوق الله وحقوق عباده. [السعدي: ٨٤٧]


    48-( كتب الله لأغلبن أنا ورسلي) إلى من يحزن على حال المسلمين ... هذا وعد الله ووعده حق سبحانه ألا إن نصر الله قريب !


    49_  لا تيأس.. ولا تغتم.. وتفاءل بالخير من ربك فمهما اشتدَّ الأمر،، وضاق الصدر، فـ ﴿سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا﴾

     

    50-"إذ قالت رب ابن لي عندك بيتاً في الجنة" . كانت تعيش في قصر فلما أبصر قلبها لذة الإيمان وتسامت روحها لنعيم الآخرة تحطمت في عينيها قصور الدنيا وملذاتها

     

    لا يتوفر وصف للصورة.


    51﴿ يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ﴾ المحن تُظهر معادن الناس


    52 ( اتخذوا أيمانهم جنة ) ما اقبح التترس باليمن الكاذبة عندما تغيب الحجة تكثر الأيمان


    53-- ﴿ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا﴾ [الحشر: ١٠] أكثروا بلهج وصدق من هذا الدعاء فما أحوجنا له في زمن أصبحت النفوس والعقول والقلوب والنوايا مملوءة بما يثقلها إلا من رحم الله.


    54- ( فافسحوا يفسح الله لكم ) الجزاء من جنس العمل تفسح يفسح الله لك تبني مسجدا يبنى لك بيتا في الجنة تيسر على مسلم ييسر الله عليك تستر مسلما يسترك الله قال ابن كثير : ولها أشباه كثيرة

     


    55- خولة بنت ثعلبة سمع الله قولها من فوق سبع سموات، عن عائشة قالت: الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات، لقد جاءت المجادلة تشكو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا في ناحية البيت ما أسمع ما تقول، فأنزل الله عز وجل: "قدْ سمِعَ اللّه قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا


    56_ في سورة (الصف) تكرر نداء المؤمنين ثلاثًا، الأول في صدق اللسان ﴿لم تقولون ما لا تفعلون﴾ والثاني في صدق الإيمان ﴿تؤمنون بالله ورسوله﴾ والثالث في صدق العمل ﴿كونوا أنصار الله﴾، ما اجتمعن في قومٍ إلا نالوا: ﴿الفوز العظيم﴾ ﴿نصر من الله﴾ ﴿فأصبحوا ظاهرين﴾


    57- ﴿ عَرّفَ بَعْضَهُ وأعْرَضَ عن بَعْض ﴾ الحياة والعلاقات؛تنتظم بالتغاضي وتنسجم بالتراضي وتنهدمُ بالتدقيق وتنخرم بالتحقيق ..


    58- المطالب بالحق مع أدب الطلب حق كفلته الشريعة للرجال والنساء على السواء. ﴿قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها﴾ [المجادلة:١].


    59- ( وفتح قريب ) ( وبشر المؤمنين ) ( لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا ) "كم هي جميلة تلك البشائر التي تساق لنفوسنا ، وتجدد بها اﻷمل . رددها على نفسكَ كُلَّما أصابكَ يأس .. فلا يأس مع الله


    60- في سورة الصف النهي عن القول بلا عمل {لم تقولون ما لا تعملون}

    في سورة الجمعة ذم الذين يعلمون وهم لايعملون فشبهوا بالحمار{كمثل الحمار يحمل أسفارا}

    وفي سورة المنافقون بيان الذين يزينون قولهم خلاف ما يظهرون {وإن يقولوا تسمع لقولهم}


    61- [إن الذين يحادون الله ورسوله أولئك في الأذلين] فمن والاهم وودهم أُهين معهم وكان معهم في الأذلين..
    [لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم..


    62- (وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ ) هل وصلت إلى هذه المرحلة من المحبة لاخوانك المسلمين ؟؟ محبة صافية من الأكدار؛ خالية من شوائب الحسد والحقد


    63- (ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله) الابتلاء سنة إلهية يتخطاها العبد بالإيمان (ومن يؤمن بالله) فيرضى وبالهداية من الله (يهد قلبه) يهديه ويهدّئه فيطمئن لقضاء الله يقينا أنه العليم الخبير الحكيم


    64- ( كَتَبَ ٱللَّهُ لَأَغلِبَنَّ أَنَا۠ وَرُسُلِيٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٞ ) الأمر منهي فلا تنتظروا نصر من وراء محاربة الشرع أو التعاون مع أعداء الدين ، عودوا إلى الله قبل فوات الأوان


    65- في الممتحنة(لن تنفعكم أرحامكم ولا أولادكم يوم القيامة)

    في الصف التجارة الرابحة(وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم)

    في الممتحنة: تنقية الصف المسلم(لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء)

    وفي الصف: (نصر من الله وفتح قريب)

    الولاء لله ولرسوله والتبرؤ من أعداء الله من مقومات النصر


    66- (يا أيها الذين آمنوا "اتقوا الله" ولتنظر نفس ماذا قدّمت لغد "واتقوا الله") حرص النفس على تقديم ما ينفعها في الآخرة من أعظم المعينات على التقوى من دروس سورة الممتحنة: من آمن بالله حقًا اتقاه ورضي بحكمه (واتقوا الله الذي أنتم به مؤمنون) (الله يحكم بينكم)


    67- خذ بالظواهر وكِل السرائر إلى العليم الخبير(وأنا أعلم بماأخفيتم وماأعلنتم) (الله أعلم بإيمانهن)


    68- خذ بالظواهر وكِل السرائر إلى العليم الخبير(وأنا أعلم بماأخفيتم وماأعلنتم) (الله أعلم بإيمانهن)


    69- (كأنهم خشب مسندة) ما أروعه من تشبيه هكذا حال المنافق ألواح خشبية مسندة نظن ثباتها وقوتها ونفعها لكن أقل دفعة بأقل جهد تسقط فالمنافق يغرك جميل هيئته ومعسول كلامه لكن مع أقل صيحة للحق ستسقط هذه الأقنعة وستنفضح هذه السرائر وينكشف عديم نفعها ويذهب أذاها..


    70- من أعظم الغبن أن يقال لأحدنا يوم القيامة: هذا مقعدك من الجنة لو كنت آمنت بالله واتقيته!
    وهذه منزلتك لو أنك قدمت لحياتك فيها!

     

    قد تكون صورة ‏حمام سباحة‏


     

     


  4. الجزء ٢٧


    (إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلرَّزَّاقُ ذُو ٱلۡقُوَّةِ ٱلۡمَتِينُ) قـاعدة ربانية متينة راسخة، إرسخها في ذهنك ، ليطمئن قلبك أن رزقك مضمون من ذي القوة المتين ﷻ.


    2- (وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ) الطور : ٤٩ ففيه الأمر بقيام الليل، أو حين تقوم إلى الصلوات الخمس، بدليل قوله: { وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ} أي: آخر الليل، ويدخل فيه صلاة الفجر، والله أعلم. السعدي


    3- (وَٱصۡبِرۡ لِحُكۡمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعۡيُنِنَاۖ وَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ) لست وحدك وانت تعاني الذي تعانيه ممن تدعوه فالله معك يحرسك ويرعاك لذا وجب أن تنزهه سبحانه عمالايليق به، بالإكثار من التسبيح.

    4 (ولمن خاف مقام ربه جنتان) ⚘ كم من معصية بالخفاء تمنعنا منها هذه الآية .!!⚘
    5- { لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح ..} الموفق من اغتنم فرصة حاجة الناس فبادر وسابق بسدها .. فهذه ميزة للمبادرين .

    6- {فما وجدنا فيها غير بيتٍ من المسلمين } أخي الداعية، لا تجزع إذا دعوت فلم يستجب لك احد ( كن مع الحق ولو كنت وحدك )

    7- (خافِضةٌ رافِعَة) سيُخفض يوم القيامة أقوام ، ويرتفع أقوام ، وتغيب كل شعارات الدنيا ومناصبها.

    8- وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ قال الربيع بن أنس: يعني الكافر وأما المؤمن فله ما سعى وما سعى له غيره. في الصحيح: إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث وفيه: أو ولد صالح يدعو له وهذا كله تفضل من الله عز وجل، كما أن زيادة الأضعاف فضل منه، كتب لهم بالحسنة .

    9- ( ففروا إلى الله ) فرارنا من المعصية إلى الطاعة، ومن الذنب إلى التوبة ( فاللهم اجعلنا من الفارين السعداء إليك يا رب)

    10- صحة حديث: من قرأ سورة الواقعة كل ليلة؛ لم يصب بفاقة أبدًا "هذا الحديث لا نعلم له طريقًا صحيحًا، فلا يعول عليه، ولكن يقرأ القرآن ما هو لأجلها، يقرأ لأجل التفقه في الدين، وحصول الحسنات؛ لأن الرسول ﷺ قال: اقرؤوا القرآن؛ فإنه يأتي شفيعًا لأصحابه يوم القيامة.." -ابن باز

    11- (….فَتَوَلَّىٰ بِرُكۡنِهِۦ…) من يعرض عن الايمان ظنًا منه أن سلطانه وحاشيته وكل مايملك في الارض من كنوزٍ وأموال تغنيه من مسِ العذاب له ، فهو في أحقر الكفر والضلال.

    12- ﴿ أألقي الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب أشر ﴾ الحسد قد يقود إلى الاعتراض على حكم الله وقدره وهو محض فضل الله ومنته فنرضى بقسمة الله ﴿قالت رسُلُهم إن نحن إلا بشر مثلُكم ولكن الله يَمُن على مَن يشاء من عبادِه﴾

    13- (وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَٱتَّبَعَتۡهُمۡ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَٰنٍ أَلۡحَقۡنَا بِهِمۡ ذُرِّيَّتَهُمۡ ….) هذا من أروع صور النعيم. فمن كرم الله ﷻ ان يلحق الابناء بالآباء ف الجنان، لتقر به عينهم ، وإن لم يبلغوا تلك الدرجة بأعمالهم

    14- (قُُتل الخراصون) ألا يخشى من يخوض بأمور الدين، والرسالة بغير علم، ولاهدى أن تناله هذه الدعوة من الله عليه بالهلاك . والدعاء من الله واقع لا محالة ..
    قوله تعالى : قتل الخراصون في التفسير : لعن الكذابون . وقال ابن عباس : أي قتل المرتابون ; يعني الكهنة . وقال الحسن : هم الذين يقولون لسنا نبعث . ومعنى قتل أي هؤلاء ممن يجب أن يدعى عليهم بالقتل على أيدي المؤمنين .

    15- قوله تعالى : قتل الخراصون في التفسير : لعن الكذابون . وقال ابن عباس : أي قتل المرتابون ; يعني الكهنة . وقال الحسن : هم الذين يقولون لسنا نبعث . ومعنى قتل أي هؤلاء ممن يجب أن يدعى عليهم بالقتل على أيدي المؤمنين .

    16- (…عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ) من يقرأ عن تطور عملية النطق عند الإنسان من الحرف إلى الكلمة والعبارة ، لا يسعه إلا أن يقول سبحان من علم الإنسان البيان .

    17- (وَتَرَكۡنَا فِيهَآ ءَايَةٗ لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ ٱلۡعَذَابَ ٱلۡأَلِيمَ) الذي يخاف عذاب الآخرة هم الوجِـل الذي يتعظ من عذاب الأمم السابقة .

    18- (وَٱلۡأَرۡضَ فَرَشۡنَٰهَا فَنِعۡمَ ٱلۡمَٰهِدُونَ) وعـزتك وجـلالك ربـي إنك أنت نـِـعْـم الباسطون والموسعون المٰهدون للأرض وصيغـة الجمـع للتعظيـم . سبـحانك ماأبـدع خلقك وأتــقَن صنـعك ربـنا ماأعـظمك .


    تدبر الجزء ٢٧ من القرآن الكريم

    19- ( ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ) مع بلاغته وقوة لفظه فالله يسر حفظه، وتدبره، ، و تلاوته، و العمل به

    20* تكرر في سورة الحديد ذكر النور : ( ليخرجكم من الظلمات إلى النور) وفي قوله تعالى : ( نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم ) ( لهم أجرهم ونورهم) ( ويجعل لكم نوراً تمشون به ) فالتوحيد والسنة والعلم سبيل النور على الصراط

    21 {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} الغاية من خلقنا عبادة الله وحده اجعلها أولوية لديك

    22- (وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ) مايُمدح به الأبناء ليس الصفات الجسمية من طول وجمال بل الصفات المعنوية ( عليم)

    23-. (وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ) مايُمدح به الأبناء ليس الصفات الجسمية من طول وجمال بل الصفات المعنوية ( عليم)

    24- (وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط) ⚘ بالعدل قامت السموات والأرض فاحرص على العدل في جميع شؤونك⚘

    25- قررت سورة النجم مسائل مهمة منها:
    ١-حجية السنة ( ما ضل صاحبكم وما غوى )
    ٢- إثبات رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل عليه السلام ( ولقد رآه نزلة أخرى) ٣-إثبات وجود الجنة ( عندها جنة المأوى )
    ٤-إثبات اليوم الآخر (فلله الآخرة والأولى)


    تدبر الجزء ٢٧ من القرآن الكريم


    26* (لايستوي منكم من أنفق من قبل الفتح ....) ⚘ الموفق من اغتنم فرصة حاجة الناس فبادر وسابق بسدها ⚘

    27- ( إنَّا كُنا مِنْ قبل ندعُوه ) . اجمل مافي الدنيا مناجاة الرحيم فأهل الجنة لم ينسوا تلك الدعوات

    28- ( إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين…) خافوا من معصية ربهم في دنياهم فاصبحت ذكرى جميلة في دار نعيمهم

    29- ( فَفِرُّوٓاْ إِلَى ٱللَّهِۖ إِنِّي لَكُم مِّنۡهُ نَذِيرٞ مُّبِينٞ ) كل شيء يسبب لك الخوف يجعلك تهرب منه، إلا الخوف من الله يجعلك تهرول إليه
    30- قَالَ فَمَا خَطۡبُكُمۡ أَيُّهَا ٱلۡمُرۡسَلُونَ) هنا فائدة على الشخص أن يسأل عما يهمه و لا يدع الظنون تفتك به


    31- (ويطوف عليهم غلمان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون ) إذا كان الخادم كاللؤلؤ .. فكيف يكون المخدوم ؟؟!!ِ⚘
     
    قد تكون صورة ‏‏جسم مائي‏ و‏نص‏‏

    32- {كل يوم هو في شأن } اشعل بها شمعة الأمل في قلبك فالكريم من شأنه كل يوم يجيب داعياً ويكشف كرباً ويغفر ذنباً.

    33- ( ٱلَّذِينَ يَجۡتَنِبُونَ كَبَـٰٓئِرَ ٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡفَوَٰحِشَ إِلَّا ٱللَّمَمَۚ ) جهاد نفسك و لا تستهل الذنوب حتى لا تألفها فتهلك .

    34- ﴿فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ﴾ [الذاريات: 50]: فرار السعداء إليه، وفرار الأشقياء منه.


    35- ﴿(فدَعَا )ربه أني مغلوبٌ فانتصر.. ( ففتحنا )أبواب السماء بماءٍ مُنهمر﴾ الدعاء مفتاح لأبواب السماء

    36* ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ﴾ يسره الله للحفظ. ويسر معانيه للتدبر. ويسر أحكامه للعمل. ويسره لمن يريد التذكر والاتعاظ. ..

    37-(إنا كنا ندعوه من قبل إنه هو البرّ الرحيم) ضعها نصب عينيك وأنت تتضرع إلى الله بالدعاء في الدنيا.. دعاؤك اليوم تستذكره هناك في الجنة وترى أثره عين اليقين من رب برّ رحيم رب ألهمنا الدعاء..

    38- ﴿حور مقصورات في الخيام﴾ المستورة المصونة في بيتها ممدوحة حتى في الجنة!.

    39- ﴿أَلاَّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾[النجم :38]: القرآن يعلمنا الإنصاف

    40 _(فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّىٰ عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا) كثيرون هم: قنوات ماجنة، جلسات لاغية، تجمعات لاهية، وسمر في معصية، تلهي عن الله والدار الآخرة .. فالواجب الإعراض عنها..

    41- (والنجم إذا هوى) تتهاوى النجو م وتسقط بأمر الله عزوجل ويرتقي عبد الله ونبيه صلى الله عليه وسلم بأمر الله (وهو بالأفق الأعلى) (عند سدرة المنتهى)

    42- (فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ ۖ ....) فروا إليه بقلوبكم .. بحاجاتكم .. بذنوبكم ... بدعواتكم .. فأبوابه مفتوحة ! ساعة مباركة وليلة مباركة ..

    43- (كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ) علموا مافي الليل من أنس وأسرار ومناجاة فتركوا لأجلها كل محبوب !!

    44* قال أحد السلف : كم من معصية بالخفاء منعتني منها هذه الآية : { ولمن خاف مقام ربه جنتان }

    45* {فكانت هباء منبثا} هذه الأرض التي تقاتل الناس لأجلها وتمنوا فيها الأمنيات وعصوا الله فيها حبا لها في يوم القيامة تكون لاشي ولا يبقى الا ماقدموا بها
    46-﴿وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا﴾ لا شيء يمنحنا قوة الصبر على آلامنا مثل اليقين بأن ربنا الرحيم يرانا ونحن نتألم.

    47-( كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ ) لاتحزن إن ساء يومك فغدًا شأنٌ آخر !!

    48-(وَإِن يَرَوْا كِسْفًا مِّنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَّرْكُومٌ ) من طبع الله على بصيرته كيف سيفرق بين السحاب والعقاب !

    49_ اين (وقالوا مجنون وازدجر) و (ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر) رحلة مكابدة وصبر اختصرتها دعوة نبي (فدعا ربه إني مغلوب فانتصِر) ادعُ الله بيقين تدهشك استجابته! .

    50-{يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر } مجرد التخيل يبعث على الخوف .. سحب على الوجه الالم على أشده و قمة الإهانة والاذلال .. ما أسرع سطوة الله على المجرمين . اللهم اجرنا من العذاب والخزي ..

    51 { وأن سعيه سوف يرى } لا تخبر بأعمالك الصالحة فهناك يوم جميل ينتظرك سترى فيها سعيك فلا تستعجل

    52{ وأن سعيه سوف يرى } لا تخبر بأعمالك الصالحة فهناك يوم جميل ينتظرك سترى فيها سعيك فلا تستعجل

    53--"فلا تزكّوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى" بعضهم يرى عمله بعين نفسه عظيم وهم لم يحقّق التقوى،مهما بلغت من الخير لاتزكّي نفسك.

    54- (لايمسه إلا المطهرون) إذا كان ورقه لايمسه إلا المطهرون ؛ فمعانيه لا يهتدي بها إلا القلوب الطاهرة . ابن تيمية.

    55-{ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر} [القمر : 17] لا تستصعب القرآن حفظا وتلاوة وتدبرا فهو ميسر لمن اقبل عليه

    56_{إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم} [الطور : 28] كم من دعوة دعوت الله بها ونسيتها لكنك ستجدها في ذلك اليوم أحوج ما تكون إليها ..

    57-{وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} [الذاريات : 56] إذا حققت هذا الهدف ( عبادة الله ) فلا يضرك فشلك فيما عداه من الأهداف

    58- (ما ينطق عن الهوى) (ما كذب الفؤاد ما رأى) (ما زاغ البصر وما طغى) أصدق التزكية ما كانت من الله عزوجل (فلا تزكّوا أنفسكم)

    59-{وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} [الذاريات : 56] لا تنشغل بما لم تخلق لأجله عما خلقت لأجله

    60- ﴿كانوا قَليلًا مِنَ اللَّيلِ ما يَهجَعونَ﴾ قال مُطرِّف : قَلَّ ليلة أتت عليهم إلا صلوا فيها من أولها أو من وسطها ، وقرأ الأحنف بن قيس هذه الآية فقال : لست من أهل هذه الآية .

    61- ﴿وَبِالأَسحارِ هُم يَستَغفِرونَ﴾ قال الرازى : رغم أنهم كانوا يتهجدون ويجتهدون إلا أنهم يستغفرون من التقصير وهذا من سيرة الكريم يأتى بأبلغ وجوه الكرم ويستقله ويعتذر من التقصير ، واللئيم يأتى بالقليل ويستكثره ويمن به

    62- ﴿وَفي أَموالِهِم حَقٌّ لِلسّائِلِ وَالمَحرومِ﴾ قال ابن عباس : فى أموالهم حق سوى الزكاة يصلون بها رحماً أو يقرون بها ضيفاً أو يحملون بها كلاً

    63- روى الشيخان ومالك عن جبير بن مطعم قال : سمعت النبى ﷺ يقرأ فى المغرب بالطور فما سمعت أحداً أحسنَ صوتاً أو قراءةً منه

    64- ﴿وَسَبِّ ح بِحَمدِ رَبِّكَ حينَ تَقومُ﴾ روى البخارى فى صحيحه وأحمد فى مسنده عن عبادة بن الصامت عن رسول الله ﷺ قال : من تعارَّ من الليل فقال ((ل ا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير ، سبحان الله والحمد لله ولا إله إل ا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله )) ثم قال ((رب اغفر ل ى أو دعا )) استجيب له .. فإن عزم فتوضأ ثم صل ى قبلت صلات ه

    65- روى البخارى عن عبد الله بن مس عود رضى الله عنه قال : أول سورة أنزلت فيها سجدة ((وا ل ن جم)) قال : فسجد رسول الل ه ﷺ وسجد من خلفه إل ا رجلاً رأيته أخذ كفاً من تراب فسجد عليه فرأيته بعد ذلك قُتل كافرا


    66- ﴿ما كَذَبَ الفُؤادُ ما رَأى﴾ الأهم م ن رؤية العين رؤية القلب

    67-( ﴿ إِلَّا اللَّمَمَ﴾ أى الصغائر من الذنوب ، ورُوى عن ابن عباس قال : هو الرجل يَلُمُ بالفاحشة ثم يتوب ولا يعود ، قال : وقال رسول الله ﷺ
    إن تَغفِر اللهمَ تَغفِر جَمَّا ... وأى عبد لك لا أ لَمَا


    68- ﴿أَم لِلإِنسانِ ما تَمَنّى﴾ لن تنال أهدافك بمجرد التمنى والتشهى ، ولكن لابد من ال تخطيط الرشيد والعمل المتواصل والهمة العالية

    69- ﴿وَلَقَد يَسَّرنَا القُرآنَ لِلذِّكرِ فَهَل مِن مُدَّكِرٍ﴾ لم يقل تعالى : فهل من قارئ ؟؟ إذ ما فائدة القراءة إذا لم تثمر اتعاظاً واعتباراً ورشدا

    70- ﴿وَكُلُّ صَغيرٍ وَكَبيرٍ مُستَطَرٌ﴾ أى مكتوب لا يُمحى ولا يُنسى
    روى الامام أحمد عن عائشة رضى الله عنها أن رسول الله ﷺ كان يقول : يا عائشة إياك ومحقرات الذنوب فإن لها من الله طالبا
    لا تحقرنَّ من الذنوب صغيراً ... إن الصغير غداً يعودُ كبيرا
    إن الصغير ولو تقادمَ عهده ... عند الله مسطرٌ تسطيرا
    فازجر هواكَ عن البطالة لا تكن ... صعب القياد وشمرن تشميرا
    إن المحبّ إذا أحبّ إلهه ... طار الفؤاد وألهم التفكيرا
    فاسأل هدايتك الإله فتتئد ... فكفى بربك هاديا ونصيراً


    71- قال القاضي البيضاوى لما كانت السورة مقصورة على تعداد النعم الدنيوية والأخروية
    صدرها بـ .. ﴿الرَّحمنُ﴾ ، وقدم ما هو أصل النعم الدينية وأجلها وهو إنعامه بالقرآن وتنزيله وتعليمه ؛ فإنه أساس الدين ومنشأ الشر ع وأعظم الوحى وأعز الكتب..


    72- أبدع الرازى بذكر فوائد جليلة من قوله تعالى ﴿كُلُّ مَن عَلَيها فانٍ﴾ ومنها الحثُ على العبادة ، وصرف الزمان اليسير إلى الطاعة
    ومنها المنعُ من الوثو ق بما يكون للمرء .. فلا يقول -إذا كان فى نعمة- إنها لن تذهب فيترك الرجوع إلى الله معتمداً على ماله ومل كه
    ومنها الأمر بالصبرِ إن كان فى ضر معتمداً على أن الأمر ذاهب والضر زائل
    ومنها ترك إتخاذ الغ ير معبوداً والزجرُ عن الاغترار بالقرب من الملوك وترك ال ت قرب من ملك الملوك
    ومنها حسن التوحيد وترك الشرك الظاهر والخفى جميعاً لأن الفانى لا يصلح لأن يُعبد


    73- ﴿كُلَّ يَومٍ هُوَ في شَأنٍ﴾ قال مجاهد يعطى سائلاً ، ويفك عانياً ، ويجيب داعياً ، ويشفى سقيماً

    73- ﴿مُتَّكِئينَ عَلى فُرُشٍ بَطائِنُها مِن إِستَبرَقٍ﴾ قال ابن مسعود : هذه البطائن فكيف لو رأيتم الظواهر !!

    74- قال شيخ الإسلام فى متشابه القرآن : ذكرت هذه الآية ( فبأي آلاء ربكما ت كذبان ) إحدى وثلاثين مرة ؛ ثمانية منها ذكرت عقب آيات فيها تعداد عجائب خلق الله وبدائع صنعه ومبدأ الخلق ومعادهم ، ثم سبعة منها عقب آيات فيها ذكر النار وشدائدها بعدد أبواب جهنم وحسن ذكر الآلاء عقبها لأن من جملة الآلاء رفعُ البلاء وتأخير العقاب ، وبعد هذه السبعة ثمانية فى وصف الجنتين وأهلهما بعدد أبواب الجنة ، وثمانية أخرى بعدها فى الجنتين اللتين هما دون الجنتين الأوليين أخذا من قوله ﴿وَمِن دونِهِما جَنَّتانِ﴾ فمن اعتقد الثمانية الأولى وعمل بموجبها استحق هاتين الثمانيتين من الله ووقاه السبعة السابقة ..


    تدبر الجزء ٢٧ من القرآن الكريم
     

  5.  الجزء٢٦


    1-#الجزء_٢٦

    #سورة_محمد سورة القتال

    #سورة_الفتح سورة البشارات

    #سورة_الحجرات سورة الآداب

    #سورة_ق سورة تعليق القلب بالآخرة ليستقيم

    #سورة_الذاريات سورة تعليق القلب بالله عز وجل الرزاق ذي القوة المتين ليوقن بوعده ويفرّ إليه وحده


    2- (حملته أمه كرها ووضعته كرها) (وحمله وفصاله ثلاثون شهرا) (حتى إذا بلغ أشدّه) (وبلغ أربعين سنة)

    في كل مرحلة من حياتك سواء وعيتها أم لم تعيها فإن لوالديك عليك حق فأدّه بـ: شكر الله على نعمته والإحسان إليهما وأن تعمل صالحا فلا ينقطع عملهما ويصلهما برّك


    3- (والذاريات ذروا * فالحاملات وقرا * فالجاريات يُسرا * فالمقسمت أمرا) جنود الله تأتي بالخير من عنده ويرسلها إذا شاء بالهلاك على من كفر وطغى واستكبر: (لنرسل عليهم حجارة من طين) (الريح العقيم) (فأخذتهم الصاعقة)


    4 (أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ فَأَصَمَّهُمۡ وَأَعۡمَىٰٓ أَبۡصَٰرَهُمۡ ) َ آية تَــزجُـر من قَـطَـع رَحِـمه ، زجـرًا مخيفًا . ولاعقوبة أفظع من ذلك ،في قطع الأرحام .!


    5- خاتمة الأحقاف،وصية جامعة للدعاة إلى يوم الدين:

    الصبر على لأواء الدعوة وأذى المدعويين(فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل)

    عدم استعجال النتائج (لا تستعجل لهم)

    الساعة آتية لا ريب فيها أدّ ما عليك فقط:(بلاغ)

    اليقين بسنّة الله عزوجل له الحكم الفصل(فهل يهلك إلا القوم الفاسقون)


    6- ( وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ) .. صارحه واجهه عاتبه راسله لكن.. لا تكن دنيئاً وتتكلم خلف ظهره !!


    7-" (فَٱصۡبِرۡ كَمَا صَبَرَ أُوْلُواْ ٱلۡعَزۡمِ مِنَ ٱلرُّسُلِ وَلَا تَسۡتَعۡجِل لَّهُمۡۚ ) نموذج رائع ومنهج راقٍ في الدعوة ، فالرسل من قبلك صبروا وتحملوا الصعب والإيذاء ، فمابال الكثير يشتكون من عدم سرعة إستجابة المعرضين .!؟


    8- {قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابًا أنزل من بعد موسى مصدقًا لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم} دعك من الآراء المتناثرة، والأحزاب المتناحرة؛ إذا أردت الحق والطريق المستقيم فعليك بالقرآن.


    9- {ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا} ليس الطاعة فقط، بل الإحسان.


    10- (وَإِذَا حُشِرَ ٱلنَّاسُ كَانُواْ لَهُمۡ أَعۡدَآءٗ وَكَانُواْ بِعِبَادَتِهِمۡ كَٰفِرِينَ ) ويوم الدين ، تظهر العدواة بين الكافرين والظالمين ، بين العابد ومعبوده ويتبرأ كل منهم من الآخر ، ويلعن بعضهم بعضًا.. هذا هو الشرك وضلالاته في الدينا ويوم الدين


    11- (فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ ﴿٢٩﴾ الذاريات) القصص القرآني ليس لمجرد الرواية وذكر أخبار الأمم القصص القرآني ينتقي من حياة الأفراد والأمم المواقف التي فيها العِبر اسأل عجوزا عقيما عن حالها إذا بُشّرت بهكذا بشارة!


    12-* [ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم] حكم الله فيما يجريه على عباده من محن ومصائب مليء بها القرآن.. فمن صاحب القرآن لن يزيغ ولن ييأس ولن يضل أبدا بإذن الله تعالى..


    13- وأصلح لي في ذريتي (إني تبت إليك) التوبة من اسباب إجابة الدعاء وصلاح الابناء


    14- #سورة_ق إيقاظ القلب ليتقي الله ربه الذي يرعاه من لحظة مولده إلى موته وبعثه وحشره وحسابه.. (إن في ذلك لذكرى) لمن تحقق فيه ثلاث: (لمن كان له قلب) قلب حيّ (أو ألقى السمع) إنصات وإصغاء واستماع (وهو شهيد) حضور القلب والعقل أفلا يستقيم هذا القلب بالموعظة والذكرى؟!


    15- (وَهُمَا يَسۡتَغِيثَانِ ٱللَّهَ وَيۡلَكَ ءَامِنۡ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞ) يالرحمة الوالدين بالأبناء يالرفقهم بهم .. يتضجر ..الأبناء أحيانًا ، من شدة حرص آبائهم على استقامتهم . فاللهم ارحمنا بهداية أبنائنا. .


    16- (فأنى لهم إذا جاءتهم ذكراهم ) ⚘الحث على الاستعداد قبل مفاجأة الموت فإن موت الإنسان قيام ساعته ⚘ .
    17- (سيماهم في وجوههم من أثر السجود) ⚘لما استنارت بالصلاة بواطنهم استنارت بالجلال ظواهرهم⚘ اللهم اجعل قرة أعيننا في الصلاة


    18- "كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ ۚ بَلَاغٌ ۚ . بَلَاغٌ } أي: هذه الدنيا متاعها وشهوتها ولذاتها بلغة منغصة ودفع وقت حاضر قليل. أو هذا القرآن العظيم الذي بينا لكم فيه البيان التام بلاغ لكم، وزاد إلى الدار الآخرة،


    19- [سيقول لك المخلفون من الأعراب شغلتنا أموالنا وأهلونا فاستغفر لنا يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم.. لا يشغلك شيء عن طاعتك لربك ونصرة دينك فمن انشغلت بهم هؤلاء سيكونون أول من يفر ويتركك وحدك وهذا إن كنت حقًا صادق في عذرك!


    20* (فاصبر على مايقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب) ⚘فإن ذكر الله تعالى مسلِ للنفس مُؤنس لها مُهون للصبر⚘


    21 {والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم} فلا تغرنكم مظاهرهم حين يتمتعون، ولا مقاطعهم حين يأكلون؛ بئس مثلهم في الدنيا، وبئس مثواهم في الآخرة.


    22- اقرأ (سورة الحجرات) وتدبرها بنية من يريد أن يربي نفسه ويتخلق بأخلاق دينه ويقتدي بنبيه ويرضى ربه..


    23-. (قالوا هذا عارض ممطرنا بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم ) احذر من العطاء وانت مازلت في غفلة وعمى فربما يكمنُ الهلاكُ معها ( فنعوذ بالله من الأمن من مكره )

     

    قد تكون صورة ‏‏حمام سباحة‏ و‏نص‏‏

     


    24- ( والذين ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ وَءَامَنُواْ بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ محمد وَهُوَ ٱلۡحَقُّ مِن ربهم كَفَّرَ عَنۡهُمۡ سَيِّـَٔاتِهِمۡ وأصلح بَالَهُمۡ) الراحة النفسية من أكبر النعم الذي يجلبها لك العمل الصالح و الإمتثال لشرع الله


    25- ( يَٰقَوۡمَنَآ أَجِيبُواْ دَاعِيَ ٱللَّهِ وَءَامِنُواْ بِهِۦ يَغۡفِرۡ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمۡ وَيُجِرۡكُم مِّنۡ عَذَابٍ أَلِيمٖ) لنجاتك اجعل الشرع هو المقياس الذي تعرف به الحق من الباطل ، و احذر أن تجادل في شرع الله بغير علم


    26* ( مُّحَمَّدٞ رَّسُولُ ٱللَّهِۚ وَٱلَّذِينَ مَعَهُۥٓ أَشِدَّآءُ عَلَى ٱلۡكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَيۡنَهُمۡۖ ) احذر أن تكن لين مع أعداء الإسلام شديد مع أهله ، احذر أن تخذل أخاك و تقهره بتوددك لمن شرده و قتل أهله


    27- فَلَمَّا رَأَوۡهُ عَارِضٗا مُّسۡتَقۡبِلَ أَوۡدِيَتِهِمۡ قَالُواْ هَٰذَا عَارِضٞ مُّمۡطِرُنَاۚ بَلۡ هُوَ مَا ٱسۡتَعۡجَلۡتُم بِهِۦۖ رِيحٞ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٞ ) لا تستعجل في الحكم على الأمور فكم من شيء ظاهره الخير و هو في الحقيقة شر


    28- ( طَاعَةٞ وَقَوۡلٞ مَّعۡرُوفٞۚ فَإِذَا عَزَمَ ٱلۡأَمۡرُ فَلَوۡ صَدَقُواْ ٱللَّهَ لَكَانَ خَيۡرٗا لَّهُمۡ ) حتى لا تصدم في الأشخاص اجعل أفعالهم هو المقياس الذي تقيمهم به و ليس أقوالهم


    29- ﴿لِيُدخِلَ المُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ جَنّاتٍ تَجري مِن تَحتِهَا الأَنهارُ خالِدينَ فيها﴾ [الفتح: ٥] ( إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم) ( محمد رسول الله والذين معه) تضمنت سورة الفتح مبشرات وثناءات على الصحابة رضي الله عنهم


    30- (ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه... ) إذا كان الله يعلم ما توسوس به النفس فما الذي يوجب لنا هذا العلم؟ يوجب لنا مراقبة الله سبحانه، وأن يكون حديث نفوسنا كله بما يرضيه؛ لأنه يعلم ذلك،أفلا يليق بنا أن نستحي من ربنا أن توسوس نفوسنا بما لا يرضاه. ابن عثيمين


    31- ﴿ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم﴾ نعمة عظيمة وفضل من الله -علينا شكرها- أن جعل للطاعة لذة وللإيمان حلاوة ووفق للنفوس حب الطاعة وزينه لها ولم يجعلها فقط مشقة وحرج وثقل على النفس، -مع أن الدنيا دار تكليف-


    32- {والذي قال لوالديه أفٍّ لكما أتعدانني أن أُخرَج وقد خلت القرون من قبلي وهما يستغيثان الله ويلك آمن إن وعد الله حق} ما ذكر الله هذا إلا لنعتبر به. ألا ترحمون والديكم حينما يستغيثون الله لأجلكم، ألا تسمعون موعظتهم؟!


    33- {فذِكِّر بالقرآن مَن يخاف وعيد} أما الذي لا يبحث في القرآن إلا عما يطرب له قلبه، فإن القرآن لا يكون له تذكره.


    34- {أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم * أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها} وكأن تدبر القرآن يرفع عنهم الغشاوة بعد أن أصمهم الله وأعمى أبصارهم، فإذا لم يتدبروا، فاعلم أن الغشاوة مستحكمة، وأن القلب مقفل.

     

    قد تكون صورة ‏‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏ و‏تحتوي على النص '‏ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدین فيها ويكفر عنهم سيئاتهم وكان ذلك عند الله فوزًا‏'‏‏


    35- {ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ويكفر عنهم سيئاتهم وكان ذلك عند الله فوزًا عظيما} هذا هو الفوز العظيم عند الله، ليست مكاسب الدنيا. اللهم أجعلنا من الفائزين


    36* (وَيُدۡخِلُهُمُ ٱلۡجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمۡ) أهل النعيم يُهدون إلى الجنة وكلًا منهم يعرف يقينًا مكان بيته بل هو أعرف منه ، من بيته في الدنيا . فسبحان الله ماأعظم هداه .


    37* (وَيُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ ) عَرَفوا مَنازِلَهم في الجنَّةِ بتكرار عَرْضِها عليهم بالغَداةِ والعَشيِّ وهمْ في قُبورِهم. قال ﷺ" فوالذي نفس محمد ﷺ بيده، لأحدهم بمسكنه في الجنة أدل بمنزله كان في الدنيا

     

    لا يتوفر وصف للصورة.


    38- (فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
    العبادة مبنية على ركنين: محبة الله،والذل له، وهما ناشئان عن العلم بمحامد الله وجلاله وكبريائه


    39- (وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ )
    الدعاء بكل خير للأبناء والذرية ، خير معينٌ لكم من الله ، في تربيتهم وصلاحهم ، ولِتٰقر أعينكم بهم .


    40 ﴿ مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ ﴾
    الخشية الحقيقية هي خشيتك ممن يراك ويعلم سرك ونجواك وقد غفلت عنك العيون !!


    41- كره وبغض شيئ من الدين خطير
    { كَرِهُواْ مَا أَنزَلَ ٱللَّهُ }
    فالعقوبة شديدة: { فَأَحْبَطَ أَعْمَٰلَهُمْ }


    42- حين تتمّكن من فعل المعصية وحين تغيب عنك عيون الخلائق
    تذكر نعيماً موعوداً لـ(مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَٰنَ بِالْغَيْب)


    43- ﴿وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرَىٰ وَصَرَّفْنَا الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ [الأحقاف:27]
    • يرسل الله تعالى آياته تحذيرًا لعباده وتذكيرًا، لعلَّهم يَرجِعون عن غَيِّهم، ويعودون إلى رشدهم، وهذا من رحمته بهم.[هدايات القرآن الكريم:505]


    44* {وأن أعمل صالحا ترضاه}
    لم يكتفي في دعاءه بطلب الاعانة على العمل الصالح
    بل يريد أن يكون العمل محل رضى ربه


    45* ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا ﴾
    ليس معنى "كُرها" الإكراه أو الكراهية؛ بل المعنى حملته على مشقة.
    يقول الشيخ السعدي رحمه الله أي:عهدنا إليه، وجعلناه وصيّة عنده، سنسأله عن القيام لها، وهل حفظها أم لا


    46- {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُون القرآن أم على قلوب أقفالها}
    ليس قفلا واحدا بل أقفال
    خلص قلبك من هذه الأغلال لتتلقى كنوز القرآن


    47-( فلمّا رأوه عارضًا مُستقبِلَ أودِيتِهم قَالُوا هَذا عَارِضٌ مُمطِرُنا )
    من حكمة الله أن الريح لم تأتهم هكذا ؛ وإنما جاءتهم وهم يؤملون الغيث والرحمة، فكان وقعها أشد ومجيء العذاب في حال يتأمل فيها الإنسان كشف الضرّ يكون أعظم وأعظم.
    ابن عثيمين "

     

    48- "فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم"
    قطيعة الرحم تجلب عليك من السوء ما تجلب،فاحذرها.


    49 "أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب اقفالها"
    إذا كنت تقرأه ولا تتأثر به،أو تضيق نفسك عند قرآته،فراجع حساباتك فربما هناك ذنوب منعتك من استشعار حلاوة القرآن..


    50-بالمحن يُظهر الله تعالى ما تكنه الضمائر فتتمايز الصفوف
    ﴿أَم حَسِبَ الَّذينَ في قُلوبِهِم مَرَضٌ أَن لَن يُخرِجَ اللَّهُ أَضغانَهُم﴾[محمد: ٢٩]


    51 فَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ (20)
    مجرد ذكر الجهاد في القرآن يرعب قلوب المنافقين،،كيف بالأمر به


    52-إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم مصائر الناس في حياته إلا بالوحي، فكيف يشكو له أقوام أحوالهم بعد مماته صلوات ربي وسلامه عليه!
    ﴿ وَما أَدري ما يُفعَلُ بي وَلا بِكُم إِن أَتَّبِعُ إِلّا ما يوحى إِلَيَّ وَما أَنا إِلّا نَذيرٌ مُبينٌ﴾ [الأحقاف: ٩]


    53--{وسقوا ماء حميما فقطع أمعائهم}
    الأمعاء تقطعت فكيف بما فوقها ؟!
    الفم ، البلعوم ، المعدة... الخ نعوذ بالله من النار


    54-#سورة_الحجرات تهذّب لسان المؤمن (لا ترفعوا أصواتكم، لا يسخر، لا تلمزوا، لاتنابزوا، لا يغتب بعضكم بعضا، لا تجسسوا، لا تمنّوا) و #سورة_ق تبين له خطورة اللسان (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) مسؤوليتك فردية فتحمّل تبعاتها ولن تزر وازرة وزر أخرى!


    55-(والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا سيماهم في وجوهم من أثر السجود)
    هذه آثار تربية القرآن!
    وهؤلاء هم المؤمنون حقا الذين ربّاهم النبي صلى الله عليه وسلم بالقرآن فاستحقوا رضى الله
    (فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا)


    56-من بلَّغه الله بكرمه الأربعين ،فلم تزد عبادته واوراده، فهو لم يستشعر هذه النعمة!
    ﴿ حَتّى إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَربَعينَ سَنَةً قالَ رَبِّ أَوزِعني أَن أَشكُرَ نِعمَتَكَ الَّتي أَنعَمتَ عَلَيَّ وَعَلى والِدَيَّ وَأَن أَعمَلَ صالِحًا تَرضاهُ}


    57-(وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ)
    إذا كان رسول الله المتّصل بالوحي السماوي لا يعلم الغيب فكيف يدّعيه قارئ فنجانٍ ومطّلعُ أبراجٍ


    58-﴿هذا ما توعدون لكل أوابٍ حفيظ ﴾
    قال مجاهد : ألا أُنبئك بالأوَّاب الحفيظ ؟ :
    هو الرجل يذكر ذنبه إذا خلا ؛ فيستغفر له .


    59-﴿والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم﴾ [محمد: ٢]
    صلاح البال نعمة يهبها الوهاب لمن يشاء من عباده. والمؤمنون أصلح بالًا، وأشرحهم صدرًا، وأهنؤهم عيشًا؛ مهما كانت دُنياهم.


    60-(والذين اهتدوا زادهم هدى)
    مثال تولّد الطاعة كمثل نواة غرستها فصارت شجرة ثم أثمرت فأُكلت ثمارها وغُرست نواها فثواب الحسنة الحسنة بعدها..


    61-"ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد"
    علموا أطفالكم مراقبة الله في انفسهم وأنه رقيب عليهم يحصي لهم الحسنات والسيئات
    ازرعوا فيهم هذا من الصغر.


    62-تأمل كيف يكون الجزاء من جنس العمل
    للفريق الأول : (والذين اهتدوا زادهم هدى) ،
    وللفريق الثاني : (فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم )

     


    63-(هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين)
    (فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم)
    (فأنزل السكينة على رسوله وعلى المؤمنين)
    هيء للسكينة بطهارة قلبك فيطّلع الله عزوجل عليه فينزلها فيه


    64-(أضل أعمالهم) (فأحبط أعمالهم) (كمن زين له سوء عمله) (وسيحبط أعمالهم) (ولا تبطلوا أعمالكم) قد تبطل أعمالنا وتُحبط دون أن نشعر فالحذر الحذر!


    65-﴿ فلما قُضيَ ولّوْ إلى قومهم مُنذرين ﴾
    من علامات تدبر آيات القرآن ؛ الانْطِلاق في تبليغه .
    بقدر إيمانك بهذا الدين يظهر حماسك بالدعوة إليه. \عبدالله بن بلقاسم

     

    قد تكون صورة ‏‏شجرة‏ و‏نص‏‏


    66-(لَّقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ ) نالوا رضا الله ، لأن سبحانه (فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ )
    فما أعظم ثواب أعمال القلوب عند الله


    67-(أفلم يسيروا في الأرض) أمر الله بالسير وهو على قسمين؛ *سير بالقدم وهو أن يسير بقدمه وراحلته لينظر ماذا حصل للكافرين وماذا كانت حالهم.
    *وسير بالقلب وهو بالتأمل والتفكر فيما نقل من أخبارهم ابن عثيمين


    68-{حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا} الأحقاف
    تخيل انك اليوم حملت شيئاً وزنه خمسة كيلو لمدة يوم كامل ثم تصور مقدار معاناة أمك بحملك


    69-{ويدخلهم الجنة عرفهـا لهـم }
    عرّفها لهم في الدنيا..وأذاقهم بعضاً من نعيمها...إنها جنة القرب من الله والأنس به !
    يارب لا تحرمنا حلاوة القرب منك


    70-(ولكلٍ درجات مما عملوا)
    فحظ كل واحد من صلاته بقدر خشوعه وخوفه وتعظيمه لله سبحانه فإن موضع نظر الرب القلوب وليس الأبدان..
    الغزالي


    71-(لا يَسخرْ قومٌ من قومٍ عسىٰ أن يكونوا خيراً منهم )
    قال ﷺ : رُبَّ أشعثَ أغبرَ مدفوعٍ بالأبواب لو أقسم على الله لأبره، رواه مسلم.


    72-{يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ} [سورة الذاريات:9]
    قال تعالى ”يُؤفك عنه مَن أُفك“ أي يُصرف عن القرآن من صرفه الله عقوبةً له بسبب ذنوبه وإعراضه عن الله . نعوذ بالله من ذلك.


    73-"مناع للخير معتد مريب"
    إذا لم تكن فاعل للخير فاحذر أن تكون مساهماً في منعه.


    74-(يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام ..)
    فوا أسفاه وواحسرتاه..! كيف ينقضي الزمان وينفد العمر والقلب محجوب عن ربه؟ وخرج من الدنيا كما دخل إليها ،وماذاق أطيب مافيها بل عاش عيش البهائم وانتقل منها انتقال المفاليس ..
    اللهم سلم سلم..

     

    75-اجعل شعارك في المجالس وفي سائل التواصل(فتبينوا) قبل أن تنطق أو تنشر تأكد كي لا تندم: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾

     

    قد تكون صورة ‏تحتوي على النص '‏تدبر الجزءة من القرآن الكريم‏'‏

     

     

     


  6.  

    من أقوال السلف في ليلة القدر

     

     

    فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ

     

     
     بسم الله الرحمن الرحيم

     

    الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فطوبى لمن وفقه الله فقام ليلة القدر قال الله عز وجل: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴾ [القدر: 1 - 3]، قال العلامة السعدي رحمه الله:  فالعمل الذي يقع فيها خيرٌ من العمل في ألف شهر خالية منها, وهذا مما تتحير فيه الألباب, وتندهش له العقول, حيث منَّ الله تعالى على هذه الأمة الضعيفة القوة والقوى, بليلة يكون العمل فيها يقابل ويزيد على ألف شهر, عمر رجل معمر عمرًا طويلًا, نيفًا وثمانين سنة. 

    وهنيئًا لمن قام ليلة القدر إيماناً واحتسابًا, قال عليه الصلاة والسلام : (( مَن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدم من ذنبه ))؛ [متفق عليه].  

    للسلف أقوال كثيرة في ليلة القدر, اخترت بعضاً منها, أسأل الله أن ينفع بها الجميع.

    ●   ليلة القدر خير الليالي:

    & قال العلامة ابن القيم رحمه الله: وليلة القدر خيرته من الليالي.

    ●   تسمية ليلة القدر بهذا الاسم:

    & قال مجاهد: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ  [القدر:1] ليلة الحُكم

    & قال الإمام البغوي رحمه الله: سميت ليلة القدر لأنها ليلة تقدير الأمور والأحكام, يقدر الله فيها أمر السنة في عباده وبلاده إلى السنة المقبلة....وقيل: لأن العمل الصالح فيها يكون ذا قدر عند الله لكونه مقبولًا.

    ــــــــــــــــــ

    & قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله: في تسميتها بذلك خمسة أقوال: أحدها: القَدرَ: العظمة الثاني: من الضيق أي هي ليلة تضيق فيها الأرض عن الملائكة الذين ينزلون. الثالث: أن القدر: الحُكم. الرابع: لأن من لم يكن له قدر صار بمراعاتها ذا قدر. الخامس: لأنه نزل فيها كتاب ذو قدر.

    & قال الإمام القرطبي رحمه الله: سميت بذلك لأن الله الله تعالى يقدر فيها ما يشاء من أمره إلى مثلها من السنة القابلة.

    & قال العلامة السعدي رحمه الله: سميت ليلة القدر لعظيم قدرها, وفضلها عند الله. 

    ●   ليلة القدر في شهر رمضان:

    & قال ابن مسعود رضي الله عنه: من يقم الحول يصبها. فبلغ ذلك ابن عمر رضي الله عنهما فقال: يرحم الله أبا عبدالرحمن, أما إنه علم أنها في شهر رمضان, ولكن أراد أن لا يتكل الناس.

    & قال الإمام الشوكاني رحمه الله: ليلة القدر في شهر رمضان.

    ●   الاختلاف في تعين ليلة القدر:

    & قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: اختلف العلماء في ليلة القدر اختلافًا كثيرًا, وتحصل لنا من مذاهبهم في ذلك أكثر من أربعين قولًا.

    & قال الإمام الشوكاني رحمه الله: وقد اختلف في تعين ليلة القدر على أكثر من أربعين قولًا, قد ذكرناها بأدلتها وبينا الراجح منها في شرحنا للمنتقى.

    ●   أقوال السلف في تحديد ليلة القدر:

    & قال ابن عباس رضي الله عنهما: لا أرى ليلة القدر إلا ليلة السابعة والعشرين.

