اذهبي الى المحتوى
مسلمة مجاهدة

•°o.O مدارسة العقيدة الواسطية O.o°•

المشاركات التي تم ترشيحها

1985imgcachefc6.gif

 

 

أخواتي الحبيبات حياكن الله وبياكن وجعل الجنة مثوانا ومثواكن

 

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِى الدِّينِ " صحيح البخاري

 

وقد قال صلى الله عليه وسلم: " طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ " صحيح ابن ماجه

 

 

لذلك ومن هذا الباب سنتدارس إن شاء الله العقيدة الواسطية لإبن تيمية رحمه الله بإستخدام شرح العقيدة الواسطية للشيخ صالح الفوزان.

 

طريقة المدارسة ستكون على الشكل الاتي:

 

1- سيتم وضع الدروس مرة واحدة في الاسبوع (يوم الخميس)

2- سيتم وضع بعض الاسئلة بعد نهاية كل درس بحيث نختبر فهمنا للدرس

 

الأخوات المشاركات في المدارسة

 

مسلمة مجاهدة

امة الله ش

أم منةوعمر

أنصار الإسلام

~* بسمتى *~

أم عبد الله إن شاء الله

OM Marim

سلمى 3

أمي قرة عيني

رضوي 2

بسبوووسه

 

لتحميل الكتب:

 

كتاب العقيدة الواسطية لشيخ الاسلام إبن تيمية رحمه الله

كتاب العقيدة الواسطية

 

شرح العقيدة الواسطية للشيخ صالح الفوزان

 

شرح العقيدة الواسطية

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

1985imgcachefc6.gif

 

المقدمة

 

قال المصنف :

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الشرح‏:‏

ابتدأ المصنف ـ رحمه الله ـ كتابه بالبسملة اقتداء بالكتاب العزيز حيث جاءت البسملة في ابتداء كل سورة ما عدا سورة براءة‏.‏ واقتداء بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حيث كان يبدأ بها في مكاتباته‏.‏

 

وقوله‏:‏ ‏{‏بِسْمِ اللَّهِ‏} ‏ الباء للاستعانة‏.‏

 

والاسم في اللغة‏:‏ ما دل على مسمى‏.‏ وفي الاصطلاح‏:‏ ما دل على معنى في نفسه ولم يقترن بزمان‏.‏

والجار والمجرور متعلق بمحذوف ينبغي أن يقدر متأخرًا ليفيد الحصر‏.‏

 

والله‏:‏ علم على الذات المقدسة، ومعناه‏:‏ ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين‏.‏ مشتق من أله يأله ألوهة، بمعنى عبد يعبد عبادة‏.‏ فالله إله بمعنى مألوه أي معبود‏.‏

و‏{‏الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‏} ‏‏:‏ اسمان كريمان من أسمائه الحسنى دالان على اتصافه تعالى بالرحمة على ما يليق بجلاله‏.‏ فالرحمن‏:‏ ذو الرحمة العامة لجميع المخلوقات‏.‏ والرحيم‏:‏ ذو الرحمة الخاصة بالمؤمنين، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا‏}‏‏.‏

 

 

الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدًا‏.‏ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرارا به وتوحيدًا‏.‏ وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليمًا مزيدًا.

 

الشرح‏:‏

 

افتتح هذه الرسالة الجليلة بهذه الخطبة المشتملة على حمد الله والشهادتين والصلاة على رسوله تأسيًا بالرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في أحاديثه وخطبه، وعملًا بقوله‏:‏ ـ صلى الله عليه وسلم ـ ‏:‏ ‏(‏كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله فهو أقطع‏)‏ رواه أبو داود وغيره‏.‏ ويروى‏:‏ ‏(‏ببسم الله الرحمن الرحيم‏)‏ ومعنى أقطع‏:‏ أي معدوم البركة‏.‏ ويجمع بين الروايتين للحديث بأن الابتداء ببسم الله حقيقي وبالحمد لله نسبي إضافي‏.‏

 

قوله‏:‏ ‏{‏الحمد لله‏}‏ الألف واللام للاستغراق، أي‏:‏ جميع المحامد لله ملكًا واستحقاقًا‏.‏ والحمد لغة‏:‏ الثناء بالصفات الجميلة والأفعال الحسنة‏.‏ وعرفًا‏:‏ فعل ينبئ عن تعظيم المنعم بسبب كونه منعمًا وهو ضد الذم‏.‏

 

{‏لله‏}‏ تقدم الكلام على لفظ الجلالة‏.‏

 

{‏الذي أرسل رسوله‏}‏ الله سبحانه يحمد على نعمه التي لا تحصى ومن أجل هذه النعم أن ‏{‏أرسل‏}‏أي‏:‏ بعث ‏{‏رسوله‏}‏ محمدًا ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏.‏ والرسول لغة‏:‏ من بعث برسالة‏.‏ وشرعًا‏:‏ هو إنسان ذكر أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه‏.‏ ‏

 

{‏بالهدى‏}‏ أي‏:‏ العلم النافع وهو كل ما جاء به النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الإخبارات الصادقة والأوامر والنواهي وسائر الشرائع النافعة‏.‏

 

والهدى نوعان‏:‏

النوع الأول‏:‏ هدى بمعنى الدلالة والبيان، ومنه قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى‏}‏ الآية ‏(‏17‏)‏ فصلت‏.‏ وهذا يقوم به الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ‏}‏‏.‏

 

النوع الثاني‏:‏ هدى بمعنى التوفيق والإلهام وهذا هو المنفي عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولا يقدر عليه إلا الله تعالى كما في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء‏}‏ ‏[‏القصص الآية‏:‏ 56‏]‏‏.‏ ‏

 

(‏ودين الحق‏)‏ هو العمل الصالح‏.‏ والدين يطلق ويراد به الجزاء، كقوله تعالى‏:‏ ‏{‏مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ‏}‏‏.‏ ويطلق ويراد به الخضوع والانقياد، وإضافة الدين إلى الحق من إضافة الموصوف إلى صفته ـ أي الدين الحق ـ والحق مصدر‏:‏ حق يحق بمعنى ثبت ووجب، وضده الباطل‏.‏

 

{‏لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ‏}‏ أي‏:‏ ليعليه على جميع الأديان بالحجة والبيان والجهاد حتى يظهر على مخالفيه من أهل الأرض من عرب وعجم مليين ومشركين‏.‏ وقد وقع ذلك فإن المسلمين جاهدوا في الله حق جهاده حتى اتسعت رقعة البلاد الإسلامية وانتشر هذا الدين في المشارق والمغارب‏.‏

 

{‏ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا ‏}‏ أي‏:‏ شاهدًا أنه رسوله ومطلع على جميع أفعاله وناصره على أعدائه وفي ذلك دلالة قاطعة على صدق هذا الرسول، إذ لو كان مفتريًا لعاجله الله بالعقوبة كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ‏}‏ ‏[‏الحاقة‏:‏ الآيتان 44 ـ 45‏]‏‏.‏

 

(‏وأشهد أن لا إله إلا الله‏)‏ أي‏:‏ أقر وأعترف أن لا معبود بحق إلا الله ‏(‏وحده لا شريك له‏)‏ في هاتين الكلمتين تأكيد لما تضمنته شهادة أن لا إله إلا الله من النفي والإثبات‏:‏ نفي الإلهية عما سوى الله وإثباته لله

 

فقوله‏:‏ ‏(‏وحده‏)‏ تأكيد للإثبات، وقوله‏:‏ ‏(‏لا شريك له‏)‏ تأكيد للنفي‏.‏

وقوله‏:‏ ‏(‏إقرارًا به وتوحيدًا‏)‏ مصدران مؤكدان لمعنى الجملة السابقة‏.‏ ‏

 

(‏وأشهد أن لا إله إلا الله‏)‏ إلخ، أي‏:‏ إقرارًا باللسان وتوحيدًا‏.‏ أي‏:‏ إخلاصًا في كل عبادة قولية أو فعلية أو اعتقادية‏.‏

 

وقوله‏:‏ ‏(‏وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله‏)‏ أي‏:‏ أقر بلساني وأعتقد بقلبي أن الله أرسل عبده محمدًا ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى الناس كافة لأن الشهادة لهذا الرسول بالرسالة مقرونة بالشهادة لله بالتوحيد لا تكفي إحداهما عن الأخرى‏.‏ وفي قوله‏:‏ ‏(‏عبده ورسوله‏)‏ رد على أهل الإفراط والتفريط في حق الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأهل الإفراط غلوا في حقه ورفعوه فوق منزلة العبودية‏.‏ وأهل التفريط قد نبذوا ما جاء به وراء ظهورهم كأنه غير رسول فشهادة أنه عبد الله تنفي الغلو فيه ورفعه فوق منزلته‏.‏ وشهادة أنه رسول الله تقتضي‏:‏ الإيمان به وطاعته فيما أمر، وتصديقه فيما أخبر، واجتناب ما نهى عنه، واتباعه فيما شرع‏.‏

 

