اذهبي الى المحتوى
موده واخاء

حملة هنتغير بجد (شاركينى اختى) لنُعين بعضنا (الصيام)

المشاركات التي تم ترشيحها

www.hh50.com-Photos-Images-Lines-2836.gif

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

 

فوائد الصيام الصيام الصحية

 

فوائده الصحية

وقاية من الأورام

يحمي من السكر

طبيب تخسيس

الأمراض الجلدية

وقاية من داء الملوك

جلطة القلب والمخ

آلام المفاصل

www.hh50.com-Photos-Images-Lines-2813.gif

فوائده الصحية

 

يقول تعالى في كتابه الكريم [ يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ] (البقرة 183) ويقول جل وعلا [ وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون] (البقرة 184)

فهل اكتشف العلم الحديث السر في قوله تعالى [ وأن تصوموا خير لكم ]؟؟؟ إن الطب الحديث لم يعد يعتبر الصيام مجرد عملية إرادية يجوز للإنسان ممارستها أو الامتـناع عنها، فإنه وبعد الدراسات العلمية والأبحاث الدقيقة على جسم الإنسان ووظائفه الفسيولوجية ثبت أن الصيام ظاهرة طبيعية يجب للجسم أن يمارسها حتى يتمكن من أداء وظائفه الحيوية بكفاءة، وأنه ضروري جدا لصحة الإنسان تماما كالأكـل والتنفس والحركة والنوم، فكما يعاني الإنسان بل يمرض إذا حرم من النوم أو الطعام لفترات طويلة، فإنه كذلك لا بد أن يصاب بسوء في جسمه لو امتنع عن الصيام.

وفي حديث رواه النسائي عن أبي أمامة " قلت: يا رسول مرني بعمل ينفعني الله به، قال: عليك بالصوم فإنه لا مثل له" وقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه الطبراني " صوموا تصحوا " والسبب في أهمية الصيام للجسم هو أنه يساعده على القيام بعملية الهدم التي يتخلص فيها من الخلايا القديمة وكذلك الخلايا الزائدة عن حاجته، ونظام الصيام المتبع في الإسلام - والذي يشتمل على الأقل على أربع عشرة ساعة من الجوع والعطش ثم بضع ساعات إفطار - هو النظام المثالي لتنشيط عمليتي الهدم والبناء، وهذا عكس ما كان يتصوره الناس من أن الصيام يؤدي إلى الهزال والضعف، بشـرط أن يكون الصيام بمعدل معقول كما هو في الإسلام، حيث يصوم المسلمون شهرا كاملا في السنة ويسن لهم بعد ذلك صيام ثلاثة أيام في كل شهر كما جاء في سنة النبي صـلى الله عليه وسلم فيما رواه الإمام أحمد والنسائي عن أبي ذر رضي الله عنه: "من صام من كل شهر ثلاثة أيام فذلك صيام الدهر، فأنزل الله تصديق ذلك في كتابه [ من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ]، اليوم بعشرة أيام"

*

يقول " توم برنز" من مدرسة كولومبيا للصحافة:

" إنني أعتبر الصوم تجربة روحية عميقة أكثر منها جسدية، فعلى الرغم من أنني بدأت الصوم بهدف تخليص جسدي من الوزن الزائد إلا أنني أدركت أن الصوم نافع جدا لتوقد الذهن، فهو يساعد على الرؤية بوضوح أكبر، وكذلك على استنباط الأفكار الجديدة وتركيز المشاعر، فلم تكد تمضي عدة أيام من صيامي في منتجع "بولنج" الصحي حتى شعرت أني أمر بتجربة سمو روحي هائلة "

" لقد صمت إلى الآن مرات عديدة، لفترات تتراوح بين يوم واحد وستة أيام، وكان الدافع في البداية هو الرغبة في تطهير جسدي من آثار الطعام، غير أنني أصوم الآن رغبة في تطهير نفسي من كل ما علق بها خلال حياتي، وخاصة بعد أن طفت حـول العالم لعدة شهور، ورأيت الظلم الرهيب الذي يحيا فيه كثيرون من البشر، إنني أشعر أنني مسئول بشكل أو بآخر عما يحدث لهؤلاء ولذا فأنا أصوم تكفيرا عن هذا"

" إنني عندما أصوم يختفي شوقي تماما إلى الطعام، ويشعر جسمي براحة كبيرة، وأشعر بانصراف ذاتي عن النزوات والعواطف السلبية كالحسد والغيرة وحب التسلط، كما تنصرف نفسي عن أمور علقت بها مثل الخوف والارتباك والشعور بالملل. كل هذا لا أجد له أثرا مع الصيام، إنني أشعر بتجاوب رائع مع سائر الناس أثناء الصيام، ولعل كل ما قلته هو السبب الذي جعل المسلمين وكما رأيتهم في تركيا وسـوريا والقدس يحتفلون بصيامهم لمدة شهر في السنة احتفالا جذابا روحانيا لم أجد له مثيلا في أي مكان آخر في العالم "

وقاية من الأورام

www.hh50.com-Photos-Images-Lines-2813.gif

يقوم الصيام مقام مشرط الجراح الذي يزيل الخلايا التالفة والضعيفة من الجسم، فالجوع الذي يفرضه الصيام على الإنسان يحرك الأجهزة الداخلية لجسمه لاستهلاك الخلايا الضعيفة لمواجهة ذلك الجوع، فتتاح للجسم فرصة ذهبية كي يسترد خلالها حيويته ونشاطه، كما أنه يستهلك أيضا الأعضاء المريضة ويجدد خلاياها، وكذلك يكون الصيام وقاية للجسم من كثيـر من الزيادات الضارة مثل الحصوة والرواسب الكلسية والزوائد اللحمية والأكياس الدهنية وكذلك الأورام في بداية تكونها.

 

يحمي من السكر

 

فعلا هو خير فرصة لخفض نسبة السكر في الدم إلى أدنى معدلاتها، وعلى هذا فإن الصيام يعطي غدة البنكرياس فرصة رائعة للراحة، فالبنكرياس يفرز الأنسولين الذي يحول السكر إلى مواد نشوية ودهنية تخزن في الأنسجة، فإذا زاد الطعام عن كمية الأنسولين المفرزة فإن البنكرياس يصاب بالإرهاق والإعياء، ثم أخيرا يعجز عن القيام بوظيفته، فيتراكم السكر في الدم وتزيد معدلاته بالتدريج حتى يظهر مرض السكر. وقد أقيمـت دور للعلاج في شتى أنحاء العالم لعلاج مرضى السكر باتباع نظام الصيام لفترة تزيد على عشر ساعات وتقل عن عشرين كل حسب حالته، ثم يتناول المريض وجبات خفيفـة جدا، وذلك لمدة متوالية لا تقل عن ثلاثة أسابيع. وقد جاء هذا الأسلوب بنتائج مبهرة في علاج مرضى السكر ودون أية عقاقير كيميائية.

 

طبيب تخسيس

 

 

إنه وبلا مبالغة أقدر طبيب تخسيس وأرخصهم على الإطلاق، فإن الصيام يؤدي حتما إلى إنقاص الوزن، بشرط أن يصاحبه اعتدال في كمية الطعام في وقت الإفطار، وألا يتخم الإنسان معدته بالطعام والشراب بعد الصيام، لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبدأ إفطاره بعدد من التمرات لا غير أو بقليل من الماء ثم يقوم إلى الصلاة، وهذا الهدي هو خير هدي لمن صام عن الطعام والشراب ساعات طوال، فالسكر المـوجود في التمر يشعر الإنسان بالشبع لأنه يمتص بسرعة إلى الدم، وفي نفس الوقت يعطى الجسم الطاقة اللازمة لمزاولة نشاطه المعتاد.

أما لو بدأت طعامك بعد جوع بأكل اللحوم والخضراوات والخبز فإن هذه المواد تأخذ وقتا طويلا كي يتم هضمها ويتحول جزء منها إلى سكر يشعر الإنسان معه بالشبـع، وفي هذا الوقت يستمر الإنسان في ملء معدته فوق طاقتها توهما منه أنه مازال جائعا، ويفقد الصيام هنا خاصيته المدهشة في جلب الصحة والعافية والرشاقة، بل يصبح وبالا على الإنسان حيث يزداد معه بدانة وسمنة، وهذا ما لا يريده الله تعالى لعباده بالطبع من تشريعه وأمره لعباده بالصوم.

[ شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، فمن شهد منكم الشهر فليصمه، ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر، يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ] (البقرة 185)

 

الأمراض الجلدية

 

إن الصيام يفيد في علاج الأمراض الجلدية، والسبب في ذلك أنه يقلل نسبة الماء في الدم فتقل نسبته بالتالي في الجلد، مما يعمل على:

- زيادة مناعة الجلد ومقاومة الميكروبات والأمراض المعدية الجرثومية

- التقليل من حدة الأمراض الجلدية التي تنتشر في مساحات كبيرة في الجسم مثل مرض الصدفية.