    ــــــــــــــ

    & قال زر بن حبيش رحمه الله: قلت لأبي بن كعب: يا أبا المنذر أخبرنا عن ليلة القدر, فإن ابن أم عبد يقول: من يقم الحول يصيبها. فقال: رحم الله أبا عبدالرحمن, أما إنه قد علم أنها في رمضان, ولكنه كره أن يخبركم فتتكلوا. هي والذي أنزل القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم ليلة سبع وعشرين, فقلنا: يا أبا المنذر أني علمت هذا؟ قال: بالآية التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم فحفظاها وعددناها هي والله لا تنسى, قلنا: وما لآية؟ قال: (( تطلع الشمس كأنها طاس ليس لها شعاع ))  

    & قال الإمام ابن عبدالبر رحمه الله: النفس أميل إلى أنها في الأغلب ليلة ثلاث وعشرين أو ليلة سبع وعشرين, على ما قال ابن عباس أنها سابعة تمضي, أو سابعة تبقى وأكثر الآثار الثابتة الصحاح تدل على ذلك.

    & قال الإمام السمعاني رحمه الله: الصحيح أنها في العشر الأواخر من شهر رمضان.

    & قال العلامة العثيمين رحمه الله: ليلة القدر في رمضان بلا شكٍّ من ليلة إحدى وعشرين إلى آخر ليلة، فكل ليلة من هذه الليالي يمكن أن تكون ليلة القدر.

    ●   ليلة القدر ليس لها ليلة معينة:

    & قال الإمام ابن عبدالبر رحمه الله: ليلة القدر...ليس لها ليلة معينة لا تعدوها والله أعلم...ليست في ليلة واحدة معينة في كل شهر رمضان, فربما كانت ليلة إحدى وعشرين, وربما كانت ليلة خمس وعشرين, وربما كانت ليلة سبع وعشرين, وربما كانت ليلة تسع وعشرين, وقوله: (( في كل وتر )) يقتضي ذلك.

    ـــــــــــــــــ

    & قال الإمام ابن عطية الأندلسي رحمه الله: ليلة القدر مستديره في أوتار العشر الأواخر من رمضان, هذا هو الصحيح المعول عليه, وهي في الأوتار بحسب الكمال والنقصان في الشهر, فينبغي لمرتقبها أن يرتقبها من ليلة عشرين في كل ليلة إلى آخر الشهر, لأن الأوتار مع كمال الشهر ليست مع الأوتار مع نقصانه. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( لثالثة تبقى, لخامسة تبقى, لسابعة تبقى )) وقال: ((التمسوها في الثالثة والخامسة والسابعة ))

    & قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ليلة القدر في العشر الأواخر من شهر رمضان...وتكون في الوتر منها, لكن الوتر يكون باعتبار الماضي, فتطلب ليلة إحدى وعشرين, وليلة ثلاث وعشرين, وليلة خمس وعشرين, وليلة سبع وعشرين, وليلة تسع وعشرين. ويكون باعتبار ما بقي كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لتاسعة تبقى, لسابعة تبقى, لخامسة تبقى, لثالثة تبقى ))  فعلى هذا إذا كان الشهر ثلاثين يكون ذلك ليال الأشفاع, وتكون الاثنين وعشرين تاسعة تبقى, وليلة أربع وعشرين سابعة تبقى, وهكذا فسره أبو سعيد الخدري في الحديث الصحيح, وهكذا أقام النبي صلى الله عليه وسلم في الشهر. وإن كان الشهر تسعًا وعشرين كان التاريخ بالباقي كالتاريخ الماضي. وإذا كان الأمر هكذا فينبغي أن يتحراها في العشر الأواخر جميعه. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: تحروها في العشر الأواخر. وتكون في السبع الأواخر أكثر. وأكثر ما تكون ليلة سبع وعشرين.

    & قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: وهل هي معيَّنة؟ الصواب أنها ليست معيَّنة، لكن بعض الليالي أرجى من بعض، وأما أنها معينة بليلة واحدة فلا، ولا يمكن أن تجتمع الأدلة إلا بهذا القول.

    ـــــــــــــ

    ●   إخفاء ليلة القدر ليقع الجد في طلبها:

    & قال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله: ليلة القدر,...ساعة الجمعة, اشتركا في إخفاء كل منهما, ليقع الجد في طلبهما. قال ابن المنير في الحاشية: إذا علم أن فائدة الإيهام لهذه الساعة ولليلة القدر بعث الداعي على الإكثار من الصلاة والدعاء ولو بيَّن لاتكل الناس على ذلك وتركوا ما عداها, فالعجب بعد ذلك ممن يجتهد في طلبها

    & قال العلامة العثيمين رحمه الله: هي تنتقل، والله سبحانه وتعالى له حكمة في تنقُّلِها، حتى لا يعتاد الناس أن يقوموا تلك الليلةَ المعيَّنةَ، وألا يقوموا غيرها.

    ●   من علامات ليلة القدر:

    قال العلامة العثيمين رحمه الله: ليلة القدر، لها علامات: هدوء الليلة، وبياض السماء بياضًا بيِّنًا واضحًا، ومنها: شدة الضوء والنور؛ لأنه إذا نزلت الملائكة لا تنزل إلا بالخير والنور وهذا لا نطَّلِع عليه في وقتنا الحاضر ما دامت هذه الأنوار من الكهرباء ساطعةً فلا نُحسُّ به، لكن فيما قبل لما كانت البلاد ليس فيها أنوار من الكهرباء، كانت تتميَّز ليلةُ القدر عن غيرها ميزةً واضحةً بيِّنةً، ومنها: راحة المؤمن، واطمئنان قلبه، وانشراح صدره، وتوفيقه للدُّعاء والذكر، والأنس والنشاط، وهذه من الله عز وجل وليس باختيار الإنسان وهذا يشهَد له الواقع ومنها الرؤية قد يراها بعض الناس ويكون هذا من نعمة الله عليه إذا وُفِّق للقيام بما ينبغي أن يقوم به في تلك الليلة،

    ومنها: حضور القلب في القيام؛ لأن القيام له خاصية في ليلة القدر، وهناك أيضًا علامة أخرى بعد انتهاء الليل، وهي طلوع الشمس، فإنها تطلُع صافيةً ليس لها شعاع، وهذا يستفيد منه المرء بأن يزداد فرحًا إذا كان قد وُفِّق في تلك الليلة للقيام والعمل الصالح.

    ــــــــــــــ

    ●   من فضائل ليلة القدر:

    & قال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾ [القدر:1] أُنزل القرآن في ليلة القدر جملة واحدة من الذكر الذي عند رب العزَّة حتى وضع في بيت العزة في السماء الدنيا, ثم جعل جبريل ينزل على محمد بحراء بجواب كلام العباد وأعمالهم.

    & قال مجاهد في قوله تعالى: ﴿ سلام هي ﴾ سالمة لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سُوءًا, أو يعملً فيها أذًى. 

    & قال الضحاك رحمه الله: لا يُقدر الله في تلك الليلة ولا يقضي إلا السلامة. وقال: لا يحل لكوكب أن يرجم به فيها حتى تصبح.

    & قال عطاء رحمه الله: ﴿ سلام ﴾ يريد سلام على أولياء الله وأهل طاعته.

    & قال الشعبي رحمه الله: هو تسليم الملائكة ليلة القدر على أهل المساجد من حين تغيب الشمس إلى أن يطلع الفجر.

    & قال الكلبي رحمه الله: الملائكة ينزلون فيها كلما لقوا مؤمنًا أو مؤمنة سلموا عليه من ربه حتى مطلع الفجر.

    & قال الفراء رحمه الله: لا يقدّر اللهُ في ليلة القدر إلا السعادة والنعم, ويقدّر في غيرها البلايا والنقم.

    & قال الإمام السمعاني رحمه الله: ﴿ سلام هي ﴾ أي: سلامة, والمعنى: أنه لا يعمل فيها داء ولا سحر ولا شيء من عمل الشياطين والكهنة.  

    & قال الإمام البغوي رحمه الله: ليلة القدر سلام وخير كلها, ليس فيها شر.

    ـــــــــــ

    & قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: ليلة القدر...يكثر تنزل الملائكة في هذه الليلة, لكثرة بركتها, والملائكة يتنزلون مع نزول البركة والرحمة, كما يتنزلون عند تلاوة القرآن, ويحيطون بحق الذكر, ويضعون أجنحتهم لطالب العلم.

    & قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: أن شهر رمضان شهر يجود الله فيه على عباده بالرحمة والمغفرة والعتق من النار, لا سيما في ليلة القدر.

    ●   خروج الشمس صبيحتها لا شعاع لها:

    & قال الإمام النووي رحمه الله: قوله: (( أنها تطلع يومئذ لا شعاع لها )) قال الفاضي عياض: قيل لا شعاع لها أنها علامة جعلها الله تعالى لها, قال قيل بل لكثرة اختلاف الملائكة في ليلتها ونزولها إلى الملائكة وصعودها بما تنزلت به سترت بأجنحتها وأجسامهما اللطيفة ضوء الشمس وشعاعها والله أعلم.

    ●   التماس ليلة القدرة يحتاج إلى مجاهدة:

    & قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: التماس ليلة القدر يستدعى محافظة زائدة, ومجاهدة تامة, ومع ذلك فقد يوافقها أو لا,...فالقائم لالتماس ليلة القدر مأجور, فإن وافقها كان أعظم أجراً.

    ●   سؤال الله جل وعلا العفو ليلة القدر:

    & قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: وإنما أمر بسؤال العفو في ليلة القدر بعد الاجتهاد في الأعمال فيها وفي ليالي العشر لأن العارفين يجتهدون في الأعمال ثم لا يرون لأنفسهم عملاً صالحًا ولا حالًا ولا مقالًا, فيرجعون إلى سؤال العفو كحال المذنب المقصر...من عظمت ذنوبه في نفسه لم يطمع في الرضا وكان غاية أمله أن يطمع في العفو, ومن كملت معرفته لم ير نفسه إلا في هذه المنزلة.

    ـــــــــــــــــ

    ●   الاعتكاف لالتماس ليلة القدر:

    & قال العلامة العثيمين رحمه الله المعتكف يلتزم المسجد لطاعة الله عز وجل ليتفرَّغ للطاعة فالإنسان في بيته وسوقه يَلهو عن الطاعة, فيتفرَّغ للطاعة, ويتفرَّغ لانتظار ليلة القدر, لأن نبينا صلى الله عليه وسلم اعتكف العشر الأُوَل يلتمس ليلةَ القدر, ثم اعتكف العشر الأواسط يلتمس ليلة القدر أيضًا ثم قيل له: إنها في العشر الأواخر، فاعتكف العشر الأواخر, فينبغي أن يعلم المعتكف أنه ليس المرادُ من الاعتكاف أن يكون سحوره وفطوره في المسجد فقط إنما المراد من الاعتكاف أن يتفرَّغ للطاعة وأن ينتظر ليلة القدر.

    ●   الاعتكاف لالتماس ليلة القدر ولو رأى ليلة القدر:

    & قال العلامة العثيمين رحمه الله: الاعتكافُ مسنونٌ في العشر الأواخر كُلِّها حتى لو رأى ليلة القَدْر؛ أليس النبي صلى الله عليه وسلم قد عَلِمَ أن ليلة القدر ليلة الحادي والعشرين، واستمرَّ في اعتكافه؟ بلى، وهو عالِمٌ بها، وأنها قد مضت، ومع ذلك اعتكف العشر الأواخر، فنقول: ربما يكون اعتكافُكَ بعد أن رأيتها بمنزلة الرَّاتبة للفريضة؛ يعني أنه يُكمِل أجر الليلة، فهل منا مَنْ يتأكَّد أنَّه أعطى ليلة القدر حقَّها؟ أبدًا، كُلُّنا مُقصِّرون، نسأل الله أن يعاملنا بعفوه.

    ●   ليلة القدر وليلة الإسراء:

    & قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ليلة الإسراء أفضل في حق النبي صلى الله عليه وسلم, وليلة القدر أفضل بالنسبة إلى الأمة, فحظّ النبي صلى الله عليه وسلم الذي اختص به ليلة المعراج منها أكمل من حظه من ليلة القدر, وحظ الأمة من ليلة القدر أكما من حظهم من ليلة المعراج, وإن كان لهم فيها أعظم حظ.

    ـــــــــــــــ

    ●   استدراك ما فات من ضياع العمر بقيام ليلة القدر:

    & قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: يا من ضاع عمره في لا شيء, استدرك ما فاتك في ليلة القدر فإنها تحسب بالعمر...فالمبادرة المبادرة إلى اغتنام العمل فيما بقي من الشهر, فعسى أن يستدرك به ما فات من ضياع العمر.


    كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ

     

    صيد الفوائد

     


  7.  الجزء25


    1-﴿فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ﴾ يُقدِّر الله في ليلة القدر ما يحصل في السنة القادمة من أجلٍ وعملٍ ورِزقٍ.. فاسألوا الله وألِحُّوا عليه أن يرزقكم مقادير السعادة والتوفيق .. وأفضل ما تدعو به في ليلة القدر: «اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني»


    2-اذا دعتك نفسك الى المعصيه استشعر هذه الايه
    (أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)


    3-﴿واترك البحر رهْوا إِنّهم جند مغرقون﴾ يضرب موسى البحر بعد أن نجى، حتى يغرق فرعون فيقول الله له اتركه ساكنا ويهلك فرعون حيث نجى موسى أحيانا نريد أمرا ونستعجله وربك يقضي بحكمته وعلمه مالم يكن لك بالحسبان فاترك البحر رهوا وسلّم أمرك لله فربك أحكم وأعلم


    4-أَمْ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِ المَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (9) قد تتعثر خطواتنا حيناً إن نسينا من ناصرنا وولينا أو تعلقنا بالأسباب دون المدبر فتردنا العقبات للاستعانة "فالله هو الولي"


    5-فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ ۚ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (89)
    اصفح اليوم عن من ظلمك فالله أمر نبيه بالصفح عن الكافرين فما أحرانا بالصفح والعفو عمن آذانا


    6-﴿وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ﴾
    يعش: يُعرض فاطرد الشيطان بذكر الرحمٰن.


    7-"وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله...."
    إذا اختلفت في شيء وحكم ما،سارع وارجع وخذ الحكم من كتاب الله وإلا فدعه.


    8-﴿ إنا جعلناه قرآنًا "عربيًا لعلكم "تعقلون" ﴾
    كلما زاد حظك من اللغة العربية زاد تدبرك وتعقلك للقرآن


    9-"ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سُخريا"
    ليس معنى "سُخريا" من السخرية ؛ بل من التسخير ؛ لأنها بالضم أي: ليسخر بعضهم بعضا، في الأعمال والحرف والصنائع. فلو تساوى الناس في الغنى، ولم يحتج بعضهم إلى بعض، لتعطلت كثير من مصالحهم ومنافعهم


    10-﴿فما أوتيتم من( شيء )فمتاع الحياة الدنيا وما عند الله خير وأبقى﴾
    كل ما تراه من متع الدنيا وجمالها وكنوزها إنما هو متاع قليل زائل ..
    والعاقل من يسعى لما يبقى لا لما يفنى .


    11-﴿وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ﴾
    بقدر انصرافك عن الذكر والقرآن يسلَّط عليك الشيطان ويكون ملازما لك!


    12-*أعفُ عمن أساء إليك ، أو ظلمك حتى لو كان لا يستحق العفو ، فأنت تستحق الأجر من الله.
    ﴿فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ﴾


    13-﴿ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء إنه بعباده خبير بصير﴾ [الشورى: ٢٧]
    *لا تحزن إن دعوت يومًا بالغنى، وتأخرت الإجابة، أو لم يُستجب لك، فربك أعلم بالخير والأصلح لك، تدبر ختام الآية (إنه بعباده خبير بصير)


    14-(الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان وما يدريك لعل الساعة قريب )
    فإن قيل : وما وجه اتصال ذكر الكتاب والميزان بذكر الساعة؟ فالجواب أن الساعة يوم الجزاء والحساب ، فكأنه قال : أعدلوا وافعلوا الصواب قبل يوم الذي تحاسبون فيه على أعمالكم


    15-﴿فلذلك فادع واستقم كما أمرت }
    استقم كما أمرت لا كما احببت ورغبت .


    16-﴿الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئذٍ بَعْضُهمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إلَّا الْمُتَّقِينَ﴾
    الأصدقاء على معاصي اللّه في الدنيا يتبرأ بعضهم من بعض يوم القيامة، لكن الذين تصادقوا على تقوى اللّه، فإن صداقتهم دائمة في الدنيا والآخرة
    ولذلك استثنى المتقين؛ لأن النفع دخل على بعضهم من بعض.


    17-﴿ نحنُ قَسمنا بينهمْ مَعِيشتهم في الحياةِ الدنيا ﴾
    قال حاتم الأصم : تأملتها فعلمت أن القسمة من الله فما حسدت أحدا أبدا !


    18-(وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم) ...
    عند المصيبة ، راجع نفسك ، فتش عن ذنوبك ، وتب منها


    19-﴿ويهدي (إليه) من يُنيب﴾
    هل تريد الهداية؟؟
    عليك بالإنابة و التوبة والاستغفار.


    20*إن اقتصاص المظلوم من ظالمه بما كفل له الشرع من حق؛ أمر لا يلام ولا يُثَرب عليه فيه، وإن كان العفو أفضل إن ترتب عليه إصلاح.
    ﴿وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعدَ ظُلمِهِ فَأُولئِكَ ما عَلَيهِم مِن سَبيلٍ﴾[الشورى: ٤١]


    21-(وَإِذَا أَنْعَمْنَا على الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَىٰ بِجَانِبِهِ )
    "النعم قد تكون ابتلاء أتشكر أم تعرض عن ذكر الله وتجحد ..فكن على حذر ولا يغرنك ماأنت فيه من منصب أو ثراء وصحة ..فأد حق النعم وكن عبدا شكورا حتى لا تسخط المُنْعِم سبحانهِ فيستردها منك!


    22-قال قتادة : يقال : خير الرزق ما لا يطغيك ولا يلهيك { وَلَوْ بَسَطَ اللَّـهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ}


    23-(إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِن ثَمَرَاتٍ مِّنْ أَكْمَامِهَاوَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ )
    أحسن الظن بالله فهو من بيده الأرزاق ، و احذر أن تعصيه لأجل لقمة العيش بحجة ضيق العيش .


    24-(هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون)
    "نستنسخ" مبالغة في دقة الكتابة!
    استشعار ذلك دائما يدعوك لأن تحسن العمل


    25-( استجيبوا لربكم من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله ومالكم من ملجأ يومئذ ومالكم من نكير)
    هذه الآية ونحوها فيها ذم الأمل، والأمر بانتهاز الفرصة في كل عمل يعرض للعبد، فإن للتأخير آفات
    السعدي


    26*حين يكون الجدل عقيماً فالشرع يأمر بالإعراض عنه ..
    ﴿ لا حجة بيننا وبينكم ﴾


    27-﴿ وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسه الشر فذو دعاء عريض﴾
    • إذا أردتَّ أن تقفَ على حقيقة إيمانك فتأمَّل في حالك؛ فإن كنت ممَّن يُقبِل على الله وقت الشدَّة والعناء، ويستغني عنه وقت الرغَد والثَّراء، فاعلم أنك على خطر![هدايات القرآن الكريم:482]


    28-(فَلَمَّا آَسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ)
    قال عمر بن ذر : يا أهل معاصي الله ، لا تغتروا بطول حلم الله عنكم واحذروا أسفه فإنه قال " فلما آسفونا انتقمنا منهم"


    29-{فاستمسك بالذي أوحي إليك إنّك على صراط مستقيم}
    كم تبثّ هذه الآية أنواراً من الطمأنينة في نفس المؤمن مع تلاطم زحمة فتن هذا الزمن !


    30-﴿ وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله ذلكم الله ربي عليه توكلت وإليه أنيب﴾ [الشورى:10]
    • توكَّل على الله تبارك وتعالى في كلِّ أمورك، وارجِع إليه في جميع شؤونك، وسيهديك إلى الحقِّ حينما يختلف الناس فيه.[هدايات القرآن الكريم:483]


    31-(فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ )
    من عطل عقله و قلد غيره كالأعمى هلك .


    32-كلما شعرت بالكسل ودعتك نفسك لترك العمل؛ فتذكر قول الله تعالى لأهل الجنة: {وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون}، ثم سل ربك أن يعينك على العمل، وأن يجنبك الكسل. نسأل الله أن يتقبل عملنا وأن يتجاوز عن تقصيرنا.


    33- {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ}
    السؤال الذي يطيح بمشاعر الحسد فينا !! .. وهي تقضي على الحسد


    34-(وكذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك الله العزيز الحكيم) (وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربيا) (وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا) تعظيم الوحي من تعظيم الله عزوجل فهو الذي يهدي به الله من يشاء من عباده إلى صراط مستقيم صراط الله الذي له ما في السموات والأرض


    35-(إنا أنزلنا في ليلة مباركة) (فيها يفرق كل أمر حكيم)
    رب نسألك ببركة تلك الليلة أن تقدر لنا في هذه الليلة من الخير ما أنت أهله


    36*شعار الفلاح في الدنيا والآخرة
    استقامة على منهج الله (فلذلك فادعُ واستقم كما أُمرت)
    عدم اتباع الهوى (ولا تتبع أهواءهم)
    إيمان بما أنزل الله (وقل آمنت بما أنزل الله)
    أمر بالعدل (وأمرت أن أعدل بينكم)
    كلًا يحاسب بعمله (لنا أعمالنا ولكم أعمالكم)
    إيمان بالآخرة(وإليه المصير)


    37*إن ما يتعرض له الدعاة إلى الله من ازدراء وتشويه وطعن لا يزيد المبصرين إلا ثباتاً فقد تعرض لذلك وأشد خيار الخلق!
    ﴿وَما يَأتيهِم مِن نَبِيٍّ إِلّا كانوا بِهِ يَستَهزِئونَ﴾[الزخرف: ٧]


    38-﴿وَإِنَّهُۥ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ ۖ وَسَوْفَ تُسْـَٔلُونَ﴾
    من أراد الشرف والعزة فعليه بالقرآن حفظا وتدبرا وتعليما وعملا


    39-(فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ)
    فتأمل في قوله (حكيم)؛ليتبين للمؤمن أن أوامره محكمة متقنة، ليس فيها خلل ولا نقص ولا سفه ولا باطل، ذلك تقدير العزيز العليم.


    40-{ينظرون من طرف خفي}
    من شدة الهول لا ينظرون إلى النارنظرة متفحصة بل يسترقون النظر خوفًا وهلعا والعياذ بالله
    .
    41-{فلولا ألقي عليه أسورة من ذهب}
    أهل الفساد، قياس التفضيل عندهم :العطاء الدنيوي


    42-(وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِّنَّا مِن بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَٰذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً )
    ما أظلم الإنسان لنفسه ، وماأجحده بنعم ربه. جحد وكفر ،
    ألا تعترف وتتذلل لربك وتشكر .


    43-(وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُم مِّن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ )
    الخسارة مصير من استنصر بغير الله .


    44*(فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلنُذِيقَنَّهُم مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ)
    وإن أعطاك ربك فلا تطغى
    ولاتتمادى في غرورك .
    ففي صحيفتك سيئاتك نسيتها،واحصاها الله عليك،
    ياللإهانة والإذلال، عذابٌ مهينٌ يكسر عنفوان كبريائك!


    45*كل تحزب وانقسام وفراق في الدنيا هو ليس ذي بال ..الفراق الحقيقي سيكون هناك عندما ينقسم أهل المحشر إلى "فَرِيقٌ فِي الجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ "


    46-(والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض) الشورى
    عن أبي عثمان عن سلمان قال : إن العبد إذا كان يذكر الله في السراء فنزلت به الضراء قالت الملائكة: صوت معروف من آدمي ضعيف، كان يذكر الله تعالى في السراء فنزلت به الضراء، فيستغفرون له"


    47-( بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ )
    احذر التقليد الأعمى ، و اجعل الشرع مقياس لقبول أفعال الأخرين و رفضها

     


    48-سورة الزخرف تكشف زيف: الشرك(من خلق السموات والأرض ليقولن الله) التبعية للآباء(إنا وجدنا آباءنا) الجاه والسلطان (..رجل من القريتين عظيم) الأقران(فبئس القرين) الاستعلاء(أليس لي ملك مصر) الجدال بالباطل(آلهتنا خير أم هو) المفاهيم عن الساعة (إلا الساعة أن تأتيهم بغتة)


    49-#سورة_الشورى منهج إعداد الدعاة من خلال التعريف بالله عز وجل وبالوحي الذي أوحاه إلى نبيّه هي أكثر السور حديثا عن ولاية الله ومشيئته في القرآن (فالله هو الولي) (ما لكم من دون الله من ولي ولا نصير) (وهو على جمعهم إذا يشاء قدير) (فيوحي بإذنه ما يشاء) أفلح من اتخذه وليا!


    50( مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ نـزدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ ) التجارة الرابحة مع الله تكون في طاعته وتقواه فالوهاب يضاعف الثواب


    51( لَّا يَسْأَمُ الْإِنسَانُ مِن دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِن مَّسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ ) هكذا ديدن الإنسان إلا من رحم الله : فلا صبر في الضراء، ولا شكر في الرخاء


    52-(وَإِنَّهُۥ لَذِكۡرٞ لَّكَ وَلِقَوۡمِكَۖ وَسَوۡفَ تُسۡـَٔلُونَ ) والقرآن شرف لمن اتبعه واستمسك به تلاوة وعملًا ودعوةً ، وسنُسأل يوم الدين عن شكرها ، وحالنا كيف كان مع القرآن ؟!


    53-﴿ وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله ذلكم الله ربي (عليه توكلت وإليه أنيب ﴾ من صدق في توكله على ربه وأناب اليه من ذنوبه هُدي لما اختلف فيه


    54-( وإن مسه الشر فيئوس قنوط ) حين تُقبل الإبتلاءات يتميز المتفائلون عن غيرهم


    55-(أَمۡ يَحۡسَبُونَ أَنَّا لَا نَسۡمَعُ سِرَّهُمۡ وَنَجۡوَىٰهُمۚ بَلَىٰ وَرُسُلُنَا لَدَيۡهِمۡ يَكۡتُبُونَ) آية مُــخـيفـة ، إستنساخ العمل والقول أسررناه أم أظهرناه .. يارب عفوك وسترك ورضاك .


    56-(وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مُشۡفِقُونَ مِنۡهَا وَيَعۡلَمُونَ أَنَّهَا ٱلۡحَقُّۗ) يقينك بأن هناك يوم القيامة آتٍ ، ويقينك فيه بدقة الحساب ، يجعلك دومًا مشفقًا وجلًا،ويُــحفزك للمزيد من القربات والطاعات، وعدم إضاعة الأوقات فيما ليس منه نفع وليس عليه أجـر ...


    57-[وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله ذلكم الله ربي عليه توكلت وإليه أنيب (10) ] التحاكم إلى الله دليل التوكل


    58-[ولئن أذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ليقولن هذا لي وما أظن الساعة قائمة.. ] من أعظم فوائد الابتلاء أن يوقن المرء بالآخرة


    59-[ واستقم كما أمرت ] لا كما اشتهيت هذا وهو رسول الله ﷺ فكيف بنا!


    60-(وَلَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَهُمۡ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ وَلَٰكِن يُدۡخِلُ مَن يَشَآءُ فِي رَحۡمَتِهِۦۚ) سبحان الله هو الحكيم العليم أراد من العباد الإيمان عن حبٍ ويقينٍ واختيار لا جبرًا ولا قهرًا … ليكون الإيمان لقلوبٍ تخشع ليس لآذانٍ فقط تسمع .


    61-(وإذا ما غضبوا هم يغفرون) حثٌ على المغفرة عند الغضب

    (فمن عفا وأصلح فأجره على الله) حث على العفو بالترغيب بالأجر

    (ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور) حث على الصبر والمغفرة

    ببيان الحكمة من ورائه ترقّي في تربية النفس على العفو تخاطب القلب والعقل معا


    62-(شرع لكم من الدين ماوصى به نوحا والذي أوحينا إليك وماوصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيمواالدين ولا تتفرقوا فيه) الشرع مصدره واحد والدين الواحد يجمع ولايفرّق ليكن همك تبليغ الدين واترك الحكم على المدعويين لله(الله بيننا وبينكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم)(الله يجمع بيننا)


    63-(فَلِذَٰلِكَ فَٱدۡعُۖ وَٱسۡتَقِمۡ كَمَآ أُمِرۡتَۖ وَلَا تَتَّبِعۡ أَهۡوَآءَهُمۡۖ)
    وإن هداك الله ، بفضله ،فاثبت على الإستقامه وليكن فعلك موافق قولك .
    واياك والهوى فهو باب قلكل بلوى


    64-إنذار المكذبين بالبعث بعذاب معجّل في الدنيا قبل عذاب الآخرة
    (فارتقب يوم تأيي السماء بدخان مبين..)
    لكن هيهات أن يؤمنوا! (إنا كاشفو العذاب قليلا إنكم عائدون)


    65-(إنه كان عاليا من المسرفين)
    (إنهم كانوا مجرمين)
    مسرفون، عالون، مجرمون، كلهم سيفصل الله بينهم يوم القيامة (إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين * يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا ولا هم يُنصَرون..)
    #سورة_الدخان


    66-(يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور)
    الهبة عطيّة من الواهب
    والإناث هبة والذكور هبة
    ومن سوء الأدب أن لا يرضى الموهوب بما وهبه الله!
    #سورة_الشورى

    .

    67-مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ ۖ
    شبهت الدنيا بالمزرعة التي يجتهد الزارع بحرثها وزراعتها والاهتمام بثمارها رجاء النفع منها،، فمن عمل لدنياه يبتغي الدارين نال نصيبه
    في الدنيا وفاز بالجنة، ومن ابتغى بحرثه الدنيا فقط نال بغيته وخسر آخرته


    68-(وَٱلَّذِينَ ٱسۡتَجَابُواْ لِرَبِّهِمۡ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَمۡرُهُمۡ شُورَىٰ بَيۡنَهُمۡ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ)
    بالإيمان
    والصلاة
    والحرص على الشورى وقت الإختلاف


    69-(وَٱلۡمَلَـٰٓئِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمۡدِ رَبِّهِمۡ وَيَسۡتَغۡفِرُونَ لِمَن فِي ٱلۡأَرۡضِۗ)
    استشعرها بـحق ، وتمعنها بعقل ..
    فتـردع نفسك ، أن تأتـيَ بذنب .


    70-*سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ
    تأملك في دقاىق خلقتك وحده يقودك للإيمان بعظمة الخالق، فكيف بسائر الكون والمخلوقات
    قُرْآنًا عَجَبًا


    71-[لَّا يَسْأَمُ الْإِنسَانُ مِن دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِن مَّسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ]
    الإنسان كثير التطلب وقت الحاجة والضعف ، قليل الشكر جحود عند النعمة ، ،،


    72-(ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض )
    خير الرزق ما لا يطغيك .. ولا يلهيك  
    فالزم هذا الدعاء
    اللهم هب لنا غنى لا يطغينا وصحة لا تلهينا وأغننا اللهم عمن أغنيته عنا


    73-(مَن كَانَ يُرِيدُ حَرۡثَ ٱلۡأٓخِرَةِ نَزِدۡ لَهُۥ فِي حَرۡثِهِۦۖ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرۡثَ ٱلدُّنۡيَا نُؤۡتِهِۦ مِنۡهَا وَمَا لَهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ)
    الذكي هو من يتزود من الدنيا بما يعينه على أمور دينه و يحاذر ما يشغله بالدنيا .


    74-( سَنُرِيهِمۡ ءَايَٰتِنَا فِي ٱلۡأٓفَاقِ وَفِيٓ أَنفُسِهِمۡ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمۡ أَنَّهُ ٱلۡحَقُّۗ أَوَلَمۡ يَكۡفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُۥ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدٌ )
    التأمل في الكون يزيد من الإيمان فاحرص عليه .

    image.png.0836912b665a5e131a0c857268c8193e.png

     

     


  8.  الجزء24

     

    ( وَيَٰقَوۡمِ إِنِّيٓ أَخَافُ عَلَيۡكُمۡ يَوۡمَ ٱلتَّنَادِ ) الشخص الذي يريد بك الخير هو الذي يخاف عليك من عذاب يوم القيامة و يجتهد في نصحك و ليس من يجاريك في المعاصي .


    ( فَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَى ٱللَّهِ وَكَذَّبَ بِٱلصِّدۡقِ إِذۡ جَآءَهُۥٓۚ أَلَيۡسَ فِي جَهَنَّمَ مَثۡوٗى لِّلۡكَٰفِرِينَ ) احذر أن تتكلم في دين الله بغير علم فتهلك


    سورة الزمر: الزمر المتقابلة اختر ما تشاء من الزُمر فإنها ستؤول إما إلى: زُمَرٌ فائزة بفضل الله تستقبل بالترحاب على أبواب الجنة (سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين) زُمَرٌ خاب عملها تستقبل بالمعاتبة والنار (ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا)


    ﴿أليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه ﴾ " ويخوفونك بالذين من دونه" يخوفونك من المستقبل، من الغلاء ،من تسلط ظالم، من الفقر.... فقط توكل عليه وعلق قلبك به وثق بقوله تعالى (أليس الله بكافٍ عبده)


    (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم) على شطآن رحمة الرحمن تتكسر كل أمواج القنوط.. اللهم إنا المسرفون على أنفسنا وأنت الرحمن الذي تغفر الذنوب جميعا اللهم لك الحمد على رحمتك ومغفرتك


    (هو الذي يريكم آياته) ومن آياته: تكالب الأحزاب والكفار على الفئة المؤمنة في غزة ووسيلة الصمود: (فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون) اللهم نسالك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت أن تنصر من ينصر دينك وتذلّ من يعاديه ويحاربه


    - (يا عبادي الذين أسرفوا!) تأمل ( اسرفوا ) في العصيان ويتودد لهم الرحمن

    فرغم إسرافك فيما لا يحب.. يناديك بما تحب


    وتزوّد له بما فيه نجاته ومن أمِن العقوبة أساء الأدب! يوم التناد يوم التلاق يوم الآزفة يوم الحساب يوم تقوم الساعة يوم يقوم الأشهاد


    ﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ﴾ بلى والله! من حقق العبودية لله بامتثال أوامره واجتناب نواهية محبة له وتعظيما؛ فإن الله سيكفيه في أمر دينه ودنياه، ويدفع ويدافع عنه، ويملأ قلبه طمأنينة وسكينة بحيث لا يخاف أحدا دون الله. والكل دون الله وتحت قهره.


    من عاش على(إن الذين قالوا ربناالله ثم استقاموا) قطف الثمرة(تتنزل عليهم الملائكة) ونال البشارة(ألا تخافوا ولاتحزنوا وأبشروابالجنة التي كنتم توعدون) والولاية(نحن أولياؤكم في الحياةالدنيا والآخرة) والإحسان(ولكم فيها ماتشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدّعون) (نزلا من غفور رحيم)


    ﴿ا۟ فَلَا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِى ٱلْبِلَٰدِ﴾ احذر من الاغترار بما أُعطي أعداء الإسلام من متاع الدنيا


    (وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه) آفة العبيد عدم تقدير الله حق قدره وعدم تقدير عظمته وقدرته وقوته وملكه وملكوته وعدم تقدير اليوم الآخر الذي فيه يبعث الخلق فيحاسبهم جميعا لا يظلم أحدا


    إذا وجدت فتورا في قلبك فذكّره بيقين: (إن أرادني الله بضر هل هنّ كاشفات ضرّه أو أرادني برحمة هل هنّ ممسكات رحمته) وحده الله حسبك، وحده الله وكيلك، وحده الله كافيك فقل بيقين: (حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون)


    (وأفوض أمري إلى الله) جاءت النتيجة بعدها مباشرة: (فوقاه الله سيئات ما مكروا) . . تخشى عدوا أو ظالما؟ امتلأ صدرك هما؟ تعسرت أمورك؟ •فوض أمرك لله وسيتولى الله أمرك.


    #سورة_الزمر مقدّمة لسور #الحواميم إلا أنها لم تفتتح بـ(حم) وهي كلها منهج الدعاة في الدعوة إلى الله نزلت في زمن حصار النبي سورة الزمر: إخلاص العبادة لله وحده "أساس الدعوة" سورة غافر: الدعوة بالحوار لا بالجدال "أسلوب الدعوة" سورة فصلت: الدعوة بالقرآن "الرسالة والمنهج"


    (وَبَدَا لَهُم مِّنَ ٱللَّهِ مَا لَمۡ يَكُونُواْ يَحۡتَسِبُونَ) آية مخيفة .. أقلقت مضاجع الوجلون ما نسيته من آثام ، تجده منسوخ يوم الدين . لذلك وجب لزوم الإستغفار ، ، ففيه كل خير وأمان .


    قُلِ اللَّهُمّ فَاطِرَ السَّماوَاتِ والْأَرْضِ عالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهادَة سألت عائشة رضي الله عنها: بأي شيء كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يستفتح صلاته إذا قام من الليل؟ قالت: كان إذا قام من الليل افتتح صلاته: (اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات والأرض


    (وأشرقت الأرض بنور ربها) يا أرضاً أظلمت من جور أهلها استبشري فغداً سيزول ظلامك وسيشرق وجهك ضياء بعدل ربك


    (قُل حسْبِيَ اللَّهُ ۖ عليهِ يتَوَكَّلُ الْمُتَوكِّلُونَ )التوكل: هو الإعتماد على الله عز وجل في جلب المنافع ودفع المضار مع الثقة بالله سبحانه وتعالى، هذا هو التوكل، الاعتماد على الله اعتمادا حقيقيا صادقا في جلب المنافع ودفع المضار مع الثقة به وهو من العبادة الخاصة بالله


    ( وقال ربكم ادعوني استجب لكم) بدعائك يتحقق لك مطلبين استجابة الله لك بقضاء حاجتك وتعبدك لله بالدعاء وعدم استكبارك


    (قُلۡ يَٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسۡرَفُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ لَا تَقۡنَطُواْ مِن رَّحۡمَةِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعًاۚ) هذه من أرجـى الآيات . فمن تاب من الذنب ولم يصر عليه وإن كان شركًا ، أو معصية .. فمن تاب تاب الله ﷻ عليه

    ( فبئس مثوى المتكبرين) (كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار) (فأما عاد فاستكبروا في الأرض) الكِبر هاوية الهلاك

    [ ستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري الى الله ] قد تنصح من تحب فلا يستجيب لك فلا تحزن وَ أفوِّض أمري إلى الله ” كَافيَة تجعلك مُطمَئِنَّ


    الصالحون زاهدون في الملك والرئاسات ، باذلون للنصح للكبراء والعامة ، فقد مؤمن آل فرعون: (يا قومي لكم الملك اليوم ) وعندما ذكر بأس الله تعالى قال: ( فمن ينصرنا من بأس الله )


    ﴿حَتّى إِذا ما جاءوها شَهِدَ عَلَيهِم سَمعُهُم وَأَبصارُهُم وَجُلودُهُم بِما كانوا يَعمَلونَ﴾ لا مراوغة ولا محاباة حتى الجوارح تنطق بالحق يوم القيامة فاجعلها في صالحك لا ضدك بالتزود من الخيرات.

     

    {وقالوا من أشد منا قوة} الاغترار بالنعم وعدم شكر المنعم سبب للعقوبة وزوال النعم.


    ﴿قال إنما أوتيته [على علم] بل هي فتنة﴾ [الزمر: ٤٩] ما أعظمها من فتنة، الاغترار بالعلم، والاعتداد بالرأي وحدّة الذكاء والفهم. إذا لم يكن عونٌ من الله للفتى فأول مـا يجني عليه اجـتهـاده


    {وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى} يتحبب الله إليهم باحسانه وهم يختارون غضبه


    {ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون} [الزمر : 35] وهذا منتهى الفضل والإحسان من الله- تعالى- لعباده المتقين، حيث عاملهم بالفضل ولم يعاملهم بالعدل.

    ﴿إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون﴾ ما اجملها من بشارة يجعل المؤمن لا يخاف من الموت يرجوا وعد الله وفضله طابت حياته بالإستقامة فيموت هادئآ مطمئن لا خوف من مستقبل ولا حزن على ماض


    دموع التائبين وابتهال النادمين له مكانته عند الله حتى أن الله يجعل حملة العرش يدعون لهم: {فاغفر للذين تابوا}

     

    لَهُم مَّا يَشَاءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ۚ ذَٰلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ [الزمر : 34] الأعظم مما يشاؤون .. أنهم عند ربهم


    {ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلمًا فاغفر للذين تابوا...} بدؤوا بالثناء على الله تعالى وتعظيمه، ثم لجأوا إليه بالدعاء. وهذا من آداب الدعاء، فاحرص عليه.


    يوم التلاق يوم الآزفة يوم التناد يوم الحساب يوم يقوم الأشهاد يوم تقوم الساعة ليست مجرد أسماء ليوم القيامة من باب التنوع وإنما هي زواجر تقرع القلوب الغافلة عن الآخرة دار القرار فتسعى لها سعيها لتكون دار سعادة لا دار سوء وشقاء


    {وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه...} حين يجتمع مع كمال الرجولة تمام الإيمان تتفجر ينابيع الحكمة. انظر إلى هذا الرجل المؤمن كيف وعظ فأرشد وحاور فأقنع.


    { يعلم خائنة الأعين وماتخفي الصدور } اختلاسات النظر و هَم الصدور خَفية على البشر ؛ ولكنها معلومة عند من يعلم الخطرات واللحظات والوساوس سبحانه. فكن على حذر أن يراك حيث نهاك .


    {فإن أعرضوا فقل أنذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود} آية تهديد ووعيد هزَّت وأرعبت عتبة بن ربيعة حين سمعها من النبي صلى الله عليه وسلم، ففزع منها وأمسك بفيه، وناشده بالرحم أن يكفَّ؛ لأنه يعلم صدق رسول الله ومتيقن أنه لا ينطق عن الهوى. ما حالنا مع زواجر القرآن؟!


    {ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن...} قد يُخطئ عليك فتجد صعوبة في العفو ؛ وهنا يأتي التوجيه: (ادفع..). جاهد نفسك فهذه المنحة إنما يتحصل عليها الصابرون الموفقون . وانتبه لنزغ الشيطان المخذل عن العفو.


    (وقال ربكم "ادعوني" أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن "عبادتي" سيدخلون جهنم داخرين) الدعاء عبادة تُظهر شدة افتقارك إلى مولاك فحذار من الاستكبار عنها!


    { وقال ربكم ادعوني أستجب لكم} عليك أنت فقط أن ترفع كفيك وتقول يارب .. وهو متكفل لك بالإجابة سبحانه جل في علاه .


    ( وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إلى الله ) فوض أمرك له سبحانه وسيكفيك شر كل عدو ( فَوَقَاهُ الله سيِّئَاتِ ما مَكَرُوا )


    ﴿فَاصبِر إِنَّ وَعدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاستَغفِر لِذَنبِكَ وَسَبِّح بِحَمدِ رَبِّكَ بِالعَشِيِّ وَالإِبكارِ﴾ الاستغفار والتسبيح من أسباب الفرج.


    ﴿والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه﴾ هذا حال السماء والأرض.. وأنت بينهما.. فأنى لك المفر؟!


    {أن تقول نفسٌ يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين} جمع مع التفريط في طاعة الله، الاستهزاء والسخرية بعباد الله؛ فجمع الله له مع الحسرة والندامة، سوء العذاب يوم القيامة.


    ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ﴾ ينادي المذنبين المسرفين ويبشرهم بمغفرته ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا﴾ فكيف بالتائبين المقبلين؟! ما أرحمك يالله !


    إن أصابك ضرٍ أو خفت من مكرٍ فردد :﴿ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ﴾ والنتيجة :﴿فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا﴾


    ﴿أَلَيْسَ ٱللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُۥ ۖ وَيُخَوِّفُونَكَ بِٱلَّذِينَ مِن دُونِهِۦ﴾ وفي استحضار الرسول ﷺ بوصف العبودية، وإضافته إلى ضمير الجلالة معنى عظيم من تشريفه بهذه الإِضافة، وتحقيق أنه غير مُسلمِه إلى أعدائه. [ابن عاشور:٢٤/١٣]


    ﴿فمن اهتدى فلنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها﴾ هدايتك لنفسك، وضلالك عليك.


    (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) حتى تلك النظرة التي تختلسها في النظر الحرام ستحاسب عليها يوم الوقوف بين يدي الله احفظ بصرك .


    {وبدا لهم سيئات ما كسبوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون} [الزمر : 48] كم من سيئة فعلها الإنسان ونسيها ويوم القيامة يجدها في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها


    ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ) يناديهم ياعبادي وقد لوثتهم الذنوب والخطايا فكيف بهم لو اقبلوا طائعين طاهرين !! اتراه يعرض عنهم . سبحان ربي ما احلمه واكرمه


    {ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين} جمادات استجابت لخالقها فإين استجابتنا لربنا؟!!

    ﴿حَتّى إِذا ما جاءوها شَهِدَ عَلَيهِم سَمعُهُم وَأَبصارُهُم وَجُلودُهُم بِما كانوا يَعمَلونَ﴾ لا مراوغة ولا محاباة حتى الجوارح تنطق بالحق يوم القيامة فاجعلها في صالحك لا ضدك بالتزود من الخيرات.


    {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا} قال ابن رجب: الذين قالوا ربنا الله كثير، ولكن أهل الاستقامة قليل .

    (فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا) من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويدفع عن دين الله، فإن الله يؤيده بنصره ويحفظه بحفظه ويجنبه شر خلقه، فإذا مكر الإعداء فمكر الله أعظم من مكرهم (ولينصرن الله من ينصره)


    ﴿وَذَٰلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ﴾ من ظن بالله خيرًا أعطاه ومـن ظـن به شــرًا أرداه

    {غافر الذنب وقابل التوب} لا يأسَ مع الله دائماً يوجد أمل فاطرق أبواب رحمته بالإحسان بعد الذنب..


    ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ وكم من [ دعوةٍ ] رُفِعت إلى الملك الجليل ، جاءت بالمُستَحيل..


    أقسى عتاب: حين تُعاتب جوارحك يوم القيامة ﴿لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا﴾؟ فيقولون:﴿أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ﴾

     

    ..~ طمأنينة ~..
    ﴿إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا﴾

     

    ﴿۞ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَى ٱللَّهِ وَكَذَّبَ بِٱلصِّدْقِ إِذْ جَآءَهُۥٓ ۚ أَلَيْسَ فِى جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَٰفِرِينَ﴾ فإنهم أتوا أصنافاً من الظلم العظيم: ظلم الاعتداء على حرمة الرب بالكذب في صفاته؛ إذ زعموا أن له شركاء في الربوبية، ....


    {فمن أظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق إذ جاءه أليس في جهنم مثوى للكافرين} والتعبير بقوله: وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جاءَهُ يدل على أنهم بادروا بتكذيب ما جاءهم به الرسول صلّى الله عليه وسلم من عند ربه، بمجرد أن سمعوه، ودون أن يتدبروه أو يفكروا فيه.

    image.png.a8d1eb0dcdbb4353f422c26ca7babdfc.png


  9. الجزء23

     

    ( وقفوهم إنهم مسئولون ) كم مدة الوقوف وكم عدد الاسئلة وهل الإجابة مقبولة اللهم اجبر الكسور وضاعف الأجور

     

    عن إسماعيل عليه السلام في سورة الصافات ( يا أبت أفعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين ) وفي سورة مريم ( إنه كان صادق الوعد ) صدق وعده حتى بالامتثال للذبح

     

    ( فلولا أنه كان من المسبحين ) لن تعدم خيرا من رب رحيم لا ينسى لك حتى التسبيحة أحوج ما تكون إليها

     

    (إني ذاهب إلى ربي سيهدين ) ( رب هب لي من الصالحين ) هجرة إلى الله بعيدا عن الشرك ودعاء بولادة جيل جديد على التوحيد

     

    (ٱلۡيَوۡمَ نَخۡتِمُ عَلَىٰٓ أَفۡوَٰهِهِمۡ وَتُكَلِّمُنَآ أَيۡدِيهِمۡ وَتَشۡهَدُ أَرۡجُلُهُم بِمَا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ) وكما ختم الله على قلوبهم في الدنيا لكبرهم وعنادهم الآن يختم على أفواههم فلا عذر لهم ولايُجدي لهم استغفار

     

    اشتمل الجزء ٢٣على ايات الله الكونية، وقدرة الله على الخلق والبعث. الصافات: إثبات وحدانية الله. اهل الجنة واهل النار، وخطورة قرين السوء. دحض شبهات الكافرين،وجند الله هم المنصورون.(ص)تحدثت عن بعض الخصومات. تسخير الله لسليمان اشياء لم تكن لأحد

     

    (هَٰذِهِۦ جَهَنَّمُ ٱلَّتِي كُنتُمۡ تُوعَدُونَ*ٱصۡلَوۡهَا ٱلۡيَوۡمَ بِمَا كُنتُمۡ تَكۡفُرُونَ) ذهبت اللـذات .. وبقيـت التبـعات .. ندامـةوحسرات على الذين ماتوا وهم كفار .

     

    (قيل : ادخل الجنة : قال : يا ليت قومي يعلمون )هكذا قلب الداعية المشفق نصح قومه حيّاً وميتاً

     

    (إِنَّا زَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنۡيَا بِزِينَةٍ ٱلۡكَوَاكِبِ) خلق الله النجوم .. زينة للعباد للتأمل في إبداع خلق الرحمٰن فنزداد خشيةً وحبًا وطاعة ونورًا يُهتدى به من لم يهتدِ في الأرض بمكان ورجومًا الشياطين . الحمد لله رب العالمين .

     

    (وَقَالُواْ مَا لَنَا لَا نَرَىٰ رِجَالا كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ ٱلأَشرَارِ*أَتَّخَذۡنَٰهُمۡ سِخرِيًّا أَمۡ زَاغَتۡ عَنۡهُمُ ٱلأَبصَٰرُ ) جهلهم في الدنيا غباءٌ لهم في الآخرة .

     

    (فَلَا يَستَطِيعُونَ تَوۡصِيَةٗ وَلَآ إِلَىٰٓ أَهلِهِمۡ يَرۡجِعُونَ) الساعة تـأتي بغتة.. فإن حلت لا توصية للذرية ولا رجوع ٍ للحياة الدنيا !!

     

    (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ )إِذا أَرادَ شيْئًا في حال العقم ،، يهبك الذرية ان كنت مريضا ،، فهو الشاف في حال الفقر ،، فهو الرزاق ذو القوة المتين الله على كل شيء قدير ، وعلى المرء الأخذ بالأسباب ثم حسن التوكل على الله

     

    مهما كان حالك سواء كنت تتقلب في نعم وفضل من الله، أوكنت صابراعلى البلاء، فلا غنى لك عن الإكثار من التوبةوالرجوع إلى الله سبحانه وتعالى. ففي ذكر سليمانﷺوماوهبه الله، وفي ذكر أيوبﷺوماكان فيه من صبر على ماأصابه أثنى الله عليهم بقوله{نعم العبد إنه أواب}~

     

    (ٱحشُرُواْ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ وَأَزۡوَٰجَهُمۡ وَمَا كَانُواْ يَعبُدُونَ*مِن دُونِ ٱللَّهِ فاهدُوهُمۡ إِلَىٰ صِرَٰطِ ٱلجَحِيمِ) "فاهدوهم"سخرية بالظالمين وتهكم بهم . فهم لم يهتدوا في الدنيا إلى الصراط المستقيم فلـيـهتدوا اليـوم إلى صـراط الجحـيم .'

