اذهبي الى المحتوى
(نشوى)

۝ القَضَاء و القَدَر ۝

المشاركات التي تم ترشيحها

 

القضاء والقدر

 

هو أصل عظيم من أصول الاسلام ... وخلق ضل فى فهمه العديد ... وبعض من ضل كان ممن بلغ فى العلم شأناً كبيرا ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم ... فأحببت يا غاليات أن نستوضح الأمر سويّا عسى أن نكون من المهتدين.

 

1257ae7.gif

 

نقول فى البداية وبالله التوفيق أنه يجب على كل مسلم أن يؤمن بعقيدة القضاء والقدر ايمانا راسخًا لا يقبل الشك ، بل لا يصح اسلام امرئ ولا يقبل ايمانه الا بيقينه الجازم بالقضاء والقدر ، لان عقيدة القضاء والقدر ركيزة من ركائز الايمان الست.

 

1257ae7.gif

 

ونجد العديد من الآيات والأحاديث عن القضاء والقدر فى قرآننا الكريم وفى كتب الحديث الشريفة ... نذكر منها

﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ القمر 49

﴿ .... وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا الاحزاب 38

﴿ مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ التغابن 11

﴿ .....وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ يس 12

 

" المؤمن القوى خير وأحب الى الله من المؤمن الضعيف ، وفى كل خير .. احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز ، وان أصابك شئ فلا تقل لو أنى فعلت كذا لكان كذا و كذا ولكن قل قدّر الله وما شاء فعل ، فان لو تفتح عمل الشيطان " مسلم وابن ماجة

وعن ابن عباس رضى الله عنهما قال ، قال النبى صلى الله عليه وسلم " ... واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك " أحمد والترمذى وحسنه

وقال الحبيب صلى الله عليه وسلم "ان أول ما خلق الله تعالى القلم ، ثم قال اكتب فجرى فى تلك الساعة بما هو كائن الى يوم القيامة " أبو داود والترمذى وأحمد

 

1257ae7.gif

 

وفى تعريف القضاء والقدر قال البعض أن :

القضاء : ايجاد الله تعالى الأشياء حسب علمه وارادته

القدر : علم الله تعالى بما تكون عليه المخلوقات فى المستقبل

وقد عكس البعض وجعل تعريف القضاء السابق للقدر وتعريف القدر للقضاء ... والأمر محتمل

وقال البعض : ان الكلمتان مترادفتان ، وبينهما عموم وخصوص ، فاذا ذكر أحدهما دخل فيه الآخر ضمنا ويكون بمعناه ... واذا اجتمعتا فى نص واحد يصبح القضاء هو علم الله تعالى الأزلى السابق والقدر وقت تحققه ووقوعه مثلاً ... والله أعلم

 

1257ae7.gif

 

وللقضاء والقدر نوعان :

  • القدر المُسلّم به أو المُبرم
    وهو المرتبط بخلق الكون والنظام الذى ربط به والسنن الحاكمة له وما فى ذلك من دقة واحكام مما يثير العجب ويكون ذلك فى الكون كله عُلويه وسُفليه وسواءا كان فى الانسان أو الحيوان أو النبات أو الجماد أو كان فى الشمس أو القمر أو النجوم وسائر الكواكب على مر هذه الحياة الطويلة والآفاق الواسعة .. انما هو مربوط بسنن لا تتبدل وبنظام لا يتغير تسير الى غايات محددة لها ، وسر كل ذلك هو القدر الالهىّ والتقدير الأزلى والعلم الشمولى الذى هو القضاء والقدر ﴿ وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَن لَّسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ الحجر 19-21
    ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ القمر 49
    ومثل هذا النوع من القدر ماكان من خلق العالم وما فيه من سنن وأحداث كالحياة والموت والقحط والجدب وكون الانسان يولد جميلاً أو دميماً أو طويلا أو قصيرا وفى زمن دون غيره من الأزمنه وفى بلد دون غيره من البلاد وكـــــــــذا تحديد رزقه وأجله.
    وهذا النوع من القدر سلّم به العقلاء وآمن به كل مؤمن بالله تعالى ولم ينكره أحد .... والرضى به والتسليم لله تعالى فيه واجب على كل مسلم لانه كان على وفق ارادة الله تعالى وواقع على اساس تدبيره لملكه وخلقه.
  • القدر المُختلف عليه أو المُعلّق
    وهو القدر المتعلق بأفعال العباد حسنها وسيئها والمرتبط بقضية الايمان والكفر والطاعة والمعصية والثواب والعقاب وهذا النوع هو الذى اختلف فيه النّاس اختلافا خرج ببعضهم من الاسلام وهو الذى أثيرت حوله الشبهات وأول ماظهر فيه من الكلام كان فى أواخر ايام الصحابة رضوان الله عليهم .. ولكنه كان أقوالاً فردية لا يلبث الصحابة أن يخمدوا نار فتنتها .... ويعد أول فتنة هاجت بشأنه فى عهد هشام بن عبد الملك وكان مثيرها غيــــــــــــــلان الدمشقى والذى قتله هشام لزندقته.

