اذهبي الى المحتوى

المشاركات التي تم ترشيحها

الســــــــــلام عليكن ورحمة الله وبركاته

 

---------------------------------------------------

 

 

جحر العقرب ؟!

 

الشيخ / عبد الرحمن بن عبد الله السحيم

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله و صلى الله و سلم وبارك على رسول الله و بعد :

 

هذا أحد العلماء ، وهو كَهْمَس بن الحسن الحنفي البصري .

 

قال عنه الذهبي : من كبار الثقات .

 

وكان رحمه الله بـرّاً بأمه ، فلما ماتت حج ، وأقام بمكة حتى مات .

 

فماذا بلغ من بِـرِّه ؟

 

قيل : إنه أراد قتل عقرب فدخلت في جحر ، فأدخل أصابعه خلفها فضربته ، فقيل له .

 

قال : خفت أن تخرج فتجيء إلى أمي تلدغها !

 

تلقّى لسعة العقرب بدلاً من أمـه !

 

إن بر الوالدين من الأعمال الصالحة التي يُتقرّب بها إلى الله كما في قصة الثلاثة الذين

 

آواهم المبيت إلى غار ، والقصة في الصحيحين ، وفيها :

 

فقال واحد منهم : اللهم إنه كان لي أبوان شيخان كبيران فكنت آتيهما كل ليلة بلبنِ غنم

 

لي فأبطأت عليهما ليلة فجئت وقد رقدا وأهلي وعيالي يتضاغون من الجوع ، فكنت لا

 

أسقيهم حتى يشرب أبواي ، فكرهت أن أوقظهما وكرهت أن أدعهما فيستكنَّا لشربتهما -

 

أي يضعفا - فلم أزل أنتظر حتى طلع الفجر ، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك من خشيتك

 

ففرج عنا فانساخت عنهم الصخرة حتى نظروا إلى السماء .

 

وإن بر الوالدين مما يبلغ معه العبد المنزلة العالية عند الله ، بل يبلغ منزلة عند الله بحيث

 

لو أقسم على الله لأبرّ الله قسمه .

 

كما في قصة أويس القرني ، حيث قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم :

 

يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مراد ثم من قرن ، كان به برص

 

فبَرَأ منه إلا موضعَ درهم له والدةٌ هو بـها بـرٌّ ، لو أقسم على الله لأبره ، فإن استطعت

 

أن يستغفر لك فافعل . رواه مسلم.

 

وكان قال ذلك لعمر رضي الله عنه .

 

وفي رواية لمسلم : إن خير التابعين رجل يقال لـه أويس ، وله والدة ، وكان به بياض

 

فمروه فليستغفر لكم .

 

وإن بـرّ الأمهات يبلغ بصاحبه الدرجات العُلى

 

روى البخاري من حديث أنس بن مالك أن الرُّبيِّع بنت النضر - عمة أنس أتت النبي

 

صلى الله عليه وسلم فقالت : يا نبي الله ألا تحدثني عن حارثة ؟ - وكان قتل يوم بدر

 

أصابه سهم - فإن كان في الجنة صبرتُ ، وإن كان غير ذلك اجتهدت عليه في البكاء قال :

 

يا أم حارثة إنـها جنان في الجنة ، وإن ابنك أصاب الفـردوس الأعلى .

 

هو حارثة بن النعمان – رضي الله عنه – ويُقال حارثة بن سراقة ، وترجم الحافظ ابن

 

حجر في الإصابة لاثنين ، بينما رجّح في الفتح أنه واحد .

 

هذا الرجل أوصلَه بـرُّه إلى الجنة .

 

فعن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بينا أنا أدور

 

في الجنة سمعت صوت قارئ فقلت من هذا ؟ فقالوا : حارثة بن النعمان . قال : كذلكم البر .

 

كذلكم البر . قال : وكان أبـرَّ الناس بأمِّـه . رواه الإمام أحمد وابن حبان والحاكم ، وقال :

 

هذا حديث صحيح على شرط الشيخين . وهو كما قال .

 

فما هو البر ؟

 

سُئل الحسن ما برّ الوالدين ؟

 

قال : أن تبذل لهما ما ملكت ، وأن تطيعهما في ما أمراك به إلا أن تكون معصية .

 

رواه عبد الرزاق في المصنف .

 

من أجل هذه الفضائل المجتمعة في بر الوالدين حرص السلف على البر بآبائهم ،

 

فهذا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يبـرّ ابن صاحب أبيه بعد موت أبيه .

 

فعن عبد الله بن دينار عن ابن عمر أنه كان إذا خرج إلى مكة كان له حمار يتروّح عليه

 

إذا مـلّ ركوب الراحلة وعمامةٌ يشد بـها رأسه ، فبينا هو يوما على ذلك الحمار إذ مرّ به

 

أعرابي ، فقال : ألست ابن فلان بن فلان قال : بلى فأعطاه الحمار وقال : اركب هذا

 

،والعمامة أُشدد بـها رأسك ، فقال له بعض أصحابه : غفر الله لك أعطيت هذا الأعرابي

 

حمارا كنت تروّح عليه ، وعمامةً كنت تشدُّ بـها رأسك ، فقال إني سمعت رسول الله صلى

 

الله عليه وعلى آله وسلم يقول : إن من أبر البر صلة الرجل أهل ود أبيه بعد أن يولِّي ،

 

وإن أباه كان صديقا لعمر رضي الله عنه . رواه مسلم .