- تخفيف أمراض الحساسية والحد من مشاكل البشرة الدهنية.

- مع الصيام تقل إفرازات الأمعاء للسموم وتتناقص نسبة التخمر الذي يسبب دمامل وبثورا مستمرة .

*

تقول السيدة "إلهام حسين" وهي ربة بيت مصرية:

" عندما كنت في العاشرة من عمري أصبت بحالة حادة من مرض الصدفية، ذلك المرض الذي يظهر على شكل بقع حمراء تكسوها طبقة قشرية، ولم يكن لدي أي أمل أيامها في الشفاء، بعد أن قال عدد من أشهر أطباء الأمراض الجلدية في مصر لوالدي: يجب أن تتعودوا على هذا وأن تتعايشوا وتتعايش ابنتكم مع الصدفية، فهي ضيف ثقيل وطويل الإقامة "

" وبحلول العقد الثاني من عمري، وباقترابي من سن الزواج، أصبحت أعاني من حالة اكتئاب وعزلة عن المجتمع، وضيق في الصدر لا يطاق، واقترح علي أخيرا أحد أصدقاء أبي المتدينين الصيام، وقال لي: جربي يا ابنتي أن تصومي يوما وتفطري يوما، فقد عالج الصيام أمراضا عند زوجتي لم يعرف الأطباء لها علاجا، ولكن اعلمي أن الشافي هو الله وأن أسباب الشفاء كلها بيده، فاسأليه أولا الشفاء من مرضك ثم صومي بعد ذلك"

" وفعلا بدأت الصيام، فقد كنت أبحث عن أي أمل يخرجني من الجحيم الذي يحيط بي، وتعودت مع الوقت على الإفطار على خضروات وفاكهة فقط ثم بعد ثلاث ساعات آكل وجبتي الأساسية وأفطر في اليوم التالي وهكذا. وكانت المفاجأة المذهلة للجميع أن المرض بـدأ في التراجع بعد شهرين من بدأ الصيام. لم أصدق نفسي وأنا أبدو طبيعية وأرى أثر المرض يتلاشى يوما بعد يوم حتى كأني في النهاية لم يصب جلدي بذلك المرض في حياتي أبدا "

 

www.hh50.com-Photos-Images-Lines-2813.gif

 

وقاية من داء الملوك

 

 

وهو المسمى بمرض "النقرس" والذي ينتج عن زيادة التغذية والإكثار من أكل اللحوم، ومعه يحدث خلل في تمثيل البروتينات المتوافرة في اللحوم "خاصة الحمراء" داخل الجسم، مما ينتج عنه زيادة ترسيب حمض البوليك في المفاصل خاصة مفصل الأصبع الكبير للقدم، وعند إصابة مفصل بالنقرس فإنه يتورم ويحمر ويصاحب هذا ألم شديد، وقد تزيد كمية أملاح البول في الدم ثم تترسب في الكلى فتسبب الحصـوة، وإنقاص كميات الطعام علاج رئيسي لهذا المرض الشديدالانتشار.

 

جلطة القلب والمخ

 

 

أكد الكثيرون من أساتذة الأبحاث العلمية والطبية - وأغلبهم غير مسلمين- أن الصوم لأنه ينقص من الدهون في الجسم فإنه بالتالي يؤدي إلى نقص مادة "الكوليسترول" فيه، وما أدراك "ماالكوليسترول" ؟؟ إنها المادة التي تترسب على جدار الشرايين، وبزيادة معدلاتها مع زيادة الدهون في الجسم تؤدي إلى تصلب الشرايين، كما تسبب تجلط الدم في شرايين القلب والمخ.

لا نندهش إذن عندما نستمع إلى قول الحق سبحانه وتعالى [ وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون ] فكم من آلاف من البشر جنت عليهم شهيتهم المتوثبة دائما إلى الطعام والشراب دون علم و لا إرادة، ولو أنهم اتبعوا منهاج الله وسنة النبي محمد بعدم الإسراف في الأكل والشرب ، وبصيام ثلاثة أيام من كل شهر لعرفوا لآلامهم وأمراضهم نهايـة، ولتخففت أبدانهم من عشرات الكيلوجرامات.

 

 

آلام المفاصل

 

آلام المفاصل مرض يتفاقم مع مرور الوقت، فتنتفخ الأجزاء المصابة به، ويرافق الانتفاخ آلام مبرحة، وتتعرض اليدان والقدمان لتشوهات كثيرة، وذلك المرض قد يصيب الإنسان في أية مرحلة من مراحل العمر، ولكنه يصيب بالأخص المرحلة ما بين الثلاثين والخمسين، والمشكلة الحقيقية أن الطب الحديث لم يجد علاجا لهذا المرض حتى الآن، ولكن ثبت بالتجارب العلمية في بلاد روسيا أنه يمكن للصيام أن يكون علاجا حاسما لهذا المرض، وقد أرجعوا هذا إلى أن الصيام يخلص الجسم تماما من النفايات والمواد السامة، وذلك بصيام متتابع لا تقل مدته عن ثلاثة أسابيع، وفي هذه الحالة فإن الجراثيم التي تسبب هذا المرض تكون جزءا مما يتخلص منه الجسم أثناء الصيام، وقد أجريت التجارب على مجموعة من المرضى وأثبتت النتائج نجاحا مبهرا.

*

يقول " سليمان روجرز" من نيويورك :

" لقد كنت مصابا منذ ثلاث سنوات بحالة شديدة من التهابات المفاصل، ومع أنه كـان التهابا غير مزمن، إلا أنه كان كافيا لإعاقتي عن السير الطويل والجري، ولم أكن أستطيع الجلوس أكثر من نصف ساعة دون أن أشعر بتيبس تام في سيقاني."

" لقد حاولت العلاج بطرق مختلفة باءت كلها بالفشل، ثم شاءت إرادة الله أن أتعرف على صديق زنجي عرفني طريق المسجد ودعاني إلى الإسلام، وكنا أيامها في رمضان المبارك، أعجبت جدا بفكرة الصيام ذاتها ولكني تمهلت في قرار تحولي للدين الإسلامي رغم اقتناعي أنه الأقرب إلى قلبي، بما يحويه من مبادئ سامية وعادلة ترفض الاضطهاد والتفرقة، وهما من أخطر المشكلات التي نعانيها يوميا في حياتنا في نيويورك"

" لقد باشرت الصيام قبل أن أسلم، وكنت أعتمد على تناول الخضراوات الطازجة شديدة الخضرة، والفواكه، والتمر فقط في وقت الإفطار، ولا آكل بعد هذا إلا وجبة رئيسيـة عند السحور، والآن أنا أستطيع أن أجري والحمد لله بسرعة كبيرة، وذهبت كل آلامي بعد طول معاناة، وقد كانت الطريقة الوحيدة التي وجدتها تصلح كشكر لله على نعمته علي أن أدخل الإسلام بعد اقتناع تام."

ويختم "سليمان" كلامه قائلا:

"إن الصيام له فضل كبير جدا علىّ، ولو ترون كيف أستقبل شهر رمضان الكريم كل عام لقلتم هذا صبي متفائل وحبور وليس رجلا تعدي الخامسة والأربعين."

 

www.hh50.com-Photos-Images-Lines-2813.gif

تم تعديل بواسطة ام عبدالله وحيد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

inpage_tat1.gif

 

الصوم طاعة لله سبحانه وتعالى. قال محمد صلى الله عليه وسلم:

"من صام رمضان أيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدّم من ذنبه".

وينال الصائم رضى الله سبحانه وتعالى. قال محمد صلى الله عليه وسلم:

"للصائم فرحتان يفرحهما، إذا أفطر فرح وإذا لقي ربّه فرح".

 

 

يعلم المسلم الصبر على العطش والجوع وتحمل المصاعب في سبيل الله.

 

 

يشعر المسلم بشعور الفقراء والمحتاجين عندما يحرم من الطعام والشراب.

 

 

ينمي (يزيد) عند المسلم الانضباط ومحاسبة الذات فيلتزم الصائم الأخلاق الحميدة.

 

 

يشعر المسلمون بالأخوة والتعاون والتكافل بين الأغنياء والفقراء في رمضان.

 

 

 

 

ما هي الفوائد الصحية للصوم؟

أثبت الطب الحديث أن الصوم يريح المعدة وينظم عمل الجهاز الهضمي

ويخلص الجسم من الزوائد والسموم.