1257ae7.gif

 

ولنرى حبيباتى كيف اختلف الناس فى القضاء والقدر وما قول كل فرقة وماهو الصواب فى هذا .... نلتقى مرة أخرى ان شاء الله .... فالموضوع يستحق الكلام عنه بالتفصيل ويكون ذلك بعرض مختلف الأقاويل ومن ثَمّ الوقوف على شفاء القلب العليل .... فالى غدٍ آت باذن الله

أستودعُكُنّ الله .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بارك الله فيك

الموضوع أعجبني

وسبحان الله كنت من يومين فقط أفكر في معاني الكلمات

جعله الله في ميزان حسناتك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

بارك الله فيكِ يا غالية

طرح قيم

 

في انتظار التكملة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

الغاليات

 

مسك الريحان

 

yasmen1

 

أم سهيلة

 

سعدت بمروركنّ ... نفعنا الله واياكنّ بكل مانقرأ ونعلم .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

نكمل ان شاء الله غالياتى

 

اليوم باذن الله تعالى نتكلم ياغاليات عن مختلف اقوال الفرق التى ضلت فى فهم القضاء والقدر ... ولا يخفى عليكن ما فى ذلك من أهمية ... حيث أن البعض منّا قد يفكر أحياناً بمثل ما فكروا به .... وهم كانوا بشرا منهم من أصاب ومنهم من أخطأ ... وعندما نعرف مواضع الصواب ومواطن الخطأ يكون ذلك أعون لنا على الاهتداء الى سبيل الحق والنجاة باذن الله تعالى.

 

1257ae7.gif

  • القدرية
    أول من تكلموا فى القضاء والقدر وأولهم غيـلان الدمشقى اخذه عن سنسويه النصرانى ... وهم قد نفوا القدر المتعلق بأفعال العباد وقالوا : أنها لم تقض أزلا ولم تكتب فى اللوح الحفوظ الذى كتب الله به كل شئ وزعموا أن الله لم يعلمها قبل وجودها وقالوا قولتهم المشهورة ( لا قدر والأمر أنف) أى نفوا القدر المتعلق بأفعال العباد ... والأمر أنف أى مستأنف لم يعلمه الله قبل وقوعه.
     
    ومما زعموه أن العبد يخلق أفعاه بنفسه وأن الله تعالى لا دخل له فى ذلك ولا يعلمها قبلا ... وقالوا كيف يفعل الله القبيح من ابتلاءات وغيرها وهو ينهى عنه أى القبيح ويحرمه ، وأضافوا لذلك شبهة أخرى وهى قولهم ( كيف يخلق الله تعالى أفعال العباد ثم يعاقبهم عليها) ... واصبحوا بهذا يعرفون بالقدرية أى نفاة القدر ... ولزمهم أن العبد مادام يستقل بخلق أفعاله فقد اصبح ربا يخلق ما أراد أن يخلق من الأفعال وبطل بذلك عندهم التوحيد الذى هو أصل الدين وأساسه وبذلك كفروا وسُمّوا بمجـــــــــــــوس هذه الأمة ... والحمد لله هذه الفرقة انتهت من الوجود.
     
