اذهبي الى المحتوى

امانى يسرى محمد

العضوات
  • عدد المشاركات

    7643
  • تاريخ الانضمام

  • تاريخ آخر زيارة

  • الأيام التي فازت فيها

    60

مشاركات المكتوبهة بواسطة امانى يسرى محمد



  1. تفسير الشيخ الشعراوي


    {وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (13)}السجدة
    هنا قد يسأل سائل: لماذا جعل الله الناسَ: مؤمناً وكافراً، وطائعاً وعاصياً؟ لماذا لم يجعلنا جميعاً مهتدين طائعين؟ أهذا صعب على الله سبحانه؟ لا، ليس صعباً على الله تعالى، بدليل أنه خلق الملائكة طائعين مُنفِّذين لأوامره سبحانه {لاَّ يَعْصُونَ الله ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم: 6].
    كذلك الأرض والسماء والجبال.. إلخ، كلها تُسبِّح الله وتعبده {كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاَتَهُ وَتَسْبِيحَهُ...} [النور: 41].
    وقال: {وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ولكن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ...} [الإسراء: 44]، وبعد ذلك يعطي الله تعالى لبعض خَلْقه معرفة هذا التسبيح، كما قال في حق داود عليه السلام: {وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الجبال يُسَبِّحْنَ...} [الأنبياء: 79].
    نعم، هي تُسبِّح أيضاً مع غير داود، لكن الميزة أنها تشترك معه في تسبيح واحد، كأنهم(كورس) يرددون نشيداً واحداً.
    وعرفنا في قصة الهدهد وسليمان- عليه السلام- أنه كان يعرف قضية التوحيد على أتمَّ وجه، كأحسن الناس إيماناً بالله، وهو الذي قال عن بلقيس ملكة سبأ: {وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ الله وَزَيَّنَ لَهُمُ الشيطان أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السبيل فَهُمْ لاَ يَهْتَدُونَ} [النمل: 24].
    وقال {أَلاَّ يَسْجُدُواْ للَّهِ الذي يُخْرِجُ الخبء فِي السماوات والأرض وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ} [النمل: 25].
    والحق سبحانه وتعالى- حينما يريد أنْ يُدلِّل لخَلْقه على قدرته يجعل من الضعف قوة، ومن القوة ضعفاً، وانظر إلى حال المؤمنين الأوائل، وكم كانوا أذلة مستضعفين، فلما أسلموا رفعهم الله بالإسلام وجعلهم سادة.

    ومشهورة قصة الصِّدِّيق أبي بكر لما أَدخل عليه المستضعفين أمثال: عمار وبلال.. وترك صناديد قريش بالباب، فعاتبه أبوه على ذلك: كيف يُدخِل العبيد ويترك هؤلاء السادة بالباب؟ فقال أبو بكر: يا أبي، لقد رفع الإسلام الخسيسة، وإذا كان هؤلاء قد ورمتْ أنوفهم أن يدخل العبيد قبلهم، فكيف بهم حين يُدخِلهم اللهُ الجنةَ قبلهم؟
    وعجيب أن يصدر هذا الكرم من الصِّدِّيق أبي بكر، مع ما عُرِف عنه من اللين ورِقَّة القلب والحلم.
    وهذا لون من تبديل الأحوال واجتماع الأضداد، وقد عرض الحق تبارك وتعالى لهذه المسألة في قوله تعالى: {إِنَّ الذين أَجْرَمُواْ كَانُواْ مِنَ الذين آمَنُواْ يَضْحَكُونَ وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ} [المطففين: 29-30] يعني: يسخرون منهم ويهزأون بهم، كما نسمع من أهل الباطل يقولون للإنسان المستقيم(خدنا على جناحك).
    وليت الأمر ينتهي عند هذا الحد، إنما إذا عادوا إلى أهلهم كرروا هذا الاستهزاء، وتبجحوا به، وفرحوا لإيذائهم لأهل التقوى والاستقامة: {وَإِذَا انقلبوا إلى أَهْلِهِمُ انقلبوا فَكِهِينَ وَإِذَا رَأَوْهُمْ قالوا إِنَّ هؤلاء لَضَالُّونَ وَمَآ أُرْسِلُواْ عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ} [المطففين: 31-33] لكن يُنهي الحق سبحانه هذا الموقف بقوله: {فاليوم الذين آمَنُواْ مِنَ الكفار يَضْحَكُونَ} ثم يسألهم الله {عَلَى الأرآئك يَنظُرُونَ هَلْ ثُوِّبَ الكفار مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ} [المطففين: 34-36].
    فهنا يقول الحق سبحانه: لا تفهموا أن أحداً تأبى عليَّ، من خَلْقي، إنما أردتُ لهم الاختيار، ثم أخبرتهم بما أحبّ أنْ يفعلوه، فيريد الله أن يعلم علم وقوع بمَنْ آمن به، وهو يملك ألاَّ يؤمن. وإلا فهو سبحانه عالم أزلاً؛ ليكون الفعل حجة على أصحابه، إذن: إياك أنْ تظنَّ أنك باختيارك كسرت قهر العلى.
    وسبق أنْ قُلْنا: إن الذين أَلِفوا التمرد على الله إيماناً به، فكفروا وتمردوا على طاعته فعصوه.. الخ نقول لهم: ما دُمْتم قد تعودتم التمرد على أوامر الله، فلماذا لا تتمردون على المرض مثلاً أو على الموت؟ إذن: أنت عبد رغم أنفك.

    يقول سبحانه هنا: {وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا..} [السجدة: 13] أي: لَجعل الناس كالملائكة، وكالمخلوقات المسيَّرة التي لا اختيار لها، وسبق أنْ قُلْنا: إن المخلوقات كلها خُيِّرت في حمل الأمانة، وليس الإنسان وحده، لكن الفرق أن ابن آدم أخذ الاختيار مُفصَّلاً، وبقية الخَلْق أخذوا الاختيار جملة، بدليل قوله تعالى: {إِنَّا عَرَضْنَا الأمانة عَلَى السماوات والأرض والجبال فَأبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإنسان إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً} [الأحزاب: 72].
    ومعنى الهداية في {وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا..} [السجدة: 13] أي: هدى المعونة، وإلا فقد هدى اللهُ جميعَ الناس هُدى الدلالة على طريق الخير، فالذي اخذ بهدى الدلالة وقال على العين والرأس يأخذ هدى المعونة، كما قال سبحانه: {والذين اهتدوا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقُوَاهُمْ} [محمد: 17].

    ولكي نفهم الفرق بين الهديين، اقرأ: {وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ...} [فصلت: 17] أي: دللناهم وأرشدناهم {فاستحبوا العمى عَلَى الهدى...} [فصلت: 17].
    ثم يقول سبحانه: {ولكن حَقَّ القول مِنِّي لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الجنة والناس أَجْمَعِينَ} [السجدة: 13].
    الحق سبحانه يريد أنْ يثبت لخَلْقه أنه هو الأَوْلَى بالحكمة في الخَلْق، بدليل أن الذي يشذ عن مراد الله لابد أن يفسد به المجتمع، كما نرى المجتمعات تشقى بكفر الكافر، وبعصيان العاصي.
    والحق سبحانه يترك الكافر يكفر باختياره، والعاصي يعصي باختياره ليؤذي الناس بإثم الكافر وبإثم العاصي، وعندها يعودون إلى تشريع الله ويلجئون إلى ساحته سبحانه، ولو أن الناس عملوا بشرع الله ما حدث فساد في الكون ولا خَلَلٌ في حياتهم أبداً.
    لذلك نفرح حينما ينتقم الله من أهل الكفر ومن أهل المعصية، ونقول: الحمد لله الذي أراح منهم البلاد والعباد.
    إذن: مخالفة منهج الله في القمة كفراً به سبحانه، وفي غيرها معصية لأمره هو الذي يبين مزايا الإيمان وحلاوة التشريع. وقلنا: إن التشريع يجب أنْ يأخذه المكلَّف أَخْذاً أَخْذاً كاملاً بما له وبما عليه، فالله كلَّفك ألاَّ تسرق من الناس، وكلَّف الناسَ جميعاً ألاَّ يسرقوا منك.
    ومعنى {ولكن حَقَّ القول مِنِّي..} [السجدة: 13] أي: وقع وثبت وقُطع به، ويأتي هذا المعنى بلفظ سبق، كما في {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا المرسلين} [الصافات: 171] وفي قصة نوح عليه السلام: {فاسلك فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثنين وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ القول...} [المؤمنون: 27].
    وقال تعالى حكاية عن الكفار في حوارهم يوم القيامة: {فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَآ إِنَّا لَذَآئِقُونَ} [الصافات: 31].

    ومعنى {لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الجنة والناس أَجْمَعِينَ} [السجدة: 13] عرفنا أن الله تعالى خلق الجنة، وخلق لها أهلاً يملأونها، وخلق النار وخلق لها أهلاً يملأونها، فليس فيهما أزمة أماكن، فالجنة أُعِدَّتْ لتسع جميع الخَلْق إنْ آمنوا، وكذلك النار أُعِدَّتْ لتسع الخَلْق جميعاً إنْ كفروا.
    لذلك حين يذهب أهل الجنة إلى الجنة يرثون أماكن أهل النار فيها، كما قال سبحانه: {ونودوا أَن تِلْكُمُ الجنة أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [الأعراف: 43].
    والجِنَّة: أي الجِنّ والعفاريت.


    {فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (14)}
    والتقدير: ذوقوا العذاب، كما جاء في آية أخرى {ذُوقُواْ مَسَّ سَقَرَ} [القمر: 48] ويُقال هذا لزعماء ورءوس الكفر {ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ العزيز الكريم} [الدخان: 49].
    واختار حاسة التذوق؛ لأن كل وسيلة إدراك قد تتصل بلون من ألوان الترف في الحياة، أمَّا الذوق فيتصل بإمداد الحياة، وهو الأكل والشرب، وبهما قوام حياة الإنسان، فهما ضرورتان للحياة لا مجردَ ترف فيها.
    وفي موضع آخر، يُبيِّن لنا الحق سبحانه أثر الإذاقة، فيقول عن القرية التي كفرت بربها: {فَأَذَاقَهَا الله لِبَاسَ الجوع والخوف بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ} [النحل: 112] وتصور أن يكون الجوع لباساً يستولي على الجسم كله، وكأن الله تعالى يريد أنْ يُبين لنا عضة الجوع، التي لا تقتصر على البطن فحسب، إنما على كل الأعضاء، فقال {لِبَاسَ الجوع...} [النحل: 112] لشمول الإذاقة، فكأن كل عضو في الجسم سيذوق ألم الجوع، وهذا المعنى لا يؤديه إلا اللفظ الذي اختاره القرآن.
    وقد فطن الشاعر إلى هذه الشمولية التي تستولي على الجسم كله، فقال عن الحب الإلهي حين يستشرف في القلب ويفيض منه ليشمل كلَّ الجوارح، فقال:
    خَطَراتُ ذِكْرِكَ تَسْتثير مودَّتي ** فأُحِسُّ منها في الفُؤادِ دَبيبَا

    لا عُضْوَ لي إلاَّ وَفِيه صَبَابةٌ ** فَكأنَّ أَعْضَائي خُلِقْنَ قُلُوبَا

    وعِلَّة هذه الإذاقة {بِمَا نَسِيتُمْ لِقَآءَ يَوْمِكُمْ هاذآ..} [السجدة: 14] أي: يوم القيامة الذي حدَّثناكم عنه، وحذَّرناكم من أهواله، فلم نأخذكم على غِرَّة، لكن نبهناكم إلى سوء العاقبة، فلا عذرَ لكم الآن، وقد ضخَّمنا لكم هذه الأهوال، فكان من الواجب ان تلتفتوا إليها، وأنْ تعتبروا بها، وتتأكدوا من صِدْقها.

    أما المؤمنون فحين يروْنَ هذا الهول وهذا العذاب ينزل بالكفرة والمكذِّبين يفرحون؛ لأن الله نجاهم بإيمانهم من هذا العذاب.
    وتكون عاقبة نسيان لقاء الله {إِنَّا نَسِينَاكُمْ..} [السجدة: 14] فأنتم نسيتم لقاء الله، ونسيتم توجيهاته، وأغفلتم إنذاره وتحذيره لكم، ونحن تركناكم ليس هملاً، إنما تركناكم من امتداد الرحمة بكم، فقد كانت رحمتي تشملكم في الدنيا، ولم أخصّ بها المؤمنين بي، بل جعلتُها للمؤمن وللكافر.
    فكل شيء في الوجود يعطي الإنسان مطلق الإنسان طالما أخذ بالأسباب، لا فرق بين مؤمن وكافر، هذا في الدنيا، أما في الآخرة فننساكم من هذه الرحمة التي لا تستحقونها، بل: {وَذُوقُواْ عَذَابَ الخلد بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [السجدة: 14].
    فإنْ كنتم قد تمردتم على الله وكفرتم به في دنيا محدودة، وعمرك فيها محدود، فإن العذاب الواقع بكم اليوم خالد باقٍ دائم، فخسارتكم كبيرة، ومصيبتكم فادحة.

    وقلنا: إن العمل في الدنيا للآخرة يمثل معادلة ينبغي أنْ تُحلّ حلاً 
    صحيحاً، فأنت في الدنيا عمرك لا يُحسب بعمرها، إنما بمدة بقائك فيها، فهو عمر محدود، أما الآخرة فخلود لا ينتهي، فلو أن النعيم فيهما سواء لكان امتداد الزمن مرجحاً للآخرة.
    ثم إن نعيمك في الدنيا على قدر إمكاناتك وحركتك فيها، أما نعيم الآخرة فعلى قدر إمكانات الله في الكون، نعيم الدنيا إما أنْ يفوتك أو تفوته أنت، ونعيم الآخرة باقٍ لا يفوتك أبداً لأنك مخلد فيه.
    إذن: هي صفقة ينبغي أنْ تُحْسبَ حساباً صحيحاً، وتستحق أن نبيع من أجلها الدنيا بكل ما فيها من غالٍ ونفيس؛ لذلك سماها رسول الله تجارة رابحة.
    وقال سبحانه وتعالى عن الكافرين {أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فَمَا رَبِحَتْ تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ} [البقرة: 16].


    نداء الايمان
     


  2. تفسير الشيخ الشعراوي

    {وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ (12)}السجدة

    تصوِّر لنا هذه الآية مشهداً من مشاهد يوم القيامة، يوم يُساق المجرم ذليلاً إلى ما يستحق من العذاب، كأنْ ترى مجرماً مثلاً تسوقه الشرطة وهو مُكبِّل بالقيود يذوق الإهانة والمذلّة، فتشفى نفسك حين تراه ينال جزءاه بعد أنْ أتعب الدنيا وأداخ الناس.
    وفي هذا المشهد يخاطب الحق سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم، وهو أول مخاطب، ثم يصبح خطاباً لأمته: {وَلَوْ ترى إِذِ المجرمون نَاكِسُواْ رُءُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ..} [السجدة: 12] أي: حالة وجودهم أنهم ناكسو رءوسهم. وتقدير جواب الشرط: لرأيتَ أمراً عجيباً يشفى صدرك مما فعلوه بك.

    ونلاحظ في هذا الأسلوب دقة الأداء في قوله تعالى: {وَلَوْ تَرَى..} [السجدة: 12] فلم يقل مثلاً: ولو تعلم؛ لأن إخبار الله كأنه رؤيا العين، فحين يخبرك الله بأمر، فاعلم أنه أصدق من عينك حين ترى؛ لأن عينك قد تخدعك، أما إخبار الله لك فهو الحق.

    ومعنى {نَاكِسُواْ رُءُوسِهِمْ..} [السجدة: 12] النكس هو جَعْل الأعلى أسفل، والرأس دائماً في الإنسان أعلى شيء فيه.
    وقد وردتْ هذه المادة في قوله تعالى في قصة إبراهيم عليه السلام حين حطم الأصنام، وعلَّق الفأس على كبيرهم: {ثُمَّ نُكِسُواْ على رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هؤلاء يَنطِقُونَ} [الأنبياء: 65].
    فبعد أنْ عادوا إلى رشدهم واتهموا أنفسهم بالظلم انتكسوا وعادوا إلى باطلهم، فقالوا: {لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هؤلاء يَنطِقُونَ} [الأنبياء: 65].
    وورد هذا اللفظ أيضاً في قوله تعالى: {وَمَن نُّعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الخلق أَفَلاَ يَعْقِلُونَ} [يس: 68].
    والمعنى: نرجعه من حال القوة والفتوة إلى حال الضعف والهرم وعدم القدرة، كما قال سبحانه: {وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إلى أَرْذَلِ العمر لِكَيْ لاَ يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً...} [النحل: 70].
    فبعد القوة يتكئ على عصا، ثم لا يستطيع السير فيحبو، أو يُحمل كما يُحمل الطفل الصغير، هذا هو التنكيس في الخَلْق، وحين نتأمله نقول: الحمد لله لو عافانا من هذه الفترة وهذه التنكيسة، ونعلم أن الموت لُطْف من الله ورحمة بالعباد، أَلاَ ترى أن مَنْ وصل إلى هذه المرحلة يضيق به أهله، وربما تمنَّوْا وفاته ليستريح وليستريحوا؟
    وتنكيس رءوس المجرمين فيه إشارة إلى أن هذه هي العاقبة فاحذر المخالفة، فمَنْ تكبر وتغطرس في الدنيا نُكِّسَتْ رأسه في الآخرة، ومَنْ تواضع لله في الدنيا رُفِعت رأسه، وهذا معنى الحديث الشريف: (من تواضع لله رفعه).
    وفي تنكيس رءوس المجرمين يوم القيامة معنى آخر؛ لأن الحق سبحانه وتعالى سيفعل في كل مخالف في الآخرة من جنس ما فعل في الدنيا، وهؤلاء الذين نكَّس الله رءوسهم في الاخرة فعلوا ذلك في الدنيا، واقرأ إن شئتَ قول ربك: {أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُواْ مِنْهُ...} [هود: 5].
    أي: يطأطئون رءوسهم؛ لكي لا يواجهوا رسول الله، فللحق صَوْلة وقوة لا يثبت الباطل أمامها؛ لذلك نسمع من أصحاب الحق: تعالَ واجهني، هات عيني في عينك، ولابد أنْ يستخزي أهل الباطل، وأنْ يجبنوا عن المواجهة؛ لأنها ليست في صالحهم.
    وهذا العجز عن المواجهة يدعو الإنسان إلى ارتكاب أفظع الجرائم، ويصل به إلى القتل، والقتل لا يدل على القوة، إنما يدل على عجز وضعف وجُبْن عن المواجهة، فالقاتل أقرَّ بأنه لا يستطيع أنْ يواجه حياة عدوه فقتله، ولو كان قوياً لواجه حياته.

    ومن العذاب الذي يأتي من جنس ما فعل الإنسان في الدنيا قول الله تعالى في الذين يكنزون الذهب والفضة، ولا ينفقونها في سبيل الله: {والذين يَكْنِزُونَ الذهب والفضة وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ الله فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ يَوْمَ يحمى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فتكوى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هذا مَا كَنَزْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ} [التوبة: 34-35].
    سبحان الله، كأنها صورة طبق الأصل مما فعلوه في الدنيا، فالواحد منهم يأتيه طالب العطاء فيعبس في وجهه، ثم يُعرض عنه، ويعطيه جنبه، ثم يعرض عنه ويعيطه ظهره، ويأتي العذاب بنفس هذا التفصيل. إذن: فعلى العاقل أن يحذر هذه المخالفات، فمن جنسها يكون العذاب في الآخرة.

    وهؤلاء المجرمون حال تنكيسهم يقولون: {رَبَّنَآ أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا..} [السجدة: 12] هذا كلامهم، ومع ذلك لم يقل القرآن: قالوا أبصرنا وسمعنا، فحَذْف الفعل هنا يدل على أن القول ليس سهلاً عليهم؛ لأنه إقرار بخطئهم الأول وإعلان لذَّلة التوبة.
    وقلنا: إن هذه هي الآية الوحيدة التي تقدَّم فيها البصر على السمع؛ لأن الساعة حين تأتي بأهوالها نرى الهول أولاً، ثم نسمع ما نراه.
    لذلك يقول تعالى مُصوِّراً أثر هذا الهول: {وَتَرَى الناس سكارى وَمَا هُم بسكارى ولكن عَذَابَ الله شَدِيدٌ} [الحج: 2].
    وفي معرض حديثنا السابق عن الحواس: السمع والبصر والفؤاد فاتنا أنْ نذكر آية مهمة جاءت على غير هذا الترتيب، وهي قول الله تعالى: {خَتَمَ الله على قُلُوبِهمْ وعلى سَمْعِهِمْ وعلى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ} [البقرة: 7].
    فجاء الفؤاد هنا أولاً، وجمع الفؤاد مع السمع في الختم لأنهما اشتركا فيه، أما البصر فاختص بشيء آخر، وهو الغشاوة التي تُغطِّي أبصارهم؛ ذلك لأن الآية السابقة في السمع والبصر والفؤاد كانت عطاءً من الله، فبدأ بالسمع، ثم البصر، ثم ترقى في العطاء إلى الفؤاد، لكن هنا المقام مقام سلب لهذه النعم، فيسلب الأهم أولاً، فأتى بالفؤاد ثم السمع ثم الأبصار.
    لكن أي شيء أبصروه؟ وأي شيء سمعوه في قولهم {رَبَّنَآ أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا..} [السجدة: 12]؟ أول شيء يبصره الكافر يوم القيامة {وَوَجَدَ الله عِندَهُ...} [النور: 39] وحده سبحانه ليس معه شريك من الشركاء الذين عبدوهم في الدنيا، وليس لهم من دونه سبحانه وليٌّ، ولا شفيع، ولا نصير.

    ومعنى {وَسَمِعْنَا..} [السجدة: 12] أي: ما أنزلته يا رب على رسولك، ونشهد أنه الحق وصدَّقنا الرسول في البلاغ عنك، وأنه ليس مُفْترياً، ولا هو شاعر، ولا هو ساحر، ولا هو كذاب.
    لكن، ما فائدة هذا الاعتراف الآن؟ وبماذا ينفعهم وهو في دار الحساب؟ لا في دار العمل والتكليف؟! وما أشبه هذا الاعتراف باعتراف فرعون قبل أنْ يغرق: {آمَنتُ أَنَّهُ لا إله إِلاَّ الذي آمَنَتْ بِهِ بنوا إِسْرَائِيلَ...} [يونس: 90] لذلك ردَّ الله عليه: {آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ المفسدين} [يونس: 91].
    فقولهم: {رَبَّنَآ أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا..} [السجدة: 12] إقرار منهم بأنهم كانوا على خطأ، وأنهم يرغبون في الرجوع إلى الصواب، كما قال سبحانه في موضع آخر: {حتى إِذَا جَآءَ أَحَدَهُمُ الموت قَالَ رَبِّ ارجعون لعلي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ...} [المؤمنون: 99-100]، وردَّ الله عليه: {كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَآئِلُهَا} [المؤمنون: 100].
    ثم كشف حقيقة أمرهم: {وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} [الأنعام: 28].
    وهنا يقولون: {رَبَّنَآ أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فارجعنا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ} [السجدة: 12] وهل يكون اليقين في هذا الموقف؟ اليقين إنما يكون بالأمر الغيبي، وأنتم الآن في اليقين الحسيِّ المشَاهدَ، فهو إذن يقين لا يُجدى.

    نداء الايمان


  3.  
     

    فوائد مختصرة من التعليق على المنتقى من أخبار المصطفى" للعلامة العثيمين[3]

    فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ

     
     بسم الله الرحمن الرحيم

     

    الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فهذا الجزء الثالث من الفوائد المختصرة من التعليق على المنتقى من أخبار المصطفى للعلامة العثيمين رحمه الله, من كتاب الصلاة: باب فضل يوم الجمعة, إلى كتاب الجنائز باب ما جاء في القيام للجنازة, وهي فوائد مختصرة لا تتجاوز الواحدة منها ثلاثة أسطر, أسأل الله الكريم أن ينفع بها

    خطبة الجمعة, وحال الخطيب:

    & ينبغي أن تكون الخطبة كلماتٍ, والمعنى أنها تكون كلمات يمكن أن تُعدّ بحيث تكون واضحة مُركزة.... إذا كانت الخطبة قصيرة تمكنوا من استيعاب المعنى وحفظه, وإذا كثر ضاع عليهم...وينبغي في الخُطبة اجتناب الحشو واللغو.

    & ينبغي للخطيب أن يفتح للناس باب الأمل والرجاء...هذا هو الأصل في الخطبة, لكن إذا دعت الحاجة إلى قوة الزجر والتهديد والتخويف فلا حرج أن يُخوِّف الإنسان, مثل ما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يفعل أحيانًا في خُطبه.

    & تجد فرقًا بين خطيب يُحيى الناس ويوقظهم ويجعلهم يُتابعون ما يقول, وبين خطيب يأخذ صحيفة ويسردها سردًا, تجد فرقًا عظيمًا في التأثير, فكان صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرت عيناه من شدة انفعاله.

    & الناس إذا رأوا الخطيب منفعلًا انفعلوا معه, وصاروا يمشون وراءه, ولكن إذا كان الخطاب يُقرأ باطمئنان وهدوء فإن الناس ينامون.

    & ينبغي للخطيب أن يكون كمنذر الجيش الذي يقول: صبحكم ومساكم, لأن الخطيب مُنذر بغضب الله على من خالفه, مُبشر بطاعة الله لمن أطاعه.

    كتب:

    & شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كتابه " درء تعارض العقل والنقل " كتاب حسن  من أحسن الكتب

    & مُسند الشافعي رحمه الله ليس بذاك القوي, ففيه أحاديث ضعيفة.

    تاريخ مولد الرسول صلى الله عليه وسلم:

    & القول أنه صلى الله عليه وسلم ولد ليلة الثاني عشر من ربيع الأول هو قول باطل, لا يؤيده التاريخُ, ولا يؤيده الحساب الفلكي, فالحساب الفلكي يقول: إن ولادته كانت ليلة التاسع من ربيع, وليس في ليلة الثاني عشر.

    الموعظة:

    & الموعظة غالبًا أنها أشدّ تأثيرًا, لا سيما أن الموعظة في غير الجمعة إذا كان الرجل جيدًا في الخطابة تجده مثلًا يتحرك بحركات مناسبة للكلمات, ربما ينفعل فيكون أشدّ تأثيرًا.

    الختمة في التراويح:

    & الختمة في التراويح ليس لها أصل في السنة, ما كان رسول الله عليه الصلاة والسلام ولا الصحابة رضي الله عنهم عندما صاروا يقومون الليل ما بلغنا أن أحدًا منهم يختم القيام بالختمة, والختمة عند العامة الآن من أوجب الواجبات

    الحمار:

    & الحمار من أبلد ما يكون من الحيوانات, ولهذا يقولون: إنه من أدلَّ الحيوانات, لأنه أبلد الحيوانات, فهو يحفظ طريقه ولا يختلف عليه, لأنه بليد فليس عنده تفكير يشغل فكره حتى يضل الطريق.