     

    في سورة يس جائت كلمة توصية مفردة وكلمة صيحة أيضا مفردة وهذا دليل على عظيم قدرة الله وقلة حيلة المخلوقين فبصيحة واحدة فقط يتحول الكون بأجمعه إلى مايريده الله أما المخلوق حتى لو بتوصية واحدة لايستطيع أن يوصي حينها فاللهم لاتكلنا إلى أنفسنا وعلق قلوبنا دائما بك

     

    (وَعِندَهُمۡ قَٰصِرَٰتُ ٱلطَّرۡفِ عِينٞ*كَأَنَّهُنَّ بَيۡضٞ مَّكۡنُونٞ) نساء الجنة عفيفات جميلات العيون والأخلاق يقصرن النظر فقط على ازواجهن . كأنهنّ لؤلؤٌ مكنون مصون لم تمسه قبل يد، ولم تَنظر إليه قبلُ عين. طـوبى لمن حـاز وفـاز بتـلك الصفـات في النساء.

     

    (أَلَا لِلَّهِ ٱلدِّينُ ٱلخَالِصُۚ) الإخلاص هو حقيقة الدين، ومفتاح دعوة المرسلين، وأعظم الأصول في دين الإسلام (فاعبد الله مخلصًا له الدين)

     

    إذا كانت الشمس بعظم حجمها تسجد لله تعالى ، فكيف يأبي ابن آدم الضعيف ؟! (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (٣۸)﴾

     

    (قَالَ لَقَدۡ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعجَتِكَ إِلَىٰ نِعَاجِهِ) أي حكم في قضية أو نزاع لا بد لك من الطرفين ، الإنصات والسماع ،!

     

    (أَءِذَا مِتنا وَكُنَّا تُرَابٗا وَعِظَٰمًا أَءِنَّا لَمَبعُوثُونَ) بدأت الآية بالإستفهام ، للإنكار والإستهزاء من قول وتعجب الكافرين . نعم سُيبعثون صاغرون ذليلون مهانون .

     

    (لِيَأۡكُلُواْ مِن ثَمَرِهِۦ وَمَا عَمِلَتهُ أَيديهِمۡۚ أَفَلَا يَشكُرُون) واجبٌ علينا ونحن نتقلب في نعم الرحمٰن ليل نهار ، أن نشكره .وبشكره تزيد علينا نعمه .

     

    (يَٰحَسرَةً عَلَى ٱلعِبَادِۚ مَا يَأۡتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُواْ بِهِۦ يَستَهزِءُونَ ) حقًا عليك أن تتحسر على كل من يستهزيء بالرسل فاستهزاءهم عليهم حـزنٌ وحسرات وإن اهتدوا صدقوا فلهم الأمان بالإسلام

     

    (وَءَايَةٞ لَّهُمُ ٱلَّيۡلُ نَسلَخُ مِنهُ ٱلنَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظلِمُونَ ) الليل والنهار آيتان عظيمتان من آيات الإعجاز الإلهي . (نسلخُ منه النهار) وكأن الأصل الظلمة،ولولا إنسلاخ النهار بإرادة الله المنان لاستمر الكون في ظلام …!

     

    ( قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب ) إستغفر سليمان عليه السلام من ذنبه ثم طمع فيما عند الله لانه يعلم من يدعو

     

    إذا عرف العاقل أنه لا رجوع إلى الدنيا بعد الرحيل ؛ أقبل على ما ينفعه، فلا مجال للتعويض بعد الموت !! ( أنهم إليهم لا يرجعون )

     

    سير الإنسان براً ، وبحراً، وجواً آمناً ؛ صورة من صور رحمة الله تعالى . ﴿إِلَّا رَحْمَةً مِنَّا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ (٤٤)﴾

     

    من أنفع طرق وعظ الناس : ضرب المثل بما يعرفونه ، ويعايشونه ، ويلامسونه في واقعهم . (لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ) (٣٥)﴾

     

    من ضل بسببهم أجيال متعاقبة في الكفر أو الفسق أو البدعة ، ويتباهون بهذه الجماهير والأتباع ؛ هم أشباه الشياطين !! ﴿وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا﴾

     

    من أسباب الخشوع في الصلاة استشعار المصلين أنهم صافون كما تصف الملائكة عند ربها جل وتقدس. ( والصافات صفا)

     

    انتظام الكون بأفلاكه، وأجرامه يهدي المتأمل إلى الحقيقة العظمى أن صانع ذلك هو المستحق للعبادة وحده ﴿لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (٤۰)﴾

     

    بعد الارتحال من عرصات القيامة تبدأ رحلة النعيم الأبدية ؛ التي لا يقطع المؤمنين عنها قاطع ! ﴿إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ (٥٥)﴾

     

    ﴿فلولا أنه كان من (المسبّحين) للبث في بطنه إلى يوم يبعثون﴾
    التسبيح مفتاح لباب الفرج عند الأزمات فالزمه .

     


    ﴿وآية لهم الليل نسلخ منه النهار﴾ [يس]
    لفت نظرهم لآيات مشاهدة محسوسة تتكرر في حياتهم اليومية، فالقادر على خلق وإعادة ما تشاهدونه، قادر على أن يبعثكم بعد موتكم.
    ما ألطفه من أسلوب يخاطب العقول والقلوب.

     


    (لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار)
    كواكب عظيمة لا يسعها إلا أن تتبع منهج الله تعالى في خلقه فتسير بانتظام لا تشذّ عنه قيد أنملة
    ما أشد جرأتك أيها الإنسان كم تتفلت من مسارك!!

     


    من كان في الدنيا على الحياد بين الحق والباطل، فلا حياد في يوم ﴿وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ ﴾ [يس: 59].
     


    من علم ضخامة وعظم الثمرة
    هانت عليه المشقة:
    {لمثل هذا فليعمل العاملون}


    ﴿فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ﴾ [الصافات: 143]: رصيد الرخاء ينفع في أوقات الشدة.

     


    ﴿إن هذا لهو البلاء المبين﴾
    أيها المؤمن..
    إن الشدة التي تمر بها
    والكرب الذي أقض مضجعك
    والهم الذي أخذ بمجامع قلبك
    هو اختبار من الله لك!
    فكن صابرا محتسبا؛ لتنجح.

     


    {فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين} [الصافات : 102]
    كيف لي أن أتصور فرحة نبي الله إبراهيم حينما فدي ولده بكبش وأن هذه الحادثة كانت مجرد إختبار .. يا الله


    {رِجَالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِّنَ ٱلأَشْرَارِ}
    كم من محتقر في الدنيا
    مكرّم عند الله

     


    (إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدّموا وآثارهم)
    الموت يخطف في كل لحظة آلآف البشر لكن كم منهم لا تموت آثاره الطيبة؟

     


    ﴿فلا يحزنك قولهم إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون﴾
    لا يحزنك كلامهم خلفك، ولا اتهامهم أمامك، ولا اتفافهم على تكذيبك، يكفيك علم الله بخفاياهم وظواهرهم!.


    {فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين} [الصافات : 102]
    حتى الولد لا يجوز أن تزاحم محبته محبة الله في قلبك .. فكيف بمن سواه ؟!

     


    {اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون}
    قيل: لأن اليد مباشرة لعمله، والرجل حاضرة، وقول الحاضر على غيره شهادة، وقول الفاعل على نفسه إقرار بما قال أو فعل، فلذلك عبر عما صدر من الأيدي بالقول، وعما صدر من الأرجل بالشهادة . / القرطبي

     


    ﴿ومن نعمره ننكسه فِى ٱلْخَلْقِ ۖ أَفَلَا يَعْقِلُونَ﴾
    يخبر تعالى عن ابن آدم أنه كلما طال عمره رد إلى الضعف بعد القوة، والعجز بعد النشاط ... والمراد من هذا -والله أعلم- الإخبار عن هذه الدار بأنها دار زوال وانتقال، لا دار دوام واستقرار. [ابن كثير:٣/٥٥٥]

     


    {وإن جندنا لهم الغالبون} [الصافات : 173]
    تأخر النصر ليس اخلاف من الله لوعده ولكنه تقصير منا في العبودية لله


    تأمل أصل خلقتك لتعرف حدود قدرتك
    (أَوَلَمْ يَرَ ٱلْإِنسَٰنُ أَنَّا خَلَقْنَٰهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ


    ﴿بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ﴾
    قال قتادة: عجب النبي ﷺ من هذا القرآن حين أنزل وضلال بني آدم، وذلك أن النبي ﷺ كان يظن أن كل من يسمع القرآن يؤمن به، فلما سمع المشركون القرآن؛ سخروا منه ولم يؤمنوا به، فعجب من ذلك. [البغوي:٣/٦٥٦]


    ( احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ ....)
    من تجالس ؟
    شبيهك وقرينك ومن تصاحبه ستحشر معه يوم القيامة ..


    (وَقِفُوهُمْ ۖ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ)
    حبس على الصراط ثم سوق الى النار ..
    نسأل الله السلامة والعافيه ..
    تخير صحبتك ..

     


    ﴿وَٱلصَّٰٓفَّٰتِ صَفًّا﴾
    تصف في السماء كصفوف الخلق في الدنيا للصلاة، وقيل: تصف أجنحتها في الهواء واقفة فيه؛ حتى يأمرها الله بما يريد . [القرطبي:١٨/٦]

     


    (إد جاء ربه بقلب سليم)
    لم يرد في القرآن وصف القلب بالسليم إلا في مدح إبراهيم عليه السلام أبو الحنيفية وإمام الموحّدين
    رب ارزقنا قلوبنا سليمة نستحق أن نأتيك بها يوم القيامة.

     


    ﴿إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله.. يستكبرون﴾
    سبحان الله!! أي نفسٍ هذه التي يبلغ اعتدادها بذاتها أن تستكبر على المتكبر؟!
    ما أحلم الله.!


    (إِلَّا رَحْمَةً مِّنَّا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ)
    ليس بذكائك دفع عنك البلاء و لكن برحمة رب الأرض و السماء

     


    " إنا وجدناه صابرا نعم العبد "
    وأنت .. كيف وجدك ؟

     


    "ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون"
    نداءك لربك لاتظن أنه يذهب سدى،سيجيبك الله فكن معه وأخلص له.

     


    ﴿فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَآ إِلَىٰٓ أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ﴾
    وخص الأهل بالذكر؛ لأن القول معهم في ذلك الوقت أهم على الإنسان من الأجنبيين، وأوكد في نفوس البشر. [ابن عطية:٤/٤٥٧]

     


    ﴿وَءَايَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِى ٱلْفُلْكِ ٱلْمَشْحُونِ﴾
    وذكر الذرية لضعفهم عن السفر، فالنعمة فيهم أمكن. [ابن عطية:٤/٤٥٥]

     


    ( وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ )
    لا تشكو ضيق العيش و أنت تشترط أن يكون عملك بجوار بيتك

     


    ﴿قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا ﴾
    يعنون: قبورهم التي كانوا يعتقدون في الدار الدنيا أنهم لا يبعثون منها، فلما عاينوا ما كذبوا به في محشرهم قالوا: ﴿... من مرقدنا﴾، وهذا لا ينفي عذابهم في قبورهم؛ لأنه بالنسبة إلى ما بعده في الشدة كالرقاد.
    ابن كثير

     


    ﴿مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَٰحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ﴾
    ﴿وهم يخِصِّمون﴾ أي: وهم لاهون عنها، لم تخطر على قلوبهم في حال خصومتهم وتشاجرهم بينهم، الذي لا يوجد في الغالب إلا وقت الغفلة. [السعدي:٦٩٧]

     


    ﴿۞ وَمَآ أَنزَلْنَا عَلَىٰ قَوْمِهِۦ مِنۢ بَعْدِهِۦ مِن جُندٍ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ﴾
    المعنى أن الله أهلكهم بصيحة صاحها جبريل، ولم يحتج في تعذيبهم إلى إنزال جند من السماء؛ لأنهم أهون من ذلك. [ابن جزي:٢/٢٢٣]

     


    {نعم العبد إنه أواب}
    كن كثير الأوبة وهي الرجوع إلى الله بالتوبة والإستغفار فقد أثنى الله على سليمان بذلك


    ﴿وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾
    لا تتوقف عن السـير إلى ربك،
    أذهب إليه كلَّما أظلم دربك ، أو قسى قلبـك..
    وثِق أنه ما ذهب عبدٌ لربه إلا انشرح صدره وانكشف كربه


    ﴿ فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ﴾
    الله ﷻ لا يُخيّب ظن عبدِهِ الواثق بقدرته ، والراجي لرحمته.


    ﴿ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ﴾
    أعظم أسباب البركة التي تحيط بالإنسان في حياته القرآن الكريم تلاوة وحفظا وتدبرا وتعليما.


    ﴿قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا﴾
    ٓ من أدب الدعاء :
    طلب المغفرة قبل الحاجة.

     

     

    في خلواتك لا يغُرنَّك صمتُ أعضائك ؛
    فإن لها يوماً تتكلم فيه !
    ﴿الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾
    يارب رحمتك وعفوك
    إذا كان الشهود علينا أعضاؤنا فأين المفر !!!


    ﴿وَٱمْتَٰزُوا۟ ٱلْيَوْمَ أَيُّهَا ٱلْمُجْرِمُونَ﴾
    قال مقاتل: اعتزلوا اليوم من الصالحين، ... وقال الضحاك: إن لكل كافر في النار بيتاً؛ يدخل ذلك البيت ويردم بابه بالنار، فيكون فيه أبد الآبدين. [البغوي:٣/٦٤٥]

    image.png.30d8116b2a143b1d937c0fbbfa4800d8.png

     

     


  10. الجزء22

     

    (مَا قَدَّمُوا۟ وَءَاثَـٰرَهُمۡۚ وَكُلَّ شَیۡءٍ أَحۡصَیۡنَـٰهُ فِیۤ إِمَامࣲ مُّبِینࣲ )علم طفل الفاتحة وأجعل الملائكة تكتب لك أثر هذا بعد مماتك كلما صلي بها

     

    { فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها } لم يذكر الله تعالى اسم صحابي في القرآن غير [ زيد ] وذلك جبرا لخاطره بعد أن سلب فضيلة الانتساب للنبي ﷺ في البنوة فانظر جميل لطف الله تعالى وعنايته في جبر الخواطر

     

    ﴿وكان أمر الله قدرا مقدورا﴾ فاطمئن؛ فإن كان خيرًا فكن لله حامدًا شاكرًا؛ وإن كان غير ذلك فاصبر وارضَ واجتهد في دفعه وتذكّر أن: "عِظَمَ الجزاء مع عِظَم البلاء، وإن الله – عز وجل - إذا أحب قوما ابتلاهم؛ فمن رضي فله الرضى، ومن سخط فله السخط" [حديث حسن]

     

    (ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها ) لو تمكنت هذه الآية من القلوب مالتفتت لغير علام الغيوب ( ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ )

     

    ( وما يمسك فلا مرسل له من بعده) وما يمسك من شر، فلا مُرسل له،ولولا هذا الإمساك لهلكت فيمن هَلَكَ. ( وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام )

     

    ﴿*فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا* وظلموا أنفسهم فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق ﴾ قوم سبأ عاشوا في نعمة لكنهم اعتادوها فملوها احذر أن تمل أو تتضجر من نعم الله، فتتعرض لزوالها بل عوّد نفسك على دوام الشكر واستشعار هذه النعم المتكررة عليك.

     

    { ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ } دل على وجود أذية، إن لم يحتجبن، وذلك، لأنهن إذا لم يحتجبن، ربما ظن أنهن غير عفيفات، فيتعرض لهن من في قلبه مرض، فيؤذيهن، وربما استهين بهن، وظن أنهن إماء، فتهاون بهن من يريد الشر. فالاحتجاب حاسم لمطامع الطامعين فيهن.

     

    {لا جناح عليهن ... واتقين الله إن الله كان على كل شيء شهيدا} بعد أن عدد الله سبحانه الأصناف الذين يحل للمرأة الكشف أمامهم قال بعدها(واتقين الله) ومن ذلك لاينبغي التوسع في اللباس عندهم حتى لو كانوا نساء كما ذكر سبحانه قصير وشفاف وغيره أوابداء شيء محرم ابداءه

     

    لعل الساعة تكون قريبا) ( اقترب للناس حسابهم ) (واقترب الوعد الحق) ( اقتربت الساعة وانشق العمر ) ( ونراه قريبا) كثرة تكرار اقتراب القيامة في القرآن يزيل غشاوة الغفلة ، ويدفع المؤمن للعمل

     

    (وَقَالُواْ نَحۡنُ أَكۡثَرُ أَمۡوَٰلٗا وَأَوۡلَٰدٗا وَمَا نَحۡنُ بِمُعَذَّبِينَ) فلتكن تلك النعم حجة لك يوم الدين ، لا عليك .. واحذر أن تسخِرها في الفتن أو ظلمٍ او طغيان

     

    سنة الله تعالى في إسقاط كل من عادى دينه لا تتغير ولا تتبدل ! ﴿سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا (٦٢)﴾.

     

    {واذكرن ما يتـلىٰ في بيوتكن من آيات ٱلله والحكمة إن ٱلله كان لطيفا خبيرا} جوالك تكتب به بعض الآيات أو تقرؤها وتسمعها فيه نقّه من الشوائب وطهّره من الأدران فالله خبيرٌ بك إذ جعلك من أهل القرآن؛ فاستحضر خشيته.

     

    (وَمِنۡهُمۡ سَابِقُۢ بِٱلۡخَيۡرَٰتِ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ) جاءت في آخر ترتيب لوصف العباد وتصنيفهم في الطاعات وهم السبّاقون .. لئلا يغتروا بعملهم، . "السعدي".

     

      [إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات... أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما] يا من تطلب المساواة بالرجل ليتك تستطيعين الفوز بها في هذا..

     

    ( يَـٰٓأَيُّهَا النبي قُل لِّأَزۡوَٰجِكَ وَبَنَاتِكَ ونساء المؤمنين يُدۡنِينَ عليهن مِن جَلَٰبِيبِهِنَّۚ ذلك أَدۡنَىٰٓ أَن يعرفن فَلَا يُؤۡذَيۡنَۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غفورا رحيما) خطورةكشف الوجه ظهرت بوضوح مع وجود الهواتف و سهولةأخذ الصور و كم من حرةتضررت بسبب ظهور وجهها.

     

    ( فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحٗا جَمِيلٗا ) أنت مأمور بمراعاة المرأة ماديا و معنويا إذا أردت فرقها فحري بك أن لا تقصر مع من هي تحت يدك .

     

    ( يَٰنِسَآءَ ٱلنَّبِيِّ لَسۡتُنَّ كأحد مِّنَ ٱلنِّسَآءِ إِنِ ٱتَّقَيۡتُنَّۚ فَلَا تَخۡضَعۡنَ بالقول فَيَطۡمَعَ ٱلَّذِي فِي قَلۡبِهِۦ مرض وَقُلنَ قَوۡلٗا مَّعۡرُوفٗا) هذه الأمر لأطهر النساء في أفضل قرن ، فحري بنا أن نعلم حدودنا البشرية و لا نتسهال في الحديث مع الأجانب

     

    (يَسۡـَٔلُكَ ٱلنَّاسُ عَنِ ٱلسَّاعَةِۖ قُلۡ إِنَّمَا عِلۡمُهَا عِندَ ٱللَّهِۚ وَمَا يُدۡرِيكَ لَعَلَّ ٱلسَّاعَةَ تَكُونُ قريبا) كثير ممن تاهوا كانوا بسبب إنشغالهم بأمور ليس مطلوبة منهم و تركهم ما هو مسؤولون عنه. مثلا تجده يسأل عن كيفية سؤال القبر ؟و هو تارك للصلاة

     

    ﴿وَلَقَد آتَينا داوودَ مِنّا فَضلًا يا جِبالُ أَوِّبي مَعَهُ وَالطَّيرَ وَأَلَنّا لَهُ الحَديدَ﴾ [سبأ: ١٠] إذا علمك الله صنعة ينتفع بها الناس فاعلم أن الله قد فضلك بها فاشكر نعمة ربك وابذلها فيما يرضيه وينفع خلقه

     

    ﴿وَحيلَ بَينَهُم وَبَينَ ما يَشتَهونَ﴾ [سبأ: ٥٤] يوما من الأيام سيحال بينك وبين ماتشتهي من شهوات الدنيا الفانية فلا تعلق قلبك وهمك بها

     

    ﴿وَما أَموالُكُم وَلا أَولادُكُم بِالَّتي تُقَرِّبُكُم عِندَنا زُلفى إِلّا مَن آمَنَ وَعَمِلَ صالِحًا فَأُولئِكَ لَهُم جَزاءُ الضِّعفِ بِما عَمِلوا وَهُم فِي الغُرُفاتِ آمِنونَ﴾ [سبأ: ٣٧] هذا ميزان الدنيا عند الله فماهو ميزانها في قلوبنا وحياتنا

     

    (مَّا يَفۡتَحِ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحۡمَةٖ فَلَا مُمۡسِكَ لَهَاۖ وَمَا يُمۡسِكۡ فَلَا مُرۡسِلَ لَهُۥ مِنۢ بَعۡدِهِۦۚ) آية توجب التسليم بقضاء الله ، وتعلق القلب به ، والمحبة الخالصة في طاعته فماأصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك

     

    [وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى إلا من آمن وعمل صالحا فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا] [المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا] كم مرة يذكرنا القرآن بهذه الحقيقة والكثير مازال مغمور في تلك الفتنة!

     

    (وَكَانَ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ رَّقِيبٗا ) إقهـر بها نفسك الأمارة بالسوء ، والهوى وإغراءات الشيطان ، وفتن تموج بنا ليل نهار إنها تزرع في النفس الرهبة والخوف والخشوع والمحبة لله الواحد القهار

     

    [وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا ] قاطعة لدابر كل من يحكم عقله أو هواه مع حكم الله.

     

    [وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية] لو استرسلنا مع من يحتج بأن هذا الآمر موجه لأمهات المؤمنين.. أليست الأم قدوة لابنتها حتى بحكم الفطرة والعاد

     

    (من كَانَ يُرِيدُ ٱلۡعِزَّةَ فَلِلَّهِ ٱلۡعِزَّةُ جَمِيعًاۚ) وإن أردت الرفعة والشرف والعزّة .. فاستـجِر .. بالعزيز سبحانه ، طاعة ورهبةً وخشوعًا ..

     

    (وَمَآ أَنفَقۡتُم مِّن شَيۡءٖ فَهُوَ يُخۡلِفُهُۥۖ وَهُوَ خَيۡرُ ٱلرَّٰزِقِينَ) إطـمئٰن أيها المنفِق المؤمـن ، فمالك لا ينقص بالإنفاق .. فربك الرزاق تَـكـفّـل لـك الزيادة والسـداد ..

     

    . {قُل إنَّ رَبِّي يبسُطُ الرِّزْقَ لمن يَشَاءُ من عِبَادِهِ ويَقدِرُ لَه...} الأرزاق لا تبقى على وتيرة واحدة فقيرٌ يُوسّع عليه غنيٌّ يُضيّق عليه اتبعه تعاليمه فقط

     

    [ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير] متاع الدنيا يرثه كل أحد البر والفاجر.. أما ميراث كتابه جل في علاه فهو اصطفاء وفضل يختص به من يشاء من عباده.. وكل من صاحب القرآن نجا..

     

    [وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور] سلوى لكل محزون ومكلوم سينتهي الحزن وسيزول الألم.. والموعد الجنة..

     

    [واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة] الآمر بالقرار في البيوت لا يعارض كون النساء مأمورات بطلب العلم والتفقه في الدين فلا تعارض، بل نستطيع الجمع خاصة في هذا الزمان الذي صارت المرأة تستطيع أن تتلقى العلم عن علماء الدنيا وهي قارة في غرفتها..

     

     

    {واذكرن مايتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة} إذا كان البيت محفوف بكتاب الله وحفظته فذلك دليل على فضله واصفاء الله له وتلك نعمة من أعظم النعم

     

    ﴿قُل إِنَّما أَعِظُكُم بِواحِدَةٍ أَن تَقوموا لِلَّهِ مَثنى وَفُرادى ثُمَّ تَتَفَكَّروا﴾ [سبأ: ٤٦] المصارحة الفردية والثنائية من أفضل السبل للوصول لمعرفة الحق والحقيقة

     

    ﴿عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة﴾ [سبأ: ٣] فكيف بهمّك وكربك؟ الله يعلم ما بك؛ فتفاءل وأحسن الظن بربك وأرِ الله من نفسك خيرًا وتدبّر: ﴿وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الأرض إنه كان عليما قديرا﴾ [فاطر: ٤٤].

     

    image.thumb.png.b057948c21a2eedccc215df9bb438110.png

     

     

     

     

     


  11. الجزء21

     

    ( يَٰبُنَيَّ أَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ وَأۡمُرۡ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَٱنۡهَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَٱصۡبِرۡ عَلَىٰ مَآ أَصَابَكَۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنۡ عَزۡمِ ٱلۡأُمُورِ) لا تكتفي بتعليم ولدك أركان الإسلام فقط واحرص على أن تربيته على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأن بهما ينصلح المجتمع


    (وَكَأَيِّن مِّن دَآبَّةٖ لَّا تَحۡمِلُ رِزۡقَهَا ٱللَّهُ يَرۡزُقُهَا وَإِيَّاكُمۡۚ) لاتخف على نفسك الفقر والجوع في الهجرة فكما الله ﷻ رزق الدابة الضعيفة والتي لاتملك من امرها شيئًا ، سيرزقك في حلك وترحالك.. سبحان العليم الخبير بأنفسنا الضعيفة.


    (كَذَٰلِكَ يَطۡبَعُ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِ ٱلَّذِينَ لَا يَعۡلَمُونَ) الطبع على قلوب الجهلة المجرمين . فلا يدخل قلوبهم إيمان ولا يخرج منها طغيان نسأل الله العافية


    [وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم ] من الذي يرزق الحوت في أعماق البحار؟ من الذي يرزق النمل في الجحور؟ من الذي يرزق الطيور؟'''' هو الله وهو الذي يرزقك فلا تحمل هما فقط اسعى وابتغي رزقه فإن بسط لك فبرحمة وإن ضيق عليك فلحكمة والحمد له أولا وآخرا..


    (وَلَا تُجَٰدِلُوٓاْ أَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ إِلَّا بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُ …) إحرص على آداب الجدال مع أهل الكتاب ومن الجحود والنكران الى الصدق واليقين . وهذا لا يتأتى إلا باللطف واللين.


    (يَٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ ءَامنُوٓاْ إِنَّ أَرۡضِي وَاسِعَةٞ فَإِيَّـٰيَ فَٱعۡبُدُونِ*كُلُّ نَفۡسٖ ذآئِقَةُ ٱلۡمَوۡتِۖ ثمَّ إِلَيۡنا تُرجَعُونَ) ترابط عجيب بليغ بين الآيتين. وإن خفت الموت اثناء هجرتك للفوز بدينك.. تـيقّن … فالجميع ميت وإلى الله ﷻ المـآب


    بعد أن أثنى ﷻ على المؤمنين وذكر جزاءهم بقوله: ﴿لنبوئنهم من الجنة غرفا تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نعم أجر العاملين﴾ عقّب سبحانه بصفتين عظيمتين هما؛ الصبر والتوكل: ﴿الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون﴾؛ فيامن آمن وصبر وتوكل أبشر بالعِوض والفضل العظيم.


    [يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون ] وطنك هو الأرض التي تقدر أن تقيم فيها دين ربك.. فالغربة الحقة هي غربة الدين..


    إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله!) الحس لا يدرك لها ثقلا فلو كان لك رزقا بمثقال حبة الخردل في هذه المواضع ساقه الكريم لك (فلا تنشغل بالرزق واقترب من الرازق )


    [ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون ] من أصول مجادلة أهل الباطل الإنطلاق معهم من قاعدة مشتركة يسلم لها الجميع فهذا أنفع في إستمالة القلوب وإقناع العقول..


    وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه ( يابُني أقم الصلاة ) ( وأمُر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك ) ماأجمل الأسرة حبن تتواصى بالحق والصبر عليه ( هنا) حتى لايفقدون احدهم في دار النعيم (هناك)


    (يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِير) اشعل بها شمعة الأمل في قلبك فمن يدبر الأمر سيعطيك ويرضيك


    [وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم ] كل تربية لا تنبني على تشريب القلوب معرفة الله وتوحيده ومحبته وتعظيمه فهي منزوعة البركة مُرة الثمار..


    [فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون ] يآ له من وصف ما أروعه وما أجمله!! تعجز بعده الألسن وتجف الأقلام عن وصف أي جمال مهما بلغ.. حقا يستحق أن يُبذل من أجل الفوز به كل غالي وتهون من أجله كل المشاق


      [وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم ] النماذج التربوية القرآنية أروع ما يمكن أن تتعلمه في أصول التربية الواجدنية والعقائدية والعملية والقولية.. فدعك من سنن من هم أبعد الخلق عن فهم حقيقة التربية فضلا عن تطبيقها


    ﴿ يَعْلَمُونَ ظَٰهِرًا مِّنَ ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ ٱلْءَاخِرَةِ هُمْ غَٰفِلُونَ ﴾ يعني:أمر معايشهم؛ كيف يكتسبون ويتجرون، ومتى يغرسون ويزرعون ويحصدون، وكيف يبنون ويعيشون، (وهم عن الآخرة هم غافلون)، ساهون عنها جاهلون، لا يتفكرون فيها ولا يعملون لها. البغوي


    ﴿الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده﴾ [العنكبوت: ٦٢] ﴿أولم يروا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء﴾ [الروم: ٣٧] الله ﷻ وحده الرزاق؛ يرزق من يشاء كيف يشاء بما شاء: ﴿فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون﴾ [العنكبوت: ١٧].


    [يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون] اصعدوا للقمر كما شئتم.. غوصوا في أعماق البحار كما يحلو لكم.. والله مهما بلغتم في هذا فكله لا يساوي ذرة من فضل الله على أشعث أغبر جلس يتفقه في مسألة في دين الله أو يتعلم آية من كتابه أو حديث لنبيه


    [وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون] [غلبت الروم.في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون] القرآن مليء بأدلة صدق النبوة وهي تتسم بسمة التنوع والتعدد فمنها أدلة عقلية مثل دليل العنكبوت هذا ومنها أدلة غيبية كمثل دليل الروم وغيرها كثير


    يالها من لحظة حاسمة! يتقرر فيها المنزل الأبدي للإنس والجان، حيث يُرفع السعداء إلى الجنان، ويلقى الأشقياء في النيران! ﴿وَيَومَ تَقومُ السّاعَةُ يَومَئِذٍ يَتَفَرَّقونَ﴾ [الروم: ١٤]


      (وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ) قال مجاهد:
    أما الظاهرة فالإسلام والرزق،
    وأما الباطنة فما ستر من العيوب والذنوب..

    ﴿أولم "يكفهم" أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم﴾
    يا ربّ.. املأنا قلوبنا بشعور الكفاية هذا !!

    (كلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ)
    رغم قوة وقعها على النفس !
    إلا أنها الشافية عند تلقّي فاجعة الموت

    سورة الروم دعوة للتفكر والنظر وإعمال العقل في آيات الله الكونية والشرعية.. تأمل
    ﴿أولم يتفكروا في أنفسهم﴾
    ﴿أولم يسيروا في الأرض فينظروا﴾
    ﴿أولم يروا أن الله يبسط الرزق﴾
    ﴿قل سيروا في الأرض فانظروا﴾
    ﴿فانظر إلى آثار رحمت الله﴾
    ﴿ومن آياته﴾ تكررت ٧ مرات

    ﴿يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك﴾
    إقامتك لصلاتك ثبات لقلبك وعون لك عند دعوتك إلى الله، وزاد لقلبك بالصبر عند ورود المدلهمات والعظائم.


    ﴿الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له إن الله بكل شيء عليم﴾
    [العنكبوت: ٦٢]
    إن بسط رزقك فبعلمه وإن ضاق فبعلمه فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه واشكروا له إليه ترجعون


    (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)
    [سورة الروم 37]
    غناك أو فقرك إعطاؤك أو حرمانك خاضع لمشيئة الله، فتوكل عليه.

    المصيبة {ظهر الفساد في البر والبحر}
    السبب {بما كسبت إيدي الناس}
    العقوبة {ليذيقهم بعض الذي عملوا}
    الحكمة {لعلهم يرجعون}


    ( فلا تعلم نفس ما أُخفي لهم من قرة أعين )
    قال الحسن البصري:
    أخفى قوم عملهم عن الناس، فأخفى الله لهم ما لم ترَ عين ولم يخطر على قلب بشر.
    اللهم اجعلنا منهم

    ﴿ يدبر الأمر ... ﴾
    وما دام أنه جل في علاه هو من يدبر الأمر .. فنم قرير العين

    ﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ﴾
    يبتليك الله حسب ماعندك من إيمان ؛ فأصبر وأحتسب لتفوز في الامتحان..
    ﴿فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ﴾

    ﴿لِّيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ ۚ﴾
    الصادقون سيقفون ويُسألون.!!
    فكيف بالكاذبين والمنافقين والمفسدين..؟

    ﴿قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ﴾
    هؤلاء المثبطون ستجدهم في كل زمان ومكان .. امضِ إلى ربك ولا تلتفت إليهم.


    (إليّ المصير)
    (إليّ مرجعكم)
    (إلى الله عاقبة الأمور)
    من الحكمة التفكّر في المآل واتخذا الصراط الذي يوصل إلى مآل مشرّف وعاقبة حسنة

    (يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون))
    نجتهد في امور دنيانا ونقصر في أمور اخرتنا

    (وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم)
    (الله يبسط الرزق لن يشاء من عباده ويقدر له)
    قد تكفّل الله عزوجل برزقك فلا تقلق..

    {يعلمون ظاهرًا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون} يقرأ كل شيء إلّا القرآن، ويسافر في معظم البلاد إلّا للحج، ويُحسن لكل الناس إلّا لوالديه!

    {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ ...)
    إذا كان سيدُ البشر صلى الله عليه وسلم وأتقى الناس لله تعالى مأموراً بالتقوى فغيره من باب أولى وأحرى، كائناً من كان، فينبغي للمؤمن أن يتواضع لهذه الكلمة العظيمة ويتَّعِظ بها.


    - ﴿يا عِبادِيَ الَّذينَ آمَنوا إِنَّ أَرضي واسِعَة﴾ فاختر من الأرض ما تكون فيها أسلم ديناً ، وأصح قلباً ، وآمن نفساً ...
    وقديماً قالوا : وكل مكان يُنبتُ العز طيبُ


    - قال ابن عباس رضى الله عنهما إن هاتين الآيتين جمعتا الصلاواتِ الخمس
    - ﴿فَسُبحانَ اللَّهِ حينَ تُمسونَ﴾ صلاة المغرب والعشاء
    - ﴿وَحينَ تُصبِحونَ﴾ صلاة الفجر
    - ﴿وَعَشِيًّا﴾ صلاة العصر
    - ﴿تُظهِرونَ﴾ صلاة الظهر

    - ﴿يُخرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ﴾ يَتَنزل القرآن على القلب الميت فيحييه ، وعلى النفس الميتة فيبعثُها من جديد
    ..

    - ﴿فَآتِ ذَا القُربى حَقَّهُ﴾ استدل به أبو حنيفة رضى الله عنه على وجوب النفقة للمحارم إذا كانوا محتاجين عاجزين عن الكسب

    - ﴿فَانظُر إِلى آثارِ رَحمَتِ اللَّهِ﴾ كيف لا نبصرها ونحن نتقلب فيها

    - ﴿أَن اشكُر لي﴾ قال المفسرون : الشكرُ مبنىٌ على خمسِ قواعد ..خضوع الشاكر للمشكور ، وحبه له ، واعترافه بنعمته ، والثناء عليه بها ، وألا يستعملها فيما يكره .

     


  12. تفسير الشعراوي

     

    {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19)}
     

    القصد: هو الإقبال على الحدث، إقبالاً لا نقيضَ فيه لطرفين، يعني: توسطاً واعتدالاً، هذا في المشي {واغضض مِن صَوْتِكَ..} [لقمان: 19] أي: اخفضه وحَسْبك من الأداء ما بلغ الأذن.
     

    لكن، لماذا جمع السياق القرآني بين المشي والصوت؟

    قالوا: لأن للإنسان مطلوبات في الحياة، هذه المطلوبات يصل إليها، إما بالمشي- فأنا لا أمشي إلى مكان إلا إذا كان لي فيه مصلحة وغرض- وإما بالصوت فإذا لم أستطع المشي إليه ناديته بصوتي.
    إذن: إما تذهب إلى مطلوبك، أو أنْ تستدعيه إليك. والقصد أي التوسط في الأمر مطلوب في كل شيء؛ لأن كل شيء له طرفان لابد أن يكون في أحدهما مبالغة، وفي الآخرة تقصير؛ لذلك قالوا: كلا طرفي قصد الأمور ذميم.

     

    ثم يقول سبحانه مُشبِّهاً الصوت المرتفع بصوت الحمار: {إِنَّ أَنكَرَ الأصوات لَصَوْتُ الحمير} [لقمان: 19] والبعض يفهم هذه الآية فهماً يظلم فيه الحمير، وعادة ما يتهم البشرُ الحميرَ بالغباء وبالذلة، لذلك يقول الشاعر:
    ولاَ يُقيم علَى ضيَمْ يُرَادُ به ** إلاَّ الأذلاَّنِ عَيْرُ الحيِّ والوَتِدُ

    هذا على الخسفْ مربوطٌ برمته ** وذَا يُشَدُّ فَلاَ يَرْثِى لَهُ أَحَد

    ونعيب على الشاعر أن يصف عِيرَ الحي- والمراد الحمار- بالذلة، ويقرنه في هذه الصفة بالوتد الذي صار مضرب المثل في الذلة حتى قالوا(أذلّ من وتد) لأنك تدقّ عليه بالآلة الثقيلة حتى ينفلق نصفين، فلا يعترض عليك، ولا يتبرم ولا يغيثه أحد، فالحمار مُسخّر، وليس ذليلاً، بل هو مذلَّل لك من الله سبحانه.
     

    ولو تأملنا طبيعة الحمير لوجدنا كم هي مظلومة مع البشر، فالحمار تجعله لحمل السباخ والقاذورات، وتتركه ينام في الوحل فلا يعترض عليك، وتريده دابة للركوب فتنظفه وتضع عليه السِّرْج، وفي فمه اللجام، فيسرع بك إلى حيث تريد دون تذمر أو اعتراض.
    وقالوا في الحكمة من علو صوت الحمار حين ينهق: أن الحمار قصير غير مرتفع كالجمل مثلاً، وإذا خرج لطلب المرعى ربما ستره تلّ أو شجرة فلا يهتدي إليه صاحبه إلا إذا نهق، فكأن صوته آلة من آلات البادية الطبيعية ولازمة من لوازمه الضرورية التي تناسب طبيعته.

     

    لذلك يجب أن نفهم قول الله تعالى: {إِنَّ أَنكَرَ الأصوات لَصَوْتُ الحمير} [لقمان: 19] فنهيق الحمار ليس مُنكَراً من الحمار، إنما المنكر أن يشبه صوت الإنسان صوت الحمار، فكأن نهيق الحمار كمال فيه، وصوتك الذي يشبهه مُنكَر مذموم فيك، وإلا فما ذنب الحمار؟
    إنك تلحظ الجمل مثلاً وهو أضخم وأقوى من الحمار إذا حمَّلته حِمْلاً فإنه(ينعَّر) إذا ثقل عليه، أما الحمار فتُحمِّله فوق طاقته فيحمل دون أنْ يتكلم أو يبدي اعتراضاً، الحمار بحكم ما جعل الله فيه من الغريزة ينظر مثلاً إلى(القناة) فإنْ كانت في طاقته قفز، وإنْ كانت فوق طاقته امتنع مهما أجبرته على عبورها.

     

    أما الإنسان فيدعوه غروره بنفسه أنْ يتحمّل ماَلا يطيق. ويُقال: إن الحمار إذا نهق فإنه يرى شيطاناً، وعلمنا بالتجربة أن الحيوانات ومنها الحمير تشعر بالزلزال قبل وقوعه، وأنها تقطِّع قيودها وتفرّ إلى الخلاء، وقد لوحظ هذا في زلزال أغادير بالمغرب، ولاحظناه في زلزال عام 1992م عندما هاجت الحيوانات في حديقة الحيوان قبيل الزلزال.
    ثم إن الحمار إنْ سار بك في طريق مهما كان طويلاً فإنه يعود بك من نفس الطريق دون أنْ تُوجِّهه أنت، ويذهب إليه مرة أخرى دون أنْ يتعدَّاه، لكن المتحاملين على الحمير يقولون: ومع ذلك هو حمار لأنه لا يتصرف، إنما يضع الخطوة على الخطوة، ونحن نقول: بل يُمدح الحمار حتى وإنْ لم يتصرف؛ لأنه محكوم بالغريزة.
    كذلك الحال في قول الله تعالى: {مَثَلُ الذين حُمِّلُواْ التوراة ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الحمار يَحْمِلُ أَسْفَاراً...} [الجمعة: 5].

     

    فمتى نثبت الفعل وننفيه في آن واحد؟ المعنى: حملوها أي: عرفوها وحفظوها في كتبهم وفي صدورهم، ولم يحملوها أي: لم يؤدوا حق حملها ولم يعملوا بها، مثَلهم في ذلك {كَمَثَلِ الحمار يَحْمِلُ أَسْفَاراً...} [الجمعة: 5] فهل يُعَدُّ هذا ذَماً للحمار؟ لا، لأن الحمار مهمته الحمل فحسب، إنما يُذَمّ منهم أَنْ يحملوا كتاب الله ولا يعملوا به، فالحمار مهمته أنْ يحمل، وأنت مهمتك أنْ تفقه ما حملت وأنْ تؤديه.
    فالاعتدال في الصوت أمر ينبغي أن يتحلى به المؤمن حتى في الصلاة وفي التعبد يُعلِّمنا الحق سبحانه: {وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وابتغ بَيْنَ ذلك سَبِيلاً} [الإسراء: 110] أما ما تسمعه من(الجعر) في مكبرات الصوت والنُّواح طوال الليل فلا ينالنا منه إلا سخط المريض وسخط صاحب العمل وغيرهم، ولقد تعمدنا عمل إحصاء فوجدنا أن الذين يأتون إلى المسجد هم هم لم يزيدوا شيئاً ب(الميكروفونات).
    كذلك الذين يعرفون أصواتهم بقراءة القرآن في المساجد فيشغلون الناس، وينبغي أن نترك كل إنسان يتقرب إلى الله بما يخفّ على نفسه: هذا يريد أنْ يصلي، وهذا يريد أن يُسبِّح أو يستغفر، وهذا يريد أنْ يقرأ في كتاب الله، فلماذا تحمل الناس على تطوعك أنت؟
    بعد أنْ عرضتْ لنا الآيات طرفاً من حكمة لقمان ووصاياه لولده تنقلنا إلى معنى كوني جديد: {أَلَمْ تَرَوْاْ أَنَّ الله...}.

     


  13. الجزء 20


    سبيل النجاة في زمن الابتلاءات ووسيلة الثبات في مواجهة الفتن: (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴿٤٥﴾)


    (وأوحينا إلى أم موسى) (قرة عين لي ولك) (وأصبح فؤاد أم موسى فارغا) (قالت لأخته قصّيه) (يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين) (وسار بأهله) (وأخي هارون) الرعاية الأُسرية للداعية من أهم عوامل الثبات النفسي


    (فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما) لا تستعجل ثمرة جهادك ولا تستطيل زمانه أنت مطالب بالسعي الجادّ دون كلل ولا ملل


    تذكّر هذا الفضل العظيم عند كل خير تعمله: ﴿من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون﴾ [النمل: ٨٩].


    ( وجاء رجل من أقصا المدينة يسعى .. ) خلد الله عمله ولم نعرف اسمه فالعبرة بما قدمت وليس من أنت


    ( وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً ) تأمل لفظ ﴿الإنسان﴾ ولم يقل المؤمن لتعلم ان حق الوالدين باق ولو اختلفت الأديان


    (أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لايفتنون) مخطئ من ظنّ أن الحياة خالية من الكدر.. بقدر مجاهدتك هنا تكون راحتك هناك..


    (أَمَّن يُجِيبُ ٱلۡمُضۡطَرَّ إِذَا دَعَاهُ…) إجابة دعوة المضطر حقٌ ووعدٌ من الله . فإذا استنفذتَ الاسباب ولم تُـجدِي معك شيئًا هنا بكل خشوعك وذُلك وانكسارك وعَبراتك ،متوسلًا اليه سبحانه ،فلن يخذلك ، ويزيدك، بكشف السوء عنك وُيمكِنك في الارض ويرزقك


    ﴿وأصبح فؤاد أم موسى فارغا إن كادت لتبدي به *لولا أن ربطنا على قلبها* لتكون من المؤمنين﴾ كثيرة هي الابتلاءات التي يمر بها المؤمن، ومهما كان إيمان العبد إلا أنه يبقى محتاجا لأن يربط الله على قلبه في كل مصيبة يمر بها . ادع الله بأن يربط قلبك دائما....


    (ولا تخافي) (فأصبح في المدينة خائفا) (فخرج منها خائفا) (لا تخف) (أقبِل ولا تخف) (فأخاف أن يقتلون) الخوف طبيعة إنسانية بشرية لا إشكال فيه إلا أن يصبح عائقا عن السعي في إحقاق الحق أو مثبّطا عن المجاهدة لرفع الظلم.


    ﴿ يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون ﴾ {لولا أن منّ الله علينا لخسف بنا} كم من أمر تمنيته ورجوته ولم يتحقق ، والله صرفه عنك لمصلحتك ولخير لا تعلمه، ثق بحكمة الله وتدبيره..


    ( أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ) الابتلاءات والفتن تُظهر حقائق الناس ومعادنهم فتتساقط الأقنعة، وتتبين حقائق القلوب


    ﴿رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير﴾ [القصص: ٢٤] مهما بلغ غناك؛ فأنت فقير لما عند الغني ﷻ.


    [أمن خلق السماوات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها أإله مع الله ] الحجج العقلية في القرآن لا تملك أعتى العقول إلا الإقرار بها والإنقياد لمن أقامها سبحانه، ولكن جحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا..


    ( ربِ إني لما أنزلت إلي من خيرٍ فقير) دعوة جمعت الشكر والثناء والإنكسار للكريم الرحيم فاكرمه بالزوجة والعمل والأمن والنجاة ( فلتكن في دعائك وابشر بما يسرك)


    (…مَّا كَانَ لَكُمۡ أَن تُنۢبِتُواْ شَجَرَهَآۗ) كل بديع بهيج من الله ولولا فضل الله ماتمتعت أبصارنا وقلوبنا بجمال الأشجارو الثمار و الأزهار …


    ‌‌(أمن يجيب المضطر إذا دعاه) ونحن مقبلون على العشر الأواخر من رمضان متحرّين ليلة القدر ليلة الشرف والإجابة فلنجمع قلوبنا على الافتقار لله عز وجل لنقف على عتباته متضرعين إليه، لنحضّر قائمة حاجاتنا ونقبل على الله بقلوب خاضعة خاشعة مخبتة موقنة بالإجابة.


    "أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعَاهُ ويَكْشِفُ السُّوءَ .." اللهم لا تدع لنا في شهرنا هذا ذنباً إلا غفرته، ولا هماً إلا فرجته، ولا كرباً إلا نفسته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا مريضاً إلا شفيته، ولا مبتلى إلا عافيته، ولا ضالاً إلا هديته، برحمتك يا أرحم الراحمين


    (هدى وبشرى للمؤمنين) (وإنه لهدى ورحمة للمؤمنين) (وأن أتلو القرآن فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه) هذاالقرآن بين أيدينا من أقبل عليه طالبا هداياته اهتدى ومن أقبل عليه طالبا البشرى بُشّر إن استطعت أن لا يخلو وردك اليومي من طلب هداية آية أو استبشار ببشرى أخرى فافعل

     

    "أَمَّن جعَل الْأَرْضَ قَرارًا وَجَعَلَ خِلَالهَا أَنْهارًا وَجعَلَ لَهَا رَواسيَ وَجَعلَ بَيْنَ الْبَحرَيْنِ حاجزًا ۗ " الذي جعل الارض قرارًا سبحانه قادر على ان يثبت فؤادك فالجأ إليه والذي جعل بين البحرين حاجزًا قادر على ان يحجزك عن مايؤذيك فثِق به.

    ( قل سِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَٱنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلۡمُجۡرِمِينَ) تهديد ووعيد فكما أُهلك المجرمون من قبل سيُهلكون من بعد .

     

    (والذين آمنوا وعملوا الصالحات( لندخلنهم في الصالحين) الزم طريق الصالحين وحبهم لتكن معهم فَقَالَ: يَا رَسُول اللَّه، كَيْفَ تَقُولُ في رَجُلٍ أَحبَّ قَوْمًا وَلَمْ يَلْحَقْ بِهِمْ؟ فَقَالَ رسولُ اللَّه ﷺ: المَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ


    [ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله] إيمانك وعملك الصالح هنا هما السبيل لأمانك هناك .. [الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون] [من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون]


    (إِنَّهُمۡ أُنَاسٞ يَتَطَهَّرُونَ) الطهارة تُِؤلم وتُوجع كل من كان في السوء والشر والقبيح … يَــخوضُ


    ﴿أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء﴾ [النمل: ٦٢] جاءت هذه الآية بعد أن ذكر سبحانه وتعالى آيات مشاهدات ودلائل بينات على قدرته وعظمته ﷻ؛ فثق أيها المضطر أن القادر ﷻ سيكشف ما بك من ضر؛ إن دعوته بيقين وسألته بإخلاص والتجأت إليه بصدق.


    (فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ ﴿٧٩﴾) من كان على الحق وعلى طريق الحق ويتبع سبيل الحق ويؤمن بالله الحق يحسن توكله على الحق سبحانه ولا يمكن أن تهتز ثقته بمن توكل عليه سبحانه نعم الوكيل. اللهم لا تجعل توكلنا إلا عليك يا رب..


    الجزء 20


    سبيل النجاة في زمن الابتلاءات ووسيلة الثبات في مواجهة الفتن: (اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴿٤٥﴾)


    (وأوحينا إلى أم موسى) (قرة عين لي ولك) (وأصبح فؤاد أم موسى فارغا) (قالت لأخته قصّيه) (يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين) (وسار بأهله) (وأخي هارون) الرعاية الأُسرية للداعية من أهم عوامل الثبات النفسي


    (فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما) لا تستعجل ثمرة جهادك ولا تستطيل زمانه أنت مطالب بالسعي الجادّ دون كلل ولا ملل


    تذكّر هذا الفضل العظيم عند كل خير تعمله: ﴿من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون﴾ [النمل: ٨٩].