وقوله‏:‏ ‏(‏صلى الله عليه‏)‏ الصلاة لغة‏:‏ الدعاء، وأصح ما قيل في معنى الصلاة من الله على الرسول‏:‏ ما ذكره البخاري في صحيحه عن أبي العالية قال‏:‏ صلاة على رسوله ثناؤه عليه في الملأ الأعلى‏.‏ ‏(‏وعلى آله‏)‏ آل الشخص من ينتمون إليه بصلة وثيقة من قرابة ونحوها‏.‏ وأحسن ما قيل في المراد بآل الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ هنا أنهم أتباعه على دينه‏.‏ ‏(‏وأصحابه‏)‏ جمع صاحب‏.‏ من عطف الخاص على العام‏.‏ والصحابي‏:‏ هو من لقي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مؤمنًا به ومات على ذلك‏.‏

 

(‏وسلم تسليمًا مزيدًا‏)‏ السلام بمعنى التحية، أو السلامة من النقائص والرذائل‏.‏ وقوله‏‏(‏مزيدًا‏)‏ اسم مفعول من الزيادة وهي النمو‏.‏ وجمع بين الصلاة والسلام امتثالًا لقوله تعالى‏:‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا‏}‏ الآية ‏[‏الأحزاب‏:‏ 56‏]‏‏.‏

 

 

يتبع إن شاء الله الاسبوع القادم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

على خيرا نبدأ بإذن الله

 

اللهم ارزقنا العلم والفهم

 

اللهم ارزقنا الاخلاص فى القول والعمل

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

ما شاء الله

 

جزاك الله خيرا حبيبتى مسلمة

 

قدر مناسب جدا ومفهوم الحمد لله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ماشاء الله لا قوة إلا بالله

جزاك الله خيرا حبيبتي مسلمة مجاهدة

متابعين بإذن الله

أحبك في الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

بارك الله فيك مشرفتي الحبيبة

 

معك باذن الله

 

ربنا يوفقنا يارب بانتظارك :rolleyes:

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

الله يبارك فيكن أخواتي الحبيبات

 

أسأل الله تعالى ان يرزقنا الاخلاص في القول والعمل

 

أختي بسمة كبرت الخط الان هل هذا جيد؟

 

 

ملاحظة: فضلا وليس أمرا يا حبيبات لو نبقى هذه الصفحة فقك للمدارسة بحيث نضع فيها الدروس والاسئلة وان نبقى اي ملاحظات او تعليقات في الصفحة الاولى التي تم وضعها

 

https://akhawat.islamway.net/forum/index.php?showtopic=213776

 

الله يبارك فيكن

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
image163.gif

أما بعد‏:‏ فهذا اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة إلى قيام الساعة‏.‏

 

الشرح‏:‏

 

(‏أما بعد‏)‏ هذه الكلمة يؤتى بها للانتقال من أسلوب إلى أسلوب آخر، ومعناها‏:‏ مهما يكن من شيء‏.‏ ويستحب

 

الإتيان بها في الخطب والمكاتبات اقتداء بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حيث كان يفعل ذلك‏.‏

 

‏(‏فهذا‏)‏ إشارة إلى ما تضمنته هذه الرسالة واحتوت عليه من العقائد الإيمانية التي أجملها بقوله‏:‏ ‏(‏وهو الإيمان بالله ـ إلخ‏)‏‏.‏

 

(‏اعتقاد‏)‏ مصدر‏:‏ اعتقد كذا إذا اتخذه عقيدة، والعقيدة‏:‏ هي ما يعقد عليه المرء قلبه‏.‏ تقول اعتقدت كذا، أي‏:‏

 

عقدت عليه القلب والضمير‏.‏ وأصله مأخوذ من عقد الحبل إذا ربطه‏.‏ ثم استعمل في عقيدة القلب وتصميمه الجازم‏.‏

 

(‏الفرقة‏)‏ أي‏:‏ الطائفة والجماعة‏.‏

 

(‏الناجية‏)‏ أي‏:‏ التي سلمت من الهلاك والشرور في الدنيا والآخرة وحصلت على السعادة‏.‏ وهذا الوصل

 

مأخوذ من قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ‏:‏ ‏(‏لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي

 

أمر الله‏)‏ رواه البخاري ومسلم‏.‏

 

(‏المنصورة‏)‏ أي‏:‏ المؤيدة على من خالفها

 

‏(‏إلى قيام الساعة‏)‏ أي‏:‏ مجيء ساعة موتهم بمجيء الريح التي تقبض روح كل مؤمن، فهذه هي الساعة

 

في حق المؤمنين‏.‏ وأما الساعة التي يكون بها انتهاء الدنيا فهي لا تقوم إلا على شرار الناس لما في صحيح مسلم‏.‏ ‏

 

(‏لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض الله الله‏)‏ وروى الإمام الحاكم من حديث عبد الله بن عمرو ـ رضي

 

الله عنهما ـ وفيه‏:‏ ‏(‏ويبعث الله ريحًا ريحها ريح المسك ومسها مس الحرير فلا تترك أحدًا في قلبه مثقال ذرة من إيمان

 

إلا قبضته، ثم يبقى شرار الناس فعليهم تقوم الساعة‏)‏‏.‏

 

أهل السنة والجماعة

 

الشرح‏:‏

 

(‏أهل السنة‏)‏ أهل بالكسر على أنه بدل من الفرقة، ويجوز الرفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف تقديره ‏(‏هم‏)‏‏.‏

 

والسنة‏:‏ هي الطريقة التي كان عليها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من أقواله وأفعاله وتقريراته‏.‏ وسموا أهل السنة لانتسابهم

 

لسنة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ دون غيرها من المقالات والمذاهب، بخلاف أهل البدع فإنهم ينسبون إلى بدعهم وضلالاتهم كالقدرية

 

والمرجئة، وتارة ينسبون إلى إمامهم كالجهمية، وتارة ينسبون إلى أفعالهم القبيحة كالرافضة والخوارج‏.‏

 

(‏والجماعة‏)‏ لغة‏:‏ الفرقة المجتمعة من الناس‏.‏ والمراد بهم هنا الذين اجتمعوا على الحق الثابت بالكتاب

 

والسنة وهم الصحابة والتابعون لهم بإحسان ولو كانوا قلة، كما قال ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ ‏:‏ الجماعة ما وافق الحق وإن كنت وحدك

 

فإنك أنت الجماعة حينئذ‏.‏

 

وهو الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت والإيمان بالقدر خيره وشره‏.‏

 

الشرح‏:‏

 

(‏وهو‏)‏ أي‏:‏ اعتقاد الفرقة الناجية

 

(‏الإيمان‏)‏ الإيمان معناه لغة‏:‏ التصديق‏.‏ قال الله تعالى في الآية ‏(‏17‏)‏ من سورة يوسف‏:‏ ‏

 

{‏وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لِّنَا‏}‏ أي‏:‏ مصدق‏.‏ وتعريفه شرعًا‏:‏ أنه قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح‏.‏

 

وقوله‏:‏ ‏(‏بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت والإيمان بالقدر خيره وشره‏)‏ هذه هي أركان الإيمان

 

الستة التي لا يصح إيمان أحد إلا إذا آمن بها جميعًا على الوجه الصحيح الذي دل عليه الكتاب والسنة وهذه الأركان هي‏:‏

 

1 ـ الإيمان بالله‏:‏ وهو الاعتقاد الجازم بأنه رب كل شيء ومليكه، وأنه متصف بصفات الكمال منزه

 

عن كل عيب ونقص، وأنه المستحق للعبادة وحده لا شريك له‏.‏ والقيام بذلك علمًا وعملًا‏.‏

 

2 ـ الإيمان بالملائكة‏:‏ أي التصديق بوجودهم وأنهم كما وصفهم الله في كتابه كما في الآية ‏(‏26 ـ 27‏)‏

من سورة الأنبياء‏:‏ ‏{‏عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ‏}‏ وقد دل الكتاب والسنة على

 

أصناف الملائكة وأوصافهم، وأنهم موكلون بأعمال يؤدونها كما أمرهم الله فيجب الإيمان بذلك كله‏.‏

 

3 ـ الإيمان بالكتب‏:‏ أي التصديق بالكتب التي أنزلها الله على رسله، وأنها كلامه وأنها حق ونور

 

وهدى فيجب الإيمان بما سمى الله منها كالتوراة والإنجيل والزبور والقرآن والإيمان بما لم يسم الله منها‏.‏

 

4 ـ الإيمان بالرسل الذين أرسلهم الله إلى خلقه‏:‏ أي التصديق بهم جميعًا وأنهم صادقون فيما

 

أخبروا به، وأنهم بلغوا رسالات ربهم‏.‏ لا نفرق بين أحد منهم بل نؤمن بهم جميعًا‏:‏ من سمى الله منهم في كتابه ومن لم يسم منهم كما قال تعالى

 

في الآية ‏(‏164‏)‏ من سورة النساء‏:‏ ‏{‏وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلًا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ‏}‏

 

وأفضلهم أولو العزم وهم‏:‏ نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام، ثم بقية الرسل ثم الأنبياء، وأفضل الجميع

 

خاتم الرسل نبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏.‏ وأصح ما قيل في الفرق بين النبي والرسول‏:‏ أن النبي‏:‏ من أوحي إليه بشرع ولم يؤمر

 

