اذهبي الى المحتوى
الفقيره الى رب العباد

الجزء السادس عشر من ((شخصية غيرت مجرى التاريخ))

المشاركات التي تم ترشيحها

بســم الله الـرحمــن الرحيــم

 

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

العزيمة القوية لا يردها شيء ولا يقف أمامها أحد فعندما يجد الداعية لدية الأنصار ولديه الأعوان والحماية فسوف يصدع بدعوته ولن يوقفه شيء مهما كان ذلك ..

فهاهم الأنصار عندما كشف الشيطان بيعتهم للرسول صلى الله عليه وسلم قال العباس بن عبادة بن نضلة : والذي بعثك بالحق , لو شئت لنميلن على أهل منى غدا بأسيافنا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لم نؤمر بذلك , ولكن ارجعوا إلى رحالكم " فرجعوا وناموا حتى أصبحوا .

ولما قرع هذا الخبر آذان قريش وقعت فيهم ضجة أثارت القلاقل والأحزان , لأنهم كانوا على معرفة تامة من عواقب مثل هذه البيعة و نتائجها بالنسبة إلى أنفسهم و أموالهم , فما إن أصبحوا حتى توجه وفد كبير من زعماء مكة وأكابر مجرميها إلى مخيم أهل يثرب , ليقدم احتجاجه الشديد على هذه المعاهدة . فقد قال :

" يا معشر الخزرج , إنه قد بلغنا أنكم قد جئتم إلى أصحابنا هذا تستخرجونه

من بين أظهرنا , وتبايعونه على حربنا , وإنه والله ما من حي من العرب أبغض إلينا من أن تنشب الحرب بيننا وبينهم منكم ."

ولما كان مشركوا الخزرج لا يعرفون شيئا عن هذه البيعة , لأنها تمت في سرية تامة , وفي ظلام الليل , أنبعث هؤلاء المشركون يحلفون بالله : ماكان من شيء , وما علمناه , حتى أتوا عبد الله بن أبي ابن سلول , فجعل يقول هذا باطل , وما كان هذا , وما كن قومي ليفتاتوا علي مثل هذا , لو كنت بيثرب ما صنع قومي هذا يؤامروني"

أما المسلمون فنظر بعضهم إلى بعض , ثم لاذوا بالصمت , فلم يتحدث أحد منهم بنفي أو إثبات .

ومال زعماء قريش إلى تصديق المشركين , فرجعوا خائبين .

تأكد الخبر لدى قريش ومطاردة المتابعين :

عاد زعماء مكة وهم على شبة اليقين من كذب هذا الخبر , لكنهم لم يزالوا يتنسطون – يكثرون البحث عنه ويدققون النظر فيه – حتى تأكد لديهم أن الخبر صحيح , والبيعة قد تمت فعلا .

وذلك بعد ما نفر الحجيج إلى أوطانهم , فسارع فرسانهم بمطاردة اليثربيين , ولكن بعد فوات الأوان إلا أنهم تمكنوا من رؤية سعد بن عبادة و المنذر بن عمرو , فطاردوهما, فأما المنذر فأعجز القوم , و أما سعد فألقوا القبض عليه , فربطوا يديه إلى عنقه بنسع رحله , وجعلوا يضربونه ويجرونه ويجرون شعره حتى أدخلوه مكة , فجاء المطعم بن عدي والحارث بن حرب بن أمية فخلصاه من أيديهم .

إذ كان سعد يجير لهما قوافلهما , المارة بالمدينة , وتشاور الأنصار حين فقدوه أن يكروا إليه , فإذا هو قد طلع عليهم , فوصل القوم جميعا إلى المدينة .

هذه هي بيعة العقبة الثانية – التي تعرف ببيعة العقبة الكبرى – وقد تمت في جو تعلوه عواطف الحب والولاء والتناصر بين أشتات المؤمنين , والثقة والشجاعة , ولم تكن هذه العواطف والمشاعر نتيجة نزعة عابرة تزول على مر الأيام , بل الإيمان بالله وبرسوله وبكتابه الذي أنزل .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

جزاكِ الله خيرًا وبارك فيكِ أخيتي الكريمة .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×