    1257ae7.gif
     
  • الجبرية
    وهم على العكس من القدرية نفاة القدر وكرد فعل عنيف لأفكار هؤلاء القدرية ... والجبرية طائفة من المعتزلة ... وأول من تكلم منهم فى القضاء والقدر الجعد بن درهم وكان قد تلقى مذهب الجبر من يهودى من يهود الشام ومن ثم تلقى الجهم بن صفوان رئيس الطائفة الجهمية المذهب عن الجعد.
    وحقيقة مذهبهم أن الانسان لا يخلق أفعاله ولا ينبغى نسبتها اليه الا على سبيل المجاز ... اذ أنها فى الحقيقة أفعال الله أجراها على يد العبد بدون ارادة منه ولا اختيار ... ولازم هذه العقيدة أن العبد غير مؤاخذ على أفعاله ولا يعاقب عليها مهما بلغت من الفساد وبالتالى أصبح الكثير من الناس يتقاعسون عن العمل ويقعدون عن الطاعة ويبررون ذلك بقول شاعرهم :
    جرى قلم القضاء بما يكون ،.، فسيّان التحرك والسكون
    جنون بكَ أن تسعى لرزقـك ،.، ويُرزق فى غيابته الجنين
    أى العبد فى مذهبهم لا قدرة له ولا اختيار مسيّر لا مخيّر كالريشة فى مهب الريح مجبر على كل شئ.
    وعقيدة الجبر أكثر ضررا وفسادا من عقيدة نفى القدر لإنها تدعو الى التقاعس عن العمل والطاعة ومع ذلك فقد ظلت ظاهرة فى المسلمين سارية فيهم بدون ارادة ... ولعل السبب أنها تنفى مسؤلية العبد عن المعاصى والذنوب التى يقترفها ... وكم قعد هذا المعتقد الخاطئ الفاسد بكثير من المسلمين عن العمل الجاد النافع فضعفوا وهانوا وأصبحوا مضرب الأمثال فى العجز والكسل ... ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم.
     
    1257ae7.gif
     
  • الإبليسية
    وهى فرقة حيرى مترددة تنسب الى ابليس .. وقد زعموا أنه مادام الله تعالى قد نفى الظلم عن نفسه فى قوله جل وعلا ﴿ إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا النساء 40
    وبما أن الله حرّم الظلم على نفسه وعلى عباده كما جاء فى الحديث القدسىّ " ياعبادى انى حرمت الظلم على نفسى وجعلته محرما بينكم فلا تظالموا" مسلم .... فكيف يجوز اذاً عقلا ان يكتب على العبد أزلا أعماله ليقوم بها حتما ثمّ يؤاخذه عليها؟؟ [ وهذه الشبهة بالذات كم دارت فى عقول العديد منا فيقولون أنا اقوم بعمل المعاصى بقدر الله فكيف يحاسبنى على ذلك ].
    بل ذهبوا لأكثر من هذا القول بشاعة وقبحا فقالوا: مادام الله تعالى قد علم مصير العبد وقرره حيث قدره بكتابته فى اللوح المحفوظ واصبح العبد صائرا اليه لا محالة شاء أو ابى ، أحب أو كره ... فكيف يؤمر العبد اذاً ويُنهى ويُطالب بفعل الطاعات وترك المعاصى ... انما يُؤمر ويُنهى من لم يثحدد مصيره.
    ولزمهم فى هذا ما جعلهم شرا من ابليس ألا وهو الإعتراض على الله تعالى ونسبة الظلم اليه وهو سبحانه المُنزّه عنه وعن كل نقص.

1257ae7.gif

 

فى اللقاء القادم ان شاء الله نتعرض لفهم وقول أهل السنة والجماعة فى هذه القضية الهامة .... هدانا الله والمسلمين الى مايحب ويرضى .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

نكمل اليوم ان شاء الله غالياتى

 

ونتعــــــــــــرض لمذهب :

 

أهل السنة والجماعة

 

وهم الذي ْامنوا فهداهم الله لما اختُلِفَ فيه من الحق باذنه وقد قالوا بفضل الله :

ان الله تعالى لمّا قدر ماللعبد وما عليه من خير أو شر و سعادة أو شقاء ... قدّره مربوطا بأسبابه فللخير أسبابه وللشر أسبابه كما قدّر أن العبد يأتى تلك الأسباب ويعمل بها بمحض ارادته التى قدرها له وحرية اختياره الذى قضى له به.

فلا يصل العبد الى ماكتب عليه وقدّر له من سعادة أو شقاء الا بواسطة تلك الأسباب التى يفعلها غير مكره ولا مجبر.