    ( وجاء رجل من أقصا المدينة يسعى .. ) خلد الله عمله ولم نعرف اسمه فالعبرة بما قدمت وليس من أنت


    ( وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً ) تأمل لفظ ﴿الإنسان﴾ ولم يقل المؤمن لتعلم ان حق الوالدين باق ولو اختلفت الأديان


    (أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لايفتنون) مخطئ من ظنّ أن الحياة خالية من الكدر.. بقدر مجاهدتك هنا تكون راحتك هناك..


    (أَمَّن يُجِيبُ ٱلۡمُضۡطَرَّ إِذَا دَعَاهُ…) إجابة دعوة المضطر حقٌ ووعدٌ من الله . فإذا استنفذتَ الاسباب ولم تُـجدِي معك شيئًا هنا بكل خشوعك وذُلك وانكسارك وعَبراتك ،متوسلًا اليه سبحانه ،فلن يخذلك ، ويزيدك، بكشف السوء عنك وُيمكِنك في الارض ويرزقك


    ﴿وأصبح فؤاد أم موسى فارغا إن كادت لتبدي به *لولا أن ربطنا على قلبها* لتكون من المؤمنين﴾ كثيرة هي الابتلاءات التي يمر بها المؤمن، ومهما كان إيمان العبد إلا أنه يبقى محتاجا لأن يربط الله على قلبه في كل مصيبة يمر بها . ادع الله بأن يربط قلبك دائما....


    (ولا تخافي) (فأصبح في المدينة خائفا) (فخرج منها خائفا) (لا تخف) (أقبِل ولا تخف) (فأخاف أن يقتلون) الخوف طبيعة إنسانية بشرية لا إشكال فيه إلا أن يصبح عائقا عن السعي في إحقاق الحق أو مثبّطا عن المجاهدة لرفع الظلم.


    ﴿ يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون ﴾ {لولا أن منّ الله علينا لخسف بنا} كم من أمر تمنيته ورجوته ولم يتحقق ، والله صرفه عنك لمصلحتك ولخير لا تعلمه، ثق بحكمة الله وتدبيره..


    ( أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ) الابتلاءات والفتن تُظهر حقائق الناس ومعادنهم فتتساقط الأقنعة، وتتبين حقائق القلوب


    ﴿رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير﴾ [القصص: ٢٤] مهما بلغ غناك؛ فأنت فقير لما عند الغني ﷻ.


    [أمن خلق السماوات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها أإله مع الله ] الحجج العقلية في القرآن لا تملك أعتى العقول إلا الإقرار بها والإنقياد لمن أقامها سبحانه، ولكن جحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا..


    ( ربِ إني لما أنزلت إلي من خيرٍ فقير) دعوة جمعت الشكر والثناء والإنكسار للكريم الرحيم فاكرمه بالزوجة والعمل والأمن والنجاة ( فلتكن في دعائك وابشر بما يسرك)


    (…مَّا كَانَ لَكُمۡ أَن تُنۢبِتُواْ شَجَرَهَآۗ) كل بديع بهيج من الله ولولا فضل الله ماتمتعت أبصارنا وقلوبنا بجمال الأشجارو الثمار و الأزهار …


    ‌‌(أمن يجيب المضطر إذا دعاه) ونحن مقبلون على العشر الأواخر من رمضان متحرّين ليلة القدر ليلة الشرف والإجابة فلنجمع قلوبنا على الافتقار لله عز وجل لنقف على عتباته متضرعين إليه، لنحضّر قائمة حاجاتنا ونقبل على الله بقلوب خاضعة خاشعة مخبتة موقنة بالإجابة.


    "أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعَاهُ ويَكْشِفُ السُّوءَ .." اللهم لا تدع لنا في شهرنا هذا ذنباً إلا غفرته، ولا هماً إلا فرجته، ولا كرباً إلا نفسته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا مريضاً إلا شفيته، ولا مبتلى إلا عافيته، ولا ضالاً إلا هديته، برحمتك يا أرحم الراحمين


    (هدى وبشرى للمؤمنين) (وإنه لهدى ورحمة للمؤمنين) (وأن أتلو القرآن فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه) هذاالقرآن بين أيدينا من أقبل عليه طالبا هداياته اهتدى ومن أقبل عليه طالبا البشرى بُشّر إن استطعت أن لا يخلو وردك اليومي من طلب هداية آية أو استبشار ببشرى أخرى فافعل

     

    "أَمَّن جعَل الْأَرْضَ قَرارًا وَجَعَلَ خِلَالهَا أَنْهارًا وَجعَلَ لَهَا رَواسيَ وَجَعلَ بَيْنَ الْبَحرَيْنِ حاجزًا ۗ " الذي جعل الارض قرارًا سبحانه قادر على ان يثبت فؤادك فالجأ إليه والذي جعل بين البحرين حاجزًا قادر على ان يحجزك عن مايؤذيك فثِق به.

    ( قل سِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَٱنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلۡمُجۡرِمِينَ) تهديد ووعيد فكما أُهلك المجرمون من قبل سيُهلكون من بعد .

     

    (والذين آمنوا وعملوا الصالحات( لندخلنهم في الصالحين) الزم طريق الصالحين وحبهم لتكن معهم فَقَالَ: يَا رَسُول اللَّه، كَيْفَ تَقُولُ في رَجُلٍ أَحبَّ قَوْمًا وَلَمْ يَلْحَقْ بِهِمْ؟ فَقَالَ رسولُ اللَّه ﷺ: المَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ


    [ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله] إيمانك وعملك الصالح هنا هما السبيل لأمانك هناك .. [الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون] [من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون]


    (إِنَّهُمۡ أُنَاسٞ يَتَطَهَّرُونَ) الطهارة تُِؤلم وتُوجع كل من كان في السوء والشر والقبيح … يَــخوضُ


    ﴿أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء﴾ [النمل: ٦٢] جاءت هذه الآية بعد أن ذكر سبحانه وتعالى آيات مشاهدات ودلائل بينات على قدرته وعظمته ﷻ؛ فثق أيها المضطر أن القادر ﷻ سيكشف ما بك من ضر؛ إن دعوته بيقين وسألته بإخلاص والتجأت إليه بصدق.


    (فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ ﴿٧٩﴾) من كان على الحق وعلى طريق الحق ويتبع سبيل الحق ويؤمن بالله الحق يحسن توكله على الحق سبحانه ولا يمكن أن تهتز ثقته بمن توكل عليه سبحانه نعم الوكيل. اللهم لا تجعل توكلنا إلا عليك يا رب..


    "أَمَّن جعَل الْأَرْضَ قَرارًا وَجَعَلَ خِلَالهَا أَنْهارًا وَجعَلَ لَهَا رَواسيَ وَجَعلَ بَيْنَ الْبَحرَيْنِ حاجزًا ۗ " الذي جعل الارض قرارًا سبحانه قادر على ان يثبت فؤادك فالجأ إليه والذي جعل بين البحرين حاجزًا قادر على ان يحجزك عن مايؤذيك فثِق به.


    (قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿١٦﴾) ليس بينك وبين مغفرة ربك إلا كلمات: إني ظلمت نفسي فاغفر لي


    (لَوۡلَآ أَن رَّبَطۡنَا عَلَىٰ قَلۡبِهَا لِتَكُونَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ) والتثبيت للمؤمن عند المحن والإبتلاءات لا تأتي من فراغ ،بل من عقيدة راسخة ويقين بالله أعمق وأصدق، وأقوى من نسمات العاطفة


    (إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿٩١﴾) (إنما أُمرت) (وأُمرت) المنهج الحق هو العمل بما أُمِرت لا بما تهوى نفسك وترغب..


    (إني مهاجر إلى ربي) لا هجرة بعد الفتح إلا هجرة إلى ربي.. اللهم هجرة من المعاصي إلى طاعتك وهجرة من كل هوى إلى مرضاتك... ما أعظمها من هجرة إن صدقت النيّة!!


    (وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَشْكُرُونَ ﴿٧٣﴾) كم تفضّل علينا وكم قصّرنا بالشكر! (وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ ﴿٧٤﴾) وكم جعلناه أهون الناظرين إلينا! غفرانك ربنا..


    {أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ..} يجيب المضطر (إذا دعاه) هل علمت فضل الدعاء؟ أهل الدعاء يتجاوزون شدائدهم بدعواتهم بأمر الله شدائدهم الحسية والمعنوية


    وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ ۖ لَا تَقْتُلُوهُ اجتمع في مكان واحد طاغية عصره فرعون الذي استباح دماء بني إسرائيل، وأعراضهم ، وقال أنا ربكم الأعلى ،،، والمرأة المؤمنة الصابرة آسية بنت مزاحم سيدة نساء العالمين، ،


    [فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون ] تيقن من وعده جل في علاه فقد يمنع عنك أمر تحبه لا لإن حزنك وكسرك هين عنده حاشاه .. ولكن ليرده إليك وهو أجمل في وقت هو الأصلح وقد زال عنه كل شائبة من خوف أو حزن فتسعد وتهنأ..


    [فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير] أدب الأنبياء في دعائهم لربهم شيء مبهر والله.. موسى هارب مطارد خائف جائع غريب ويثني على ربه بما وهبه من النعم ويفتقر وينكسر له وحده جل وعلا.. فمثل هذه القلوب أبدا لن يردها الكريم الرحيم..


    [فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير. فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا.. من أراد أن يتعلم كيف تكون الرجولة فليتأمل حال موسىﷺ ومن أرادت أن تتعلم كيف تكون الأنوثة فلتتأمل حال إمرأة موسىﷺ


    [ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين] ما أرحمك وألطفك بقلوبنا الضعيفة يا ربنا ! فقبل أن تبتلى عبادك تُبشرهم وتُصبرهم ..


    أَفَمَن وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَن مَّتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ بين المؤمن الساعي في الدنيا للآخرة، الراجي رحمة ربه والجنة والمقصر الظالم لنفسه الذي يلهو ويلعب قد اشتغل بدنياه


    (قَالَ رَبِّ بِمَآ أَنۡعَمۡتَ عَلَيَّ فَلَنۡ أَكُونَ ظَهِيرٗا لِّلۡمُجۡرِمِينَ) رددها بعـد كل نعمـة ، ونعم الله عليك لاتُـعد ولا تُحـصى .. وجــاهد على أن لا تعين آثــم ظالم وكٰن لنفسك ولمجتمعك صالحًا مُصلـحًـا ..


    (وإِذَا وَقعَ ٱلۡقوۡلُ عَلَيۡهِمۡ أَخۡرَجۡنَا لَهُمۡ دآبَّةٗ منَ ٱلۡأَرۡضِ تكَلِّمُهُم ..) آية مرعبة مخيفة تخرج الدابة في آخر الزمان عند فساد الناس وتركهم اوامر الله وتبديلهم دين الحق فتكلم الناس وتخاطبهم بـِ (إن الناس كانوا بآياتنا لايوقنون) "ابن كثير"


    (فَرَدَدۡنَٰهُ إِلَىٰٓ أُمِّهِۦ كَيۡ تَقَرَّ عَيۡنُهَا وَلَا تَحۡزَنَ وَلِتَعۡلَمَ أَنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞ ) وإذا أراد الله شيئًا هيأ له الأسباب .. وسخر له العباد ، والأمر بيده وحده سبحانه ، إنه رب الأرباب ومسبب الأسباب


    ﴿وما عند الله خير وأبقى﴾
    ذكر بها نفسك عند أي شيء تريد تركه لله!.


    أكثر مايجعل المرء ذليلًا منكسرًا أن تكون له حاجه عند أحدهم..
    فلماذا لايكون هذا حالنا مع الله سبحانه ونحن نعلم أنه هو رازقنا والمتكفل بأمورنا .
    فمن أسباب إجابة الدعاء تضرع العبد، وإظهاره ذله ومسكنته، وفقرة
    كما قال موسى عليه السلام ﴿ رَبِّ إِنِّى لِمَآ أَنزَلْتَ إِلَىَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ﴾


    قد تأتي المنح مع المحن؛ فإن الله تعالى يَعِدُ أم موسى في لحظة كربتها بالفرج مع فضل عظيم، وهو جعل ابنها نبيا مرسلا
    ﴿ وَلَا تَخَافِى وَلَا تَحْزَنِىٓ ۖ إِنَّا رَآدُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ ﴾


    ﴿اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ﴾[العنكبوت:24]
    مشهد يتكرر، بين العلماء الربانيين، وبين الحكام الظالمين.


    ﴿ن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها﴾
    إلى من يتجرع مرارة فقده فلذة كبده
    اطلب من الله أن يثبت قلبك ويصبرك
    وستمر المحنة عليك بأسهل مما توقعت.


    (وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ)
    اعلم أن وعد هو الحق و مهما كان الوضع من حولك فهو القادر على تغيره و تسير الخير لك


    ﴿فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن﴾
    زيارتك المستمرة لوالدتك قرة عين لها وإبعاد للحزن عنها.


    {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ} [النمل: 62]: قال عبد الله بن أبي صالح المكي: دخل طاووس يعودني (أي في مرض)، فقلت: يا أبا عبد الرحمن .. ادعُ الله لي، فقال: ادع لنفسك، فإنه يجيب المضطر إذا دعاه.


    ﴿فتوكل على الله إنك على الحق المبين﴾
    لا تخشى أحدا ما دمت على الطريق الحق الواضح متوكلا على الله.


    ﴿وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ﴾ [النمل: 74]: أنت أمام الله كتاب مفتوح، بحسناتك وسيئاتك


    ﴿ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين﴾
    ﴿ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون﴾
    التمكين بعد الابتلاء سنة مطردة.


    ﴿فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ﴾
    قدّمَ المعروف مخلصًا وانصرفَ
    وقال بصوتٍ خافتٍ وقلبٍ معترف..
    ﴿رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْـزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ﴾
    فجاءه الخير الوفير ( زوجة و ووظيفة ومأوى)
    كن مع الله مخلصًا يأتيك الفرج مسرعًا.


    { لولا أن ربطنا على قلبها لتكون من المؤمنين}
    كم من ازمات وظروف صعبة تمر بنا
    ماكنا لنثبت امامها ونصبر
    لولا ربط الله وتثبيته لنا


    قال تعالى ﴿وَأَن أَتلُوَ القُرآنَ فَمَنِ اهتَدى فَإِنَّما يَهتَدي لِنَفسِهِ وَمَن ضَلَّ فَقُل إِنَّما أَنا مِنَ المُنذِرينَ﴾
    من أراد الهداية فعليه بتلاوة القران...


    ( أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ)
    في المجتمع الفاسد تنقلب الموازين فوجب عليك الهجرة منه حتى لا تخسر دينك


    ﴿من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون﴾
    يحظى المؤمن بالأمن من الفزع يومئذ بقدر ما يعمل من الأعمال الصالحة.


    ﴿فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ﴾ [النمل: 57]: الهداية توفيق إلهي قد تُحرَم منه زوجة نبي، وتهتدي إليه قبل موتها امرأة بَغِي!


    (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ) يجيب دعوة المضطر، ويكشف الضر، ويرفع البلاء ويشفي من كل داء .. فلماذا يلجأ الناس لسواه ،، إذا ألمت بك محنة فأقرع بابه وتوسل إليه ..


    ( فإذا (خفت )عليه ( فألقيه) في اليم )
    يأمرها إذا خافت عليه أن تلقيه !!
    وأين في اليم !!!
    ( ولم لا ) !! إذا كان الممسك والحافظ والراعي هو الله جل في علاه
    فمما نخاف !!


    (آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ)
    في الآيات ٥٩-٦٦ من سورة النمل
    دلائل التوحيد في الكون
    الشرك لا دليل له
    و هنا تتجلى عطايا الخالق الرازق
    المتفضل بكل النعم على عباده .


    (وماأريد أن أشق عليك)
    إذا توليت إدارة فكن رفيقا بهم ولا تحملهم ما لايطيقون
    وكما قيل: إذا أردت أن تطاع فأمر بما يستطاع


    ( ووجد من دونهم امرأتين تذودان )
    العفيفة الطاهرة لاتزاحم الرجال
    مهما اضطرت لذلك .


    ﴿ولا تخافي ولا تحزني﴾
    يجتمع في قلب أمك الخوف والحزن عليك حال بعدك!.
    فرفقا بقلوب الأمهات.


    ﴿فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ﴾
    المعاصي والذنوب ..
    سببٌ لحلول المصائب والكروب..


    • أجمل صفات المرأة:[ الحياء]
    ﴿فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ﴾
    • وأجمل صفات الرجل: [القوة والأمانة ]
    ﴿إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ﴾


    حينما يصعُب عليك أمرٌ ، أو تحتار،
    توجه إلى الواحد القهار ، وردِّد بـ انكسار،
    ﴿عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِينِي سَواءَ السَّبِيل﴾


    (وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا)
    البطر وكفران النعم سبب لهلاك أصحابها ..


    ( وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ )
    طفل رضيع جائع ومحاولات لإطعامه لكنه يأبى ..
    ويأبى الله إلا أن يعيده إلا أمه ..
    (كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا تَحْزَنَ) ما أرحمك يا الله وما أصدق وعدك !


    ( فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ)
    عندما سقى لهما لم يكن ينتظر المقابل ..
    عندما تولى عنهما لم يكن يعلم أنها ستعود تناديه ..
    سقى لهما إخلاصًا منه فجازاه الله إحسانًا..


    ( احسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون )
    الدنيا دار إختبار وابتلاء
    ليميز الله الخبيث من الطيب
    فالشدة وحدها هي التي تكشف الثابت من المتزعزع .


    ( وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمْ الْمُرْسَلِينَ)
    لن يسلم أحد منا من أن يسمع هذا السؤال ..
    فهل سنحسن الإجابة ؟
    نسأل الله الثبات ..


    (صنائع المعروف)بحاجة إلى:
    - فطنة:﴿وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ ۖ﴾
    - ومبادرة: ﴿مَا خَطْبُكُمَا﴾
    - عطاء: ﴿فَسَقَىٰ لَهُمَا﴾
    - عدم طلب الجزاء أو انتظاره: ﴿ثُمَّ تَوَلَّىٰ إِلَى الظِّلِّ﴾


    موسى عليه السلام اكتفى في حديثه مع الفتاتين بكلمة واحدة ! "ما خطبكما".
    "اقْتصِر في حديثك مع من ليست من محارمك بقدر الحاجة، واجتنب الإطالة، فذلك أزكى لك وأطهر لقلبك"


    ( أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ )
    ليس سهلاً أن تكون مؤمن فالإيمان سبيل الجنة والجنة حفت بالمكاره وهذه المكاره فتن تحتاج منا للجهاد والمجاهدة والصبر ..


    (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعيه فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنْ الْمُرْسَلِينَ) آية عجيبة ..!
    على قصرها فقد حوت أمرين..ونهيين .وخبرين..وبشارتين ..!


    ﴿ تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء﴾ [القصص:25]
    الأنوثة حياء لا أزياء!


    ( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا )
    من كان الله معه فهو القوي وإن كان لايمتلك شئ من مقومات النصر الدنيوية !!


    {وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر}
    الصلاة تنهى عن المنكرات وليست تعطيل للمصالح.


    ( وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً )
    إنها قاعدة : " فرق تسد " التي يتبعها الطغاة في كل عصر ..


    ﴿ فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين ﴾﴿ فَأَلْقِيهِ ﴾
    امتثال أمر الله عزوجل لا يأتي إلا بخير .


    ﴿ فَابْتغُوا عِنْدَ اللهَ الرِزْقَ ﴾
    قال ابن تيمية: مَن رجا رزقًا من غير الله خذله الله "


    {فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين} [القصص : 8]
    قد يكون حزنك من ذلك الباب الذي تظنه سعادة
    ولذلك اسألوا الله الخير .


    {وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّهُ ۚ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ} [النمل : 87]
    فزع أهل السماوات مع أنهم لا يعصون الله ولا يفترون عن عباده .. كيف سيكون حال العصاة من أهل الأرض ؟


    (ليجزيك أجر ما سقيت لنا)
    من أسدى إليك معروفا كافئه ولو لم يطلب منك .


    لم تخرج لأجل الحرية ولا لأجل المساوات
    ولم يكن خروجها إستكثارًا بل كان لحاجة ( وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ )


    قال تعالى ﴿فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا﴾
    صفات ينبغي للمسلمة التحلي بها:_
    ١-عدم خروج المراة الا للحاجة لانه لم تأتيه إلاواحدة
    ٢-الحياء
    ٣-اختيار لفظ ليس فيه خضوع فقالت ان ابي يدعوك ولم تقل انا ندعوك.


    ﴿وَلَوْلَا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ﴾[القصص:47]: ما وقع بلاء إلا بذنب، ولا كُشِف إلا بتوبة. قال ﷺ: «ما اختلج عرْقٌ ولا عين إلا بذنب، وما يدفع الله عنه أكثر». صحيح الجامع رقم: 552


    ( قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنْ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ)
    ليكن لأهلك وأبنائك نصيب من المشاركة في الأمور التي تخص العائلة والاخذ بآرائهم ..


    ﴿ سَلَٰمٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِى ٱلْجَٰهِلِينَ ﴾
    انصرف بسلام من مجالس اللغو


    ( إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ )
    ماعليك إلا الدعاء ..


    (لولا أن ربطنا على قلبها)
    لولا ربط الله على القلوب
    لما صبر من صبر ولا ثبت من ثبت
    اللهم اربط على قلوبنا وثبتنا


    {فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين} [القصص : 8]
    كم قتل جنود فرعون من طفل وحينما جاء الطفل المقصود اصبح الجنود هم من يحمونه ويحرسونه .. بل وتربى في بيت فرعون .. ويمكرون ويمكر الله


    قال تعالى ﴿وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين﴾
    حفظ الله موسى ﷺ وهو رضيع في قمة ضعفه وأغرق فرعون وهو في قمة قوته وجبروته.. فالله هو الولي وهو خير الحافظين.


    ﴿وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى قال يا موسى إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين﴾
    تمسك بالأصدقاء الصادقين بالنصح، فإنهم عدة لك في الدنيا، وشفعاء في الآخرة بإذن الله.


    قال تعالى ﴿من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون﴾
    كرم الكريم يعطي أضعاف الحسنة...
    ﴿ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار هل تجزون إلا ما كنتم تعملون﴾
    ومن عدله سبحانه لايجزي بالسيئة الا مثلها.


    ( فإنّ أجل الله لأت)
    كل آتٍ قريب..

     

    image.thumb.png.0df6f417feba3cf8e3f04a2a55f3a7d8.png


  14. الجزء 19

     

    ﴿وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما﴾ [الفرقان: ٦٣] ﴿وإذا مروا باللغو مروا كراما﴾ [الفرقان: ٧٢] عباد الرحمن الخُلّص يترفعون عن سفاهة السفهاء ويعرضون عن جهل الجهلاء؛ ليس ضعفًا ولا عجزًا؛ بل تنزهًا وحفظًا لكرامتهم وأوقاتهم.

     

    ﴿وَتَوَكَّل على الحَيِّ الذي لا يَموتُ وَسَبِّح بِحَمدِهِ وَكَفى بِه بِذُنوب عباده خَبيرًا﴾ . . تعتمد على أشخاص في مصدر رزق أو وظيفة أو إتمام أمر أو مساعدة ، كل هؤلاء ربما يموتون قبل أن يتمكنوا من نفعك أو إعانتك ، اجعل تعلقك بالحي الذي لا يموت سبحانه

     

    {فَفَرَرۡتُ مِنكُمۡ لَمَّا خِفۡتُكُمۡ فَوَهَبَ لِی رَبِّی حُكۡمࣰا وَجَعَلَنِی مِنَ ٱلۡمُرۡسَلِینَ} العطاء يأتي بعد المحن.

     

    (وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ) عامل الناس بأخلاقك لا بأخلاقهم فإذا فشلت في رفع أحدٍ لمستوى أخلاقك فلا تدعه ينجح في إنزالك لمستوى أخلاقه

     

    ﴿واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين﴾ . . لكل مدير ورئيس ومسؤول ومعلم اجعل تعاملك مع من هم تحت إدارتك باللين والتواضع واللطف والرفق بهم، فإن الله يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه.

     

    (أمّن يجيب المضطر إذا دعاه) ما أحوجنا ونحن في هذا الشهر المبارك والليالي المباركة أن ندعو الله دعاء المضطر فهو سبحانه المجيب.. ومن عطايا الكريم للداعي المضطر أنه يكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض. أإله مع الله؟! لا إله إلا هو سبحانه!

     

    (وَكُلّٗا ضَرَبۡنَا لَهُ ٱلۡأَمۡثَٰلَۖ وَكُلّٗا تَبَّرۡنَا تَتۡبِيرٗا) المؤمن الفطن يتعظ بغيره فلا تمر عليه الايات والمواعظ مرورًا لا تُحرك فيه ساكنًا ، بل تصقل ايمانه وتزيده قربًا وطاعةً ومحبةً لربـه ..

     

     

     

    يغفل بعض الأزواج عن دعاء بعضهم لبعض، وفي صلاحهم الحياة الطيبة، والهدوء والاستقرار، وحسن تربية الأولاد. . ﴿رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ﴾

     

    ( قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ ) وهذا إنكار منه لربه, ظلما وعلوا، مع تيقن صحة ما دعاه إليه موسى.

     

    كلما تعبت في صلاة التراويح واشتكت لك رجلاك.. فتذكر الشرف الذي أنت فيه: (الذي يراك حين تقوم)!

     

    {إنَّا نطمع أن يغفر لنا ربنا خطايانا أن كنا أول المؤمنين} هذا قول السحرة بعدما آمنوا، فما أحسن رجاءهم في أول أمرهم بعد كفرهم وعداوتهم! لقد وجدوا لأنفسهم فضيلةً يرجون بها مغفرة الله بأنهم أول المؤمنين من قومهم الكافرين. فلا تيأس من رحمة الله مهما كان منك

     

    {أوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين} كل نبي من الأنبياء في سورة الشعراء يذكر الله جرائم قومه، ثم تأتي هذه الجريمة لقوم شعيب؛ إنها ليست بالأمر الهين؛ رسالة إلى التجار الذين يخدعون الناس: لا تكونوا مثلهم.

     

    ﴿وَجَدتُّهَا وَقَوۡمَهَا يَسۡجُدُونَ لِلشَّمۡسِ مِن دُونِ الله﴾ انبهار هدهد سليمان من حضارة مملكة سبأ لم يصرفه عن القضية الأهم "التوحيد" مسألة الشرك بالله ليست مسألة هامشية

     

    {والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما} كرروا هذا الدعاء؛ لأن (عباد الرحمن) كانوا يكررونه. الفعل المضارع {يقولون} يدل على التكرار.

     

    (لَعَلَّكَ بَٰخِعٞ نَّفۡسَكَ أَلَّا يَكُونُواْ مُؤۡمِنِينَ) تسلية لكل من يعاني ويتحمل الأذى والمصاعب في سبيل الدعوة ، هـوّن عـلى نفسك ، فالهداية من ربك عليك النصح والتبليغ وعلى الله الهداية والتوفيق ..

     

    (وَيَوۡمَ يَعَضُّ ٱلظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيۡهِ يَقُولُ يَٰلَيۡتَنِي ٱتَّخَذۡتُ مَعَ ٱلرَّسُولِ سَبِيلٗا) عضَّ اليوم على دينك بالنواجذ قبل أن تَعض يديك يوم الدين حسرة وندامة ..!

     

    ﴿وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا﴾؛ فلا كِبر ولا ضعف ولا اضطراب ولا خيلاء؛ بل اعتدال ووقار وتواضع وسكينة.

     

    (وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا) [الفرقان 32] التدرُّج في التعليم والتربية والتقويم أسلوبٌ قرآنيٌّ وهَديٌّ نبوي؛ إذ فيه من الحفظ والتأثير ما ليس في الجمع والتكثير. تطبيق مصحف التدبر

     

     

    (قَالُواْ بَلۡ وَجَدۡنَآ ءَابَآءَنَا كَذَٰلِكَ يَفۡعَلُونَ)تقليد جهل الآباء، مصيبةٌ للآباء وعلى الأبناء..ليتنا نعقل ونتعلم ونُـعلِم إن أبناءنا أمانة في أعناقنا إلى يوم الدين.


    (وَٱلَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمۡ سُجَّدٗا وَقِيَٰمٗا*وَٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱصۡرِفۡ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَۖ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا)يبيتون الليل متذللين لربهم ان يصرف عنهم عذاب جهنم.إنها بئس المنزل وبئس القرار والمكان ..


    (إِنۡ هُمۡ إِلَّا كَٱلۡأَنۡعَٰمِ بَلۡ هُمۡ أَضَلُّ سَبِيلًا)أعقلت يامن يعشق التدبر لم الكافرون اضل من الأنعام سبيلًا ؟'…لأن الأنعام تهتدي لمراعيها ، وتعرف أربابهاوالكافرون لاينقادون لربهم خالقهم ورازقهم ولايعقلون إحسانه ﷻ إليهم …. البتة !!


    (وَقَالَ ٱلرَّسُولُ يَٰرَبِّ إِنَّ قَوۡمِي ٱتَّخَذُواْ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ مَهۡجُورٗا )إلــزم القرآن تلاوة وتدبرًا وعلمًا وعملًا وإليه دعوة.فالعار كل العار والخزي كل الخزي أن يشكيك ﷺ ،الى ربك يوم الدين
    بأنك اتخذت كتابه متروكًا مهجورًا ...!

     

    (وَلَقَدۡ صَرَّفۡنَٰهُ بَيۡنَهُمۡ لِيَذَّكَّرُواْ فَأَبَىٰٓ أَكۡثَرُ ٱلنَّاسِ إِلَّا كُفُورٗا)ومع حجج القرآن الداحضة والبراهين الساطعة،شيءٌ مؤسِف محزن أن أكثر الناس صدوا وجحدوا وكذبوا ..اللهم السلامة والعافية.


    (إِنَّ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ زَيَّنَّا لَهُمۡ أَعۡمَٰلَهُمۡ فَهُمۡ يَعۡمَهُونَ)الذين لايؤمنون بالبعث والنشوريعيشون مترنحين بين الحسن والقبيح والشر والخير لايهتدون ..

     
    من مقاصد سورة الشعراء الخوف من عاقبة التكذيب فهو الخزي في الدنيا والسعير والهلاك في الآخرة
    و ايضًا أن القرآن منــزه ان يكون شعرًا ، أو من أقـوال الشياطين .
    وفيه من القصص ، ماتشد من أزر المؤمن وتعطيه الأمان بأن أهل التوحيد قي الجنان والكافرين في النار .


    {وَكَذَ ٰ⁠لِكَ جَعَلۡنَا لِكُلِّ نَبِیٍّ عَدُوࣰّا مِّنَ ٱلۡمُجۡرِمِینَ…}الإنسان سيكون له أعداء يجرمون بحقهفالأنبياء وهم خير البشر كان لهم هذا الصنف

    ● الصبر الصبر .. كما صبروا.


    (قَالُواْ وَهُمۡ فِيهَا يَخۡتَصِمُونَ*تَٱللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلَٰلٖ مُّبين)ياإلهي يوم الدين فقط عَلموا أنهم ظالمين..
    تفقد قلبك وعملك وقولك دومًا ..فتحمد الله على خيرٍ أوصلك له وتستغفر لما بدى منك غفلةً أو جهلًا .

     

    "الملك يومئذ الحق للرحمن".
    الحمد لله الذي تفرد بالملك يوم القيامة، فاسم "الرحمن" إنما ذُكِر هنا، لسعة رحمته ذلك اليوم، ففي الصحيحين:"إن الله خلق الرحمة يوم خلقها مائة رحمة أنزل منها رحمة واحدة…واحتبس عنده تسعاً وتسعين رحمة،فإذا كان يوم القيامة جمع هذه إلى تلك…".

     

    {إلا من تاب وآمن وعمل عملًا صالحًا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورًا رحيما} لم يتجاوز الله عن السيئات فقط، بل أبدلها حسنات. ما أوسع رحمة الله.

     

    {والذين إذا ذُكِّروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صُمًّا وعميانا} يحدثونك عن تجاهل النصيحة: "كأنك ما سمعت"، "كأنك ما شفت". والقرآن يحدثك عن (عباد الرحمن). إذا جاءت النصيحة بآيات ربك، فكيف تتجاوزها؟

     

    (يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً) من اتقى الله ملأ قلبه نورا وبصيرة يهتدي بها من ظلمات الفتن قال مالك لتلميذه الشافعي أول ما لقيه: ( إني أرى الله قد ألقى على قلبك نورًا، فلا تطفئه بظلمة المعصية )

     

    (يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا )
    هذا التمني سيقع يوم القيامة 
    قرين السوء الذي تمضي وقتك معه الآن
    ستتحسر على صحبته يوم القيامة وستندم 
    لذلك أشد الندم .

     

    (فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ) 
    إعطائك لمن حولك الحرية في التعبير عن آرائهم بما لا ينافي الأدب لا يقلل من هيبتك

     

    {والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما} [الفرقان : 72]
    وقتك ثمين فلا تضيعه في حديث لا فائدة منه

     

    عاتب فرعون موسى فقال له:
    {وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين}
    وتناسى متعمدا قتله لصغار بني إسرائيل!!


    .
    ﴿فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ ۝ وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ﴾
    الصديق الصالح : في الدنيا يـنـفـع..وفي الآخرة يشفع..

     

    {وأنذر عشيرتك الأقربين}
    خير ماتصل به رحمك أن تدعوهم إلى الله

     

    ( وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً )
    ما أجملها وأجلها من صفة !

    حلم وحكمة وتعقل وإحسان لايوفق إليه إلا الموفق ..

     

    ﴿قالَ فَعَلتُها إِذًا وَأَنا مِنَ الضّالّينَ﴾
    الأعتراف بالخطأ من صفات الأنبياء...

     

    (يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا القرآن مهجوراً)
    لهجر القرآن صور كثيرة منها:
    هجر سماعه والإيمان به والإصغاء إليه
    -هجر العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه
    هجر تحكيمه والتحاكم إليه
    هجر تدبّره وتفهّمه
    هجر الاستشفاء والتداوي به في جميع
    الحالات الروحية أو الجسدية

     

    (أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ) 
    اتباع الهوى طريق للضلال 
    احذر أن تتبع هواك 
    هناك ستهوي من الهاوية

     

    ( قالوا لاضير إنا إلى ربنا منقلبون )
    سبحان الله
    يهددهم بقطع إيديهم وارجلهم
    وصلبهم ويقولون ( لاضير ) !!!!!
    إذا تمكن الإيمان من القلب
    غدت كل المخاف أمان .

     

    (وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ )
    أرءايت كم مرة تردد الصلاة الإبراهيمية !
    ألسنا نقولها في كل صلاة ..
    هذا مصداق لتلك الدعوة ..
    فنعم الدعوة ونعم المجيب ..

     

    ( الذي خلقني فهو يهدين والذي هو يطعمني ويسقين) 
    قدمت الهداية : ﻷن حاجة العبد لها تفوق حاجته للطعام
    وإلا كان هو والبهيمة سواء .

     

    ( يَا وَيْلَتِي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً )
    أكثر مايتحسر عليه المرء يوم القيامة هو سوء اختياره لرفاقه في الدنيا ..
    فأحسن الإختيار ..وانظر من تصاحب ..

     

    (قيل لها ادخلي الصَّرح فلما رأته حسبته لُجة (وكشفت عن ساقيها) )
    دليل على ان اللباس الطويل الساتر
    كان هو الأصل في لباس المراة ..
    فالمؤمنة اولى بالحرص على الساتر من غيرها

     

    ﴿فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا﴾: قال الألوسي: «وفي هذه الآية دلالة على أن الظلم يكون سببا لخراب الدور، قيل: وهو إشارة إلى هلاك الظالم إذ خراب بيته عقب هلاكه».

     

    ﴿إن كاد ليضلنا عن آلهتنا (لولا أن صبرنا) عليهاً﴾ [الفرقان: ٤٢]
    عجبًا لهم يتفاخرون بصبرهم وهم على باطل ؟!
    يا أهل الحق .. اثبتوا واصبروا واعتزوا به.

     

    ( وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ )
    الطمع فيما عند الله خلق الأنبياء ومطلب الصالحين ..

     

    ( فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ)
    بشارة وجبرًا لقلوبٍ منكسرة أحرقها ألم الذنب واكتوت به ..
    لاتحزن ولاتيأس لن يغفر الله ذنبك وحسب بل سيبدله حسنات !
    فقط تُب إليه وأحسن العمل ..

     

    (إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ )
    كن الأول دائمًا و الأسبق للخير لعلها تكون لك شفاعة .

     

    ( كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ )
    لن تجد خير من القرآن لثبات قلبك واطمئنانه ..

     

    ( وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ )
    أصحاب الفطرة السليمة لايقبلون المنكر وإن كانوا من غير البشر ..

     

    ( لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) 
    كن كالنملة وأحسن الظن بمن حولك فلعلهم لم يغضبوك إلا وهم لايشعرون ..

     

    (قال كلا إن معي ربي سيهدين )
    قالها موسى بيقين ففلق الله له البحر ونجاه واصحابه .
    من كان مع الله كان الله معه

     

    ( وتوكل على الحيّ الذي لايموت )
    قال ابن الخواص رحمه الله : 
    ما ينبغي لعبد بعد هذه الآية أن يلجأ إلى أحد غير الله في أمره

     

    يارب رحمتك
    أعمالاً كالجبال
    تراها هباء أمام عينيك!
    هذه والله هي الحسرة بعينها
    (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا)

     

    ﴿الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُوم﴾
    أعظمُ باعِثٍ على العملِ الصالحِ
    استشعار لذة رؤية الله لكَ وأنتَ تعمل له..

     

    {وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما} [الفرقان : 63]
    عبودية لله تنظم جميع شؤون حياتك ..

     

    ( قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ) القاضي المنصف لا يصدر حكم قبل أن يجمع كل الأدلة الخاصة بقضاياه لا يكتفي بمجرد سماع الشهود

     

    {والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما} [الفرقان : 67]
    مجاوزة الحد في الإنفاق ليس كرما . والتوسط ليس بخلاً

     

    {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما} [الفرقان : 68]
    دلت هذه الآية على ثلاثة حقوق 
    حق الله في التوحيد . 
    وحق النفس في الحياة . 
    وحق الغير في حفظ العرض .

     

    {قال نعم وإنكم إذا لمن المقربين} [الشعراء : 42]
    الطاغية والظالم يقرب منه من يعينه على طغيانه وظلمه

     

    {فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم} [الشعراء : 63]
    لم يقل موسى لربه ماذا ستفعل عصى في بحر متلاطم .. 
    إنه صدق الإعتماد على الله .

     

    (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا) أشد ما في هجر القرآن أن يكون المرء ممن يذكرون عند رب البرية يوم العرض عليه على لسان نبيه ﷺ، أنه ممن هجروا كتابه وأعرض عنه ..

     

    {قال كلا إن معي ربي سيهدين} [الشعراء : 62]
    من حفظ موسى وهو رضيع في اليم لن يضيعه في هذا الموقف

     

    {ويوم يعض الظالم على يديه}
    تقول العرب: عض على أصابع الندم
    لكن هنا {على يديه} وليست يد واحدة
    مما يدل على الندم الهائل

     

    {وأنذر عشيرتك الأقربين} [الشعراء : 214]
    البدء في الدعوة بالأقربين منهج رباني .

     

    (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا) أعظم الحسرات يوم القيامة أن يرى الإنسان سعيه هباءا منثورا، أعمال يحسبها صالحات كلها لا يجدها، إما لأنها فاقدة للنية أو على غير هدي رب البرية
    فالواجب مراعاة الأعمال نية واتباعا ..

     

    ﴿يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا * يا ويلتى ليتني لم اتخذ فلاناً خليلا﴾
    من أرضى الناس بسخط الله لم يغنوا عنه من الله شيئا

     

    {فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم} [الشعراء : 63]
    لم يدر بخلد موسى أن تلك العصى التي كان يهش بها على غدمه ستكون سببا في هدم عرش أعظم طاغية، وسببا في نجاته وقومه .. إذا كان الله معك فلا تخف

     

    ﴿لولا (تستغفرون) الله لعلكم (ترحمون) ﴾ استنزلوا رحمات الله بالاستغفار، وإذا كانت رحمة الله تُرتجى للكافر لو استغفر، فكيف بالمؤمن؟!

     

    ﴿فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا﴾: قال الألوسي: «وفي هذه الآية دلالة على أن الظلم يكون سببا لخراب الدور، قيل: وهو إشارة إلى هلاك الظالم إذ خراب بيته عقب هلاكه».

     

    ﴿ومكروا مكرا﴾: قال ابن عاشور: «سمَّى الله تآمرهم مكرًا؛ لأنه كان تدبير ضر في خفاء. وأكد مكرهم بالمفعول المطلق للدلالة على قوته في جنس المكر، وتنوينه للتعظيم».

     

    غيرة الطير على التوحيد
    ﴿وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون﴾
    فأين غيرتنا ؟

    .
    سر تسميتها بسورة النمل 
    لأن قصة النملة ومنطقها مشهد من المشاهد التي خص الله بها نبيه سليمان ففيها استشار النعم الخاصة

     

    سورة النمل 
    هي سورة استشعار النعم بالعلم والتفضيل
    خصك الله بنعم فاستشعرها وقل
    { رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي}

     

    (إني لا يخاف لدي المرسلون)
    فمن أراد الأمان من الله
    فعليه بطرق الأنبياء وأخلاقهم
    فلك من الأمان بقدر قربك من منهجهم.

     

    أهم ثلاثة أركان للدعوة:
    -انشراح الصدر(ويضيق صدري)
    -بلاغة اللسان (ولاينطلق لساني)
    -صديق معين (فأرسل إلى هارون)

     

    (ويضيق صدري وﻻ ينطلق لساني) لن (ينبسط) لسانك حتى (يتسع) صدرك ] فعندما يضيق الصدر .. تصبح كل لغات العالم خرساء

     

    "نزل به الروح (الأمين)"
    الأمانة أعظم مناقب حملة الوحي

     

    {قال ربكم ورب أبائكم الأولين}
    فرعون أُحرج هنا
    فهو ربهم في زمن موسى
    فمن رب الآباء السابقين؟!
    الحجة القوية ملجمة

     

    (وعبادالرحمن الذين يمشون ....)
    (والذين يبيتون لربهم سجداوقياما)
    بدأ بوصف أخلاقهم قبل وصف عبادتهم

    Image may contain: text

     

     


  15.  تدبر الجزء 18

     

    ﴿وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم﴾ هاأنت تكثر هذه الليالي من[اللهم إنك عفوتحب العفوفاعف عني] لكن مازال بينك وبين أحدهم شحناء أو خصام! ألاتحب أن يغفر الله لك ويعفو عنك؟ ألم تتأمل "تحب العفو" بادر بالعفو عنه والمسامحة وستجد عند الله ما هو أعظم

     

    احرص على اتباع سنة وهدي النبي صلى الله عليه وسلم، واحذر أن تخالف سنته، أو تأتي ببدعة،وتظنها حسنة، فالعقوبة ليست هينة، ﴿...فَليَحذَرِ الَّذينَ يُخالِفونَ عَن أَمرِهِ أَن تُصيبَهُم فِتنَةٌ أَو يُصيبَهُم عَذابٌ أَليمٌ﴾

     

    (وقال الملأ من قومه الذين كفروا) (وكذّبوا بلقاء الآخرة) (وأترفناهم في الحياة الدنيا)

    ثلاثية الظلم المستوجبة للعذاب: كفر وتكذيب بلقاء الآخرة وترف

    عاقبتها: (فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً فَبُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)

     

    معشر الرجال لاتتساهلون في اطلاق النظر للنساء ومعشر النساء لاتتساهلون في اطلاق البصر للرجال فالله امر الجميع بغض البصر (قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم) (وقل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن)

     

    تأمل مليًا نفسك او ولدك كيف كان نطفة فعلقة فمضغة فعظاما فلحمًا فخلقًا في أحسن هيئة . ستعظِّم ف نفسك حينها حقيقة (فَتَبَارَكَ ٱللَّهُ أَحۡسَنُ ٱلۡخَٰلِقِينَ) (ثم إِنَّكُم بَعۡدَ ذَٰلِكَ لميتون) ثم بأتي البعث بعد أن سرد الله أطوار خلقك السوي ، البهـي فلا تتعالى ولاتغفل لحظة أن الموت هو للحياة نهاية.

     

    (وَٱلَّذِينَ هُمۡ عَنِ ٱللَّغۡوِ مُعۡرِضُونَ) اللغو كل قول أو فعل لامنفعة منه ولافائدة.. فلتكن حركاتنا واقوالنا وافعالنا كلها لله ،. فنثَاب عليها فنهنأ بأحلى وأجمل حياة

     

    جاءت في الاية ماقبل الأخيرةفي سورة الحج لعلكم تفلحون وبدأت سورة المؤمنون قد أفلح المؤمنون"وقد" في القرآن تفيد التحقيق. أول صفات المفلحين المحافظة على الصلاة بالخشوع والخضوع وسكينة الصدر واطمئنان القلب واستحظار عظمة الله الذي نقف بين يديه سبحانه جل في علاه

     

    (إِنَّ الّذِينَ يُحِبُّونَ أن تَشِيعَ الفاحشَةُ في الّذِينَ آمنُوا..) يقول السعدي فإذا كان هذا الوعيد، لمجرد محبة أن تشيع الفاحشة، واستحلاء ذلك بالقلب، فكيف بما هو أعظم من ذلك، من إظهاره، ونقله؟" فليحذر من ينشر المسلسلات الهابطة والمقاطع المخلة في مواقع التواصل وغيرها

     

    وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلىٰ رَبِّهِمْ راجِعُون قال تعالى: (وَجِلَةٌ) أي: خائفة، يقول الحسن البصري: يعملون ما يعملون من أعمال البر، وهم يخافون ألا ينجيهم ذلك من عذاب ربهم، إن المؤمن جمع إحسانا وشفقة، وإن المنافق جمع إساءة وأمنا

     

    "لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ" يانفس توبي قبل أن تقولي بحسرة : "رَبِّ ارْجِعُونِ، لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحًا فِيمَا تَركْتُ" في تلك الساعة لا توبة ولا عودة

     

    (إنه كان فريق من عبادي يقولون ربنا اغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين * فاتخذتموهم سخريا حتى أنسوكم ذكري وكنتم منهم تضحكون* إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون) كم من مستهزئ به في الدنيا رفيع القدر عند ربه! ما يضيرك استهزاء حاسد ما دمت عند ربك عبدا فائزا؟!

     

    وَلْيَصْفَحُوٓا۟ ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَكُمْ ۗ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ فإن الجزاء من جنس العمل؛ فكما تغفر ذنب من أذنب إليك يغفر الله لك، وكما تصفح يصفح عنك

     

    {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ…} هذه الآية تفضّ نزاعات البشر.

     

    {رجَالٌ لا تُلهِيهِم تِجارَةٌ وَلا بَيعٌ عَن ذِكرِ اللهِ وإقامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاة…} #الآية يتّجرون ويبيعون قلوبهم معلّقة بالمساجد وألسنتهم بذكر الله تلهج

     

    لا تجزع من قضاء نزل بك بل كن محسنا الظن بالله وقل: { لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم} فكل قضاء الله خير.

    (ألم تر أن الله يسبح له مافي السموات والأرض والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه) (رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكرالله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة) كل ما ومن يسير وفق منهج الله وعلى نورمن الله لا يسعه إلا أن يكون مسبّحا لله طائعا خاضعا له! مغبون من يختار درب الظلمات!


    (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ... لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا .... وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) لعن وطرد عن رحمة الله لأنه وقوع في كبيرة بعُدت الرحمة وحلت النقمة .. لأنه من أقسى الأشياء على النفوس الحرة الشريفة الطاهرة ، أن تلصق بهم التهم الباطلة .

    حذارِ من الوقوع في أعراض الناس، واتهامهم بالباطل فالوعيد شديد ﴿وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم﴾.


     

    (لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وقالوا هذا إفك مبين) يجب على المؤمن أن يحسن الظن بأخيه المسلم، ويحذر من اتَّهامه من غير بينة، وأن يكره رميَ أخيه بالسوء كما يكره ذلك لنفسه، وقوله تعالى: (بأنفسِهم) يعني إخوانهم.

    (فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُرِيدُ أَن يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ ) في طريقك للدعوة ستقابل من يقلل من شأنك فلتكن ذو ثقة بالله و بتوفيقه و سر في طريقك بثبات

    ﴿إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون﴾ يحظى المؤمن من الفوز في الدارين، بقدر أخذه وتسليمه للكتاب والسنة.

    {الذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة} [المؤمنون: 60] الفرق بيننا وبين الصحابة خافوا من حسناتهم ألَّا تُقبل، ولم نخف من ذنوبنا أن نُعذَّب بها.

    ( مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا ) أدب بها نفسك واجعلها شعارًلك كلما مررت بمجلس تنتهك فيه أعراض المسلين .. وتذكر دائمًا ( وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ )


    (لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ) مازلت اليوم في فسحة .. لم تأت تلك الساعة فتدارك نفسك وأحسن العمل ..


    ﴿وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا﴾ اختلافنا في الغنى والفقر والصحة والمرض نوع من الاختبار، يحتاج إلى صبر.

    رسالة خالدة من ربٍ رحيم لكل من وجد فيه قلبه شئ على أخيه وإن كنت مظلومًا (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ )


    (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) فازوا وسعدوا ونجحوا وصلوا لدرجة لا ينالها إلا هم (أُولَٰئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ) استحقوها (الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ) لأنهم اتصفوا بتلك الصفات .. هل سألت نفسك ماذا حققت انت منها..

    {وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون} [المؤمنون : 74] لم يثبتوا على الصراط في الدنيا فزلت بهم الأقدام على صراط الآخرة

    يا من ترغبون بالانضمام لزمرة المؤمنين المفلحين بين يديكم سورة النور فتعلموها وعلّموها نساءكم وأطفالكم ففيها الوقاية من الوقوع في الفواحش منها: عدم اتباع الشيطان أحكام دخول البيوت والاستئذان غض البصر وحفظ الفرج اللباس المحتشم تسهيل الزواج لإعفاف الشباب

    (الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون) ماأعظمها من خسارة

     


    {ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون} [المؤمنون : 76] الخضوع و التضرع لله يكشف العذاب
     


    (ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا) راجع بها حساباتك وانظر في حالك مع سنّة رسولك صلى الله عليه وسلم واحذر من التفريط فيها فتعض على يديك ندما وحسرة يوم لا ينفعك ندم ولا حسرة!
     


    (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ .....) (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ....) غض البصر أول الطرق لحفظ النفوس من الوقوع في الفواحش . احذر شاشة هاتفك قد توقعك في المحرمات .
     


    (وأن يستعففن خيرٌ لهن)
    إذا كان حجاب الكبيرة في السن فيه عفة لها
    فكيف بحجاب من دونها من النساء

     


    {وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين} ولم يقل: ليشهد العذاب الفاسقين لأن العاصي لا يستحي من أمثاله بخلاف إذا حضر الصالحون
     


    {ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين} [المؤمنون : 14] أنت لم تشاهد مراحل خلق الله لك لكن الله يصفها لك لعلك تعلم ضعفك وحاجتك إليه .
     


    {ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون} [المؤمنون : 96] أعظم ما تَدْفع به الإساءة عنك الإحسان إلى من أساء إليك ..