هذا إذا ما اتبع الصائم آداب الإفطار فتناول بعض التمر والماءأو الشوربة

والسلطة وارتاح قليلاً أو قام لصلاة المغرب ثم أتم تناول وجبته باعتدال ,

فلا يبالغ (أي يكثر) في طعامه أو شرابه.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الأمور التي تبطل الصيام

 

السؤال

 

أريد أن أعرف مبطلات الصيام .

 

الفتوى

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

 

فإن مبطلات الصوم هي:

1/ الأكل والشرب عمداً لا ناسياً، ولا مخطئاً، ولا مكرهاً، سواء أكل أو شرب ما يتغذى به، أو ما لا يتغذى به في

النهار من يوم الصوم، قال تعالى:

(وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر، ثم أتموا الصيام إلى الليل) [البقرة: 187].

وغير العامد قال فيه صلى الله عليه وسلم: "إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه" رواه ابن ماجه والطبراني والحاكم.

 

2/ القيء عمداً، لما روى أحمد وأبو داود والترمذي وغيرهم عنه صلى الله عليه وسلم: "من ذرعه القيء فليس

عليه قضاء، ومن استقاء عمداً فليقض".

ومعنى ذرعه: غلبه.

 

3/ الجماع: أي إتيان الزوج زوجته ووطؤها، للآية السابقة، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر الواطئ في رمضان أن يُكفِّر.

4/ الاستمناء: أي قصد إخراج المني، سواء باليد، أو غيرها، أو بمداعبة الزوجة، إذا نشأ عن ذلك خروج المني.

وعلى هذا إجماع أهل العلم.

 

5/ الحيض والنفاس من المرأة، وعلى هذا إجماع أهل العلم.

 

6/ من نوى الفطر وهو صائم، مجرد النية ، بشرط أن تكون جازمة لا ينقصها إلا التطبيق، وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم:

"إنما الأعمال بالنيات.." . متفق عليه.

والله أعلم.

المفتـــي: مركز الفتوى

 

 

http://www.islamweb.net/ver2/fatwa/ShowFat...;Option=FatwaId

تم تعديل بواسطة ~ كفى يا نفس ~
تغيير مصدر الكلام .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

بارك الله فيك وفى مجهودك اختى الغاليه ام عبد الله

 

لى عودة للمشاركه ان شاء الله

 

وفقك الله لما يحب ويرضى

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

الصوم

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

" كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثاله إلى سبعمائة ضعف, يقول عز وجل : إلا الصيام فإنه لى وأنا أجزي به, ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلى . للصائم فرحتان. فرحة عند فطره , وفرحة عند لقاء ربه. وخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك" ( أخرجه البخارى ومسلم)

 

وقال: " من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " ( أخرجه البخارى ومسلم)

 

لا شك أن هذا الثواب الجزيل لا يكون لمن امتنع عن الطعام والشراب فقط, وإنما كما قال النبى صلى الله عليه وسلم " من لم يدع قول الزور والعمل به , فليس لله حاجة فى أن يدع طعامه وشرابه" ( أخرجه البخارى )

 

وقال:

" الصوم جنة , فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق ولا يجهل , فإن سابه أحد فليقل إني امرؤ صائم" ( أخرجه البخارى ومسلم)

 

فإذا صمت يا عبد الله فليصم سمعك وبصرك ولسانك وجميع جوارحك, ولا يكن يوم صومك ويوم فطرك سواء

 

ما يُنقص من أجر الصائم

1_ مشاهدة النساء المتبرجات

2_ السب الشتم من الصائم

3_ التلفظ بألفاظ نابية بسبب الزحام

4_ الغيبة والنميمة

5_ الكلام السوء

6_ شهادة الزور

7_ مشاهدة الأفلام والتلفاز ولعب الورق

8_ النوم نهارا والسهر ليلا

تم تعديل بواسطة وأشرقت السماء

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

(100) فائدة تربوية للصيام

 

 

 

عقيل بن سالم الشمرى

 

أن تجلس إلى رمضان، وتتأمل أسراره وأحكامه أمرٌ محفز ومعين على الوصول لها، فكما أن المريض محتاج إلى معرفة علته ليعرف شفاءها، فالصحيح محتاج إلى معرفة شفائه ليحافظ على صحته.

هذه وقفات تربوية من أسرار الصيام،استنباطاً لحكمه، ووقوفاً مع درره، فمن تأمل الصيام وأن الله جعله الركن الثاني من أركان الملة، وشرعه على جميع الأمم ولم يخصنا به ولا أهل الكتاب من قبلنا كما هو الشأن في بعض الأحكام، فدل ذلك على أن به من الفوائد التي تعود على الإيمان والحياة ما يستحق النظر والتأمل.

الفائدة الأولى:

الصيام وسيلة لحصول التقوى لقوله تعالى (لعلكم تتقون ) فمن صام الصيام الشرعي وحفظ جوارحه من خدش الصيام، وأدرك معاني الصوم فقد عاش التقوى وتحققت له، فالتقوى بمعناها العام أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية، ولا يكون هذا إلاّ باتباع أوامره واجتناب نواهيه، والمسلم الصائم متبع لأمر الله له بالصوم ومجتنب لنهي الله له عن المفطرات بأنواعها، فإذا كان ذلك بنية صالحة وعلى منهاج النبوة أفلح بتقواه لله.

الفائدة الثانية:

في رمضان بيان لرحمة الله سبحانه، ويتضح هذا من وجوه:

أ ـ جعل الله الصيام أياماً معدودة، ولم يفرضه سرمدياً أبدياً.

ب- جعله جزءاً من يوم ولم يفرضه يوماً كاملاً ليله بنهاره، بل ثبت النهي عن مواصلة الصوم.

ج- من نسي فأكل أو شرب فصومه صحيح مع أنه ناقض معنى الصيام.

د- تخفيفه الصيام على مراحل في بداية التشريع مراعاة لحال الصحابة رضي الله عنهم.

الفائدة الثالثة:

في رمضان يتجلى كرم المولى سبحانه وتعالى، ويتضح ذلك بأمور:

أ- فيه تُفتح أبواب الجنة.

ب- فيه تُغلق أبواب النار.

ج- فيه تُصفّد مردة الجن.

د- اختصاص الله بأجر الصائم في قوله صلى الله عليه وسلم: "إلاّ الصيام فإنه لي وأنا أجزي به".

هـ- "من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه".

ح- "رمضان إلى رمضان كفارة لما بينهما إذا اجتُنبت الكبائر".

و- "من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه".

ط- لا ينقص أجره ولو نقص الشهر لقوله صلى الله عليه وسلم "شهرا عيد لا ينقصان رمضان وذو الحجة ...".

ز- "من قام رمضان مع الإمام حتى ينصرف كُتب له أجر قيام ليلة".

وكل ما مضى ثابت في الأحاديث الصحيحة.

الفائدة الرابعة:

رمضان مدرسة للاختبار،حيث يمسك الصائم عن الأكل والشرب والشهوة، وهذا اختبار من الله للعبد بصبره وبعبادته وتركه ما نهاه الله عنه لوجهه سبحانه، وتحمله الأوامر وقيامه بها، فرمضان اختبار للإيمان وللنية وللصبر، وبمعنى أعم اختبار لحقيقة إسلامه واستسلامه لله؛ لأن الحياة بالنسبة للمؤمن كلها اختبار، ولحظاتها مجاهدة بين نفسه الأمارة بالسوء وواعظ الله في قلب كل مؤمن، فمن وطّن نفسه على اختبار الصيام، وأدرك أسراره، وذاق لذة النجاح فيه عرف نتيجة الاختبار في باقي شؤون الحياة.

الفائدة الخامسة:

رمضان يورث محبة الله في قلب المؤمن، فإنه إذا رأى كرم ربه وجزيل عطاياه في رمضان، زادت محبته سبحانه، والمحبة ركن في الإيمان وهي أساس الأعمال، فيقبل المؤمن على العمل محباً له متمسكاً به متقناً لأدائه، ففي رمضان يتكرم المولى بالمغفرة لمن صام ولمن قام وفطر صائماً، والحسنة تُضاعف فيه ما لا تتضاعف في غيره، واختص الله بأجر الصائم دون غيره، وما ذاك إلاّ محض فضل منه سبحانه وتعالى.

الفائدة السادسة:

مجرد معرفة أن الصوم كتب على الأمم من قبلنا فهذا دليل على آثاره العظيمة وفوائده على الإيمان والإنسان والمجتمع، ويدل على ذلك أن الله لم يفرضه علينا وعلى أهل الكتاب من قبلنا فقط بل قال: ( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ ) ليشمل جميع الأمم، وشيء بديهي أن أمراً يُفرض على تلك الأعداد الهائلة من الأمم فيه من الأسرار والحكم والفوائد ما يستحق ذلك التعظيم والوقوف.