والإنسان يعرف الفرق بين مايقع منه مُختاراً وما يقع منه اضطرارا فمثلاً من يستخدم الدرج ( السلم) لينزل من طابق لآخر فهو مُختار أما الذى يسقط أثناء نزوله يعرف أنه ليس مُختارا فى هذا وكل انسان يعرف الفرق ... وكذا الإبتلاء بسلس البول مثلاً عافانا الله .. فان البول يخرج منه بغير اختياره واذا كان سليما من هذا المرض فان البول يخرج منه باختياره ... ويعرف الفرق بين الحالين.

 

1257ae7.gif

 

وهكذا جميع مايقع للعبد يعرف فيه الفرق بين مايقع له اختيارا وبين مايقع له اضطرارا ... بل ان من رحمة الله تعالى أن من الأفعال ما هو باختيار العبد ولكن لا يلحقه منه شئ كما فى فعل الناسى والنائم والمكره .

 

1257ae7.gif

 

والحجة فى ذلك قول الحبيب صلى الله عليه وسلم " ان الله اذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل أهل الجنة حتى يموت على عمل من أعمال أهل الجنة فيدخله الله الجنة ، واذا خلق العبد للناراستعمله بعمل أهل النار حتى يموت على عمل من أعمال أهل النار فيدخله ربه النار" مالك فى الموطأ وأبود داود وأحمد والترمذىّ

 

ودلالة هذا الحديث وغيره من الأحاديث التى تدور على نفس المعنى ... أن الله تعالى اذ كتب على العبد أزلا السعادة أو الشقاء كتب له كذلك أن يعمل بالأسباب التى تُسعد أو تُشقى لتتم السعادة أو الشقاء على اساس نظام الأسباب ... ولو علم الانسان أن كل شئ مرتبط باسبابه ماكان ليضل ... فالرزق مكتوب ولكن لا بد من السعى اليه فالسماء لن تمطر أموالا .... والأجل مكتوب ولكن لا بد من الحفاظ على الصحة وهكذا.

 

والله تعالى حكيم عالم مريد عادل ... والظلم مستحيل عليه ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ فصلت 46

 

1257ae7.gif

 

ويحضرنى هنا مثل ضربه الشيخ الشعراوى رحمه الله تعالى حين قال فيما معناه ... أن الأب قد يعطى المال لاثنين من أولاده ويتوقع بحسب علمه بطبائع كل منهما كيف سيتصرف فى ماله ... ويصدق توقع الأب ... ولله المثل الأعلى ... فاذا كان الأب أو الأم وهما مجرد أسباب فى ايجاد أبنائهم يكون لديهم من طول العشرة مع هؤلاء الأولاد توقع بتصرفاتهم فى مختلف المواقف ... فما بالنا بالله تعالى خالق الخلق وبارئهم؟

 

1257ae7.gif

 

وعند أهل السنّة والجماعة ... للقضاء والقدر أربع مراتب وهى :


  • العلم
    أن يؤمن الانسان ايماناً جازما بأن الله تعالى بكل شئ عليم على الجملة والتفصيل ﴿ وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ الأنعام 59
  • الكتابة
    أن الله تعالى كتب عنده فى اللوح المحفوظ مقادير كل شئ الى يوم القيامة
  • المشيئة
    أن الله تعالى شاء لكل موجود أو معدوم فى السماوات والأرض فما وجد موجود ولا عدم معدوم الا بمشيئة الله تعالى ﴿ لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ التكوير 28،29
  • الخلق
    أى أن نؤمن بأن الله تعالى خالق كل شئ وكل موجود حتى الموت يخلقه الله تعالى وان كان هو عدم الحياة ﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا الملك 2 ... وكل مافى الكون من مخلوقات الله تعالى وكذا كل مايحدث لهذه المخلوقات من صفات وتقلبات وأحوال .. كلها ايضا من مخلوقات الله تعالى

1257ae7.gif

 

ولكن قد يشكل على الإنسان أمرا هنا ، وهو : كيف يصح أن نقول فى أفعالنا واقوالنا الاختيارية أنها مخلوقة لله عز وجل؟

وفى هذا قال العلماء أنه يصح أن نقول هــذا لإن الأفعال والأقوال ناتجة عن أمرين

  • القدرة
  • الإرادة

فاذا كان فعل العبد أو قوله ناتجا عن ارادته فان الذى خلق هذه الإرادة وجعل قلب الانسان قابلا لها هو الله عز وجل ، وكــــــــذلك يخلق فيه سبحانه القدرة ، ويخلق السبب الذى يتولد عنه المُسبب أى أى أنه خالق للمُؤثر وللأثر ... أى أن العبد هو فى الحقيقة المتطهر المصلى المزكى الصائم الحاج .... لكنه فعل كل هذا بارادة وقدرة مخلوقتين لله تعالى ... والله أعلم.