    (وليستعفف الذين لايجدون نكاحا) (وليستعفف) قد يندرج تحت هذه الكلمة مواقع التواصل وماتحمله من مقاطع لاترضي الله.


    ﴿إني جزيتهم اليوم بما صبروا﴾: لم يقل بما صلوا أو صاموا أو أنفقوا، لأن الصبر عبادة تؤديها متألما، وغيره من العبادت تؤديها متلذذا. خالد أبوشادي

    ﴿وقل رب أنزلني منزلامباركاوأنت خير المنزلين﴾ هذا تعليم من الله لعباده إذا ركبوا،وإذا نزلوا أن يقولوا هذا،بل وإذادخلوا بيوتهم وسلموا "الـقرطبي"

    (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة} كل هذا العذاب لمن أحب فكيف بالمحرض والفاعل نعوذ بالله من ذلك

    (كذلك لنثبت به فؤادك) لم لا يكون لنا ختمة للقرآن بنيّة تثبيت أفئدتنا التي أنهكتها الحياة الدنيا؟! مهما عظمت همومنا فلن تكون أكبر من هموم نبينا صلى الله عليه وسلم!


    قال تعالى ﴿يَومَ تَشهَدُ عَلَيهِم أَلسِنَتُهُم وَأَيديهِم وَأَرجُلُهُم بِما كانوا يَعمَلونَ﴾
    بدا سبحانه باللسان لانه من أخطر الاعضاء وهو الذي يؤدي الى المهالك...

    (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ ) هكذا يكون المؤمن بين طاعة وخشية يسارع ويجتهد بالطاعات ولايطمئن قلبه لهذا العمل ويتكل عليه بل يزيده خشيةً لله ويسأل الله القبول دائمًا ..

    كل المرابحات المالية في الدنيا قابلة للخسارة إلا المرابحة بالصدقة فلا خسارة فيها على الإطلاق (وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين)

    كثرة اللغو مدعاة لعدم الخشوع في الصلاة؛ تأمل( الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون)

    (فَكُنتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ تَنكِصُونَ) سمعتم الآيات وعرفتم الحق ومع ذلك أعرضتم عن سماعه واستكبرتم وكذبتم فكانت النتيجة ..... { اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ } جزائكم في الدنيا حيرة و يأس من كل خير وفي الآخرة عذاب وخسران .

    (أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ *نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لا يَشْعُرُونَ ) لاتغتر بما لديك من الخير فلربما كانت استراج ..! في ظاهره نعمة وهو في الحقيقة نقمة وأنت لاتشعر ..

    {فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون} [المؤمنون : 102] قبل أن تعمل عملا أو تقول قولاً اسأل نفسك في أي كفة سيكون ؟

    (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ) ترغيب بأبلغ أسلوب قابل الإساءة بالعفو و الإحسان تنل مغفرة الله ورحمته ..

    (كُلُوا مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً ) من حرص على تطييب مأكله فلا يأكل إلا حلالاً ولايشرب إلا حلالًا وجد أثر ذلك على جوارحه فلا تعمل إلا طيبًا صالحًا ..

    (إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون) ملك الملوك يعد بالجزاء.. لو لم يكن للصبر جائزة إلا هذا لكفت!

    كلما قرأت(وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنطِقُ بِالْحَقِّ)
    قف قليلًا واسترجع شريط ذكرياتك لن يخلوا حتمًا من ذنوب تذكرت بعضها ونسيت بعضها لكنها مكتوبة هناك في كتاب ..
    إمحها الأن بمزيدًا من الندم و الإستغفار ..

    ( وتحسبونه هين وهو عند الله عظيم ) ليس هناك شيء اعظم من الذنوب الا الاستخفاف بها والتهوين من أمرها نعوذ بالله من ذلك

    ﴿إني جزيتهم اليوم بما صبروا﴾ صبروا على طاعة الله وصبروا عن المعصية وصبروا على اقدار الله فاستحقوا الجزاء بالجنة اللهم اجعلنا منهم

    ( وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ ) لو لم تكن المصائب والإبتلائات رادعة للمرء توقظه من غفلته متضرعًا إلى الله منكسرًا إليه .. فما الذي سيعيده إذًا !!

    (قال اخسئوا فيها ولا تكلمون) ماأقسى هذه الكلمة حين تسمعها من إنسان ضعيف.. فكيف إذا سمعوها من الواحد القهار.

    ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ) ابتعد عن مواطن الفتن لا تحسب نفسك معصوم من الزلل مهما وصلت في العلم الشرعي .

    (لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ) حري بمن سمع في أخيه سوء أن يرد عنه في غيبته أو على الأقل يكف لسانه و لا يعيد ما سمع لغيره


    ""حتى إذا جاء أحدهم الموت قال ربّ ارجعون*لعلي أعمل صالحاً فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون"
    تأملوا الآية وتفكروا فيها جيداً واعملوا لأجلها.

    {والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة} المؤمن يجمع: إحسان العمل. رجاء قبوله. خوف رده. ثم يدعو الله أن يتقبله..

    {ولا يبدين زينتهن إلا ماظهر منها} نهى الله المؤمنات أن يبدين زينتهن أو يظهرن كل ما يعتبر زينة من ثياب وحلي، وكل ما يدعو لافتتان الرجال بهن. والوجه مكمن الجمال، فكيف إذا جُمل وزُين بالأصباغ؟!

    إذا رأيت من أحدهم مايُؤلم قلبك تذكر
    {وجعلنا بعضكُم لِبعضٍ فِتنةً أَتَصبِرُون}
    واعلم أنك ممتحن فهل أنت صابر؟!

    {وجعلنا بعضكم لبعض فتنة } هذه الدار دار الفتن والابتلاء فتقع الفتنة منك وعليك من القريب والبعيد فاستعذ دوما بربك واعتصم بقربك.

    ﴿ولايضربن بأرجلهن ليُعلم ما يخفين من زينتهن﴾ إذا كانت المرأة أمرت بأخفاء زينة الأرجل فهل يسمح لها بأظهار زينة الوجه !!!

    علاج الوساوس بتكرار هذه الآية "وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين.. وأعوذ بك رب أن يحضرون"

    الواجب على المسلم حسنُ الظن بأخيه المسلم والتماس المعاذير له ( لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيراً ... ).

    {فإذااستويت أنت ومن معك على الفلك فقل الحمدلله} في ذروة سعادتك وغمرة أفراحك وطوفان بهجتك لاتنس.الحمدلله.



    DCLi-p5WAAAduWF.jpg

     
    •  

     

     

     

     

     

     

     من الأوقات المتيسر فيها المكوث في المسجد: ⁃بعد صلاة الفجر(من صلى الغداة في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة ) ⁃بعد صلاة العصر إلى المغرب والبقاء لقراءة القرآن والذكر والدعاء. قال ابن باز : لا بأس بأن ينوي الاعتكاف، ولو ساعة


    أساليب سورة الفرقان في ردّ الشبهات:

    -أسلوب التخويف بمصارع الأمم المكذبة

    -أسلوب إثارة العقل ليتفكر في الآيات الكونية في ملكوت السموات والأرض فيهتدي إلى الله الخالق سبحانه. ليتنا نتّبع منهج القرآن في حواراتنا مع أهل الشبهات فقد يؤدي الأسلوب الخاطئ إلى نتائج عكسية!


    (حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون*لعلي أعمل صالحا فيما تركت [كلا] إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون) كلا: زجر لأنفسنا التي طالما سوّفت وانساقت إلى أوديةالغفلة واللعب واللهو والمعاصي والذنوب لننقذها من الحسرة والندامة والأماني المستحيلة يوم القيامة


    ﴿فإن لم تجدوا فيها أحدا فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم *وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم* والله بما تعملون عليم﴾ . . تأمل جبر الله لنفوس عباده لما يحصل لمن طلب الإذن بالدخول ولم يؤذن له من حزن وكسر في النفس لم يقل فقط: فارجعوا بل ذكر : (هو أزكى لكم)


    ﴿فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم﴾ [النور: ٦٣] كم هي مخيفة هذه الآية وهذا الوعيد والتهديد الشديد؛ فاتبعوا ولا تبتدعوا.


    (قُل لِّلۡمُؤۡمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنۡ أَبۡصَٰرِهِمۡ وَيَحۡفَظُواْ فُرُوجَهُمۡۚ) قدّم الأبصار على حفظ الفروج لأن النظر بريد الزنى وأساس الفجور والبلوى فيه اشد واكبر .. اللهم العافية


    (يَوۡمَ تَشۡهَدُ عَلَيۡهِمۡ أَلۡسِنَتُهُمۡ وَأَيۡدِيهِمۡ وَأَرۡجُلُهُم بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ) والله إنها تكفيك بل تصدك صدًا عن الخوض في اعراض المسلمات


    (وَقَالَ ٱلۡمَلَأُ مِن قَوۡمِهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِلِقَآءِ ٱلۡأٓخِرَةِ وَأَتۡرَفۡنَٰهُم …) (الملأ أشراف القوم وأعيانهم كافرين بلقاء الله مترفين في الدنيا اذا اجتمعت هذه الصفات في قوم فقل على الدنيا السلام اللهم العافية والأمان


    ﴿فإن لم تجدوا فيها أحدا فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم *وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم* والله بما تعملون عليم﴾ . . تأمل جبر الله لنفوس عباده لما يحصل لمن طلب الإذن بالدخول ولم يؤذن له من حزن وكسر في النفس لم يقل فقط: فارجعوا بل ذكر : (هو أزكى لكم)


    (قُل لِّلۡمُؤۡمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنۡ أَبۡصَٰرِهِمۡ وَيَحۡفَظُواْ فُرُوجَهُمۡۚ) قدّم الأبصار على حفظ الفروج لأن النظر بريد الزنى وأساس الفجور والبلوى فيه اشد واكبر .. اللهم العافية ..


    (يَوۡمَ تَشۡهَدُ عَلَيۡهِمۡ أَلۡسِنَتُهُمۡ وَأَيۡدِيهِمۡ وَأَرۡجُلُهُم بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ) والله إنها تكفيك بل تصدك صدًا عن الخوض في اعراض المسلمات


    سورة الأنبياء:نموذج القدوة في الإيمان والتوحيد والعبادة الخالصة لله سورة الحج:تقوى القلوب بتعظيم الله وشعائره وحرماته سورة المؤمنون:نموذج المؤمنين المقتدين بهدي الأنبياء سورة النور:وقاية للمؤمنين فردا وأسرة ومجتمعا سورة الفرقان:المنهج الذين من اتبعه كان من عباد الرحمن


    (وَقَالَ ٱلۡمَلَأُ مِن قَوۡمِهِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِلِقَآءِ ٱلۡأٓخِرَةِ وَأَتۡرَفۡنَٰهُم …) (الملأ أشراف القوم وأعيانهم كافرين بلقاء الله مترفين في الدنيا اذا اجتمعت هذه الصفات في قوم فقل على الدنيا السلام اللهم العافية والأمان .


    (ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله تواب حكيم) (ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسّكم فيما أفضتم فيه عذاب عظيم) (ولولا فضل الله عليكم وأن الله رؤوف رحيم) (ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكا منكم أحدأبدا) تخيّل حالك لولا فضل الله عليك ورحمته!


    {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ } . الأمر بغض البصر ليس خاصا بالرجال بل كذلك النساء تغض بصرها عن الرجال،عن البرامج المحرمة،عن النساء العاريات.


    (لَا تَحۡسَبُوهُ شَرّٗا لَّكُمۖ بَلۡ هُوَ خَيۡرٞ لَّكُمۡۚ) نعم والله مانحسبه شرًا بعقولنا القاصره، هو خيرٌ من الله. فهاهو الشرف العظيم بنزول الوحي ببراءة أمنا رضي الله وأرضاها الى يوم الدين ، والإنتقام من المفترين.

     

    #الجزء_١٨ سُبل العفاف للفرد والأسرة والمجتمع المسلم في #سورة_النور -الاستئذان -غض البصر وحفظ الفرج -الحجاب -تسهيل زواج الشباب -منع البغاء -منع إشاعة الفواحش بإظهار خطورة انتشارها


    (وَلْيَسْتَعْفِفِ ٱلَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّىٰ يُغْنِيَهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِۦ﴾ العفاف هو سبيل النكاح وليس التبرج


    [إن هو إلا رجل به جنة فتربصوا به حتى حين (25) ] عادة أعداء الإسلام تشويه سمعت المصلحين (به جنة) لتنفير الناس عنه..

     

    (في صلاتهم خاشعون) (على صلواتهم يحافظون) بين الخشوع والمحافظة عليها كانت صلاة المؤمنين قد أدّت مهمّتها حقّا (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر)

     

    (فَإِذَا ٱسۡتَوَيۡتَ أَنتَ وَمَن مَّعَكَ عَلَى ٱلۡفُلۡكِ فَقُلِ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي نَجَّىٰنَا مِنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلظَّـٰلِمِينَ) إن استتبت أمورك على خيرٍ ونجاح ، فاحذر أن تغتر بنفسك وتنسى حمد الله على ماأنعمه عليك من توفيقٍ ونجاح ..

     

    رزق الله المادي قوام حياة الجسد: (وأنزلنا من السماء ماء بقدر..) (فواكه كثيرة ومنها تأكلون) (منافع كثيرة ومنها تأكلون) ورزق الله المعنوي قوام حياة الروح: (يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ)

     

    (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ) خطوة تتبعها خطوة حتى يقع العبد في براثن مكيدة الشيطان واستدراجه! والعلاج: استعذ بالله ربك

     

    (ٱلَّذِينَ هُمۡ فِي صَلَاتِهِمۡ خاشعون ) صفات المؤمنين بدأت بالصلاة. وانتهت بالصلاة .. فمن احسن في صلاته صَلحت حياته وحُسن ختامه .

     

    ﴿وإن لكم في الأنعام لعبرة﴾ [المؤمنون: ٢١] أعمل فكرك وأطلق بصرك متأملًا في بديع صنع الخالق ﷻ ففيك وحولك من آيات الله الباهرة الدالة على عظيم قدرته ووحدانيته ﴿إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار﴾ [النور: ٤٤].

     

    قَالَ رَبِّ ٱنصُرۡنِي بِمَا كَذَّبُونِ ) دعاء جميل ردده بكثرة عندما يتآمر عليك المتآمرون ، ويتقولون عليك بماهو ليس فيك ، وانت من ذلك كله بريء. فسيبدلك الله بكذبهم عليك نصرًا إليك .

    ﴿وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا﴾ ستواجه في هذه الدنيا وتبتلى بأشخاص حولك مدير، رئيس، زوج، زملاء، إخوة... يصدر منهم ما يؤلمك تذكر: {وجعلنا بعضكم لبعض فتنة "أتصبرون"}

     

    (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) إن لم يكن في العفو والصفح إلا محبة مغفرة الله لكفى! غاية المنى أن يغفر الله لنا "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عنا"

     

    علاج أمراض الإنسان التي تبعده عن الفلاح في الدنيا والآخرة: - تذكّر أصله (ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين*ثم جعلناه نطفة في قرار مكين* ثم خلقنا النطفة علقة...) - تذكّر أن الموت نهاية كل حيّ (ثم إنكم بعد ذلك لميتون) - وتذكّر البعث والقيامة (ثم إنكم يوم القيامة تُبعثون)

     

    (إِنۡ هُوَ إِلَّا رَجُلُۢ بِهِۦ جِنَّةٞ فَتَرَبَّصُواْ بِهِۦ حَتَّىٰ حِينٖ) تهمة الجنون دومُا يتبعها الكافرون للرسل عليهم الصلاة والسلام ، لعجزهم وعنادهم عن اتباع الحق وأهله ..

     

    (قد أفلح المؤمنون) أفلحوا بإيمانهم الخالص أفلحوا بعباداتهم أفلحوا بأخلاقهم أفلحوا بمعاملاتهم أفلحوا بصدق قلوبهم وخشيتهم من الله الإيمان ليس مجرد شعارات تُرفَع، الإيمان علم وعمل وخُلُق

     

    ( يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ ) من وجد في قلبه قسوةً، وظلمة فليعلم إن حجاب الذّنوب والمعاصي حال بين نور الله عزّ وجلّ وقلبه

     

    ( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ) إذا اراد الله بك خيرا سلب عنك إعجابك بعملك الصالح واشغلك في أصلاح عيوبك والندم على تقصيرك

     

     

     


  16.  تدبر الجزء 17



    🎁 *وقفات مع الجزء السابع عشر من القرآن الكريم*
    *[ سورة الانبياء ]*

    📖(لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا) 22
    🖌حجة عقلية .
    و كما أنَّ السماوات والأرض لو كان فيهما آلهةٌ غيرُه سبحانه لفسدتا ، فكذلك القلب إذا كان فيه معبود غير الله تعالى ، فسد
    🏻 ابن القيم .

    💫💫💫💫💫

    📖 ( بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُم مُّعْرِضُونَ) الأنبياء: 24
    🖌الجهل بالحق سبب إعراض أكثر الناس، فلو عرفوه لاتبعوه..
    🏻 د. عبد الرحمن الشهري

    💫💫💫💫💫

    📖{ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ } الأنبياء - 35

    🖌قال الحسن البصري: كانوا يتساوون في وقت النعم ، فإذا نزل البلاء تباينوا !

    💫💫💫💫💫

    🖌 سنةٌ ماضية في طريق الدعاة – وعلى رأسهم الرسل 👇🏼
    📖 { وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } [الأنبياء: 41].

    💫💫💫💫💫

    📖{قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ} [الأنبياء: 42]
    🖌لا أحد والله يا رب غيرك !
    كم من حادث صرفتنا عنه؟
    وكم من بلاء دفعته عنا؟
    وكم من فتنة عصمتنا منها؟
    وكم من أذى وقيتنا شرّه؟
    💫💫💫💫💫

    📖{وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاء وَذِكْرًا لِّلْمُتَّقِينَ}
    الانبياء:48
    🖌 خص المتقون بالذكر : لأنه هم المنتفعون علماً وعملاً ،، جعلنا الله منهم

    🏻 -السعدي-
    💫💫💫💫💫

    📖 {وَهَذَا ذِكْرٌ مُّبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ أَفَأَنتُمْ لَهُ مُنكِرُونَ}الانبياء:50

    🖌( مبارك) لا شيء أعظم بركة من هذا القرآن ..
    🖌فإن كل خير وبركة ، وزيادة دينية
    أو دنيوية أو أخروية فإنها بسببه وأثر عن العمل به
    🏻 -السعدي-
    🖌اللهم بارك لنا في القرآن العظيم..
    وانفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم..

    💫💫💫💫💫

    🖌لا تستغرب من استماتة أهل الباطل في الدفاع عن باطلهم ولو كان ذلك بتحريق الإنسان !
    📖{قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ } [الأنبياء: 68].

    💫💫💫💫💫

    🖌 الكون كلّه خاضع لله ، والمُلْكُ مُلكُه سبحانه ، فالذي جعل من خاصية النار الإحراق، هو الذي ينزع عنها ذلك إن شاء :
    📖{ قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ }الأنبياء: 69

    💫💫💫💫💫

    🖌 الأنبياء وورثتهم من العلماء ليسوا على درجة واحدة في الفهم:
    📖{فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا} [الأنبياء: 79]

    🖌وأيضا في هذه الآية منهج في مراعاة أختيار عبارات التفضيل بحيث لا تدل على النقص في الطرف الثاني :
    📖{فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ} ثم قال سبحانه :
    📖{وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا}.

    💫💫💫💫💫

    📖{ وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ} الأنبياء - 80

    🖌هذه الآية أصل في اتخاذ الصنائع والأسباب

    🏻 القرطبي .
    💫💫💫💫💫

    🖌أعلى مقامات البث والشكوى هو البث والشكوى لمن يغيث اللهفات، ويفرّج الكربات :
    📖{وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ } [الأنبياء: 83]،
    فجمع أيوب عليه السلام بين الدعاء بالحال ، والتضرع بأسماء الله وصفاته،
    وفيه: مراعاة اختيار اسم من أسماء الله مناسبا للحال التي عليها الإنسان.

    💫💫💫💫💫

    🖌وصف الله الأنبياء الكرام بعدة صفات، فقال:
    📖{وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ } [الأنبياء: 73]،
    📖{إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ}
    الأنبياء: 75
    📖{كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ} [الأنبياء: 85]،
    📖{إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ}
    [الأنبياء: 86]
    📖{ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ }الأنبياء: 87
    📖 {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} [الأنبياء: 90]
    🖌والسؤال: ما نصيبنا من التحلي بهذه الصفات التي مدح بها الله خاصة أوليائه؟

    💫💫💫💫💫
    📖(.. أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ )الأنبياء : 87
    🖌دعوة ذي النوي عليه السلام ، ليست خاصة به، كما دلّ على ذلك صريح القرآن والسنة:
    📖{فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} الأنبياء: 88
    🖌فأين المكروبون عن هذه الدعوة العظيمة ، التي جمعت ثناء على الله، وتضرعاً، واعترافاً بالذنب والتقصير ؟

    💫💫💫💫💫

    📖{ وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ }(سورة الأنبياء - 89)

    🖌كرم الرب يتجاوز طمع الأنبياء فيه - مع عظيم علمهم به - فهذا زكريا لهج بالدعاء ونادى: (رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا)، فاستجيب له وجاءته البشرى فلم يملك أن قال (قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ) (آل عمران: 40)، .. 🖌فلله ما أعظم إحسان ربنا! وما أوسع كرمه! فاللهم بلغنا -برحمتك- فوق ما نرجو فيك ونؤمل .

    🏻 إبراهيم الأزرق

     


    📖{فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ } [الأنبياء: 90]
    🖌قال الأئمة: ينبغي للإنسان أن يجتهد في الدعاء بأن يصلح الله له زوجه، فإن ذلك من أعظم أسباب الإعانة على الخير.

    💫💫💫💫💫

    📖{إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ } الأنبياء: 90
    🖌 لم يكن الأنبياء يفعلون الخير فحسب، بل كانوا يسارعون في ذلك .
    💫💫💫💫💫

    🖌من كمال العبودية أن ترى الإنسان ملازماً للدعاء في جميع أحواله: 📖{وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا}الأنبياء: 90

    💫💫💫💫💫

    📖{ إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ }(سورة الأنبياء - 101)

    🖌إذا تأملت قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ)، وأضفت له قوله تعالى:
    📖(لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى) (الحديد: 10)،
    🖌تبين لك أن الصحابة كلهم من أهل الجنة قطعًا؛ لأنه وعد أهل الحسنى بالإبعاد عن النار، وأخبر أن الصحابة سواء من أسلم قبل الفتح أو بعده موعود بالحسنى.

    🏻 ابن حزم، المحلى

    💫💫💫💫

    🖌 لو كنتَ تسكن في أرقى الفنادق العالمية ، ولكن صوت ينغّص عليك ، فإنك بلا ريب لن تتهنأ بذلك المنزل ، ولهذا كانت المنة من الله على أهل الجنة أنهم لا يتأذون بأي صوت من أًصوات أهل النار:
    📖{لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ }
    [الأنبياء: 102].

    💫💫💫💫💫

    🖌هذا وعدٌ إلهي لا يتخلف:
    📖{وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ }
    [الأنبياء: 105]
    المهم ألا تتخلف أنت عن ركب الصالحين.

    🖌 و كيف ييأس ويقنط من يتلو هذه الآية، مهما حدث من النكسات الطارئة ؟

    🖌ولولا الهزائم لما استبشرنا بالنصر.

    🏻 أ.د. ناصر العمر
    💫💫💫💫💫

    📖 {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107]
    🖌فهو رحمة ليس للإنس فقط، ولا للجن فقط ، بل حتى للحيوانات ، بل والجمادات ،
    فصلوات الله وسلامه عليه.

     

    [ سورة الحج ]

    🖌 افتتاح سورة الحج بهذا المطلع:
    📖{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ } [الحج: 1]
    🖌يشير – والله أعلم – إلى أن ثمة تشابهاً بين أحوال الناس في الحج مع مواقفهم يوم القيامة – مع البون الشاسع –
    🖌وأن المنجي من أهوال ذلك اليوم هو التقوى التي أمر الله بها، و بالتزود بها .

    💫💫💫💫💫

    🖌أقوى علاقة عاطفية في الدنيا هي علاقة الأم بولدها ،
    فكيف بها في حال الإرضاع؟
    ومع هذا فقد بلغ من هول ذلك اليوم أن تذهل عن الرضيع الذي بين يديها:
    📖{يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ } [الحج: 2].

    💫💫💫💫💫

    🖌 المجادلة بغير علم، هي طريق لاتباع الشياطين:
    📖{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ} [الحج: 3].

    💫💫💫💫💫

    📖{قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ} [الحج: 19]
    🖌يا الله!
    ثياب من نار مفصّلةٌ عليهم ليستوعبه العذاب ، وليس هذا فحسب، بل:
    📖{يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ (19) يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ }
    🖌فهذا العذاب الذي يصب من فوق رؤسهم، فيتسرب أثره إلى الداخل؛ لينصهر ما في بطنه وجلده!!
    رحماك ربنا،
    وهذا غير ما جاء في
    آية سورة محمد:
    📖{وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ} [محمد: 15]،
    🖌فهذا سقيٌ آخر،
    وليس هذا فحسب،
    بل:
    📖{وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (21) كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ }
    [الحج: 19 - 22]
    🖌قال الفضيل ـ رحمه الله ـ: إذا رفع لهب النار إلى أعلى النار، وطمعوا في الخروج ضربوا بمقامع من حديد، فيعودون إلى أسفل سافلين!

    💫💫💫💫💫

    📖{وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ} [الحج: 24]
    🖌هذه من صفات أهل الجنة،
    فاللهم اجعلنا ممن هدوا إلى طيب القول في الدنيا،
    فسمِعَ طيب القول عند الموت والآخرة.

    💫💫💫💫💫

    🖌 لعظمة الحرم عند الله، فإن مجرد الهم بالإلحاد فيه موجب لعقوبة الله العظيمة:
    📖{وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ } [الحج: 25].

    💫💫💫💫💫

    📖(وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) 26
    🖌خدمة البيت الحرام وخدمة عُمَّاره من أعظم الطاعات، والتطهير هنا يعم الحسي والمعنوي، فالعمل في ذلك من أشرف الأعمال؛ فتنبه أيها المؤمن أن تقوم بما يضاد ذلك.

    🏻 اللجنة العلمية بمركز تدبر

    💫💫💫💫💫

    📖{ وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ }(سورة الحج - 27)

    🖌على العبد أن يفعل الأسباب التي يستطيعها، ثم يترك ما وراء ذلك للقادر الكبير المتعال.
    🏻 د.سلمان العودة،
    💫💫💫💫💫

    📖(يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ)
    🖌في تقديم ذكر الرجال على الركبان فائدة جليلة، وهي أن الله- تعالى- شرط في الحج الاستطاعة ولابد من السفر إليه لغالب الناس فذكر نوعي الحجاج؛ لقطع توهم من يظن أنه لا يجب إلا على راكب، فقَّدم الرجال اهتمامًا بهذا المعنى وتأكيدًا، أو أن هذا التقديم جبرا لهم؛ لأن نفوس الركبان تزدريهم.

    🏻ابن القيم، بدائع الفوائد
    💫💫💫💫💫

    📖(مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ)
    🖌إنها إحدى صور عظمة الحج؛ فلا تجد مشهدًا يجمع الناس من كل جنسية وبلد، كما يكون في الحج، إنه مشهد يطلعك على عظمة هذا الدين، وعمقه في الأرض بما لا يشهده دين آخر.

    🏻المصدر / د. محمد الربيعة

    💫💫💫💫💫

    📖{لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ} [الحج: 28]
    🖌🎁وقفات مع الجزء السابع عشر من القرآن الكريم
    سورة الحج

    🖌ليس من منهجي في هذه الوقفات أن أنقل أي نص، لأني أكتب مباشرةً،
    إلا في هذا الموضع فإنني محتاج إلى نقل نص نفيس يذكره ابن تيمية في بيان موضوع سورة الحج،
    🖌قال عنها ابن تيمية ـ رحمه الله ـ كلاماً عجيباً، وهذا نصّه:
    🔹"سورة الحج فيها مكي ومدني، وليلي ونهاري، وسفري وحضري، وشتائي وصيفي؛
    🔸وتضمنت منازل المسير إلى الله،
    بحيث لا يكون منزلة ولا قاطع يقطع عنها.
    🔹ويوجد فيها ذكر القلوب الأربعة: الأعمى والمريض والقاسي والمخبت الحي المطمئن إلى الله.
    🔸وفيها من التوحيد والحكم والمواعظ على اختصارها ما هو بين لمن تدبره
    وفيها ذكر الواجبات والمستحبات كلها توحيدا وصلاة وزكاة وحجا وصياما
    قد تضمن ذلك كله قوله تعالى
    📖{يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون}.

    💫💫💫💫💫

    🖌 افتتاح سورة الحج بهذا المطلع:
    📖{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ } [الحج: 1]
    🖌يشير – والله أعلم – إلى أن ثمة تشابهاً بين أحوال الناس في الحج مع مواقفه م يوم القيامة – مع البون الشاسع –
    🖌وأن المنجي من أهوال ذلك اليوم هو التقوى التي أمر الله بها،
    وهي التي أمر الله بالتزود بها في قوله: 📖{وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} [البقرة: 197].
    رد مع اقتباس


    🖌أقوى علاقة عاطفية في الدنيا هي علاقة الأم بولدها،
    فكيف بها في حال الإرضاع؟
    ومع هذا فقد بلغ من هول ذلك اليوم أن تذهل عن الرضيع الذي بين يديها:
    📖{يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ } [الحج: 2].

    🖌 المعروف في لغة العرب أن الوصف المختص بالأنثى لا تلحقه تاء التأنيث، كالحامل والمرضع ونحوهما،
    فما بالها لحقت (المرضع) هنا؟
    قال بعض أهل العلم: إنها إذا لحقت التاء فهو يعني أنها مشتغلة بالإرضاع.

    💫💫💫💫💫

    🖌 المجادلة بغير علمٍ، ولا هدى، هي طريق مشرعة لاتباع الشياطين:
    📖{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ} [الحج: 3].

    قال تعالى :
    📖{ كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ }(سورة الحج - 4)
    💫💫💫💫💫

    قال تعالى :
    📖{ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ }(سورة الحج - 11)

    🖌يا هذا! اعبد الله لما أراده منك لا لمرادك منه

    🏻 ابن رجب، كلمة الإخلاص 39

    💫💫💫💫💫

    🖌 سئل بعض العلماء هل تجد في القرآن شاهدًا على المثل السائر: «من أعان ظالما سلط عليه»؟
    فقال نعم، هو قوله تعالى:
    📖(كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ).
    🏻 السيوطي، الإتقان في علوم القرآن

    💫💫💫💫💫

    📖 {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ } [الحج: 18]
    🖌تكررت (كثير) فهل هذا تناقض؟
    معاذ الله! فإن (كثير)
    لا تفيد الأكثر، بل تفيد أن العدد كثير ،
    كما قلتُ : سكان دولة كذا عشرة ملايين،
    وسكان دولة كذا 50 مليون،
    فالأولى كثيرة،
    ولكنها ليست أكثر بالنسبة للدولة الثانية.

    💫💫💫💫💫

    📖{قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ} [الحج: 19]
    🖌يا الله!
    ثياب من نار مفصّلةٌ عليهم ليستوعبه العذاب،
    وليس هذا فحسب، بل:
    📖{يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ (19) يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ }
    🖌فهذا العذاب الذي يصب من فوق رؤسهم، فيتسرب أثره إلى الداخل؛ لينصهر ما في بطنه وجلده!!
    رحماك ربنا،
    وهذا غير ما جاء في آية سورة محمد:
    📖{وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ} [محمد: 15]،
    🖌فهذا سقيٌ آخر،
    وليس هذا فحسب،
    بل:
    📖{وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (21) كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ }
    [الحج: 19 - 22]
    🖌قال الفضيل ـ رحمه الله ـ: إذا رفع لهب النار إلى أعلى النار، وطمعوا في الخروج ضربوا بمقامع من حديد، فيعودون إلى أسفل سافلين!

    💫💫💫💫💫

    📖{وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ} [الحج: 24]
    🖌هذه من صفات أهل الجنة،
    فاللهم اجعلنا ممن هدوا إلى طيب القول في الدنيا،
    فسمِعَ طيب القول عند الموت والآخرة.

    💫💫💫💫💫

    🖌 لعظمة الحرم عند الله، فإن مجرد الهم بالإلحاد فيه موجب لعقوبة الله العظيمة:
    📖{وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ } [الحج: 25].

    💫💫💫💫💫

    قال تعالى :
    📖{ وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ }(سورة الحج - 26)

    📖(وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ)
    🖌خدمة البيت الحرام وخدمة عُمَّاره من أعظم الطاعات، والتطهير هنا يعم الحسي والمعنوي، فالعمل في ذلك من أشرف الأعمال؛ فتنبه أيها المؤمن أن تقوم بما يضاد ذلك.

    🏻 اللجنة العلمية بمركز تدبر

    💫💫💫💫💫

    قال تعالى :
    📖{ وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ }(سورة الحج - 27)

    🖌على العبد أن يفعل الأسباب التي يستطيعها، ثم يترك ما وراء ذلك للقادر الكبير المتعال.

    🏻 د.سلمان العودة، مستفادة من (رسائل إلى الحجيج

    📖(يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ)
    🖌في تقديم ذكر الرجال على الركبان فائدة جليلة، وهي أن الله- تعالى- شرط في الحج الاستطاعة ولابد من السفر إليه لغالب الناس فذكر نوعي الحجاج؛ لقطع توهم من يظن أنه لا يجب إلا على راكب، فقَّدم الرجال اهتمامًا بهذا المعنى وتأكيدًا، أو أن هذا التقديم جبرا لهم؛ لأن نفوس الركبان تزدريهم.

    🏻ابن القيم، بدائع الفوائد

     



    📖(مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ)
    🖌إنها إحدى صور عظمة الحج؛ فلا تجد مشهدًا يجمع الناس من كل جنسية وبلد، كما يكون في الحج، إنه مشهد يطلعك على عظمة هذا الدين، وعمقه في الأرض بما لا يشهده دين آخر.

    🏻المصدر / د. محمد الربيعة

    💫💫💫💫💫

    📖{لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ} [الحج: 28]
    🖌لم يحددها الله تعالى؛ لكثرتها وتنوعها ديناً ودنيا.

    💫💫💫💫💫

    🖌تربية القرآن للحُجّاج على حسن العلاقات الاجتماعية: 📖{فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ } [الحج: 28].

    💫💫💫💫💫

    📖{ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ } [الحج: 29] 🖌فيها إشارة إلى أن التنعم الزائد والترف الظاهر ليس من شأن الحاج.

    💫💫💫💫💫

    🖌من أعظم علامات أهل الإيمان: 📖{وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ} [الحج: 30]،
    📖{وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج: 32]
    🖌وتعظيم الحرمات والشعائر ليس خاصاً بالحج فقط، بل هو عام لكل أوامر الله وحرماته.

    💫💫💫💫💫

    🖌 لكل أمة مناسك خاصة في الحج، وقد تشترك في بعض الأصول:
    📖{وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا} [الحج: 34]،
    🖌وقال في الآية التي في آخر السورة: 📖{لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ} [الحج: 67].

    💫💫💫💫💫

    🖌إذا سألك أحدٌ عن حقيقة الإخبات،
    فلا تكلف نفسك تعريفاً علمياً،
    بل اقرا هذه الآية: {وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (34) الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [الحج: 34، 35]،
    🖌وسيأتي ذكر للإخبات بعد قليل، والإخبات حاضر في هذه السورة،
    والظاهر – والله أعلم – لما للعبادة الصحيحة من أثر في كسر القلب، وتعليقه بالله.

    💫💫💫💫💫

    قال تعالى :
    📖{ وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }(سورة الحج - 36)

    🖌حج سعيد بن المسيب، وحج معه ابن حرملة، فاشترى سعيد كبشا فضحى به، واشترى ابن حرملة بدنة بستة دنانير فنحرها، فقال له سعيد: أما كان لك فينا أسوة، فقال: إني سمعت الله يقول: 📖(وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ) فأحببت أن آخذ الخير من حيث دلني الله عليه، فأعجب ذلك ابن المسيب منه، وجعل يحدث بها عنه.

    🏻 السيوطي , الدر المنثور في التفسير بالمأثور

    💫💫💫💫💫

    🖌هذه هي الغاية من المناسك – ومنها الأضاحي -:
    📖{لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ } [الحج: 37].

    💫💫💫💫💫

    🖌شروط النصر على الأعداء ، والتمكين في الأرض أربعة، جمعها الله في هذه الآية:
    📖{وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ} [الحج: 40، 41]
    🖌فدقق في واقع المسلمين تجد جواباً شافياً عن سبب تخلف المسلمين، وتسلط الأعداء عليهم.

    💫💫💫💫💫

    🖌من أمثال القرآن:
    📖{فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [الحج: 46].


    💫💫💫💫💫

    🖌كيف ييأيس مؤمن فضلاً عن خاصة المؤمنين من الدعاة،
    وهم يقرأون قوله تعالى:
    📖{ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ} [الحج: 47].

    💫💫💫💫💫

    🖌هذه أربع ثمرات من ثمار تدبر القرآن، والعيش معه:
    📖{وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } [الحج: 54].

    💫💫💫💫💫

    🖌سنة من سنن الله الكونية:
    📖{وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ} [الحج: 60]
    🖌وقد استخدمها ابن تيمية في أيام قتال التتار،
    وكان يقسم بالله بأن الله ناصر أهل الإسلام ويردد هذه الآية ..
    رحم الله ابن تيمية،
    فلقد كان القرآن حاضراً معه في الرخاء، وأنّى له أن يحضر معه لولا أنه عاش معه في الرخاء.

     


    🖌هذا الموضع الوحيد في القرآن الذي تتابعت فيه سبع آيات كلها تختم باسمين من أسماء الله الحسنى:
    {لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ (59) ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (60) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (61) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (62) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (63) لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (64) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ }[الحج: 59 - 65].

    💫💫💫💫💫

    🖌ما أعظم الفرق بين الفريقين:
    📖{وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ} [الحج: 72]
    🖌وأما أهل الله فقد قال فيهم:
    📖{تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ} [المطففين: 24].

    💫💫💫💫💫

    📖{يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ} [الحج: 73]
    🖌هل أنت إذا قرأت هذا المثل تمتثل أمر الله في الاستماع الذي تفهم معه هذا المثل؟
    فإن ربك يقول:
    📖{وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ} [العنكبوت: 43]
    ، ويقول:
    📖{وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } [الحشر: 21].

    💫💫💫💫💫

    🖌النبوة محض اصطفاء، ولا ينفع معها جد ولا اجتهاد: 📖{اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ } [الحج: 75] 🔸ولا أنسى ههنا كلمةً لابن الجوزي ـ رحمه الله ـ حين قال معبراً عن علوّ همته:
    والله لو أن النبوة تدرك بالجد والاجتهاد، لاجتهدتُ لنيلها!
    وأقول: لنجتهد في السير والتاسي بالطريقة النبوية.

    💫💫💫💫💫

    🖌هذا هو أشرف اسم لنا:
    📖{ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ} [الحج: 78]
    فلماذا يصر البعض على الانتساب للجماعة الفلانية؟ والحزب الفلاني؟
    ألا يكفي أن نكون مسلمين وكفى؟

    لكثرتها وتنوعها ديناً ودنيا.

    💫💫💫💫💫

    🖌من أعظم علامات أهل الإيمان: 📖{وَمَنْ 8يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ} [الحج: 30]،
    📖{وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج: 32]
    🖌وتعظيم الحرمات والشعائر ليس خاصاً بالحج فقط، بل هو عام لكل أوامر الله وحرماته.

    💫💫💫💫💫

    🖌 لكل أمة مناسك خاصة في الحج، وقد تشترك في بعض الأصول:
    📖{وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا} [الحج: 34]،
    🖌وقال في الآية التي في آخر السورة: 📖{لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ} [الحج: 67].

    💫💫💫💫💫

    🖌إذا سألك أحدٌ عن حقيقة الإخبات،
    فلا تكلف نفسك تعريفاً علمياً،
    بل اقرا هذه الآية: {وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (34) الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [الحج: 34، 35]،
    🖌وسيأتي ذكر للإخبات بعد قليل، والإخبات حاضر في هذه السورة،
    والظاهر – والله أعلم – لما للعبادة الصحيحة من أثر في كسر القلب، وتعليقه بالله.

    💫💫💫💫

    🖌هذه هي الغاية من المناسك – ومنها الأضاحي -:
    📖{لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ } [الحج: 37].

    💫💫💫💫💫

    🖌شروط النصر على الأعداء ، والتمكين في الأرض أربعة، جمعها الله في هذه الآية:
    📖{وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ} [الحج: 40، 41]
    🖌فدقق في واقع المسلمين تجد جواباً شافياً عن سبب تخلف المسلمين، وتسلط الأعداء عليهم.

     


    🖌كيف ييأيس مؤمن فضلاً عن خاصة المؤمنين من الدعاة،
    وهم يقرأون قوله تعالى:
    📖{ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ} [الحج: 47].

    💫💫💫💫💫

    🖌سنة من سنن الله الكونية:
    📖{وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ} [الحج: 60]
    🖌وقد استخدمها ابن تيمية في أيام قتال التتار ،
    وكان يقسم بالله بأن الله ناصر أهل الإسلام ويردد هذه الآية ..
    رحم الله ابن تيمية،

    💫💫💫💫💫

    🖌ما أعظم الفرق بين الفريقين:
    📖{وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ} [الحج: 72]
    🖌وأما أهل الله فقد قال فيهم:
    📖{تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ} [المطففين: 24].

    💫💫💫💫💫
    🖌النبوة محض اصطفاء، ولا ينفع معها جد ولا اجتهاد: 📖{اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ } [الحج: 75] 🔸ولا أنسى ههنا كلمةً لابن الجوزي ـ رحمه الله ـ حين قال معبراً عن علوّ همته:
    والله لو أن النبوة تدرك بالجد والاجتهاد، لاجتهدتُ لنيلها!
    وأقول: لنجتهد في السير والتاسي بالطريقة النبوية.

    💫💫💫💫💫

    🖌هذا هو أشرف اسم لنا:
    📖{ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ} [الحج: 78]
    فلماذا يصر البعض على الانتساب للجماعة الفلانية؟ والحزب الفلاني؟
    ألا يكفي أن نكون مسلمين وكفى؟

    والله أعلم وأحكم
    💫💫💫💫💫

    الجزء_السابع_عشر   خالد ابو شادي جعلناه_نورا

    1. (اقترب للناس حسابهم): احذر .. الموت يقترب والغفلة كما هي.

    2. (لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم): أي شرفكم وعزكم، يعلِّمنا الله أن العز الحقيقي بالقرآن والإيمان لا بالأموال والتطاول في البنيان والعمران.

    3. ( لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم ) بقدر عنايتك بالقرآن تزداد عزا وشرفا عند الله وعند الناس.

    4. ﴿بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ﴾: الحق قذيفة تمزق الباطل وتُجهِز عليه، بشرط أن يكون الحق حقا كاملا، والباطل باطلا كاملا.

    5. (قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن بل هم عن ( ذكر ربهم ) معرضون): ذكر الله هو الذي يحفظك، ومن أعرض عن الذكر فقد نزع حماية الله عنه.

    6. (مسني الضر): تعلم أدب الطلب وفن الخطاب، وكأنه قال لربه: علمه بحالي يغنيه عن سؤالي.

    7. ﴿ أني مسّني الضر ﴾ ؛ فنسب الضر والمرض للمجهول تأدباً مع الله، ولما أراد الخير نسبه إلى رحمة الله: ﴿ وأنت أرحم الرٰحمين﴾.

    8. ﴿أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين﴾ : قال ابن القيم: جمع في هذا الدعاء بين حقيقة التوحيد وإظهار الفقر والفاقة إلى ربه، ووجود طعم المحبة في المتملق له، والإقرار له بصفة الرحمة، وأنه أرحم الراحمين، والتوسل إليه بصفاته سبحانه، وشدة حاجته وهو فقره، ومتى وجد المبتلى هذا كشف عنه بلواه، وقد جرب أنه من قالها سبع مرات ولا سيما مع هذه المعرفة كشف الله ضره.

    9. قال النبي ﷺ : «ألا أخبركم بشيء إذا نزل برجل منكم كرب أو بلاء من أمر الدنيا دعا به ففرِّج عنه؟ دعاء ذي النون: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين» . صحيح الجامع رقم: 2605

    10. (فنادى في الظلمات): في ظلمة بطن الحوت وظلمة البحر وظلمة الليل، ومع هذا: (فاستجبنا له).. لا مستحيل مع الله!

    11. (وكذلك ننجي المؤمنين): ليست ليونس وحده، بل لكل مؤمن دعا بدعاء يونس، وافتقر افتقار يونس، ليس الدعاء كلاما باللسان بل حالا بالجَنان.

    12. ( لا إله إلاّ أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) صحّ عن حذيفة -رضي الله عنه- موقوفاً عليه: يأتي عليكم زمان لا ينجو فيه إلا من دعا دعاء الغريق .

    13. قال الله عن أهل الجنة: (ﻻ يسمعون حسيسها): فلا كدر للمؤمن في الجنة بأدنى صوت، فالجنة انتهاء الألم وانتهاء الحزن وانتهاء الهم ووانتهاء كل ما يمس راحتك.

    14.وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً: قال ابن زيد: نبلوهم بما يحبون وبما يكرهون، نختبرهم بذلك لننظر كيف شكرهم فيما يحبون، وكيف صبرهم فيما يكرهون.

    15. البلاء ليس بالضرورة أن يكون شرا، فالبلاء امتحان، فإن نجحت فيه كان خيرا، وإن لم تنجح كان شرا، ولما نجح إبراهيم في الامتحان كافأه الله بالإمامة: {وَإِذِ ابتلى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً} [البقرة: 124]

    16.﴿وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِذَا مَا يُنْذَرُونَ﴾: قال قتادة: إن الكافر قد صُمَّ عن كتاب الله لا يسمعه، ولا ينتفع به، ولا يعقله، كما يسمعه المؤمن وأهل الإيمان.

    17.(ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة): قال القرطبي: «أي زيادة، لأنه دعا في إسحاق، وزيد يعقوب من غير دعاء، فكان ذلك نافلة، أي زيادة على ما سأل»، فاصدق مع الله في الطلب، وسيعطيك فوق ما تمنيت.

    18. (فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ): كان بعض الصالحين يدعو: يا مُعلِّم إبراهيم علِّمني، ويا مفهِّم سليمان فهِّمني.

    19.﴿وذِكْرى للْعابِدينَ﴾: لم خص العابدين بالذكر؟! قال ابن كثير: «وجعلناه في ذلك قدوة، لئلا يظن أهل البلاء أنما فعلنا بهم ذلك لهوانهم علينا، وليتأسوا به في الصبر على مقدورات الله وابتلائه لعباده بما يشاء، وله الحكمة البالغة في ذلك».

    20. ﴿وَذِكْرى لِلْعابِدِينَ﴾: قال القرطبي: «ابتليناه ليعظم ثوابه غدا، ﴿وَذِكْرى لِلْعابِدِينَ﴾ أي وتذكيرا للعباد، لأنهم إذا ذكروا بلاء أيوب وصبره عليه ومحنته له -وهو أفضل أهل زمانه- وطَّنوا أنفسهم على الصبر على شدائد الدنيا نحو ما فعل أيوب، فيكون هذا تنبيها لهم على إدامة العبادة، واحتمال الضرر».

    21. ﴿إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ﴾: قال السعدي: «والحكمة في دخول الأصنام النار، وهي جماد لا تعقل، وليس عليها ذنب، بيان كذب من اتخذها آلهة، وليزداد عذابهم».

    22. ﴿لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ﴾: المؤمنون غدا في أمان وبلا أحزان! قال ابن عباس: الفزع الأكبر أهوال يوم القيامة والبعث، وقال الحسن: هو وقت يؤمر بالعباد إلى النار، وقال سعيد بن جبير والضحاك: هو إذا أطبقت النار على أهلها، وذُبِحَ الموت بين الجنة والنار.

    23. عن ابن عباس قال: قام فينا رسول الله ﷺخطيبا بموعظة، فقال: «يا أيها الناس .. إنكم تحشرون إلى الله حفاة عراة غرلا، {كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين} [الأنبياء: 104]».
     
     
         
     



    24. ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ قال: «تمت الرحمة لمن آمن به في الدنيا والآخرة، ومن لم يؤمن به عوفي مما أصاب الأمم قبله».

    25.﴿ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْر﴾: أتاك الذكر دون أن تتعب في الوصول إليه، وصلك وأنت متكئ على سريرك، أو مستريح على أريكتك، مع أنه الذي ينبغي أن يؤتى، وتُقطَع إليه المسافات، فأي تدليل وأي عناية؟!.

    26. ﴿ما آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ﴾: طلبوا منك آية كونية كالتي جاء بها الأنبياء الذين سبقوك، ولما لم يؤمن بها أقوامهم أهلكناهم، ولو أعطيناك نفس الآيات ولم يؤمن بها قومك لأهلكناهم كما أهلكنا السابقين، لذا اقتضت حكمتنا ورحمتنا أن نمنع عنهم ما طلبوه، وإلا هلكوا.

    27. (أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ﴾: للإنكار أي أن الكافرين من أمتك- يا محمد- لن يؤمنوا بالخوارق التي طلبوها متى جاءتهم؛ لأنهم لا يقلون عتوا وعنادا عن الذين سبقوهم، فأهلكهم الله.

    28.﴿بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ﴾: الباطل يحمل بذور فنائه! قال الآلوسي: «وفي (إذا) الفجائية، والجملة الاسمية: ﴿هُوَ زَاهِقٌ﴾ من الدلالة على كمال المسارعة في الذهاب والبطلان ما لا يخفى، فكأنه زاهق من الأصل».

    29. ﴿وَما جَعَلْنا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ ﴾: قال القرطبي: «نزلت حين قالوا: نتربص بمحمد ريب المنون، وذلك أن المشركين كانوا يدفعون نبوته ويقولون: شاعر نتربص به ريب المنون، ولعله يموت كما مات شاعر بنى فلان، فقال الله تعالى: قد مات الأنبياء قبلك يا محمد، وتولى الله دينه بالنصر والحياطة، فهكذا نحفظ دينك وشرعك».

    30. ﴿أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخالِدُونَ﴾: للإنكار والنفي، ورحم الله الإمام الشافعى حيث قال:

    تمنى أناس أن أموت، وإن أمُتْ ... فتلك سبيلٌ لستُ فيها بأوحَدِ

    فقل للذي يبغى خلاف الذي مضى ... تهيَّأ لأخرى مثلها، وكأن قد

    31.﴿وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً﴾: قال سيد قطب: «إن الابتلاء بالخير أشد وطأة، فكثيرون يصمدون أمام الابتلاء بالشر، ولكن القلة القليلة هي التي تصمد للابتلاء بالخير.

    كثيرون يصبرون على الابتلاء بالمرض والضعف، وقليلون هم الذين يصبرون على الابتلاء بالصحة والقدرة.

    كثيرون يصبرون على الفقر والحرمان، فلا تتهاوى نفوسهم ولا تذل. وقليلون هم الذين يصبرون على الثراء ومغرياته وما يثيره من أطماع.