الفائدة السابعة:

رمضان تربية للجود بجميع أنواعه:

أ ـ جود المال: ففيه الحث على الصدقة وتفطير الصائمين والإنفاق وتعهد الأرامل والمحتاجين.

ب ـ جود الوقت: ففيه نفع المسلمين والمشي في حاجاتهم والقيام على شؤونهم.

ج- جود الذات: ففيه بذل الجاه عند الأغنياء وأصحاب اليسر ابتغاء الأجر من الله.

د- الجود ببذل الأعمال الصالحة: فيفعل الصالحات، وينوع العبادة ما بين فرض ونفل وصلاة، وصدقة وقرآن وتفطير، وإمامة وأذان وقيام على حاجات الناس، وإنفاق وكلمة وخطبة وهكذا.

ولهذا كان صلى الله عليه وسلم أجود ما يكون في رمضان، أجود بالخير من الريح المرسلة، كما ثبت في الحديث الصحيح.

الفائدة الثامنة:

رمضان يربي الناس على تجديد النية والاحتساب، ويُؤخذ هذا من قوله صلى الله عليه وسلم: " من صام رمضان إيماناً واحتساباً " فجاء رمضان يؤكد قضية النية وتجديدها في الصيام وفي السحور وفي الإفطار، فيتربى المسلم على تجديد النية في الأمور الإيمانية والعبادات بل حتى في الأمور العادية من أكل وشرب، ولا يخفى أثر النية على الأجر المترتب على العمل وعلى النفع به في الدنيا.

الفائدة التاسعة:

في رمضان ربط للناس بكتاب ربهم سبحانه، وهذا من وجوه:

1 ـ أن القرآن نزل في رمضان.

2 ـ أن جبريل عليه السلام يدارس النبي صلى الله عليه وسلم القرآن كاملاً في رمضان.

3 ـ في السنة التي توفي فيها النبي -صلى الله عليه وسلم- دارسه جبريل عليه السلام مرتين.

4 ـ قيام رمضان يُتلى فيه القرآن، والسلف رحمهم الله كانوا يختمون في القيام.

فتزداد صلة المسلم بكلام ربه قراءة وسماعاً وتأملاً وتدبراً، فيزداد لذلك إيماناً وتقى وصلاحاً.

الفائدة العاشرة:

رمضان يربي الناس على تدارس القرآن وتدبره، وهو معنى أخص من مجرد قراءته، فيعيش المسلم بين آيات القرآن وقصصه ووعده ووعيده، فتدمع عينه تارة ويلين قلبه تارة أخرى، يرى الأمم الماضية حاضرة عنده، ويعيش مع الأنبياء صبرهم ونصحهم وابتلاءهم، ويستنبط الأحكام ويستفيد الفوائد، ولذلك كان جبريل يدارس النبي -صلى الله عليه وسلم- القرآن في رمضان كل ليلة".

الفائدة الحادية عشرة:

في أحاديث رمضان من السنة النبوية تأصيل لمنهج أهل السنة والجماعة في الإيمان، وأن الأعمال من الإيمان فقد قال صلى الله عليه وسلم: " من قام رمضان إيماناً واحتساباً" فيحرص المسلم على الأعمال؛ لأنها ركن من أركان الإيمان.

الفائدة الثانية عشرة:

فيه عظم أثر الإخلاص، فمن قام رمضان إيماناً واحتساباً، وصام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه، فما أعظم أثر الإخلاص على الإنسان حيث يبلغ بعمله -وإن كان قليلاً- المنازل العليا.

الفائدة الثالثة عشر:

في رمضان حث للناس وزرع لروح المسابقة في الخيرات وميادينها؛ ففي رمضان تفتح مجالات الخيرات، وميادين المشاريع الإيمانية، وتكثر أبواب الخير، فيبقى على الناس التنافس والمسابقة تطبيقاً لقوله تعالى: ( وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ). [آل عمران:133].

فأهل الغنى بأموالهم، وأهل العلم بتعليمهم وفتاواهم، وسائر الناس بعباداتهم وختمهم لكلام ربهم وقيامهم وصلاتهم، حتى على مستوى الأسرة يتنافس الأفراد فيما بينهم على التسابق على ختم القرآن كما هو ظاهر في أكثر البيوت ولله الحمد، ومن حكمة الله أن جعل شعب الإيمان متعددة حتى تناسب الفروق الفردية بين الناس.

وليست ميادين الأعمال الصالحة وتعددها خاصة في رمضان بل الحياة الدنيا كلها مجال للتنافس والتسابق في الخيرات، لكنها في رمضان بشكل مكثف وظاهر.

الفائدة الرابعة عشر:

في العمل الواحد في رمضان يختلف الناس ففي قوله صلى الله عليه وسلم "من قام رمضان إيماناً واحتساباً"، ومعلوم أن الإيمان يختلف زيادة ونقصاً في قلوب الناس، وهذا الاختلاف مبني على الاختلاف في أعمال القلوب وقوتها وضعفها، فكلما كان القلب أمكن في الأعمال القلبية علت مرتبة صيامه وقيامه.

وتعليق الأجر بالإيمان والنية يجعل الشخص يحرص أشد الحرص على كمال الإيمان والنية في قلبه حتى يعظم له الأجر.

الفائدة الخامسة عشرة:

في رمضان تجتمع أركان الإيمان الثلاثة:

أ ـ قول القلب: وهو التصديق به والإيمان الإجمالي بالصيام، ويؤيده قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث "من صام رمضان إيماناً".

ب ـ عمل القلب: وهو الاحتساب المذكور في قوله صلى الله عليه وسلم "احتساباً".

ج- عمل الجوارح: ويكون ذلك بصيام الجوارح عن المفطرات الحسية والمعنوية.

ولأجل ذلك أصبح ركناً من أركان الإسلام الخمسة كما ثبت في السنة النبوية.

الفائدة السادسة عشرة:

يتبين من خلال الأحاديث التي فيها مشروعية الصيام منزلة الفرائض من النوافـل، فأحب الأعمال إلى الله الفرائض وأعلاها أركان الإسلام، ويظهر هذا من خلال ما يلي:

قوله صلى الله عليه وسلم للأعرابي لما سأل عن الصيام قال: وصيام رمضان، قال: هل عليّ غيره؟قال: لا إلا أن تطوّع".

فمن كمال الفرائض أن الاقتصار عليها يجزئ وتبرأ به ذمة الشخص، ومن كمالها كذلك أن النوافل لا تُقبل ما لم تُؤدّ الفروض، فما عذر من حرص على النوافل والمستحبات وتهاون وفرّط في أركان الإسلام.

الفائدة السابعة عشرة:

شفقة النبي ورحمته لأمته، فقد قام ليلة من رمضان، يصلي فصلى بصلاته ناس ثم صلى في الليلة الثانية والثالثة، فلما كانت الرابعة لم يخرج إليهم وقال: إني خشيت أن تُفرض عليكم.

فصلى الله عليه وسلم، وجزاه الله خير ما جازى نبياً عن أمته، فإذا قام المسلم تذكر غيابه صلى الله عليه وسلم تلك الليلة عن القيام مع حرص الصحابة -رضي الله عنهم- كل ذلك شفقة بهذه الأمة، وهذا يورث محبته ومحبة سنته والتمسك بها، والشفقة والرحمة بأمته.

الفائدة الثامنة عشرة:

في رمضان تربية على عبادة قيام الليل وهي تجمع عدة فضائل:

أ- قراءة القرآن.

ب- كونها في الثلث الأخير من الليل.

ج- قراءة الليل أشد وطئاً وأقوم قيلاً.

هـ- نور في الوجه.

د- أقرب لاستجابة الدعاء.

فمن استمر عليها وداومها أدرك قدرها وسرها، ونظراً لمشقتها شرعت جماعة في رمضان ليكون أسهل على القيام بها والتعاون لأجلها.

الفائدة التاسعة عشرة:

رمضان يربي في النفس الإكثار من الأعمال الصالحة، فما من عمل إلاّ وهو مضاعف في رمضان لأضعاف كثيرة، فمن صلى مع الإمام حتى ينصرف يُكتب له قيام ليلة، وعمرة في رمضان كحجة مع النبي صلى الله عليه وسلم، ومن فطر صائما فله مثل أجره، والتسبيحة عن ألف تسبيحة في غيره كما قال الزهري.

فإذا تذكر ذلك المسلم حرص على الإكثار من الأعمال الصالحة والتزود منها خاصة إذا علم أن تكرر فرصة رمضان قادم هي من علم الغيب التي اختص الله بها؛ فيورثه ذلك اغتنام الأعمال الصالحة.

الفائدة العشرون:

رمضان يربي في النفس التكيف على التغير، فإذا جاء رمضان يحدث تغير حتى في العالم الغيبي فمثلاً:

أ ـ الجنة تتغير فتفتح أبوابها.