     

    الصلاة بعد الجمعة:

    & القول الذي رجحه شيخ الإسلام رحمه الله هو أحسن الأقوال, فيُقال لمن صلى في بيته: الأفضل لك الاقتصار على ركعتين, ولمن صلى في المسجد أن يصلي أربعًا, لأن بهذا الوجه تجتمع الأدلة ولا يخصل فيها تناقض.

    الاستغفار:

    & الاستغفار والتوبة سبب لنزول المطر...لأن من أسباب امتناع المطر المعاصي ...والاستغفار يمحو المعاصي, وإذا زال السبب المانع حصل المسبب.

    & الاستغفار من أسباب إصابة الصواب بدليل قوله تعالى: ﴿ إِنَّآ أَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ بِٱلۡحَقِّ لِتَحۡكُمَ بَيۡنَ ٱلنَّاسِ بِمَآ أَرَىٰكَ ٱللَّهُۚ وَلَا تَكُن لِّلۡخَآئِنِينَ خَصِيمًا * وَٱسۡتَغۡفِرِ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُورا رَّحِيما﴾ [النساء:105_106]

    & بعض أهل العلم إذا عرضت عليه مسألة من المسائل استغفر الله, قبل أن يفتى فيها, لأن المعاصي تحول بين العبد وبين التوفيق, فإذا استغفر الإنسان ربه بقلب صادق زال هذا المانع, وجرب تجد.

    & الزم الاستغفار فستجد أن الله عز وجل يجعل لك من هم فرجًا, ومن كل ضيق مخرجًا.

    حال الناس في الزمن السابق إذا حصل الكسوف:

    & أذكر في الزمن السابق...أنه إذا حصل الخسوف يكون عند الناس رهبة عظيمة وخوف, ويتسارعون إلى المساجد, وتجدهم في صلاة الكسوف يبكون, ويحصل عندهم خوف عظيم مثل ما حصل للرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه.

     

    التوسل الممنوع:

    & من الأمثلة على التوسل الممنوع: التوسل بذات أحد من الناس حتى ولو كان صالحًا مثل قول: اللهم إني أسالك بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم أن تغفر لي ذنبي فهذا توسل بذاته صلى الله عليه وسلم وهذا حرام لا يجوز.

    & من التوسل الممنوع: التوسل بجاه النبي صلى الله عليه وسلم ومرتبته عند الله تعالى وهذا لا يجوز, لأن جاه النبي صلى الله عليه وسلم لا ينفعك, إنما ينفع الرسول نفسه علية الصلاة والسلام.

    الدعاء والافتقار إلى الله جل وعلا:

    & كلما أظهر الإنسان افتقاره إلى الله عز وجل كان ذلك أبلغ في العبادة, وكلما أكثر الإنسان من الدعاء إلى الله فإنه عباده

    الكناية:

    & من الأمثلة على الكناية قولهم" إن فلانًا كثير الرماد" كناية عن كرمه, لأن كثرة الرماد تدل على كثرة إيقاد النار, وكثرة إيقاد النار تدل على كثر الطبخ, وكثرة الطبخ تدل على كثرة الضيوف وكثرة الآكلين تدلُّ على الكرم لأن البخيل ما يصنع الأطعمة

    ختم قراءة القرآن الكريم بقول: "صدق الله":

    & كونك تختم قراءتك بقولك: " صدق الله" فذلك لم يأتِ عن رسول الله ولا عن الصحابة, فإنك تعتبر مبتدعًا, وكل بدعة ضلالة.  

    معراج الرسول علية الصلاة والسلام كان في ربيع أول:

    & المعراج...لا أحد من المؤرخين ذكر أنها كانت في ليلة سبع وعشرين, ولا في رجب, وأكثر المؤرخين على أن المعراج كان في ربيع الأول.

     

    التداوي بالموسيقى:

    & هؤلاء الماديون يدخلون السرور على المريض بالموسيقى والملاهي, ولكنها والله هي المرض, لأنه يعقبها الحزن والبلاء والشر, ولهذا نصّ أهل العلم رحمهم الله بأنه يحرم التداوي بصوت الملهاة.

    محبة اتباع جنازة الإنسان الصالح:

    & الإنسان إذا كان من أهل الخير ألقى الله في قلوب الناس محبة اتباع جنازته, وإذا كان من أهل السوء كان الأمر بالعكس, حتى وإن كان غير غنى فإن الله تعالى يلقى في قلوب الناس محبة اتباع جنازته.

    من أدب اتباع الجنازة:

    & من أدب اتباع الجنازة: أن لا يتحدث المُتبع في أمور تتعلق بالدنيا, وأن لا يكثر القول والتبسم, وما أشبه ذلك, لأن المقام ينافي هذه الأمور...بل يكون متذكرًا بمآله

    التعزية:

    & التعزية معناها: التقوية, أي: تقوية المصاب على الصبر على مصيبته.

    & من الأدب أن يُعزى المصاب سواء في المقبرة, أو قبل الصلاة عليه, أو بعدها من حيث يموت الميت فالتعزية مشروعة...وفي حال التعزية لا ينبغي للإنسان أن يفعل ما لم ترد به السنة كالتقبيل والمعانقة ومسح الرأس ومسح الظهر وما أشبه ذلك.

    معنى نفس المؤمن معلقة بدينه:

    & قوله: (( نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يُقضى عنه )) قال العلماء: معنى تعليقها بالدين أنها مرتبطة به لا تتجاوزه ولا تنبسط بنعيم ولا بثواب حتى يُقضى هذا الدين, فإذا قضى دينه فإنها تنفك.

     

    تغطية الميت:

    & الميت إذا مات فالأفضل أن لا يبقى مكشوفًا, بل يغطى جميع بدنه, ليس وجهه فحسب لما في ذلك من الهيبة والوقار وعدم ظهور ما يكره لأن بعض الموتى إذا كانت مِيتتُهم سيئة ظهر ذلك على وجوههم فتجده...يكون وجهه مُسودًا.

    ستر ما يظهر على الميت من أمر مذموم مُستكره:

    & الميت...لو وجد فيه سوءًا معنويًا,  كما لو وجد اسودادًا في وجهه أو تقيحًا ستره, أو ما أشبه ذلك مما يدلّ على سوء خاتمته, نسأل الله العافية, فإن الواجب عليه أيضًا ستره.

    & يستثنى من ذلك ما لو كان صاحب بدعة, وكان وصفه مما رآه على هذا المبتدع بعد موته مما يُنفر عن هذه البدعة فإن هذا لا بأس به, بل قد يكون من الأمور الواجبة لما في ذلك من التنفير من البدع.

    ردُّ السلام:

    & رد السلام فرض عين إن كان المسَلّم عليه واحدًا, وإن كان المُسلّم عليه جماعة فهو فرض كفاية, لأن المسَلّم على الجماعة, ألقى السلام على الجميع, فإذا ردّ واحد من هؤلاء الجميع حصل الردُّ.  

    الأمراض النفسية والعقد النفسية:

    & نحن في وقت كثرت فيه أسباب الرفاهية المادية فزادت فيه الأمراض النفسية, فالدنيا إذا زادت من وجه نقصت من وجه آخر.

    & كان الناس في الماضي أكثر انشراحًا في صدورهم من الوقت الحاضر, لكنهم في الأمور المادية أقلّ, أما في هذا الزمن كثرت الأمور المادية وزادت العقد النفسية.

     

    دم الإنسان:

    & ليس هناك دليل صريح وصحيح على أن دم الإنسان نجس إلا ما خرج من السبيلين فهو نجس وإن كان قليلًا, لكن ما خرج من الأنف أو من جرح أو ما أشبه ذلك فليس دليل صحيح وصريح في أنه نجس.

    & القائلون بالنجاسة وهو جمهور أهل العلم يقولون: أنه يعفى عن يسيره, لأنهم لم يتمكنوا أن يجيبوا عن الأحاديث والآثار الكثيرة الواردة بأن المسلمين يصلون في دمائهم وجراحاتهم. فحملوا ذلك على اليسير.

    النعي:

    & النعي إذا كان إخبارًا مجردًا بأن فلان قد مات فهذا لا بأس به, أما إذا كان النعي على ما كان عليه أهل الجاهلية بأن يذكر الميت بالمدائح وغيرها من الأشياء التي تثير الأحزان للمحزون وتؤدي إلى الغلو في هذا الميت والتعلق به, فهو هو النهي عنه

    & ...ما يعلن في الصحف عن موت فلانٍ وموت فلانٍ وما أشبه ذلك, وكونه من نعي الجاهلية أقرب, لأنه لا فائدة منه...وفيه إضاعة للمال.

    & التحدث عن الميت بذكر تاريخه وحياته فإن هذا جائز, لكن لا ينبغي أن يكون حين موته أو في أيام موته, لأنه يخشى أن يكون من النعي أو شبيهًا به, والله أعلم.

    القيام للجنازة:

    & يشرع القيام للجنازة إذا مرت ولا فرق بين المسلم والكافر لأن القيام ليس تعظيمًا للميت, ولكن لأنها جنازة والموت فزع...لأنها إذا مرت به وهو جالس ولم يبال بها...فمعنى هذا أنه قاس قلبه...فإذا قام فإن نفسه سوف تتحرك وتتعظ

     

     

    الحد كفارة للإنسان:

    & الحد كفارة...فإن الإنسان إذا أُقيم عليه الخد, فإنه يبرأ من هذه المعصية, فلا يُعاقب بها في الدنيا ولا في الآخرة, لأن الله عز وجل لا يجمع على عبد عقوبتين.

    متفرقات:

    & الإنسان ينبغي له دائمًا أن يسأل الله أن يجعله مُباركًا أينما كان.

    & الجلباب هو ما يُشبه العباءة عندنا, كساء يشمل جميع الجسد تلتحف به المرأة.

    & ينبغي أن تكون مناهج النساء غير مناهج الرجال, فتكون مناهجهن مناسبة لأحوالهن, وهذا هو الحكمة وهو الشرع أيضًا.

    & ينبغي أن نُكثر من ذكر الله وتحميده وتكبيره في أيام التشريق, كما نكثره في أيام العشر.

    & الفرق بين البيت والدار أن البيت الحجرة الصغيرة, والدار البناء المشتمل على عدة حُجرٍ.

    & الله إذا ثبت القلب فإن المصائب ولو كانت كالجبال أو أعظم فإنها تصير أخف من الريش.

    & ينبغي أن يكون الكفن أبيض, وإن كُفن بأسود أو بأخضر أو بمعلم فلا بأس به.

    & الذي يقتل شهيدًا في سبيل الله لا يفتن في قبره.    

    & قال الفقهاء رحمهم الله: إن دم الشهيد على الشهيد طاهر لا يجوز غسله.

    & ما يظهر على الوجوه عنوان على ما في القلوب, وقد تُشاهد الرجل يقابلك فتعرف من وجهه أنه يحبك أو يكرهك.

    & الله تعالى قد يفتن العبد بتيسير المعصية له.


    كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ

     صيد الفوائد


  4. تفسير الشيخ الشعراوي

    {قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (11)}السجدة
    تلاحظ هنا أنهم يتكلمون عن البعث {وقالوا أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الأرض أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ...} [السجدة: 10] ومعلوم أن البعث إيجاد حياة، فإذا بالقرآن يُحدِّثهم عن الوفاة، وهي نقْضٌ للحياة، ليُذكِّرهم بهذه الحقيقة.

    ومعنى {يَتَوَفَّاكُم..} [السجدة: 11] من توفيت دَيْناً من المدين. أي: أخذتهُ كاملاً غيرَ منقوص، والمراد هنا الموت، والتوفِّي يُنسَب مرة إلى الله عز وجل: {الله يَتَوَفَّى الأنفس حِينَ مَوْتِهَا} [الزمر: 42].
    ويُنسَب لملك الموت {قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الموت الذي وُكِّلَ بِكُمْ...} [السجدة: 11] ويُنسب إلى أعوانه من الملائكة {حتى إِذَا جَآءَ أَحَدَكُمُ الموت تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ} [الأنعام: 61].
    لأن مسألة الموت أمرها الأعلى بيد الخالق سبحانه، فهو وحده واهب الحياة، وهو وحده صاحب الأمر في نَقْضها وسَلْبها من صاحبها؛ لذلك حرَّم الله القتل، وجعل القاتل ملعوناً؛ لأنه يهدم بنيان الله، فإذا قدَّر الله على إنسان الموت إذِن لملَك الموت في ذلك، وهو عزرائيل.

    إذن: هذه المسألة لها مراحل ثلاث: التوفِّي من الله يأمر به عزرائيل، ثم يأمر عزرائيلُ ملائكته الموكِّلين بهذه المسألة، ثم ينفذ الملائكةُ هذا الأمر.
    وتأمل لفظة {تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا...} [الأنعام: 61] أي: أخذتْه كاملاً، فلم يقُلْ: أعدمتُه مثلاً؛ لذلك نقول قُبضت روحه أي: ذهبتْ إلى حيث كانت قبل أن تُنفخ فيه، ذهبت إلى الملأ الأعلى، ثم تحلَّل الجسد وعاد إلى أصله، وذاب في الأرض، جزئية هنا وجزئية هناك، كما قالوا: {أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الأرض أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ...} [السجدة: 10].
    فالذي يُتوفَّى لم يُعدم، إنما هو موجود وجوداً كاملاً، روحه وجسده، والله قادر على إعادته يوم القيامة؛ لذلك لم يقُلْ أعدمنا. وهذه المسألة تحلُّ لنا إشكالاً في قصة سيدنا عيسى- عليه السلام- فقد قال الله فيه: {إِذْ قَالَ الله ياعيسى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ...} [آل عمران: 55].
    فالبعض يقول: إنه عليه السلام تُوفِّي أولاً، ثم رفعه الله إليه. والصواب أن واو العطف هنا تفيد مطلق الجمع، فلا تقتضي ترتيباً ولا تعقيباً، واقرأ إنْ شئتَ قول الحق سبحانه وتعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النبيين مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وموسى وَعِيسَى ابن مَرْيَمَ...} [الأحزاب: 7].
    والخطاب هنا للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ونوح عليه السلام قبله.
    فالمعنى هنا أن الله تعالى قدَّم الوفاة على الرفع، حتى لا يظن أحد أن عيسى- عليه السلام- تبرأ من الوفاة، فقدَّم الشيء الذي فيك شكٌّ أو جدال، وما دام قد توفّاه الله فقد أخذه كاملاً غير منقوص، وهذا يعني أنه لم يُصْلَب ولم يُقتل، إنما رفعه الله إليه كاملاً.

    وقوله تعالى: {قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الموت..} [السجدة: 11] جاءت ردّا على قولهم: {أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الأرض أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ...} [السجدة: 10] فالحق الذي قال أنا خلقتُ الإنسان لم يقُلْ وأنا سأعدمه إنما سأتوفاه، فهو عندي كاملٌ بروحه وبذراته التكوينية، والذي خلق في البَدْء قادر على الإعادة، وجمع الذرات التي تشتتت.
    وقوله عن ملك الموت {الذي وُكِّلَ بِكُمْ..} [السجدة: 11] أي: يرقبكم ولا يغفل عنكم، يلازمكم ولا ينصرف عنكم، بحيث لا مهربَ منه ولا فكَاك، كما قال أهل المعرفة: الموت سهم انطلق إليك فعلاً، وعمرك بمقدار سفره إليك، فهو واقع لا محالة. كما قلنا في المصيبة وأنها ما سُمّيت مصيبة إلا أنها ستصيبك لا محالة.
    وقوله: {ثُمَّ إلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ} [السجدة: 11] أي: يوم القيامة.

    نداء الايمان


  5. تفسير الشيخ الشعراوي آيات 7-8-9 سورة السجدة

    {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ (7)}السجدة

    الخَلْق إيجاد من عدم بحكمة، ولغاية ومهمة مرسومة، وليس عَبَثاً هكذا يخلق الأشياء كما اتفق، فالخالق- عز وجل- قبل أنْ يخلق يعلم ما يخلق، ويعلم المهمة التي سيؤديها؛ لذلك يخلق سبحانه على مواصفات تحقق هذه الغاية، وتؤدي هذه المهمة.
    وقد يُخيَّل لك أن بعض المخلوقات لا مهمةَ لها في الحياة، أو أن بعضها كان من الممكن أنْ يُخلَق على هيئة أفضل مما هي عليها.
    ونذكر هنا الرجل الذي تأمل في كون الله فقال: ليس في الإمكان أبدعُ مما كان. والولد الذي رأى الحداد يأخذ عيدان الحديد المستقيمة، فيلويها ويُعْوِجها، فقال الولد لأبيه: لماذا لا يترك الحداد عيدان الحديد على استقامتها؟ فعلَّمه الوالد أن هذه العيدان لا تؤدي مهمتها إلا باعوجاجها، وتأمل مثلاً الخطَّاف وآلة جمع الثمار من على الأشجار، إنها لو كانت مستقيمة لما أدَّتْ مهمتها.

    وفي ضوء هذه المسألة نفهم الحديث النبوي الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم- عن النساء: (إنهن خُلِقْنَ من ضلع، وإن أعوج ما في الضلع أعلاه، فإنْ ذهبتَ تقيمه كسرته، وإنْ تركته لم يَزَلْ أعوج، فاستوصوا بالنساء).
    وحين تتأمل الضلوع في قفصك الصدري تجد أنها لا تؤدي مهمتها في حماية القلب والرئتين إلا بهذه الهيئة المعْوَجة التي تحنو على أهم عضوين في جسمك، فكأن هذا الاعوجاج رأفة وحُنُو وحماية، وهكذا مهمة المرأة في الحياة، ألاَ تراها في أثناء الحمل مثلاً تترفق بحملها وتحافظ عليه، وتحميه حتى إذا وضعتْه كانت أشدَّ رفقاً، وأكثر حناناً عليه؟
    إذن: هذا الوصف من رسول الله ليس سُبَّة في حق النساء، ولا إنقاصاً من شأنهن؛ لأن هذا الاعوجاج في طبيعة المرأة هو المتمم لمهمتها؛ لذلك نجد أن حنان المرأة أغلب من استواء عقلها، ومهمة المرأة تقتضي هذه الطبيعة، أما الرجل فعقله أغلب ليناسب مهمته في الحياة، حيث يُنَاط به العمل وترتيب الأمور فيما وُلِّي عليه.
    إذن: خلق الله كلاً لمهمة، وفي كل مِنَّا مهما كان فيه من نقص ظاهر- مَيْزة يمتاز بها، فالرجل الذي تَراه لا عقلَ له ولا ذكاءَ عنده تقول: ولماذا خلق الله مثل هذا؟ لكن تراه قويَّ البنية، يحمل من الأثقال والمشاقّ ما لا تتحمله أنت، والرجل القصير مثلاً، ترى أنت عيبه في قِصَر قامته، لكن يراها غيرك ميزة من مزاياه، وربما استدعاه للعمل عنده لهذه الصفة فيه.

    وحين تتأمل مثلاً عملية التعليم، وتقارن بين أعداد التلاميذ في المرحلة الابتدائية، وكم منهم يصل إلى مرحلة التعليم العالي. وكم منهم يتساقطون في الطريق؟ ولو أنهم جميعاً أخذوا شهادات عليا لما استقام الحال، وإلاَّ فمَر للمهن المتواضعة والحرف وغيرها.
    إذن: لابد أنْ يوجد هذا التفاوت؛ لأن العقل الواحد يحتاج إلى آلاف ينفذون خطته، وقيمة كل امرئ ما يُحسنه مهما كان عمله.
    لذلك قلنا: إنه لا ينبغي لأحد أنْ يتعالى على أحد؛ لأنه يمتاز عنه في شيء ما، إنما ينظر فيما يمتاز به غيره؛ لأن الخالق عز وجل وزّع المواهب بين الخَلْق جميعاً، ويكفي أن تقرأ قول الحق سبحانه: {ياأيها الذين آمَنُواْ لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عسى أَن يَكُونُواْ خَيْراً مِّنْهُمْ...} [الحجرات: 11].
    فالله تعالى: {الذي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ..} [السجدة: 7] لأن لكل مخلوق مهمة مُهيّأ لها، وتعجب من تصاريف القدر في هذه المسألة فتجد أخوين، يعمل أحدهما في العطور، ويعمل الآخر في الصرف الصحي، وتجد هذا راضياً بعمله، وهذا راضٍ بعمله.

    حتى أنك تجد الناس الذين خلقهم الله على شيء من النقص حين يرضى الواحد منهم بقسمة الله له وقدره فيه يسود بهذا النقص وبعضنا لاحظ مثلاً الأكتع إذا ضرب شخصاً بهذه اليد الكتعاء، كم هي قوية! وكم يخافه الناس لأجل قوته! وربما يجيد من الأعمال ما لا يجيده الشخص السوَّي.
    فإنْ قلتَ: إذا كان الخالق سبحانه أحسن كل شيء خلقه، فما بال الكفر، خلقه الله وما يزال موجوداً، فأيُّ إحسان فيه؟
    نقول: والله لولا طغيان الكافرين ما عشق الناسُ الإيمانَ، كما أنه لولا وجود الظلم والظالمين لما شعر الناس بطَعْم العدل. إذن: فالحق سبحانه يخلق الشيء، ويخلق من ضده دافعاً له.
    ثم يقول سبحانه: {وَبَدَأَ خَلْقَ الإنسان مِن طِينٍ} [السجدة: 7] فالإنسان الذي كرّمه الله على سائر المخلوقات بدأه الله من الطين، وهو أدنى أجناس الوجود، وقلنا: إن جميع الأجناس تنتهي إلى خدمة الإنسان. الحيوان وهو أقربها للإنسان، ثم النبات، ثم الجماد، ومن الجماد خُلِق الإنسان.

    وقد عوَّض الله عز وجل الجماد الخادم لباقي الأجناس حين أمر الإنسان المكرَّم بأن يُقبِّله في فريضة كُتبت عليه مرة واحدة في العمر، وهي فريضة الحج، فأمره أن يُقبِّل الحجر الأسود، وأنْ يتعبد لله تعالى بهذا التقبيل؛ لذلك يتزاحم الناس على الحجر، ويتقاتلون عليه، وهو حجر، وهم بشر كرَّمهم الله، وما ذلك إلا ليكسر التعالي في النفس الإنسانية، فلا يتعالى أحد على أحد.
    وسبق أنْ بيّنا أن المغرضين الذين يحبون أنْ يستدركوا على كلام الله قالوا: إن الله تعالى قال في مسألة الخَلْق مرة {مِّن مَّآءٍ...} [المرسلات: 20] ومرة {مِن تُرَابٍ...} [الكهف: 37] ومرة {مِّن طِينٍ} [المؤمنون: 12] ومرة {مِن صَلْصَالٍ...} [الحجر: 33] ومرة {مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ} [الحجر: 26].. إلخ، فأيُّ هذه العناصر أصل للإنسان؟
    وقلنا: إن هذه مراحل مختلفة للشيء الواحد، والمراحل لا تقتضي النية الأولية، فالماء والتراب يُكوِّنان الطين، فإذا تُرك الطين حتى تتغير رائحته فهو الحمأ المسنون، فإذا تُرك حتى يجفَّ ويتجمد فهو الصلصال، فهذه العناصر لا تعارض بينها، ويجوز لك أنْ تقول: إن الإنسان خُلِق من ماء، أو من تراب، أو من طين... إلخ.
    والمراد هنا الإنسان الأول، وهو سيدنا آدم- عليه السلام- ثم أخذ الله سلالته من ماء مهين، والسلالة هي خلاصة الشيء، فالخالق سبحانه خلقنا أولاً من الطين، ثم جعل لنا الأزواج والتناسل الذي نتج عنه رجال ونساء.
    ثم يحتفظ الخالق سبحانه لنفسه بطلاقة القدرة في هذه المسألة، وكأنه يقول لك: إياك أنْ تفهم أنني لا أخلق إلا بالزوجية، إنما أنا أستطيع أنْ أخلق بلا زوجية كما خلقْتُ آدم، وأخلق من رجل بلا امرأة كما خلقتُ حواء، وأخلق من امرأة بلا رجل كما خلقتُ عيسى عليه السلام.

    وقد تتوفر علاقة الزوجية ويجعلها الله عقيماً لا ثمرةَ لها، وهكذا تناولت طلاقة القدرة كل ألوان القسمة العقلية في هذه المسألة، واقرأ إنْ شئتَ: {لِلَّهِ مُلْكُ السماوات والأرض يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ يَهَبُ لِمَن يَشَآءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَآءُ الذكور أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَن يَشَآءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ} [الشورى: 49-50].
    إذن: هذه مسألة طلاقة قدرة للخالق سبحانه، وليست عملية(ميكانيكية)، لأنها هِبَة من الله {يَهَبُ لِمَن يَشَآءُ إِنَاثاً...} [الشورى: 49] ولاحظ أن الله قدَّم هنا الإناث، وهم الجنس الذي لا يفضِّله الناس أن يُولد لهم، ولكن تجد الذي يرزقه الله بالبنت فيفرح بها، ويعلم أنها هِبَة من الله يُعوِّضه الله بزوج لها يكون أطوعَ له من ولده.

    كما أنه لو رضي صاحب العُقْم بعُقْمه، وعلم أنه هِبَة من الله لَعَّوضه الله في أبناء الآخرين، وشعر أنهم جميعاً أبناؤه، ولماذا نقبل هبة الله في الذكور وفي الإناث، ولا نقبل العقم، وهو أيضاً هبة الله؟
    ثم ألستَ ترى من الأولاد مَنْ يقتل أباه، ومَنْ يقتل أمه؟ إذن: المسألة تحتاج منّا إلى الرضا والتسليم والإيمان بأن العُقْم هبة، كما أن الإنجاب هبة.
    ثم إن خَلْق الإنسان الأول وهو آدم عليه السلام من طين جاء من البداية على صورته التامة الكاملة، فخلقه الله رجلاً مستوياً، فلم يكُنْ مثلاً طفلاً ثم كبر وجرتْ عليه سنة التطور، لا إنما خلقه الله على صورته، أي: على صورة آدم.
    والبعض يقول: خلق الله آدم على صورته أي على صورة الحق، فالضمير يعود إلى الله تعالى، والمراد: على صورة الحق لا على حقيقة الحق، فالله تعالى حيٌّ يَهَب من حياته حياة، والله قوي يهب من قوته قوة، والله غنيٌّ يهب من غِنَاه غِنَي، والله عليم يَهبُ من علمه علماً.
    لذلك قيل: (تخلَّقوا بأخلاق الله)؛ لأنه سبحانه وهبكم صفات من صفات تجلِّيه، وقد وهبكم هذه الصفات، فاجعلوا للصفة فيكم مزية وتخلَّقوا بها، فمثلاً كُنْ قوياً على الظالم، ضعيفاً متواضعاً للمظلوم، على حَدِّ قول الله تعالى في صفات المؤمنين: {أَشِدَّآءُ عَلَى الكفار رُحَمَآءُ بَيْنَهُمْ...} [الفتح: 29].
    وقال: {أَذِلَّةٍ عَلَى المؤمنين أَعِزَّةٍ عَلَى الكافرين...} [المائدة: 54].
    وهذه الصفات المتناقصة تجتمع في المؤمن؛ لأنه ليس له طبع واحد، إنما الموقف والتكليف هو الذي يصبغه ويلويه إلى الصفة المناسبة.
    وقلنا: إن علماء التحالليل في معاملهم أثبتوا صِدْق القرآن في هذه الحقيقة، وهي خَلْق الإنسان من طين حينما وجدوا أن العناصر المكوِّنه لجسم الإنسان هي ذاتها العناصر الموجودة في التربة، وعددها 16 عنصراً، أقواها الأكسوجين، ثم الكربون، ثم الهيدروجين، ثم النيتروجين، ثم الصوديوم، ثم الماغنسيوم، ثم البوتاسيوم.. إلخ.