 

1257ae7.gif

 

وفى المرة القادمة ان شاء الله حبيباتى الغاليات نتكلم فى بعض المسائل التى قد تحير البعض فى مسألة القضاء والقدر .... عسى أن نكون من المهتدين.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

بارك الله فيك ونفع بكِ ابنتي

سجدة قلب مسلم

موضوع قيم وله فوائد عظيمة يحتاجها الكثير

اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان

واكتبنا من الراشدين اللهم أقدر لنا الخير ورضنا به

اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن

 

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

في انتظار القادم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

موضوع القضاءو القدر موضوع مهم ففي بعض الاحيان يلوم الناس القدر وتأتي بهم المواصيل الى سب الذات الالهيه والعياذ بالله

والبعض يقولون أويدخلون كلمة "لو"في كل شيء وكأن الحياة ملك ايديهم يامرون وينهون كما يريدون يريدون الشيء كن فيكون

ويعلمون ان هذه الكلمه لله وحده جل جلاله جلت قدرته لكنهم يريدونها لهم والعياذ بالله .................

عندما يحدث للمؤمن شيء من فأنه لا يلبث الا قليل الا ويقول انا لله وانا اليه راجعون ..فسبحان الله هذه هي همة المؤمن

دائما تكون عاليه ويرضى بما قسمه الله له لذالك الله يرضى عليهم {{ رضي الله عنهم ورضوا عنه}}

فالرضا بالقضاء والقدر جميل ويأتي بالمرتبه الثانيه او الثالثه بعد حب الله ورسوله الكريم

اللهم اجعلنا منهم امين يا الله

 

اختكم محبة الاذان

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

الغاليات

 

واعدة العيساوى

 

الحاجة أم حسن

 

صباح العموش

 

أسعدنى مروركنّ ... هداكنّ الله وايانا والمسلمين الى ما يحب ويرضى

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

نواصل غالياتى اليوم باذن الله التحدث عن

 

القضاء والقدر

 

واليوم ... نتعرض باذن الله لبعض المسائل التى شغلت وحيرت البعض فى موضوع القضاء والقدر لنثبت الفهم ونقرره

 

 

هل الإنسان مُسيّر أم مُخيّر؟

 

عندما نحتار فى أمر انسان ما هل هو بخيل أو كريم؟ فلا يكون ذلك الا لإننا راينا منه كرما وبخلا ولو كان ما رأيناه منه كرما فقط أو بُخلا فقط ماتحيرنا ... على هذا النمط نشأالتفكير فى هل الإنسان مُسير أم مُخير؟ ... فالانسان يرى أفعالاً تحدث له على وفق ارادته وأُخرى تحدث رُغما عنه ومن هنا نشأت الحيرة.

فالانسان هو أرقى الاجناس على الارض من حيوان ونبات وجماد ويتميز عن الحيوان بالفكر والعقل ويتميز الحيوان عن النبات بالاحساس والحركة وبدوره يتميز النبات عن الجماد بالنمو.

والفكر فى الانسان هو المقياس الذى يختار به بين البدائل ... وهنا تبدأ معالم الحل فى الوضوح.

فالانسان فيه من كل الأجناس على الأرض بالرغم من كونه أعلاها ... ومافيه من حيوانية ونباتية وجمادية فهو مســــيّر فيه ولا سلطان له عليه

فهو يسقط كالجماد لان قوانين الجماد والجاذبية تتحكم فيه وينمو كالنبات بدون تدخل منه ويتحرك كالحيوان ويحس وله دورة دموية وأجهزه حيوية تعمل بدون أى تدخل منه ... وتتجلى رحمة الله تعالى فى هذا الأمر اذ لو كان عمل القلب والرئة و باقى الأجهزة يتوقف على رغبة العقل فكيف كان الحال سيكون عند الصغر أو النوم أو الجنون أو النسيان .... اللهم لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهكَ وعظيم سلطانك.