ب ـ النار تتغير فتغلق أبوابها.

ج- مردة الشياطين تتغير فتُصفد وتُسلسل

فيبقى بعد ذلك الإنسان المسلم المفترض أن يتغير إيماناً وسلوكا وعبادة وقلباً، فيتعلم حسن الأخلاق وحسن أداء العبادة والصبر والإحسان إلى الناس وخدمتهم والتمسك بالفرائض واتباعها بالنوافل، فيخرج رمضان، وقد تغير إيمانه وخلقه وصفاته وسلوكه.

الفائدة الحادية والعشرون:

تشريع رمضان لهذه الأمة فيه مدح لها وميزة وتشريف، حيث لم يكفلها الله بالحساب لمعرفة دخول الشهر وخروجه بل غاية المطلوب رؤية الهلال، فمتى رؤي الهلال صام الناس، وإلاّ أكملوا شعبان ثلاثين يوماً من دون تكلف وتعسف وتدقيق وحساب.

وهذه طريقة يعرفها حتى الأعرابي، وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح "إنا أمة أمية لا نحسب ولا نكتب".

أي ليس في ديننا تكلف فلا نكتب وندقق ونحسب متى نصوم؟ ومتى نفطر؟ بل الأمر يسير جداً فإذا رأينا الهلال صمنا، وإذا لم نره أكملنا شعبان.

فالحمد لله الذي شرف هذه الأمة حتى في أحكامها وتشريعها.

الفائدة الثانية والعشرون:

في رمضان تربية للأمة على الوحدة والاجتماع وعدم التفرق، فتصوم الأمة كلها إذا رأوا الهلال، ويفطروا جميعاً إذا غربت الشمس، كل ذلك ليتعود الناس رغم المسافات بينهم على الوحدة ويعرفوا ثمرتها وفائدتها.

حتى إذا انسلخ رمضان سعى الناس للوحدة في الكلمة والهم والهدف والغاية، وليست هذه الفائدة محصورة على الصيام بل جميع مظاهر التشريع خاصة أركان الإسلام تدل عليها وهي مقصد من مقاصد الشريعة.

الفائدة الثالثة والعشرون:

رمضان يربي الإنسان على التحكم بعواطفه، وتسييرها كما يريد الشرع لا كما تريد النفس؛ فالله منع الصائم من الأكل والشرب والشهوة لا تعذيباً له، بل ليتعلم كيف يترك الشيء لله رغم منازعة الهوى له، وحتى نعلم قدر هذه الفائدة، فإن منازعات الناس وخصوماتهم و حالات الطلاق والقتل و الاعتداء و الاختلاف والتفرق ما كان كل ذلك ليحدث لو قدر الشخص على التحكم بعاطفته ومحبته وبغضبه، وجعلها تحت حكم الشرع وليس النفس والهوى، فجاء الصيام ليعطي الإنسان درساً عمليا في هذا الجانب.

الفائدة الرابعة والعشرون:

رمضان يربي الناس على الاتباع وموافقة الشرع، ويؤيد هذا:

أ ـ لا يفطر الصائم إلاّ إذا أذن له الشرع وذلك بغروب الشمس.

ب ـ لا يمسك الصائم إلاّ إذا أذن له الشرع وذلك بأذان الفجر.

ج- يمتنع الصائم عن المباحات امتثالاً لأمر الشرع.

فيتربى الناس على تتبع أوامره والتقيد بها وتنفيذها على حدود ما رسمه لنا، ويعني هذا سلامة أفعالنا من البدع والانحراف وضمان ذلك، فإنه من المتقرر أن الله أكمل لنا الشرع من جميع جوانبه وأحكامه وآدابه.

الفائدة الخامسة والعشرون:

رمضان يربي الناس على عدم الزيادة أو النقص مما حدده الشرع لهم، فقد حدد الشرع رمضان بشهر واحد، وذلك لا يجوز الزيادة عليه، فحرم صوم العيد، وحرم على الصحيح التقدم على رمضان بيوم أو يومين ما لم يكن عادة، وكذلك الإفطار حدده بغروب الشمس، وقال صلى الله عليه وسلم: " لا تزال أمتي بخير ما لم يؤخروا الفطر إلا أن تشتبك النجوم ".

الفائدة السادسة والعشرون:

في رمضان يظهر أثر العبادة على الناس سواء في حياتهم أو أخلاقهم أو سلوكياتهم فتنعدم المخاصمات وتقل المشاجرات على مستوى المجتمع وحتى الأسرة الواحدة بل الحياة الزوجية أيضاً، وهذا ثابت بالاستقراء وما ذلك ـ والله أعلم ـ إلاّ لأن القيام والصيام والصلاة والأعمال الصالحة أثرت في حياة الناس فرزقوا الطمأنينة والسكينة والوقار، ويدل هذا على أنه من وسائل إصلاح المجتمعات نشر الوعي الديني عندهم وربطهم بالله سبحانه، وإذا تقرر عند السلف أنه ما من سنة تندرس إلاّ ويخرج بدلها بدعة، فمن لازم القول أنه ما من فساد اجتماعي وأخلاقي إلاّ بسب معصية الله سبحانه، نسأله التوبة والعفو والمغفرة.

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

سبعين مسألة في الصيام

 

تعريف الصيام

 

1- الصوم لغة : الإمساك ، وشرعا الإمساك عن المفطّرات من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس بالنية .

 

حكم الصيام

 

2- أجمعت الأمة على أن صوم شهر رمضان فرض ، والدليل من الكتاب قول الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا كُتِب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ) ، و من السنة قول الرسول صلى الله عليه وسلم : بُني الإسلام على خمس : وذكر منها صوم رمضان رواه البخاري فتح 1/49 ومن أفطر شيئا من رمضان بغير عذر فقد أتى كبيرة عظيمة ، قال النبي صلى الله عليه وسلم في الرؤيا التي رآها : " حتى إذا كنت في سواء الجبل إذا بأصوات شديدة ، قلت : ما هذه الأصوات ؟ قالوا : هذا عواء أهل النار ، ثم انطلق بي ، فإذا أنا بقوم معلقين بعراقيبهم ، مشققة أشداقهم ، تسيل أشداقهم دما ، قال : قلت : من هؤلاء ؟ قال : الذين يُفطرون قبل تحلّة صومهم " أي قبل وقت الإفطار صحيح الترغيب 1/420. قال الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى : وعند المؤمنين مقرر أن من ترك صوم رمضان من غير عذر أنه شرّ من الزاني ومدمن الخمر ، بل يشكّون في إسلامه ، ويظنّون به الزندقة والانحلال . وقال شيخ الإسلام رحمه الله : إذا أفطر في رمضان مستحلا لذلك وهو عالم بتحريمه استحلالا له وجب قتله ، وإن كان فاسقا عوقب عن فطره في رمضان . مجموع الفتاوى 25/265

 

فضل الصيام

 

3- فضل الصيام عظيم ومما ورد في ذلك من الأحاديث الصحيحة : أن الصيام قد اختصه الله لنفسه وأنه يجزي به فيضاعف أجر صاحبه بلا حساب لحديث : " إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به " البخاري فتح رقم 1904 صحيح الترغيب 1/407 ، وأن الصوم لا عِدل له النسائي 4/165 وهو في صحيح الترغيب 1/413 ، وأن دعوة الصائم لا تُردّ رواه البيهقي 3/345 وهو في السلسلة الصحيحة 1797 ، وأن للصائم فرحتين إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربّه فرح بصومه رواه مسلم 2/807 ، وأن الصيام يشفع " للعبد يوم القيامة يقول : أي ربّ منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه " رواه أحمد 2/174 وحسّن الهيثمي إسناده : المجمع 3/181 وهو في صحيح الترغيب 1/411 ، وأن " خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك " مسلم 2/807 ، وأن " الصوم جُنّة وحصن حصين من النار " رواه أحمد 2/402 وهو في صحيح الترغيب 1/411 وصحيح الجامع 3880 ، وأنّ " من صام يوما في سبيل الله باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا " رواه مسلم 2/808 ، وأنّ " من صام يوما ابتغاء وجه الله خُتم له به دخل الجنّة " رواه أحمد 5/391 وهو في صحيح الترغيب 1/412 . وأنّ في الجنة بابا " يُقال له الريان يدخل منه الصائمون لا يدخل منه أحد غيرهم فإذا دخلوا أُغلق فلم يدخل منه أحد " البخاري فتح رقم 1797 .