    {ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ (8)}
    النسل هو الأنجال والذرية، والسلالة: خلاصة الشيء تُسلُّ منه كما يُسلُّ السيف من غمده، فالسلالة هي أجود ما في الشيء، ولذلك نقول: فلان من سلالة كذا، وفلان سليل المجد. يعني: في مقام المدح. حتى في الخيل يحتفظون لها بسلالات معروفة أصيلة ويُسجلون لها شهادات ميلاد تثبت أصالة سلالتها.
    هذا النسل وهذه السلالة خلقها الله من ماء، وهو منيٌّ الرجل وبويضة المرأة.

    هذا الماء وصفه الله بأنه {مَّهِينٍ} [السجدة: 8] لأنه يجري في مجرى البول، ويذهب مذهبه إذا لم يصل إلى الرحم، وفي هذا الماء المهين عجائب، ويرحم الله العقاد حين قال: إن أصول ذرات العالم كله يمكن أن تُوضع في نصف كستبان الخياطة، وتأمل كم يقذف الرجل في المرة الواحدة من هذا المقدار؟ إذن: المسألة دقة تكوين وعظمة خالق، ففي هذه الذرة البسيطة خصائص إنسان كامل، فهي تحمل: لونه، وجنسه، وصفاته.. إلخ.
    وسبق أن قلنا في عالم الذر: إن في كل منا ذرة وجزيئاً حياً من لَدُنْ أبيه آدم عليه السلام

    {ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (9)}
    وهذه التسوية كانت أولاً للإنسان الأول الذي خلقه الله من الطين، كما قال سبحانه: {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ} [الحجر: 29] وقد مَرَّ آدم- عليه السلام- في هذه التسوية بالمراحل التي ذكرت، كذلك الأمر في سلالته يُسوِّيها الخالق- عز وجل- وتمر بمثل هذه المراحل: من نطفة، ثم من علقة، ثم من مضغة.. إلخ، ثم تُنفخ فيه الروح.

    وإذا كان الإنسان لم يشهد كيفية خَلْقه، فإن الله تعالى يجعل من المشَاهد لنا دليلاً على ما غاب عَنَّا، فإنْ كنَّا لم نشهد الخَلْق فقد شاهدنا الموت، والموت تَقْضٌ للحياة وللخَلْق، ومعلوم أن نَقْض الشيء يأتي على عكس بنائه، فإذا أردنا مثلاً هدم عمارة من عدة أدوار فإن آخر الأدوار بناءً هو أول الأدوار هدماً.
    كذلك الحال في الموت، أول شيء فيه خروج الروح، وهي آخر شيء في الخَلْق، فإذا خرجت الروح تصلَّب الجسد، أو كما يقولون(شضَّب)، وهذه المرحلة أشبه بمرحلة الصلصالية، ثم يُنتن وتتغير رائحته، كما كان في مرحلة الحمأ المسنون، ثم يتحلل هذا الجسد ويتبخر ما فيه من مائية، وتبقى بعض العناصر التي تتحول إلى تراب ليعود إلى أصله الأول.
    إذن: خُذْ من رؤيتك للموت دليلاً على صِدْق ربك- عز وجل- فيما أخبرك به من أمر الخَلْق الذي لم تشهده.
    وقوله تعالى: {وَجَعَلَ لَكُمُ السمع والأبصار والأفئدة..} [السجدة: 9] سبق أن تكلمنا عن هذه الأعضاء، وقد قرر علماء وظائف الأعضاء مهمة كل عضو وجارحة، ومتى تبدأ هذه الجارحة في أداء مهمتها، وأثبتوا أن الأذن هي الجارحة الأولى التي تؤدي مهمتها في الطفل، بدليل أنك إذا وضعتَ أصبعك أمام عين الطفل بعد ولادته لا(يرمش)، في حين يفزع إنْ أحدثت َ بجواره صوتاً: ذلك لأنه يسمع بعد ولادته مباشرة، أما الرؤية فتتأخر من ثلاثة إلى عشرة أيام.
    لذلك كانت حاسة السمع هي المصاحبة للإنسان، ولا تنتهي مهمتها حتى في النوم، وبها يتم الاستدعاء، أما العين فلا تعمل أثناء النوم.
    وهذه المسألة أوضحها الحق سبحانه في قصة أهل الكهف، فلما أراد الحق سبحانه أنْ يُنيم أهل الكهف هذه المدة الطويلة، والكهف في صحراء بها أصوات الرياح والعواصف والحيوانات المتوحشة؛ لذلك ضرب الله على آذانهم وعطَّل عندهم هذه الحاسة كما قال سبحانه: {فَضَرَبْنَا على آذَانِهِمْ فِي الكهف سِنِينَ عَدَداً} [الكهف: 11].

    إذن: الأذن هي أول الأعضاء أداءً لمهمتها، ثم العين، ثم باقي الأعضاء، وآخرها عملاً الأعصاب، بدليل أن الطفل تصل حرارته مثلاً إلى الأربعين درجة، ونراه يجري ويلعب دون أن يشعر بشيء، لماذا؟ لأن جهازه العصبي لم ينضج بَعْد، فلا يشعر بهذه الحرارة.
    لذلك نجد دائماً القرآن يُقدِّم السمع على البصر، ويتقدم البصرَ إلا في آية واحدة هي قوله تعالى: {أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا...} [السجدة: 12] لأنها تصور مشهداً من مشاهد القيامة وفيه يفاجأ الكفار بأهوال القيامة، ويأخذهم المنظر قبل أنْ يسمعوا الصوت حين ينادي المنادي.
    ومن عجائب الأداء البياني في القرآن أن كلمة أسماع يقابلها أبصار، لكن المذكور هنا: {السمع والأبصار..} [السجدة: 9] فالسمع مفرد، والأبصار جمع، فلماذا أفرد السمع وجمع البصر؟
    قالوا: لأن الأذن ليس لها غطاء يحجب عنها الأصوات، كما أن للعين غطاءً يُسْدل عليه ويمنع عنها المرئيات، فإن فهو سمع واحد لي ولك وللجميع، الكل يسمع صوتاً واحداً، أما المرئيات فمتعددة، فما تراه أنت قد لا أراه أنا.
    ولم يأْتِ البصر مفرداً- في هذا السياق- إلا في موضع واحد هو قوله تعالى: {إِنَّ السمع والبصر والفؤاد كُلُّ أولئك كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} [الإسراء: 36] ذلك لأن الآية تتكلم عن المسئولية، والمسئولية واحدة ذاتية لا تتعدى، فلابد أنْ يكون واحداً.
    ومن المناسب أن يذكر الحق سبحانه السمع والأبصار والأفئدة بعد الحديث عن مسألة الخَلْق؛ لأن الإنسان يُولَد من بطن أمه لا يعلم شيئاً، وبهذه الأعضاء والحواس يتعلّم ويكتسب المعلومات والخبرات كما قال سبحانه: {والله أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السمع والأبصار والأفئدة لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [الإسراء: 78].
    إذن: فهذه الأعضاء ضرورية لوجود الإنسان الخليفة في الأرض، وبها يتعايش مع غيره، ولابد له من اكتساب المعلومات، وإلاَّ فكيف سيتعايش مع بيئته؟
    وقلنا: إن الإنسان لكي يتعلم لابد له من استعمال هذه الحواس المدركة، كل منها في مناطه، فاللسان في الكلام، والعين في الرؤية، والأذن في السمع، والأنف في الشم، والأنامل في اللمس.
    وقلنا: إن هذه الحواس هي أمهات الحواس المعروفة، حيث عرفنا فيما بعد حواسَّ أخرى؛ لذلك احتاط العلماء لهذا التطور، فأطلقوا على هذه الحواس المعروفة اسم (الحواس الظاهرة)، وبعد ذلك عرفنا حاسة البَيْن التي نعرف بها رقَّة القماش وسُمْكه، وحاسة العضل التي نعرف بها الثقل.
    إذن: حينما يُولَد الإنسان يحتاج إلى هذه الحواس ليتعايش بها ويدرك ويتفاعل مع المجتمع الذي يعيش فيه، ولو أن الإنسان يعيش وحده ما احتاج مثلاً لأنْ يتكلم، لكنه يعيش بطبيعته مع الجماعة، فلابد له أن يتكلم ليتفاهم معهم، وقبل ذلك لابد له أنْ يسمع ليتعلم الكلام.
    وعرفنا سابقاً أن اللغة وليدة السماع، فالطفل الذي يُولَد في بيئة عربية ينطق بالعربية، والذي يعيش في بيئة إنجليزية ينطق الإنجليزية وهكذا، فما تسمعه الأذن يحكيه اللسان، فإذا لم تسمع الأذن لا ينطق اللسان.

    لذلك سبق أن قلنا في سورة البقرة في قول الله تعالى: {صُمٌّ بُكْمٌ...} [البقرة: 18] أن البَكَم وهو عدم الكلام نتيجة الصمم، وهو عدم السماع، فالسمع- إذن- هو أول مهمة في الإنسان، وهو الذي يعطيني الأرضية الأولى في حياتي مع المجتمع من حولي.
    ومعلوم أن تعلُّم القراءة مثلاً يحتاج إلى معلم أسمع منه النطق، فهذه ألف، وهذه باء، هذه فتحة، وهذه ضمة.. إلخ، فإذا لم أسمع لا أستطيع النطق الصحيح، ولا أستطيع الكتابة.
    وبالسماع يتم البلاغ عن الله من السماء إلى الأرض؛ لذلك تقدَّم ذِكْر السمع على ذِكْر البصر.
    والحق سبحانه لما تكلَّم عن السمع بهذه الصورة قال: أنا سأُسْمع أسماء الأشياء، فهذه أرض، وهذه سماء.. إلخ، لذلك حينما نُعلِّم التلميذ نقول له: هذه عين، وهذه أذن.
    وبعد أنْ يتعلم التلميذ من مُعلِّمه القراءة يستطيع بعد ذلك أنْ يقرأ بذاته، فيحتاج إلى حاسّة البصر في مهمة القراءة، فإذا أتم تعليمه واستطاع أن يصحح قراءته بنفسه، واختمرت عنده المعلومات التي اكتسبها بسمعه وبصره استطاع أنْ يقرأ أشياء أخرى غير التي قرأها له معلمه، واستطاع أن يربي نفسه ويُعلِّمها حتى تتكون عنده خلية علمية يستحدث من خلالها أشياء جديدة، ربما لا يعرفها معلمه، وهذه مهمة الفؤاد {وَجَعَلَ لَكُمُ السمع والأبصار والأفئدة..} [السجدة: 9].
    فالمعاني تتجمع بهذه الحواس، حتى يصير الإنسان سَوياً لديه الملَكة التي يتعلم بها، ثم يُعلِّم هو غيره.
    واللغة المنطوقة لا تُتعلَّم إلابالسماع، فأنا سمعت من أبي، وأبي سمع من أبيه، وتستطيع أنْ تسلسل هذه المسألة لتصل إلى آدم عليه السلام أبي البشر جميعاً، فإنْ قلتَ: فممَّنْ سمع آدم؟ نقول: سمع الله حينما علَّمه الأسماء كلها: {وَعَلَّمَ آدَمَ الأسمآء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الملائكة فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَآءِ هؤلاء إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [البقرة: 31].
    وهذا أمر منطقي؛ لأن اللغة المسموعة بالأذن لا يمكن لأحد اختراعها، ومع ذلك يوجد مَنْ يعترض على هذه المسألة، يقول: هذا يعني أن اللغة توقيفية، لا دخْلَ لنا فيها. بمعنى: أننا لا نستحدث فيها جديداً.
    ونقول: نعم، اللغة أمر توقيفي، لكن أعطى الله آدم الأسماء وعلَّمه إياها، وبهذه الأسماء يستطيع أنْ يتفاهم على وضع غيرها من الأسماء في المعلومات التي تستجد في حياته.
    وإلا، فكيف سمَّينْا(الراديو والتليفزيون.. الخ) وهذه كلها مُستجدات لابد لها من أسماء، والاسم لا يوجد إلا بعد أنْ يوجد مُسمَّاة، وهذه مهمة المجامع اللغوية التي تقرر هذه الأسماء، وتوافق على استخدامها، وقد اصطلح المَجْمع على تسمية الهاتف: مسرة. والتليفزيون: تلفاز.. إلخ.
    إذن: أتينا بهذه الألفاظ واتفقنا عليها؛ لأنها تعبر عن المعاني التي نريدها، وهذه الألفاظ وليدة الأسماء التي تعلمها آدم عليه السلام، فاللغة بدأت توقيفية، وانتهت وضعية.
    وقوله تعالى بعد هذه النعم: {قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ} [السجدة: 9] دليل على أن هذه النعم تستوجب الشكر، لكن قليل منَّا مَنْ يشكر، وكان ينبغي أن نشكر المنعم كلما سمعنا، وكلما أبصرنا، وكلما عملتْ عقولنا وتوصلتْ إلى جديد.
    لذلك، كان شكر المؤمن لربه لا ينتهي، كما أن أعياده وفرحته لا تنتهي، فنحن مثلاً نفرح يوم عيد الفطر بفطرنا وبأدائنا للعبادة التي فرضها الله علينا، وفي عيد الأضحى نفرح؛ لأن سيدنا إبراهيم- عليه السلام- تحمَّل عنَّا الفداء بولده، لكي يعفينا جميعاً من أنْ يفدي كل منَّا، ويتقرب إلى الله بذبح ولده، وإلا لكانت المسألة شاقة علينا؛ لذلك نفرح في عيد الأضحى، ونذبح الأضاحي، ونؤدي النُّسُك في الحج.
    وما دام المؤمن ينبغي له أن يفرح بأداء الفرائض وعمل الطاعات، فلماذا لا نفرح كلما صلَّينا أو صُمْنا أو زكَّيْنا؟ لماذا لا نفرح عندما نطيع الله بعمل المأمورات، وترْك المنهيات؟ لماذا لا نفرح في الدنيا حتى يأتي يوم الفرح الأكبر، يوم تتجمع حصيلة هذه الأعمال، وننال ثوابها الجنة ونعيمها؟
    واقرأ إن شئت قول ربك: {إِنَّ الذين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأنهار فِي جَنَّاتِ النعيم دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللهم وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الحمد للَّهِ رَبِّ العالمين} [يونس: 9-10].

     نداء الإيمان


  6. تفسير الشيخ الشعراوي

    {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (5)}السجدة

    في هذه الآية ردٌّ على الفلاسفة الذين قالوا بأن الله تعالى قادر وخالق، لكنه سبحانه زاول سلطانه في مُلْكه مرة واحدة، فخلق النواميس، وخلق القوانين، ثم تركها تعمل في إدارة هذا الكون، ونقول: لا بل هو سبحانه {يُدَبِّرُ الأمر..} [السجدة: 5] أي: أمْر الخَلْق، وهو سبحانه قيُّوم عليه.
    وإلا فما معنى {لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ...} [البقرة: 255] إن قُلْنا بصحة ما تقولون؟ بل هو سبحانه خلق الكون، ويُدبِّر شئونه على عينه عز وجل، والدليل على قيوميته تعالى على خَلْقه أنه خلق الأسباب على رتابة خاصة، فإذا أراد سبحانه خَرْق هذه الرتابة بشواذ تخرج عن القوانين المعروفة كما خرق لإبراهيم- عليه السلام- قانون الإحراق، وكما خرق لموسى- عليه السلام- قانون سيولة الماء، ومسألة خَرْق القوانين في الكون دليل على قيوميته تعالى، ودليل على أن أمر الخَلْق ما يزال في يده سبحانه.

    ولو أن المسألة كما يقول الفلاسفة لكان الكون مثل المنبه حين تضبطه ثم تتركه ليعمل هو من تلقاء نفسه، ولو كان الأمر كذلك لانطفأتْ النار التي أُلقِي فيها إبراهيم عليه السلام مثلاً.
    لذلك لما سُئِل أحد العارفين عن قوله تعالى: {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} [الرحمن: 29] ما شأن ربك الآن، وقد صحَّ أن القلم قد جفَّ؟ قال: أمور يبديها ولا يبتديها، يرفع أقواماً ويضع آخرين.
    إذن: مسألة الخَلْق إبداء لا ابتداء، فأمور الخَلْق مُعدَّة جاهزة مُسْبقاً، تنتظر الأمر من الله لها بالظهور.
    وقلنا هذا المعنى في تفسير قوله تعالى: {إِنَّمَآ أَمْرُهُ إِذَآ أَرَادَ شَيْئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ} [يس: 82] فكلمة {يَقُولَ لَهُ...} [يس: 82] تدل على أن هذا الشيء موجود بالفعل ينتظر أنْ يقول الله له: اظهر إلى حيِّز الوجود.

    فالحق سبحانه {يُدَبِّرُ الأمر مِنَ السمآء إِلَى الأرض..} [السجدة: 5] ثم تعود إليه سبحانه النتائج {ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ..} [السجدة: 5] فالله سبحانه يرسل إلى الأرض، ثم يستقبل منها؛ لأن المدبِّرات أمراً من الملائكة لكل منهم عمله واختصاصه، وهذه المسألة نسميها في عالمنا عملية المتابعة عند البشر، فرئيس العمل يكلف مجموعة من موظفيه بالعمل، ثم لا يتركهم إنما يتابعهم ليستقيم العمل، بل ويحاسبهم كلاً بما يستحق.
    والملائكة هي التي تعرج بالنتائج إليه سبحانه {فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ} [السجدة: 5] فالعود سيكون للملائكة، وخَطْو الملائكة ليس كخَطْوِك؛ لذلك الذي يعمله البشر في ألف سنة تعمله الملائكة في يوم.

    ومثال ذلك ما قرأناه في قصة سليمان- عليه السلام- حين قال: {أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ} [النمل: 38].
    وهذا الطلب من سليمان- عليه السلام- كان على ملأ من الإنس والجن، لكن لم يتكلم بشريٌّ، ولم يتصدَّ أحد منهم لهذا العمل، إنما تصدّى له عفريت، وليس جِنِّياً عادياً، والعفريت جنى ماهر له قدراته الخاصة، وإلا ففي الجن أيضاً من هو(لبخة) لا يجيد مثل هذه المهام، كما في الإنسان تماماً.
    قال العفريت: {أَنَاْ آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ...} [النمل: 39] وهذا يعني أنه سيتغرق وقتاً، ساعة أو ساعتين، أما الذي عنده علم من الكتاب فقال: {أَنَاْ آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ...} [النمل: 40].
    يعني: في طرفة عين لما عنده من العلم؛ لذلك لما رأى سليمانُ العرشَ مستقراً عنده في لمح البصر، قال: {قَالَ هذا مِن فَضْلِ رَبِّي ليبلوني أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ...} [النمل: 40].
    إذن: الفعل يستغرق من الزمن على قدْر قوة الفاعل، فكلما زادتْ القوة قَلَّ الزمن، وقد أوضحنا هذه المسألة في كلامنا على الإسراء والمعراج.
    ومعنى: {مِّمَّا تَعُدُّونَ} [السجدة: 5] أي: من سنينكم أنتم.


    {ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (6)}
    قوله تعالى: {ذلك..} [السجدة: 6] إشارة إلى تدبير الأمر من السماء إلى الأرض، ثم متابعة الأمر ونتائجه، هذا كله لأنه سبحانه {عَالِمُ الغيب والشهادة..} [السجدة: 6] وأنه سبحانه {العزيز الرحيم} [السجدة: 6] فالحق سبحانه يُعلِّمنا أن الآمر لابد أنْ يتابع المأمور.
    وقلنا: إن عالم الغيب تعني أنه بالأوْلى يعلم الشهادة، لكن ذكر الحق سبحانه علمه بالشهادة حتى لا يظن أحد أن الله غَيْب، فلا يعلم إلا الغيب، وقد بيَّنّا معنى الشهادة هنا حينما تكلَّمنا عن قوْل الله تعالى: {يَعْلَمُ الجهر مِنَ القول وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ} [الأنبياء: 110].
    والجهر أو الشهادة يعني الجهر المختلط حين تتداخل الأصوات، فلا تستطيع أنْ تُميِّزها، مع أنها جهر أمامك وشهادة، أما الحق سبحانه فيعلم كل صوت، ويردُّه إلى صاحبه، فعِلْم الجهر هنا أقوى من علم الغيب.
    ومعنى {العزيز..} [السجدة: 6] أي: الذي لا يُغلَب ولايُقهر، فلا يلويه أحد من علمه، ولا عن مراداته في كَوْنه، ومع عِزَّته فهو سبحانه(الرحيم).

    نداء الايمان


     


  7. يقول أحدهم :

    👈وحضرتك بعيد عن ربنا، مخك بيبدأ تلقائيا يدخل في دوامة حساب كل خطوة في حياتك بالورقة والقلم ..
    .
    🤦بتبدأ تخاف من بُكره.. بتبدأ تتشائم .. بتبدأ يجيلك أرق وخنقة لاتعرف ما مصدرها .. 
    .
    👈بتبدأ تعمل حساب بزيادة للناس .. بتبدأ تنسى ضعف الناس وانهم لا حول لهم ولا قوة .. بتبدأ تنسى قدرة الله على الناس وعلى البشر .. فبتخاف من قدرة من لا حيلة له ... 
    .
    🤕شايل هم كل خطوة صغيرة.. .. شعور بالذعر جواك لا تسمع صداه .. بس إنت حاسس بيه جواك .. بياكل أي فرصة للتفاؤل و يُضفى على الحياة رداء أسود .. وتذكر "الشيطان يعدكم الفقر"
    .
    💞 و زي ما النبى صلّى الله عليه وسلم  قال :  ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه و فرق عليه شمله.
    .
    👈حضرتك تركت أهم مساعدة وأعظم داعم وسند ليك في الدنيا، تركت التوكل على الله! 
    .
    ✅️ أصبحت عريان ماديا ونفسيا .. تركت السند الذي لا يزول و تركت أمان القلوب ... 
    .
    👌تركت اللي في إيده كل حاجة وتحت سيطرته كل البشر اللي انت قلقان من تصرفاتهم.
    .
    ▪️بعيد عن ربنا إنت يتيم حرفيا .... ربنا لم يخلقك عشان يسيبك  تتعامل مع كل السواد اللي على الأرض ده لوحدك ..
    .
    ▪️ يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الانسان ضعيفا .. لقد خلقنا الإنسان في كبد..
    .
    👌 لكن لو انت قررت تواجه السواد ده لوحدك ببعدك عن ربنا .... فتذكر انك هتفضل في الرعب ده و لو كان معاك ملايين. 

    السعادة في الرضا والقرب من الله

    💙💜🤎💙💜🤎

    آفات البعد عن الله

    ان القلب ملك الجوارح وقائدها، فإذا استقام القلب استقامت الجوارح، وإذا اعوج القلب تابعته الجوارح على الاعوجاج, كما قال - صلى الله عليه وسلم -: ((.... ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح سائر الجسد، وإذا فسدت فسد سائر الجسد، ألا وهي القلب)).

     

    ولما كان القلب بهذه الخطورة كان معرفة مرضه وفساده أو موته ضرورياً في تحديد العلاج المناسب لهذه الآفات التي تهاجم القلب فتؤثر في سيره، فيضعف بها أو يموت، وسوف نذكر في هذه العجالة [على سبيل الاختصار] أسباب قسوة القلب، وغير خافٍ, على أحد أن عكس هذه الأسباب وضدها هو علاج لقسوة القلب، أو هو صلاح أسباب صلاحه واستقامته، فمن أسباب قسوة القلب:

     

    1- الدنيا والحرص عليها من أي وجه كان.

    2- طول الأمل ونسيان بغتة الموت.

    3- التعلق بغير الله - تعالى -.

    4- ركوب بحر الأماني الكاذبة.

    5- كثرة مخالطة الأنام في غير طاعة الله.

    6- كثرة النوم.

    7- التسويف.

    8- كثرة الطعام والشراب.

    9- التكاسل عن الطاعات.

    10- أكل الحرام من الأموال والأطعمة والأشربة وغيرها.

    11- نسيان الذنب الماضي ووضع الذنب على الذنب.

    12- الترف الزائد والغرور الكاذب.

    13- الغيبة والنميمة واللعن والسب وجعل أعراض الناس مادة للفكاهة والتسلية.

    14- الكذب والبهتان والافتراء.

    15- السخرية والاستهزاء بالآخرين.

    16- كثرة الضحك والمزاح واللهو واللعب.

    17- الكبر والإعجاب بالنفس والزهو.

    18- الحقد والحسد والبغضاء والتنافس في حياة الدنيا وحُطامها.

    19- الغضب وسوء الظن بالآخرين وضيق الصدر بهم.

    20- البخل والشح وقبض اليد عن الإنفاق في مجالات الخير.

    21- الغفلة عن ذكر الله - عز وجل - وشكره والثناء عليه.

    22- التهاون في أداء الصلاة وعدم احترام مواقيتها وأركانها ووجباتها وسننها.

    23- ترك صلاة الجماعة مع عدم العذر.

    24- عدم الخشوع في الصلاة.

    25- عدم التورع في الشبهات.

    26- الجزع والطيش والعجلة.

    27- كثرة مجالسة الأغنياء من أهل الدنيا.

    28- مجالسة أهل الأهواء والبدع.

    29- سماع الغناء والموسيقى.

    30- تضييع الأوقات في متابعة القنوات.

    31- التساهل في الولاء والبراء.

    32- تعمد ترك السنة والنوافل.

    33- إخلاف الوعد وخيانة الوعد.

    34- كثرة الكلام بغير ذكر الله.

    35- طاعة الشيطان وأتباعه.

    36- اتباع النفس الأمّارة بالسوء.

    37- التشبه بأعداء الله الكافرين.

    38- تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال.

    39- الظلم والتعدي على الآخرين والبغي عليهم بغير حق.

    40- الجهل بأمور الدين والدنيا.

    41- الجرأة على محارم الله - عز وجل - والتساهل في إتيان الذنوب مع الاعتماد على العفو والمغفرة وسعة الرحمة.

    42- اتباع الشهوات ومجانبة سبيل أهل العفاف.

    43- الغلظة والفظاظة في التعامل مع الآخرين.

    44- الغش والخداع للمسلمين وإفساد ذات بينهم.

    45- قراءة الكتب والقصص والأشعار التي تدعو الإلحاد والكفر، أو ممارسة الجنس والشذوذ دون قيد أو ضابط.

    46- الاستهانة بالصغائر.

    47- البعد عن القرآن قراءة وحفظاً وتدبراً وعملاً وتحكيماً.

    48- البعد عما يوجب رقة القلب من ذكر الموت وزيارة القبور، وتذكر البرزخ والحساب والجنة والنار وغير ذلك.

    49- عقوق الوالدين وقطيعة الأرحام وإيذاء الجيران.

    50- بغض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -.

    51- ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

     

    عبد الرحمن الوهيبى

    موقع مداد الاسلامى

    •  

  8.  
     

