اذهبي الى المحتوى
عهد الوفاء

إن هو إلا طفل

المشاركات التي تم ترشيحها

 

نشرت مجلة بيبولزهوم جورنال هذه الرسالة التي وجهها الأديب لنفجستون لارند الى ابنه

الصغير فكتب يقول:

 

يا بني

أكتبُ هذا وأنت راقد أمامي على فراشك ، نائم وقد توسدت كفك الصغير

وانعقدت خصلات شعرك فوق جبهتك .

 

فمنذ لحظات خلت كنتُ جالسا إلى مكتبي أطالع الصحيفة ، وإذا بفيض غامر من الندم

يطغى عليّ ، فما تمالكت إلا أن تسللت إلى مخدعك ، ووخز الضمير يصليني نارا .

 

أتــَذكر صباح اليوم ؟

لقد عنّفتك وأنت ترتدي ثيابك تأهبا للذهاب إلى المدرسة ، لأنك عزفت عن غسل وجهك

واستعضت عن ذلك بمسحه بالمنشفة ، ولُمتك لأنك لم تنظف حذاءك كما ينبغي

وصحت بك لأنك نثرت بعض الأدوات عفوا على الأرض .

 

وعلى مائدة الإفطار أحصيت لك الأخطاء واحدة تلو الأخرى ، فقد سكبت حساءك

والتهمت طعامك ، وأسندت مرفقيك إلى طرف المائدة ، ووضعت نصيبا من الزبد على

خبزك أكثر مما يقتضيه الأمر .

 

وعندما وليت وجهك شطر ملعبك ، واتخذت أنا طريقي إلى محطة القطار

التفتَ إليّ ولوّحتَ بيدك وهتفت مع السلامة يا بابا

وقطبت لك جبيني ولم أجبك ، ثم أعدت الكـَرّة في المساء ولكني أيضاً لم أرد عليك

 

وبينما كنت أعبر الطريق لمحتك جاثيا على ركبتيك تلعب " البلي " وقد بدت على جواربك

ثقوب ، فأذللتك أمام أقرانك ، إذ سيّرتك أمامي إلى المنزل باكيا ، إنّ الجوارب يا بني غالية

الثمن ، ولو كنت أنت الذي يشتريها لحافظت عليها حرصا منك عليها .

 

أفتتصور هذا يحدث من أب ؟

 

ثم أتذكر بعد ذلك وأنا في مكتبي ?

كيف جئت تجر قدميك متخاذلا ، وفي عينيك عتاب صامت ?

فلما نحيت الصحيفة عني وقد ضاق صدري لقطعك عليّ حبل خلوتي ، وقفت بالباب

مترددا ، فصحت بك : ماذا تريد ؟؟

 

لم تقل شيئا ولكنك اندفعت إليّ ، وطوقت عنقي بذراعيك الصغيرتين وقبّلتني

وشددت ذراعيك حولي في عاطفة أودعها الله قلبك الطاهر مزدهرة لم يقو حتى الإهمال

على أن يذوي بها ، ثم انطلقت مهرولا تصعد الدرج إلى غرفتك .

 

يابني ..

لقد حدث بعد ذلك ببرهة وجيزة أن انزلقت الصحيفة من بين أصابعي

وعصف بنفسي ألم عات .

 

يالله ! إلى أين كانت " العادة " تسير بي ؟

عادة التفتيش عن الأخطاء

عادة اللوم والتأنيب

أكان ذلك جزاؤك مني على أنك لازلت طفلا صغيرا ؟

 

كلا ، لم يكن مردّ الأمر إني لا أحبك ، بل كان مرده أني طالبتك بالكثير

برغم صغر سنك كنت أقيسك بمقياس سني وتجاربي وخبرتي .

 

ولكنك كنت في قرارة نفسك تعفو

وكان قلبك الصغير كبيرا كبر الفجر الوضّاء في الأفق الفسيح

فقد بدا لي هذا في جلاء من عاطفتك التي حدت بك إلى أن تندفع إليّ وتقبلني قبلة المساء .

 

لا شئ يهم يا بني الان

لقد أتيت إلى مخدعك وجثوت أمامك

أعرف أنك لن تفهم مما أقوله شيئا لو قلته لك في يقظتك

ولكني من الغد سأكون أبا حقيقيا ، سأكون زميلا وصديقا ، سأتألم عندما تتألم

وسأضحك عندما تضحك ، وسأعض على لساني إذا اندفعت إليك كلمة من كلمات اللوم الجارح

والعتاب الشديد ، وسأردد بيني وبين نفسي إن هو إلا طفل يحتاج مني الرحمة واللين .

 

أشد ما يحزّ في خاطري أني نظرت إليك كرجل ، إلا إنني وأنا أتأملك الآن منكمشا في مهدك

أرى أنك لازلت طفلا ، وبالأمس القريب كنت بين ذراعيّ أمك تسند رأسك الصغير إلى كتفها .

سامحني لأني قد حمّلتك فوق طاقتك .

 

انتهت الرسالة

 

أخي الحبيب, أُختي الغالية

كم نقسوا على أطفالنا لنصلح إعوجاجاً في سلوكهم ؟

وما أدركنا أننا بشدتنا المبالغ فيها نفقدهم الأمان الذي يبحثون عنه

وعندما يكبرون يبدأون بالبحث عنه خارج البيت مع رفاق و رفيقات السوء

او نقوم دون أن ندري بعملية تحطيم ممنهج تدريجي لشخوصهم من الداخل

 

والنتيجة ؟ شباب ورجال وفتيات ونساء معدومي الثقة بالنفس مسلوبي الأرادة

وكأننا نسينا أو تناسينا الأخطاء التي وقعنا فيها ونحن في سنهم

 

لكل أب وأم نقول

وجِّه أبناءك ودُلهم على الخطأ والصواب ولكن بقلب مُحب دافئ

كن حازماً معهم لتزيد من مناعتهم للتصدي لمصاعب الحياة ولكن لا تكن قاسياً شرساً

راقب تصرفاتهم وانصحهم ولكن دون توبيخ أوتأنيب أو إهانة أو شتائم

 

نعلم أن الأمر ليس سهلاً وضبط النفس أمر شاق أثناء التعامل مع الأبناء

كلنا يعرف ذلك وبخاصة من يمر أبناؤهم بمرحلة المراهقة

لكن بالصبر وطول البال والاصرار والتفهم ستكون النتائج رائعة ومذهلة

 

 

تم تعديل بواسطة راماس
تعديل الكلمات التي تؤدي الى رابط منتدى اخر

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

موضوع مؤثر جداً

على فكرة الطفل لا ينسى الإساءة حتى ولو كان لا يزال يحبو

 

 

بارك الله فيكِ يا غالية

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

بارك الله فيك أخية

كلمات أكثر من رائعة

حقا مشكلتنا أننا ننسى أنهم أطفال مع إننا نتمنى أن نعامل كأطفال

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

جزيتن خيرا على اثرائكن على الموضوع

سعدت بدعائكن

تم تعديل بواسطة أم عفراء

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

للاستفادة :) مرة اخرى

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بوركتِ يا حبيبة

موضوع رائعة وكلمات طيبة اعتقد الاغلب من الاهل بحاجة لقرائته

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وفيكما بارك راماس وام العبادلة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×