وأما صوم رمضان فإنه ركن الإسلام وقد أُنزل فيه القرآن ، وفيه ليلة خير من ألف شهر ، و " إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ " رواه البخاري الفتح رقم 3277 ، وصيامه يعدل صيام عشرة أشهر أنظر مسند أحمد 5/280 وصحيح الترغيب 1/421 ، و " من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " رواه البخاري فتح رقم 37 ، و "لله عزّ وجلّ عند كلّ فطر عتقاء " رواه أحمد 5/256 وهو في صحيح الترغيب 1/419 .

 

من فوائد الصيام

 

4- في الصيام حكم وفوائد كثيرة مدارها على التقوى التي ذكرها الله عز وجل في قوله : " لعلكم تتقون " ، وبيان ذلك : أن النفس إذا امتنعت عن الحلال طمعا في مرضاة الله تعالى وخوفا من عقابه فأولى أن تنقاد للامتناع عن الحرام .

وأن الإنسان إذا جاع بطنه اندفع جوع كثير من حواسه ، فإذا شبع بطنه جاع لسانه وعينه ويده وفرجه ، فالصيام يؤدي إلى قهر الشيطان وكسر الشهوة وحفظ الجوارح .

وأن الصائم إذا ذاق ألم الجوع أحس بحال الفقراء فرحمهم وأعطاهم ما يسدّ جوعتهم ، إذ ليس الخبر كالمعاينة ، ولا يعلم الراكب مشقة الراجل إلا إذا ترجّل .

وأن الصيام يربي الإرادة على اجتناب الهوى والبعد عن المعاصي ، إذ فيه قهر للطبع وفطم للنفس عن مألوفاتها . وفيه كذلك اعتياد النظام ودقة المواعيد مما يعالج فوضى الكثيرين لو عقلوا .

وفي الصيام إعلان لمبدأ وحدة المسلمين ، فتصوم الأمة وتُفطر في شهر واحد .

وفيه فرصة عظيمة للدعاة إلى الله سبحانه فهذه أفئدة الناس تهوي إلى المساجد ومنهم من يدخله لأول مرة ومنهم من لم يدخله منذ زمن بعيد وهم في حال رقّة نادرة ، فلا بدّ من انتهاز الفرصة بالمواعظ المرقِّقة والدروس المناسبة والكلمات النافعة مع التعاون على البرّ والتقوى . وعلى الداعية أن لا ينشغل بالآخرين كليّا وينسى نفسه فيكون كالفتيلة تضيء للناس وتُحرق نفسها .

 

آداب الصيام وسننه

 

5- ومنها ما هو واجب ومنها ما هو مستحب ، فمن ذلك :

* الحرص على السحور وتأخيره ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : " تسحروا فإن في السحور بركة " رواه البخاري فتح 4/139 ، فهو الغداء المبارك ، وفيه مخالفة لأهل الكتاب ، و " نِعمَ سحور المؤمن التمر " رواه أبو داود رقم 2345 وهو في صحيح الترغيب 1/448

* تعجيل الفطر لقوله صلى الله عليه وسلم : " لا يزال الناس بخير ما عجّلوا الفطر رواه البخاري فتح 4/198 ، وأن يفطر على ما ورد في حديث أنس رضي الله عنه قال : " كان النبي صلى الله عليه وسلم يُفطر قبل أن يصلي على رطبات ، فإن لم تكن رطبات فتميرات ، فإن لم تكن تميرات حسا حسوات من ماء ." رواه الترمذي 3/79 وغيره وقال حديث حسن غريب وصححه في الإرواء برقم 922 ، ويقول بعد إفطاره ما جاء في حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أفطر قال : ذهب الظمأ ، وابتلت العروق ، وثبت الأجر إن شاء الله " رواه أبو داود 2/765 وحسن الدار قطني إسناده 2/185 .

* البعد عن الرفث لقوله صلى الله عليه وسلم " .. إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفُث .. " رواه البخاري الفتح رقم 1904 والرفث هو الوقوع في المعاصي ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " من لم يدع قول الزور والعمل به ، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه . " البخاري الفتح رقم 1903 ، وينبغي أن يجتنب الصائم جميع المحرمات كالغيبة والفحش والكذب ، فربما ذهبت بأجر صيامه كله ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " رُبّ صائم ليس له من صيامه إلا الجوع . " رواه ابن ماجه 1/539 وهو في صحيح الترغيب 1/453

* ومما أذهب الحسنات وجلب السيئات الانشغال بالفوازير والمسلسلات ، والأفلام والمباريات ، والجلسات الفارغات ، والتسكع في الطرقات ، مع الأشرار ومضيعي الأوقات ، وكثرة اللهو بالسيارات ، وازدحام الأرصفة والطرقات ، حتى صار شهر التهجد والذكر والعبادة ـ عند كثير من الناس ـ شهر نوم بالنهار لئلا يحصل الإحساس بالجوع ، ويضيع من جرّاء ذلك ما يضيع من الصلوات ، ويفوت ما يفوت من الجماعات ، ثم لهو بالليل وانغماس في الشهوات ، وبعضهم يستقبل الشهر بالضجر لما سيفوته من الملذات ، وبعضهم يسافر في رمضان إلى بلاد الكفار للتمتع بالإجازات !! وحتى المساجد لم تخل من المنكرات من خروج النساء متبرجات متعطرات ، وحتى بيت الله الحرام لم يسلم من كثير من هذه الآفات ، وبعضهم يجعل الشهر موسما للتسول وهو غير محتاج ، وبعضهم يلهو فيه بما يضرّ كالألعاب النارية والمفرقعات ، وبعضهم ينشغل بالصفق في الأسواق والتطواف على المحلات ، وبعضهن بالخياطة وتتبع الموضات ، وتنزل البضائع الجديدة والأزياء الحديثة في العشر الأواخر الفاضلات لتشغل الناس عن تحصيل الأجور والحسنات .

* أن لا يصخب ، لقوله صلى الله عليه وسلم : " وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم ، إني صائم " رواه البخاري وغيره الفتح رقم 1894 ، فواحدة تذكيرا لنفسه ، والأخرى تذكيرا لخصمه . والناظر في أخلاق عدد من الصائمين يجد خلاف هذا الخُلق الكريم فيجب ضبط النفس ، وكذلك استعمال السكينة وهذا ما ترى عكسه في سرعات السائقين الجنونية عند أذان المغرب.

* عدم الإكثار من الطعام ، لحديث " ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنٍ .. " رواه الترمذي رقم 2380 وقال هذا حديث حسن صحيح ، والعاقل إنما يريد أن يأكل ليحيا لا أن يحيا ليأكل ، وإن خير المطاعم ما استخدمت وشرها ما خُدمت . وقد انغمس الناس في صنع أنواع الطعام ، وتفننوا في الأطباق حتى ذهب ذلك بوقت ربات البيوت والخادمات ، وأشغلهن عن العبادة ، وصار ما ينفق من الأموال في ثمن الأطعمة أضعاف ما يُنفق في العادة ، وأصبح الشهر شهر التخمة والسمنة وأمراض المعدة . يأكلون أكل المنهومين ، ويشربون شرب الهيم ، فإذا قاموا إلى صلاة التراويح قاموا كسالى ، وبعضهم يخرج بعد أول ركعتين .

* الجود بالعلم والمال والجاه والبدن والخُلُق ، وفي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس { بالخير } ، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن ، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة " . رواه البخاري الفتح رقم 6 فكيف بأناس استبدلوا الجود بالبخل والنشاط في الطاعات بالكسل والخمول فلا يتقنون الأعمال ولا يحسنون المعاملة متذرعين بالصيام .

والجمع بين الصيام والإطعام من أسباب دخول الجنة كما قال صلى الله عليه وسلم : " إن في الجنة غرفا يُرى ظاهرها من باطنها ، وباطنها من ظاهرها ، أعدها الله تعالى لمن أطعم الطعام ، وألان الكلام ، وتابع الصيام ، وصلى بالليل والناس نيام " رواه أحمد 5/343 وابن خزيمة رقم 2137 وقال الألباني في تعليقه : إسناده حسن لغيره ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " من فطّر صائما كان له مثل أجره ، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء . " رواه الترمذي 3/171 وهو في صحيح الترغيب 1/451 قال شيخ الإسلام رحمه الله : والمراد بتفطيره أن يُشبعه . الاختيارات الفقهية ص : 109

وقد آثر عدد من السلف ـ رحمهم الله ـ الفقراءَ على أنفسهم بطعام إفطارهم ، منهم : عبد الله بن عمر ، ومالك بن دينار ، وأحمد بن حنبل وغيرهم . وكان عبد الله بن عمر لا يفطر إلا مع اليتامى والمساكين .