    فوائد مختصرة من التعليق على المنتقى من أخبار المصطفى" للعلامة العثيمين[2]

    فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ

     
     بسم الله الرحمن الرحيم

     

    الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فهذا الجزء الثاني من الفوائد المختصرة من التعليق على المنتقى من أخبار المصطفى للعلامة العثيمين رحمه الله, من كتاب الصلاة: (باب صلاة الضحى), إلى (باب التنظف والتجمل للجمعة), وهي فوائد مختصرة لا تتجاوز الواحدة منها ثلاثة أسطر, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.

    مسابقة المأموم للإمام

    & إذا كبَّر الإنسان قبل تكبير الإمام فما حكم صلاته؟ نقول: إن صلاته لا تصح, ولا تنعقد الصلاة, وإذا كبر معه فكذلك فلا تنعقد صلاته.

    & إذا ركع معه أو قبله فالمذهب أنها لا تبطل الصلاة, وإنما تبطل الركعة, ولكن الصحيح أنها تبطل الصلاة, لأن إبطال الركعة ليس عليه دليل أبدًا, ولا في السنة فيما أعلم أن ركعة بطلت دون بقية الصلاة

    & من تعمد سبق الإمام فإن صلاته تبطل ويجب عليه أن يستأنِفها من جديد.

    الاستخارة:

    & الاستخارة إنما تكون في الأمور التي لا نعلم خيرها, ونحتاج فيها إلى استخارة الله. وهل تكرر؟ نعم تكرر إلى أن يتبين له...وهل يتحرى أوقات الإجابة؟ إذا كان لديه متسع فلا شك أن تحرى أوقات الإجابة أفضل.

    صلاة القاعد:

    & الصواب أن الذي يصلي قاعدًا يتربع في حال القيام, وفي حال الركوع, ويفترش في حال السجود بين السجدتين, والتشهد, وفي حال السجود.

    حرص الصحابة رضي الله عنهم على صلاة الجماعة:

    & حرص الصحابة رضي الله عنهم على صلاة الجماعة وذلك أن الرجل منهم قد يكون مريضًا لا يستطيع أن يأتي المسجد بنفسه, فيستعين برجلين يتهادى بينهما حتى يُقام في الصف, فيأتونها مرضى.

    كلام ليس بمفيد:

    & قول الإنسان: السماء فوقنا, والأرض تحتنا, وقول الشاعر:

    كأننا والمــــــــــــــــاء من حولنا     قوم جــــــــــــلوس حولهم ماء

    هذا كلام ليس بمفيد

    مراعاة الإمام لأحوال المأمومين:

    & ينبغي للإمام أن يراعي أحوال المأمومين لا سيما إذا طرأ ما يُوجب التخفيف كما لو طرأ عليهم وهم يصلون أمطار وعواصف ورياح فأراد أن يخفف من أجل التخفيف عليهم فيجوز لأن هذه الأمور إذا وقعت فإن الإنسان يقلق حتى يصل إلى أهله

    تحية المسجد:

    & القول بوجوب تحية المسجد قوي جدًا, ويزداد قوةً حيث كان الرسول صلى الله عليه وسلم يخطب فدخل الرجل فجلس فقال: (( ٌقُم فاركع ركعتين )) مع أن استماع الخطبة واجب ولا يجوز التشاغل عنه دلّ ذلك على أن تحية المسجد واجبة.

    & القول بالوجوب قوي جدًا عندي, وإنه لا ينبغي للإنسان أن يدع تحية المسجد.

    & الإنسان إذا دخل المسجد على غير وضوء لأي سبب فإنها لا تجب عليه تحية المسجد إن بقي على غير وضوئه.

    & من يكثر تردده في الدخول والخروج كقيم المسجد أنها تسقط عنه.

     

    انفراد المأموم عن الإمام لعذر:

    & إنسان دخل مع الإمام في الصلاة, وفي أثناء الصلاة أحس ببول أو غائط, وحصره بحيث لا يتمكن من متابعة الإمام, فنقول لك: أن تنفرد, وتكملها خفيفة وتذهب, هذا لعذر

    الاختلاط:

    & كلما بعدت المرأة عن الرجل فهو أفضل حتى في أماكن العبادة, فأين هذا من الدعوة إلى الاختلاط المرأة بالرجال في المدارس...وأماكن اللهو والمكاتب...هذا لا يعتبر من الإسلام في شيء, وليس من أخلاق المسلمين بل يجب أن يحارب هذا الأمر

    & الإنسان لو نظر إلى ما حصل من الاختلاط في البلاد غير المسلمة لوجد العجب العُجاب, والبلاد الكافرة هم بأنفسهم يتمنون غاية التمني أن الأمر لم يكن, ولكن فات الأمر, ولم يُمكنهم الآن أن يردوا ما كان.

    & دعاة الاختلاط _ نسأل الله أن يقتلهم ويقتل دعوتهم _ هم في الحقيقة يُسيئون لا إلى أنفسهم فقط, بل إلى أنفسهم وإلى عامة المسلمين.

    & أولئك الذين يدعون إلى الاختلاط...هم في الحقيقة إما جاهلون بما يترتب على ذلك من العواقب الوخيمة, وإما متجاهلون فأدنى أحوالهم أن يكونوا جاهلين لعواقب هذا الأمر, ويجب أن يُبين لهم مضار هذا الشيء لينتهوا عنه.

    تحدث المرأة في الأماكن العامة:

    & قوله: (( إنما التصفيق للنساء )) إذا كانت المرأة تمنع من التسبيح في المجالس العامة فكيف تقوم في أعم الأماكن تتحدث وقد يكون بصوت مثير للفتنة فيدل هذا على أن ما يوجد في الإذاعات...أنهم إنما يريدون بذلك الفتنة

     

    جرب تجد:

    جرب في يوم من الأيام عند الغداء أن لا تملأ بطنك, وانظر كيف يأتي العشاء وأنت تشتهيه حقيقة, وستجد أن البدن والأمعاء ما تعبت في تصريف الطعام.

    صدّ الناس عن دينهم بالقول وبالفعل وبالإقرار:

    & الإنسان قد يدعو للضلال بقوله, وقد يدعو للضلال بفعله...كذلك قد يكون دعوة إلى الضلال بالإقرار, فإذا أقرّ وهو ممن يعتبر إقراره حجة ولو للعامة فإن هذا في الحقيقة من صدِّ الناس عن دينهم بالإقرار.

    الإقامة في بلاد المشركين لها ثلاث حالات:

    & الحال الأولى: أن يكون الإنسان متمكنا من إقامة الدين والدعوة إليه, فهنا تكون الإقامة أفضل لما يترتب على إقامته من الدعوة إلى الإسلام ولعل الله أن يهدي به

    & الحال الثانية: أن يكون قادرًا على إقامة دينه دون الدعوة فلا يستطيع أن يدعو لكنه في نفسه يقيم دينه فيقيم صلاة الجماعة ويؤتي الزكاة ويحجُّ ولا يمنع من ممارسة شعائر دينه فهذا لا يجب عليه, والأفضل أن يُهاجر حتى في هذه الحال.

    & الحال الثالثة: أن لا يستطيع إقامة دينه, بل يُؤذي حتى في عقر داره ففي هذه الحال يجب عليه الهجرة, لأنه إذا بقى على هذه الحال فإنها فتنة له, قد لا يستطيع التحمل فيرتد على عقيبه والعياذ بالله فيكفر, فحينئذ يجب عليه أن يُهاجر.

    الأمن والإيمان:

    & لا أمن إلا بإيمان, كما قال الله تعالى: ﴿ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَلَمۡ يَلۡبِسُوٓاْ إِيمَٰنَهُم بِظُلۡمٍ أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمُ ٱلۡأَمۡنُ  ﴾ [الأنعام:82] فمادة ( همزة, ميم, نون ) مُتلازمة, إيمان وأمن, فإذا انتفى الإيمان انتفى الأمن.

     

    كتب:

    & شيخ الإسلام ابن تيمية كتابه " القواعد النورانية " كتاب لطيف لكنه جامع.

    & تاريخ البخاري غير صحيحه, والذي في تاريخه قد يكون صحيحًا, وقد يكون ضعيفًا.

    & كتاب " المستدرك " للحاكم رحمه الله...فيه أشياء كثيرة ضعيفة, لكنه لا بأس به, والحاكم رحمه الله يتساهل في التصحيح.

    مسائل في الصلاة:

    & إذا صلى المسافر خلف المقيم وجب عليه الإتمام.

    & صلاة الضحى...الصحيح أنه لا حد لأكثرها, بينما أقلها فقط هو المحدود بكونه ركعتين.

    & إذا وجدت المشقة في السفر, أو في الحضر جاز الجمع, والمشقة متعددة وكثيرة, ولا حصر لأفرادها.

    & القصر خاص بالسفر, وليس له سبب سواه.

    & الابراد المشروع هو تأخير الظهر عند اشتداد الحر إلى قبيل العصر بنصف ساعة.

    & لو أتى إنسان إلى مسبوق يقضي, فهل يدخل معه أو لا؟ نقول: هذا جائز أيضًا, لكنه ليس من المشروع.

    & ما يجوز أن تقتدي بإمام وأنت خارج المسجد إلا إذا كانت الصفوف متصلة.

    & الصواب: وجوب صلاة الجماعة في المسجد إلا لعذر.

    & أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن تسوى الصفوف وبين الحكمة من ذلك بأنه من تمام الصلاة...وله حكمة أخرى, وهو أنه من سبب ائتلاف القلوب.

     

    القلق:

    & القلق حاربه الإسلام محاربة عظيمة...لأن الإسلام يريد بالعبد أن يكون منبسطًا منشرح الصدر, غير متردد, والتردد في الأمور من أبلغ الحوائل دون انشراح الصدر.

    متفرقات:

    & الانقباض الذي يعتري النفس _ بالنسبة لقلوب المؤمنين _ يكون له سببان: أحدهما: وقوع في محرم. والثاني: ترك الواجب.

    & الشك لا حُكم له في أمور: أولًا: فيما إذا كثرت الشكوك. ثانيًا: فيما إذا كان بعد الفراغ, ما لم يتيقن.

    & الإنسان الوقور هو الذي يكون هادئًا مُتزنًا في أقواله وأفعاله.

    & العقل...أصحّ الأقوال فيه ما قاله الإمام أحمد رحمه الله أنه في القلب وله اتصال بالدماغ.

    & الفقه...في الشرع: الفهم مع الحكمة.

    & لا شك أن البكاء دليل على لين القلب في الغالب.

    & الصلاة من الله على أحد من خلقه هي الثناء عليه في الملأ الأعلى.

    & الإنسان إذا عود نفسه على التأخر في العبادة فلا تظن أن المسألة تقتصر على هذه العبادة نفسها, ربما تجر هذه إلى التأخر في عبادات أخرى.

    & كل شيء تفعله وتخشى من أن ينكر عليك, أو أن يكون ذلك سببًا لغيبتك, والقول فيك فإنه ينبغي أن تبين الواقع حتى يزول هذا الوهم.  

    & معنى الطبع على القلب أن يُغلّف عليه فلا يصل إليه خير, ولا يصدر منه خير, فلا ينتفع بعلم, ولا يريد الخير.


    كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ

    صيد الفوائد

     


  9. فوائد مختصرة من التعليق على المنتقى من أخبار المصطفى" للعلامة العثيمين[1]

     

     
     بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فهذا الجزء الأول من الفوائد المختصرة من التعليق على المنتقى من أخبار المصطفى للعلامة العثيمين رحمه الله, من كتاب الصلاة: (أبواب صفة الصلاة), إلى باب (ما جاء في قيام الليل), وهي فوائد مختصرة لا تتجاوز الواحدة منها ثلاثة أسطر, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع

    تباركت وتعاليت:

    & قوله صلى الله عليه وسلم: (( تباركت وتعاليت )) تباركت أي: عظمت بركتك, والبركة الخير الكثير الواسع الثابت, وتعاليت: ترفعت وعلوت بذاتك عن كل ذليل من الصفات.

    ❤الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم:

    & في الأمر بالاستعاذة من الشيطان الرجيم عند إرادة القراءة دليل على أن الشيطان يتسلط على ابن آدم عند قراءة القرآن, ليمنعه من أمرين: 1- من الاستمرار في قراءته 2- ومن تدبر القرآن وتفهُمه.

    ❤الشيطان بعيد عن رحمه الله سبحانه وتعالى, وبعيد عن كل خير.

    & الرجيم هو راجم لغيره بالمعاصي, وهو أيضًا مرجوم بالكراهة والبغضاء والسب والشتم

    & القراءة في الصلاة...ذهب جمهور العلماء إلى أن الاستعاذة ليست واجبة, وإنما هي مستحبة...كما أن جمهور أهل العلم يرون الاستعاذة عند قراءة القرآن خارج الصلاة سُنه وليست واجبه. والله أعلم.

    ❤دعاء الاستفتاح في الصلاة:

    & قوله (( سبحانك )) أي تنزيهًا لك...والذي ينزه عنه الله نوعان: أحدهما: النقص, فكل نقص الله عزوجل منزه عنه, سواء كان نقصًا في ذاته أو في صفاته...ثانيهما: مشابهة المخلوقين.

    & قوله: (( اللهم )) أصله: يا الله, ولكن حذفت " يا " النداء وعُوض عنها بالميم.

    & حين تقول: (( سبحانك اللهم )) يجب أن تستشعر أنك تنزه الله سبحانه وتعالى عن كل نقص, وعن مشابهة المخلوقين.

    & قوله: (( وبحمدك )) الواو حرف عطف, والباء للمصاحبة, أي: أن هذا التسبيح مصاحب للحمد.

    & قوله (( وتبارك اسمك )) بعضهم يقول: إن المراد بالاسم هنا المسمى, أي: تباركت, وبعضهم يقول: أي أن أسماءك كلها بركة, فالبركة تنال بذكرك

    & الحاصل أن الله سبحانه وتعالى ذو بركة, وأسماؤه ذاتُ بركة, ومن بركة اسمه سبحانه وتعالى أنه يفرق بين الحلِّ والحرمة, فإذا ذكر اسمه تعالى على الذبيحة صارت حلالًا, وإذا لم تقله صارت حرامًا, فأيُّ بركة أعظم من هذا؟!

    & قوله: (( وتعالى جدك )) تعالى من العلو, والتاء فيه للمبالغة, والجدُّ لغير الله فهو الحظ, أما مع الله تعالى كما هي هنا فتكون بمعنى الغنى والقوة, أي قوتك وغناك قوة عظيمة وغنة عظيم.

     

    علامة حب السنة:

    & علامة حب الإنسان للسنة واتباعه لها وتقيده بها أن يكون مُنكرًا للحوادث, مُبغضًا لها, مهما استحسنها فاعلوها كما كان السلف الصالح رحمهم الله.

    قراءة القرآن في حال الركوع والسجود:

    & حكم قراءة القرآن حال الركوع والسجود فالصحيح أنه حرام...قال أهل العلم: إنه لشرف القرآن لا ينبغي أن يقرأ في حال ذل وخضوع, لأن حال الراكع والساجد حال ذل وخضوع, ولذلك القرآن يقرأ في حال القيام لأن القيام فيه ارتفاع للإنسان وعلو.

     

    التسبيح:

    & التسبيخ معناه التنزيه, والله سبحانه وتعالى يُنزه عن أمرين: عن النقائص مطلقًا, وعن مشابهة المخلوقين.

    & ( قدوس ) أي: ذو قداسة وطهر, وهو أخصُّ من التسبيح, فالطهر أبلغ من التنزيه

    (( سبحانك اللهم ربنا وبحمدك, اللهم اغفر لي ))

    & ينبغي للإنسان أن يُكثر من هذا الدعاء: (( سبحانك اللهم ربنا وبحمدك, اللهم اغفر لي )) يكثر منها في آخر حياته...يكثر منها دائمًا, لكنها تتأكد عند الكِبر, لأنه كلما طالت السنون بالإنسان قرُب الموت...ويشرع أن يقال في الركوع والسجود.

    المرض شكوى:

    & قوله: " اشتكى " أي: مرض, وسمى المرض شكوى, لأن حال المريض الشكوى إلى الله سبحانه وتعالى بما ألمَّ به من المرض, وإن لم يشك لفظًا, أي: لا يقول يا ربي أشكو إليك ما نزل بي من المرض, لكن حاله تقتضي ذلك.

     

    من حسن التعليم:

    & من الطرق التعليمية الحميدة إذا كانت تضبط على إنسان يحفظ القرآن وغلط بآية, فإن الأحسن أن لا ترد عليه مباشرة, بل ننبهُ حتى يحاول معرفة الصواب, فإذا لم يعرف فإنك تصحح له فمن حسن التعليم أن الإنسان يردُّ الأمر إلى المخطئ حتى يعرف خطأه

     

    تنحنح من يأتي والإمام راكع من أجل أن ينتظره الإمام:

    & الذي يأتي والإمام راكع, ويخشى أن يعتدل الإمام قبل أن يدركه راكعًا فيتنحنح كي ينتظره الإمام...هذا الفعل غير مشروع, لا أن يتنحنح ولا أن يقول كما يقول بعضهم: إن الله مع الصابرين, فالصحابة...لم يكونوا يفعلونه مع الرسول عليه الصلاة والسلام

    & بالنسبة للإمام...عندي أن كلام من قال: يُراعي الداخل ما لم يشق على المأمونين. هو قول حسن.

     

    ❤من  فوائد الصلاح ومن مضار الفساد:

    & من فائدة صلاح الإنسان: أن كل عبد يدعو له في صلاته, فإذا كان العبد صالحًا ونسأل الله أن يجعلنا جميعًا من الصالحين فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد دعا له في كل صلاة.

    & الفاسد محروم من هذه الدعوة المباركة التي يدعو بها النبي صلى الله عليه وسلم وأمته, لأن الصالح ضد الفاسد.

    صفات الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام:

    & الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وردت فيها صفات متعددة, ومن أحب الوقوف عليها فقد استوعبها ابن القيم رحمه الله في كتاب " جلاء الأفهام في الصلاة على خير الأنام " وبحثها بحثًا مستفيضًا.

     

     ❤من فتنة المسيح الدجال:

    & وردت على ثلاث صور: (( ومن فتنة المسيح الدجال )) و (( من شر المسيح الدجال )) و (( من شر فتنة المسيح الدجال )) رويت بهذه الألفاظ الثلاثة وأولاها ما كان فيه زيادة وهو: (( من شر فتنة المسيح الدجال ))

     

    مراجعة النفس عند حدوث المصائب:

    & ينبغي للإنسان إذا حدث له الأمر الذي يعتبره مصيبه أن يفكر ويراجع نفسه, ما الذي حدث؟ وماذا فعلت؟ وماذا جنيت؟ ألم تعلموا أن بعض السلف يقول: إنني لأعلم أنني عصيت ربي في أخلاق امرأتي ودابتي...يدرك إذا أسأت امراته خلقها أنه عصى الله.

     

    حكم قول: سيدنا محمد, في السلام على النبي علية الصلاة والسلام في الصلاة:

    & البعض يزيدون في السلام على النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة ويقولون: سيدنا محمد...هذا لا يجوز, ووجه عدمه أنه صلى الله عليه وسلم كان يكره أن يُقال: سيدنا, كما أنه لو كان من الأمور المشروعة لبينه.

     

    مقامات أربعة للإنسان عند المصائب:

    & للإنسان عند المصائب مقامات أربعة...التسخط مذموم ومحرم, والصبر واجب, والرضا سنة على القول الصحيح, والشكر أبلغ من ذلك كله, لأنه في المقامين الثاني والثالث ليس فيهما عمل, بينما الرابع فيه عمل, وهو الشكر.

     

    لا يجوز لعن المعين وإن كان كافرًا:

    & لا يجوز لعن المعين وإن كان كافرًا, لأنه من الممكن أن يؤمن, وكم من أناس كانوا أعداء للإسلام أشد العداوة, ثم منَّ الله عليهم بالهداية والإيمان, مثل عمر بن الخطاب وخالد بن الوليد رضي الله عنهما, وغيرهما.

    الدعاء على الظالم:

    & الدعاء على الظالم المعين مباح, لكن اللعنة أشد من غيرها, وأي ظلم وقع فيه الظالم فإنه لا يستحق أن يُدعي عليه باللعنة من أجله, فلا يجوز للإنسان أن يدعو على ظالمه باللعنة, لأنه لو دعا عليه باللعنة معناه أنه دعا عليه بأكثر مما ظُلم.

    مقدار المكان الذي يستحقه من صلى إلى غير سترة:

    & ذكر أهل العلم أن الإنسان إذا صلى إلى غير سترة فإنه يقدر له ثلاثة أذرُع لا يجوز للإنسان أن يمرّ بها...لكن الصحيح أنه لو لم يصلِّ إلى سترة فإن محل الانتهاء إلى مكان السجود, لأن هذا هو المكان الذي يستحقه من البقعة وما عدا ذلك فلا يستحقه.

     

    القرين من يأمر الإنسان بالمرور بين يدي المصلي:

    & قوله صلى الله عليه وسلم: (( فإن معه القرين )) القرين هو الشيطان, فهو الذي حثه على ذلك, وهو الذي أمره أن يمًرَّ بين يدي المصلي, ليفُسد عليه صلاته, إما بالتنقيص, وإما بالإبطال.

     

    ملازمة الشيطان للإنسان نوعان:

    & ملازمة الشيطان للمرء نوعان, ملازمة مباشرة, وهي حين فعل المعصية, وملازمة بمعنى المراقبة, وتلك هي الملازمة العامة, فهو يكون مراقبًا لصاحبه, وكلما وجد منه غفلة هجم عليه, فأمره بمعصية, أو ثبطه عن طاعة

    كلمات مختصرة ومفيدة

    & لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كلمة طيبة ولطيفة...إذا قال: كلّ من كان مؤمنًا تقيًا كان لله وليًا ", ويضاف إليها أيضًا قولهم: " بالصبر واليقين تُنال الإمامة في الدين " وهي كلمات مختصرة ومفيدة.

     

    نعيم القبر:

    & حدثني قوم نثق بهم أنهم كانوا يحفرون في مكان فوقعوا على قبر, ولما انفتح القبر وجدوا فيه جُثة يابسة, ووجدوا لها رائحة طيبة لم يشموا مثلها في الدنيا, ووجدوه كما هو حتى أن شعر لحيته لا زال كما هو.

     

    بركة العلم:

    & يكون الإنسان مباركًا في علمه في الانتفاع به، وعبادة الله تبارك وتعالى على بصيرة، ويكون مباركًا في علمه بنشره بين الأمة وتعليمهم إيَّاه، ويكون مباركًا في علمه بالتأليف والكتابة.

    & انظر إلى بركة العلماء السابقين الذين كتبوا وألَّفوا، كيف انتفعت الأمة بهم إلى اليوم وإلى ما شاء الله عز وجل، فصار هذا العلم بركة عظيمة لهم. 

     

    بركة المال:

    & من بركات المال أن تؤدي به ما أوجب الله عليك من النفقات في سبيل الله، وفي صلة الرحم، وفي بر الوالدين، وتؤدي ما أوجب الله عليك من زكاته، وتتطوَّع بما شاء تعالى من الصدقات وغيرها،

    & من البركة في الأموال أن يكون عند الإنسان محاصيل يكتسب بها أو يكتسبها سواء بالبيع والشراء أو بالزراعة أو بغير ذلك.

     

    بركة الولد:

    & أما بركة الولد فأن يجعل الله تعالى في ذلك معونة على طاعة الله ويساعدك في أمورك، ومن بركة الأولاد أن يكونوا من طلبة العلم، وينفع الله بهم الناس.

     

    سؤال الله المعافاة في الدين والدنيا:

    & قوله: (( وعافني فيمن عافيت )) المعافاة: السلامة من كل ما يؤذي, من أمرض, وهموم, وعدوان على الغير, ولهذا قال بعض العلماء: المعافاة أن يمنع الله شرك عن الناس, ويمنع شر الناس عنك, وتشمل المعافاة في أمور الدين وأمور الدنيا فهي لفظ عام

     

    سترة المأموم:

    & صلاة المأمومين...سترة إمامهم سُترة لهم, فالمأموم لا تُسنُّ له سُترة خاصة به...لكن إذا سلًم الإمام وقام المأموم يقضي انقطعت السترة عنه, فلا بد أن يرُدّ من يمُرُّ بين يديه.

    المنتقى من أخبار المصطفى صلى الله عليه وسلم للمجد ابن تيمية رحمه الله:

    & هذا الكتاب أشمل من حيث استقصاء الأدلة...هذا الكتب من أحسن ما يكون من كتب الحديث في التراجم, فتراجمه ممتازة جدًا, لأنه يذكر فيها المسائل المهمة والمأخوذة أحاديث الباب.

    & إننا نفضل كتاب بلوغ المرام, على هذا الكتاب, فرغم أن هذا الكتاب أشمل في استدعاء الأدلة, إلا أنه أقل درجة من  بلوغ المرام ", والحمد لله قيض الله سبحانه وتعالي لهذا الكتاب الشوكاني رحمه الله فكان يتبع الحديث ويُبينه, وهذا من نعمة الله على الناس

    ❤❤❤

    متفرقات:

    & كل من يستحسن بدعة فإن في قلبه بلاء

    & قراءة الفاتحة ركن في الصلاة.

    & وردت السنة في المغرب بقراءة الطوال, وبقراء القصار, والأكثر قراءة القصار, فهذا هو السنة.

    & من يعترض على قراءة الإمام في صلاة الفجر بـــــــــــ  ﴿ الٓمٓ ﴾ السجدة, و ﴿هَلۡ أَتَىٰ عَلَى ٱلۡإِنسَٰن  ﴾ قائلًا أن هذا تطويل ويتعب الناس فيقال له: هذه السنة.

    & الأحمق هو: الذي لا يحسن التصرف

    & نقول للعامي: بدلًا من أن تقول: " تبارك علينا", قل: لعل الله يجعل فيك بركة", فهذا أحسن, وتسلم من الشبهة في هذه المسألة.

     

    & الثناء تكرار صفات المدح في المحمود.

    & الكلب من أخبث الحيوانات إن لم يكن أخبثها, ولذلك لا يكفى في نجاسته إلا سبع غسلات إحداهن بالتراب.

    & الكلب الأسود هو شيطان الكلاب, أما غيره من الكلاب فليست شياطين الكلاب, أي هي أهدأ منه.

    & الكرامات لا يبعثها الله إلا تأييدًا للحق, فإنه لم يعط إنسان كرامة لشخصه أبدًا, فلا تكون الكرامة إلا تأييدًا للحق, أو إثباتًا أن طريقه حق.

    & في الطواف يوجد بعض الناس يصلون خلف المقام مباشرة, والناس يطوفون, فهؤلاء لا حرمة لهم بالنسبة للصلاة, فيجوز للإنسان أن يمر بينهم وبين القبلة.  

    & التردد أو التأخر يُقلق الإنسان, ولا ينتج له شيئًا, فالأنسان غير الثابت إنسان متردد, فيبدأ في الشيء ويدعه, ويبدأ في غيره ويدعه, فيضيع عليه عمره بدون فائدة.

    & يستحب للمصلي إذا عطس في الصلاة أن يحمد الله, كما يستحب له أن يحمده خارجها.