    كثيرون يصبرون على الكفاح والجراح، وقليلون هم الذين يصبرون على الدعة، ولا يصابون بالحرص الذي يذل أعناق الرجال».

    32. ﴿سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلَا تَسْتَعْجِلُونِ﴾: لما ذكر الله المستهزئين برسوله ﷺ وقَع في نفوس الصحابة سرعة انتقام الله من المستهزئين، فأخبرهم بسنته في الإمهال، وأنه سيريهم آيات انتقامه وعلامات اقتداره على من خالف أمره وعصاه.

    33. ﴿وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ﴾: قال القرطبي: «يدل بظاهره على أن لكل مكلف ميزانا توزن به أعماله، فتوضع الحسنات في كفة، والسيئات في كفة.

    وقيل: يجوز أن يكون هناك موازين للعامل الواحد، يوزن بكل ميزان منها صنف من أعماله».

    34. أتى جبريل- عليه السلام- إلى إبراهيم، فقال له: ألك حاجة؟ فقال إبراهيم: أما إليك فلا، وأما إلى الله فنعم!!

    35.﴿قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ﴾: قال كعب: ما أحرقت النار من إبراهيم إلا وثاقه.

    36. قال ابنُ عطاء: وكنْ أَيُّها الأَخْ إبراهيميّاً إذْ زُجَّ به في المنجنيق، فتعرَّض له جبريل فقال: ألك حاجة؟ فقال: أما إليك فلا، وأما إلى ربي، فبلى، قال: فَاسْأَلْهُ. قال: حسبي من سؤالي علمه بحالي!

    فانظرْ كيف رفع هِمَّتَهُ عن الخلق، ووجَّهَهَا إلى الملك الحقِّ، فلم يستغث بجبريل، ولا احتال على السؤال، بل رأى رَبَّهُ تعالى أقربَ إليه من جبريل ومن سؤاله، فلذلك سَلَّمَهُ من نمرودَ ونكاله، وأنعم عليه بنواله وأفضاله.

    37. ﴿وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ﴾: ذكر المفسِّرون رجلين دخلا على داود، أحدهما صاحب زرع، والآخر صاحب غنم، فقال صاحب الزرع لداود: إن غنم هذا قد نفشت في حرثي، فلم تُبقِ منه شيئا، فحكم داود لصاحب الزرع أن يأخذ غنم خصمه في مقابل إتلافها لزرعه، ثم التقيا بسليمان- عليه السلام- فأخبراه بحكم أبيه، فدخل سليمان على أبيه فقال له: يا نبي الله، إن القضاء غير ما قضيت، ادفع الغنم إلى صاحب الزرع لينتفع بها، وادفع الزرع إلى صاحب الغنم ليقوم عليها حتى يعود كما كان، ثم يعيد كل منهما إلى صاحبه ما تحت يده، فيأخذ صاحب الزرع زرعه، وصاحب الغنم غنمه، فقال داود: القضاء ما قضيت يا سليمان.

    38.﴿ فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ﴾: هو صاحب الحكم الأنسب في هذه القضية؛ لأن داود اتجه في حكمه إلى مجرد التعويض لصاحب الحرث، وهذا عدل فحسب.

    أما حكم سليمان فقد تضمن مع العدل البناء والتعمير، وهذا هو العدل الإيجابى في صورته الهادفة البانية.

     



    39. ﴿وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ﴾: مرَّ النبي ﷺ على أبي موسى الأشعري، وهو يتلو القرآن من الليل، فوقف واستمع إليه وقال: « لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود»، وفي رواية:

    «أما إِنِّي لو عَلِمْتُ بِمَكانِك لَحَبَّرْتُهُ لك تحبيرًا».

    والتحبير: التحسين والتزيين، وفي هذا جواز تحسين الصوت وتجويد التلاوة لأجل انتفاع السامعين.

    40. ﴿وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ﴾: قال صاحب الكشاف: «فإن قلتَ: لم قدَّم الجبال على الطير؟ قلت: لأن تسخيرها وتسبيحها أعجب، وأدل على القدرة، وأدخل في الإعجاز، لأنها جماد، والطير حيوان، إلا أنه غير ناطق، رُوِيَ أنه كان يمر بالجبال مسبحا وهي تجاوبه، وقيل: كانت تسير معه حيث سار».

    41.قال صاحب الكشاف: «ألطف- أيوب- في السؤال، حيث ذكر نفسه بما يوجب الرحمة، وذكر ربه بغاية الرحمة، ولم يصرح بالمطلوب. ويحكى أن عجوزا تعرضت لسليمان بن عبد الملك فقالت: يا أمير المؤمنين، مشت جرذان- أى فئران- بيتي على العصى!! فقال لها: ألطفت في السؤال، لا جرم لأجعلنها تثب وثب الفهود، وملأ بيتها حبا» .

    42. (وذكر للعابدين): وخص- سبحانه- العابدين بالذكرى، لأنهم أكثر الناس بلاء وامتحانا. ففي الحديث الشريف: «أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل» .

    وفي حديث آخر: «يبتلى الرجل على قدر دينه، فإن كان في دينه صلابة زيد في بلائه».

    43. ﴿وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ﴾:

    الكل سيرجع إلى الله تعالى ليجازيه بما يستحق يوم القيامة، وقد نفت الآية عن الأذهان ما قد يتبادر من أن هلاك الكافرين بالعذاب في الدنيا، قد ينجيهم من عقاب يوم القيامة.

    44. ﴿وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ﴾: وفي إلقاء أصنامهم معهم في النار مع أنها لا تعقل، زيادة في حسرتهم وتبكيتهم، حيث رأوا بأعينهم مصير ما كانوا يتوهمون من ورائه المنفعة، فهو عذاب نفسي مع العذاب البدني الحسي.

    45.﴿وَهُمْ فِيها لا يَسْمَعُونَ﴾: أي وهم في جهنم لا يسمعون ما يريحهم، وإنما يسمعون ما فيه توبيخهم وعذابهم.

    46. ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا﴾: أخرج مسلم وأبو داودوالترمذي عن ثوبان قال: قال رسول الله ﷺ: «إن الله تعالى زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتى سيبلغ ملكها ما زويَ لي منها».

    47. (وتتلقاهم الملائكة): حفل استقبال ملائكي يليق بأهل الجنة، جاري الإعداد له من الآن!

    48.﴿لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَر﴾: تنمحي كلمة الحزن من قاموس أهل الجنة ابتداء من يوم القيامة ووصولا إلى حياة الأبد في الجنة.

    49. ﴿وَما أَرْسَلْناكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ﴾:

    قال ابن القيم:

    «عموم العالمين حصل لهم النفع برسالته.

    أما أتباعه: فنالوا بها كرامة الدنيا والآخرة.

    وأما أعداؤه المحاربون له: فالذين عُجِّل قتلهم وموتهم خير لهم لأن حياتهم زيادة لهم في تغليظ العذاب عليهم في الدار الآخرة.

    وأما المعاهدون له: فعاشوا في الدنيا تحت ظله وعهده وذمته.

    وأما المنافقون فحصل لهم بإظهار الايمان به حقن دمائهم وأموالهم وأهليهم واحترامها وجريان أحكام المسلمين عليهم.

    وأما الأمم النائية عنه: فإن الله سبحانه رفع برسالته العذاب العام عن أهل الأرض، فأصاب كل العالمين النفع برسالته».

    50.﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ﴾: بدأت سورة الحج بذكر يوم القيامة؛ لأن الحج هو أشبه مشاهد الدنيا بيوم الحشر.

    51. ﴿يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ﴾:

    قال صاحب الكشاف: «فإن قلت: لم قيل مُرْضِعَةٍ دون مرضع؟ قلت: المرضعة التي هي في حال الإرضاع ملقمة ثديها الصبى، والمرضع: التي من شأنها أن ترضع وإن لم تباشر الإرضاع في حال وصفها به، فقيل: مرضعة، ليدل على أن ذلك الهول إذا فوجئت به هذه، وقد ألقمت الرضيع ثديها نزعته عن فيه لما يلحقها من الدهشة عن إرضاعها».

    52.﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾: هناك ارتباط عكسي بين العلم والجدال، كلما قل (العلم) زاد (الجدال).

    53.﴿ومن الناس من يعبد الله على حرف...خسر الدنيا والآخرة﴾: حرف: أي على حال واحدة، فإذا تغيَّرت ترك ما كان عليه من عبادة ربه.

    54.﴿يَدْعُوا لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ﴾: قال ابن القيم: «إذا تعلق بغير الله وكله الله إلى ما تعلق به، وخذله من جهة ما تعلق به، وفاته تحصيل مقصوده من الله عز وجل بتعلقه بغيره والتفاته إلى سواه، فلا على نصيبه من الله حصل، ولا إلى ما أمَّله ممن تعلق به وصل».

    55. ﴿كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها﴾: قرأها الفضيل بن عياض فبكى، وقال: «والله ما طمعوا في الخروج، وإن الأيدي لموثوقة، والأرجل لمقيدة، وكلما رفعهم لهيبها يصيرون في أعلاها، فردَّدهم الزبانية بمقامع من حديد إلى أسفلها»


    56.﴿وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً﴾: رجالا أي على أقدامهم، بمعنى مشاة، وليس المراد الذكور. قال ابن عباس: «ما آسى على شيء فاتني إلا أن لا أكون حججت ماشيا، فإني سمعت الله يقول: ﴿يأتوك رجالا﴾».

    57.﴿ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب﴾: ومن شعائر الله: المصحف، فلا تضعه على الأرض، ولا خلف ظهرك، ولا تضع فوقه كتابا، ولا تضع فيه ورقة هامة، فليس أهم منه.

    58. ﴿فإذا وجبت جنوبها﴾: ليس الوجوب الذي بمعنى الإلزام؛ بل المعنى: سقطت جنوبها بعد نحرها أي الإبل.

    59.﴿وأطعموا القانع﴾: وهو الفقير المتعفف الذي لا يُعلَم حاله، فمن أعمال الاتقياء البحث عن الفقراء.

    60. ﴿إن الله يدافع عن الذين آمنوا﴾: الله معك بقدر إيمانك، فالإيمان صمام أمان.

    61.﴿ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺪﺍﻓﻊ ﻋﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ﴾: ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳدافع ﺍﻟﻠﻪ عنك، فما مصير من يعاديك؟!

    62. ﴿مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلى حَرْفٍ﴾: قال ابن جزي: «نزلت في قوم من الأعراب، كان أحدهم إذا أسلم فاتفق له ما يعجبه في ماله وولده قال: هذا دين حسن، وإن اتفق له خلاف ذلك تشاءم به، وارتدّ عن الإسلام».

    63. ﴿يَدْعُوا لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ﴾: قال ابن جزي: «فيها إشكالان: الأول كونه وصف الأصنام بأنها لا تضر ولا تنفع، ثم وصفها بأن ضرّها أقرب من نفعها، فنفى الضرّ ثم أثبته، فالجواب: أن الضر المنفي أولا يراد به ما يكون من فعلها وهي لا تفعل شيئا، والضر الثاني: يراد به ما يكون بسببها من العذاب وغيره».

    64. ﴿والشمس والقمر والنجوم﴾: لم ذكر هذه الثلاثةا؟! قال ابن كثير: «إنما ذكر هذه على التنصيص؛ لأنها قد عبدت من دون الله، فبيَّن أنها تسجد لخالقها، وأنها مربوبة مسخرة»

    .>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>

     

     
     
    (ونضع الموازين القسط ليوم القيامة..)
    بشارةٌ للمظلوم
    ووعيد للظالم


    قال النبي ﷺ : "دعوة ذا النون ؛
    ﴿ لا إله إلّا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ﴾ ، فإنه لم يدعو بها مسلم ربّه في شيء قط إلّا استجاب له
    ‏‎

    ( وَنَضَعُ ٱلمَوَٰزِينَ ٱلقِسطَ لِيَوۡمِ ٱلقِيَٰمَةِ فَلَا تُظلَمُ نَفسٞ شَيئاۖ وَإِن كَانَ مِثۡقَالَ حَبَّةٖ مِّنۡ خَرۡدَلٍ أَتَينَا بِهَاۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَٰسِبِينَ )
    لنجاتك زن أفعال و أقوالك قبل أن توزن عليك !!

    ﴿ قُلْنَا يَٰنَارُ كُونِى بَرْدًا وَسَلَٰمًا عَلَىٰٓ إِبْرَٰهِيمَ ﴾
    عن أبي العالية قال :
    لو لم يقل الله: (وسلاما) لكان بردها أشد عليه من حرها،
    ولو لم يقل: (على إبراهيم) لكان بردها باقيا إلى الأبد.



    (كُلَّمَآ أَرَادُوٓا۟ أَن يَخْرُجُوا۟ مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا۟ فِيهَا وَذُوقُوا۟ عَذَابَ ٱلْحَرِيقِ)
    (وذوقوا عذاب النار): ومعنى الكلام: أنهم يهانون بالعذاب قولاً وفعلاً.
    ابن كثير


    ‏‎
    «و إذا تتلى عليهم ءاياتنا بينات تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم ءاياتنا...»
    تجد هذه الآية واقعا في حياتنا في المناظرات و المقاطع مع أهل الريب و الإلحاد مع بعض الفضلاء، حقا ترى في وجوههم الحنق و الحقد و الغل على الإسلام و أهله.

    ﴿ وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا مُوسَىٰ وَهَٰرُونَ ٱلْفُرْقَانَ وَضِيَآءً وَذِكْرًا لِّلْمُتَّقِينَ ﴾
    قال السعدي:
    خص المتقين بالذكر؛
    لأنهم المنتفعون بذلك علماً وعملاً.

    ‏‎
    «يا أيها الذين ءامنوا اركعوا و اسجدوا و اعبدوا ربكم و افعلوا الخير لعلكم تفلحون»
    ما تركت هذه الآية لنا بابا من أبواب الخير و لا وجها من وجوه البر إلا ذكرته
    طاعة و عبادة و صلاة و نسكا و صدقة و زكاة و أمرا بالمعروف و نهيا عن المنكر ثم ختمت و افعلوا الخير مع أين كان

    ‏‎
    ( ٱقۡتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمۡ وَهُمۡ فِي غَفۡلَةٖ مُّعۡرِضُونَ )
    قف أمام هذا الإنذار و راجع حساباتك قبل يوم حسابك ، فلا تغرك الدنيا و لا تنسى الأخرة .

    (اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون)
    كل يوم تزداد هذه الآية تحقُّقًا وتنبيهًا للعقلاء، وإلهابًا لعزائمهم
    فاستعدَّ للحساب؛ فإن الدنيا إلى ذهاب، والآخرة على اقتراب، وكل ما هو آتٍ قريب.
    [تطبيق مصحف التدبر]

    (وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد)
    هذا هو طريق الدار الطيبة: ‎الجنة
    فلا سبيل للوصول إليها إلا بالطيِّب من النيات والأقوال، والأعمال والأخلاق.
    [تطبيق مصحف التدبر]


    ‏‎

    سورة الأنبياء فيها:
    وحدة الرسالات
    (إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون)
    وحدانية المرسِل والرسالة(وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون)
    وحدة المآل والمصير(كل نفس ذائقة الموت)(وإلينا تُرجعون)
    وحدة سنة الابتلاء(ونبلوكم بالشر والخير فتنة)



    ‏‎ثلاثية أسباب النجاة يوم القيامة في سورة الأنبياء:
    التوحيد والذكر والعبادة، بها يفيق الناس من غفلتهم قبل فوات الأوان.
    تكرر الذكر فيها 12مرة والعبادة 11مرة
    ومن سار على خطى الأنبياء فاز في الدنيا والآخرة وكان من الصالحين الذين يرثون الأرض

    (أن الأرض يرثها عبادي الصالحون)

    عرف أيوب بالصبر
    إبراهيم بقوة الحجة
    يونس بالتسبيح
    زكريا بالتضرع لله
    سليمان وداوود بالعدل
    بم نُعرف أنا وأنت عند الله ؟!

    (الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم والصابرين على ما أصابهم والمقيمي الصلاة ومما رزقناهم ينفقون)
    من صفات المُخبِتين :
    الوجَل عند ذكر الله
    وذلك يقتضي معرفتَهم بعظيم شأنه، واستشعارهم تقصيرَهم في جنبه، وبُعدهم عن العُجب بما هم عليه.
    [تطبيق مصحف التدبر]

    ﴿ فَنَادَى فِي الظُّلمَاتِ ﴾
    حتى في بطن الحوت كان هناك أمل .
    عجباً لمن يفقد الأمل في أبسط الأمور
    ثقوا بمن يقول للشيء كن فيكون...!




    تدبر الجزء السابع القرآن رمضان 1443
    -
    ﴿فَنادى فِي الظُّلُماتِ أَن لا إِلهَ إِلّا أَنتَ سُبحانَكَ إِنّي كُنتُ مِنَ الظّالِمينَ﴾
    في ظلمات بعضها فوق بعض،
    كان هناك "الأمل"،
    في شدة الظلام ينبثق النور،
    أحسن الظن بخالقك،
    فلن يخيب ظنك أبداً.



    (كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون)
    إذا صبرتَ في ضرائك، وشكرت في نعمائك
    ابتغاءَ مرضاة ربك
    فأبشر بثواب الله لك عندما ترجع إليه
    وتُوقف يوم المعاد بين يديه.
    [تطبيق مصحف التدبر]

    ‏دعا أيوب عليه السلام ربه بأن يكشف عنه الضر،
    فاستجاب الله دعائه
    {فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر}
    بل وزاده بأن رد له مافقده من أهل وولد ومال{وآتيناه أهله}
    بل وضاعف له{ومثلهم معهم}
    كل ذلك{رحمة من عندنا}
    إذا دعوت الله فثق بكرمه ورحمته،فهويعطيك أكثر مما ترجو

    ‏في سورة الأنبياء سلّم الله إبراهيم
    ﴿وسلاما﴾ ونجى نوحا ﴿فنجيناه﴾ وفهّم سليمان ﴿ففهمناهما) وعلّم داود ﴿وعلمناه﴾ وشفى أيوب ﴿فكشفنا﴾ وصبّر إسماعيل وإدريس وذا الكفل ﴿من الصابرين﴾ واستجاب ليونس ﴿فاستجبنا﴾ ووهب زكريا ﴿ووهبنا﴾، فارفع حاجتك للمُجيب ﷻ.

    (يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم)
    مَن أراد الاستعانةَ على تقوى الله تعالى
    فليذكر الآخرة
    فإن ذكرها يعين على تحقيق التقوى
    ويحفظ النفس من التخلي عنها.
    [تطبيق مصحف التدبر]

    ( يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمْ الْحَمِيمُ ) هل صورت لك هذه الآية عظم حال أهل النار وما ينتظرهم من عذاب ..
    فشتان بين
    ( يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ ) وبين (قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ )


    (اقْتربَ لِلنّاسِ حِسابُهُم)
    قولان
    ١-أن هذه الأمة هي آخر الأمم، ورسولها آخر الرسل، وعلى أمته تقوم الساعة، فقد قرب الحساب منها بالنسبة لما قبلها من الأمم
    ٢-المراد بقرب الحساب الموت وأن من مات قامت قيامته، وأن هذا تعجب من كل غافل معرض، لايدري متى يفجأه الموت، صباحا أو مساء

    (وإذا رآك الذين كفروا إن يتخذونك إلا هزوا أهذا الذي يذكر آلهتكم وهم بذكر الرحمن هم كافرون)
    حين تقهر الحجةُ السفهاءَ والجهلاء فإنهم يواجهونها بالسخرية والاستهزاء، فذاك سلاح العاطل عن الجواب والبرهان
    ومنطق المتعالي عن التسليم والإذعان.
    [تطبيق مصحف التدبر]



    ﴿ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك ليقولن يا ويلنا إنا كنا ظالمين﴾
    هذه تبعات النفحة فقط من عذاب الله، فكيف بدخول النار يومئذ!.
    اللهم برحمتك أجرنا ووالدينا من النار

    (هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رءوسهم الحميم)
    يا لَبؤسِ أهل النار!
    حين لا ثيابَ لهم إلا من لهبها، ولا شراب إلا من حميمها
    فهلا حذِرَ العاقل الطرقَ الموصلة إلى ذلك، حتى يسلمَ من تلك المهالك؟
    [تطبيق مصحف التدبر]

    ( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ )
    عبودية هشة يهيمن عليها الشك تذهب بها كلمة وتأتي بها أخرى ..
    عبودية قابلة للكسر عند أي فتنة !
    نسأل الله السلامة والعافية..

    ﴿ قالوا سمعنا فتى يذكرهم يُقال له إبراهيم ﴾
    إن كنت على الصراط المسقيم فلا تكترث من المقللين شأنك قالوا عن الخليل ( فتى ..) تجاهلوه تشفيّا وقال الله عنه ﴿إن إبراهيم كان أُمَّـة﴾ دع عنك موازين الناس ولا تنشغل بها.


    ﴿لا يَسمَعونَ حَسيسَها وَهُم في مَا اشتَهَت أَنفُسُهُم خالِدونَ﴾
    يالله من نعيمهم لايسمعون حلهيب النار حتى لايتنكدون أو يخافون،يالله

    (فَمَا زَالَت تِّلۡكَ دَعۡوَىٰهُمۡ حَتَّىٰ جَعَلۡنَٰهُمۡ حَصِيدًا خَٰمِدِينَ)
    الحسرة والاعتراف بظلمهم كان ديدنهم
    حـتى اختفت أصواتهم فجأةً وخُمدت أرواحهم
    وصارت كالرماد اجسادهم ..

    "بل متعنا هؤلاء وآباءهم حتى طال عليهم العمر "
    من طال أملُه ساء عملُه،

    ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ )
    ناسب أن تتحدث سورة الحج في مطلعها عن أهوال القيامة والنجاة منها لما في الحج من مواقف هي أشبه بذلك اليوم وأقرب صورة لأحوال الناس فيها..



    ناسب أن تتحدث سورة الحج في مطلعها عن أهوال القيامة والنجاة منها لما في الحج من مواقف هي أشبه بذلك اليوم وأقرب صورة لأحوال الناس فيها..

    ‏لأنه في شغل دائم وعمل دؤوب وطاعة خلف طاعة .. اختير لفظ السعي بعناية ولسبب .. وتنويها أيضا بفضل المبادرة وأجر المداومة على العبادة .. والله أعلم .


    ﴿ فلا كفران لسعيه ﴾
    لأنه في شغل دائم وعمل دؤوب وطاعة خلف طاعة .. اختير لفظ السعي بعناية ولسبب .. وتنويها أيضا بفضل المبادرة وأجر المداومة على العبادة .. والله أعلم .


    ‏ليست هناك مرحلة يصل اليها الانسان يكون فيها مستغن عن الدعاء وسؤال الله
    فهؤلاء انبياء الله وصلوا الى مرحلة النبوة والرسالة مع ذلك قال الله عنهم
    ( يدعوننا رغبا ورهبا)

    (لَا تَرۡكُضُواْ وَٱرۡجِعُوٓاْ إِلَىٰ مَآ أُترِفۡتُمۡ فِيهِ وَمَسَٰكِنِكُمۡ ...)
    وإذا وقع العذاب والهلاك ، لا يُجـدي الهرب ، ولن ينفع الندم ،
    وتبقى عليهم حسرات ، لكل ظلمٍ فـات ...


    ﴿اقْترَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهمْ وهُم فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُون﴾
    بالذنوب غارقون..!
    وعن الموت غافلون..! فإلى متى الغفلة؟
    والله إنها آية تحكي واقعنا اليوم
    ‏‎

    أُفتحت سورة الأنبياء بثلاث آفات قلبيه ( الغفلة ، الإعراض ، اللهو )
    متى ما أصابت القلب أتلفته وكانت نتجيته الخسران المبين في الدنيا والآخرة ..
    اللهم ردنا إليك رداً جميلاً

    ﴿قُل إِنَّما أُنذِرُكُم بِالوَحيِ...﴾
    القرآن أعظم واعظ للبشرية


    ‏‎(يا أيها الناس اتقوا ربكم)
    افتتحت سورة الحج بنداء عالمي بالأمر بالتقوى
    والتقوى محلّها القلوب وفي السورة حديث طويل عن القلوب وفريضة الحج تنطلق من القلب قبل أن تصل الأقدام إلى البيت الحرام..


    ‏‎«يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم*يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت و تضع كل ذات حمل حملها و ترى الناس سكارى...»
    يا لعظيم أهوال الساعة و أشد أشراطها!
    هذا بيان للناس و تنبيه لهم من غفلتهم
    فهلا اتعظوا و اعتبروا،فهذا خطاب لعموم الناس و به ينزجروا.

    ‏[ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة..)
    إياك أن تسقط و تعوج عن طريق الله عندما تصطدم بعقبات الطريق قم واستقم واكمل مسيرك..
    الإبتلاءات إنما هي إشارات لتصحيح المسار وليس لتسقط وتنحرف..



    (بلْ نَقْذِفُ بِالحقِّ على الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فإِذا هُو زَاهِقٌ ولَكُمْ الْويْلُ مِمّا تَصفُونَ)
    إن كانت معركتك مع أهل الباطل ﻷجلك أنت فلك أن تخاف، وإن كانت معركتك معهم ﻷجل الحق فإن حسبك الله /سعود الشريم





    (وجَعَلۡنَا ٱلسَّمَآءَ سَقۡفٗا مَّحۡفُوظٗاۖ وَهُمۡ عَنۡ ءَايَتِهَا مُعۡرِضُونَ)
    حقٌ عليك أن تتأمل وتتفكر في السماءالتي جعلها الله سقفًا بعظمةٍ وابداع لكل الارض بلا اعمدة ،سقفًا مستوٍ لا نتوء فيه ولا فتور
    تأمل قليلًا سَتبقى طويلًا تتفكر
    سبحان من خلق فأبدع
    ‏‎

    (وَأَرَادُواْ بِهِۦ كَيۡدٗا فَجَعَلۡنَٰهُمُ ٱلۡأَخۡسَرِينَ)
    الكيد عمومًا اذاكان من البشر ..من مدلولاته الضعف وعدم القدرة على المواجهة ،
    فكيف اذا كان الكيد من كافر على خليل الرحمٰن ..
    عليهم الخزي و العار في الدنيا والخسران والهلاك في الآخرة

    (ما آمنت قَبْلهُم مّن قريةٍ أهْلكناها ۖ أفَهُم يؤْمنون)
    يقول ابن عاشور:
    وإنما أمسك الله الآيات الخوارق عن مشركي مكة لأنه أراد استبقاءهم ليكون منهم مؤمنون وتكون ذرياتهم حملة هذا الدين، ولو أرسلت عليهم الآيات البينة لكانت سنة الله أن يعقبها عذاب الاستئصال للذين لايؤمنون بها

    (وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يُجَٰدِلُ فِي ٱللَّهِ بِغَيۡرِ عِلۡمٖ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيۡطَٰنٖ مَّرِيدٖ )
    والجدال لابد أن يصدر عن علمٍ وفقه ،وبالحسنى ،وباسلوبٍ مهذبٍ لـيّـن .
    وبدون ذلك يكون الجدال، هـراء لا جدوى منه، وهذا ما يتمناه الشيطان ..

    (وَتَرَى الأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ)
    ما أجمل غيث القرآن حين يتنزل على القلوب !! يكون كالماء العليل يحي بداخلنا تلك الروح فتزهر وتنبت كل خير ونفع وطيب ..

    ‏من كل خير سألوا الله أنبياء الله..
    وكان هذا هو الجواب في كل دعاء :

    (فاستجبنا له)
    لماذا؟
    إنهم كانوا يسارعون في الخيرات.
    ويدعوننا رغبا ورهبا.
    وكانوا لنا خاشعين.
    فإذا أردت إستجابة دعائك فهذا سبيلك..



    «و إذا تتلى عليهم ءاياتنا بينات تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم ءاياتنا...»
    تجد هذه الآية واقعا في حياتنا في المناظرات و المقاطع مع أهل الريب و الإلحاد مع بعض الفضلاء، حقا ترى في وجوههم الحنق و الحقد و الغل على الإسلام و أهله.

    ﴿وَنَضَعُ المَوازينَ القِسطَ لِيَومِ القِيامَةِ فَلا تُظلَمُ نَفسٌ شَيئًا وَإِن كانَ مِثقالَ حَبَّةٍ مِن خَردَلٍ أَتَينا بِها وَكَفى بِنا حاسِبينَ﴾
    ياقوم راقبوا تصرفاتكم ولاتظلموا أحداً،تخيلّوا أن مثل حبة الخردل هذه محاسبين عليها،يارب رحمتك.

    ( وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ (ظَالِمَةً ))
    لم يقل كافرة بل ظالمة !!
    استحقت الهلاك لظلمها !
    وهكذا الظلم يكون وبالًا على صاحبه يعجل الله له العقوبة في الدنيا فهل يعي الظالمون عظم هذا الذنب ؟؟!

    (وَكَمۡ قَصَمۡنَا مِن قَرۡيَةٖ كَانَتۡ ظَالِمَةٗ وَأَنشَأۡنَا بَعۡدَهَا قَوۡمًا ءَاخَرِينَ)
    حقٌ على كل ظالم أن يرتدع ،
    فمدنٌ وقرى كاملةأهلكها القوي العزيز ، استأصلها استئصالًا لظلم أهلها فيها.
    نسأل الله العافية.
    ‏‎

    لا كرب مثل كرب يونس: الظلمات الثلاث والشعور بغضب الله والاختناق وعدم الحركة ثم "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين" تشتت جميع كروبه!!



    ‏‎
    (وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰٓ أَرۡذَلِ ٱلۡعُمُرِ لِكَيۡلَا يَعۡلَمَ مِنۢ بَعۡدِ عِلۡمٖ شَيۡـٔٗاۚ )
    وأرذل العمر رديـئـه ، لذا جاء في
    الحديث الصحيح ، أنه كان من
    دعاء الرسول ﷺ اللهم إني
    أعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمـر .

    ﴿فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رءوسهم
    الحميم﴾

    قال سعيد بن جبير:
    ثياب من نحاس مذاب،
    وليس من الآنية شيء إذا حمي أشد حرا منه،
    وسمي باسم الثياب لأنها تحيط بهم كإحاطة الثياب،
    (نعوذ بالله من حال أهل النار)

    ﴿اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون﴾
    قال القرطبي:
    ومن علم اقتراب الساعة قصر أمله،
    وطابت نفسه بالتوبة،
    ولم يركن إلى الدنيا،
    فكأن ما كان لم يكن إذا ذهب،
    وكل آت قريب،
    والموت لا محالة آت،
    وموت كل إنسان قيام ساعته،
    ‏‎

    (وَنَبۡلُوكُم بِٱلشَّرِّ وَٱلۡخَيۡرِ فِتۡنَةٗۖ وَإِلَيۡنَا تُرۡجَعُونَ)
    الشر والخير فتنة للعباد واختبار ، إلى أن يشاء الله ...

    (وَإِلَيۡنَا تُرۡجَعُونَ)
    فإن وُفقت في الإبتلاء هذا من فضل الله ولك الأجر ..
    وإن أخفقت وفشلت فلك الندم وعليك الخسران ..

    [ فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ]
    هذه القاعدة التي أصلها القرآن كما ضل بسبب مخالفتها الكثير فصار لا يطبقها إلا في شئون دنياه..
    أما في دينه يسأل كل من دب..
    هذا إن سأل..
    والعجيب نجد الكثير والكثير يتصدر ليفتيه..
    الورع يا عباد الله هذا دين أمانة الله..



    ﴿ وَلْيَطَّوَّفُوا۟ بِٱلْبَيْتِ ٱلْعَتِيقِ ﴾
    قال قتادة:
    سمي عتيقاً لأن الله أعتقه من أيدي الجبابرة أن يصلوا إلى تخريبه، فلم يظهر عليه جبار قط،
    وقال سفيان بن عيينة:
    سمي عتيقاً لأنه لم يملك قط.


    (قُل مَن‏ يكْلَؤُكُم بِاللَّيلِ والنّهارِ منَ الرحمَٰنِ ۗ بل هُم عن ذكرِ ربّهم مُّعرضُون)
    إنّ في المداومة على الأذكار حفظ للمسلم من الشرور والمصائب.
    يحرسكم ويحفظكم {بالليل} إذ كنتم نائمين على فرشكم، وذهبت حواسكم {والنّهارِ} وقت انتشاركم وغفلتكم غيره، لاحافظ إلا هو سبحانه

    ( وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ )
    من تأمل هذه الآية علم حقيقة الدنيا وأن كل من عليها فان وإلى زوال واننا حتمًا سنرحل يوماً ولن يبقى سوى طيب الأثر !!

    ‏﴿فَاستَجَبنا لَهُ وَوَهَبنا لَهُ….إِنَّهُم كانوا يُسارِعونَ فِي الخَيراتِ وَيَدعونَنا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكانوا لَنا خاشِعينَ﴾
    استجاب لنوح وزكريا وذا النون وأيوب،والسبب كله يعود لـ:سرعة هولاء في الخيرات ودعائهم كان خاشعاً،و رهبة ورغبة لله.

    ( وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ )
    من المعلوم عندنا والمتعارف أن المهان دايمًا يخفض رأسه للأرض كأنه يسجد ..
    لكن في حق الله الأمر يختلف
    فالعزة والرفعة والكرامة هي في السجود له سبحانه ومن حُرم ذلك فهو المهان !!




    ﴿الَّذينَ إِن مَكَّنّاهم في الأَرض أَقاموا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاة وأَمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر وَلِلَّهِ عاقبَةُ الأُمور﴾
    إقامة الصلاة
    إيتاء الزكاة
    الأمر بالمعروف
    والنهي عن المنكر
    الركائز الأساسية لصلاح المجتمع وفلاحه والنصر والتأييد من الله لهم

    { لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ وَلَا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ ْ} الأنبياء
    إذا لم يصحبهم الله ويعينهم في الدنيا فلن يكون لهم معين ولا ظهير.
    قال قتادة رحمه الله: لا يصحبهم الله بخير، ولا يجعل رحمته صاحبًا لهم.
    وقال مجاهد رحمه الله: ولاهم يُحفظون.


    -‏«و أيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر و أنت أرحم الراحمين»
    لم تتجاوز شكوى أيوب عليه السلام الذي أصبح مضربا للمثل بالصبر لم تتجاوز هذه الكلمات مع عظم ما حل به من بلاء عظيم في نفسه و أهله و ولده و ماله،
    و عبر عن ذلك كله بلفظ: مسني و كأنه شيء لا يذكر مقابل إنعام الله!

    ‏سورة الحج سورة عظيمة تعرفك بالعظيم ﷻ

    ﴿وإن الله لهو خير الرازقين﴾
    ﴿وإن الله لعليم حليم﴾
    ﴿إن الله لعفو غفور﴾
    ﴿وأن الله سميع بصير﴾
    ﴿وأن الله هو العلي الكبير﴾
    ﴿إن الله لطيف خبير﴾
    ﴿وإن الله لهو الغني الحميد﴾

    ﴿إن الله بالناس لرءوف رحيم﴾

     

     

     
         
     

  17.  تدبر الجزء 16

     

    ﴿ إنّ لك ألا تجوع فيها ولا (تعرى﴾.
    بعض المحرمات قد تكون من نعيم الآخرة،مثل :الخمر.
    لكن العري لا يكون نعيما أبدا حتى في الآخرة.
    فما بال بعض النساء يتساهلن في الستر والعفاف!!


    -{فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ}
    فيها تنبيه على أهمية التطَوُّعُ بالأبدانِ والعمل، وأن ذلك من أعلى مجالات التطوع والمساهمة في الدفاع عن الأوطان والديار، وفيها أن المرء مهما كان قويا فلا يستغني عن معاونة من معه.


    { ووهبنا له من رحمتنا أخاه}
    الأخ رحمة من الله
    فاستمسك برحمة ربك


    كيف تحزن !!
    كيف تتكالب على قلبك الهموم !!
    كيف تضيق عليك دنياك !!
    ولك رب يقول﴿ هُوَ عليَّ هَيِّن ﴾ !!!
    سبحان ربي ما اعظمه .


    {ثم ننجي الذين أتقوا}
    تخيل أنك واحد من هؤلاء الذين نجوا
    وتركوا صراط جهنم خلفهم
    كيف هي فرحتك وسعادتك
    فكن من المتقين


    ﴿حَتَّىٰ إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا﴾
    ﴿حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلامًا فَقَتَلَهُ﴾
    أمورٌ ظاهرها الابتلاءات ، وباطنها الرحمات..
    فما يختاره الله لك خيرٌ مما تتمناه لنفسك..فأحسن الظن بالله .


    .{ خروا سجدا وبكيا }
    أعظم البكاء بكاء السجود لخفائه وذلة صاحبه وتضرعه لربه
    فهنيئا لمن جمع بين السجود والبكاء مع الدعاء في هذه الليالي المباركة
    وحري أن يفتح له باب البركات


    { يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا }
    إذا أردت أن تخطب فتاة
    فانظر إلى حال والديها وإخوتها (غالبا)
    في صلاحهم


    { وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة }
    إن كنت مقتديا بأبيك نبي الله إسماعيل فليكن لك أثر على أهلك في الخير


    {وألقيت عليك محبة مني}
    إذا أحبك الله
    جعل محبتك في قلوب خلقه


    { قال إني عبدالله }
    أول كلمة نطق بها عيسى إقرارا بالعبودية لله ليعلم أنه ليس بإله ولا ابن لله


    بقدر صبرك على الصلاة .. توفق للمحافظة عليها ..
    { واصطبر عليها }


    (وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ)
    قد تكثر المغريات حولك ، وربما تستميلك قهراً ، تذكر أن ما عند الله خير وأبقى ..


    { تساقط عليك رطبا جنيا }
    لسهولة هضمه وهي منهكة
    ولذلك شرع للصائم الإفطار على الرطب لكونه أسهل هظما وأهيأ للمعدة
    وأسرع تحولا كغذاء للجسم


    {فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا} [الكهف : 97]
    قال في الظهور ( فما اسطاعوا )
    وقال في النقب( وما استطاعوا )
    لإن النقب أصعب من الظهور لأن السد كان من الحديد .. فالزيادة في المبنى تدل على زيادة في المعنى

    ( وَأَمَّا الْغُلامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً ) تعلمنا سورة الكهف ألا نحزن فكم من أمور تأتي على غير ظاهرها. ربما لم يعلم الوالدان هنا أن ذلك الذي آذاهم وأحزنهم قد كفّ عنهم شرًا لم يكن لهم طاقة به..

    { فأردت أن أعيبها } { فأراد ربك أن يبلغا أشدهما } من كمال المنطق والأدب من ربك أن تنسب الخير إليه وتنزهه عن الشر ( والشر ليس إليك)

    { قالت ياليتني مت قبل هذا } قالتها في ظرف عصيب لا تؤاخذ الناس بكلماتهم في مواقفهم العصيبة

    ﴿قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا﴾ من كمال التذلل والافتقار أن تصف حالك لربك.

    (وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا) أعظم الحسرات أن يجد المرء أعمالا كان يظنها حسنات هباء منثورا يوم القيامة، لأن الأساس غير صحيح فكانت العاقبة غير مرضية، فعلينا أن نراقب أعمالنا فما حاد عن الحق أعدناه إليه قبل أن نتحسر عليه ..

    طريقة النداء ( نِدَاءً خَفِيّاً ) الحال ( إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً ) المطلب ( فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً ) بعض الحاجات تحتاج منك مزيدًا من الذل والإنكسار .. تحتاج مزيدًا من الإفتقار ووصف الحال كأضعف مايكون !!

    ظنوا أنه ينفعهم (يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا) جحدوا ثم كانت النتيجة (فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ) فسدت وبطلت والخاتمة (فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا) لاقيمة لهم إزدراءً و احتقاراً واستخفافاً بهم كل ذلك على رؤوس الأشهاد .

    "وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئاً" همومك التي تظن أنها لن تنفرج،هي هيّنة عند خالقك فقط توجه إليه

    معالم السعادة جمعتها سورة (طه) في أربعة أمور: أولا :القرآن(مَا أنزلناعليك الْقُرْآنَ لِتَشْقَى) ثانيا :الذكر فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي) ثالثا : عدم النظر لما عند الغير (وَلا تمدنّ عينيك...) رابعا :الموازنة بين الدنيا والآخرة (ولعذاب الآخرة أشد وأبقى)

    (وما تلك بيمينك يا موسى ﴾عندما يضيق صدرك لا تنظر إلى مافي أيدي الناس قد يكون الفرج في يدك وأنت لاتعلم

    بعد دعاء موسى ذكر سبب من مقاصد دعائه: كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا كثرة الذكر والتسبيح لها مكانها العظيم عند ربنا الذي اعطى كل شيء ثم هدى

    قال تعالى {وألقيت عليك محبة مني} إذا أحبك الله جعل محبتك في قلوب خلقه

    (فرجعناك إِلَىٰ أُمِّك كي تَقَرَّ عينها.. ) الفرق بين ردّ ورجع ،أن الرجوع يقال لمن ذهب من مكان وهو يعلم يقيناًرجوعه إليه،أم (رُد)تطلق على من ذهب وليس في ذهنه العودة لكنه(رُد)أجبر على العوده . فكأن أم موسى في هذا السياق كانت تعلم يقيناً أنه سيرجع لأن الله هو من وعد بذلك

    في السفينة قال ( فأردتُ أن أعيبها ) نسب الفعل لنفسه / لأن ظاهره شر محض في قتل الغلام قال {فأردنا ) نسب الإرادة لله ولنفسه لأن قتل النفس لا يمكن أن يفعله بنفسه في بناء الجدار قال ( فأراد ربك ) نسب الإرادة لله لأن ظاهر الفعل خير محض

     

    سجدة واحدة كفيلة انها تغير مصير حياتك وتزيح كل همومك سحرة فرعون مسحوا ماضيهم المؤلم كله بسجدة واحدة صادقة " فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَىٰ

    image.png.18aebebf4f0900eac2218033ec5f9978.png

    {وكلهم آتيه يوم القيامة فردا} [مريم : 95] من حولك اليوم لن يقفوا معك غدا فلا تعصي الله لأجلهم

    فلما (اعتزلهم) وما يعبدون من دون الله (وهبنا له) إسحاق ويعقوب ﴾ من اراد من ربه العطايا والهبات فليعتزل أهل الشر والمنكرات

    ﴿ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا ﴾ من ينسف الجبال لا يعجزه همك ولا تصعب عليه شكواك فالزم بابه ولذ بجنابه وابشر . سبحانه جل في علاه


    -﴿ لا يموت فيهــا ولا يحيا ﴾ لا يموت ويرتاح ولا يحيى حياة يرتاح فيها نعوذ بالله من حال أهل النار .

    ﴿فَلَمَّا اعتَزَلَهُم وَما يَعبُدونَ مِن دونِ اللَّهِ وَهَبنا لَهُ إِسحاقَ وَيَعقوبَ وَكُلًّا جَعَلنا نَبِيًّا﴾ [مريم: ٤٩] - من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه ..

    {فكلي واشربي وقري عينا فإما ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا} [مريم : 26] ليس كل أمر يمكن أن تقنع الناس به بل قد يكون السكون هو الحل ..
    ..

    إذا أردت أن تُنهي الشقاء من حياتك فعليك بـ [ القرآن ] ﴿طه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى﴾


    ﴿ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا﴾ عفافك وحجابك يسري في بناتك فكوني قدوة لهن..

    ﴿ وَكانَ أبُوهُما صَالِحاً ﴾ قال ابن المنكدر: إن الله ليحفظ بالرجل الصالح ؛ ولده وولد ولده وقريته التي هو فيها .

    {يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا} [مريم : 7] بلغ من الكبر عتيا وكانت أمرأته عاقرا ومع ذلك رزق بولد رسالة لكل عقيم وعقيمة الدعاء الدعاء الدعاء

    ﴿فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ ۖ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا﴾ لا تحكم على الناس بظواهرها فتقع في سوء الظن والظلم..

    "فكلي واشربي وقرّي عيناً..." أحياناً تكون لدى المرء قدر اعترضه وليس بيده تغييره،ويخشى تفسير الناس الخاطىء،فيهتّم وربما لاينام ويدع الاكل أحياناً، خلاف ماحدث هنا لما قال الله لمريم"كلي واشربي"وقرّي عيناً"وهي بهذا الموقف العصيب الذي يتطلّب تبرير.


    ( قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا ) ( الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا ) احذر ان تكون اعمالك هباءً منثوراً يوم الحاجة إليها ، تكد وتسعى في الدنيا ويضمحل كل ذلك يوم القيامة .. تظن أنك محسن و أنت تُحاد الله ورسوله !! .

    في سورة طه
    تأصيل لمبدأ تدريب الدعاة عمليا، وتهيئتهم نفسيا، حتى يقوموا بمهمتهم بمهارة وشجاعة:
    "ألقها يا موسى"تدريب.
    "ولا تخف" تهيئة.


    سورة مريم سورة الأمان النفسي باليقين برعاية الله تعالى لأوليائه
    وسورة طه سورة الأمان النفسي بالقرآن الذي باتّباعه تكون السعادة في الدارين سعادة لا يشوبها شقاء
    ما أحوجنا لتلمس هدايات السورتين عسى اله أن يثبتنا بهما كما ثبّت النبي والمؤمنين في سنوات الحصار والشدة


    [ذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبرا]
    في حياة كل منا أحداث يمكن أن يحل بهامحل أصحاب تلك القصص فهي ليست غريبة ولكنها نماذج لحياة جميع البشر
    والغرض المقصود منها أن يصل لنا رسالة مضمونها(ارضى عن ربك واصبر لحكمه وثق بحسن تدبيره وتقديره لك لإنك لن تجد أرحم وألطف منه بك)


    { وَمَن يَحلِل عَلَيهِ غَضَبي فَقَد هَوى﴾
    آية ترجِف القلوب
    جاهد ألا تعمل ما يغضب الله سبحانه -وإن سخط عليك الناس-


    ﴿ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى﴾
    متابعة يوميات الآخرين في وسائل التواصل
    يفضي إلى الشعور بالنقص وازدراء نعم الله عليك والتعلق في الدنيا وحب الاستكثار منها
    وحري بالعبد أن يصون عينيه من تتبع ذلك


    [ذكر رحمت ربك عبده زكريا]
    (سورة مريم) سورة تفيض بالرحمات والآمال سورة ينشرح لها الصدر وتستريح عندها الروح ويطمئن القلب بذكر الرحمن..
    فهي سلوى للمحزون..


    (مَآ أَنزَلۡنَا عَلَيۡكَ ٱلۡقُرۡءَانَ لِتَشۡقَىٰٓ* إِلَّا تَذۡكِرَةٗ لِّمَن يَخۡشَىٰ)
    القرآن منبع الهدى والرحمة والنور والسعادة.
    وهو عظةٌ وفيه من التذكير لمن يخشى الله ويحذر عقابه.


    ﴿فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا﴾ [الكهف: ١٠٥]
    وزنك الحقيقي عملك الصالح وقيمتك الحقة منزلتك عند الله؛ فثقّل موازينك بالأعمال الصالحة وتقوى الله وحسن الخلق.


    (فَأَرۡسَلۡنَآ إِلَيۡهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرٗا سَوِيّٗا)
    ولو كان على صورة مَلَك لارتعبت منه وماعقلت كلامه
    جاءهافي صورة بشر سوي الخلقة، فلم تنبهر بحُسن خَلقه،ولم تُطل النظر إلى بهاء طلته بل استعاذت بالله منه.


    (إِذۡ نَادَىٰ رَبَّهُۥ نِدَآءً خَفِيّٗا)
    لا تحتاج لرفع صوتك أثناء الدُعاء
    فهمسة التضرُع لربك
    تهزُّ أبواب السَماء


    (وكلهم آتيه يوم القيامة فردا)
    صحّح مفاهيمك: كل من يشغلك اليوم عن الاستعداد ليوم القيامة لن ينفعك فستُبعث وحدك وتُسأل وحدك وتُحاسب وحدك! لن ينفعك ولد ولا أب ولا أخ ولا أحد إلا رحمة الرحمن بك..


    { ولم أكن بدعائك رب شقيا}
    فسلام على قلوب تدبرت فأيقنت انه لا شقاء مع الدعاء


    حسن اختيار الألفاظ من أجمل الآداب التي يجب أن يتحلى بها المسلم مع ربه
    فالخضر أضاف عيب السفينة لنفسه (أعيبها)
    وأضاف الخير لربه (فأراد ربك أن يبلغا أشدهما)


    (فَٱتَّخَذَتۡ مِن دُونِهِمۡ حِجَابٗا….)
    لم تهتم للأكثرية وهم من اهلها
    كانت مميزة بالأقلية وهي بمفردها ..
    فسبحان الذي اصطفاها و ميزها ..


    ( أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا )
    [مريم: 67]
    أي: لو تذكّر هذه الحقيقة ما كذَّب بالبعث.

    image.png.0570fdce3d55f0d45d1f2eb7a1f2630c.png


    (وَهُزِّيٓ إِلَيكِ بِجِذۡعِ ٱلنَّخلَةِ تُسَٰقِطۡ عَلَيكِ رُطَبا جَنِيّا)
    أُستُنِـد على هذه الآية الكريمة الجميلة ، بأن على العبد الأخذ بالأسباب ، وأن ذلك من الدين والشرع..
    واليقين في القلب ،
    بالتوكل على الله ﷻ في كل أمــر .

    {…ولَم أكُن بِدُعائكَ رَبّ شَقِيًّا}
    تعوّدتُ على استجابتك يا رب
    وأسألك العطاء المتواصل..


    (إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُۥ نِدَآءً خَفِيًّا)
    أخفاه لأنه يسمع الخفي كما يسمع الجهر، ولأن الإخفاء أقرب إلى الإخلاص، وأبعد من الرياء، ولئلا يلومه الناس على طلب الولد

     

    قصة ذوالقرنين رسالة إلى كل مصلِح:
    أن الحُكم لا يعني التسلّط على رقاب البشر وإنما الحكم بما أمر الله بالعدل
    وأن القوي لا يستغل حاجة الضعيف فينهب ثرواته وإنما يعينه ويأخذ بيده ويثير همّته للنهوض دون خوف فالخوف يُقعد عن العمل
    وأن اختلاف الخلق سنّة ولكل أسلوب في التعامل معه


    قبل أن يطلب زكريا طلبه قدم لربه:
    الأول: كونه ضعيفًا
    (إني وهن العظم مني)
    الثاني:(ولم اكن بدعائك رب شقيًا)
    فالله ﷻ ماردّ دعاءه البتة.
    الثالث:(واجعله ربّ رضيًا)
    أن الولدسببٌ للمنفعة بالدين.
    تلك من آداب ومستحبات الدعاء ،.فحريٌ بصاحبه أن يُـجاب ..

