إنَّ هذه الدنيا دار التواء لا دارُ استواء, ومنزلُ ترحٍ لا منزلُ فرح, فمن عرفها لم يفرح لرخاء ولم يحزن لشقاء, قد جعلها اللهُ دارَ بلوى وجعلَ الآخرة دارَ عُقبى, فجعلَ بلاءَ الدنيا لعطاء الآخرة سبباً, وجعلَ عطاء الآخرة من بلوى الدنيا عِوضاً, فيأخذ ليُعطي ويبتلي ليُجزي.