    & محاولة التسوية بين الرجل والمرأة يبطلها الحسُّ, ويبطلها العقل, وتُبطلها الفطرة, ويبطله الشرع.

    & تفقيع الأصابع في الصلاة مكروه.

    & لو استيقظ قبل الفجر فأحرم بالوتر ينوي أن يصلي ثلاثًا, ثم أذن المؤذن, فهل يسلم من واحدة؟ قلنا: إن شاء اقتصر على الواحدة, لأن الكل وتر, وله أيضًا أن يكمل الثلاث للحديث: (( من أدرك ركعةً من الصلاة فقد أدرك الصلاة ))


    كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ

    صيد الفوائد

     

     

        


  10.  

    عباد الله: قبل الهجرة بسنة أُسرِيَ بالنبي صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى؛ قال تعالى: ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الإسراء: 1]، وكان ذلك على الصحيح في السنة الثانية عشرة من البعثة، ثم عُرج به إلى السماوات العلا، فرجع في ليلة واحدة، فحدَّث قريشًا فكذَّبوه، فردَّ الله تكذيبهم بقوله: ﴿ وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ [النجم: 1 - 4]، وقوله: ﴿ مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى * أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى ﴾ [النجم: 11، 12].

     

    فما هي الدروس والعِبر المستفادة من هذا الحدث؟

    عباد الله: من المستفادات في حادثة الإسراء والمعراج ما يلي:

    1- تسلية الرسول صلى الله عليه وسلم: بعد موت عمه أبي طالب وزوجته خديجةَ في عام واحد، فحزِن صلى الله عليه وسلم لموتهما حزنًا شديدًا، وبعد ما لاقاه من أهل الطائف من رفض دعوته، وأغرَوا به سفهاءهم حتى أدمَوا قدمَه الشريفة، جاءت هذه الرحلة تسليةً للنبي صلى الله عليه وسلم، وتفريجًا لهمومه، من خلال هذا المعراج الروحي إلى الملأ الأعلى، ونستفيد أن السياحة واستبدال الأماكن تجديدٌ للنشاط، وتسلية للروح، شريطة أن تكون مشروعةً.

     

    2- فرض الصلوات الخمس: الصلاة كانت معروفةً قبل المعراج؛ حيث كانوا يصلون ركعتين بالغداة (أول النهار)، وركعتين بالعشِيِّ (آخر النهار)، لكن الصلوات الخمس المفروضة علينا إنما فرضها الله على رسوله ليلة المعراج بدون واسطة، وكانت في البداية خمسين صلاةً، ثم طلب النبي صلى الله عليه وسلم التخفيف بأمر من موسى عليه السلام، حتى أصبحت خمسًا في العمل وخمسين في الأجر؛ لأن الحسنة بعشر أمثالها.

     

    وهذا يفيدكم عظمة هذه الشعيرة وأهميتها التي تهاون الكثير من المسلمين بتركها، وانشغلوا عنها بالتجارة واللهو، ومشاهدة المباريات الكروية؛ ألم يقرأ هؤلاء قوله تعالى: ﴿ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ﴾ [الماعون: 4، 5]، وليس المقصود بالسهو هنا السهو أثناء الصلاة، بأن تُنسَى فتزيد أو تنقص، فهذا معفوٌّ عنه؛ لأنه خارج عن إرادة الإنسان، ويُجبَر بسجدتي السهو؛ لأن الله لم يقل: (في صلاتهم)، وإنما قال: ﴿ عَنْ صَلَاتِهِمْ ﴾ [الماعون: 5]، فالمقصود بالسهو هنا أمور؛ منها: التاركون للصلاة تكاسلًا وغفلةً وليس جحودًا، فهذا كفر والعياذ بالله، والذين يجمعون الصلوات ويصلونها دفعةً واحدةً ولا يلتزمون بأوقاتها؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا ﴾ [النساء: 103]، والذين يُصلُّون مباهاةً ورياءً
    وهي صلاة المنافقين؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [النساء: 142]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((من سمَّع الناس بعمله، سمَّع الله به سامِعَ خَلْقِهِ، وصغَّره وحقَّره))[1]، والذين يُصلُّون ولا يقيمون ركوعها ولا سجودها، ولا قيامها ولا قعودها، ويُكْثِرون الحركة في صلاتهم، ولا يهتمون بها اهتمامًا، فهذا دليل على سهوهم عنها.


    3- مشاهدة النبي صلى الله عليه وسلم لآيات الله الكبرى؛ قال تعالى في بيان الهدف من هذه الرحلة: ﴿ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ﴾ [الإسراء: 1]، وقال: ﴿ لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى ﴾ [النجم: 18]، ومن الآيات الكبرى التي أُريها رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رأى البُراق ((وهو دابة دون البغل وفوق الحمار أبيض))[2]، يضع خطوه عند أقصى طرفه، ورأى الأنبياء وقد جُمعوا للصلاة بهم في بيت المقدس؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((فحانت الصلاة فأمَمْتُهم))[3]، وهذا دليل على أنهم سلَّموا له بالقيادة والريادة والأفضلية، وأن شريعة الإسلام نسخت الشرائع السابقة، كما أن ابتداء رحلة الإسراء من المسجد الحرام وانتهاءها ببيت المقدس دلالة على الترابط بينهما، وعدم التفريط في أحدهما، ولزوم الدفاع عنهما، ورأى السماوات العلا سماءً بعد سماء، ورأى الأنبياء فيها، ورأى البيت المعمور، ((وإذا هو يدخله كلَّ يوم سبعون ألف مَلَكٍ لا يعودون إليه))[4]، ورُفِعَتْ له سدرة المنتهى، وكلَّمه ربه بدون واسطة من وراء حجاب، وهناك فُرِضت عليه الصلوات كما أسلفنا، فسبحان من يسَّر له قطع هذه المسافات؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((ما بين السماء الدنيا والتي تليها مسيرة خمسمائة عام، وما بين كل سماء مسيرة خمسمائة عام، وما بين السماء السابعة والكرسي مسيرة خمسمائة عام، وما بين الكرسي والماء مسيرة خمسمائة عام، والعرش على الماء، والله عز وجل على العرش يعلم ما أنتم عليه))[5]، فهل قَدَرْنا الله حقَّ قدره؟ ورأى جبريل على الهيئة التي خلقه الله عليها له ستمائة جناح؛ قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى ﴾ [النجم: 13، 14]، ورآه ((كالحِلْسِ البالي[6] من خشية الله عز وجل))[7]،فعلينا خشية الله في السر والعلن، ومما رآه صلى الله عليه وسلم ((قومٌ لهم أظفار من نُحاس، يخمُشون وجوههم وصدورهم، فقلت: يا جبريل، من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس، ويقعون في أعراضهم))[8]، فاجتنبوا – إخواني - الغِيبةَ والنميمة والسخرية بالمؤمنين، ورأى ((رجالًا تُقرَض شِفاههم بمقارضَ من نار، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ فقال: الخطباء من أُمَّتِك يأمرون الناس بالبر، وينسَون أنفسهم، وهم يتلون الكتاب، أفلا يعقلون، ويقرؤون كتاب الله ولا يعملون به))[9]، ورأى ((رجلًا يسبح في نهر ويُلقَم الحجارة، فسألت: ما هذا؟ فقيل لي: آكل الربا))[10]، فاجتنبوا الربا وأكل أموال الناس بالباطل، ورأى ((مالكًا خازن النار، والدجالَ، في آيات أراهن الله إياه))[11]، فلا تكونوا في مرية من لقاء الدجال؛ فهو من علامات الساعة الكبرى كما أخبرنا صلى الله عليه وسلم، ورأى: ((الجنة فإذا فيها جَنَابِذُ اللؤلؤ[12]، وإذا ترابُها الْمِسْكُ))[13].

     

    فاللهم إنا نسألك من الخير كله، عاجله وآجِلِه، ما علمنا منه وما لم نعلم، ونعوذ بك من الشر كله، عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم، ونسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، آمين.

    (تتمة الدعاء).


    [1] رواه أحمد، رقم: 6509.

    [2] رواه البخاري، رقم: 3887.

    [3] رواه مسلم، رقم: 172.

    [4] رواه أحمد، برقم: 12505.

    [5] رواه أحمد في المسند برقم: 12505، وضعَّف إسناده شعيب الأرنؤوط.

    [6] الحلس: كساء يكون تحت برذعة البعير؛ أي صارت الخشية له كالكساء.

    [7] صحيح الجامع برقم: 5864.

    [8] صحيح الجامع برقم: 5213.

    [9] رواه ابن حبان في صحيحه برقم: 53.

    [10] رواه أحمد في المسند برقم: 20100.

    [11] رواه البخاري برقم: 4881.

    [12] الجنابذ: جمع جُنْبُذَة؛ وهو ما ارتفع من الشيء واستدار كالقبة.

    [13] رواه البخاري برقم: 3342.

    عبد العزيز محمد مبارك
    شبكة الالوكة


  11. تفسير الشيخ الشعراوي

    {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ (4)}السجدة
    يخبرنا الحق تبارك وتعالى أنه خلق السماوات والأرض وما بينهما لخدمة الإنسان، وهو المكرَّم الأول في هذا الكون، وجميع الأجناس في خدمته حيواناً ونباتاً وجماداً، فهو سيد في هذا الكون، لكن هل أخذ هذا السيد سيادته بذاته وبفعله؟ لا إنما أخذها بفضل الله عليه، فكان عليه أولاً أنْ يشكر مَنْ أعطاه هذه السيادة على غيره.
    وهذا السيد عمره ومروره في الحياة عبور، فعمره فيها يطول أو يقصر ينتهي إلى الموت، في حين أن الجمادات التي تخدمه عمرها أطول من عمره، وهي خادمة له، فكان لزاماً عليه أنْ يتأمل هذه المسألة: كيف يكون عمر الخادم أطول وأبقى من عمر السيد المخدوم؟

    إذن: لابد أن لي عمراً آخر أطول من هذا، عمراً يناسب تكريم الله لي، ويناسب سيادتي في هذا الكون، إنها الآخرة حيث تندثر هذه المخلوقات التي خدمتني في الدنيا وأبقى أنا، لا أعيش مع الأسباب، إنما مع المسبب سبحانه، فلا أحتاج إلى الأسباب التي خدمتني في الدنيا، إنما أجد كل ما أشتهيه بين يديَّ دون تعب ودون سَعْى، وهذه ارتقاءات لا تكون إلا لمَنْ يطيع المرقى المعطي.
    لذلك، الحق سبحانه وتعالى يلفتنا ويقول: صحيح أنت أيها الإنسان سيد هذا الكون وكل مخلوقاتي في خدمتك، لكن خَلْقها أكبر من خَلْقك: {لَخَلْقُ السماوات والأرض أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ الناس...} [غافر: 57].
    لماذا؟ لأن الناس أعماراً محددة، مهما طالت لابد أن تنتهي إلى أجل، ثم إن هذه الأعمار لا تًسْلم لهم، إنما تنتابها الأغيار، فالغنيّ قد يفتقر، والصحيح قد يمرض، والقوي قد يضعف، أمّا الشمس والقمر والنجوم والكون كله فلا يتعرض لهذه الأغيار فما رأينا الشمس أو القمر أو النجوم أصابتها علة وانتهت كانتهاء الإنسان، ثم أنتَ لستَ مثلها في العظمة المستوعبة؛ لأن قصارى ما فيك أنك تخدم نفسك أو تخدم البيئة التي حولك، أمَّا هذه المخلوقات فتخدم الكون كله.
    فإذا اقرَّ- حتى الكفار- بأن الله تعالى هو خالق السماء والأرض إذن: فهي دليل أول على وجود الحق تبارك وتعالى.
    ومسألة خَلْق السماوات والأرض من الأشياء التي استأثر الله بعلمها وليس لأحد أنْ يقول: كيف خُلقت ولا حتى كيف خُلق الإنسان؛ لأن مسائل الخَلْق لم يشهدها أحد فيخبرنا بها؛ لذلك يقول تعالى: {ما أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السماوات والأرض وَلاَ خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ المضلين عَضُداً} [الكهف: 51].
    فسماهم الله مُضلِّين، والمضلّ هو الذي يجنح بك إلى طريق باطل، ويصرفك عن الحق، وقد رأينا فعلاً هؤلاء المضلِّين وسمعنا افتراءاتهم في مسألة خَلْق السماوات والأرض.

    إذن: خَلْق السماوات والأرض مسألة لا تُوخَذ إلا ممَّنْ خلق؛ لذلك قَصَّ لنا ربنا تبارك وتعالى قصة خَلْق آدم، وقصَّ لنا قصة خلق السماوات والأرض، لكن الخَلْق حدث وفعل، والفعل يحتاج إلى زمن تعالج فيه الحدث وتزاوله، والإشكال هنا في قوله تعالى: {فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ..} [السجدة: 4]. فهل الحدث بالنسبة لله تعالى يحتاج إلى زمن؟
    الفِعْل من الإنسان يحتاج إلى علاج يستغرق زمناً، حيث نوزع جزيئات الفعل على جزئيات الزمن، أما في حقه تعالى فهو سبحانه يفعل بلا علاج للأمور، إنما يقول: للشيء كن فيكون، أما قوله تعالى: {فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ..} [السجدة: 4] فقد أوضحناها بمثال، ولله المثل الأعلى.

    قلنا: أنت حين تصنع الزبادي مثلاً تأتي بالحليب، ثم تضع عليه خميرة زبادي سبق إعداده، ثم تتركه في درجة حرارة معينة سبع أو ثماني ساعات بعدها تجد الحليب قد تحوَّل إلى زبادي، فهل تقول: إن صناعة الزبادي استغرقت مني سبعاً أو ثماني ساعات؟ لا، إنها استغرقتْ مجرد إعداد المواد اللازمة، ثم أخذت هذه المواد تتفاعل بعضها ببعض، إلى أن تحولت إلى المادة الجديدة.
    كذلك الحق تبارك وتعالى خلق السماوات والأرض بأمره(كُنْ)، فتفاعلت هذه الأشياء مُكوِّنه السماوات والأرض.

    ومسألة خلق السماوات والأرض في ستة أيام عُولجت في سبع سور من القرآن، أربع منها تكلمْن عن خلق السماوات والأرض ولم تتعرض لما بينهما، وثلاث تعرضتْ لخَلْق السماوات والأرض وما بينهما، ففي الأعراف مثلاً، وفي يونس، وهود، والحديد. تعرضت الآيات لخلق السماوات والأرض فقط.
    وفي الفرقان والسجدة وق. فتكلَّمتْ عن البينية، فكأن السماوات والأرض ظرف خُلق أولاً، ثم خُلِق المظروف في الظرف، وهذا هو الترتيب المنطقي أنْ تُعِدَّ الظرف أولاً، ثم تضع فيه المظروف.
    وقوله تعالى: {فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ..} [السجدة: 4] الله يخاطب بهذه الآيات العرب، واليوم له مدلول عند العرب مرتبط بحركة الشمس والقمر، فكيف يقول سبحانه: {فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ..} [السجدة: 4] ولم تخلق بعد لا الشمس ولا القمر؟

    نقول: المعنى خلقها في زمن يساوي ستة أيام بتقديرنا نحن الآن، وإلا فاليوم عند الله تعالى يختلف عن يومنا، ألم يقل سبحانه وتعالى: {وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ} [الحج: 47] أي: في الدنيا.
    وقال عن اليوم في الآخرة: {تَعْرُجُ الملائكة والروح إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} [المعارج: 4] فلله تعالى تقدير لليوم في الدنيا، ولليوم في الآخرة.
    والحق سبحانه لم يُفصِّل لنا مسألة الخَلْق هذه إلا في سورة(فُصِّلَت) فهي التي فصَّلَتْ القول في خَلْق السماوات والأرض، وهذه من عجائب هذه السورة.
    فقال تعالى: {قُلْ أَئنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بالذي خَلَقَ الأرض فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ العالمين وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَآ أَقْوَاتَهَا في أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ...} [فصلت: 9-10] هذه ستة أيام. {ثُمَّ استوى إِلَى السمآء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ ائتيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَآ أَتَيْنَا طَآئِعِينَ فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ...} [فصلت: 11-12] وهكذا يصبح المجموع ثمانية أيام.
    إذن: كيف نُوفِّق بين ستة أيام في الإجمال، وثمانية أيام في التفصيل؟ قالوا: الأعداد يُحمل مُجْملها على مفصَّلها؛ لأن المفصَّل تستطيع أن تضم بعضه إلى بعض، أما المجمل فهو النهاية.
    وأَعْد معي قراءة الآيات: {قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بالذي خَلَقَ الأرض فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ العالمين وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَآ أَقْوَاتَهَا...} [فصلت: 9-10] وهذا كله من لوازم الأرض {في أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ...} [فصلت: 10] أي: أن هذه اللوازم تابعة لما قبلها.

    فالمعنى: في تتمة أربعة أيام، فاليومان الأولان داخلان في الأربعة، كما لو قلت: سِرْتُ من القاهرة إلى طنطا في ساعة، وإلى الأسكندرية في ساعتين، فالساعة الأولى محسوبة من هاتين الساعتين.
    فالحق سبحانه خلق الأرض في يومين، وخلق ما يلزمها في تتمة الأربعة الأيام، فالزمن تتمة للزمن؛ لأن الحدث يُتمِّم الحدث، إذن: المحصلة النهائية ستة أيام، وليس هناك خلاف بين الآيات {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ الله لَوَجَدُواْ فِيهِ اختلافا كَثِيراً} [النساء: 82] ومن العجيب أن يأتي هذا التفصيل في(فَصِّلت).
    وقوله تعالى: {ثُمَّ استوى عَلَى العرش..} [السجدة: 4] الحق سبحانه تبارك وتعالى- يخاطب الخَلْق بما يُقرِّب الأشياء إلى أذهانهم؛ لأن الملوك أو أصحاب الولاية في الأرض لا يستقرون على كراسيهم إلا بعد أنْ يستتبَّ لهم الأمر.
    فمعنى {استوى..} [السجدة: 4] صعد وجلس واستقر، كل هذه المعاني تناسب الآية، لكن في إطار قول الحق سبحانه وتعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ...} [الشورى: 11].

    فكما أن لله تعالى وجوداً ليس كوجودك، وسَمْعاً ليس كسمعك، وفعلاً ليس كفِعْلك، فكذلك له سبحانه استواء، لكن ليس كاستوائك، وإذا دخلت حجرة الجلوس مثلاً عند شيخ البلد وعند العمدة والمحافظ ورئيس الجمهورية ستجد مستويات متباينة، كلٌّ على حسب ما يناسبه، فإذا كان البشر يتفاوتون في الشيء الواحد، فهل نُسوِّى بينا وبين الخالق عز وجل؟
    فالمعنى إذن {ثُمَّ استوى عَلَى العرش..} [السجدة: 4] استتبَّ له أمر الخَلْق، {مَا لَكُمْ مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ شَفِيعٍ..} [السجدة: 4] الوليُّ: مَنْ يليك، ويكون قريباً منك، وإليه تفزع في الأحداث، فهو ملجؤك الأول. والشفيع: الذي يشفع لك عند مَنْ يملك أمرك، فالوليُّ هو الذي ينصرك بنفسه، أمَّا الشفيع فهو يتوسط لك عند مَنْ ينصرك، فليس لك وليٌّ ولا شفيع من دون الله عز وجل.
    لذلك يقول سبحانه: {وَإِذَا مَسَّكُمُ الضر فِي البحر ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ...} [الإسراء: 67] فلا أحد ينجيكم، ولا أحدَ يُسعفكم إلا الله {أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ} [السجدة: 4].

    كأن هذه المسألة يجب أنْ تكون على بالك دائماً، فلا تغفل عن الله؛ لأنك ابْنُ أغيار، والأحداث تتناوبك، فلا يستقرّ بك حال، فأنت بين الغِنَى والفقر، والصحة والمرض، والقوة والضعف.
    لذلك تذكَّر دائماً أنه لا وليَّ ولا نصير لك إى الله، وإذا استحضرتَ ذلك دائماً اطمأنَّ قلبك، ولم لا وأنت تستند إلى ولَّ وإلى نصير لا يخذلك أبداً، ولا يتخلى عنك لحظة، فإذا خالط هذا الشعورُ قلبَك أقبلتَ على الأحداث بجسارة، وإذا أقبلتَ على الحدث بجسارة لم يأخذ الحدث من قوتك شيئاً؛ لأن الذي يخاف الأحداث يُضعِف قوته الفاعلة.

    فمثلاً صاحب العيال الذي يخاف الموت فيتركهم صغاراً لا عائلَ لهم لو راجع نفسه لقال لها: وَلِمَ الخوفُ على العيال من بعدي، فهل أنا خلقتهُم، أم لهم خالق يرعاهم ويجعل لهم من المجتمع الإيماني آباءً متعددين؟ لو قال لنفسه ذلك ما اهتم لأمرهم، وصَدَق الذي قال مادحاً: أنتَ طِرْتَ باليُتْم إلى حَدِّ الكَمالِ.
    وقال آخر:
    قَال ذُو الآبَاءِ لَيْتِى لاَ أبَا لِي

    ولَم لا؟ وقد كفل الإسلام للأيتام أنْ يعيشوا في ظل المجتمع المسلم أفضل مما يعيش مَنْ له أب وأم.
    إذن: فالإنسان حينما يعلم أن له سنداً من ألوهية قادرة وربوبية لا تُسلمه يستقبل الحوادث بقوة، ويقين، ورضا، وإيمان بأنه لن يُسْلَم أبداً ما دام له إيمان برب، وكلمة رب هذه ستأتي على باله قَسْراً في وقت الشدة، حين يخذله الناس وتُعْييه الأسباب، فلا يجد إلا الله- حتى ولو كان كافراً لقال في الشدة: يارب.
    وقوله تعالى: {مِّن دُونِهِ..} [السجدة: 4] يعني: لا يوجد غيره، وإنْ وُجِد غَيْرٌ فبتحنين الله للغير عليك، فالخير أيّاً كان فمردُّه إلى الله

    نداء الايمان


  12. • العشر الماحيات للذنوب ، إحفظها جيداً :

    ➊ إمحها بتسبيحك :
    - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” من قال: سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة ، حطت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر “
    | 📒 صحيح مسلم 2691

    ➋ امحها باستغفارك :
    - قال النبي ﷺ : ”ما مِن عبد يُذنب ذنبا فيتوضأ فيُحسن الطهور ثم يقوم فيُصلي ركعتين ثم يستغفر الله بذلك الذنب إلا غفر الله له “ عن أبي بكر - صحيح -
    - قال النبي ﷺ : ” من قال : أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو ، الحي القيوم ، وأتوب إليه ؛ غُفِر له وإن كان فر من الزحف “
    | 📒 مشكاة المصابيح 2353

    ➌ امحها بهذا الذكر :
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” ما على الأرض أحد يقول : لا إله إلا الله ، والله أكبر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، إلا كفرت عنه خطاياه ، ولو كانت مثل زبد البحر “
    | 📒 صحيح الجامع 5636 

    ➍ امحها بعد طعامك :
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” من أكل طعاما ثم قال : الحمد لله الذي أطعمني هذا الطعام ، ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه “
    | 📒 صحيح الجامع 6086 

    ➎ امحها بعد لبس ثوبك :
    - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” ومن لبس ثوبا فقال : الحمد لله الذي كساني هذا ، ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه “
    | 📒 صحيح الجامع 6086 

    ➏ امحها حين الأذان :
    - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” من قال حين يسمع المؤذن : أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، رضيت بالله ربا، وبمحمد رسولا، وبالإسلام دينا ؛ غفر له ذنبه “
    | 📒 صحيح مسلم 386

    ➐ امحها عند الوضوء :
    - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “ من توضأ فأحسن الوضوء، خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره “
    | 📒 صحيح مسلم 245 

    ➑ امحها بعد صلاتك :
    - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين ، وحمد الله ثلاثا وثلاثين ، وكبر الله ثلاثا وثلاثين ، فتلك تسعة وتسعون ، وقال تمام المائة: لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر “
    | 📒 صحيح مسلم 597 

    ➒ امحها قبل نومك :
    - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” من قال حين يأوي إلى فراشه : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، و له الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، لاحول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم ، سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر ؛ غفرت له ذنوبه أو خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر “
    | 📒 صحيح الترغيب 607

    ➓ امحها إذا قمت من نومك :
    - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” من تعار من الليل، فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي، أو دعا، استجيب له، فإن توضأ وصلى قبلت صلاته “
    | 📒 صحيح البخاري 1154


  13. - تبقى طويلا فى البيت لكنها لا تنوي عبادة القرار.
    قال تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} 💗

    - يجلب لأهله الأغراض لكنه لا ينوي عبادة النفقة.
    عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إذَا أَنْفَقَ الرَّجُلُ عَلَى أَهْلِهِ نَفَقَةً وَهُوَ يَحْتَسِبُهَا كَانَتْ لَهُ صَدَقَةً".💗

    - يذهب للوظيفة لكنه لا يستحضر عبادة الكسب.
    عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "ما أكلَ أحدٌ طعامًا قطُّ، خيرًا من أنْ يأكلَ من عمَلِ يدِهِ وإنَّ نبيَّ اللهِ داودَ كان يأكلُ من عمَلِ يدِهِ".💗

    - يجلسون يوميا مع أرحامهم لكنهم أهملوا احتساب اللحظات فى ذات الله.
    عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَن سرَّه أن يُبسَط له في رزقه، وأن يُنسأ له في أثرِه، فليَصِل رَحِمَه".💗

    - لا أشد على المؤمن فى القيامة من أعمال تعب عليها لم يكتب له أجرها لهجران مقاصدها.
    - عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
    "إنمـا الأعمـالُ بالنياتِ، وإنما لكـل امرئٍ ما نـوى".🏷️💗


  14.    
     

    تعرف على اللاءات التسعة التي وردت في سورة الكهف:

    1. اللاء الأولى: 
    ﴿ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَآءً ظَٰهِرًا﴾. (الآية ٢٢)
     في حواراتك مع الناس .. لا تدعي امتلاك الحقيقة، ولا تجادل جدالاً عقيماً زُرع في تربة الجهل وسقي بماء الظنون..

    اللاء الثانية:
    ﴿ وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا ﴾. (الآية ٢٢)
    فيما يُشكل عليك من أمور .. لا تطلب الفتوى من شخص غابت عنه حقيقة ذاك الشيء.

    3. اللاء الثالثة: 
    ﴿وَلَا تَقُولَنَّ لِشَىْءٍ إِنِّى فَاعِلٌ ذَٰلِكَ غَدًا * إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ ﴾. (الآيتان ٢٣ و ٢٤).
    وأنت ترسم لحظاتك القادمة.. لا تعِدْ نفسك أو غيرك بعمل شيء في المستقبل دون أن تعلق الأمر على مشيئة الله.

    اللاء الرابعة:
    ﴿وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا ﴾. (الآية ٢٨).
    وأنت تسير في قافلة الصالحين ..لا تصرف نظرك عنهم إلى غيرهم طمعاً في دنيا تصيبها.