     

    (قالَ أَلمْ أَقُل لّكَ إِنَّكَ لَن تسْتَطِيعَ معِيَ صَبْرًا)
    في هذه المرة يضيف الخضر لفظ (لك)، زيادة في التحديد والتعيين والتذكير.
    إن رأى العالمُ في التغليظ على المتعلم ما يفيده نفعًا وإرشادًا إلى الخير ذكره له؛ فإن السكوت عنه يوقِع المتعلمَ في الغرور والنشوة،


    سورة الكهف: نماذج الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة بدءا من فتية الكهف إلى ذي القرنين
    سورة مريم: نموذج الدعوة داخل الأسرة الواحدة
    سورة طه: نموذج دعوة أعتى طاغية مستكبر "فرعون" (فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى)

     

    افتتحت سورة مريم ((ذكر) رحمت ربك عبده زكريا)
    تكرر فيها:
    (واذكر في الكتاب مريم)
    (واذكر في الكتاب إبراهيم)
    (واذكر في الكتاب موسى)
    (واذكر في الكتاب إسماعيل)
    (واذكر في الكتاب إدريس)
    (أولا يذكر الإنسان..)
    والذكر عكس النسيان فناسب مجيء (وما كان ربك نسيّا)
    هذا والله أعلم.


    من أدب الدعاء:
    تقرّب إلى ربك بفقرك إليه (إني وهن العظم مني)
    ثم قدّم حاجتك بين يديه (فهب لي من لدنك وليا)
    وأحسِن اختيار ما تطلبه (يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا)


    (فإنه يعلم السر وأخفى)
    كلما رفعت يديك بالدعاء وتاهت الكلمات في صدرك كن على يقين أن ربك يعلم حاجتك قبل أن تخطر ببالك فبين يديّ عالم السر وأخفى أنت لا تحتاج للكلمات،
    اجمع قلبك مخلصا له وأبشِر.


    سر السعادة ومفتاحها:
    (ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى)
    (فمن اتّبع هداي فلا يضل ولا يشقى)


    الودّ هبة الله عز وجل لعباده المؤمنين
    (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا)


    «فَانطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ»
    لا تكن مرآة لسلوك غيرك،و عامل الناس بما أنت أهله لا بما هم أهله هكذا هم الصالحون.
    عَلَّمَنِي رَبِّي


    لم تصرخ مريم
    أو تبكي ؛
    إنما خرج من لسانها
    ماملأ قلبها !
    ( قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَٰنِ مِنكَ )


    {…وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِن لَّدُنَّا ذِكْرًا*مَّنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا}
    إما اتّباع الذكر
    أو حمل الوزر.


    ﴿قال هَٰذَا رحْمَةٌ مِّن رَّبِّي ۖ فَإِذا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ۖ ﴾
    أضاف النعمة إلى موليها وقال:
    {هذا رحْمةٌ مِنْ ربِّي ْ}أي: من فضله وإحسانه عليَّ، وهذه حال الخلفاء الصالحين، إذا من الله عليهم بالنعم الجليلة، ازداد شكرهم وإقرارهم، واعترافهم بنعمة الله


    ﴿فَأَتَت بِهِ قَومَها تَحمِلُهُ قالوا يا مَريَمُ لَقَد جِئتِ شَيئًا فَرِيًّا﴾
    كم من إنسان يحكم على أخيه خلافا للحقيقة تماما بمجرد نظره لظاهر الأمر دون تبين الحقيقة.
    فلاتحكم على الشيء بمجرد الظواهر


    (إِنَّ ٱلسَّاعَةَ ءَاتِيَةٌ أَكَادُ أُخۡفِيهَا لِتُجۡزَىٰ كُلُّ نَفۡسِۢ بِمَا تَسۡعَىٰ)
    ولو عرف الناس وقت الساعة وانقضاء الأجل، لاشتغلوا بالمعاصي ثم تابوا حين الموت.
    فأخفاها عنا لنبقى على حذر وعلى استعدادمن أن تبغتنا الساعة فجأة أو يبغتنا الأجل …


    [فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا]
    (صلاتك حصنك)
    فاحرس قلبك وبدنك بها..
    فمن اضاعها انفتحت عليه أبواب الشهوات ولن يسلم..
    فاقم الصلاة إن الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر..


    عزل الكفار الوسيلة في الدنيا عن الغاية في الآخرة، فتباهوا وعَيَّروا المؤمنين:
    {أي الفريقين خيرٌ مقاماً وأحسن ندياً}
    لذلك وُفِّق الشاعر حين قال:
    ألاَ مَنْ يُرِينِي غَايتِي قَبْل مذْهَبِي
    ومِنْ أينْ والغَايَاتُ بَعْد المذَاهِبِ؟


    (قَالَ أَلَمۡ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسۡتَطِيعَ مَعِيَ صَبۡرٗا )
    على المربي تنبيه المخطيء و تحذيره قبل معاقبته ، لأن ذلك يجعله يراجع نفسه و يتعلم من الأخطاء ، بخلاف العقوبة المباشرة فإنها تبني حاجز بين المربي و من هم تحت يده و تجعل التفاهم بينهم صعب بل و شبه مستحيل


    ( ٱلَّذِينَ ضَلَّ سَعۡيُهُمۡ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَهُمۡ يَحۡسَبُونَ أَنَّهُمۡ يُحۡسِنُونَ صُنۡعًا )
    اجعل الشرع هو مرجعك الذي تقيم به أعمالك حتى لا تضل و أنت لا تشعر .

    ·
    "قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبراً"
    في المرة الأولى لم تكن موجودة لفظة "لك" فلما تكرر من كليم الرحمن عليه السلام عدم الصبر، أضيفت كلمة "لك"لتأكيد معنى عدم الاستطاعة على الصبر، فالزيادة في المبنى زيادة في المعنى.


    ( قَالَ إِن سَأَلۡتُكَ عَن شَيۡءِۢ بَعۡدَهَا فَلَا تُصَٰحِبۡنِيۖ قَدۡ بَلَغۡتَ مِن لَّدُنِّي عُذۡرا )
    كن حريص على أن لا تكون مصدرا لإزعاج غيرك ، و انسحب من المكان الذي تشعر بأنه غير مرحب بك فيه .

    image.png.0c20962f65d2176d1764b63ff92d70ed.png

     


  18.    الحمد لله معز من أطاعه واتقاه ومذل من خالف أمره وأباه والصلاة والسلام على رسوله ومصطفاه محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد: فإن من رحمة الله بعباده أن شرع لهم ما يصلح حياتهم فأحل لهم البيع والشراء إلا إذا شمل لأمرا محرما، كما أن الشارع أباح للمسلم أن يتعامل مع غير المسلم إذا لم يكن في ذلك ضرر، وقد تعالت صيحات الناصحين في هذه الأزمان بضرورة المقاطعة الاقتصادية لبضائع الدول التي لها مواقف ظالمة، وفيما يأتي بيان لهذه الوسيلة الحديثة، ومدى توافقها مع المقاصد الشرعية في المعاملات المالية.

    1) وفي البداية نجد أن الأعداء يستخدمون المقاطعة الاقتصادية للضغط على المسلمين كثيرا، وأشهر مقاطعة من هذا النوع ما وقع من كفرة قريش في مقاطعتهم لبني هاشم حتى يسلموا لهم النبي صلى الله عليه وسلم لهم ليقتلوه، وفي ذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم لما واعد بعض أصحابه في مكان بمكة: "نحن نازلون غدا إن شاء الله بخيف بني كنانة حيث تقاسموا على الكفر- يعني بذلك المحصب- وذلك أن قريشا وكنانة تحالفت على بني هاشم ألا يناكحوهم ولا يبايعوهم حتى يسلموا إليهم النبي صلى الله عليه وسلم" ([1]). وقد استمرت هذه المقاطعة الظالمة ثلاث سنين ذاق فيها بنو هاشم وبنو المطلب أبناء عبد مناف أشد البلاء، وقد يكون موت أبي طالب بعد الحصار بستة أشهر من آثاره وكذلك ماتت بعده خديجة رضي الله عنها بثلاثة أيام([2]). فقد روى البخاري ومسلم عن أسامة بن زيد قال: قلت يا رسول الله أين تنزل غدا في حجته قال وهل ترك لنا عقيل منزلا ثم قال نحن نازلون غدا بخيف بني كنانة المحصب حيث قاسمت قريش على الكفر وذلك أن بني كنانة حالفت قريشا على بني هاشم أن لا يبايعوهم ولا يؤووهم. قال الزهري – رحمه الله - : والخيف: الوادي.

    2) ولا تزال الدول القوية تستخدم هذا السلاح للضغط على الدول الضعيفة لتحقيق مطالبها. ونحن في هذا المقام لا نتكلم هنا عن مقاطعة الدول لتوقيعها على اتفاقيات دولية، ووجود مصالح مشتركة، ولكونها قد تضعف عن ذلك، ولكن الحديث مع الشعوب المسلمة التي ترغب في التعامل مع الدول المعادية بعزة المسلم.

    3) والأصل أنه يجوز معاملة الكفار بالبيع والشراء سواء كانوا أهل ذمّة أو عهد أو حرب إذا وقع العقد على ما يحل، ولا يكون ذلك من موالاتهم ([3]). ودليل ذلك ما رواه البخاري برقم 2216 عن عبد الرحمن بن أبي بكر - رضي الله عنهما - قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم جاء رجل مشرك مشعان طويل بغنم يسوقها . فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أبيعاً أم عطيّة»؟ أو قال : أم هبة ؟ قال : لا، بل بيع . فاشترى منه شاةً، وقد بوّب البخاري على هذا الحديث في صحيحه: باب البيع والشراء مع المشركين وأهل الحرب. والأحاديث في الجواز متوافرة متواترة. وفي تقرير ذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – في اقتضاء الصراط المستقيم (2/15) « وإذا سافر الرَّجل إلى دار الحرب ليشتري منها جاز عندنا كما دل عليه حديث تجارة أبي بكر - رضي الله عنه - في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أرض الشام، وهي حينذاك دار حرب، وغير ذلك من الأحاديث ». قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله – في فتح الباري (9/280) : « تجوز معاملة الكفار فيما لم يتحقق تحريم على المتعامَل فيه، وعدم الاعتبار بفساد معتقدهم ومعاملاتهم فيما بينهم ».]

    4) ومن المقرر فقهاً جواز أن يمنع المسلم نفسه من التعامل مع من يراه محاربا لله ولرسوله، ومما يدل على مشروعية هذا الامتناع المسمى الآن: المقاطعة الاقتصادية؛ ما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خيلا قبل نجد فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة بن أثال سيد أهل اليمامة فربطوه بسارية من سواري المسجد فخرج إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال «ماذا عندك يا ثمامة»؟ فقال عندي يا محمد خير، إن تقتل تقتل ذا دم وإن تنعم تنعم على شاكر وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت فتركه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كان بعد الغد فقال «ما عندك يا ثمامة؟ قال ما قلت لك إن تنعم تنعم على شاكر وإن تقتل تقتل ذا دم وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت فتركه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كان من الغد فقال «ماذا عندك يا ثمامة»؟ فقال عندي ما قلت لك إن تنعم تنعم على شاكر وإن تقتل تقتل ذا دم وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أطلقوا ثمامة» فانطلق إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل ثم دخل المسجد فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله يا محمد والله ما كان على الأرض وجه أبغض إلي من وجهك فقد أصبح وجهك أحب الوجوه كلها إلي والله ما كان من دين أبغض إلي من دينك فأصبح دينك أحب الدين كله إلي والله ما كان من بلد أبغض إلي من بلدك فأصبح بلدك أحب البلاد كلها إلي وإن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة فماذا ترى فبشره رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمره أن يعتمر فلما قدم مكة قال له قائل: أصبوت؟ فقال: لا ولكني أسلمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا والله لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم) .

    قال الحافظ ابن حجر العسقلاني: [قوله: (لا تأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها النبي صلى الله عليه وسلم) زاد ابن هشام " ثم خرج إلى اليمامة فمنعهم أن يحملوا إلى مكة شيئا، فكتبوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم: إنك تأمر بصلة الرحم، فكتب إلى ثمامة أن يخلي بينهم وبين الحمل إليهم] فتح الباري 8/111. وزاد ابن هشام (السيرة النبوية، لابن هشام (2/381) : « فانصرف إلى بلاده ومنع الحمل إلى مكة حتى جهدت قريش، فكتبوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه بأرحامهم أن يكتب إلى ثمامة يُخَلّي إليهم حمل الطعام ففعل ».

    5) والامتناع عن التعامل مع المحادين لله ورسوله صلى الله عليه وسلم مأثور عن بعض من سلف من علماء الأمة، فقد ورد في ترجمة الإمام البهلول بن راشد القيرواني المالكي أحد أصحاب الإمام مالك رحمه الله أن البهلول دفع إلى بعض أصحابه دينارين ليشتري له بهما زيتا يستعذبه له، فذكر للرجل أن عند نصراني زيتا أعذب ما يوجد، فانطلق إليه الرجل بالدينارين فأخبر النصراني أنه يريد زيتا للبهلول فقال النصراني: نحن نتقرب إلى الله بالبهلول كما تتقربون أنتم إليه، وأعطاه بالدينارين من ذلك الزيت ما يعطى بأربعة دنانير من دنيء الزيت ثم أقبل إلى البهلول فأخبره الخبر فقال البهلول: قضيت حاجة فاقض لي أخرى، رد علي الدينارين، فقال: ولم؟ قال: ذكرت قوله تعالى: {لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله} فخشيت أن آكل زيت النصراني فأجد له في قلبي مودة، فأكون ممن حاد الله ورسوله على عرض من الدنيا يسير ([4]).

    6) وبنظرة عابرة في التاريخ الإسلامي نجد أن المسلمين قد يستخدمون المقاطعة أحيانا إذا ثبتت جدواها وأمنت أضرارها، فقد قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في حوادث سنة ثمان وستين وسبعمائة:" وفي يوم الأربعاء خامس عشرِهِ نودي بالبلدان ألا يعامل الفرنج البنادقة والجنوية والكنبلان"([5]). وهؤلاء طائفة من الفرنج من أهل البندقية بإيطاليا وجنوة، ولم يذكر رحمه الله سبب المقاطعة.

    7) وأما حكم التعامل التجاري مع من يسعى في الإضرار بالمسلمين، فإن من المقرر أن كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن " الأصل أنه لا يحرم على الناس من المعاملات التي يحتاجون إليها إلا ما دل الكتاب والسنة على تحريمه"([6]). فإن كان في معاملتهم ضرر للمسلمين، بأن يستخدموا ما اشتروه لقتال المسلمين فلا يجوز ذلك، فقد سئل الإمام ابن تيمية – رحمه الله - عن معاملة التتار فقال:" يجوز فيها ما يجوز في معاملة أمثالهم ويحرم منها ما يحرم في معاملة أمثالهم، فيجوز أن يبتاع الرجل من مواشيهم وخيلهم ونحو ذلك، كما يبتاع من مواشي الأعراب والتركمان والأكراد ويجوز أن يبيعهم من الطعام والثياب ونحو ذلك مما يبيعه لأمثالهم. فأما إن باعهم أو باع غيرهم ما يعينهم به على المحرمات كبيع الخيل والسلاح لمن يقاتل به قتالا محرما فهذا لا يجوز، قال تعالى: {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان...} ([7]).

    ونقل الإمام ابن تيمية – رحمه الله – في اقتضاء الصراط المستقيم (2/19( قال: سئل ابن القاسم – رحمه الله - عن النصراني يوصي بشيء يباع من ملكه للكنيسة هل يجوز لمسلم شراؤه فقال : لا يحل ذلك له لأنه تعظيم لشعائرهم وشرائعهم . وسئل في أرض لكنيسة يبيع الأسقف منها شيئاً في إصلاحها ؟ فقال : لا يجوز للمسلمين أن يشتروها من وجه العون على تعظيم الكنيسة. وسئل الإمام أحمد عن نصارى وقفوا ضيعة للبيعة أيستأجرها الرجل المسلم منهم؟ قال: لا يأخذها بشيء لا يعينهم على ما هم فيه. نقله الإمام ابن تيمية – رحمه الله – في اقتضاء الصراط المستقيم (2/20). وقال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبدالوهاب – رحمه الله - : « الكافر الحربي لا يُمَكَّن مما يعينه على حرب أهل الإسلام ولو بالميرة والمال، ونحوه، والدواب والرواحل، حتى قال بعضهم بتحريق ما لا يتمكن المسلمون من نقله في دار الحرب من أثاثهم وأمتعتهم، ومنعهم من الانتفاع به » (الدرر السنيّة (8/340). وقال ابن بطال:" معاملة الكفار جائزة إلا بيع ما يستعين به أهل الحرب على المسلمين"([8]). 

    8)وبالجملة، فمن نوى بترك شراء بضائع الدول الظالمة واعتاض عنها ببضائع المسلمين حبا للإسلام وأهله وكرهاً للكفر وأهله فنيته مأجور عليها، ومن عجيب ما يذكر في ترجمة الإمام أحمد – رحمه الله - أنه كان إذا نظر إلى نصراني غمض عينيه فقيل له في ذلك فقال : لا أقدر أنظر إلى من افترى على الله وكذب عليه ([9]) . وكان يقول : لا تأخذوا عني هذا فإني لم أجده عن أحد ممن تقدم ولكني لا أستطيع أن أرى من كذب على الله ([10]). وقال ابن عقيل في الفنون:" إذا أردت أن تعلم محل الإسلام من أهل الزمان فلا تنظر إلى زحامهم في أبواب الجوامع ولا ضجيجهم في الموقف بلبيك، وإنما انظر إلى مواطأتهم أعداء الشريعة "([11]).

    9) والمسلم إذا وطن نفسه ألا يعين الكافر الظالم على كفره بشراء بضاعته فإنه سيحصل على فوائد له ولمجتمعه منها:

    1- أنه سيؤجر على صدق نيته وحبه للمؤمنين وبغضه لمن حاد الله ورسوله.

    2- أن ذلك الولاء والحب للإسلام وأهله والبراء والبغض للكفار الظالمين سيتجدد دوما وتزيد مما ينتج عنه زيادة ترابط المسلمين واتحاد قلوبهم قبل بلادهم.

    3- أن هذا سيزيد اقتصاد الدول الإسلامية وسيضعف اقتصاد الدول الظالمة على المدى البعيد.

    10) والكلام في هذا المقام عن التعامل الشعبي، وأما الحكومات فالتعامل أو المقاطعات ينظر فيها للمصالح والمفاسد حسب نظرة أولي الأمر، فقد قرر فقهاء المسلمين أن:" تصرفات الإمام منوطة بالمصلحة" ([12])، قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – كما في الاختيارات الفقهية 311 . : « الواجب أن يعتبر في أمور الجهاد برأي أهل الدين الصحيح الذين لهم خبرة بما عليه أهل الدنيا دون أهل الدنيا الذين يغلب عليهم النظر في ظاهر الدين ؛ فلا يؤخذ رأيهم، ولا برأي أهل الدين الذين لا خبرة لهم في الدنيا ». وقد نبه الإمام الشاطبي - رحمه الله – إلى أهمية النظر في المآلات فقال: "النظر في مآلات الأفعال معتبر مقصود شرعاً، كانت الأفعال موافقة أو مخالفة، وذلك أن المجتهد لا يحكم على فعل من الأفعال الصادرة عن المكلفين بالإقدام أو الإحجام إلا بعد نظره إلى ما يؤول إليه ذلك الفعل المشروع لمصلحة فيه تستجلب، أو لمفسدة تُدرأ، ولكن له مآل على خلاف ما قصد منه، وقد يكون غير مشروع لمفسدة تنشأ عنه أو مصلحة تُدْفَع به، ولكن له مآل على خلاف ذلك، فإذا أطلق القول في الأول بالمشروعية فربما أدى استجلاب المصلحة فيه إلى مفسدة تساوي المصلحة أو تزيد عليها، فيكون هذا مانعاً من إطلاق القول بالمشروعية، وكذلك إذا أطلق القول في الثاني بعدم المشروعية ربما أدى دفع المفسدة إلى مفسدة تساوي أو تزيد، فلا يصح إطلاق القول بعدم المشروعية، وهو مجال للمجتهد صعب المورد عذب المذاق، محمود الغب، جارٍ على مقاصد الشريعة" ([13]). وقال الإمام العز بن عبدالسلام - رحمه الله -: "يتصرف الولاة ونوابهم بما هو أصلح للمولّى عليه درءًا للضرر والفساد وجلباً للنفع والرشاد، ولا يقتصر أحدهم على الصلاح مع القدرة على الأصلح إلا أن يؤدي إلى مشقة شديدة، ولا يتخيرون في التصرف حسب تخيرهم في حقوق أنفسهم"([14]).

    11) قال العلامة الشيخ عبدالرحمن السعدي – رحمه الله – في خطبة له في مجموع خطبه ص 107 حيث يقول: "ومن أعظم الجهاد وأنفعه السعي في تسهيل اقتصاديات المسلمين والتوسعة عليهم في غذائياتهم الضرورية والكمالية، وتوسيع مكاسبهم وتجاراتهم وأعمالهم وعمالهم، كما أن من أنفع الجهاد وأعظمه مقاطعة الأعداء في الصادرات والواردات، فلا يسمح لوارداتهم وتجاراتهم، ولا تفتح لها أسواق المسلمين، ولا يمكنون من جلبها على بلاد المسلمين؛ بل يستغني المسلمون بما عندهم من منتوج بلادهم، ويوردون ما يحتاجونه من البلاد المسالمة. وكذلك لا تصدر لهم منتوجات بلاد المسلمين ولا بضائعهم، وخصوصاً ما فيه تقوية للأعداء كالبترول، فإنه يتعين منع تصديره إليهم.. وكيف يصدر لهم من بلاد المسلمين ما به يستعينون على قتالهم؟؟! فإن تصديره إلى المعتدين ضرر كبير، ومنعه من أكبر الجهاد ونفعه عظيم. فجهاد الأعداء بالمقاطعة التامة لهم من أعظم الجهاد في هذه الأوقات، ولملوك المسلمين ورؤسائهم -ولله الحمد- من هذا الحظ الأوفر والنصيب الأكمل، وقد نفع الله بهذه المقاطعة لهم نفعاً كبيراً، وأضرت الأعداء وأجحفت باقتصادياتهم، وصاروا من هذه الجهة محصورين مضطرين إلى إعطاء المسلمين كثيراً من الحقوق التي لولا هذه المقاطعة لمنعوها، وحفظ الله بذلك ما حفظ من عز المسلمين وكرامتهم. والمقصود أن مقاطعة الأعداء بالاقتصاديات والتجارات والأعمال وغيرها ركن عظيم من أركان الجهاد، وله النفع الأكبر وهو جهاد سلمي وجهاد حربي.

    12) ومن قاطع المعتدين بنية طيبة، فإنه مأجور بنيته، قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – في مجموع الفتاوى (7/43) : « المباح بالنيّة الحسنة يكون خيراً، وبالنيّة السّيئة يكون شراً، ولا يكون فعل اختياري إلا بإرادة .. فإذا فعل شيئاً من المباحات فلا بد له من غاية ينتهي إليها قصده، وكل مقصود إما أن يقصد لنفسه وإما أن يقصد لغيره فإن كان منتهى مقصوده ومراده عبادة الله وحده لا شريك له وهو إلهه الذي يعبده لا يعبد شيئاً سواه وهو أحب إليه من كل ما سواه ؛ فإن إرادته تنتهي إلى إرادته وجه الله، فيثاب على مباحاته التي يقصد الاستعانة بها على الطاعة، كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « نفقة الرجل على أهله يحتسبها صدقة ».

    13) والغيرة للدين القويم والنبي الكريم صلى الله عليه وسلم دليل إيمان، قال القرافي – رحمه الله – " في قوله تعالى: {ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح} فأثابهم الله على الظمأ والنصب وإن لم يكونا من فعلهم بسبب أنهما حصلا لهم بسبب التوسل إلى الجهاد الذي هو وسيلة لإعزاز الدين وصون المسلمين فيكون الاستعداد وسيلة الوسيلة] الفروق 2/33. والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

    ----------------------------------------

    ([1]) رواه البخاري(1590). ([2]) زاد المعاد في هدي خير العباد لابن القيم 3/31. ([3])الولاء والبراء في الإسلام، محمد سعيد القحطاني، 356 .. ([4])ترتيب المدارك 3/98. ([5])البداية والنهاية 18/722 طبعة دار هجر. ([6])السياسة الشرعية لابن تيمية /155 . ([7])المسائل الماردينية لابن تيمية /132. ([8])فتح الباري شرح صحيح البخاري 4/410. ([9])الآداب الشرعية لابن مفلح 1/391 . ([10])الآداب الشرعية لابن مفلح 1/391 . ([11])الآداب الشرعية لابن مفلح 1/268. . ([12]) الأشباه والنظائر للسيوطي – طبعة دار الكتب العلمية ص 121، الأشباه والنظائر لابن نجيم ص 105، الوجيز في إيضاح القواعد الفقهية الكلية للبورنو ص 347. ([13]) الموافقات للإمام الشاطبي، الطبعة الأولى، السعودية، الخبر: دار ابن عفان، 5/177 و178. ([14])القواعد الكبرى، الموسوم بقواعد الأحكام في إصلاح الأنام. - عبد العزيز بن عبد السلام -تحقيق: نزيه حماد، وعثمان ضميرية، الطبعة الأولى، دمشق: دار القلم. 1/75.

    ________________________________________

    كتبها الدكتور: عبدالعزيز الدغيثر

     

     


  19.  

     

     الجزء 15

     

    (ولَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ )الزّنا اشْتملَ على أنواع منَ المفاسد: اخْتِلاطُ الأنْسابِ واشْتِباهُها أنّ المرْأةَ إذا باشَرَتِ الزِّنا وتَمرَّنَتْ عليْهِ يسْتَقْذِرُها كُلُّ طَبْعٍ سلِيم أنّهُ إذا انْفَتح بابُ الزّنا لا يَبْقى بَيْنَ الإنْسانِ وبينَ سائِرِ البهائِم فَرْق


    ﴿ أخرقتها لتغرق أهلها ﴾ ينبغي على الإنسان التثبت وعدم التسرع في إصدار الأحكام.


    {وإذ ٱعتَزَلتُمُوهُم وما یَعۡبُدُون إلّا ٱللهَ فَأوُۥۤا۟ إلى ٱلۡكَهفِ یَنشُر لَكُم ربُّكُم من رحۡمَتِهِۦ وَیُهَیِّئۡ لكم…}#الكهف تفاءل وأنت في الضيق برحمة الله والرزق والتوسيع.


    "ألا تتخذوا من دوني وكيلاً". فوض جميع شؤونك إلى الله، ففي التوكل على الله الكفاية والهداية، قال الله:"ومن يتوكل على الله فهو حسبه". ومن صدق في التوكل على الله أورثه الله سكينة وطمأنينة وقوة يستعين بها على شدائد الحياة.


    ﴿وَقُل لِعِبادي يَقولُوا الَّتي هِيَ أَحسَنُ إِنَّ الشَّيطانَ يَنزَغُ بَينَهُم﴾ أعظم أسباب القطيعة و إيغال الصدور والعداوات بسبب اللسان فاختر من الألفاظ أحسنها لتلقى في قلوب الناس محبة وقبولا ، واحذر كل كلمة تحتمل أذى وتجلب لك عداوة


    ﴿وَقُل رَبِّ أَدخِلني مُدخَلَ صِدقٍ وَأَخرِجني مُخرَجَ صِدقٍ وَاجعَل لي مِن لَدُنكَ سُلطانًا نَصيرًا﴾ اجعلها على لسانك في كل مدخل ومخرج ترجو نفعه أو تخشى ضره


    ﴿وَإِذا قَرَأتَ القُرآنَ جَعَلنا بَينَكَ وَبَينَ الَّذينَ لا يُؤمِنونَ بِالآخِرَةِ حِجابًا مَستورًا﴾ كثرة قراءة القرآن حجاب لك من شياطين الإنس والجن


    { إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم} لن يستفيد من إحسان نيتك وعملك وخلقك إلا أنت والجزاء من جنس العمل


    ﴿انظُر كَيفَ فَضَّلنا بَعضَهُم عَلى بَعضٍ وَلَلآخِرَةُ أَكبَرُ دَرَجاتٍ وَأَكبَرُ تَفضيلًا﴾ لاتحزن حين ترى من فضله الله عليك في أمور الدنيا ، وانظر إلى من فضله الله في أمور الآخرة فتلك هي الغبطة حقا


    افتتحت سورة الإسراء بالتسبيح تنزيها لله تعالى عما كذب به المشركون من أمر الإسراء والمعراج وافتتحت سورة الكهف بالحمد تذكيرا لنبيه ﷺ بنعمته عليه في إنزال وحيه بعد تأخره حين سأله المشركون عن ثلاث مسائل فوعدهم من غد ولم ينزل الوحي إلا بعد أيام


    ﴿وَلا تَجعَل يَدَكَ مَغلولَةً إِلى عُنُقِكَ وَلا تَبسُطها كُلَّ البَسطِ فَتَقعُدَ مَلومًا مَحسورًا﴾ التوازن من أعظم مايحقق للإنسان سعادته واستقراره ، حتى في الأمور المالية


    ﴿ وَلا تَنهَرهُما وَقُل لَهُما قَولًا كَريمًا﴾ اختر من الألفاظ في خطابك لوالديك أكرمها وأفضلها وإياك ثم إياك أن تنهرهما أو تشعرهما بالخطأ فذلك ذنب وعقوق


    { إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم } إذا أردت أن ترتقي في سلم الكمالات فانظر في كتاب ربك وقوم نفسك وعملك وخلقك


    ﴿*أم أمنتم أن يعيدكم فيه تارة أخرى* فيرسل عليكم قاصفا من الريح فيغرقكم بما كفرتم ﴾ . إذا نجاك الله من غم أو كربة أو ضائقة فابق حامدا لله دائما وانسب الفضل له سبحانه وليبقى قلبك منكسرا له، فكما نجاك الله منها ،قادر سبحانه أن يعيدك لنفس الضائقة


    [وقل لهما قولا كريما] [فقل لهم قولا ميسورا ] [وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم..] اعمل بوصية ربك.. فكم من كلمات كانت بمثابة خناجر مسمومة طعنت في مقتل.. فمزقت علاقات وقطعت أواصر وكسرت خواطر وخلفت جراحات.


    (إِنَّ ٱلۡمُبَذِّرِينَ كَانُوٓاْ إِخۡوَٰنَ ٱلشَّيَٰطِينِ) ولوكان التبذير يجعل لك من الشيطان شبيه .. فذاك يكـفيك وزيادة بأن لا تقرب التبذير .


    إذا اجتهدت في بر والديك وسعيت لذلك ، ثم لم يحصل منهما رضاهما، فلا تجزع فإن ربك يعلم نيتك ويرى سعيك ولا يضيع عنده شيء. تأمل بعد آية بر الوالدين قال الله: ﴿ربكم أعلم بما في نفوسكم إن تكونوا صالحين فإنه كان للأوابين غفورا﴾


    (وَأَوۡفُواْ بِٱلۡعَهۡدِۖ إِنَّ ٱلۡعَهۡدَ كَانَ مَسۡـُٔولٗا) الوفاء بالعهد من عُـرى الإيمان .. مع الله أولًا .. ومع خلقه ثانيًا .. وسنُسأل عنه يوم الدين.


    إِنۡ أَحۡسَنتُمۡ أَحۡسَنتُمۡ لِأَنفُسِكُمۡۖ وَإِنۡ أَسَأۡتُمۡ فَلَهَاۚ) قاعدة من القواعد الحسان، فإحسانك لنفسك، هو نور لك في الدنيا وعند ربك والله غنـيٌ عنا وعنك .. و إلاساءة عاقبتها عليك ..عليك وحـدك


    (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه) وفي الوقت نفسه اصبر نفسك عن الذين يغفلون عن ربهم بالغداة والعشي لا يرجون لقاءه! صاحِب الأتقياء الأخيار فالصاحب ساحب.. وراجع قائمة أصدقائك على معيار هذه الآية، لو لم يبق فيها إلا صديق واحد فإنه يكفيك!


    في سورة الإسراء (وما يعدهم الشيطان إلا غرورا)
    وفي سورة الكهف (أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو)
    مهما وعدك فإنه عدوك وسيتبرأ منك فاتّخذه عدوا!


    (سورة الكهف) تعلمنا أن كل منّا يحتاج لكهف يأوى إليه ويعتصم به من هذه الفتن التي تموج.. وكهف المؤمن قرآنه وسنة نبيه ﷺ..


    [ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا ] فمن يأمن البلاء بعد محمد ﷺ ؟!! فلتضرع القلوب وتلهج الألسن لعلام الغيوب ب : ( يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك)


    ﴿ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن *فأولئك كان سعيهم مشكورا*﴾ سبحان ربنا الشكور، الأعمال التي يعملها العبد ليست أهلا لجلاله ولعظمته سبحانه، لكنه الشكور سبحانه يقبل السعي والعمل على مافيه من التقصير..


    أكثر الألفاظ ورودا في سورة الإسراء: الإنسان، القرآن، الآخرة ثلاثية محورها: صناعة الإنسان بمنهج القرآن ليكون من المفلحين في الآخرة


    في الإسراء (اقرأ كتابك) في الكهف (يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها) آيات تخلع القلب من الصدر خشية وخوفا! رب اعفُ عنا وبدّل سيئاتنا حسنات واسترنا بسترك الجميل ولا تُخزنا بفضح ما في كتابنا على الملأ


    قاعدة الأمة الوسط: التوسط بلا إسراف ولا تقتير (وكان بين ذلك قواما) زكّ نفسك بالتوسط في الإنفاق حتى في المباحات من الكماليات أدّبها بـ " أوكلما اشتهيت اشتريت؟!"


    (وكُلَّ إِنسانٍ ألزَمْناهُ طائِرَهُ في عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ القِيامَةِ كِتابًا يَلْقاهُ مَنْشورًا ﴿١٣﴾ الإسراء) في كل لحظة من عمرنا نحن نسطّر في كتابنا إما خيرا وإما شرّا (اقرأْ كِتابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ اليَوْمَ عَلَيْكَ حَسيبًا ﴿١٤﴾) ما أشدّه من موقف!


    (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا) (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب) افتتاح سورتي الإسراء والكهف بصفة العبودية يعلمنا أن: العبد مخلوق أرضي كتابه سماوي وأن الفتن أرضية والنجاة منها سماوية مفتاحها توحيد وقرآن..


    [وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسه الشر كان يئوسا] أما حال عبد الله المؤمن فعند الضراء صابر وعند السراء شاكر.. [قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا ]


    في الكهف (وكان الإنسان أكثر شيء جدلا) من صفات الإنسان السلبية: الجدل علاجها في جعل القرآن قيّما يُحتَكم إليه في كل قضية تحسم أي جدل. في الإسراء (وكان الإنسان عجولا) العجلة من صفات الإنسان السلبية وعلاجها أن تتدرب على قرآءة القرآن على مُكث


    (وَإِن مِّن شَيۡءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمۡدِهِۦ وَلَٰكِن لَّا تَفۡقَهُونَ تَسۡبِيحَهُمۡۚ) آيـة تُبـهر عقـول أولـي الألـباب .. كل شيء تراه أمام ناظريك يتحرك أولا يتحرك ، وكل ما يخطر لك ببال ، وفـيه تحتار .. تيقن إنه تسبيحٌ بالرحمٰن .


    [ذلك مما أوحى إليك ربك من الحكمة ولا تجعل مع الله إلها آخر فتلقى في جهنم ملوما مدحورا ] من قام بهذه الوصايا وامتثل هذه الأوامر واجتنب تلك النواهي والتي مبدأها ومنتهاها تحقيق التوحيد فقد أوتي الحكمة ومن أوتي الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا.


    ﴿فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا﴾ تسليم المؤمن بقضاء الله وقدره فيما يكره خير له .


    ولا تَمْشِ في الأَرضِ مَرَحًا ۖ النهْي عن أنْ يمشِيَ الإنسان مشْيًا يدُلّ على الكِبْرِياءِ والعَظَمَة.
    وفي سورة الفُرقان: ﴿وعِبادُ الرّحمنِ الذينَ يمشُونَ على الأرض هَوْنًا﴾
    وفي سورة لُقمان: ﴿واقْصِدْ في مشْيِكَ واغْضُضْ من صوتِك
    فاختر لنفسك المشية التي يحبها الله


    تعلمنا #سورة_الكهف أن الأقدار قد تسير عكس ما يتوقعه المؤمن من خلال التجارب والنظريات تدبير الله يفوق جميع التخيلات وهذا من أعظم مقاصد القرآن #تدبر الآيات {ٱلحمد لله ٱلذی أنزل على عبده ٱلكتـٰب…}

     

     لا تخف على الدين، خف على نفسك نام أصحاب الكهف ٣٠٠ سنة فلما استيقظوا وجدوا الناس أسلموا هم بذلوا السبب وﷲ نصر دينه بدونهم

     

    ينبغي للإنسان أن يبتعد عن كل ما يدعو إلى فاحشة الزنا (ولا تقربوا الزنا) لأنه إذا اقترب من دواعيه لايأمن على نفسه.

     

    ﴿وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم﴾ إذا تولاك الله فنم قرير العين فسيحفظك ويقيك من كل شر ويسخر لك كل شيء

     

    { لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً } احذر الصغائر !! إياكم ومحقرات الذنوب ،فإنها تجتمع على صاحبها حتى تهلكه .

     

    ( قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيباً ) نعم ليست بعيدة تلك الأمنيات وليست مستحيلة تلك الرغبات فقط ينقصنا الأمل وحسن الظن بالله كي تتحقق ..


    كلما زينت لك نفسك حب الدنيا ذكرها بـ(المال والبنون زينة الحياة الدنيا) وبشّرها بـ(والباقيات الصالحات خير عند ربك ثواباً)

     

    -﴿ فإني نسيت الحوت ﴾ أضاعوا الحوت .. فوجدوا الخضر ! يبتليك الله بفقدان شئ أو نسيانه فيعوضك بما هو خيرًا منه .. بعض النسيان عطاء ..

     

    ( قُلْ لَوْ أنتم تَمْلِكُونَ خزائن رَحْمَةِ رَبِّي إِذاً لأَمْسَكْتُمْ خشية الإِنفَاقِ) هل تخيلت يوماً أن المتصرف بالارزاق هم البشر؟! كيف سيكون حال الكثير منا! هل تخيلنا كم من أناس سيتركون وظائفهم وكم من أناس ستقفل محلاتهم وكم وكم ؟! لكن الحمد لله أنه رب الأرزاق ..

     

    في اختبار الحياة .. لا يهم الكم بل الكيف .. ولا يتفوق الأكثر بل الأتقن .. ﴿ لنبلوهم أيهم أحسن عملا﴾

     

    {واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا} لاتحد النظر إليهما لاتغلظ صوتك عند مخاطبتهما أجب نداءهما بقدر ماتستطيع بمحبة وخضوع اعتدل في جلستك حين دخولهما مجلسك رحب بهما وافسح لهما لاتسفه لهما رأيا سارع لخدمتهما بل بادر قبل طلبهما تفقد حاجاتهما

     

    {فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا} الحال تتغير و تتبدل فلاشي يدوم قد تكون للأسوأ وقد تكون للأفضل فاعتمد على الله بذلك وتبرأ من حولك وقوتك.

     

    {ولولا أن ثبتناك} ثباتك عند الملمات والمصائب هو بفضل الله سبحانه فلولاه لما ثبتك فإياك والاغترار والركون لنفسك.

     

    {وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا} من بدأ يومه بصلاة الفجر والقرآن الكريم ومعية رب العالمين وقرب الملائكة المكرمين فهل يضره بعد ذلك ضار؟!

     

    (فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا) لجوا إلى الله ، ودعوه وحده، فكانت عاقبتهم الحفظ، والنصر، والتمكين، وقرآن يتلى إلى يوم القيامة.


    (وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُل لَّهُمْ قَوْلًا مَّيْسُورًا ) النفوس الكريمة ..لايُعدم خيرها إمّا بذلًا وإمّا قولًا لينًا سهلًا.

     

    {وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا} التمني للآخرة لا يكفي ، لابد من العمل .. و شرطه للوصول الإيمان .. {وَهُوَ مُؤْمِنٌ } اذا فقد الإيمان كان العمل هباء .

     

    {اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا} [الإسراء : 14] البعض يكتب في وسائل التواصل تحت أسم مستعار ونسي أن نسخة مما كتب سيقرأها بنفسه يوم القيامة في كتابة

     

    (ولا تقف ماليس لك به علم) دعوة الى صون الجوارح والتحري والتثبت من الامور قبل التحدث بها والخوض فيها..فذلك اسلم للذمة

     

    {ومن الليل فتهجد به نافلةً لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} فُرِضَ على النبي فرض مخصوص أن يقوم الليل. فإذا كان صاحب المقام المحمود،خير خلق الله، خير معلم الناس الخير، يحتاج إلى المجهود ليصل؟ فكيف بنا ونحن بجانبه -صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم- لا شيء!

     

    ( وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ) تمهل كثيرًا وتوقف عن نشر الإشاعات ! لاتنشر إلا ماعلمته وتأكدت من مصدره وصحته ..

     

    بدأت السورة التي ذكرت فيها الفتن ، بعلاج الفتن كلها : " القرآن " ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ ) لمن يبحث عن سبل الثبات في زمن الفتن ، كتاب الله ثبات

     

    " وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا " لا تَمُن على الله بالعمل فلولا توفيق الله لك لما سلكت الطريق

     

    يعطي الله الدنيا لمن يحب ومن لايحب ،ولايعطي الدين إلا من يحب (كلاً نُمدّ هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وماكان عطاء ربك محظورا)


    إذا تدبرت هذه الآية وعقلت معناها ستتغير بإذن الله إلى الأفضل: ﴿وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا﴾.

     

    ( إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ ) تعيش حرًا في كهف خيرًا من أن تبقى عبدًا في القصر .. السعادة ليست بالمسميات ..

     

    ﴿واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه﴾ اختر صحبة الصالحة وجاهد نفسك على صحبتهم التي تجرك الى الخير وتنصحك التي تخجلك أن تفعل المعصية بينهم واعلم أنك إذا صحبتهم فزت في الدنيا وفي الآخرة يشفع لك حتى تجد نفسك قد رافقته في الجنة

     

    {رب ارحمهما كما ربياني} ولم يقل: كما اطعماني فالتربية أولا وهي الأهم

     

    ﴿وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا﴾ أكثر من هذا الدعاء لولديك، لا سيما في هذا الشهر الفضيل.

     

    ﴿رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ ۚ إِن تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا﴾ َنيتك الطيبة.. هي من تجلب لك الخير دائما فعلى قدر النوايا تكون العطايا لذا ضع نية الخير في قلبك وسيتولى الله أمرك..


    ( اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً) كتاب أملته أنفسنا وخطته أيدينا وشهدت عليه جوارحنا .. هنا نجد صعوبة الموقف !

     

    ( وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ) أنت رهينة عملك وأسيره يأخذك حيث يذهب .. فمن أحسن العمل فقد أحسن المآل ..

     

    (اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بنفسك الْيَوْمَ عليك حَسِيبًا) حياتنا صحائف نكتب عليها، تعرض علينا يوم القيامة، فلنكتب عليها ما يسرنا رؤيته ونسعد بقراءته يوم العرض ... وما من كاتب إلا سيفني ويبقي الدهر ما كتبت يداه فلا تكتب بخطك غير شيء يسرك في القيامة أن تراه

     

    (وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم) إذا تولى الله عبده سخر له مخلوقاته وهيأ الأسباب لحفظه، فقط كن مع الله ترى الله معك ..

     

    اللبيب من يوزن كلماته قبل نطقها فمقياس الكلمات بما تحمل في داخلها من معانٍ ! ( كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ )


    قال فتية الكهف: "ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا .." فكانت العاقبة: "فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقًا" في كل عمل تنوي القيام به استعن بالله أولا واسأله الهداية والعون والتوفيق للصواب.

    ClV2opHWMAEctep.jpg

     
    DB8F_HwWAAE4B5C.jpg
     
     
     
     

     

     

     


  20.  الجزء 14

    ( ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثًا ) ما أجمل أن نكون دعاة للخير , ولكن الذي يؤلم القلب أن تجدين تلك التي تُحب الخير وتُسارع إليه وتجمع الحسنات من هنا ومن هنا وسعيها كله خير , ولكن تأتي بمجلس واحد تغتاب تلك وتلك ؛ فتُذهب كل ماكانت تسعى من أجله - رحم الله حالها - , لنوعّي عقولنا بأن الغيبة لا تستحق أن نخسر الجنة لأجلها 🙂

     

    (واصبر وما صبرك إلا بالله) -صبر في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة -صبر على جدال المدعويين بالتي هي أحسن -صبر على رغبة النفس في المعاقبة وردّ الإساءة -صبر على تنفيذ أمرالله بالصبر -صبر على كتم الأحزان مهما عظمت -صبر على أقدار الله وقضائه -صبر على مكرالماكرين

     

    (ينبت لكم) (وسخر لكم) (وما ذرأ لكم) (والله جعل لكم) تأمل تكرار كلمة (لكم) في سورة النعم هذه !! من نحن حتى يتودد لنا الغني الكريم العزيز بكل هذه النعم؟! ومن نحن حتى نقابل كل هذا بالتبغض له جل وعلا بالكفر والمعاصي

     

    (ذَرۡهُمۡ يَأۡكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلۡهِهِمُ ٱلۡأَمَلُۖ فَسَوۡفَ يَعۡلَمُونَ) آية فيها تهديدووعيد، لمن يسوِّف ويشغله الأمل بطول الأجل .

     

    (وَجَعَلۡنَا لَكُمۡ فِيهَا مَعَٰيِشَ وَمَن لَّسۡتُمۡ لَهُۥ بِرَٰزِقِينَ) إن الله ﷻ تكفل برزقك ورزق من تعوله، فِلمَ الخوض بالباطل في أمور شُـح المال وضيق العيش ؟!!!


    - (رُّبَمَا يَوَدُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوۡ كَانُواْ مُسۡلِمِينَ) تمسك بشرائع ديننا الحنيف، في حياتك الدنيا ولاتفرّط فيها فلو تمنيت وافتديت بمليء الدنيا ذهبًا لتنج ُمن عذاب أهوال الآخرة،فلن يكون .

     

    (نبئ عبادي أني أنا الغفورالرحيم) تعود إليه تائبا فيقبلك دون عتاب تعود إليه مستغفرا خجِلا فيسترك ويغفر لك تمشي إليه بخطوات عرجاءفيأتيك هرولة يدعوك ليتوب عليك فلا تسوّف ولا تتأخر عن إجابةدعوته أنت الفقيرإليه المحتاج له على الدوام أنت العبدالخطّاء وهو الرب الغفور الرحيم


    [وجعلنا لكم فيها معايش ومن لستم له برازقين.وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم] لو تيقن الخلق من هذه، فلا يحق إذن لمن ضُيق عليه رزقه أن يذل نفسه إلا بين يدي رازقه سبحانه، ولا يحق لمن بسط له رزقه أن يتكبر ويطغي بل ينكسر شكرا لمسدي النعمة سبحانه


    - قال تعالى 😞 واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولاتكُ في ضيق ممايمكرون * إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ) آية عظيمة من كتاب لله يخاطب به رسوله صلى الله عليه وسلم مواسيا له ومصبرا له .. آية تأتيكي في هذا الزمن الصعب الذي كثرت فيه مكائد أعداء الإسلام وكثرت فيه الفتن وعظم فيه البلاء .. تذكرنا أن صبرنا يجب أن يكون ابتغاء وجه الله .. ولن يكون إلا بمعونة الله لنا وأن الإنسان لن يستفيد من حزنه على العباد إذا ما بلغهم دين الله ولم يستجيبوا .. ( ولا تك في ضيق مما يمكرون ) نعم يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين .. مهما دبروا ومكروا فاالله قوي قدير يعلم السر وأخفى .. ثم إنه سبحانه مع الذين يتقونه ويخافونه ويعملون في الدنيا مستشعرين معنى الإحسان بينهم وبين خالقهم وبينهم وبين الناس .. ختام رائع لسورة مليئة بالآيات والعبر ..

     

    - (ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون - فسبحبحمد ربك وكن من الساجدين - واعبد ربك حتى ياتيك اليقين)
    لكل من أحس بالغربه في زمن الفتن ونادى ( ياقوم أجيبوا داعي الله ) وهم له مستنكرون! فضاقت عليه الأرض بمارحبت وماهي الأرض الا الدنيا الفانيه , أعمارنا فيها جزء من يوم عند الله .إليك فيء المسافر , توجيه كريم من المنان الرحيم التسبيح بحمد الله  والأكثار من السجود والتقرب إلى الله بأنواع العبادات بما استطاعه البدن واعتلت به الهمه , حتى يأتي يوم اليقين يوم الرحيل ،نسأل الله العظيم أن يكون لنا ولوالديناو المؤمنين والمؤمنات بشرى و حسن الختام


    - (( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون )) ان الله سبحانه وتعالى مع الذين أسلموا وأطاعوا امره ولم يكفروا , فهؤلاء الأتقياء . قوله تعالى (( واصبر وماصبرك إلابالله ولاتحزن عليهم ولاتك في ضيق ممايمكرون )) اصبر على الدعوة وقول الحق ولايضيق صدرك بمايقولون ويكذبونك , فأنت على الحق والله معك ,, فهنا دليل على دعوتك لله وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر فلاتحزن بمايقوله الناس ويشيرون إليك فأنت على الحق فاصبر على هذه الدعوة فإن الذين يتربصون ويكونون بالمرصاد لماتقول وتفعل دعهم يمضون فهذا عائد إلى أنفسهم , وأنت امض في طريق الدعوة والثبات على المبادئ .. ((يثبت الله الذين ءامنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الأخرة)).


    -( وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ماعوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين ) فيه هذه الآية يتضح منهج الاسلام في العدل ودعوته وترغيبه في الاحسان والعفو بالوعد لما هو خير عند الله قال تعالى :(فمن عفا وأصلح فأجره على الله)


    - فاصفح الصفح الجميل) الصفح الجميل هو الصفح الذي لا اذية فيه بل يقابل اساءة المسيء بالاحسان وذنبه بالغفران وايضا الصفح الجميل هو الصفح الذي قد سلم من الحسد والحقد والاذيه في القول والفعل ..... فما اجملنا حين نصفح الصفح الجميل لمن اساء لنا ونقابل اساءته بالاحسان وهذا خلق جدا عظيم في نظري وبالطبع في نظر غيري فلن يكون بيننا حقد ولا حسد وجميل جدا ان نحسن ونذكر قوله تعالى (هل جزاء الاحسان الا الاحسان ) وما اجمل ! ان نغفر زلات غيرنا فالحياة اقصر مما ان نتوقع فلنسامح من اخطأ في حقنا ونقبل من اصفح صفحا جميلا الينا

     

    (إن ابراهيم كان امة قانتا لله حنيفا ولم يكن من المشركين )كان وحيدا بشخصه  لم يؤمن به احد لكنه كان امة بايمانه  الخالص لله مطيعا له مستقيم على دين الاسلام فلا يضرك ان كنت وحيدا في استقامتك في زمن تعصف به الفتن ...عصمنا الله واياكم منها


    في قوله تعالى " ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ماترك عليها من دابة ولكن يؤخرهم الى أجل مسمى ... " يظهر لطف الله عز وجل ورحمته بك وهو "اللطيف " الرحيم "، فبعد أن ظلمت نفسك ، وعصيت ربك وخالفت نبيك وهجرت كتابك ونسيت اخرتك وغرتك دنياك ، يمهلك ربُك مهلة إلى أجل مسمى ، لعلمه بضعفك ورجاءَ أن تعود اليه  فتعرفه حق المعرفة ، قبل أن يأتي يوم لا إمهال فيه !!