بتبليغه‏.‏‏.‏ والرسول‏:‏ من أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه‏.‏

 

5 ـ الإيمان بالقدر خيره وشره‏:‏ وهو التصديق بأن الله سبحانه علم مقادير الأشياء وأزمانها قبل

 

وجودها، ثم كتبها في اللوح المحفوظ، ثم أوجدها بقدرته ومشيئته في مواعيدها المقدرة‏.‏ فكل محدث من خير أو شر فهو صادر عن علمه

 

وتقديره ومشيئته وإرادته، ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن‏.‏

 

هذا شرح مجمل لأصول الإيمان وسيأتي ـ إن شاء الله شرحها مفصلًا‏.‏

 

ومن الإيمان بالله الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه ووصفه به رسوله محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ من غير

 

تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل‏.‏

الشرح‏:‏

 

بعد ما ذكر المصنف ـ رحمه الله ـ الأصول التي يجب الإيمان بها مجملة شرع يذكرها على سبيل التفصيل وبدأ بالأصل

 

الأول وهو الإيمان بالله تعالى فذكر أنه يدخل فيه الإيمان بصفاته التي وصف نفسه بها في كتابه أو وصفه بها رسوله في سنته، وذلك

 

بأن نثبتها له كما جاءت في الكتاب والسنة بألفاظها ومعانيها من غير تحريف لألفاظها ولا تعطيل لمعانيها ولا تشبيه لها بصفات

 

المخلوقين‏.‏ وأن نعتمد في إثباتها على الكتاب والسنة فقط لا نتجاوز القرآن والحديث لأنها توفيقية‏.‏

 

والتحريف‏:‏ هو التغيير إمالة الشيء عن وجهه‏.‏ يقال‏:‏ انحرف عن كذا إذا مال‏.‏ وهو نوعان‏:‏

 

النوع الأول‏:تحريف اللفظ وهو العدول به عن جهته إلى غيرها إما بزيادة كلمة أو حرف أو نقصانه، أو تغيير

 

حركة كقول أهل الضلال في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى‏}‏ أي‏:‏ استولى، فزادوا

 

في الآية حرفًا‏.‏ وكقولهم في قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَجَاء رَبُّكَ‏}‏ أي‏:‏ أمر ربك، فزادوا كلمة‏.‏ وكقولهم في قوله

 

تعالى‏:‏ ‏{‏وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا‏}‏ بنصب لفظ الجلالة فغيروا الحركة الإعرابية من الرفع إلى النصب‏.‏

 

النوع الثاني‏:‏ تحريف المعنى، وهو العدول به عن وجهه وحقيقته وإعطاء اللفظ معنى لفظ آخر كقول

 

المبتدعة‏:‏ إن معنى الرحمة‏:‏ إرادة الإنعام‏.‏ وإن معنى الغضب إرادة الانتقام‏.‏

 

والتعطيل لغة‏:‏ الإخلاء، يقال‏:‏ عطله، أي‏:‏ أخلاه والمراد به هنا نفي الصفات عن الله سبحانه وتعالى‏.‏

 

والفرق بين التحريف والتعطيل‏:‏ أن التحريف هو نفي المعنى الصحيح الذي دلت عليه النصوص واستبداله بمعنى آخر غير صحيح‏.‏

 

والتعطيل‏:‏ هو نفي المعنى الصحيح من غير استبدال له بمعنى آخر، كفعل المفوضة‏.‏ فكل محرف معطل وليس كل معطل محرفًا‏.‏

 

والتكييف‏:‏ هو تعيين كيفية الصفة‏.‏ يقال‏:‏ كيف الشيء إذا جعل له كيفية معلومة، فتكييف صفات الله هو تعيين

 

كيفيتها والهيئة التي تكون عليها وهذا لا يمكن للبشر لأنها مما استأثر الله تعالى بعلمه فلا سبيل إلى الوصول إليه، لأن الصفة تابعة للذات، فكما

 

أن ذات الله لا يمكن للبشر معرفة كيفيتها، فكذلك صفته سبحانه لا تعلم كيفيتها‏.‏ ولهذا لما سئل الإمام مالك ـ رحمه الله ـ فقيل له‏:‏ ‏

 

{‏الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى‏}‏ كيف استوى فقال‏:‏ الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب،

 

والسؤال عنه بدعة‏.‏ وهذا يقال في سائر الصفات‏.‏

 

والتمثيل‏:‏ هو التشبيه بأن يقال‏:‏ إن صفات الله مثل صفات المخلوقين، كأن يقال يد الله كأيدينا وسمعه

 

كسمعنا، تعالى الله عن ذلك، قال تعالى في الآية ‏(‏11‏)‏ من سورة الشورى‏:‏ ‏{‏لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ

 

البَصِيرُ‏}‏ فلا يقال في صفاته إنها مثل صفاتنا أو شبه صفاتنا أو كصفاتنا، كما لا يقال‏:‏ إن ذات الله مثل أو شبه ذواتنا، فالمؤمن

 

الموحد يثبت الصفات كلها على الوجه اللائق بعظمة الله وكبريائه‏.‏ والمعطل ينفيها أو ينفي بعضها‏.‏ والمشبه الممثل يثبتها على وجه لا يليق

 

بالله وإنما يليق بالمخلوق‏.‏

 

بل يؤمنون بأن الله ـ سبحانه ـ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير فلا ينفون عنه ما وصف به نفسه‏.‏ ولا يحرفون

 

الكلم عن مواضعه‏.‏

 

الشرح‏:‏

 

لما ذكر المصنف ـ رحمه الله ـ أن الواجب هو الإيمان بصفات الله الثابتة في الكتاب والسنة من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا

 

تمثيل، بين موقف أهل السنة والجماعة من ذلك‏.‏ وهو أنهم يؤمنون بتلك الصفات على هذا المنهج المستقيم، فيثبتونها على حقيقتها نافين عنها

 

التمثيل فلا يعطلون ولا يمثلون على وفق ما جاء في قوله تعالى في الآية ‏(‏11‏)‏ من سورة الشورى‏:‏ ‏{‏لَيْسَ كَمِثْلِهِ

 

شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ‏}‏ فقوله تعالى‏:‏ ‏{‏لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ‏}‏ رد على الممثله‏.‏ وقوله‏:‏ ‏

 

{‏وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ‏}‏ رد على المعطلة لأن فيه إثبات السمع والبصر، فالآية الكريمة دستور

 

واضح في باب الأسماء والصفات لأنها جمعت بين إثبات الصفات لله ونفي التمثيل عنها‏.‏ وسيأتي تفسيرها إن شاء الله‏.‏

 

وقوله‏:‏ ‏(‏فلا ينفون عنه ما وصف به نفسه‏)‏ أي لا يحمل أهل السنة والجماعة إيمانهم بأن الله ليس كمثله

 

شيء على أن ينفوا عنه ما وصف به نفسه، كما يفعل ذلك الذين غلوا في التنزيه حتى عطلوه من صفاته بحجة الفرار من التمثيل بصفات

 

المخلوقين صفات تخصهم وتليق به، وللمخلوقين صفات تخصهم وتليق بهم، ولا تشابه بين صفات الخالق وصفات المخلوق فلا يلزم هذا

 

المحذور الذي ذكرتم أيها المعطلة‏.‏

 

وقوله‏:‏ ‏[‏ولا يحرفون الكلم عن مواضعه‏]‏ تقدم بيان معنى التحريف‏.‏ أي‏:‏ لا يغيرون كلام الله فيبدلون ألفاظه

 

أو يغيرون معانيه فيفسرونه بغير تفسيره كما يفعل المعطلة الذين يقولون في‏:‏ ‏{‏اسْتَوَى‏}‏ استولى، وفي‏:‏ ‏

 

{‏وَجَاء رَبُّكَ‏}‏ وجاء أمر ربك، ويفسرون رحمة الله بإرادة الإنعام ونحو ذلك‏.‏

 

ولا يلحدون في أسماء الله وآياته، ولا يكيفون، ولا يمثلون صفاته بصفات خلقه‏.‏

 

الشرح‏:‏

 

‏(‏ولا يلحدون في أسماء الله وآياته‏)‏ الإلحاد لغة‏:‏ الميل والعدول عن الشيء، ومنه اللحد في القبر سمي بذلك

 

لميله وانحرافه عن سمت الحفر إلى جهة القبلة‏.‏ والإلحاد في أسماء الله وآياته هو العدول والميل بها عن حقائقها ومعانيها الصحيحة إلى

 

الباطل‏.‏ والإلحاد في أسماء الله وصفاته أنواع‏:‏

 

النوع الأول‏:‏ أن تسمى الأصنام بها‏.‏ كتسمية اللات من الإله، والعزى من العزيز، ومناة من المنان‏.‏

النوع الثاني‏:‏ تسميته سبحانه وتعالى بما لا يليق به كتسمية النصارى له أبًا، وتسمية الفلاسفة له موجبًا أو علة فاعلة‏.‏

 

النوع الثالث‏:‏ وصفه سبحانه وتعالى بما ينزه عنه من النقائض كقول اليهود الذين قالوا‏:‏ ‏{‏إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ

 

وَنَحْنُ أَغْنِيَاء‏}‏ وقولهم‏:‏ ‏{‏يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ‏}‏ وأنه استراح يوم السبت‏.‏ تعالى الله عما يقولون‏.‏

 

النوع الرابع‏:‏ جحد معانيها وحقائقها، كقول الجهمية‏:‏ إنها ألفاظ مجردة لا تتضمن صفات ولا معاني، فالسمع لا يدل على سمع‏.‏

 

والبصير لا يدل على بصر والحي لا يدل على حياة‏.‏ ونحو ذلك‏.‏

 

النوع الخامس‏:‏ تشبيه صفاته بصفات خلقه، كقول الممثل يده كيدي إلى غير ذلك‏.‏ تعالى الله‏.‏ وقد توعد الله الملحدين في أسمائه وآياته

 

بأشد الوعيد فقال سبحانه في الآية ‏(‏180‏)‏ من سور الأعراف‏:‏ ‏{‏وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ

 

يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ‏}‏ وقال في الآية ‏(‏40‏)‏ من سورة فصلت‏:‏ ‏{‏إن الذين يلحدون

 

في آياتنا لا يخفون علينا‏}‏‏.‏

 

قوله‏:‏ ‏(‏ولا يكيفون ولا يمثلون‏)‏ إلخ تقدم بيان معنى التكييف والتمثيل‏.‏

 

يتبع إن شاء الله...