    اللاء الخامسة:
    ﴿ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُۥ عَن ذِكْرِنَا وَٱتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُۥ فُرُطًا﴾. (الآية ٢٨).
     تعرّف على العنوان الذي كتبت نفسك تحته، وتخفف من كل شيء لا يقربك إلى الله؛ لأنه يشغلك عن السعي إليه .. وحينئذ لا تُطِعْ من كان غافلا عن ذكر الله

    اللاء السادسة:
    ﴿فلَا تَسْـَٔألنى عَن شَىْءٍ حَتَّىٰٓ أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا﴾ (الآية ٧٠).
    في ممارستك لفضولك المعرفي لا تستعجل السؤال عن شيء قبل أن تُستكمل لك تفاصيله.

    7. اللاء السابعة: 
    ﴿لا تُؤَاخِذْنِى بِمَا نَسِيتُ ﴾. (الآية ٧٣)وأنت تتعامل مع الناس تذكر انهم بشر يخطؤن

    اللاء الثامنة: 
    ﴿ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِى عُسْرًا﴾. (الآية ٧٣)
    هناك طاقةاستيعابيةلكل فرد.. فلا تطلب منه مالايستطع ولا تحمّله مالايطيق

    9. اللاءالتاسعة:
    ﴿فَلا تُصاحِبني قَد بَلَغتَ مِن لَدُنّي عُذرًا﴾.(الآية ٧٦).
    في بناءعلاقات قيمةلا تصاحب من استنفذت معه مقومات الديمومة.

    منقوله



  15. تفسير الشيخ الشعراوي

    {يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا (63)}

    سُئِل رسول الله كثيراً عن الساعة، والسؤال ظاهرة صحية إذا كان في الأمر التكليفي؛ لأن السؤال عن التكاليف الشرعية دليل على أن السائل آمن برسول الله، وأحبَّ التكليف، فأراد أنْ يبني حركة حياته على أسس إسلامية من البداية.
    فعلى فرض أن الإسلام جاء على أشياء كانت مُتوارثة من الجاهلية فأقرَّها الإسلام، فيأتي مَنْ يسأل عن رأي الإسلام فيها حِرْصاً منه على سلامة دينه وحركة حياته.
    لكن أراد الحق سبحانه أنْ يُهوِّن المسائل على الناس، فقال سبحانه: {ياأيها الذين آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَآءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ...} [المائدة: 101].
    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «دعوني ما تركتكم، فإنما أُهلك مَنْ كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم».
    إذن: السؤال المطلوب هو السؤال عن الأمور التكليفية التي تهم المسلم، حتى وإنْ كانت من أمور الجاهلية، وقد أقرَّ الإسلام كثيراً منها، فالدية مثلاً في الإسلام جاءت من جذور كانت موجودة عند الجاهليين وأقرَّها الإسلام، وقد أمر الله تعالى المسلم بأنْ يسأل عن مثل هذه المسائل في قوله تعالى: {فاسألوا أَهْلَ الذكر إِن كُنْتُم لاَ تَعْلَمُونَ} [النحل: 43].
    أما السؤال عن الساعة، فالساعة أمر غيبي لا يعلمه إلا الله، فهو سؤال لا جدوى منه، لذلك لما سُئِل رسول الله: متى الساعة؟ قال للسائل: (وماذا أعددتَ لها) فأخذه إلى ما ينبغي له أنْ يسأل عنه ويهتمّ به.

    وهذه الآية الكريمة {يَسْأَلُكَ الناس عَنِ الساعة...} [الأحزاب: 63] جاءت بعد معركة الإيذاء لله تعالى، والإيذاء لرسوله وللمؤمنين به، هذا الإيذاء جاء ممَّنْ لا يُؤمنون بالسماء، ولا يؤمنون بالله، ولا يؤمنون بالبلاغ عن الله بواسطة رسوله.
    وإيذاء هؤلاء لله تعالى هو في الحقيقة إيذاء لأنفسهم؛ لأنه لا يصل إلى الله تعالى، والله يريد لهم الخير؛ لأنهم عباده وصَنْعته، فحين يخرجون على منهجه فإنما يؤذون أنفسهم، أما إيذاؤهم لرسول الله فقد آذوه صلى الله عليه وسلم في أهله وفي نفسه، فقد تعرَّضوا له صلى الله عليه وسلم بما يتأبَّى عنه أيّ إنسان كريم، آذوْه بالقول وبالفعل، ومع ذلك صبر صلى الله عليه وسلم، وصبر أصحابه، وقد أوذوا في أنفسهم وفي أموالهم.

    والمتأمل يجد أن هذا الإيذاء مقصود وله فلسفة، فقد أراده الله تعالى ليُمحِّص المؤمنين، وليرى- وهو أعلم سبحانه- مَنْ يثبت على الإيمان؛ لذلك قال تعالى: {أَحَسِبَ الناس أَن يتركوا أَن يقولوا آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ} [العنكبوت: 2].
    وسبق أن أوضحنا أن الإيمان ليس كلمةً تُقال، إنما الإيمان مسئولية وعمل، ولهذا السبب امتنع كفار مكة عن النطق بكلمة الإيمان؛ لأنهم يعلمون حقيقتها، وهم أهل بيان وفَهْم للأساليب وللمعاني.
    وثبات سيدنا رسول الله وصبره هو والذين آمنوا معه دليل على أنهم أجرَوْا مقارنة بين هذا الإيذاء في الدنيا من بشر له قدرة محدودة، وإيذاء الله سبحانه في الآخرة، وهذا إيذاء يناسب قدرته تعالى، ولا يمكن أنْ يفرّ منه أحدٌ.

    إذن: نقول: إن للإيذاء فلسفةً مقصودة، وإلا فقد كان من الممكن أن يأخذ الله أعداء دينه أَخْذ عزيز مقتدر، كما أخذ قوم نوح بالطوفان، وقوم فرعون بالغرق، وكما خسف بقارون الأرض، لكن أراد سبحانه أن يعذب هؤلاء بأيدي المؤمنين وبأيدي رسول الله، وربما لو نزلت بهم أخذه عامة لقالوا: آية كونية كالزلازل والبراكين مثلاً؛ لذلك قال تعالى مخاطباً المؤمنين: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ الله بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ...} [التوبة: 14].
    ثم يُصبِّر الحق سبحانه نبيه ويُسلِّيه: {فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الذي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ} [غافر: 77].
    إذن: ردُّ الحق سبحانه على هذا الإيذاء جاء على نوعين: نوع في الدنيا بأنْ ينصرَ اللهُ نبيَّه عليهم، كما بشَّره الله بقوله: {سَيُهْزَمُ الجمع وَيُوَلُّونَ الدبر} [القمر: 45].
    والآخر رَدٌّ أخروي يوم القيامة؛ لذلك قال تعالى: {يَسْأَلُكَ الناس عَنِ الساعة...} [الأحزاب: 63].

    والسؤال الذي سُئِلَه رسول الله صلى الله عليه وسلم كان متوجهاً إلى أمرين: الأول: إعجازي لأنهم كانوا يعملون من كتبهم وأنبيائهم بعض الأمور، فيريدون أنْ يُحرِجوا بها رسول الله حين يسألونه عنها، فلم يجدوا جواباً، وهم يعرفون أن رسول الله أُمِيٌّ لا يقرأ ولا يكتب، ولم يجلس أبداً إلى مُعلِّم، لكن الحق سبحانه كان يُسِعف رسوله ويُعلمه الجواب، فيجيب عليهم الجواب الصحيح، فيموتون غيظاً، ويتمحكون في أيِّ مسألة ليثبتوا لأنفسهم أن محمداً لا يعلمها.

    من ذلك مثلاً سؤالهم عن أهل الكهف: كم لبثوا؟ فأجابهم الله تعالى: {وَلَبِثُواْ فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِاْئَةٍ سِنِينَ وازدادوا تِسْعاً} [الكهف: 25] فقالوا: نحن نعلم أنها ثلاثمائة، فمن أين هذه الزيادة؟ وجهلوا أن تقويت المناسك الإلهية في الدين إنما يقوم على التقويم الهلالي لا على حركة الشمس؛ لأن مُقْتضى ما تعطيه لنا الشمس أن نعلم بها بداية اليوم ونهايته، لكن لا نعرف بها أول الشهر ولا آخره.
    أما التوقيت العربي الهلالي، فله علامة مميزة هي ظهور الهلال أول الشهر، وإذا ما قارنْتَ بين التقويم الهلالي والتقويم الميلادي تجد أن كل سنة هجرية تنقص أحد عشر يوماً عن السنة الشمسية، فالثلاثمائة سنة الميلادية تساوي في السنة الهجرية ثلاثمائة وتسعة.
    فكأنهم أرادوا تجهيل محمد، فنبَّههم الله إلى أنهم هم الجهلة. وعجيب أن يعترض اليهود على هذا التوقيت، مع أنه التوقيت العبادي لسيدنا موسى عليه السلام، ألم يقل سبحانه: {وَوَاعَدْنَا موسى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ...} [الأعراف: 142].

    إذن: فقوله تعالى: {وازدادوا تِسْعاً} [الكهف: 25] فيه إعجاز أدائي بليغ، يدل على أنَّ التسْع سنين إنما جاءتْ زيادةً من داخل الثلاثمائة، وليستْ خارجة عنها.
    ثم سألوه صلى الله عليه وسلم عن رجل جوَّال، فأنزل الله: {وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي القرنين...} [الكهف: 83].
    فكان ينبغي أن يلفتهم ذلك إلى صدق محمد صلى الله عليه وسلم، وأن يسألوا أنفسهم: من أين له هذا العلم، وهو الأميُّ الذي لم يجلس مرة إلى مُعلِّم؟
    لذلك قلنا: إن الأُمية عَيْبٌ في كل إنسان، إلا أنها كانت شرفاً وميزة في رسول الله بالذات؛ لأنها تعني في حقِّ رسول الله أنه لم يُعلِّمه بشر كما اتهموه، إنما علمه ربه.
    كذلك كانت الأمة الت نزل فيها القرآن أمة أمية، وهذا أيضاً شرف في حقها، فلو أن هذه الأمة كانت أمةَ علم وثقافة لقالوا عن الإسلام: إنه قفزة حضارية، لكنها كانت أمة أمية يسودها النظام القبلي، فلكل قبيلة قانونها ونظامها، ولكل قبيلة رئيسها، ومع ذلك خرج منهم مَنْ جاء بنظام عام يصلح لسياسة الدنيا كلها، إلى أنْ تقوم الساعة، وهذا لا يتأتَّى إلا بمنهج إلهي.

    إذن: الأمية في العرب شرف، وعجزهم عن محاكاة القرآن، والإتيان بمثله أيضاً شرف لهم، فكوْن الحق سبحانه يتحدَّاهم بأسلوب القرآن دليل على عظمتهم في هذا المجال، وإلا فأنت لا تتحدَّى الضعيف إنما تتحدَّى القوي في مجال التحدي، فكأن تحدِّى الله العرب شهادة منه سبحانه بأنهم أفصح الخَلْق؛ لذلك جاءهم بمعجزة من جنس ما نبغوا فيه.

    ثم يسأل اليهود رسول الله عن الساعة {يَسْأَلُكَ الناس عَنِ الساعة...} [الأحزاب: 63] وهم يسألون عن الساعة يعني: عن يوم القيامة؛ لأنهم ينكرونه، ومن مصلحتهم ألاَّ يكون هذا اليوم، حتى لا يقفوا موقف المساءلة والحساب على ما أجرموه في الدنيا من ظلم وشرك وعربدة وسَفْكٍ للدماء، ولَغْو في أعراض الناس.

    ولو بحث هؤلاء قضية القيامة والحساب بالعقل- لا بنصوص القرآن- لوجدوا أنها أمر منطقي لابد أنْ يحدث، فمثلاً نحن عاصرنا الحزب الشيوعي في روسيا سنة1917، ورأينا كيف أخذوا الإقطاعين والرأسماليين وعذَّبوهم، وفعلوا بهم الأفاعيل، وصادروا ممتلكاتهم جزاءً لهم على ظلمهم للناس، وكنا نقول لهم: نعم هذا أمر منطقي أنْ تقتصَّ من الظالم، لكن ما بال كثير من الظَّلمة الذين ماتوا أو لم تدركوهم وأفلتوا من قبضتكم؟
    بالله، لو جاء شخص ودلّكم على مكان أحد الظلمة هؤلاء، ألستم تحمدون له هذه المساعدة؟ فكيف به لو قال: بل سأحضره وأحاسبه وأقتصّ منه، أليست هذه إعانة لكم على مهمة الانتقام من الظالمين؟
    لذلك نقول: كان من الواجب أن يكون الشيوعيون أول الناس إيماناً بيوم القيامة وبالبعث والحساب ليتداركوا مَنْ أفلت من أيديهم.
    شيء آخر: ألستم تضعون- في أيِّ نظام من أنظمتكم الوضعية- القوانين المنظمة؟ ما معنى القانون: القانون قواعد تحدد للمواطن ما له وما عليه، أليس في قوانينكم هذا مبدأ الثواب للمحسن، والعقاب للمقصر؟
    إذن: كل مجتمع لابد أن تكون فيه عناصر خارجة على نظامه، وتستحق العقوبة، فمَنِ استطاع أنْ يُدلِّس على المجتمع، وأنْ يداري جريمته ما حظه من العقوبة، وقد استشرى فساده وكَثُر ظلمه؟
    إذن: لابد أنْ نؤمن بقدرة أخرى لا يَخْفَي عليها أحد، ولا يُدلِّس عليها أحد، ولا يهرب منها أحد، قدرة تعرف الخفايا وتفضحها وتحاسب أصحابها.
    هذه القضية لابد أنْ تسوقك إلى فطرية الإيمان بالله تعالى، وأنه سبحانه خبير عالم {وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأرض وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إلا فِي...} [الأنعام: 59].
    لماذا إذن تنكرون القيامة وأنتم في أنظمتكم الدنيوية تُجنِّدون الجواسيس والمخابرات، وتُحْصُون هَمْسَ الناس لمعرفة الذين يحتالون في ألاَّ يراهم القانون؟ أليس من فضل الله عليكم أنه سبحانه يعلم ما خَفِي عليكم ويقتصّ لكم من خصومكم؟
    فقضية القيامة والحساب واضحة بالفطرة؛ لذلك تجد أن المنكرين لها هم الذين أسرفوا على أنفسهم ويخافون ما ينتظرهم من العقاب في هذا اليوم، ولا يملكون إلا إنكاره وعدم الاعتراف به، وكأن هذا الهروب هو الحل.

    وسورة الكهف تعطينا نموذجاً لهؤلاء، وهو صاحب الجنة الذي قال: {وَمَآ أَظُنُّ الساعة قَائِمَةً...} [الكهف: 36] بعد أنْ أسرف على نفسه وجحد نعمة الله عليه، ولما تنبَّه وراجع فطرته قال: {وَلَئِن رُّدِدتُّ إلى رَبِّي لأَجِدَنَّ خَيْراً مِّنْهَا مُنْقَلَباً} [الكهف: 36].
    فالتكذيب بيوم القامة هو الأغلب والآكد والشكّ في {وَلَئِن رُّدِدتُّ إلى رَبِّي...} [الكهف: 36] يعني: وعلى فرض أَنِّي رُددْتُ إلى ربي يوم القيامة فسوف يكون لي عنده أفضل مما أعطاني في الدنيا، فكما أكرمني هنا سيكرمني هناك.
    وهذا اعتقاط خاطيء وفَهْم أحمق، فالله تعالى لا يكرم في الآخرة إلا مَنْ أكرم نفسه باتباع منهجه في الدنيا، ومَنْ لم يكرم نفسه هنا بمنهج الله لا يكرمه الله في الآخرة.

    لذلك كثيراً ما نسمع: دَعوْتُ فلم يُستجب لي، خصوصاً السيدات، جاءتني إحداهن تشتكي أنها توجهت إلى الله بالدعاء، ومع ذلك البنت لم تتزوج والولد كذا والزوج كذا. فكنت أقول لها(كتر خيرك) أولاً أنك عرفت أن لك رباً تفزعين إليه وقت الشدة كما قال سبحانه: {فلولا إِذْ جَآءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ...} [الأنعام: 43].
    إنما أسألك: هل أنت أجبت الله أولاً فيما طلبه منك كي تنتظري منه أنْ يُجيبك إلى ما طلبتِ؟ أأجبت الله في شعرك هذا؟ أأجبتِ الله في(شفايفك) وتغييرك لخِلْقة الله؟ فكانت لا تجد جواباً، إلا أنْ تقول: والله أنا قلبي(صافي) ولا أوذي أحداً.. إلخ.
    إذن: أخذتم على الله أنكم دعوتُم فلم يَسْتجب لكم، ولم تأخذوا على أنفسكم أنه سبحانه دعاكم أولاً وناداكم فلم تستجيبوا لندائه، احرصوا أولاً على إجابة نداء الله، وثقوا أنه سبحانه سيجيبكم.
    نعود إلى ما كنا بصدده من الحديث عن السؤال في القرآن الكريم، فسؤالهم عن الساعة إمَّا ليتأكد السائل أنها ستحدث، وإما لأنه يستبطئها ويريدها الآن.

    ومادة السؤال جاءت كثيراً في كتاب الله؛ لأن القرآن لم ينزل على رسول الله جملةً واحدة، إنما نزل مُنجَّماً حَسْب الأحداث ليعطيهم الفرصة للسؤال، وجاء السؤال إما لتحدي رسول الله، وإما للاستزادة من أحكام الله التي أنزلها على رسوله صلى الله عليه وسلم، وهذا جاء مِمَّنْ عشقوا الإيمان، فأحبوا أنْ تُبني حركة حياتهم على هدى الإيمان.
    حتى المسائل التي كانت لها جذور في الجاهلية راحوا يسألون عنها، لماذا، مع أن الإسلام أقرها؟ قالوا: لأنهم أرادوا أنْ يَبْنوا أعمالهم على العبادة، لا على العادة الجاهلية.
    والقرآن حينما عرض لهذه الأسئلة قال مرة: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ المحيض قُلْ هُوَ أَذًى...} [البقرة: 222] فرسول الله صلى الله عليه وسلم حينما سُئِل هذا السؤال لم يَقُلْ: هو أذى؛ لأن الجواب ليس من عنده، إنما هو مُبَلِّغ عن الله، والله هو الذي يقول، فقال {قُلْ هُوَ أَذًى...} [البقرة: 222] فكلمة قُلْ هذه من مقول الله تعالى، وأنا أقولها كما هي.

    لذلك نعجب ممن ينادي بحذف كلمة {قلْ} من القرآن، بحجة أنها لا تضيف جديداً للمعنى في حين أنها دليل على صدق سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ودليل على أن ما جاء به لس من عنده إنما من عند الله وهو مبلغ فحسب فربهُ قال له قل وهو يقولها كما هي {وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ العفو..} [البقرة: 219] وفي موضع آخر: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ ما أَنْفَقْتُمْ مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ والأقربين...} [البقرة: 215].
    لكن قُلْ تأتي مرة مقترنة بالفاء، ومرة أخرى غير مقترنة بها، فلماذا؟ هذا مَلْمح إعجازي في أداء القرآن، لأن الجواب بقُلْ يعني أن السؤال قد حدث بالفعل، مثل {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهلة قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ والحج...} [البقرة: 189].

    أما الجواب حين يقترن بالفاء، فإنه يعني وجودَ شرطٍ، فالسؤال لم يحدث بالفعل، إنما سيحدث في المستقبل، كما في قوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الجبال فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً} [طه: 105].
    والمعنى: إن سألوك في المستقبل عن الجبال فقُلْ ينفسها ربي نَسْفاً، فالجواب مُعَدٌّ مسْبقاً لسؤال لم يُسأل بَعْد، لكنه لابد أنْ يُسأل، وأنْ يقع منهم، وهذا وجه آخر من وجوه الإعجاز في القرآن الكريم، وإلا فقد كان بإمكانهم ألاَّ يسألوا، لكن هيهات أنْ ينقض أحد كلام الله، أو ينقض علمه تعالى.
    ما دام الله قال فلابد أنْ يقولوا، وهذه المسألة أوضحناها في قوله تعالى: {تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ما أغنى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ سيصلى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ وامرأته حَمَّالَةَ الحطب فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ} [المسد: 1-5].
    فحكم الله تعالى على هذا الكافر العنيد أنه سيموت على كفره، وسيكون مصيره وزوجته النار، وقد سمع أبو لهب وامرأته هذه الآية، وعرفوا صِدْقها، لكنه مع ذلك لم يؤمن ولو نفاقاً، وقد آمن مَنْ هو أشدُّ كفراً وعناداً، أمثال: عمرو بن العاص، وخالد بن الوليد وغيرهما.
    لكن الذي حكم وأخبر أنه لن يؤمن يعلم أنه سينتهي إلى هذه النهاية مهما حذَّره وأنذره؛ لذلك كان أبو لهب مثالاً لغباء الشرك، فلو أنه جاء في مَحْفل من محافل قريش بعد نزول هذه السورة، وقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله لأحرجَ رسول الله وكذَّب القرآن، لكن لم يحدث شيء من هذا، وما كان ليحدث بعد أنْ قال الله، مع أنه حُرٌّ مختار.

    وفي آية واحدة من كتاب الله وردت الإجابة عن السؤال غير مُصدَّرة(قُلْ) ولا(فقل)، وهي قوله سبحانه: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ...} [البقرة: 186]، لماذا؟
    قالوا: لأن السؤال هنا عن ذات الله تعالى؛ لذلك جعل الجواب منه سبحانه مباشرة بلا واسطة؛ لأن المقامَ مقامُ سؤال عن قريب مباشر لك، كذلك جاءتْ الإجابة مباشرة.
    هذا عن السؤال، أما عن الساعة التي سألوا عنها، فكلمة الساعة حين نطلقها في هذا العصر نريد بها الآلة المعروفة التي تحدد أجزاء الوقت من ليل أو نهار بالسوية، فليس هناك ساعة أكبر من ساعة.
    والعرب حينما اخترعوا الساعة أو المزولة، كانت ساعة دقَّاقة بالماء، وهي عبارة عن خزان يقطر منه الماء قطرة قطرة، وكلما نزلت قطرة الماء حرّكتْ عقارب الساعة بالتساوي، وسُمِّيت ساعة بالذات؛ لأن الساعة هي أقرب أجزاء الوقت لليل أو للنهار، وبعد ذلك عرفنا الدقيقة والثانية والجزء من الثانية.

    وقد حرص العرب بالذات على حساب الوقت، وفكَّروا في آلة تضبطه؛ لأن الإسلام يقوم على عبادات موقوتة لابد أنْ تُؤدَّي في وقتها، من هنا اخترعوا الساعة.
    وكأن الحق سبحانه استعار فطرة البشرة منهم، حين سَمَّي القيامة(الساعة) فالساعة التي تنتظرونها هي آلة مواقيتكم في الحركة؛ لذلك قال شوقي رحمه الله:
    دَقَّاتُ قَلْبِ المْرءِ قَائِلةٌ لَهُ ** إنَّ الحَياةَ دَقَائِقُ وثَوانِ

    والحق سبحانه يقول: {وَيَوْمَ تَقُومُ الساعة....} [الروم: 55] أي القيامة: {يُقْسِمُ المجرمون مَا لَبِثُواْ غَيْرَ سَاعَةٍ...} [الروم: 55] أي ساعتكم وآلتكم التي تعارفتم عليها لضبط الوقت، فجمع سبحانه بين الساعة الفاصلة بالقيامة، وبين الساعة التي هي جزء من الليل، أو من النهار.
    والمعنى: {يَسْأَلُكَ الناس عَنِ الساعة..} [الأحزاب: 63] يعني: أتوجد أم لا توجد؟ وإذا كانت تُوجَد، قالوا: {فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ إِن كُنتَ مِنَ الصادقين} [الأعراف: 70].
    الحق سبحانه تكلَّم في السؤال عن الساعة في موضعين: هنا {يَسْأَلُكَ الناس عَنِ الساعة قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ الله وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ الساعة تَكُونُ قَرِيباً} [الأحزاب: 63].
    وفي سورة الشورى: {الله الذي أَنزَلَ الكتاب بالحق والميزان وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ الساعة قَرِيبٌ} [الشورى: 17].
    ونلحظ أولاً أن كلمة(قريب) جاءت بدون تأنيث، والساعة مؤنثة، فلم يَقُلْ قريبة، قالوا: لأن المراد وقت قيامها: وما يدريك لعل وقت قيامها قريب.
    وقال اللغويون: إن(قريب) على وزن فعيل، وهذا الوزن يستوي فيه المذكَّر والمؤنث، كما في قوله سبحانه: {وَالْمَلاَئِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ} [التحريم: 4].
    ثم في الآية الأولى جاء بالفعل تكون، فقال: {تَكُونُ قَرِيباً} [الأحزاب: 63] وفي الأخرى قال:(قريب) لماذا؟ قالوا: لأن السؤال مرة يكون عن أصل الوجود، ومرة يكون عن شيء تابع لأصل الوجود، وفي الدراسات النحوية نُدرِّس للتلاميذ كان وأخواتها، وهي فعل مَاضٍ ناقص، يرفع المبتدأ وينصب الخبر، وقد تأتي كان تامة تكتفي بفاعلها كما في {وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ...} [البقرة: 280] يعني: إنْ وُجِد ذو عُسْرة.
    إذن: إنْ أردتَ الوجود الأول فهي تامة، وإنْ أردتَ وجوداً ثانياً طارئاً على الوجود الأول فهي ناقصة، كما لو قُلْتَ: كان زيد مجتهداً، فأنت لا تتكلم عن الوجود الأول لزيد، إنما تتكلم عن شيء طرأ على وجوده، وهو اجتهاده، وهذه هي كان الناقصة؛ لأن الفعل ينبغي أنْ يدلَّ على زمن وحدث، والفعل كان دلَّ على زمن فقط، فاحتاج إلى خبر ليدل على الحدث، فكأنك قُلْتَ: اجتهد زيد.. في الزمن الماضي.
    كذلك نقول في الوجود الأول وكان التامة: (كان الله ولا شيء معه) هذا هو الوجود الأعلى، فإنْ أردتَ شيئاً آخر مُتعلِّقاً بهذا الوجود الأول تقول: {وَكَانَ الله غَفُوراً رَّحِيماً} [النساء: 152].
    فالحق سبحانه في هاتين الآيتين يردُّ على الذين يسألون عن الساعة، إما لأنهم ينكرونها وجوداً، أو يؤمنون بها، ويسألون عن وقتها، فقال مرة: {لَعَلَّ الساعة تَكُونُ قَرِيباً} [الأحزاب: 63] ومرة {لَعَلَّ الساعة قَرِيبٌ} [الشورى: 17].
    كلمة {وَمَا يُدْرِيكَ...} [الشورى: 17] معنى الدراية: الإعلام، كما نقول: هل دريْتَ بالموضوع الفلاني، يعني: علمتَ به.

    نداء الايمان


  16.  

    🚫 من الاعتقادات الخاطئة 🚫
    اعتقاد أن كفارة الحلف بالله هي :
     صيام ثلاثة أيام ❗
    وهذا غير صحيح ⬇️⬇️

    ( لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام . ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم واحفظوا أيمانكم كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تشكرون) [المائدة: 89]. 