    { إن الله يأمر بالعدل و الإحسان و إيتاء ذي القربى ....} أن هذه الآية جامعة لكل الأوامر و المنهيات وكل شيء داخل فيها , فكل مسألة فيها عدل و إحسان و إيتاء ذي القربى ، فهي مما أمر الله به ، وكل مسألة فيها فحشاء و منكر و بغي ، فهي مما نهى اللـــه عنه .. جعلنا الله و إياكم ممن يمتثل لأوامره سبحانه ، و ينتهي عن نواهيه ..()

    بعد أن ذكر سبحانه فضل العمل الصالح ﴿من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ..﴾ [النحل]
    أشار بعده إلى نوعٍ من أنواعه وأحد أعظم أسباب السعادة والحياة الطيبة وهو القرآن الكريم ﴿فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم﴾ [النحل].

     

    ﴿إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ﴾
    كلما اقتربت من ربك ..
    ابتعد الشيطان عن دربك..

     

    {وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ}
    جميع النعم ظاهرها وباطنها منه وحده سبحانه، فلا تظن أن أحدا قد منحك شيئا، ولو أعطاك كنوز الدنيا ، بل الله ساقه اليك سوقا.
    فأشكر الله المنعم اولا، ثم البشر

     

     

    ﴿وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ﴾
    إذا أردت أن تعيش سعيداً ..
    فاقنع بما وهبك الله ، وأرض بما قسم لك ..
    ولا تقارن نفسك بغيرك..
    فكلما امتدت عينك ضاق صدرك ..

     

    ﴿ وإن من شيء إلا عندنا خزائنه ﴾
    انها خزائن المالك الرازق المنعم سبحانه
    فارفع طرفك إليه وتذلل بين يديه
    وسله ما تريد وابشر بعطايا الكريم جل في علاه .

     

    مصاعب الدنيا ومشآقها تزول بمجرد دخولك الجنة...
    قال تعالى ﴿لا يَمَسُّهُم فيها نَصَبٌ وَما هُم مِنها بِمُخرَجينَ﴾
    اللهم برحمتك ارزقنا الجنة...

     

    ( وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِنْ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ * لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ)
    حُقّ لصاحب القرآن أن تصغر الدنيا في عينيه ..!

     

    ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ﴾
    شفاءٌ للعقول من الجهالة
    وشفاءٌ للأبدان من الأسقام
    وشفاءٌ للقلوب من الأحزان

     

    من أسباب انشراح الصدور:
    ١-{فسبح}
    ٢-{بحمد ربك}
    ٣-{وكن من الساجدين}
    ٤-{واعبد ربك حتى يأتيك اليقين}

     

    (نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ *وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمُ )
    المؤمن يجب أن يكون حاله دائمًا
    بين الخوف والرجاء
    يتذكر رحمة الله ومغفرته فيأنس بها ..
    ويتذكر عذاب الله فيستوحش من ذنوبة ويستغفر لها ..

     

    ﴿وما بكم من نعمة فمن الله﴾
    كل النعم من الله وحده، فلا تنسب أيا منها لنفسك.


    {ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون}
    من يقدر على حمل ذنوبه حتى يحمل ذنوب من يضلهم؟!
    فلنحذر من نشر الباطل أو الدعوة إليه

     

    نحن في شهر الدعاء والمناجاة .. وهذه الآية تقول لك :
    أو ما زلت ترى أن حلمك مستحيل .. وأمنياتك لا تتحقق ..
    ﴿إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون﴾

     

    {فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ}
    ليكن صفحك بلا توبيخ ، وبلا حقد ، وبدون تعداد للمعايب .

     

    (يتفيؤا ظلاله عن اليمين والشمائل سجّدا لله)
    (ولله يسجد ما في السموات وما في الأرض)
    الكون لله يسجد لله عزوجل مستسلما طائعا لأمره وهو غير مكلّف فكيف ترضى أيها الإنسان المكلّف الذي أكرمك الله بالعقل أن تغرّد خارج السرب؟!

     

    ﴿ما عندكم ينفد وما عند الله باق ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون﴾ [النحل: ٩٦]
    لا يغرنّك الدنِي الفاني، واصبر واجتهد في نيل العظيم الباقي.

     

    ﴿وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم﴾
    خزائن كل شيء بيده سبحانه فلو شاء لحقق لك مبتغاك في لحظة، لكن قد يُؤخر الله عنك ذلك وفق حكمته وعلمه

     

    ﴿وإن الساعة لَآتِية فاصفح الصَّفح الجميل﴾
    اطوي صفحة العداوات، لعل الله يُجازيك بالصفح عن الزلات.

     

    الله عزوجل حافظ لوحيه(إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)
    حافظ لرسوله(إنا كفيناك المستهزئين)
    حافظ لكونه كله(وحفظناها من كل شيطان رجيم) (وإن من شيء إلا عندنا خزائنه)
    وحافظك أيها العبد إن أنت حفظت منهجه باتّباعه كما أمرك
    احفظ الله يحفظك

     

    ( وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ )
    حُطّ بجناحك لاترفعها كثيرًا ..!
    احتضن بها أبنائك وأحبابك ..
    اخفضها ليشعر الجميع بقربك ..

     

    ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا﴾
    كم نحن مفرطون ..!
    نجتهد ونتسابق ونبذل الخير في مواسم الطاعات وما أن تنتهي هذه المواسم حتى نعود لما كنا عليه من فتور وغفلة .. إلّا من رحم ربي ..

     

    ( ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمْ الأَمَلُ )
    طول الأمل والإسراف فيى المأكل والمشرب والإفراط في ملذات الدنيا من أكبر أسباب الغفلة

     

    ( وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا عِندَنَا خَزَائِنُهُ)
    من منا يبدي خزائنه ويتحدث عنها ؟
    لا أحد بل ويخفيها عن اقرب الناس إليه..
    إلا الله سبحانه يعرض علينا خزائنه ويقسم لنا منها كلًا بحسب حاله ..

     

    ( وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً )
    رزق الله اليهم نازل وعصيانهم إليه صاعد ..

     

    (وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَىٰ ٱلنَّحْلِ .......يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ..)
    أرأيت عندما اتبعت النحل لوحي الله كيف كانت عاقبتها ..
    أصبحت تخرج عسلًا فيه شفاء للناس
    هكذا اتباع الهدى لايأتي إلا بخير ..

     

    {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ}
    امر من الله باللين والمودة مع المؤمنين .
    لايكن نصيب المؤمنين منك سوء الالفاظ ، والبغض ،والاستصغار ، وتفضيل الكافرين عليهم .

     

    لا تحزن على قلة رزقك فإن الله أعلم بمصلحتك منك، وارض بما قدره الله لك
    ﴿ ۥ وَمَا نُنَزِّلُهُۥٓ إِلَّا بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ ﴾

     

    لا يمكن فهم القرآن بغير السنة
    (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ)


    قال تعالى ﴿يَومَ تَأتي كُلُّ نَفسٍ تُجادِلُ عَن نَفسِها... ﴾
    لعظم الموقف يوم القيامة كل نفس تجادل فقط عن نفسها لا لوالدٍ ولا ابن ولاأخ ولا حبيب... فقط نفسي نفسي فلنعمل لهذا اليوم حساب.

     

    {من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة}
    يكفي من الحياة الطيبة اليقين فيما عند الله والتوكل عليه فالمؤمن لا تزعزعه الشدائد المحن
    لا ييأس مهما رأى الظلم
    يعلم أن ما عند الله باق
    حياته مطمئنة لتوكله على الحي الذي لا يموت

     

    كيف يقلق الإنسان على الرزق والله يقول:
    (وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ)موازين الرزق لا يقدرها الناس، بل هي عند ربي في كتاب.

     

    ( وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ وَامْضُوا )
    كثرة الإلتفات للخلف يعيق المسير !

     

    ( وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْراً)
    المؤمن لاتجده إلا راضيًا منشرحًا متبعًا ..
    لايرى في حكم الله إلا كل خير ..

     

    ( وَأَتَاهُمْ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ )
    لا أحد يأمن مكر الله فقد يأتي بالعذاب من الباب الذي يُظن أنه المخرج ..!

     

    ﴿وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ ۖ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ﴾
    كلما هانت الدنيا في نظرك ؛ كان قلبك للخلق أوسع وأصفى ..!


    ( وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ)
    علم الله أننا بشر. تؤثر فينا بعض الكلمات وتسعدنا أخرى !
    فلم يلمنا ولكنه دلنا على المخرج وسبيل الراحة والانشراح ( فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنْ السَّاجِدِينَ )

     

    ( عَلَى أَنْ مَسَّنِي الْكِبَرُ )
    لاتجعل من العمر حاجزًا لإبداعاتك
    فبعض الإنجازات لاتليق إلا بك ..

     

    ﴿فتزل قدمٌ بعد ثبوتها﴾
    كانت ثابتة فزلت !!
    فكيف بالمتذبذبة !!
    يارب نسألك الثبات إلى الممات

     

    ﴿ وما بكم من نِعمةٍ (فمن الله )﴾
    وما دمنا نتقلب في نعم الله ليل نهار
    فكيف لعاقل ان يستعين بها على معصية الله !!!

     

    ( وَإِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ فَاصْفَحْ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ)
    كيف لمؤمن ينتظر الآخرة وفي قلبه حقدًا وبغضًا لأحد ..
    ألا يعلم أن الجنة لايدخلها إلا سليم القلب..

     

    (إن عبادي ليس لك عليهم سلطان)
    كلما قويت عبوديتك لله
    ضعف سلطان الشيطان عليك .

     

    (وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ)
    كم من نعم اعتدنا عليها
    لا نلقي لها بال لا نشعر بوجودها لا نحسن شكرها وهي عند الآخرين أمنيات.


    ﴿قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ ﴾ ~ ﴿إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً﴾
    عند الناس [ فتى ] .. وعند ربه [ أمة ]
    رُبَّ مجهولٍ في الأرض .. مشهورٍ في السماء..

     

    ﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ۖ لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكَ ۗ ﴾
    قرن الله ﷻ ( الرزق بالصلاة )
    يقول ابن كثير : إذا أقمت الصلاة أتاك الرزق من حيث لا تحتسب..


    ﴿إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾
    [ الإيمان بالله ، والتوكل عليه ]
    أعظم سلاحين لصد الشيطان ودحره..

     

    ﴿قُل نزله رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا ..﴾
    من أعظم أسباب الثبات على الدين القرآن الكريم..( تلاوة ، وحفظا ، وتدبرًا ، وعمل واستشفاء به )

     

    "ولقد نعلم أنه يضيق صدرك بما يقولون"
    "فسبح بحمد وبك وكن من الساجدين"
    الحل الأول الأخير لانشراح صدرك أن تكون من المسبحيّن ومن الساجدين.

     

    "إنا كفيناك المستهزئين"
    الله خير كافي.

     

     

     


  21.  

     


    " أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد " إذ شعرت بالجفاء والاستبعاد والاغتراب فأطل سجودك أنت في القرب الأهم في حياتك

     


    " فأماته الله (مائة عام) ثم بعثه " مائة عام ليتعلم درسا واحدا في أصول العقيدة. الدروس الغالية التي تستحق الزمن.

     


    " إِنَّ اللَّهَ (مَعَ) الصَّابِرِينَ " هب أنك خسرت كل شيء ورحل عنك كل غال ولم يعد معك أحد ثم صبرت فكان الله العظيم بدلا عنهم معك تصميم دعوي

     


    " الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها " بالنوم ترحل أرواحنا إلى الله اغسل قلبك بالتوبة، وعطره بالتوحيد دعه مستعدا لموعد السماء
     
     

     

    " " وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن " تفقد حروفك قبل إرسالها تذكر أنك ستلقيها في قلوب طرية رب كلمة نسيتها أنت لكن قلوبا كثيرة لا تزال تنزف منها


     

     

    " قل ما أسألكم عليه من أجر " لا يكفي أن تكون حقيقتك كذلك لا بد أن يفهم من حولك بوضوح أنك لا تنتظر ثمنا من أي نوع لدعوتك لا مال لا مدح لا شيء


     

     


    الله أكبر تتضخم الدنيا بين الصلوات فيعيدها الأذان إلى حجمها الذي تستحقه الله أكبر الله أكبر


     

     


    " ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا.. " جرت العادة أن يذهب المحتاجون إلى حيث الأغنياء ليسألوهم وربنا الغني يقترب من عباده الفقراء ليعطيهم


     

     


    نحن مدينون لكل الذين قالوا لنا شيئا عظمت به محبة الله في قلوبنا


     

     


    " هم القوم لا يشقى بهم جليس " إن عجزت عن العبادة والقراءة والذكر فنصيحتي اذهب للجلوس في المسجد وانو انتظار الصلاة انت في صلاة ولو كنت صامتا


     

     

    " خير من ألف شهر " قد تتخطى الملايين ممن سبقوك إلى الله بجهد يسير منك الليلة


     

     

    " وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا " ذنوب الأمم كثيرة لكن الرسول ﷺ اختص هجر القرآن بالشكوى


     

     


    " إلى ربها ناظرة " عيون خلقها الله لتنظر إليه لا تلوثها بالنظر لما يكره


     

     


    " إن الله إذا (أحب) قوما ابتلاهم " ماذا لو كانت ليلتك الحزينة تقول لك الله يحبك


     

     

     

     

    من أقوال الشيخ د. عبد الله بلقاسم
     

    " إذا مرض العبد أو سافر كتب له ما كان يعمل صحيحا مقيما " لكل المعذورين الذين حبستهم أعذارهم عن الصوم ويشعرون بالألم. لا تتألموا أنتم معهم.


     

     


    " أما الجدار فكان لغلامين يتيمين " ربما كانا نائمين أو يلعبان ويلهوان والخضر يبني الجدار لهما توكل على ربك جنوده تعمل لك وأنت لا تشعر


     

     


    " طوبى للغرباء " ربما تصبح طيبتك مثار سخرية في عالم القسوة، ابق غريبا ربما يصير نقاؤك محل استغراب في دنيا الضغائن والمكائد، واصل غربتك


     

     


    إذا نجاك الله من مهلكة فلا تقل بسبب صلاتي للفجر أو صدقتي أو أذكاري وما يدريك أن الله قبلها قل نجاني برحمته وحسبك


     

     


    " فلما (اعتزلهم) وما يعبدون من دون الله (وهبنا) له... " لن ترحل عن مكان معصية أو تفارق عاصيا إلا هبت عليك أنسام العطايا قم وارحل عنهم


     

     

     

     


    " هاؤم اقرؤوا كتابيه " هذه اللحظة المناسبة للكشف عن كل منجزاتك وأعمالك حاول إخفاء أعمالك الصالحة حتى يحين ذلك الوقت


     

     


    " إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء " إذا وقفت على جنازة فادع لها كما تدعو لأحب حبيب كما تدعو لنفسك سيقف صالحون مثلما وقفت ويدعون لك


     

     


    " فمن (عفا) وأصلح (فأجره) على الله " بحجم الوجع الذي أثخنوك به وعفوت يكون أجرك. الأجور الكبيرة مع الجراح الكبيرة.


     

     


    لا تخضع للابتزاز من أجل ماضيك معصيتك في حق ربك تجبها التوبة ليس من حق أحد أن يلومك بعدها.


     

     


    " كانَ ﷺ يقولُ في سُجُودِهِ: «اللَّهُمَّ اغْفِر لي ذَنبي (كُلَّه) " كله يا لله من سجدة رفعت بعدها رأسك وقد ذهب ذنبك كله


     

     

    " أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين " جربت صنوف الندم فلم أر ندما موجعا كندم الإساءة للأبرياء بغير حق


     

     


    " واعلموا أن الله يعلم ما في أنفسكم فاحذروه " جاء هذ التهديد المروع في من يريد خطبة المعتدة فكيف بمن يعلم الله من قلبه:إرادة فتنة المؤمنات


     

     


    (وكان أبوهما صالحا) قد يحفظنا الله مع تقصيرنا ومعاصينا لأنه سبحانه لا يريد أن يحزن فينا صالحين يحبوننا


     

     


    " لا تحزن:إن الله معنا " " ولا تحزني:إنا رادوه " " ألا تحزني:قد جعل ربك تحتك سريا " حين تخفف حزني لا تقل: لاتحزن فحسب أخبرني لماذا علي ألا أحزن


     

     


    الحقيقة مرة ولذلك من النادر أن نشكر من يسقينا كأسا منها


     

     


    يفر الشيطان من بيت تقرأ فيه سورة البقرة فكيف فراره من قلب وروح تتلوها


     

     


    " ولقد آتينا موسى وهارون (الفرقان) و (ضياء) و (ذكرا) للمتقين " فوائد العلم ثلاث: التفريق بين الحق والباطل العلم بما كان يجهله التذكير بما نسي


     

     


    " إذا مرض العبد أو سافر كتب له ما كان يعمل صحيحا مقيما " تسابيحك وسجودك وخطواتك لا تتوقف حين يتعثر جسدك وتخذلك قواك ما أوسع كرم الله!


     

     


    " وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم " مكانك في الدعوة لن يبقى شاغرا كل القصة أنك خسرته.


     

     


    " خير من صدقة يتبعها أذى " الحرمان أجمل بكثير من كلمة جارحة بعد الإحسان تصدق بحرمانك إن كنت لا تطيق الصمت


     

     


    للمحزونين الذي كانت أحزانهم أكبر من أفراح الأعياد وآلامهم أوجع من بهجتها تقبل الله أحزانكم في موازين الصبر وجزاكم بما صبرتم جنة وحريرا


     

     


    " وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون " لم ينفقوا لكنهم حزنوا فخلد الله دموعهم في آياته حزنك على رحيل الأزمان الفاضلة يعلمه الله

     

     


    " قد أوتيت سؤلك ياموسى " سبع حاجات أجابها الله دفعة واحدة. احشد رغباتك وأكثر سؤالاتك واهتف بكل حاجاتك رب لحظة يقال لك قد أوتيت سؤلك.

     

     


    " أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا " قبل البدء في معترك المراء تذكر قصرا يلوح في الجنة


     

     


    " وفوضت أمري إليك " آخر الكلمات التي يختم به المؤمن يومه ويلقي بها عن قلبه همومه وينام وليس في قلبه أحد سوى الله.


     

     


    " فلا تشمت بي الأعداء " لا يشمت إلا عدو


     

     


    " إذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين،قال الله: حمدني عبدي " كم من خلق نمدحهم، ولا يشعرون بنا وخلق يشعرون، ولا يأبهون بمدحنا اشتغل بحمد ربك


     

     


    " إنما الأعمال بالخواتيم " نحزن ونحن قلب أوراق عمرنا الفائتة من رحمة الله أن جعل العبرة بالخواتيم تعامل مع بقية عمرك أنه الصفحة الأخيرة


     

     


    " وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ " بقدر حظك من متابعة الأنبياء تكون عداوة المجرمين لك

     

     


    " فلا تزكوا أنفسكم " لو كان مدح الإنسان لنفسه فيه مصلحة له لأذن الله بها. لكنها تضره. اقتلع كل رغبة لمدح ذاتك تلميحا أو تصريحا

     

     


    " وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم " حين تعفو لا تحسن إلى من عفوت عنهم فحسب بل تحسن لنفسك. أصدر عفوا عاما ربما يصدر لك مثله في السماء


     

     


    " يقال لصاحب القرآن إذا دخل الجنة:اقرأ و اصعد فيقرأ و يصعد (لكل آية درجة) حتى يقرأ آخر شيء معه " درجة ترتقي بها خير من كل مناصب الدنيا مجتمعة


     

     


    " فمن (عفا) وأصلح (فأجره) على الله " بحجم الوجع الذي أثخنوك به وعفوت يكون أجرك. الأجور الكبيرة مع الجراح الكبيرة.

     

     


    (وما انتقم) رسول الله صلى الله عليه وسلم (لنفسه) إلا أن تنتهك حرمة الله عز وجل) رواه مسلم. قبل أن تكتب: اسأل نفسك لمن تنتقم؟


     

     


    {وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ} (1) قد نستطيع تمرير أحقادنا بلغة المصلحين ونبرة الناصحين. لكن الله يعلم عن حقيقة الباعث في قلوبنا.


     

     

    {تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ} (1) مكانك في الآخرة بقدر مقاومتك المخلصة لنزعات الرغبة في الارتفاع والعلو على الناس

     

     


    قالوا له {وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون} (1) وقال لهم {فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا} (2) فضيعوه وحفظه الله. استحفظ ربك من تحب.


     

     


    في الحديث القدسي " من عادى لي (وليا) فقد آذنته بالحرب " (1) إذا أبتليت بعدو فاستكمل أسباب الولاية لربك بالطاعة والقربة يتولى الله حربه دونك


     

     


    مهما أخفت المرأة، فإنها لا تمقت أحد مقتها لرجل بليد الغيرة

     

     


    {تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ} (1) الخلود والذكر الحسن، والثناء في آيات تدوي في المحاريب في كل القارات عبر القرون عن خطوات عفيفة مشتها امرأة

     

     

    من أقوال الشيخ د. عبد الله بلقاسم حديث صحيح | صححه الألباني
     

    " فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس " (1) أذن الله لنا أن نسأله أعلى مراتب الجنة مهما تأخرت مراتبنا في الفضل والعمل. بالدعاء نجتاز ضعفنا وتقصيرنا.

     

    {أَنِ (اشْكُرْ) لِي (وَلِوَالِدَيْكَ)} (1) جميع ما تقدمه لوالديك في حياتهما وبعد رحيلهما شكر فقط لقديم إحسانهما إليك العمر كله لا يكفي لأن تكون متفضلا

     


     

  22. الجزء 13


    1-(إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) قيلت ليوسف عليه السلام فالسجن وقيلت له وهو عزيز مصر الخلق لا يغيره سجن ولا منصب عالي

    2-{الحمد الذي وهب لي "على الكبر"...} . لا تيأس من الدعاء مهما تأخر مطلوبك، فالله سبحانه وتعالى يؤتيك الفرج والخير في وقته المناسب لك.
    3-- ﴿ فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم ﴾ مع الأقارب والأصحاب وذوي المكانة والفضل كسب القلوب أولى من كسب المواقف
    4- ﴿ سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ﴾ [الرعد: ٢٤] وكيف تبلغ غاياتك وتحقق أمانيك إن يكن الصبر عدتك؟! فاصبر وصابر وتصبر تحمد العاقبة
    4- قال إخوة يوسف: ﴿وإنا له لحافظون﴾ وقال أبوهم: ﴿فالله خير حافظا﴾ [يوسف: ٦٤] الحافظ هو الله؛ ومهما بذل الإنسان من وسائل مادية لحفظ ما يخشى؛ فإنما هي أسباب؛ فاستودعوا الله حاجاتكم وافعلوا الأسباب ﴿فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين﴾ [يوسف: ٦٤].
    5- ﴿قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم﴾ [يوسف: ٥٥] اعرف نقاط قوتك وما حباك الله به من مواهب وقدرات؛ واشتغل فيما تُحسنه وتتقنه؛ تبدع وتكن من الحاذقين.
    6- rال يوسف: {أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي (مِنَ السِّجْنِ)} ولم يقل الجب فلماذا؟ من حسن خلقك ان لا تعاتب خصمك وذوي رحمك بعد عفوك (مراعاة لإخوانه لأنهم هم الذين القوه في الجب فأعرض عن ذكره )

    7- (كَذَٰلِكَ كِدۡنَا لِيُوسُفَۖ) آيـة تْبهـج القلـب ، وتـزدك محبـة في الله .. فكيـد الله ، ليس ككيـد البشر كـيد الله لك كله خــيرٌ وفــوزٌ وفـلاح وكـيد البشـر عليك وبـال .

    8- ﴿ إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ متى رأيت تكديرًا في حالك، فاذكر نعمة ما شكرتها، أو زلة قد فعِلتها ( فالتغيير بيدك فبادر)
    9- ﴿ يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون﴾ من أجلّ مقاصد القرآن ترسيخ اليقين باليوم الآخر فما يكاد يمر بك وجه من القرآن إلا وتذكر فيه الآخرة وحين تحضر الآخرة في وعي المسلم يحيى القلب ويزداد الإيمان
    10- في سورة يوسف يظهر بجلاء أثر اسم الله الحكيم اللطيف فيهيئ سبحانه بلطفه وحكته للغايات الكبرى من الأسباب والأحداث ما ظاهره البلاء وعاقبته التمكين. ﴿ وكذلك مكنا ليوسف في الأرض ﴾
    12- ﴿ ولما دخلوا من حيث أمرهم أبوهم ما كان يغني عنهم من الله من شيء إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها ﴾ من تمام البر تطييب خاطر الوالدين واتباع توجيهاتهم ولو لم تظهر لك المبررات.

    13- ﴿قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ﴾ ﴿رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ﴾ ﴿ربَّنا لِيقيموا الصلاةَ﴾ وتبقى
    #الصلاة أمرُ الإلٰه و رغبةُ الأنبياء ودعاءُ الصالحين
    14- (قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَيْنَا ) لا تغتر مهما بلغت من علو مرتبه فاعترف لله بالمنة.


    15- في يوسف (لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب) في الرعد (أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى إنما يتذكر أولو الألباب) في إبراهيم (هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا أنما هو إله واحد وليذّكّر أولو الألباب) القرآن عند أولي الألباب: عبرة وتذكّر وذكرى
    16- {وَفَوۡقَ كُلِّ ذِي عِلۡمٍ عَلِيمٞ (٧٦)} قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "فوق كل عالم عالمٌ؛ إلى أن ينتهي العلم إلى الله تعالى"؛ فالله تعالى فوق كل عالم. البغوي رحمه الله.
    17- (وَقَالَ ٱلۡمَلِكُ ٱئۡتُونِي بِهِۦٓ أَسۡتَخۡلِصۡهُ لِنَفۡسِيۖ ) حِريٌ بكل مسلم أن يجعل ممن يجد فيه الخُلق الرفيع والعلم الواسع ، أن يستخلصه لنفسه بطانةً وعشيرةً ورأيًا ومشورةً .
    18- في يوسف (أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار) في الرعد (أم جعلوا لله شركاء....قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار) في إبراهيم (يوم تبدّل الأرض غير الأرض والسموات وبرزوا لله الواحد القهار) الواحد القهار في الدنيا والآخرة: وحدانية وكبرياء وعظمة لا إله إلا هو.
    19- (ويسبح الرعد بحمده) صوت الرعد يزجر القلوب وصوت الحق يُزهق الباطل وصوت أدلّة القرآن فرقان يفصل بين الحق والباطل وزواجر توقظ القلوب ومواعظ تنير البصائر والألباب


    20- (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكرالله) الذكر الذي يُطمئن القلوب هو الذي يورث توكلا على الله (قل هو ربي عليه توكلت) وإنابة إليه (وإليه متاب) ورضا برزقه (الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر) وخشية وخوفا من الحساب (يخشون ربهم ويخافون سوء الحساب) متى اجتمعت في قلب ذكر القلب واطمأن
    21 (وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء) قيل للشافعي: أيهما أفضل للشخص أن يبتلى أو يمكن؟ فقال :لا يُمكّن حتى يبتلى ( والنبي ﷺ ما مكن في المدينة حتى ابتلي في مكة.)
    22 (قل إن الله يضل من يشاء ويهدي إليه من أناب) الهداية والضلال بيد الله وحده، فأكثر من الإنابة إليه تكن من المهتدين..
    23- (قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ ) ليكن عندك قوة إقناع ، وصدق محاجة ، لمن تدعوه ، ويجادلك بفلفسته وهواه .. لا بد أن يكون عندك دليل وبرهان ... ويقين ونور تمشي به وتدعو اليه ..

    24- {وقَالَ یَـٰبَنِیَّ لَا تَدخُلُوا مِن بَاب وَ ٰ⁠حِد وَٱدخُلُوا مِن أَبوَ ٰ⁠ب مُتَفَرِّقَة ومَاۤ أُغنِی عَنكُم منَ ٱللَّهِ مِن شَیءٍ…} مهما يكبر الأبناء تبقى نصائح الأب تحيطهم من شدة خوفه عليهم..

    25- {وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء نصيب برحمتنا من نشاء} مكّناه ليتخذ المكان الذي يريد والمكانة التي يريد في مقابل الجب ومخاوفه والسجن وقيوده برحمة الله يتبدل العسر بيسر والضيق بالفرج والخوف بالأمن..

    26- ( قال إنما أشكو بثي وحزني إلى الله ) لاتشكو همك إلا لربك فشكواك للمخلوق هي شكوى الرحيم إلي الذي لا يرحم.

    27- ﴿والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم﴾ [الرعد: ٢٢] أيها المبتلى ليكن صبرك لوجه الله خالصًا؛ جميلًا لا جزع فيه ولا شكوى ﴿فصبر جميل﴾ [يوسف: ٨٣].

    28- ﴿وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي ﴾ . عدّد النعم وإحسان الله إليه ولم يذكر الابتلاءات هكذا المؤمن يحسن الأدب مع ربه ولا يكثر الشكوى.

    29- ( وقال يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة) جواز أخذ الأسباب للوقاية من العين بدون وسوسة

    30- (وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم ) قال ابن عباس: أرجى آية في القرآن

    31- تأمل دقة يوسف لما قال: {معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده}[يوسف:79] فلم يقل: من سرق! لأنه يعلم أن أخاه لم يسرق،فكان دقيقاً في عبارته، فلم يتهم أخاه، كما لم يثر الشكوك حول دعوى السرقة، فما أحوجنا إلى الدقة في كلماتنا، مع تحقق الوصول إلى مرادنا.

    32- (قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين) الأخ تنازل .. والأب تجاوز . ( وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو ) انظر لأدب يوسف لم ينسب الخطأ لهم هكذا هي النفوس العالية مايهمها دوماً هو تصحيح الخطأ فقط يالمروءته .!

    image.thumb.png.1927285502d3055747739b4611c7ac6b.png


  23. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:

    فهذه الفوائد المختارة من
    كتاب:" خطورة الاستهزاء بالدِّين "، لفضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن السعد –حفظه الله-. وقد اعتمدتُ الطبعة الاولى الصادرة عن دار المحدث وأسأل الله تعالى أن ينفع بهذه الفوائد، ويكتب لها القبول.

    - فإنَّ المحافظة على صحة الدين من أهم ما يجب على المسلم،

    - ولذا يتعيَّن على المسلم أن يعرف الأمور التي تنقض ذلك حتى يجتنبها ويحذر من الوقوع فيها.

    - ومن نواقض الإسلام التي تساهل فيها كثير من الناس في هذا الزمان الاستهزاء بالله وبالرسول
    ﷺ وبدين الإسلام،

    - فالواجب على المسلم أن يعرف ما يتعلَّق بهذا الناقض، وأن يحذر من الوقوع فيه

    - وأن ينكر على من يقع فيه حسب استطاعته، حتى يسلم له دينه وتبرأ ذمته أمام الله جل وعلا.(٥)

    - الاستهزاء: هو انتقاص الرَّب سبحانه وتعالى والسخرية منه، أو انتقاص الرسول ﷺ والسخرية منه، أو انتقاص الدين والسخرية به ..

    - قال أبو حامد الغزالي في «الإحياء» (3/ 131)


    «ومعنى السخرية:

    الاستهانة والتحقير

    والتنبيه على العيوب والنقائص على وجه يُضحك منه

    وقد يكون ذلك بالمحاكاة في الفعل والقول، وقد يكون بالإشارة والإيماء» (٦)

    - وقال ابن تيمية (540، 541):
    «وإذا لم يكن للسب حدٌّ معروفٌ في اللغة ولا في الشرع فالمرجع فيه إلى عُرف الناس؛
    فما كان في العُرف سبًّا للنبيِّ ﷺ فهو الذي يجب أن نُنزِل عليه كلام الصحابة والعلماء وما لا فلا»

    - وقال أيضًا (542-543):
    «وإنَّ جماع ذلك أنَّ ما يعرف الناس أنه سبٌ فهو سبّ، وقد يختلف ذلك باختلاف الأحوال والاصطلاحات والعادات وكيفية الكلام و نحو ذلك، وما اشتبه فيه الأمر أُلحِق بنظيره وشبهه».(٧)

    - أدلَّة أنَّ الاستهزاء باللهأو الرسول أو الدين من نواقض الإسلام

    - الدليل على أن ذلك من نواقض الإسلام من أربعة أوجه:

    الأول- ما جاء في كتاب الله عز وجل:
    وهو قوله تعالى: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ) [التوبة: 65، 66] فهذه الآية فيها النصُّ الواضح على أنَّ من استهزأ بآيات الله عزَّ وجل أو برسوله ﷺ أنه كافر بالله العظيم.
    قال أبو العباس ابن تيمية في «الصارم المسلول»(32، 33):
    «فهؤلاء لما تنقَّصوا النبي ﷺ حيث عابوه والعلماء من أصحابه، واستهانوا بخبره، أخبر الله أنهم كفروا بذلك إن قالوه استهزاء، (فكيف بما هو أغلظ من ذلك ) وإنما لم يُقِم الحدَّ عليهم لكون جهاد المنافقين لم يكن قد أُمِرَ به إذا ذاك، بل كان مأمورًا بأن يدع أذاهم، ولأنه كان له أن يعفو عمَّن تنقصه آذاه» (٨)

    - قال الشيخ عبد الله السعد : وقد بيَّن الله عزَّ وجل في آيات كثيرة من كتابه الكريم أنَّ من صفات الكفار والمنافقين الاستهزاء بالله جل وعلا وبآياته وبرسله وبالذين آمنوا، وأنَّ هذا الصفات من أبرز صفاتهم، وأن من أسباب عذابهم هو استهزاؤهم.(٩)

    - فمن الآيات الدالة على استهزائهم بالرسل:
    قوله تعالى: ( وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ) [الأنعام: 10].

    - ومن الآيات الدالة على استهزائهم بآيات الله
    قوله تعالى: ( وَلَا تَتَّخِذُوا آَيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا)(٩)

    - ومن الآيات الدالة على استهزائهم بالدين:
    قوله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ) (١٠)

    - ومن الآيات الدالة على استهزائهم بالمؤمنين:
    قوله تعالى: ( إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ * وَإِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمُ انْقَلَبُوا فَكِهِينَ * وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَؤُلَاءِ لَضَالُّونَ * وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ * فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ ) (١١)

    - الاستهزاء من صفات الجاهلين

    - وقد أخبر الله عز وجل عن موسى عليه السلام مع قومه، فقال: (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ).

    قال الشيخ عبد الله السعد :
    فالاستهزاء بأوامر الله جلَّ وعلا من صفات الجاهلين

    وهم الكفار كما تقدم في الآيات السابقة البعيدين عن العلم بالله عز وجل وآياته ورسله

    وبالتالي كل من استهزأ بدين الله وشرعه فإنه سوف يكون مثل هؤلاء الكافرين، وحُكمه كحكمهم،

    كما قال تعالى:( وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا ) (١٣)

    والثاني- السنة:
    والدليل على ذلك ما أخرجه ابن جرير (14/333) وابن أبي حاتم (6/1829) كلاهما من حديث هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رجل في غزوة تبوك في مجلسك ما رأيت مثل قرائنا هؤلاء، أرغب بطونًا ولا أكذب ألسُنًا، ولا أجبن عند اللقاء! فقال رجل في المجلس: كذبت ولكنك منافق، لأخبرنَّ رسول الله ﷺفبلغ ذلك رسول الله ﷺ ونزل القرآن، فقال عبد الله بن عمرو: أنا رأيته متعلِّقًا بحقب ناقة رسول اللهﷺ تنكبه الحجارة وهو يقول: يا رسول الله، إنما كنا نخوض و نلعب، ورسول اللهﷺ يقول: }أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ{ [التوبة: 65].

    - قال الشيخ عبد الله السعد : وهذا الإسناد إسناد حسن لا بأس به، فهشام بن سعد لا بأس به، وبالذات في زيد بن أسلم، وزيد بن أسلم اختلف في سماعه من ابن عمر، والصواب: أنه سمع منه فقد صرح في بعض الأحاديث بالسماع منه.(١٤)

    والثالث- إجماع المسلمين قاطبة:
    على أنَّ الاستهزاء بشيءٍِ من الدين كفر أكبر مخرج من الملَّة، وقد نقل هذا الإجماع بعض أهل العلم ومنهم أبو بكر بن العربي، والشيخ سليمان ابن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب رحمه الله على الجميع.
    قال أبو بكر بن العربي في «أحكام القرآن»(2/543):
    «لا يخلوا أن يكون ما قالوه من ذلك جِدًّا أو هزلاً، وهو كيفما كان كُفر؛ فإن الهزل بالكفر كفر، لا خلاف فيه بين الأمَّة، فإنَّ التحقيق أخو الحق والعلم، والهزل أخو الباطل والجهل» اﻫ.
    وقال الشيخ سليمان بن عبد الله في كتابه «تيسير العزيز الحميد» (553):
    «باب من هزل بشيء فيه ذكر الله أو القرآن أو الرسولﷺ أي: أنه يكفر بذلك لاستخفافه بجناب الربوبية والرسالة، وذلك منافٍ للتوحيد، ولهذا أجمع العلماء على كُفر من فعل شيئًا من ذلك، فمن استهزأ بالله أو بكتابه أو برسوله أو بدينه كفر، ولو هازلاً لم يقصد حقيقة الاستهزاء إجماعًا»

    - وقال أبو العباس ابن تيمية في «الصارم المسلول» (546):
    «فصل فيمن سبَّ الله تعالى، فإن كان مسلمًا وجب قتله بالإجماع لأنه بذلك كافر مرتد وأسوأ من الكافر، فإنَّ الكافر يعظم الرب، ويعتقد أنَّ ما هو عليه من الدين الباطل ليس استهزاءً بالله ولا مسبةً له».(١٧)

    - والرابع: أنَّ من جلس مع الذين يستهزئون بآيات الله ولم ينكر عليهم ولم يفارقهم وهو قادر على ذلك فهو مثلهم
    كما تقدَّم في الآية السابقة، وسوف يأتي بإذن الله، مزيد بحث لذلك فكيف بالمستهزئ نفسه

    - ومن المعلوم أنَّ الذين استهزءوا في عهد الرسول rلم يستهزئوا كلهم، بل تكلّم اثنان وسكت الثالث، ولكنه لم يُنكر ولم يفارقهم

    - فأصبح حُكمه كحكمهم، ولذا نزلت الآية الكريمة بالحكم على جميعهم بالكفر كما قال تعالى (لاتَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ):
    ثم قال تعالى: }إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً)
    إشارة إلى هذا الثالث الذي تاب توبةً صادقةً؛ فتوبته الصادقة منعت العذاب عنه.
    قال القرطبي في «جامعه» (5/418):
    «قوله تعالى: }فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ{ أي: غير الكفر }
    ( إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ) فدلَّ بهذا على وجوب اجتناب أصحاب المعاصي إذا ظهر منهم منكر؛ لأنَّ من لم يجتنبهم فقد رضي فعلهم والرضا بالكفر كفر، قال الله عز وجل (إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ)

    قال الشيخ عبد الله السعد :
    فكلُّ من جلس في مجلس معصية ولم يُنكر عليهم يكون معهم في الوزر سواء

    وينبغي أن ينكر عليهم إذا تكلَّموا بالمعصية وعملوا بها
    فإن لم يقدر على النكير عليهم فينبغي أن يقوم عنهم حتى لا يكون من أهل هذه الآية.

    وقد رُوِي عن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه أنه أخذ قومًا يشربون الخمر، فقيل له عن أحد الحاضرين إنه صائم: فحمل عليه الأدب وقرأ هذه الآية }إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ{ أي أنَّ الرضا بالمعصية معصية،
    ولهذا يؤاخذ الفاعل والراضي بعقوبة المعاصي حتى يهلكوا بأجمعهم.

    وهذه المماثلة ليست في جميع الصفات، ولكنه إلزام شبه بحكم الظاهر من المقارنة (١٨)

    - قال الشيخ السعد : وقد تقدَّم .. وإذا ثبت تجنُّب أصحاب المعاصي كما بيَّنا فتجنُّب أهل البدع والأهواء أولى.(١٩)

    - قال الشيخ السعد : فكلُّ من استهزاء بالله عز وجل أو بالرسولﷺ أو بشيءٍ من الدين والعياذ بالله فإنه يكون كافرًا.
    قال أبو العباس ابن تيمية في «الصارم المسلول»(551):
    «وأمَّا الساب فإنه مظهر للتنقُّص والاستخفاف والاستهانة بالله مُنهك لحرمته انتهاكًا يعلم هو من نفسه أنه منتهكٌ مستخِفٌّ مستهزئٌ، ويعلم من نفسه أنه قد قال عظيمًا، وأنَّ السموات والأرض تكاد تنفطر من مقالته، وتخرُّ الجبال، وأن ذلك أعظم من كلِّ كفر وهو يعلم، أن ذلك كذلك» (٢٠)

    - أحوال المستهزئ
    المستهزئ بالله أو الرسول ﷺأو دين الإسلام له ثلاث حالات، وكلُّ حالة لهم حُكم.
    الأولى: أن يكون معتقدًا للسخرية والاستهزاء ومصدقًا بذلك، والاعتقاد هو عقد القلب على شيءٍ ما.
    والثانية: أن يكون عن قصد ولكن بغير اعتقاد

    وقد سبق حديث ابن عمر في الرجل الذي كان في مجلس و قال: ما رأيت مثل قرائنا هؤلاء، أرغب بطونًا ولا أكذب ألسنًا ولا أجبن عند اللقاء! فقال رجل في المجلس، كذبت ولكنك منافق، لأخبرنَّ رسول اللهﷺ فبلغ ذلك رسول الله ﷺ ونزل القرآن فقال عبد الله بن عمر: أنا رأيته متعلقًا بحقب ناقة رسول اللهﷺ تنكبه الحجارة وهو يقول: يا رسول الله، إنما كنا نخوض ونلعب، ورسول اللهﷺيقول : ( أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ)

    - قال الشيخ السعد : وحكم المستهزئ القاصد للاستهزاء، سواء كان معتقدًا أو غير معتقد واحد، وهو أنه يكون كافرًا بالله العظيم
    لأنه لا يمكن أن يجتمع الاستهزاء مع الإيمان بالله عزَّ وجل، فلا يمكن أن يكون الإنسان عنده إيمان ويستهزئ بالله أو برسوله أو بدينه،
    ولذلك قال الله عز وجل: ( لاتَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ)
    ولكنَّ الاستهزاء مع الاعتقاد يكون أشد كفرًا من الاستهزاء بدون اعتقاد.

    الثالثة: أن يكون الاستهزاء عن سبق لسان وخطأ، كأن يريد الإنسان أن يقول كلمة ليس فيها استهزاء فيسبق لسانه إلى كلمة أخرى فيها استهزاء، خطأً من غير قصد، فهذا لا يؤاخذ بذلك.

    ومما يدلُّ على ذلك: ما رواه مسلم (2747) من حديث إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللهﷺ «لله أشد فرحًا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلة بأرض فلاة، فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه، فأيس منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها قد أيس من راحلته، فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده، فأخذ بخطامها، ثم قال من شدة الفرح، "اللهم أنت عبدي وأنا ربك"، أخطأ من شدة الفرح».
    - قال الشيخ السعد : فهذا لم يؤاخذ بذلك، لأنه لم يكن قاصدًا لهذه الكلمة، وإما سبق لسانه إليها خطأ.(٢٤)

    - الاستهزاء ينقسم إلى نوعين:

    النوع الأول: الاستهزاء الصريح
    وهو الذي يكون بالقول كما حصل من النفر الذين قصَّ الله خبرهم.
    والنوع الثاني:الاستهزاء غير الصريح
    وهو في الغالب يكون بالفعل؛ مثل أن يحرك لسانه بقصد السخرية والانتقاص، كأن يذكر الرسول ﷺعنده، فيحرك لسانه يريد الانتقاص، أو يحرك حاجبه يريد التقليل من شأنهﷺ فهذا من الاستهزاء غير الصريح.(٢٥)

    - حكم من حضر الاستهزاء
    هذا له ثلاث حالات:

    الأولى: أن ينكر على هذا المستهزئ، وهذا قد فعل الواجب عليه.

    والثانية: أن يقوم ولا يجلس مع المستهزئ، وهذا يكون قد امتثل قوله تعالى: ( وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آَيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ) .

    والثالثة: أن يجلس ويسكت ولا ينكر وهو عالم بالحكم، فهذا يكون كافرًا والعياذ بالله بنصِّ القرآن الكريم.

    قال تعالى: (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ ) فقوله: ( إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ) يدلُّ على أنه كافر والعياذ بالله.(٢٦)

    ( تمت بحمد الله )
    إعداد : منصور بن مزيد السبيعي

     

    صسد الفوائد


  24. تابع الجزء ١٢


    1-﴿وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملا..﴾
    الابتلاء ليس في الأكثر عملا بل الأحسن عملا
    وحسنه بإخلاص واتباع
    2-﴿ كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين﴾
    لا تظنن أن عصمتك من الفتن مكتسب شخصي
    بل توفيق ومنة من الله
    3-﴿واستبقا الباب وقدت قميصه من دبر وألفيا سيدها لدى الباب..﴾
    الأبواب مغلقة ومع هذا هرب يوسف ﷺ إلى الباب؛
    هكذا المؤمن يثق بفرج الله ولو مع إغلاق جميع الأبواب
    4-﴿قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسان عدو مبين﴾
    لا تخبر بالنعم التي عليك لاى احد فقد يكيد
    5-﴿وشروه بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين﴾
    ليس كل الناس يعرف قدرك،
    يكفيك أن يعرف الله

     

    6-في سبيل الله المبادئ تستعذب التضحيات (السجن أحب إلي)
    7-﴿قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين﴾
    المحافظة على الثوابت ولو أدى إلى خسائر كبيرة،
    ولا تترك المبادئ لتهديد بسجن أو غيره..
    8-خطورة الاختلاط بين الرجال والنساء
    فقد شغفها يوسف ﷺ حبا
    لأنها تراه دائما
    9-من يشكو من العجز أو الكسل أوالضعف
    عليك بالاستغفار:﴿وَيا قَومِ استَغفِروا رَبَّكُم ثُمَّ توبوا إِلَيهِ يُرسِلِ السَّماءَ عَلَيكُم مِدرارًا *وَيَزِدكُم قُوَّةً إِلى قُوَّتِكُم *﴾
    10-قميص
    كان سببا في كشف كذب اخوة يوسف
    وقميص
    كان سببا نجاة يوسف ﷺ من امرأة العزيز
    وقميص
    كان سببا في ارجاع بصر يعقوب ﷺ
    إذا أراد الله ﷻ نجاتك يسر لك من الأسباب ما لا يخطر لك ببال

     

    11-﴿ فقال ٱلملأ ٱلذین كفروا من قومه ما نرىٰك إلا بشرا مثلنا وما نرىٰك ٱتبعك إلا ٱلذین هم أراذلنا بادی ٱلرأيِ﴾
    سبحان الله!
    عند نبذ النبوة ادعو المماثلة وعند نبذ الاتباع ادعو الفوقية!
    الأهواء؛ أفكارٌ لا انضباط لها ولا حد
    12-(قَالَ يَٰقَوۡمِ أَرَءَيۡتُمۡ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٖ مِّن رَّبِّي وَءَاتَىٰنِي رَحۡمَةٗ مِّنۡ عِندِهِۦ فَعُمِّيَتۡ عَلَيۡكُمۡ)
    التلطف في خطابك لمن إلى الحق تدعوه، قد تحرك فيه نوازع الخير فيستميل قلبه للإيمان..
    13-﴿وقال الذي نجا منهما وادكر بعد أمة أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون﴾
    الفتى نسي أمر يوسف ولم يذكره عند الملك
    وعاد إلى يوسف بعد سنوات ليستفتيه في الرؤيا
    تأمل موقف يوسف
    لم يعاتبه بأنه نسي ولم يذكره عند الملك
    بل بادر بتفسير الرؤيا
    نفوس عظيمة نحتاج أن نتأسى بها
    14-سورة هود سورة تؤكد سنة الله تعالى في حتمية إهلاك الأمم المكذبة ولكل أمة أجل قضى الله تعالى به، وينجي الله تعالى أنبياءه ومن آمن معهم.
    وترسم طريق النجاة لكل أمة مستضعفة وكل فرد مستضعف:
    (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا)
    15-(وراودته التي هو في بيتها عن نفسه)
    قد تراودك الحياة كل يوم إما بالشهوات أو المناصب أو الشبهات،
    ادفعها عنك بالاعتصام بالله
    وقل بثقة الموقن بـ"إياك نستعين":
    "معاذ الله"

     

    16-( إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ)
    حين تضعف النفس عن ترك السيئات فلا ينبغي لها أن تكسل عن الاكثار من الحسنات (  وأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحسنةَ تَمْحُهَا)
    17-(وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا  النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ)
    هذه الوصايا ليست فقط لقوم شعيب في زمانهم
    والله نحن أولى بالعمل بها!
    18-(قَالَ رَبِّ إِنِّيٓ أَعُوذُ بِكَ أَنۡ أَسۡـَٔلَكَ مَا لَيۡسَ لِي بِهِۦ عِلۡمٞۖ ..)
    ومهما بلغت محبة الأبناء ، فمحبة الله في قلب المؤمن هي الأعظم والأجدى والأبقى ..
    19-(وكذلك يجتبيك ربك)
    (ويعلّمك)
    (ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب)
    (إن ربك عليم حكيم)
    ربّوا أبناءكم على حب الله والتعلق به لا تخويفا منه، الحبّ يزرع اليقين بالله وحسن الظن به والتوكل عليه
    على هذه الأسس عاش يوسف عليه السلام طيلة حياته فكان من المحسنين
    20-قال الملأ لنوح: ﴿ما نراك إلا بشرا مثلنا ..﴾
    وقال قوم شعيب له: ﴿وإنا لنراك فينا ضعيفا﴾.
    ازدراء أهل الحق والتقليل من شأنهم ديدن أهل الباطل عبر الزمان؛ فلا تثنينّك سخريتهم؛ فهذا هو الطريق؛ فاصبر وصابر واثبت ﴿فإن الله لا يضيع أجر المحسنين﴾.

     

    21-تأمل:
    قافلة بكاملها احتاجت للماء
    فكان ذلك سببا في خروج يوسف عليه السلام من البئر
    رؤيا يراها الملك تكون سببا في خروج يوسف من السجن
    قحط يصيب البلاد ليكون سببا في اجتماع يوسف بأبيه وإخوته.
    حياتك يدبرها الله من حيث لا تحتسب
    فاطمئن...
    22-( كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ )
    حقق الإخلاص وابشر بالخلاص من الفتن
    23-﴿ ونادى نوح ابنه وكان في معزل يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين﴾
    {وحال بينهما الموج فكان من المغرقين}
    موقف ليس بالهين
    أب يرى ابنه يغرق ويكون في زمرة المعذبين
    كيف حال قلبه؟كيف شعوره؟
    لنا في الأنبياء أسوة في الصبر على الابتلاء..

     

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×