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاكى الله خيرا حبيبتى مسلمة

 

بس القطعة كبيرة جدااااااا ومحتاجة وقت طويل للدراسة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
481-Bismellah.gif

لأنه سبحانه لا سمي له ولا كفؤ له ولا ند له ولا يقاس بخلقه سبحانه وتعالى‏.‏ فإنه سبحانه أعلم بنفسه وبغيره وأصدق قيلًا وأحسن حديثًا من خلقه‏.‏

 

الشرح‏:‏

 

(‏لأنه سبحانه لا سمي له‏)

 

هذا تعليل لما سبق من قوله عن أهل السنة‏:‏ ‏(‏ولا يكيفون ولا يمثلون صفاته بصفاته بصفات خلقه‏)

 

‏ و‏(‏سبحانه‏)

 

سبحان‏:‏ مصدر مثل غفران، من التسبيح وهو التنزيه‏.‏

 

(‏لا سمي له‏)‏

 

أي‏:‏ لا نظير له يستحق مثل اسمه، كقوله تعالى في الآية ‏(‏65‏)‏ من سورة مريم‏:‏ ‏

 

{‏ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ‏}‏ استفهام معناه النفي أي‏:‏ لا أحد يساميه أو يماثله

 

(‏ولا كفؤ له‏)‏

 

الكفؤ هو المكافئ المماثل‏.‏ أي‏:‏ لا مثل له كقوله تعالى‏:‏ في سورة الإخلاص‏:‏

 

‏{‏ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ ‏}

 

‏ ‏ ‏(‏ولا ند له‏)

 

الند‏:‏ هو الشبيه والنظير‏.‏ قال تعالى في الآية ‏(‏22‏)‏ من سورة البقرة‏:‏

 

‏{‏فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَادًا‏}‏‏.‏

 

(‏ولا يقاس بخلقه‏)

 

القياس في اللغة‏:‏ التمثيل،

 

أي‏:‏ لا يشبه ولا يمثل بهم، قال سبحانه في الآية 74 من سورة النحل‏:‏ ‏{‏فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلّهِ الأَمْثَالَ‏}‏ فلا

 

يقاس سبحانه بخلقه لا في ذاته ولا في أسمائه وصفاته ولا في أفعاله، وكيف يقاس الخالق الكامل بالمخلوق الناقص‏؟‏ ‏!‏ تعالى الله عن ذلك

 

(‏فإنه سبحانه أعلم بنفسه وبغيره‏)‏‏

 

وهذا تعليل لما سبق من وجوب إثبات ما أثبته لنفسه من الصفات

 

ومنع قياسه بخلقه، فإنه إذا كان أعلم بنفسه وبغيره وجب أن يثبت له من الصفات ما أثبته لنفسه وأثبته له رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏

 

والخلق لا يحيطون به علمًا فهو الموصوف بصفات الكمال التي لا تبلغها عقول المخلوقين، فيجب علينا أن نرضى بما رضيه لنفسه فهو أعلم

 

بما يليق به ونحن لا نعلم ذلك‏.‏

 

وهو سبحانه‏:‏

‏(‏أصدق قيلاً وأحسن حديثًا من خلقه‏)‏

 

فما أخبر به فهو صدق وحق يجب علينا أن

 

نصدقه ولا نعارضه، وألفاظه أحسن الألفاظ وأفصحها وأوضحها وقد بين ما يليق به من الأسماء والصفات أتم بيان فيجب قبول ذلك والتسليم له‏.‏

 

146591eacoje4lbe.gif

 

ثم رسله صادقون مصدقون بخلاف الذين يقولون عليه ما لا يعلمون‏.‏

 

الشرح‏:‏

 

(‏ثم رسله صادقون مصدقون‏)‏

 

هذا عطف على قوله‏:‏ ‏(‏فإنه أعلم بنفسه‏.‏‏.‏ إلخ‏)‏

 

الصدق‏:‏ مطابقة الخبر للواقع‏.‏ أي‏:‏ صادقون فيما أخبروا به عن الله تعالى، مصدقون، أي‏:‏ فيما يأتيهم من الوحي بواسطة الملائكة لأنه من عند

 

الله فهم لا ينطقون عن الهوى‏.‏ وهذا توثيق لسند الرسل عليهم الصلاة والسلام، فقد قيل لهم الحق وبلغوه للخلق فيجب قبول ما وصفوا الله به ‏

 

فهم

(‏بخلاف الذين يقولون عليه ما لا يعلمون‏)‏

 

أي‏:‏ بخلاف الذين يقولون على الله بلا علم في شرعه

 

ودينه وفي أسمائه وصفاته بل بمجرد ظنونهم وتخيلاتهم أو بما يتلقونه عن الشياطين كالمتنبئين الكذبة والمبتدعة والزنادقة والسحرة والكهان

 

والمنجمين وعلماء السوء، كما قال تعالى في الآيات ‏(‏221 ـ 223‏)‏ من سورة الشعراء‏:‏ ‏{‏هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ‏}‏

 

وقال تعالى في الآية ‏(‏79‏)‏ من سورة البقرة‏:‏ ‏{‏فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ‏}‏الآية‏.‏

 

فإذا كان الله ـ سبحانه وتعالى ـ أعلم بنفسه وبغيره، وكان أصدق قولًا وأحسن حديثًا من خلقه، وكان رسله عليهم الصلاة والسلام صادقين في كل

 

ما يخبرون عنه، والواسطة بينهم وبين الله التي تأتيهم بالوحي من عنده واسطة صادقة من ملائكته الكرام، وجب التعويل إذا على ما قاله الله

 

ورسله لا سيما في باب الأسماء والصفات نفيًا وإثباتًا، ورفض ما قاله المبتدعة والضلال ممن يدعي المجاز في الرسل، معتمدين على أهوائهم،

 

أو مقلدين لمن لا يصلح للقدوة من الضلال‏.‏

 

146591eacoje4lbe.gif

 

ولهذا قال‏:‏ ‏{‏سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ‏}‏

 

فسبح نفسه عما وصفه به المخالفون للرسل‏.‏ وسلم على المرسلين لسلامة ما قالوه من النقص والعيب‏.‏

 

الشرح‏:‏

 

المفردات‏:‏

 

ولهذا‏:‏ تعليل لما سبق من كون كلام الله وكلام رسله أصدق وأحسن‏.‏

 

سبحان‏:‏ اسم مصدر من التسبيح وهو التنزيه‏.‏

 

ربك‏:‏ الرب هو المالك السيد المربي لخلقه بنعمه‏.‏

 

العزة‏:‏ القوة والغلبة والمنعة‏.‏ وإضافة الرب إلى العزة من إضافة الموصوف إلى الصفة‏.‏

 

يصفون‏:‏ أي يصفه به المخالفون للرسل مما لا يليق بجلاله‏.‏

 

وسلام‏:‏ قيل‏:‏ هو من السلام بمعنى التحية‏.‏ وقيل‏:‏ من السلامة من المكاره‏.‏

 

على المرسلين‏:‏ الذين أرسلهم الله إلى خلقه وبلغوا رسالات ربهم، جمع مرسل وتقدم تعريفه‏.‏

 

العالمين‏:‏ جمع عالم وهم كل من سوى الله‏.‏

 

المعنى الإجمالي‏:‏ قد بينه الشيخ ـ رحمه الله ـ بقوله‏:‏ فسبح نفسه‏.‏‏.‏‏.‏ إلخ‏.‏

 

ما يستفاد من الآيات‏:

تنزيه الله ـ سبحانه ـ عما يصفه به الضلال والجهال مما لا يليق بجلاله‏.‏

 

صدق الرسل ووجوب قبول ما جاءوا به وما أخبروا به عن الله‏.‏

 

3 ـ مشروعية السلام على الرسل عليهم الصلاة والسلام واحترامهم‏.‏

 

4 ـ رد كل ما يخالف ما جاءت به الرسل لا سيما ما يتعلق بأسماء الله وصفاته‏.‏

 