 

ومما ينبغي فعله في الشهر العظيم

 

* تهيئة الأجواء والنفوس للعبادة ، والإسراع إلى التوبة والإنابة ، والفرح بدخول الشهر ، وإتقان الصيام ، والخشوع في التراويح ، وعدم الفتور في العشر الأواسط ، وتحري ليلة القدر ، ومواصلة ختمة بعد ختمة مع التباكي والتدبر ، وعمرة في رمضان تعدل حجة ، والصدقة في الزمان الفاضل مضاعفة ، والاعتكاف في رمضان مؤكد .

* لا بأس بالتهنئة بدخول الشهر ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يبشّر أصحابه بقدوم شهر رمضان ويحثّهم على الاعتناء به فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أتاكم رمضان شهر مبارك ، فرض الله عز وجلّ عليكم صيامه ، تُفتح فيه أبواب السماء ، وتُغلّق فيه أبواب الجحيم ، وتغلّ فيه مردة الشياطين ، فيه ليلة هي خير من ألف شهر ، من حُرم خيرها فقد حُرم " رواه النسائي 4/129 وهو في صحيح الترغيب 1/490

 

من أحكام الصيام

 

6- من الصيام ما يجب التتابع فيه كصوم رمضان والصوم في كفارة القتل الخطأ وصوم كفارة الظهار وصوم كفارة الجماع في نهار رمضان وكذلك من نذر صوما متتابعا لزمه .

ومن الصيام ما لايلزم فيه التتابع كقضاء رمضان وصيام عشرة أيام لمن لم يجد الهدي والصوم في كفارة اليمين ) عند الجمهور ( وصوم الفدية في محظورات الإحرام ) على الراجح ) وكذلك صوم النذر المطلق لمن لم ينو التتابع .

7- صيام التطوع يجبر نقص صيام الفريضة ، ومن أمثلته عاشوراء وعرفة وأيام البيض والاثنين والخميس وست من شوال والإكثار من الصيام في محرم وشعبان .

8- جاء النهي عن إفراد الجمعة بالصوم البخاري فتح الباري برقم 1985 وعن صيام السبت في غير الفريضة رواه الترمذي 3/111 وحسنه والمقصود إفراده دون سبب ، وعن صوم الدهر ، وعن الوصال في الصوم ، وهو أن يواصل يومين أو أكثر دون إفطار بينهما .

ويحرم صيام يومي العيد وأيام التشريق وهي الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة لأنها أيام أكل وشرب وذكر لله ، ويجوز لمن لم يجد الهدي أن يصومها بمنى .

 

ثبوت دخول الشهر

 

9- يثبت دخول شهر رمضان برؤية هلاله أو بإتمام شعبان ثلاثين يوما ، ويجب على من رأى الهلال أو بلغه الخبر من ثقة أن يصوم .

وأما العمل بالحسابات في دخول الشهر فبدعة ، لأن حديث النبي صلى الله عليه وسلم نصّ في المسألة : " صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته " ، فإذا أخبر المسلم البالغ العاقل الموثوق بخبره لأمانته وبصره أنه رأى الهلال بعينه عُمل بخبره .

 

على من يجب الصوم

 

10- ويجب الصيام على كل مسلم بالغ عاقل مقيم قادر سالم من الموانع كالحيض والنفاس .

و يحصل البلوغ بواحد من أمور ثلاثة : ـ إنزال المني باحتلام أو غيره ، ـ نبات شعر العانة الخشن حول القُبُل ، ـ إتمام خمس عشرة سنة . وتزيد الأنثى أمرا رابعا وهو الحيض فيجب عليها الصيام ولو حاضت قبل سنّ العاشرة .

11- يؤمر الصبي بالصيام لسبع إن أطاقه "وذكر بعض أهل العلم أنه " يُضرب على تركه لعشر كالصلاة انظر المغني 3/90 . وأجر الصيام للصبي، ولوالديه أجر التربية والدلالة على الخير ، عن الرُبيِّع بنت معوِّذ رضي الله عنها قالت في صيام عاشوراء لما فُرض : كنا نصوِّم صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار . البخاري فتح رقم 1960 وبعض الناس يتساهل في أمر أبنائه وبناته بالصيام ، بل ربما صام الولد متحمّسا وهو يُطيق فأمره أبوه أو أمه بالإفطار شفقة عليه بزعمهما ، وما علموا أنّ الشفقة الحقيقية بتعاهده بالصيام ، قال الله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شِداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يُؤمرون ) . وينبغي الاعتناء بصيام البنت في أول بلوغها ، فربما تصوم إذا جاءها الدم خجلا ثم لا تقضي .

12- إذا أسلم الكافر أو بلغ الصبي أو أفاق المجنون أثناء النهار لزمهم الإمساك بقية اليوم لأنهم صاروا من أهل الوجوب ، ولا يلزمهم قضاء ما فات من الشهر ، لأنهم لم يكونوا من أهل الوجوب في ذلك الوقت .

13- المجنون مرفوع عنه القلم ، فإن كان يجنّ أحيانا ويُفيق أحيانا لزمه الصيام في حال إفاقته دون حال جنونه . وإن جنّ في أثناء النهار لم يبطل صومه كما لو أغمي عليه بمرض أو غيره لأنه نوى الصيام وهو عاقل . مجالس شهر رمضان ابن عثيمين ص : 28 ومثله في الحكم المصروع .

14- من مات أثناء الشهر فليس عليه ولا على أوليائه شيء فيما تبقى من الشهر .

15- من جهل فرض الصوم في رمضان أو جهل تحريم الطعام أو الوطء فجمهور العلماء على عذره إن كان يُعذر مثله ، كحديث العهد بالإسلام والمسلم في دار الحرب ومن نشأ بين الكفار . أما من كان بين المسلمين ويمكنه السؤال والتعلم فليس بمعذور .

 

صيام المسافر

 

16- يُشترط للفطر في السفر : أن يكون سفرا مسافة أو عرفا ( على الخلاف المعروف بين أهل العلم ) ، وأن يُجاوز البلد وما اتصل به من بناء وقد منع الجمهور من الإفطار قبل مغادرة البلد وقالوا إن السفر لم يتحقق بعد بل هو مقيم وشاهد وقد قال تعالى ( فمن شهد منكم الشهر فليصمه ) ولا يوصف بكونه مسافرا حتى يخرج من البلد . أما إذا كان في البلد فله أحكام الحاضرين ولذلك لا يقصر الصلاة . ، وأن لا يكون سفره سفر معصية ( عند الجمهور) ، وأن لا يكون قصد بسفره التحيّل على الفطر .

17- يجوز الفطر للمسافر باتفاق الأمة سواء كان قادرا على الصيام أم عاجزا وسواء شقّ عليه الصوم أم لم يشقّ ، بحيث لو كان مسافرا في الظلّ والماء ومعه من يخدمه جاز له الفطر والقصر مجموع الفتاوى 25/210

18- من عزم على السفر في رمضان فإنه لا ينوي الفطر حتى يسافر لأنه قد يعرض له ما يمنعه من سفره تفسير القرطبي 2/278

ولا يُفطر المسافر إلا بعد خروجه ومفارقة بيوت قريته العامرة ) المأهولة ( ، فإذا انفصل عن بنيان البلد أفطر ، وكذا إذا أقلعت به الطائرة وفارقت البنيان ، وإذا كان المطار خارج بلدته أفطر فيه ، أما إذا كان المطار في البلد أو ملاصقا لها فإنه لا يُفطر فيه لأنه لا يزال في البلد.

19- إذا غربت الشمس فأفطر على الأرض ثم أقلعت به الطائرة فرأى الشمس لم يلزمه الإمساك لأنه أتمّ صيام يومه كاملا فلا سبيل إلى إعادته للعبادة بعد فراغه منها . وإذا أقلعت به الطائرة قبل غروب الشمس وأراد إتمام صيام ذلك اليوم في السفر فلا يُفطر إلا إذا غربت الشمس في المكان الذي هو فيه من الجوّ ، ولا يجوز للطيار أن يهبط إلى مستوى لا تُرى فيه الشمس لأجل الإفطار لأنه تحايل لكن إن نزل لمصلحة الطيران فاختفى قرص الشمس أفطر . من فتاوى الشيخ ابن باز مشافهة

20- من وصل إلى بلد ونوى الإقامة فيها أكثر من أربعة أيام وجب عليه الصيام عند جمهور أهل العلم فالذي يسافر للدراسة في الخارج أشهرا أو سنوات فالجمهور ومنهم الأئمة الأربعة أنه في حكم المقيم يلزمه الصوم والإتمام .

وإذا مرّ المسافر ببلد غير بلده فليس عليه أن يمسك إلا إذا كانت إقامته فيها أكثر من أربعة أيام فإنه يصوم لأنه في حكم المقيمين أنظر فتاوى الدعوة ابن باز 977

21- من ابتدأ الصيام وهو مقيم ثم سافر أثناء النهار جاز له الفطر لأن الله جعل مطلق السفر سببا للرخصة بقوله تعالى : ( ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أُخر ) .