أى أن الإنســــــــــــان مسيّر فيما فيه من جمادية ونباتية وحيوانية .... مُخيّر فيما تميز به وهو العقل والفكر... وهى المنطقة التى يعرض فيها الفكر على العقل ، يفعل أو لا يفعل وهــــــــــــــى منطقة التكليف من الله

ولذا لا يكلف فاقد العقل أو الذى لم ينضج عقله بعد ... ولو أن الانسان لم يكن مُخيّرا لاستوى تكليف فاقد العقل أو الذى لم ينضج عقله بعد مع تكليف العاقل الراشد ... لذا فالانسان ليس مُسيرا مُطلقا وليس مُخيرا مُطلقا ... والله أعلم

 

1257ae7.gif

 

هل علم الله تعالى السابق يجبر العبد على الفعل؟

 

علمنا أن القضاء والقدر مبنى على علم الله تعالى السابق المُدون فى اللوح الحفوظ . فهل هذا العلم يحمل معنى الإجبار لإنه يقع كما فى اللوح؟

قـــال العلماء فى هذا أن هذا العلم ليس صفة جبر أنما هو صفة انكشاف ... تكشف الأشياء على ماهى عليه

وكمثال اذا جاءتكِ جارة تقترض منكِ غرضا فأعطيتيه لها ... وبعد رحيلها قلتى لمن عندكِ ان جارتى هذه سترجع لى غرضى نظيفاً زاهياً كالجديد لذا أُحبُ أن أُقرضها أغراضى ... ويمر الوقت وتُعيد اليكِ جارتكِ غرضكِ كما توقعتى تماماً ... فهل انتِ أجبرتيها؟ بالطبع لا ... انما بناءا على سوابقها معكِ قلتى كلامك ... هذا ولله المثلُ الأعلى فعندما يكتب الله على عبد شيئاً يكون ذلك لعلمه بما سيكون من العبد لا ليجبره عليه ... والفرق بين الصورتين أن علم البشر قد يتخلف فيه شئ لإننا بشر وعلمنا قاصر فقد تُعيدُ جارتكِ الغرض مكسوراً .... أما الله فلا خطأ أبداً فى علمه بل هو علم تام شامل مُحيط كامل لكل الأحداث على مُختلف القرون.

وان قال قائــل اذن اين حرية الإرادة والقول ... نقول له قف يا أخى أمام مرآة وأنت عابس الوجه ماذا ترى؟؟ بالطبع ترى صورة وجهكَ العابس فما ذنب المرآة؟؟ كذلك صفحات العلم الإلهى تتبعُ العمل ولا يتبعُها العمل ووتصل بهذا العمل اتصال انكشاف ووضوح لا اتصال تصريف وتحريك .... والله أعلم

 

1257ae7.gif

 

هل القضاء والقدر يتنافى مع عدل الله؟ وهل العبد يخلق أفعاله بنفسه؟

 

عند التعرض لهذه المسالة لابد من تناولها على أساس أن لله تعالى وصفين

أنه هو الخالق والفعّال لكل شئ

أنه عدل عادل

 

ولا لاينبغى لأحدٍ كان أن يأخذ صفة على حساب الأخرى ... فمن يقول: أن الله خالق كل شئ حتى المعاصى فلماذا يعذبنى حين أعصاه؟ ينفى عن الله صفة العدل ومن يقول أن الله عادل وينسب للإنسان كل أفعاله خــــــــــاطئ ايضاً.

والصواب أن تأخذ كل صفة سبيلها فالله تعالى خالق كل شئ وهو عدل أيضا بما يعنى أنه لم يُكلفُنا الا بما خلقنا صالحين لفعله لم ينهانا الا بما نكون صالحين لعدم فعله فيوجه لنا الوجهة والأدلة صالحة لإن نفعل أو لا نفعل.

وعندما نختار طريقا على آخر لا نكون خلقنا فعلا وانما وجهنا الطاقة المخلوقة لله بالعقل المخلوق لله للمادة المخلوقة لله فأنا ليس لى فعل وانما وجهتُ الأدوات الفاعلة فقط ... أى أن الذى منّى هو التوجه للفعل وليس الفعل ... الله العدل هو الذى يفعل.

وتكون مهمة الرسل هى رسم منهج الله لناالذى خلقنا الله تعالى صالحين له أمره ونهيه ... ولو كان تعالى خلقنا صالحين للأمر فقط مانهانا عن شئ ولو كان خلقنا صالحين للنهى فقط ما أمرنا بشئ ... فهو الخالق العادل.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×