مشروعية الثناء على الله وشكره على نعمه التي من أجلها نعمه التوحيد‏.‏

 

146591eacoje4lbe.gif

 

وهو سبحانه قد جمع فيما وصف وسمى به نفسه بين النفي والإثبات، فلا عدول لأهل السنة والجماعة عما جاء به المرسلون فإنه الصراط المستقيم‏.‏

 

الشرح‏:‏

 

(‏وهو سبحانه قد جمع إلخ‏)

 

‏ هذا بيان للمنهج الذي رسمه الله في كتابه لإثبات أسمائه وصفاته، وهو المنهج الذي يجب أن يسير عليه المؤمنون في هذا الباب المهم‏.‏

 

فإنه سبحانه‏:‏ ‏(‏قد جمع فيما وصف وسمى به نفسه‏)

‏ أي في جميع أسمائه وصفاته

 

‏(‏بين النفي والإثبات‏)

 

وهو نفي ما يضاد الكمال من أنواع العيوب والنقائص كنفي الند والشريك والسنة والنوم والموت واللغوب‏.‏

 

وأما الإثبات فهو إثبات صفات الكمال ونعوت الجلال لله كقوله تعالى في الآيتين ‏(‏23 ـ 24‏)‏ من سورة الحشر‏:‏ ‏{‏هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ هُوَ اللَّهُ الخالق الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ‏}‏

 

وغير ذلك مما سيذكر له المؤلف نماذج فيما يأتي‏.‏

 

وقوله‏:‏ ‏(‏فلا عدول لأهل السنة والجماعة عما جاء به المرسلون‏)

 

‏ أي‏:‏ لا ميل لهم ولا انحراف عن ذلك‏.‏

 

بل هم مقتفون آثارهم مستضيئون بأوارهم‏.‏ ومن ذلك إثبات صفات الكمال لله وتنزيهه عما لا يليق به‏.‏ فإن الرسل قد قرروا ذلك الأصل العظيم‏.‏

 

وأما أعداء الرسل فإنهم قد عدلوا عن ذلك‏.‏

 

وقوله‏:‏ ‏(‏فإنه الصراط المستقيم‏)‏

 

تعليل لقوله‏:‏ ‏(‏فلا عدول لأهل السنة‏)

 

أي لأن ما جاء به المرسلون هو الصراط المستقيم‏.

 

‏ والصراط المستقيم هو الطريق المعتدل الذي لا تعدد فيه ولا انقسام وهو المذكور في قوله تعالى من سورة الفاتحة‏:‏ ‏{‏اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ‏}‏

 

وقوله في الآية ‏(‏153‏)‏ من سورة الأنعام‏:‏ ‏{‏وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ‏}

وهو الذي ندعو الله في كل ركعة من صلواتنا أن يهدينا إليه‏.‏

 

146591eacoje4lbe.gif

 

صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين‏.‏

الشرح‏:‏

 

أي أن الصراط المستقيم الذي جاء به المرسلون في الاعتقاد وغيره وسلكه أهل السنة والجماعة هو

 

(‏صراط الذين أنعم الله عليهم‏)

 

أي‏:‏ أنعم الله عليهم الإنعام المطلق التام المتصل بسعادة الأبد، وهم الذين أمرنا الله أن ندعوه أن يهدينا طريقهم،

 

فهؤلاء الأصناف الأربعة هم أهل هذه النعمة المطلقة وهم‏:‏

 

1 ـ النبيون‏:‏ جمع نبي، وهم الذين اختصهم الله بنبوته ورسالته وتقدم تعريفهم‏.‏

 

2 ـ الصديقون‏:‏ جمع صديق وهو المبالغ في الصدق والتصديق،

أي‏:‏ المبالغ في الانقياد للرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ مع كمال الإخلاص لله‏.‏

 

الشهداء‏:‏ جمع شهيد، وهو المقتول في سبيل الله‏.‏ سمي بذلك لأنه مشهود له بالجنة ولأن ملائكة الرحمة تشهده‏.‏

 

4 ـ الصالحون‏:‏ جمع صالح وهو القائم بحقوق الله وحقوق عباده‏.‏

 

والصراط تارة يضاف إلى الله ـ تعالى ـ كقوله تعالى في الآية ‏(‏153‏)‏ من سورة الأنعام‏:‏ ‏{‏وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ‏}

 

لأنه هو الذي شرعه ونصبه، وتارة يضاف إلى العباد كما في قوله تعالى‏:‏ ‏‏{‏صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ‏}

لكونهم سلكوه‏.‏ وفي قوله‏:‏ ‏{‏صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ‏}‏ تنبيه على الرفيق في هذا الطريق وأنهم هم

 

الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، ليزول عن سالك هذا الطريق وحشة التفرد عن أهل

 

زمانه إذا استشعر أن رفقته على هذا الصراط الأنبياء والصديقون والشهداء والصالحون‏.‏

 

146591eacoje4lbe.gif

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

post-30765-1245309227.gif

 

 

الاستدلال على إثبات أسماء الله وصفاته من القرآن الكريم

 

1 ـ الجمع بين النفي والإثبات في وصفه تعالى

 

 

وقد دخل في هذه الجملة ما وصف الله به نفسه في سورة الإخلاص التي تعدل ثلث القرآن‏.‏

 

حيث يقول‏:‏ ‏{‏قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ‏} ‏‏.‏

 

 

16.gif

 

 

الشرح‏:‏

 

(‏وقد دخل في هذه الجملة‏)‏ أي‏:‏ التي تقدمت

 

وهي قوله‏:‏ ‏(‏وهو سبحانه قد جمع فيما وصف وسمى به نفسه بين النفي والإثبات‏)‏

 

فأراد هنا أن يورد ما يدل على ذلك من الكتاب والسنة، وبدأ بسورة الإخلاص لفضلها‏.‏

 

وسميت بذلك لأنها أخلصت في صفات الله ولأنها تخلص قارئها من الشرك‏.‏

 

قوله‏:‏ ‏(‏التي تعدل ثلث القرآن‏)‏ أي‏:‏ تساويه وذلك لأن معاني القرآن ثلاثة أنواع‏:‏ توحيد‏،‏ وقصص‏، وأحكام.

 

وهذه السورة فيها صفة الرحمن فهي في التوحيد وحده، فصارت تعدل ثلث القرآن‏.‏

 

والدليل على أن هذه السورة تعدل ثلث القرآن ما رواه البخاري عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ أن رجلًا سمع رجلًا يقرأ‏:‏ ‏

 

{‏قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ‏}‏

 

يرددها فلما أصبح جاء إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فذكر له ذلك وكأن الرجل يتقالها،

 

فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ‏:‏ ‏(‏والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن‏)‏

 

قال الإمام ابن القيم‏:‏ والأحاديث بكونها تعدل ثلث القرآن تكاد تبلغ مبلغ التواتر‏.‏

 

(‏حيث يقول‏)‏ الله جل شأنه‏:‏ ‏

 

{‏قل‏}‏

 

أي‏:‏ يا محمد وفي هذا دليل على أن القرآن كلام الله

 

إذ لو كان كلام محمد أو غيره لم يقل‏:‏ {‏قل‏}‏ ،

 

 

16.gif

 

 

{‏هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ‏}‏

 

أي واحد لا نظير له ولا وزير ولا مثيل ولا شريك له‏.‏

 

{‏اللَّهُ الصَّمَدُ‏}‏

 

أي‏:‏ السيد الذي كمل في سؤدده وشرفه وعظمته وفيه جميع صفات الكمال، والذي تصمد إليه الخلائق وتقصده في جميع حاجاتها ومهماتها‏.‏

 

{‏لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ‏}‏

 

أي ليس له ولد ولا والد‏.‏ وفيه الرد على النصارى ومشركي العرب الذين نسبوا لله الولد‏.‏

 

{‏وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ‏}‏

 

أي ليس له مكافئ ولا مماثل ولا نظير‏.‏

 

والشاهد من هذه السورة‏:‏

 

أنها تضمنت وجمعت بين النفي والإثبات

 

فقوله‏:‏ ‏{‏اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ‏}‏ إثبات‏.‏ وقوله‏:‏ ‏{‏لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ‏}‏ نفي‏.‏

 

 

16.gif

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

post-30765-1245309227.gif

 

الأسئلة التابعة لدرس

 

الجمع بين النفي والإثبات في وصفه تعالى

 

~~~ ~~~ ~~~

 

1- لم سُميت بسورة الإخلاص؟

 

2- لما كانت تعدل ثلث القرآن؟

 

3- قد قال جل شأنه في هذه السورة "قل" فلمن كانت موجهة؟ وعلى ماذا تدل؟

 

4- ما معنى "الله أحد" ؟

 

5- ما معنى "لم يلد ولم يولد" ؟ وفي هذه الآية رد على ثلاث طوائف فمن هم؟

 

6- ما معنى "ولم يكن له كفوا أحد" ؟

 

7- قد أورد المؤلف سورة الإخلاص ليستدل بها على أمر هام فما هو يرحمكِ الله؟

 

~~~ ~~~ ~~~

 

بالتوفيق للجميع

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

post-30765-1245309227.gif

 