    فإن كفارة الحلف هي أن يختار الإنسان أحد هذه الأمور الثلاثة وهي : 
    1⃣  إطعام عشرة مساكين
    2⃣ أو كسوة عشرة مساكين
    3⃣ أو عتق رقبة

     فمن لم يستطع على واحد من هذه الأمور الثلاثة مثل الفقير فإنه
    [ يصوم ثلاثة أيام ]

     فمن كان قادرا على إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو عتق رقبة، و صام ثلاثة أيام بنية الكفارة 
     فإن ذلك لا يجزئه❗

      المـراجـع  📚
    سورة المائدة ، آية ٨٩ -  📚
    تفسير العلامة ابن عثيمين -رحمه الله- 
    📝فتاوى اللجنة الدائمة

    ❤ لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام . ذلك كفارة أيمانكم إذا حلفتم واحفظوا أيمانكم كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تشكرون) [المائدة: 89]. 

    ويكفي في إطعام المسكين إعطاؤه كيلو ونصف من الطعام أرزا أو غيره، ولو أطعمته مرتين غداء و عشاء كفى ذلك، وتفعل هذا للمساكين العشرة، ويكفي في الكسوة ثوب تصح فيه الصلاة.

    فإذا لم تجد مساكين تدفع إليهم ذلك، جاز لك أن توكل إحدى الجمعيات الخيرية لتقوم نيابة عنك بالإطعام أو الكسوة.

    اسل


  17.  

    🔹تصحيح مفهوم خاطىء عند الناس لهذه الآية

    ▪قَالَ اللَّهُ ﷻ :- 《 الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ ۚ أُولَٰئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ ۖ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ 》
                    📚 [سورة النور ٢٦]

    ▪أكثر الناس يفهم هذه الآية ويرددها في حالات الزواج بأن الرجل الطيب للمرأة الطيبة ، والرجل الخبيث للمرأة الخبيثة وهذا مفهوم خاطئ ...⁉

    ▪هذه الآية ذكرت في سورة النور بعد حادثة الإفك التي رميت بها أمنا عائشة رضي الله عنها رماها المنافقون بالزور والباطل فأنزل الله براءتها في قرآن يتلى إلى يوم القيامة ..

    ▪قَالَ اللَّهُ ﷻ بعدما ذكر هذه الحادثة - أي حادثة الأفك -

     ...الخبيثات للخبيثين يعني الكلمات الخبيثات التي قالوها عن السيدة عائشة رضي الله عنها لايقولها إلاَّ الخبيثين .
    ...والخبيثون للخبيثات يعني تأكيد من الله أن الخبيثون من الناس يقع في الكلمات الخبيثات .
    ...والطيبات للطيبين يعني الكلمات الطيبات تصدر من الطيبين من الناس .
    ... والطيبون للطيبات يعني الطيبون من الناس يصدر منهم الكلمات الطيبات .
    ... وفي آخر هذه الآية قَالَ اللَّهُ ﷻ :- 《 أُولَٰئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ ۖ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ 》
    أي هم الطيبون برأهم الله من هذه الحادثة .

    ▪فهذه الآية لاعلاقة لها بالزواج أبداً ، والدليل أن فرعون وهو أخبث الناس كانت أمرأته طيبة وهي آسيا رضي الله عنها وذكرها في القرآن قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ..
    ▪بينما سيدنا نوح ولوط وهما من أنبياء الله كانت زوجتاهما خبيثتان ، وقال لهما الله تعالى ادخلا النار مع الداخلين ..

    📚المصدر: [مستفاد من تفسير ابن كثير]


  18. 🌹معاني رائعة🌹

            *الطلاق*  
    شركة أفلست بعد أن نفذ رصيدها من العواطف 

       *الشائعة*
    طائرة أسرع من الصوت 

         *الأسرار*
    معلومات تبوح بها للآخرين ليقوموا باستغلالها ضدك عند اللزوم 

       *الإنسان*
    كائن من التراب خرج وعلى التراب عاش ومع التراب تعامل وإلى التراب سيعود 

        *الغضب*
    الريح التي تهب فجأة فتطفئ سراج العقل 

         *الصداقة*
    عبارة عن صفقة تجارية رابحة بين قلبين وروحين 

      

           *البلاغة*
    تعني أن تجيب فلا تبطئ وتصيب فلا تخطئ 

           *الحقد*
    يعني شعور بالنقص تجاه الآخرين فيتحول إلى كراهية في القلب 

           *العمر*
    ذلك الشيء الذي كلما طال كلما قصر 

      

          *الحظ*
    عكاز الفاشل وسلاح المنتصر 

          *الصبر* 
    أسلوب مهذب من التحمل يمنع المظلوم أو المتضرر من الشكوى 

      

           *الزمن*
    قطار سريع من المستحيل توقفه 

      *الاستسلام*
    ضعف يؤدي إلى المذلة 
     
       *الأم*
    هي المخلوق الوحيد الذي نجده أمامنا في الحياة صادقة الابتسامة رقيقة.

    (راقت)


  19. " ألعاب محرمة "
    - السلم والثعبان.
    - الطاولة.
    - بنك الحظ.
    - وغيرها من الألعاب التى يستخدم بها حجر النرد،


     قال رسول اللّه ﷺ : " من لعب بالنردشير فكأنما صبغ يده فى لحم خنز.ير ودمه " ( رواه مسلم ) فالنردشير هو النرد اى الزهر


     قال رسول اللّه ﷺ : " من لعب بالنرد فقد عصى الله ورسوله"
    - رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه.

    فاللعب بالنرد محظور شرعا  لأنه كالأزلام يعول فيه على ترك الأسباب والاعتماد على الحظ والبخت فهو عبث يخشى ضره ولا يرجى منه نفع

    واختلف العلماء في الشطرنج إذا خلت من المحرمات على أقوال وذلك لعدم ورود ما ينص على تحريمه. وأن الإكثار من اللعب بالشطرنج واتخاذه عادة ونحو ذلك مكروه؛ لأنه لعب لا ينتفع به في أمر الدين ولا حاجة تدعو إليه، وربما صار وسيلة إلى الوقوع في المحرم ولكن يكون اللعب بالشطرنج مباحا إذا كان بالضوابط الشرعية ولم يخرج عنها.


  20. {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (59)}الاحزاب

    نلاحظ أن الأمر توجَّجه أولاً لأزواج النبي، ثم لبناته صلى الله عليه وسلم، وهذا يعني أن رسول الله لا يأمر أمته بشيء هو عنه بنجوى، إنما يأمرهم بشيء بدأ فيه بأهل بيته، وهذا أدْعَى لقبول الأمر وتنفيذه، فقبل أنْ آمركم أمرت نفسي فلم أتميز عنكم بشيء.

    لذلك جاء في سيرة القائد المسلم (طارق بن زياد) أنه لما ذهب لفتح الأندلس وقف بجنوده على شاطيء البحر، وأعداؤه على الشاطيء الآخر، ثم قال للجنود: أيها الناس أنا لن آمركم بأمر أنا عنه بنجوى، وإنني عند ملتقى القوم سابقكم، فمبارز سيِّدَ القوم، فإنْ قتلتُه فقد كُفيتم أمره، وإنْ قتلني فلن يعوزكم أمير بعدي.
    أي: أنني سابقكم إلى القتال، ولن أرسلكم وأجلس أتفرج وأرقب ما يحدث، يعني: أنا لا أتميز عنكم بشيء.

    وبهذه المساواة أيضاً ساد عمر- رضي الله عنه- القوم وقاد العالم وهو يرتدي مُرقَّعته بالمدينة؛ لذلك لما رآه رجل وهو نائم تحت شجرة كعامة الناس قال: حكمتَ فعدلْتَ فأمنْتَ، فنمتَ يا عمر.
    وكان- رضي الله عنه- إذا أراد أنْ يأخذ قراراً في أمر من أمور رعيته يعلم أن الفساد إنما يأتي أولاً من الحاشية والأقارب والأتباع ومن مراكز القوى التي تحيط به؛ لذلك كان يجمع قرابته ويحذرهم: أنا اعتزمْتُ أنْ صدر قراراً في كذا وكذا، فوالذي نفسي بيده مَنْ خالفني منكم إلى شيء منه لجعلته نكالاً للمسملين، أيها القوم إياكم أنْ يدخل عليكم مَنْ يدَّعي صلته بي، فتعطونه غير حق مَنْ لم يعرفني، والله إنْ فعلتُم لأجعلنكم نكالاً للمسلمين.

    وورود النص القرآني بلفظ {ياأيها النبي قُل لأَزْوَاجِكَ...} [الأحزاب: 59] دليل على أن سيدنا رسول الله كان ينقل النص الذي جاءه، والصيغة التي تكلَّم الله بها دون أنْ يٌغيِّر فيها شيئاً، وإلا فقد كان بإمكانه أن ينقل الأمر لأزواجه، فيقول: يا أيها النبي أزواجك وبناتك يدنين عليهن من جلابيبهن. إنما نقل النص القرآني كما أُنزل عليه؛ ليعلم الجميع أن الأمر من الله، وما محمد إلا مُبلِّغ عن الله، فمَنْ أراد أنْ يناقش الأمر فليناقش صاحبه.

    وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم ساعة نزلتْ عليه هذه الآية كُنَّ تسعة أزواج، كرَّمهن الله وخيَّرهن فاخترْنَ رسول الله، كان منهن خمس من قريش هُنَّ: عائشة، وحفصة، وأم حبيبة، وأم سلمة، وسودة بنت زمعة، وثلاث من سائر العرب هُنَّ: ميمونة بنت الحارث، وزينب بنت جحش، وجُويرية بنت الحارث من بني المصطلق، وواحدة من نسل هارون أخي موسى- عليهما السلام- هي السيدة صفية بنت حيي بن أخطب.
    أما بنات رسول الله، فرسول الله أنجب البنين والبنات: البنون ماتوا جميعاً في الصِّغَر، أما البنات فأبقاهُنَّ الله حتى تزوَّجْنَ جميعاً، وهُنَّ: زينب، ورقية، وأم كلثوم.
    وأصغرهن فاطمة، وهي الوحيدة التي بقيتْ بعد موت سيدنا رسول الله، أما زينب ورقية وأم كلثوم فقد مُتْنَ في حياة رسول الله.
    ولفاطمة قصة في الضحك والبكاء؛ لذلك بعض العارفين كان يقول في قوله تعالى: {وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وأبزى} [النجم: 43] أن السيدة فاطمة حينما سُئلت ما الذي أبكاكِ وما الذي أضحكك؟ قالت: لأنني لما دخلتُ على أبي وهو مريض قال لي: إن هذا هو مرض الموت يا فاطمة فبكيت، ثم انصرفت فأشار إليَّ وقال لي: يا فاطمة ستكونين أول أهل بيتي لحوقاً بي فضحكت. لذلك لم تمكث فاطمة بعد رسول الله إلا ستة أشهر.
    وقد أخذ العلماء من هذا الحديث أن لقاء الأموات يكون بمجرد الموت، وإلا لو كان اللقاء في البعث والقيامة لاستوى في ذلك مَنْ مات أولاً، ومَنْ مات آخراً، فدلَّ قوله: (ستكونين أول أهل بيتي لحوقاً بي) على أن لقاءه صلى الله عليه وسلم بها سيكون بمجرد أنْ تموت.
    الشاهد في هذه القصة أن أحدهم- أظنه الإمام علياً- قال لفاطمة: الله يقول {وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وأبكى} [النجم: 43] أما رسول الله فأبكاك أولاً، ثم أضحكك حتى لا يكون أضحك وأبكى كربه.

    أما السيدة زينب فتزوجت العاص بن الربيع قبل أنْ يُحرَّم الزواج من الكفار، وقد أُسِر العاص في غزوة بدر، فذهبتْ زينب لتفديه، وقدمت قلادة كانَت معها، فلام رآها رسول الله وجد أنها قلادة خديجة- رضي الله عنها- قد وهبتْها لابنتها، فقال: إنْ رأيتم أنْ تردوا لها قلادتها وتفكُّوا لها أسيرها فافعلوا، فردَّ صلى الله عليه وسلم الأمر إلى مَنْ ينتفع به، فتنازلوا عن القلادة.

    أما رقية وأم كلثوم فلهما حوادث، منها حوادث مؤسفة، ومنها حوادث مبهجة، أما المؤسف فإنَّ عتبة بن أبي لهب عقد على رقية، وأخوه عتيبة عقد على أم كلثوم، وكان هذا قبل بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما بُعث رسول الله وحدث ما حدث بينه وبني أبي لهب وأنزل الله تعالى: {تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ما أغنى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ} [المسد: 1-2].
    قال لابنه عتبة: رأسي ورأسك عليَّ حرام حتى تُطلِّق رقية فطلَّقها، بعدها مَرَّ عتبة على رسول الله، وفعل فَعْلةً فيها استهزاء برسول الله، فقال له صلى الله عليه وسلم: «أكلك كلب من كلاب الله».
    أخبر عتبة أباه بما كان من دعاء رسول الله عليه، وكان أبو لهب يعلم صدْق رسول الله، وأن دعاءه مستجاب لا يرَدُّ، فخاف على ابنه، وأخذ يحتاط له، ويوصي به رفاقه في رحلات تجارته- وعجيب أنه مع هذا كله لم يؤمن.
    وفعلاً كان عتبة في رحلات التجارة ينام في وسط القوم، وهم يحيطون به من كل جانب، وفي إحدى الليالي جاءه أسد، فأخذه من بين القوم، ولم يَبْقَ منه إلا ما يُعرف به.
    علَّق على هذه الحادثة أحد المغرضين فقال: إن رسول الله قال: «أكلك كلب» وهذا أسد، فردَّ عليه أحد العارفين فقال: إذا نُسِب الكلب إلى الله، فلابد أنْ يكون أسداً، فرسول الله لم يقل: كلب من كلابكم، إنما من كلاب الله.
    هذا ما كان من أمر عتبة، أما عتيبة فقد طلَّق أم كلثوم، لكنه لم يتعرض لرسول الله بإيذاء، بل قالوا: إنه كان يستحي أنْ يواجه رسول الله، لذلك لم يَدْعُ عليه رسول الله.
    أما الحادث المبهج في حياة رقية وأم كلثوم، فقد أبدلهما الله خيراً من عتبة وعتيبة، حيث تزوجت رقية من سيدنا عثمان، فلما ماتت تزوج بعدها من أم كلثوم؛ لذلك لُقِّب- رضي الله عنه- بذي النورين، وكانت النساء يُغنين حين تزوج عثمان برقية:
    أَحْسَن مَا رأى إنْسَانٌ ** رُقيَّة وزوجُها عُثْمَانُ

    فانظر إلى عِظَم هذا العوض أنْ يُبدِلَهُمَا الله بعتبة وعتيبة مَنْ؟ عثمان، نعم العِوَض هذا، والعِوَض في مثل هذه المسائل إنما يتأتَّى بقبول القضاء في نظائره، فإذا أُصيب الإنسان فاستسلم وسلَّم الأمر لله؛ فقال كما علَّمنا رسول الله: (إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون، اللهم أَجْرني في مصيبتي- أيّاً كانت هذه المصيبة- وأخْلُفْنِي خَيْراً منها).
    إذا قال ذلك وعلم أن لله حكمة في كل قضاء يقضيه لابد أنْ يُعوِّضه الله خيراً، وأظن أن قصة السيدة أم سلمة مشهورة في هذا المقام، فلما توفي زوجها أبو سلمة حزنتْ عليه حزناً شديداً، ولما جاءها النسوة يُعزِّينها في زوجها قالت إحداهن: يا أم سلمة، قولي كما قال رسول الله: إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون، اللهم أأجرني في مصيبتي، واخْلُفْني خيراً منها، فقالت: وهل هناك خير من أبي سلمة، يعني: هو في نظرها أحسن الناس وخيرهم.
    لكنها مع هذا رضيَتْ بقضاء الله فما انقضَتْ عِدَّتها حتى طرق عليها طارق يقول: يا أم سلمة، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطبِك لنفسه، فضحكتْ لأن الله عوَّضها بمَنْ هو خير من أبي سلمة.

    بعد أن أمر الحق سبحانه أزواج النبي وبناته أولاً بهذا الأدب ثِنَّى بنساء المؤمنين، فقال {ياأيها النبي قُل لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَآءِ المؤمنين يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلاَبِيبِهِنَّ ذلك أدنى أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ الله غَفُوراً رَّحِيماً} [الأحزاب: 59] لأن أسرة رسول الله ليست أزواجه وبناته فحسب، إنما العالم كله، وكلمة(نساء) جمع، لا واحد له من لفظه، فمفرد أزواج زوج، ومفرد بنات بنت، أما(نساء) فمفردها من معناها، لا من لفظها، فتقول: امرأة، واسْتُثْقِل جمع امرأة على امرآت فقالوا: نساء وأصلها في اللغة من النسيء، قالوا: لأن المرأة أُجِّلَ خَلْقُها بعد خَلْق الرجل.
    وفي اللغة: النَّسْء أي: التأخير والتأجيل، فقالوا: نساء.
    ثم يذكر سبحانه الأمر الذي وُجِّه إلى زوجات النبي، وبناته ونساء المؤمنين جميعاً {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلاَبِيبِهِنَّ...} [الأحزاب: 59] فالفعل {يُدْنِينَ...} [الأحزاب: 59] مجزوم في جواب الطلب(قُلْ) مثل: اسكُتْ تسْلَم، ذاكر تنجح، وفي الآية شرط مُقدَّر: إنْ تَقُلْ لهُنَّ ادنين يُدنين.
    كما في {وَأَذِّن فِي الناس بالحج يَأْتُوكَ رِجَالاً...} [الحج: 27] لأن الخطاب هنا للمؤمنات، وعلى رَأْسِهن أزواج النبي وبناته، وإنْ لم يستجب هؤلاء للأمر، فقد اختلَّ فيهِنَّ شرط الإيمان.
    ومعنى: الإدناء: تقريب شيء من شيء، ومن ذلك قوله تعالى في وصف ثمار الجنة {قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ} [الحاقة: 23] أي: قريبة التناول سَهْلة الجَنْي، والمراد: يُدنين جلابيبهن أي: من الأرض لتستر الجسم. وقوله: {عَلَيْهِنَّ...} [الأحزاب: 59] يدل على أنها تشمل الجسم كله، وأنها ملفوفة حوله مسدولة حتى الأرض.

    وكلمة {جَلاَبِيبِهِنَّ...} [الأحزاب: 59] مفردها جلباب، وقد اختلفوا في تعريفه فقالوا: هو الثوب الذي يُلْبس فوق الثوب الداخلي، فتحت الجلباب مثلاً(فانلة) أو قميص وسروال، ويجوز أن تكون الملابس الداخلية قصيرة، أما الجلباب فيجب أن يكون سابغاً طويلاً قريباً من الأرض.
    وقالوا: الجلباب هو الخمار الذي يغطي الرأس، ويُضرب على الجيوب- أي فتحة الرقبة- لكن هذا غير كافٍ، فلابد أنْ يُسدل إلى الأرض ليستر المرأة كلها؛ لأن جسم المرأة عورة، ومن اللباس ما يكشف، ومنه ما يصف، ومنه ما يلفت النظر.

    وشرط في لباس المرأة الشرعي ألاَّ يكون كاشفاً، ولا واصفاً، ولا مُلْفِتاً للنظر؛ لأن من النساء مَنْ ترتدي الجلباب الطويل السَّابغ الذي لا يكشف شيئاً من جسمها، إلا أنه ضيِّق يصف الصَّدْر، ويصف الأرداف، ويُجسِّم المفاتن، حتى تبدوا وكأنها عارية.
    لذلك من التعبيرات الأدبية في هذه المسألة قَوْل أحدهم- وهو على حق- إنَّ مبالغة المرأة في تبرُّجها إلحاح منها في عَرْض نفسها على الرجل. يعني: تريد أنْ تُلفت نظره، تريد أنْ تُنبِّه الغافل وكأنها تقول: نحن هنا. وإنْ تساهلنا في ذلك مع البنت التي لم تتزوج، ربما كان لها عُذْر، لكن ما عذر التي تزوجت؟

    ثم يُبيِّن الحق تبارك وتعالى الحكمة من هذا الأدب في مسألة اللباس، فيقول: {ذلك...} [الأحزاب: 59] أي: إدناء الجلباب إلى الأرض، وسَتر الجسم، وعدم إبداء الزينة {أدنى...} [الأحزاب: 59] أي: أقرب {أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ...} [الأحزاب: 59].
    فالمرأة المسلمة تُعْرف بزيِّها وحِشْمتها، فلا يجرؤ أحد على التعرض لها بسوء أو مضايقتها، فلباسها ووقارها يقول لك: إنها ليست من هذا النوع الرخيص الذي ينتظر إشارة منك، وليست ممَّنْ يَعْرض نفسه عَرْضاً مُهيِّجاً مستميلاً مُلْفتاً.

    وقوله تعالى بعد ذلك وفي ختام الآية {وَكَانَ الله غَفُوراً رَّحِيماً} [الأحزاب: 59] جاء وَصْف المغفرة والرحمة هنا ليشير إلى أن عقوبة الله ليست بأثر رجعي، فما سبق هذا الأمر من تجاوزات مغفور معفوٌّ عنه برحمة الله، والعبرة بسلوك المؤمنة بعد أنْ تسمع هذا الأمر بإدناء الجلباب والتستُّر.
    والحق سبحانه بمثل هذا الأدب إنما يُؤمِّن حياة المرأة المسلمة، كيف؟ نقول: معنى التأمين أنْ نأخذ منك حال يُسْرك، وحين تكون واجداً، لنعطيك حينما تكون غير واجد.
    كذلك الإسلام حين يستر جمال المرأة ومفاتنها حال شبابها ونضارتها يسترها حين تكبر، وحين يتلاشى الجمال، ويحلُّ محلَّه أمور تحرص المرأة على سترها، فالإسلام في هذه الحالة يحمي المرأة ويحفظ لها عِزَّتها.

    نداء الايمان


  21. 1- إذا خان الرجل "زوجته" رجم حتى الموت.
    2- إذا تزوج مرة ثانية ولم يعدل بينهما حشر يوم القيامة شقه مائل.
    3- إذا كتب لها مهرا ولم يعطها إياه فهو سارق.
    4- إذا طلقها لا يحق له أن يأخذ شيئا مما أعطاه لها.
    5- إذا أكل حقها في الميراث فقد تعدى حدود الله ومن يتعدى حدود الله فهو ظالم نفسه.
    6- إذا ضربها وأهانها فهو لئيم وإذا أكرمها فهو كريم.
    7- إذا هجرها أكثر من أربعة أشهر لها الحق بالتفريق.
    8- لا يحق له أن يعاملها كأمه وإن قال لها أنت علي كظهر أمي سيصوم 60 يوما أو يعتق رقبة أو يطعم 60 مسكينا.
    9- إذا كرهها فليصبر فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا.
    10- وإذا طلقها فعليه أن لا ينسى فضلها.
    11- وإذا افترقا لا يحرمها أولادها وعليه نفقتهم
    12- مالها حرة فيه إن تصدقت عليه فلها أجران وإن منعته فلا يحق له السطو عليه.
    13- أي إعتداء عليها يعاقب عليه بمثل ما اعتدى عليها.
    وهو مسؤول عنها في طعامها ومشربها ومسكنها وملبسها ضمن قدراته المالية .
    14- قوامته عليها تكليف وطاعتها له جهاد في سبيل الله.
    15- إن أمرها بالمعروف أطاعته وإن أمرها بغيره فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
    16- و لأجلها خاض النبي حربا ضد بني قينقاع.
    17- و للدفاع عنها كان الموت شهادة في سبيل الله.
    18- و لأجلها حرك المعتصم جيشه الى عمورية.
    19- و لسمعتها وضع الله حد القذف ثمانين جلدة.
    ذلك هو
    حق_المرأة_فى_الإسلام


  22. الشيخ الشعراوى

    تفسير  الآيتين57-58سورة الاحزاب

    {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا (57)}

    الإيذاء: إيقاع الألم من المؤذي للمؤذَي، سواء أكان الإيذاء بالقول أم بالفعل، والإيذاء بهذا المعنى أمر لا يتناسب مع الحق سبحانه وتعالى. إذن ما معنى: يؤذون الله؟
    قالوا: الله تعالى لا يُؤذَي بالفعل؛ لأنهم لا يستطيعون ذلك، فهو أمر غير ممكن، أما القول فممكن، والإيذاء هنا يكون بمعنى إغضاب الله تعالى بالقول الذي لا يليق به سبحانه، كقولهم: {إِنَّ الله فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَآءُ...} [آل عمران: 181] وبعضهم أنكر وجود الله.
    وقولهم: {يَدُ الله مَغْلُولَةٌ...} [المائدة: 64].
    وقولهم: {عُزَيْرٌ ابن الله...} [التوبة: 30].
    وبعضهم يسُبُّ الدهر، والله يقول في الحديث القدسي: (يؤذيني عبدي، وما كان له أنْ يؤذيني، يسبُّ الدهر، وأنا الدهر، بيدي الأمر، أُقلِّبُ الليل والنهار).
    وهل الزمن له ذَنْب في الأحداث التي تؤلمك؟ الزمن مجرد ظرف للحدث، أما الفاعل فهو الله عز وجل، إذن: لا تسبُّوا الدهر، فالدهر هو الله، وهم أنفسهم قالوا: {مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدنيا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَآ إِلاَّ الدهر...} [الجاثية: 24].

    كل هذا إيذاء بالقول، لكن ينبغي أنْ ننظر فيه: أهو كذب وبهتان؟ أم قول صادق يقوم عليه دليل؟ وقد يُؤذيك شخص بكلمة، لكنك لا تُؤذَي منها، وفي هذه الحالة يأخذ هو إثمها، وتسْلَم أنت من شرها وتسلم من ألمها.. فهذه الأقوال منهم في الواقع فيها إيذاء، لكن ليس لله تعالى، إنما إيذاء لهم، كيف؟
    الحق سبحانه وتعالى حينما استخلف الإنسان في الأرض خلق له الكون قبل أنْ يخلقه فطرأ الإنسان على كون مُعَدٍّ لاستقباله، فيه مُقوِّمات بقاء الحياة، ومُقوِّمات بقاء النوع، ثم أعدَّ له أيضاً قانون صيانته، بحيث إنْ أصابه عطب استطاع أنْ يصلحه، هذا القانون هو منهجه سبحانه المحفوظ في كتابه، واقرأ قول الحق سبحانه: {الرحمن عَلَّمَ القرآن خَلَقَ الإنسان عَلَّمَهُ البيان} [الرحمن: 1-4].
    فقانون الصيانة في القرآن موجود قبل أنْ يخلق الإنسانَ؛ لأن الإنسان خَلْق الله وصَنْعته خلقه الله في أحسن تقويم، وعلى أحسن هيئة، ويريد له أنْ يظل هكذا سويَّ التكوين في كل شيء، فإذا ما خرج هذا الخليفة المخلوق لله على قانون صيانته، فإنه ولا شكَّ لابد أنْ يغضب الله، لأن الله يريد أنْ تظلَّ صنعته جميلة، كما أبدعها سبحانه.

