اذهبي الى المحتوى
الوفاء و الإخلاص

الإستفهام في القرآن الكريم

المشاركات التي تم ترشيحها

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

يتميز القرآن الكريم بأسلوبه الرائع وبلاغته الفصيحة بمختلف ألوانها صيغت في قالب جميل ومتناسق ، ووضعت كل صورة وأسلوب في موطنهما على أكمل وجه وأتم مناسبة.

ولعل من أبرز الأساليب البلاغية التي اشتمل عليها القرآن الكريم : الإستفهام، فما المقصود به؟

الإستفهام في عرف البلاغيين يراد به:(طلب العلم بشئ لم يكن معلوما من قبل بأدوات خاصة.)1

أما الإستفهام في القرآن الكريم فإذا كان صادرا عن المخلوق فغالبا ما يراد به طلب الفهم ومعرفة المجهول. لقوله عز وجل:(يسألونك عن الساعة أيان مرساها)2

وقوله تعالى: (قال فرعون وما رب العالمين )3 . وقوله تعلى أيضا: (إذ قال الحواريون يا عيسى ابن مريم هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء )4 وقد يخرج الإستفهام في بعض الأحيان عن معانيه الأصلية إلى معان أخرى تستفاد من سياق الكلام مثل: النهي والتقرير وغيرهما من الصيغ الأخرى والتي نجملها فيما يلي:

* الإستفهام المراد به التقرير

يحمل المخاطب على الإعتراف والإقرار بعد التدبر ويطلق عليه الإستفهام التقريري .

وهو للنفي إذا دخل على نفي فيصير المعنى إيجابا وتقريرا كقوله عز وجل:(ألم يجعل كيدهم في تضليل)5 والمقصود بها إثبات جعل كيد أصحاب الفيل في ضلال

وقوله عز وجل:( ألم نشرح لك صدرك)6 والمقصود بها إثبات شرح صدر النبي عليه الصلاة والسلام وتنويره.

وهذا النوع من الإستفهام أيضا يكون للتقريروالإثبات إذا كان بعكس ما سبق كقوله عز وجل:( أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم)7 إذ ليس المقصود أن يقر لهم بوجود كسر الأصنام ، ولكن المقصود إثبات أن ذلك منه خاصة لا من غيره بدليل تقديم الضمير المنفصل على الفعل.

* الإستفهام المراد به الإنكار

يحمل المخاطب على الجواب بالنفي بعد التدبر واستعمال العقل ويسمى هذا النوع الإستفهام الإنكاري كقوله عز وجل:( فهل يهلك إلا القوم الفاسقون) 8 أي لا يهلك إلا القوم الفاسقون. وقوله عز وجل:( فمن يهدي من أضل الله وما لهم من ناصرين)9 أي لا أحد يهدي من أضل الله، والهداية في الآية بمعنى الإيصال إلى الحق والتمكين منه لا بمعنى الإرشاد

 

يتبع إن شاء الله المصدر الطرق التربوية وعلم النفس من القرآن الكريم علم وثقافة وتهذيب للأستاذ أحمد الحبابي

1 في علم المعاني والبديع ، حسن طبل ص64

2 سورة النازعات الآية 42

3 سورة الشعراء الآية 23

4 سورة المائدة الأية 112

5 سورة الفيل الآية 2

6 سورة الشرح الآية 1

7 سورة الأنبياء الآية 62

8 سورة الأحقاف الآية 35

9 سورة الروم الآية 29

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

* الإستفهام المراد به التوبيخ

وهو لحمل نفس المخاطب على التفكير ودفعها إلى التأمل بأسلوب لطيف حتى تقتنع أنه ما كان ينبغي أن يقع ما وقع ، ويسمى هذا بالإستفهام التوبيخي، كقوله تعالى:( ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها)سورة النساء الآية: 35 أي أن الصواب كان في أن تهاجروا

* الإستفهام المراد به التعجب

وهو لإظهار تعجب المتكلم من المخاطب ليحمله على إعادة النظرفيما فعله ويسمى هذا بالإستفهام التعجبي، وقد ورد هذا النوع في القرآن الكريم كما جاء في قوله تعالى ي سورة البقرة الآية 44 :( أتامرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب) وأيضا في قوله عز وجل في سورة البقرة الآية 28 :( كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم)

* الإستفهام المراد به التهويل

وهو لتهويل الأمر في نفس المخاطب وجعله عنده عظيم الوقع ليتقيه ويخافه، كما ورد في قوله تعالى في سورة الحاقة : (الحاقة ما الحاقة) وقوله عز وجل في سورة القارعة : ( القارعة ما القارعة )

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاك الله كل خير ..

ما احلى القران والوقوف عنداياته ..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

* الإستفهام المراد به التحضيض

وهو لتشويق المخاطب إلى فعل الشئ وترغيبه فيه ، ويسمى هذا النوع بالإستفهام التحضيضي ومن الآيات التي تدل عليه في القرآن الكريم قوله عز وجل في سورة التوبة الآية 13: (ألا تقاتلون قوما نكثوا أيمانهم وهموا بإخراج الرسول)

وقوله عز وجل في سورة الصف الآية: 10 :(يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تومنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم)

 

* الإستفهام المراد به التنبيه

وهو لتنبيه المخاطب على أمر يغفل عنه ولا يوليه أهمية ، كقوله عز وجل في سورة الفرقان الآية: 45 :( ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا ثم جعلنا الشمس عليه دليلا ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا)

* الإستفهام المراد به الأمر

وهو للأمر بفعل الشئ ، وخرج مخرج الإستفهام لئلا يثير غريزة العناد في نفوس المخاطبين مع الأمر الصريح كما جاء في قوله عز وجل في سورة المائدة الآية: 91 :( إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسرويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون ) أي انتهوا

وقوله عز وجل ي سورة هود الآية 14 :( فإلّم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما أنزل بعلم الله وأن لا إله إلا هو فهل أنتم مسلمون) أي أسلموا.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×