الأسئلة التابعة لدرس

 

الجمع بين النفي والإثبات في وصفه تعالى

 

~~~ ~~~ ~~~

 

1- لم سُميت بسورة الإخلاص؟

 

لانها اخلصت فى صفات الله تعالى ، ولانها تخلص قارئها من الشرك

 

2- لما كانت تعدل ثلث القرآن؟

 

لان معانى القرآن على ثلاثة انواع : توحيد وقصص واحكام ،

 

وفى هذه الصورة صفة الرحمن فهى فى التوحيد وحده فصارت تعدل ثلث القرآن .

 

3- قد قال جل شأنه في هذه السورة "قل" فلمن كانت موجهة؟ وعلى ماذا تدل؟

 

كانت موجهة للنبى محمد - صلى الله عليه وسلم -

 

وتدل على ان القرآن كلام الله لا كلام محمد او غيره والا لما قال قل .

 

4- ما معنى "الله أحد" ؟

 

اى واحد ، لا نظير له ، ولا وزير له ، ولا مثيل له ، ولا شريك له .

 

5- ما معنى "لم يلد ولم يولد" ؟ وفي هذه الآية رد على ثلاث طوائف فمن هم؟

 

اى لاولد ولا والد له .

 

وفيها رد على النصارى واليهود ومشركى العرب ، الذين نسبوا لله الولد .

 

6- ما معنى "ولم يكن له كفوا أحد" ؟

 

اى ؛ لا مكافئ ولا نظير ولا مثيل له .

 

7- قد أورد المؤلف سورة الإخلاص ليستدل بها على أمر هام فما هو يرحمكِ الله؟

 

ليستدال على ان الله قد اثبت صفاته واسمائه بالنفى والاثبات فى القرآن الكريم .

~~~ ~~~ ~~~

 

بالتوفيق للجميع

 

 

:mrgreen:

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

21-288.gif

 

تابع : الاستدلال على إثبات أسماء الله وصفاته من القرآن الكريم

 

1 ـ الجمع بين النفي والإثبات في وصفه تعالى

 

وما وصف به نفسه في أعظم آية في كتابه حيث يقول‏:‏ ‏

 

{‏اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ

 

مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِيَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ

 

وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ و

 

َلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا ـ أي لا يكرثه ولا يثقله ـ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيم‏}‏

 

ولهذا كان من قرأ هذه الآية في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ حتى يصبح‏.‏

 

31.gif

 

الشرح‏:‏

 

‏(‏وما وصف به نفسه في أعظم آية من كتابه‏)‏

 

أي‏:‏ ودخل في الجملة السابقة ما وصف الله به نفسه الكريمة ‏(‏في أعظم آية‏)‏ والآية في اللغة‏:‏ العلامة‏.‏

 

والمراد بها هنا طائفة من كلمات القرآن متميزة عن غيرها بفاصلة،

 

وتسمى هذه الآية التي أوردها هنا آية الكرسي لذكر الكرسي فيها‏.‏

 

والدليل على أنها أعظم آية في القرآن:

 

ما ثبت في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم عن أبي بن كعب ـ رضي الله عنه ـ

 

أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ سأله‏:‏ أي آية في كتاب الله أعظم‏؟‏ قال‏:‏ الله ورسوله أعلم،

 

فرددها مرارًا ثم قال أبي‏:‏ آية الكرسي‏.‏

 

فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ‏:‏ ‏(‏ليهنك العلم أبا المنذر‏)‏

 

وسبب كونها أعظم آية لما اشتملت عليه من إثبات أسماء الله وصفاته وتنزيهه عما لا يليق به‏.‏

 

فقوله تعالى‏:‏ ‏{‏اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ‏}‏ أي‏:‏ لا معبود بحق إلا هو، وما سواه فعبادته من أبطل الباطل‏.‏ ‏

 

{‏الْحَيُّ‏}‏ أي‏:‏ الدائم الباقي الذي له كمال الحياة والذي لا سبيل للفناء عليه‏.‏

 

‏{‏الْقَيُّومُ‏}‏ أي‏:‏ القائم بنفسه المقيم لغيره، فهو غني عن خلقه، وخلقه محتاجون إليه‏.‏

 

وقد ورد أن ‏{‏الْحَيُّ الْقَيُّومُ‏}‏ هو الاسم الأعظم الذي إذا دعي الله به أجاب، وإذا سئل به أعطى

 

لدلالة ‏{‏الْحَيُّ‏}‏ على الصفات الذاتية، ودلالة ‏{‏الْقَيُّومُ‏}‏ على الصفات الفعلية،

 

فالصفات كلها ترجع إلى هذين الاسمين الكريمين العظيمين ولكمال قيوميته‏.‏

 

‏{‏لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ‏}‏ السنة‏:‏ النعاس وهو نوم خفيف ويكون في العين فقط والنوم أقوى من السنة،

 

وهو أخو الموت ويكون في القلب‏.‏

 

{‏لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ‏}‏ ملكًا وخلقًا وعبيدًا فهو يملك العالم العلوي والسفلي‏.‏

 

{‏مَن ذَا الَّذِي‏}‏ أي‏:‏ لا أحد‏.‏

 

‏{‏يَشْفَعُ عِنْدَهُ‏}‏ الشفاعة‏:‏ مشتقة من الشفع وهو ضد الوتر،

 

فكأن الشافع ضم سؤاله إلى سؤال غيره فصيره شفعًا بعد أن كان وترًا‏.‏

 

والشفاعة‏:‏ سؤال الخير للغير، بمعنى أن يسأل المؤمن ربه أن يغفر ذنوب وجرائم بعض المؤمنين‏.‏

 

لكنها ملك لله سبحانه فلا تكون ‏{‏إِلاَّ بِإِذْنِهِ‏}‏ أي‏:‏ بأمره وذلك لكبريائه وعظمته سبحانه وتعالى

 

لا يستطيع أحد أن يتقدم إليه بالشفاعة عنده لأحد إلا بعد أن يأذن‏.‏

 

‏{‏يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ‏}‏ أي‏:‏ علمه واطلاعه محيط بالأمور الماضية والمستقبلة فلا يخفى عليه منها شيء

 

{‏وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء‏}‏ أي‏:‏ العباد لا يعلمون شيئًا من علم الله إلا ما علمهم الله إياه

 

على ألسنة رسله وبطرق وأسباب متنوعة

 

{‏وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ‏}‏ كرسيه سبحانه قيل‏:‏ إنه العرش، وقيل‏:‏ إنه غيره فقد ورد أنه موضع القدمين،

 

وهو كرسي بلغ من عظمته وسعته أنه وسع السموات والأرض ‏

 

{‏وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا‏}‏ أي‏:‏ لا يكرثه ولا يشق عليه ولا يثقله حفظ العالم العلوي والسفلي لكمال قدرته وقوته‏.‏

 

‏{‏وَهُوَ الْعَلِيُّ‏}‏ أي‏:‏ له العلو المطلق علو الذات بكونه فوق جميع المخلوقات ‏{‏عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى‏}‏‏.‏

 

وعلو القدر، فله كل صفات الكمال ونعوت الجلال،

 

وعلو القهر فهو القادر على كل شيء المتصرف في كل شيء لا يمتنع عليه شيء

 

‏{‏الْعَظِيمِ‏}‏ الذي له جميع صفات العظمة، له التعظيم الكامل في قلوب أنبيائه وملائكته وعباده المؤمنين،

 

فحقيق بآية تحتوي على هذه المعاني أن تكون أعظم آية في القرآن‏.‏

 

وأن تحفظ قارئها من الشرور والشياطين‏.‏

 

36.gif

 

والشاهد منها‏:‏

 

أن الله جمع فيها فيما وصف وسمى به نفسه بين النفي والإثبات،

 

فقد تضمنت إثبات صفات الكمال ونفي النقص عن الله،

 

ففي قوله‏:‏ ‏{‏اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ‏}‏ نفي الإلهية عما سواه وإثباتها له‏.‏

 

وفي قوله‏:‏ ‏{‏الْحَيُّ الْقَيُّومُ‏}‏ إثبات الحياة والقيومية له‏.‏

 

وفي قوله‏:‏ ‏{‏لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ‏}‏ نفي السنة والنوم عنه،

 

وفي قوله‏:‏ ‏{‏لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ‏}‏ إثبات ملكيته الكاملة للعالمين العلوي والسفلي‏.‏

 

وفي قوله‏:‏ ‏{‏مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ‏}‏ نفي الشفاعة عنده بغير إذنه لكمال عظمته وفناه عن خلقه‏.‏

 

وفي قوله‏:‏ ‏{‏يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ‏}‏ إثبات كمال علمه لكل شيء ماضيًا أو مستقبلًا‏.‏

 

وفي قوله‏:‏ ‏{‏وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء‏}‏ بيان حاجة الخلق إليه وإثبات غناه عنهم‏.‏

 

وفي قوله‏:‏ ‏{‏وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ‏}‏ إثبات كرسيه وإثبات كمال عظمته وجلالته

 

وصغر المخلوقات بالنسبة إليه‏.‏

 

وفي قوله‏:‏ ‏{‏وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا‏}‏ نفي العجز والتعب عنه سبحانه‏.‏

 