    إذن: فالذين أنكروا وجود الله، أو الذين أشركوا به، والذين قالوا: (إن الله فقير ونحن أغنياء) أو قالوا: الملائكة بنات الله.. إلخ هذه الأقوال التي ترتب عليها غضب الحق سبحانه؛ لأنه خليفته في الأرض لم يُؤَدِّ المطلوب منه على حَسْب منهج الله.
    ونقول لهؤلاء: إياكم أنْ تظنوا أنكم بكفركم خرجتم من قبضة الحق سبحانه، بل أنتم في قبضته، وتحت مشيئته، ولو شاء سبحانه لقهركم على طاعته، أو خلقكم على هيئة الصلاح لا تأتي منكم المعصية كما خلق الملائكة، إنما جعلكم مختارين فيما كلفكم به، مَنْ شاء آمن، ومَنْ شاء كفر، ليعلم مَنْ يقبل عليه بحب لا بقهر.
    والدليل على ذلك أنكم مخلوقون، على هيئتين. هيئة لكم فيها اختيار وهي التكاليف، وهيئة مقبوضين في قبضة الحق سبحانه وهي القضاء، فما دمتم تعودتم التمرد على التكاليف، فلماذا لا تتمرَّدُون على أقدار الله فيكم، كالمرض والموت مثلاً؟
    ومع ذلك ما دُمْتَ قد اخترْتَ الكفر وأنا رَب، ومطلوب مني أنْ أعينك على ما تحب، فسوف أختم على قلبك، بحيث لا يدخله الإيمان، ولا يخرج منه الكفر الذي تحبه. إذن: أنا جئت على مرادك مما يدل على أن كفرك بي لا يضرني ولا يؤذيني.
    وقد ورد في الحديث القدسي:(يا عبادي، إنكم لن تبلغوا نفعي فتنفعوني، ولن تبلغوا ضُرِّي فتضروني).

    وإنْ كانت لكم منطقة اختيار في الدنيا هي أمور التكاليف، فسيأتي يوم القيامة، ويمتنع الاختيار كله، فلا اختيارَ لأحد في شيء يوم يقول الحق سبحانه: {لِّمَنِ الملك اليوم...} [غافر: 16] فلا يجيب أحد، لا مالك ولا مملوك، فيجيب الحق سبحانه على ذاته: {لِلَّهِ الواحد القهار} [غافر: 16].
    هذا في معنى إيذاء الله تعالى، أما الإيذاء في حقِّ سيدنا رسول الله، فرسول الله بشر، يمكن أنْ يصيبه الإيذاء بالفعل والإيذاء بالقول، فكما قالوا: إن الله فقير ونحن أغنياء قالوا عن رسول الله: كاهن وساحر ومجنون وشاعر، ثم تعدَّى الإيذاء إلى الفعل الذي أصاب رسول الله وآلمه بالفعل.

    ألم يُرْمَ بالحجارة حتى دَمِيتْ قدماه في الطائف؟ ألم يضعوا على ظهره الشريف سَلاَ البعير في مكة- أي سَقَط البعير- ألم تكسَر رباعيته يوم أحد ويُشَجُّ ويسيل دمه صلى الله عليه وسلم؟
    فرسول الله ناله مع ربه- عز وجل- إيذاء بالقول، ثم ناله إيذاء آخر بالفعل، إيذاء بشرى فيه إيلام، وقمة الإيذاء بالفعل ما يتعرَّض لأمر محارمه وأزواجه صلى الله عليه وسلم.

    لذلك قال تعالى: {وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تؤْذُواْ رَسُولَ الله...} [الأحزاب: 53] أي: بمخالفة ما جاء به، أو بأنْ تتهموه بما ليس فيه، أو تتعرَّضوا له بإيلام حسي، ثم لم يخص من ألوان الإيذاء إلا مسألة الأزواج، فقال: {وَلاَ أَن تنكحوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً...} [الأحزاب: 53] وذكر هذه المسألة بالذات صراحةً مراعاة لطبيعة النفس البشرية، فقد قلنا: إن الرجل يمكن أن يتجمل على أصحابه أو أحبابه بأغلى ما يملك، لكنه أبداً لا يقبل أن ينظر أحد إلى زوجته، يحميها ويغَارُ عليها من مجرد النظر.

    لذلك فإن سيدنا حذيفة، وكان يحب امرأته، فقال لها: ألاَ تحبين أن تكوني معي في الجنة؟ فقالت: بلى، فقال لها: إذن إذا متُّ فلا تتزوجي بعدي- فهو يغار عليها حتى بعد موته- لأني سمعت رسول الله يقول: «المرأة لآخر أزواجها».
    لكن هذا الحديث وُوجه بحديث آخر: لما سُئِل رسول الله: أيُّ نساء الرجل تكون معه في الجنة؟ فقال: (أحسنهن خلُقاً معه).
    وقد رأى البعض تعارضاً بين هذين الحديثين، والواقع أنه ليس بينهما تعارض، لأن الآخرية هنا لا يُراد بها آخرية الزمن، إنما آخرية الانتقال، كما لو تمتعت برحلة جميلة مع أحد الأصدقاء منذ عشرين سنة، فلما ذكَّرته بها قال: كانت آخر متعة، مع أنك تمتعت بعدها برحلات أخرى.
    فالمعنى: تكون لآخر أزواجها في المتعة، وإن كان مُتقدِّماً بحُسْن الخلق، إذن: فالمعنيان متفقان، لا تعارض بينهما.
    ومسألة غَيْرة الرجل على المرأة لها جذور في تاريخنا وأدبنا العربي، ومن ذلك قول الشاعر:
    أَهِيمُ بِدَعْدٍ مَا حيَيتُ فإن أَمُتْ ** فوَا أسَفَي مَنْ ذَا يهيمُ بهَا بَعْدي

    فهو مشغول بها حتى بعد أنْ يموت، لكن يُؤْخذ عليه أنه شغل بمن يحل محله في هيامه بمحبوبته؛ لذلك كان أبلغ منه قَوْل الآخر:
    أَهِيمُ بدَعْدٍ مَا حَييتُ فإن أَمُتْ ** فَلاَ صَلُحَتْ دَعْدٌ لذِي خُلَّةٍ بَعْدي

    إذن: فهذه الغيرة مراتب ودرجات.

    ويُحدِّثنا التاريخ أن أحد الخلفاء العباسيين- أظنه الهادي- كان يحب جارية اسمها غادر، ولشدة حبه لها قالوا إنه تزوجها، وفي خلوة من خلوات الهيام والعِشْق قال لها: عاهديني- لأن صحته لم تكُنْ على ما يرام- إذا أنا مِتُّ أن لا تتزوجي بعدي، وفعلاً أعطتْه هذا العهد، فلما مات الهادي لم تلبث أن نسيَتْ غادر عشقها للهادي، ونسيتْ حُزْنها عليه- وهذا من رحمة الله بنا أن كل شيء يبدأ صغيراً ثم يكبر إلا المصائب، فإنها تبدأ كبيرة ثم تصغر.
    بعدها تزوجت غادر من أخي الهادي، وفي يوم من الأيام استيقظت فَزِعة صارخة، حتى اجتمع عليها مَنْ في القصر، وسألوها: ماذا بك؟ قالت: جاءني الهادي في المنام، وقال لي:
    خَالَفْتِ عَهْدِي بَعْدَمَا ** جَاوَرْتُ سُكَّانَ المقَابرْ

    ونكحْتِ غادرةً أخِي ** صَدَق الذِي سَمَّاكِ غَأدِرْ

    لا يَهْنك الإلْفُ الجديدُ ** ولا عَدتْ عَنْك الدَّوائرْ

    وَلَحقتِ بي مُنْذُ الصَّباح ** وصِرْتِ حَيْثُ ذهَبْتُ صائِر

    وما كادت تنتهي من قولها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، وماتت لذلك، فالحق سبحانه يراعي هذه الغرائز الإنسانية وهذه الطبيعة، أَلا ترى أن عِدَّة المتوفَّي عنها زوجُها كانت سَنةً كاملة، كما في قوله تعالى: {والذين يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيَّةً لأَزْوَاجِهِمْ مَّتَاعاً إِلَى الحول غَيْرَ إِخْرَاجٍ...} [البقرة: 240].
    ثم جُعلَتْ عِدَّة المتوفي عنها زوجها أربعة أشهر وعشرة أيام احتراماً لهذه الغريزة في المرأة.

    ثم يُبيّن الحق سبحانه الجزاء العادل لمن يؤذي الله ويؤذي رسول الله، فيقول سبحانه: {لَعَنَهُمُ الله...} [الأحزاب: 57] أي: طردهم من رحمته {فِي الدنيا والآخرة وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً} [الأحزاب: 57].
    ثم يعطينا الحق سبحانه إشارةً إلى أن هذا الجزاء العادل الذي أعدَّه لمن يؤذي الله ورسوله ليس تعصُّباً لله، ولا تعصباً لرسول الله، بدليل أن الذي يؤذي مؤمناً أو مؤمنة لابد أن يُجازَي عن هذا الإيذاء، فسوَّى المؤمن والمؤمنة في إرادة الإيذاء بإيذاء الله، وبإيذاء رسول الله، فقال سبحانه:

    {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا (58)}
    لما تكلم الحق سبحانه عن إيذاء المؤمنين والمؤمنات خَصَّ هذا الإيذاء بقوله {بِغَيْرِ مَا اكتسبوا...} [الأحزاب: 58] لأن هناك إيذاءً مشروعاً أوجبه الله للذين يخرجون على حدوده، فحَدُّ الزنا والقذف وشرب الخمر.. إلخ كلها فيها إيذاء للمؤمن وللمؤمنة، لكنه إيذاء مشروع لا يُعاقب مَنْ قام به، كما في إيذاء الله ورسوله.
    لذلك يقول تعالى في اللذين يأتيان الفاحشة: {واللذان يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ فَآذُوهُمَا...} [النساء: 16].

    والحق سبحانه حين شرع هذه الحدود وهذا الإيذاء، إنما شرعه ليكون عقوبةً لمن يتعدَّى حدود الله، وتطهيراً له من ذنبه، ثم لتكون رادعاً للآخرين، فسيدنا عمر رضي الله عنه لما قرأ هذه الآية: {والذين يُؤْذُونَ المؤمنين والمؤمنات...} [الأحزاب: 58] بكي فقال له جليسه: ما يُبكيك يا أمير المؤمنين؟ قال: لأنني آذيتُ المؤمنين والمؤمنات، قال: يا أمير المؤمنين إنك تؤذي لتُعلِّم ولتُقوِّم والله تعالى أمرنا أن نرجم، وأن نقطع، فضحك عمر وسُرَّ.
    بل أكثر من هذا يأمرنا الحق سبحانه في الحدود: {وَلاَ تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ الله...} [النور: 2].
    لأن الرأفة في حدود الله رحمة حمقاء، ولسنا أرحم بالخَلْق من الخالق سبحانه، والله تعالى حين يُضخِّم العقوبة ويؤكد عليها، إنما يريد ألاَّ يجتريء على حدوده، وألاَّ نُعرِّض أنفسنا لهذه العقوبات، ولك أنْ تسأل حين تقرأ قوله تعالى: {وَلَكُمْ فِي القصاص حَيَاةٌ...} [البقرة: 179].
    كيف تكون الحياة في القتل؟ نعم، في القصاص حياة؛ لأنك حين تعلم أنك إنْ قتلتَ تُقتَل، فلن تُقدم أبداً على القتل، وبذلك حَمَى الله القاتل والمقتول، وهل يُعَدُّ هذا إيذاءً؟
    ومعنى {بِغَيْرِ مَا اكتسبوا...} [الأحزاب: 58] أي: بغير جريمة تستحق الإيذاء، وكلمة {اكتسبوا...} [الأحزاب: 58] قلنا: هناك فَرْق بين: فعل وافتعل، فعل أي الفعل الطبيعي الذي ليس فيه مبالغة ولا تكلُّف، أما افتعل ففِعْل فيه تكلُّف ومبالغة، كذلك كسب واكتسب، كسب: أنْ تأخذ في الشيء فوق ما أعطيت، كما لو اشتريت بخمسة وبِعْتَ بسبعة مثلاً فهذا كسْب، أما اكتسب ففيها زيادة وافتعال.
    لذلك تجد في العُرْف اللغوي العام أن كسب تأتي في الخير واكتسب تأتي في الشر، مثل قوله تعالى: {لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكتسبت...} [البقرة: 286] لها ما كسبتْ تفيد الملكية، وعليها تفيد الدَّيْن.
    ذلك لأن الأمر الحلال يأتي طبيعياً تلقائياً، أما الحرام فيحتاج إلى محاولة وافتعال واحتياط، فحين تنظر مثلاً إلى زوجتك تكون طبيعياً لا تتكلف شيئاً، أما حين تنظر إلى امرأة جميلة في الشارع، فإنك تتلصص لذلك وتسرق النظرات، خشية أن يطلع أحد على فِعْلتِك، هذا هو الفرق بين الحلال والحرام.

    وفي آية واحدة في كتاب الله جاء الفعل كسب في الشر، وذلك في قوله تعالى: {بلى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خطيائته فأولئك أَصْحَابُ النار...} [البقرة: 81].
    فلماذا؟ قالوا: لأن الآية فيمَنْ تعوَّد السيئات، وأحاطت به الخطايا حتى أصبحت عادة، وسَهُلَتْ عليه حتى صارت عنده كالحلال، يفعله بلا تكلُّف، بل ويجاهر به ويتباهى، هذا هو المجَاهر الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل أمتي مُعَافَى إلا المجَاهرين» وفيه: «ستر الله عليه وأصبح يفضح نفسه».
    وهذا الذي يُسَرُّ بالمعصية ويتباهى بها بلغ به الاحتراف أنه يستطيع أنْ يستر حركات انفعاله في الحرام، كأنها الحلال بعينه؛ لذلك جاء الفعل كسب هنا، وكأن السيئة أصبحت مَلكةً.
    أذكر بمناسبة التكلُّف والافتعال في الحرام رجلاً من بلدتنا اسمه الشيخ مصطفى، ذهب إلى السوق لشراء بقرة، وأخذ النقود في جيبه، ومن حرصه وضع يده على جيبه خوفاً من اللصوص، فلما رأوه في السوق يمسك جيبه بيده عرفوا أنه ضالتهم، فكيف احتالوا ليسرقوه؟ لطخ أحدهم كتفه بروَث البهائم، ثم احتكَّ بالشيخ مصطفى، حتى اتسخت ملابسه فغضب، وأخذ ينظف ملابسه من الروث، ونسي مسألة النقود التي في جيبه فسرقوه.
    وكما يأتي الحرام بافتعال، كذلك يكون العقاب فيه أيضاً افتعال ومبالغة تناسب افتعال الفعل؛ لذلك يقول سبحانه في عقاب الذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا: {فَقَدِ احتملوا...} [الأحزاب: 58] ولم يَقُلْ حملوا، وفَرْق بين حمل واحتمل، حمل تُقال لما في طاقتك حَمْله، إنما احتمل يعني فوق الطاقة، وإنْ حملْته تحمله بمشقة، فالجزاء هنا من جنس العمل، فكما تفاعلْتَ وتكلَّفْتَ في المعصية كذلك يكون الجزاء عليها.
    {فَقَدِ احتملوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً} [الأحزاب: 58] البهتان: أن تقول في غيرك ما ليس فيه، فالبهتان كذب، أمَّا الإثم: فأنْ ترتكب ذنباً في حقه بأن تؤذيه بصفة هي فيه بالفعل، لكنه يكره أنْ تصفِه بها، كما تقول للأعمى مثلاً: يا أعمى.

    لذلك ورد في الحديث لما سُئل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيتَ إنْ كان في أخي ما أقول؟ قال: (إنْ كان فيه ما تقول فقد اغتبْتَهُ، وإنْ لم يكن فيه ما تقول فقد بَهته) أي: كذبْتَ وافتريْتَ عليه.
    ووصف الحق سبحانه الإثم هنا بأنه مبين {وَإِثْماً مُّبِيناً} [الأحزاب: 58] يعني: جَليٌّ واضح؛ لأن الوضوح في الإثم إما أن يكون بأنْ تُقِر أنت به وتعترف بذنبك، وإما أنْ يكون بالبينة، فلو سألناك: أنت قلت لهذا الرجل يا أعمى، أتحب أنْ تُوصَف أنت بصفة تكرهها؟ لابد أنْ تقول: لا أحب. إذن: فالإثم هنا واضح، ويكفي إقرارك به.
    وينبغي أن تعامل الناس كما تحب أن يعاملوك كما علَّمَنَا سيدنا رسول الله، فكما أنه لا يُرضيك أنْ يسرق الناس منك، كذلك أنت لا تسرق منهم، وكما يُؤذيك الإثمُ كذلك يؤذيهم.

    نداء الايمان

    ا


  23. _دى جوزها بيفسحها كل يوم في مكان ( أمها متوفية تبدلي معاها ،، دي تبيع الدنيا وما فيها وتشوف أمها لحظة ) 

    _ دى جوزها مدلعها لبس و فلوس اادددد كدة ( طيب هو مغترب و مبتشوفهوش غير كل سنتين شهر واحد و باقى السنة قاعدة فى البيت لوحدها تعبت ، زعلت ،، اكتئبت محدش بيحس بيها ) 

    _معاهم فلوس مش عارفين يودوها فين ( عندهم أمراض متتعالجش بالفلوس تاخد مليون وتديلهم صحتك )

    _بنتها مدملكة ( بتتعالج بالكورتيزون )

    _دول بيضحكوا وسعداء وكل يوم مع ناس شكل ومش شايلين هم (أبوهم سندهم راح وبيحاولو يلهوا نفسهم بدل ميغرقوا فالحزن )

    _دي بتشتغل وناجحة وبيتها بيلمع من النضافة ( آخر اليوم بتنام وحيدة وتتمنى ربنا يرزقها بذرية يملوا عليها البيت ) 

    ياريت قبل منشوف نعمة عند غيرنا ونتمناها نفكر الأول هتدفع قدامها نعمة ايه متوفرة عندك ،، لان مفيش حد بياخد كل حاجة ،، دي دنيا و
    الحسد فيها سوء ادب و سوء ظن بالله 
    نشكر ربنا علي النعم اللي عندنا و نفرح لغيرنا لان رزقهم مش مبني علي رزقك و لا خد منه حاجة ، الناس بتلهى نفسها بشوية صور و جوة كل بيت بلاوى محدش عارف بيها إلا ربنا 

    ربنا سبحانة و تعالى قال ( لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم ) 
    أشكروا ربنا على حياتكم علشان يزيدها و يبارك فيها ❤🤲🏻

    منقولة

    ...............

    تنبيهات لمن يكثر النظر في نعم الآخرين

    يكثر عند بعض الناس التحدث بإعجاب عن نعم الغير، ولا يتحدث عن نعم الله عليه مع أن الله قال: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}، وفي هذا المسلك مخالفة للشرع من عدة وجوه هي

    الوجه الأول: في الحديث عن نعم الغير معصية لله في قوله تعالى: {لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ} [الحجر: 88]، ومعصية لله تعالى في قوله: {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى} [طه: 131]؛ أي: لا تمد عينيك معجباً، ولا تكرر النظر مستحسناً أحوال الدنيا والممَتَّعين بها؛ من المآكل والمشارب اللذيذة، والملابس الفاخرة، والبيوت المزخرفة، والنساء الـمُجَمَّلة؛ فإن ذلك كله زهرة الحياة الدنيا؛ التي تُطْلِعُها الدنيا كما يُطْلِع النباتُ زهرتَه لامعةً جذابةً.

      الوجه الثاني: في النظر للنعم مخالفة لقول الله -تعالى-: {وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} [النساء: 32].  

      الوجه الثالث: أن في ذلك مخالفة لحديث أبي هريرة أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «انْظُروا إلى مَن هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى مَن هو فوقَكم؛ فهو أجدرُ ألاَّ تزدروا نعمةَ الله عليكم»؛ رواه مسلم.  

    الوجه الرابع: أن في تكرار ذلك فتح لباب العين، والحسد بالعين حقيقة واقعة؛ ففي الحديث: « «العين حقٌّ، ولو كان شيءٌ سابَقَ القَدَر، لسبقَتْه العين» »؛ رواه مسلم. ويقوله -تعالى-: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا} [النساء: 54]، ويقوله -تعالى-: {وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} [الفلق: 5]. وقد اُبتلي يوسف بحسد إخوته له؛ حيث قالوا: {إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} [يوسف: 8]. فحسدوه على تفضيل الأب له؛ ولهذا قال يعقوب ليوسف: {قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ} [يوسف: 5]. ولن يذهب الحسد من الناس إلا في نهاية الزمان، فقد صح عن أبي هريرة  رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والله لينْزِلَنَّ ابنُ مريمَ حَكمًا عادلاً، فليكْسِرَنَّ الصليب، وليَقْتُلَنَّ الخنزير، وليَضَعَنَّ الجزية، ولتُتْرَكَنَّ القِلاص - جمع قَلُوص: وهي الشابة من الإبل - فلا يسعى عليها، ولتذهبنَّ الشحناءُ والتباغُض والتحاسد، وليَدْعُوَنَّ إلى المال، فلا يَقبله أحد»  (رواه مسلم).


    الوجه الخامس: أن ذكر النعم دون دعاء بالبركة قد يسبب مرض الممدوح، فقد قال مالك، عن ابن شهاب، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، قال: رأى عامر بن ربيعة سهل بن حنيف يغتسل، فقال: والله ما رأيت كاليوم، ولا جِلْدَ مُخبَّأة! قال: فلُبِطَ سهلٌ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم عامرًا، فتغيظ عليه، وقال: "علام يقتل أحدكم أخاه؟! ألا بَرَّكْتَ عليه؟ اغتسِلْ له"، فَغَسَل له عامر وجهه، ويديه، ومرفقيه، وركبتيه، وأطراف رجليه، وداخلة إزاره في قدح، ثم صُبّ عليه، فراح مع الناس. (الموطأ) (938، 939)، وأحمد (3 /486)، والنسائي في (الكبرى) (4/ 380، 381)، وابن ماجه (3509).  

    الوجه السادس: أن ذكر نعم الغير يفتح باب حسد الجن، فقد قال ابن القيم رحمه الله: والعين عينان: عين إنسية، وعين جنية، فقد صح عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في بيتها جارية في وجهها سفعة. فقال: «استرقوا لها؛ فإن بها النظرة» قال الحسين بن مسعود الفراء: "وقوله سفعة" أي: نظرة - يعني: من الجن - يقول: بها عين أصابتها من نظر الجن، أنفذ من أسنة الرماح. أسأل الله أن يبعد عنا الحسد والحساد، وأن يوفق الجميع للاهتداء بهدي الشرع. والله أعلم. _____________________________________

    _ د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر

    طريق الاسلام


     

     


  24.  

    من حسرات أهل النار أنهم يقولون:
    "وكُنَّا نَخوضُ مع الخَائِضين" !!
    وَيحَك؛ اصمُت !!
    وتذكر دائما {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}

      ( وكنانخوض مع الخائضين)تقليد اﻵخرين في الباطل ومسايرة السفهاءوالبطالين والسهر على القيل والقال وإشاعة اﻷخباردون تثبت هلاك وبوار 

      حين يهيم من حولك في كلّ واد يغتابون كن أنت الأطهر لا تأكل معهم لحمَ إخوانك وتذكر ﴿وكنّا نخوضُ مع الخائضين﴾ 

    فحطب كل فتنة: الخائضون بغير نور وبرهان من الحق، بهم تُوقد ويشبُّ ضرامها؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى ما يظنُّ أن تبلُغ ما بلغَت؛ فيكتب الله عليه بها سخطه إلى يوم القيامة)).

    ويقول قتادة رحمه الله:
    "ذُكِرَ لنا أن عذاب القبر ثلاثة أثلاث: ثلث من الغِيبة، وثلث من البول، وثلث من النميمة"؛ (الإحياء: 3 /191).
    وقد أخرج الإمام أحمد وابن ماجه من حديث أبي بكرة رضي الله عنه قال: بينما أنا أماشي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو آخذ بيدي، ورجل عن يساره، فإذا نحن بقبرين أمامنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنهما لَيُعذَّبانِ، وما يعذبان، في كبير وبلى فأيكم يأتيني بجريدة؟))، فاستبقنا فسبقته، فأتيته بجريدة، فكسرها بنصفين، فألقى على ذا القبر قطعة، وعلى ذا القبر قطعة، قال: ((إنه يهون عليهما ما كانتا رطبتين، وما يُعذَّبان إلا في الغِيبة والبول)).

    العمر قصير، والساعات طائرة، فالزم باب الصمت إلا عن قول حق ينفع؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((مَن كان يُؤمن بالله واليوم الآخرفليقل خيرًا أو ليَصمُت))، وكن إلى أن تسمع أحرصَ منك إلى أن تتكلَّم، ولا تتكلم في شيء لا يعنيك.


  25. تأملوا معي ميزان علام الغيوب القادر القدير المقتدر:
    *(فمن أبصر فلنفسه)* 104 سورة الأنعام
    *(من عمل صالحًا فلنفسه)* 15 سورة الجاثية
    *(ومن شكر فإنما يشكر لنفسه)* 12 سورة لقمان
    *(ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه)* 18 سورة فاطر
    *(ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه)* 6 سورة العنكبوت
    *(فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه)* 92 سورة النمل
    *(ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه)* 38 سورة محمد
    *(فمن نكث فإنما ينكث على نفسه)* 10 سورة الفتح
    *(ومن يكسب إثما فإنما يكسبه على نفسه)* 111 سورة النساء
    ‏توضح لنا  الآيات السابقة:
    على  المسؤولية الفردية وتحمل نتائجها في أوضح صورة وأقوى عبارة في تأكيدها"
    *فنجاتك يوم القيامة مشروع شخصي*
    لن تُعذر بتقصير الناس .. وانحراف المشاهير والمغمورين وخذلان الأقربين والأبعدين دنياك اختبار لك وحدك
    فاعمل لنفسك واجتهد لنجاتها .. والفوز بالجنة


    *من قوانين محكمة يوم القيامة*
    تعرَّف على محكمة الآخرة قبل أن تقف فيها:
    *1- الملفات غير سرية*
    ﷽ ﴿ونُخرِجُ لَهُ يَوْمَ القِيامَةِ كِتابا يَلقاهُ مَنْشُورًا﴾ ...
    *2- الحضور تحت حراسه مشدده*
    ﷽ ﴿وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ﴾...
    *3-الظلم مستحيل*
    ﷽ ﴿وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ﴾.. ...
    *4- ليس هناك محامٍ يدافع عنك*
    ﷽ ﴿اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا﴾…
    *5- الرشوة والواسطة مستحيلة*
    ﷽ ﴿يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ﴾...
    *6- لا يوجد تشابه أسماء*
    ﷽ ﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا﴾...
    *7- استلام النطق بالحكم باليد*
    ﷽ ﴿فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ﴾...
    *8- لا يوجد حكم غيابي*
    ﷽ ﴿وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ﴾...
    *9- لا يوجد نقضٌ أو استئناف*
    ﷽ ﴿مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ﴾...
    *10-لا يوجد شهود زور*
    ﷽ ﴿يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}...
    *11-لا توجد ملفات منسيه*
    ﷽ {أحْصَاهُ الله ونسُوهُۚ}…
    *12- ميزان دقيق للأعمال*
    ﷽ {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَىٰ بِنَا حَاسبين}…


    "ربنا آتنا فى الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار

     

    منقوله

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×