 

" وكان أبو هريرة رضي الله عنه من أبـرّ الناس بأمه "

 

ومن أجل ذلك بكى الشعراء أمهاتهم :

 

بكى الشعراء آبائهم لِمَا كانوا يرجون من بِرِّهم والإحسانِ إليهم ، ومن أجمل من رثى

 

وبكى والديه الشاعر عمر بـهاء الدين الأميري ، وما قالَه في والدَيْه :

 

أبتي وأمي موئلي ومَنـاري بكما اعتزازي في الورى وفَخَاري

 

يا شعلتين منيرتين أضـاءتا قلبي الفَتِيَّ بأبـهجِ الأنــوارِ

 

يا مقلتينِ من الكرى قد فَرّتا سهراً عليّ مخافـةَ الأكــدار

 

ما كنت أحسَبُ قبل تـركِ حِماكُما أني أحبُّكما بذا المقـدار

 

وقد حرّم الله أقل ما يكون من العقوق ، وهو كلمة " أف " الموحية بالتّضجّر ، المشعرة بالتذمّر

 

قال سبحانه وتعالى : (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ

 

الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا )

 

ثم أمر ببرهما والإحسان إليهما فقال : ( وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ

 

ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ) .

 

قال مجاهد في قوله تعالى : ( فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ ) قال : إذا بلغا من الكبر ما كان يليان

 

منك في الصغر فلا تقل لهما أف . رواه ابن أبي شيبة .

 

وقال : حين ترى الأذى وتميط عنهما الخلاء والبول كما كانا يميطانه عنك صغيرا ولا تؤذهما .

 

ومن هنا ينبغي التنبّه إلى أمر يقع فيه بعض الصالحين أو الصالحات ، وهو الغلظة والجفاء

 

في حق الوالدين أو أحدهما إذا كان لديه منكرات أو مُخالفات ، وحُجّتهم في ذلك أنه يُنكر

 

المنكر ، وأنه يُغلظ عليه لأجل ما وقع في من مُنكر ، فأقول :

 

إيهما أعظم المنكرات والمخالفات والمعاصي أو الشرك بالله عز وجل ؟ ونحن أُمِرنا أن

 

نُحسن إلى والدينا وإن كان منهما ما كان .

 

ماذا لو تالفت قلب والدك ببرِّه والإحسان إليه ؟

 

ماذا لو تالّفت قلبه بهدية ؟

 

ماذا لو تألفت قلب والدتك بعمرة ؟

 

أو بهدية

 

أو بزيارة

 

أليس أولى ؟

 

أليس أسرع الطرق إلى القلوب هو الإحسان ؟

 

هل أنت تُريد أن تنتصر لنفسك ؟

 

أم أنك تُريد الهداية لهما وزوال المنكر ؟

 

إن أولى الناس بحسن الصحبة وطيب المعاشرة هي الأم لما لها من حق عظيم ،

 

ثم الأب ، جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :

 

من أحق الناس بحسن صحابتي ؟

 

قال : أمك .

 

قال : ثم من ؟

 

قال : ثم أمك .

 

قال : ثم من ؟

 

قال : ثم أمك ؟

 

قال : ثم من ؟

 

قال : ثم أبوك .

 

كما في الصحيحين .

 

وصلى الله على نبينا محمد و الحمد لله رب العالمين

 

-----------------------------------------------------------

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
أبتي وأمي موئلي ومَنـاري بكما اعتزازي في الورى وفَخَاري

 

يا شعلتين منيرتين أضـاءتا قلبي الفَتِيَّ بأبـهجِ الأنــوارِ

 

يا مقلتينِ من الكرى قد فَرّتا سهراً عليّ مخافـةَ الأكــدار

 

ما كنت أحسَبُ قبل تـركِ حِماكُما أني أحبُّكما بذا المقـدار

بارك الله فيك اختي الحبيبة علي الموضوع

 

رائع جدا وجزاك الله خيرا

 

اللهم ارزقنا بر والدينا

تم تعديل بواسطة سدرة المنتهي 87

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

جزاكِ الله خيرًا أختي الحبيبة

نسأل الله عز و جل أن يوفقنا لبر أمهاتنا على الوجه الذي يرضيه

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

جزاكِ الله خيرًا أختي الحبيبة

نسأل الله عز و جل أن يوفقنا لبر أمهاتنا على الوجه الذي يرضيه

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بارك الله فيك ِ أختنا الحبيبة

 

اللهم أعنا على بر والدينا فى الدنيا والآخرة

 

وارزقنا بر أولادنا فى الدنيا والآخرة

 

ولاتوفنا إلا وأنت راض ٍعنا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×