وفي قوله‏:‏ ‏{‏وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ‏}‏ إثبات العلو والعظمة له سبحانه‏.‏

 

 

36.gif

 

وقول المصنف ـ رحمه الله ـ

 

‏(‏ولهذا كان من قرأ هذه الآية في ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح‏)‏

 

يشير إلى ما رواه البخاري في صحيحه عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ فيه‏:‏

 

‏(‏إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي‏:‏ ‏{‏اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ‏}‏،

 

حتى تختم الآية فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح‏)‏ الحديث‏.‏

 

والشيطان‏:‏ يطلق على كل متمرد عات من الجن والإنس ـ من ‏(‏شطن‏)‏ إذا بعد ـ

 

سمي بذلك لبعده عن رحمة الله، أو من شاط يشيط إذا اشتد‏.‏

 

item33.gif

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

جوزيتي خيرا اختي الحبيبة بسمتي على المساعدة لا حرمكِ الله الاجر والثواب

 

36.gif

 

الأسئلة التابعة للدرس:

 

1- ما الدليل على ان آية الكرسي أعظم آية في كتاب الله تعالى؟ وما سبب ذلك؟

 

2- ما معنى قوله تعالى : "الله لا إله ألا هو" ؟

 

3- ما معنى الحي القيوم؟

 

4- ما معنى اشفاعة؟ ولمن هي؟

 

5- ما معنى العلي ؟ بإختصار

 

6- هل ورد شيء في فضل آية الكرسي؟

 

7- ما الشاهد من آية الكرسي؟

 

8- عددي 3 صفات منفية - وثلاث صفات مثبتة

 

36.gif

 

بالتوفيق للجميع

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

post-30765-1245309227.gif

 

الأسئلة التابعة لدرس

 

الجمع بين النفي والإثبات في وصفه تعالى

 

~~~ ~~~ ~~~

 

1- لم سُميت بسورة الإخلاص؟

 

لأنها أخلصت فى صفات الله و لأنها تخلص صاحبها من الشرك

 

2- لما كانت تعدل ثلث القرآن؟

 

لأن القرآن انقسم ثلاثة أقسام: توحيد و أحكام و قصص

و هذه السورة تتضمن معانى التوحيد

3- قد قال جل شأنه في هذه السورة "قل" فلمن كانت موجهة؟ وعلى ماذا تدل؟

 

كانت موجهة لسيدنا محمد صلى الله عليه و سلم

وتدل على أن القرآن كلام الله فلو كان كلام سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم كما زعم البعض لما قال له "قل"

4- ما معنى "الله أحد" ؟

 

الله واحد لا مثيل له و لا نظير و لا شريك

 

5- ما معنى "لم يلد ولم يولد" ؟ وفي هذه الآية رد على ثلاث طوائف فمن هم؟

 

النصارى و مشركى العرب ممن جعلوا لله ولد و اليهود

 

6- ما معنى "ولم يكن له كفوا أحد" ؟

 

ليس له مكافىء و لا مماثل و لا نظير

 

7- قد أورد المؤلف سورة الإخلاص ليستدل بها على أمر هام فما هو يرحمكِ الله؟

 

ليستدل على أن الله تعالى أثبت صفاته بالنفى " لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد " و بالإثبات " الله أحد الله الصمد "

 

~~~ ~~~ ~~~

 

بالتوفيق للجميع

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

post-30765-1245309227.gif

 

الأسئلة التابعة لدرس

 

الجمع بين النفي والإثبات في وصفه تعالى

 

~~~ ~~~ ~~~

 

1- لم سُميت بسورة الإخلاص؟

 

لأنها أخلصت فى صفات الله و لأنها تخلص صاحبها من الشرك

 

2- لما كانت تعدل ثلث القرآن؟

 

لأن القرآن انقسم ثلاثة أقسام: توحيد و أحكام و قصص

و هذه السورة تتضمن معانى التوحيد

3- قد قال جل شأنه في هذه السورة "قل" فلمن كانت موجهة؟ وعلى ماذا تدل؟

 

كانت موجهة لسيدنا محمد صلى الله عليه و سلم

وتدل على أن القرآن كلام الله فلو كان كلام سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم كما زعم البعض لما قال له "قل"

4- ما معنى "الله أحد" ؟

 

الله واحد لا مثيل له و لا نظير و لا شريك

 

5- ما معنى "لم يلد ولم يولد" ؟ وفي هذه الآية رد على ثلاث طوائف فمن هم؟

 

النصارى و مشركى العرب ممن جعلوا لله ولد و اليهود

 

6- ما معنى "ولم يكن له كفوا أحد" ؟

 

ليس له مكافىء و لا مماثل و لا نظير

 

7- قد أورد المؤلف سورة الإخلاص ليستدل بها على أمر هام فما هو يرحمكِ الله؟

 

ليستدل على أن الله تعالى أثبت صفاته بالنفى " لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد " و بالإثبات " الله أحد الله الصمد "

 

~~~ ~~~ ~~~

 

بالتوفيق للجميع

 

 

 

ما شاء الله

 

تبارك الرحمن على أجوبتك الطيبة لا حرمكِ الله الاجر

 

وان شاء الله بتكونوا بتستفيدوا منها وتبقى مزروعة في ذاكرتكم!

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

جوزيتي خيرا اختي الحبيبة بسمتي على المساعدة لا حرمكِ الله الاجر والثواب

 

36.gif

 

الأسئلة التابعة للدرس:

 

1- ما الدليل على ان آية الكرسي أعظم آية في كتاب الله تعالى؟ وما سبب ذلك؟

 

ما ثبت في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم عن أبي بن كعب ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ سأله‏:‏ أي آية في كتاب الله أعظم‏؟‏ قال‏:‏ الله ورسوله أعلم، فرددها مرارًا ثم قال أبي‏:‏ آية الكرسي‏.‏فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ‏:‏ ‏(‏ليهنك العلم أبا المنذر‏)‏

وهى أعظم آية لأنها تضمنت إثبات أسماء الله و صفاته

 

 

2- ما معنى قوله تعالى : "الله لا إله ألا هو" ؟

 

لا معبود بحق سوى الله عز و جل 3- ما معنى الحي القيوم؟

الحى: الباقى الدائم الذى له كمال الحياة

القيوم: القائم بنفسه المقيم لغيره فهو لا يحتاج أحد من الخلق لكن الخلق محتاجين إليه

4- ما معنى اشفاعة؟ ولمن هي؟

 

الشفاعة من شفع و هى سؤال الخير للغير كمن- يسأل الشفاعة لغيره من المؤمنين

5- ما معنى العلي ؟ بإختصار

 

له العلو المطلق علو الذات و علو القدر و علو القهر

 

 

6- هل ورد شيء في فضل آية الكرسي؟

 

أنها تحفظ قارئها من الشياطين و الشرور فمن قرأها فى ليلته حفظ من الشياطين حتى يصبح

7- ما الشاهد من آية الكرسي؟

 

أن الله جمع فيها صفات نفسه بين النفى و الإثبات 8- عددي 3 صفات منفية - وثلاث صفات مثبتة

 

الصفات المنفية:

لا إله إلا هو

لا تأخذه سنة و لا نوم

لا يؤوده حفظهما

 

الصفات المثبتة:

الحى القيوم

له ما فى السماوات و ما فى الأرض

من ذا الذى يشفع عنده إلا بإذنه

هو العلى العظيم

 

36.gif

 

بالتوفيق للجميع

تم تعديل بواسطة أم منةوعمر

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

جوزيتي خيرا اختي الحبيبة بسمتي على المساعدة لا حرمكِ الله الاجر

 

جزانا واياك ِ :mrgreen: فى سرك هاه

 

36.gif

 

الأسئلة التابعة للدرس:

 

1- ما الدليل على ان آية الكرسي أعظم آية في كتاب الله تعالى؟ وما سبب ذلك؟

 

الدليل ما ثبت فى الحديث الصحيح الذى رواه مسلم عن ابى بن كعب - رضى الله عنه - ان النبى - صلى الله عليه وسلم -

 

سأله : أى آية فى كتاب الله اعظم ؟

 

فقال : الله ورسوله أعلم .

 

فردد مررافقال : آية الكرسى

 

فقال النبى - صلى الله عليه وسلم -: ليهنك العلم أبا المنذر

 

وسبب ذلك ، لما اشتملت عليه الآية من إثبات صفات الكمال لله وتنزيهه عما لا يليق .

 

2- ما معنى قوله تعالى : "الله لا إله ألا هو" ؟

 

أى ؛ لا معبود بحق إلا هو ، وما سواه فعبادته أبطل الباطل.

 

3- ما معنى الحي القيوم؟

 

الحى : أى الدائم الباقى الذى له كمال الحياة والذى لا سبيل للفناء عليه

 

القيوم : أى القائم بنفسه ، والمقيم لغيره ، فهو غنى عن خلقه وخلقه محتاجون إليه

 

وقد ورد ان الحى القيوم هو الاسم الأعظم الذى إذا دعى به أجاب ، إذا سأل به اعطى

 

للدلالة الحى على الصفات الذاتية ، ودلالة القيوم على الصفات الفعلية .

 

4- ما معنى اشفاعة؟ ولمن هي؟

 

الشفاعة : مشتقة من الشفع وهى ضد الوتر

 

كأن الشافع ضم سؤاله إلى سؤال غيره فصيره شفعا بعد ان كان وترا .

 

والشفاعة : هى سؤال الخير للغير ، وهى للمؤمن يسأل ربه أن يغفر ذنوب وجرائم غيره من المؤمنين .

 

5- ما معنى العلي ؟ بإختصار

 

العلى الذى له العلو المطلق ؛

 

علو الذات : لكونه فوق جميع المخلوقات ( على العرش استوى )

 

علو القدر : فله جميع صفات الكمال ونعوت الجلال .

 

علو القهر : فهو القادر على كل شئ المتصرف فى كل شئ ولا يمتنع عليه شئ.

 

 

6- هل ورد شيء في فضل آية الكرسي؟

 

نعم ، لما رواه البخارى فى صحيحه عن ابى هريرة - رضى الله عنه - فيه :

 

( إذا اويت إلى فراشك فأقراء آيه الكرسى ( الله لا اله الا هو الحى القيوم )إلى ان تختم الآية ، فانك لن يزال عليك من الله حافظا

 

ولا يقربك شيطان حتى تصبح ) الحديث

 

7- ما الشاهد من آية الكرسي؟

 

الشاهد من آية الكرسى انها تضمنت ما سمى الله ووصف به نفسه بين النفى والإثبات

 

إثبات صفات الكمال ونفى النقص عن الله .

 

8- عددي 3 صفات منفية - وثلاث صفات مثبتة

 

3 صفات منفية :

 

1 - نفى الإلهية لغيره وإثباتها له فى قوله تعالى ( الله لا اله الا هو )

 

2- نفى السنه والنوم عن الله فى قوله ( لا تاخذه سنة ولا نوم )

 

3- نفى الشفاعة لاحد عنده إلا بإذنه ، لكمال عظمته وجلاله .فى قوله ( من ذا الذى يشفع عنده الا بإذنه )

 

3 صفات مثبتة :

 

1- إثبات الحياة والقيومية له فى قوله ( الحى القيوم )

 

2- إثبات ملكيته الكامل للعالمين العلوى والسفلى فى قوله تعالى ( له ما فى السموات والارض )

 

3- إثبات كمال علمه لكل شئ مستقبلا او ماضيا لقوله تعالى ( يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ).

 

 

36.gif

 

بالتوفيق للجميع

تم تعديل بواسطة ( الصـــ ضياء ـــبر)

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

ما شاء الله

 

ام منة وعمر وبسمتي على الاجوبة الطيبة ثبتها الله في قلوبكن

 

اسال الله تعالى ان يرحمنا ويغفر لنا ذنوبنا ما تقدم منها وما تأخر..

 

عندي ملاحظة: يا ريت لما يكون في سؤال قد ذكر فيه كلمة "بإختصار" ان يكون مختصرا والمضمون هو المكتوب يعني بدون تفاصيل!

 

بارك الله بكن

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ward1dw9.gif

 

2ـ الجمع بين علوه وقربه وأزليته وأبديته

 

وقوله سبحانه‏:‏ ‏{ ‏هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ‏ }‏‏.‏

 

 

الشرح‏:‏

75.gif

 

قوله‏:‏ ‏{‏ هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ ‏}‏ الآية‏.‏

 

هذه الآية الكريمة قد فسرها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الحديث الذي رواه مسلم

 

أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال‏:‏

 

‏(‏اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء‏.‏ وأنت الآخر فليس بعدك شيء‏.‏

 

وأنت الظاهر فليس فوقك شيء‏.‏ وأنت الباطن فليس دونك شيء‏)‏‏.‏

 

فقد فسر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ هذه الأسماء الأربعة بهذا التفسير المختصر الواضح،

 

وفي هذه الأسماء المباركة إحاطته سبحانه من كل وجه‏.‏

 

ففي اسمه الأول والآخر إحاطته الزمانية‏.‏

 

وفي اسمه الظاهر والباطن إحاطته المكانية‏.

 

‏ قال الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ ‏:‏

 

‏(‏فهذه الأسماء الأربعة متقابلة‏:‏ اسمان لأزليته وأبديته سبحانه، واسمان لعلوه وقربه،

 

فأوليته سبحانه سابقة على أولية كل ما سواه، وآخريته سبحانه ثابتة بعد آخرية كل ما سواه‏.‏

 

فأوليته‏:‏ سبقه لكل شيء، وآخريته‏:‏ بقاؤه بعد كل شيء، وظاهريته‏:‏ فوقيته وعلوه على كل شيء‏.‏

 

ومعنى الظهور يقتضي العلو، وظاهر الشيء ما علا منه‏.‏

 

وبطونه سبحانه‏:‏ إحاطته بكل شيء بحيث يكون أقرب إليه من نفسه وهذا قرب الإحاطة العامة‏)‏‏.‏ اه ـ‏.

 

وقوله تعالى‏:‏ ‏{‏ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم

 

أي قد أحاط علمه بكل شيء من الأمور الماضية والحاضرة والمستقبلة،

 

ومن العالم العلوي والسفلي ومن الظواهر والبواطن لا يعزب عن علمه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء‏.‏

 

والشاهد من الآية الكريمة‏:‏

12-69.gif

 

إثبات هذه الأسماء الكريمة لله المقتضية لإحاطته بكل شيء زمانًا ومكانًا واطلاعًا وتقديرًا وتدبيرًا‏.‏

 

تعالى وتقدس ‏(‏علوًا كبيرًا‏)‏‏.‏

 

 

ward11ow2.pngward11ow2.pngward11ow2.png

 

 

وقوله سبحانه‏:‏ ‏{ ‏وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ ‏}.‏

 

 

الشرح‏:‏

75.gif

 

 

‏{‏وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ‏}‏

 

أبدًا، أي‏:‏ فوض أمورك إليه فالتوكل لغة‏:‏ التفويض،

 

يقال‏:‏ وكلت أمري إلى فلان، أي فوضته‏.‏

 

ومعناه شرعًا‏:‏ اعتماد القلب على الله في جلب ما ينفع وجعف ما يضر،

 

والتوكل على الله نوع من أنواع العبادة وهو واجب،

 

ولا ينافي الأخذ بالأسباب بل يتفق معه تمامًا‏.‏

 

وخص صفة الحياة إشارة إلى أن الحي هو الذي يوثق به في تحصيل المصالح‏.‏

 

ولا حياة على الدوام إلا به سبحانه وأما الأحياء المنقطعة حياتهم فإنهم إذا ماتوا ضاع من يتوكل عليهم‏.‏

 

 

والشاهد من الآية الكريمة‏:‏

12-69.gif

 

أن فيها إثبات الحياة الكاملة لله ـ سبحانه ـ ونفي الموت عنه،

 

.ففيها الجمع بين النفي والإثبات في صفات الله تعالى

 

ward11ow2.pngward11ow2.pngward11ow2.png

 

 

 

وقوله‏:‏ ‏{‏وَهُوَ الْحَكِيمُ الخبِيرُ‏}‏‏.

 

وقوله‏:‏ ‏{‏وَهُوَ الْحَكِيمُ‏}‏ له معنيان

 

أحدهما‏:‏ أنه الحاكم بين خلقه بأمره الكوني وأمره الشرعي في الدنيا والآخرة‏.‏

 

والثاني‏:‏ أنه المحكم المتقن للأشياء، مأخوذ من الحكمة وهي وضع الأشياء في مواضعها‏.‏

 

فهو ـ سبحانه ـ الحاكم بين عباده الذي له الحكمة في خلقه وأمره لم يخلق شيئًا عبثًا

 

ولم يشرع إلا ما هو عين المصلحة‏.‏

‏{‏الخبِيرُ‏}

 

‏ من الخبرة وهي الإحاطة ببواطن الأشياء وظواهرها‏.‏ يقال‏:‏ خبرت الشيء إذا عرفته على حقيقته‏.‏

 

فهو سبحانه الخبير، أي‏:‏ الذي أحاط ببواطن الأشياء وخفاياها كما أحاط بظواهرها‏.‏

 

والشاهد من الآية

12-69.gif

 

أن فيها إثبات اسمين من أسمائه سبحانه‏:‏ الحكيم، الخبير،

 

وهما يتضمنان صفتين من صفاته وهما الحكمة والخبرة‏.‏

ward22xq8.gif

تم تعديل بواسطة الصـــ ضياء ـــبر

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

عذرا على التأخير ...

 

اسئلة هذا الدرس ان شاء الله

 

2ـ الجمع بين علوه وقربه وأزليته وأبديته

 

12-69.gif

 

1- بماذا فسر النبي صلى الله عليه وسلم قوله تعالى: " هو الأول والآخر والظاهر والباطن..." وعلى ماذا يدل كل إسم من هذه الأسماء الأربعة بإختصار؟

 

2- ما معنى قوله تعالى: " وهو بكل شيء عليم"؟

 

3- ما الشاهد من قوله تعالى: "وتوكل على الحي الذي لا يموت" ؟

 

4- ما معنى: "وهو الحكيم الخبير"؟ وما الشاهد منها بإختصار؟

 

12-69.gif

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×