22- ويجوز أن يُفطر مَن عادته السفر إذا كان له بلد يأوي إليه كالبريد الذي يُسافر في مصالح المسلمين ( وأصحاب سيارات الأجرة والطيارين والموظفين ولو كان سفرهم يوميا وعليهم القضاء ) وكذلك الملاّح الذي له مكان في البرّ يسكنه فأما من كان معه في السفينة امرأته وجميع مصالحه ولا يزال مسافرا فهذا لا يقصر ولا يفطر . والبدو الرحّل إذا كانوا في حال ظعنهم من المشتى إلى المصيف ومن المصيف إلى المشتى جاز لهم الفطر والقصر وأما إذا نزلوا بمشتاهم ومصيفهم لم يُفطروا ولم يقصروا وإن كانوا يتتبعون المراعي أنظر مجموع فتاوى ابن تيمية 25/213

23- إذا قدم المسافر في أثناء النهار ففي وجوب الإمساك عليه نزاع مشهور بين العلماء مجموع الفتاوى 25/212 والأحوط له أن يمسك مراعاة لحرمة الشهر ، لكن عليه القضاء أمسك أو لم يمسك .

24- إذا ابتدأ الصيام في بلد ثم سافر إلى بلد صاموا قبلهم أو بعدهم فإن حكمه حكم من سافر إليهم فلا يفطر إلا بإفطارهم ولو زاد عن ثلاثين يوما لقوله صلى الله عليه وسلم " الصوم يوم تصومون والإفطار يوم تُفطرون " ، وإن نقص صومه عن تسعة وعشرين يوما فعليه إكماله بعد العيد إلى تسعة وعشرين يوما لأن الشهر الهجري لا ينقص عن تسعة وعشرين يوما . من فتاوى الشيخ عبدالعزيز بن باز : فتاوى الصيام :دار الوطن ص: 15-16

 

صيام المريض

 

25- كل مرض خرج به الإنسان عن حدّ الصحة يجوز أن يُفطر به ، والأصل في ذلك قول الله تعالى ( ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر ) . أما الشيء الخفيف كالسعال والصداع فلا يجوز الفطر بسببه .

وإذا ثبت بالطب أو علم الشخص من عادته وتجربته أو غلب على ظنّه أن الصيام يجلب له المرض أو يزيده أو يؤخر البرء يجوز له أن يُفطر بل يُكره له الصيام . وإذا كان المرض مطبقا فلا يجب على المريض أن ينوي الصوم بالليل ولو كان يُحتمل أن يُصبح صحيحا لأن العبرة بالحال الحاضرة.

26- إن كان الصوم يسبب له الإغماء أفطر وقضى الفتاوى 25/217 ، وإذا أغمي عليه أثناء النهار ثم أفاق قبل الغروب أو بعده فصيامه صحيح ما دام أصبح صائما ، وإذا طرأ عليه الإغماء من الفجر إلى المغرب فالجمهور على عدم صحة صومه . أما قضاء المغمى عليه فهو واجب عند جمهور العلماء مهما طالت مدة الإغماء المغني مع الشرح الكبير 1/412، 3/32 ، والموسوعة الفقهية الكويتية 5/268 ، وأفتى بعض أهل العلم بأن من أغمي عليه أو وضعوا له منوّما أو مخدرا لمصلحته فغاب عن الوعي فإن كان ثلاثة أيام فأقلّ يقضي قياسا على النائم وإن كان أكثر لا يقضي قياسا على المجنون من فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز مشافهة

27- ومن أرهقه جوع مفرط أو عطش شديد فخاف على نفسه الهلاك أو ذهاب بعض الحواسّ بغلبة الظن لا الوهم أفطر وقضى لأن حفظ النفس واجب ، ولا يجوز الفطر لمجرد الشدة المحتملة أو التعب أو خوف المرض متوهما ، وأصحاب المهن الشاقة لا يجوز لهم الفطر وعليهم نية الصيام بالليل ، فإن كان يضرهم ترك الصنعة وخشوا على أنفسهم التلف أثناء النهار ، أو لحق بهم مشقة عظيمة اضطرتهم إلى الإفطار فإنهم يُفطرون بما يدفع المشقة ثمّ يُمسكون إلى الغروب ويقضون بعد ذلك ، وعلى العامل في المهن الشّاقة كأفران صهر المعادن وغيرها إذا كان لا يستطيع تحمّل الصيام أن يحاول جعل عمله بالليل أو يأخذ إجازة أثناء شهر رمضان ولو بدون مرتّب فإن لم يتيسّر ذلك بحث عن عمل آخر يُمكنه فيه الجمع بين الواجبين الديني والدنيوي ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب : فتاوى اللجنة الدائمة 10/233،235 . وليست امتحانات الطلاب عذرا يبيح الفطر في رمضان ، ولا تجوز طاعة الوالدين في الإفطار لأجل الامتحان لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق : فتاوى اللجنة الدائمة 10/241

28- المريض الذي يُرجى بُرؤه ينتظر الشفاء ثم يقضي ولا يُجزئه الإطعام ، والمريض مرضا مزمنا لا يُرجى برؤه وكذا الكبير العاجز يُطعم عن كل يوم مسكينا نصف صاع من قوت البلد ( وذلك يعادل كيلو ونصف تقريبا من الرز ) ، ويجوز أن يجمع الفدية فيطعم المساكين في آخر الشهر ويجوز أن يطعم مسكينا كلّ يوم ، ويجب إخراجها طعاما لنصّ الآية ولا يُجزئ إعطاؤها إلى المسكين نقودا فتاوى اللجنة الدائمة 10/198 ، ويُمكن أن يوكّل ثقة أو جهة خيرية موثوقة لشراء الطعام وتوزيعه نيابة عنه .

والمريض الذي أفطر من رمضان وينتظر الشفاء ليقضي ثم علم أن مرضه مزمن فالواجب عليه إطعام مسكين عن كل يوم أفطره من فتاوى الشيخ ابن عثيمين ومن كان ينتظر الشفاء من مرض يُرجى برؤه فمات فليس عليه ولا على أوليائه شيء . ومن كان مرضه يُعتبر مزمنا فأفطر وأطعم ثم مع تقدّم الطبّ وُجد له علاج فاستعمله وشفي لا يلزمه شيء عما مضى لأنّه فعل ما وجب عليه في حينه . فتاوى اللجنة الدائمة 10/195

29- من مرض ثمّ شفي وتمكن من القضاء فلم يقض حتى مات أُخرج من ماله طعام مسكين عن كل يوم . وإن رغب أحد أقاربه أن يصوم عنه فيصحّ ذلك ، لما ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من مات وعليه صيام صام عنه وليّه " .من فتاوى اللجنة الدائمة مجلة الدعوة 806

 

صيام الكبير والعاجز والهرم

 

30- العجوز والشيخ الفاني الذي فنيت قوته وأصبح كل يوم في نقص إلى أن يموت لا يلزمهما الصوم ولهما أن يفطرا مادام الصيام يُجهدهما ويشق عليهما ، وكان ابن عباس رضي الله عنهما يقول في قوله تعالى : ( وعلى الذين يُطيقونه فدية طعام مسكين ) : ليست بمنسوخة ، هو الشيخ الكبير والمرأة الكبيرة لا يستطيعان أن يصوما فيطعمان مكان كل يوم مسكينا . البخاري كتاب التفسير باب أياما معدودات ..

وأما من سقط تمييزه وبلغ حدّ الخَرَف فلا يجب عليه ولا على أهله شيء لسقوط التكليف ، فإن كان يميز أحيانا ويهذي أحيانا وجب عليه الصوم حال تمييزه ولم يجب حال هذيانه أنظر مجالس شهر رمضان :ابن عثيمين : ص 28

31- من قاتل عدوا أو أحاط العدو ببلده والصوم يُضعفه عن القتال ساغ له الفطر ولو بدون سفر ، وكذلك لو احتاج للفطر قبل القتال أفطر وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه قبل القتال : " إنكم مصبحوا عدوكم والفطر أقوى لكم فأفطِروا " رواه مسلم 1120ط. عبد الباقي وهو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وأفتى به أهل الشام وهم في البلد لما نزل بهم التتار

32- من كان سبب فطره ظاهرا كالمريض فلا بأس أن يفطر ظاهرا ، ومن كان سبب فطره خفيا كالحائض فالأولى أن يُفطر خفية خشية التهمة .

 

النية في الصيام

 

33- تُشترط النية في صوم الفرض وكذا كلّ صوم واجب كالقضاء والكفارة لحديث : " لا صيام لمن لم يبيت الصيام من الليل " رواه أبو داود رقم 2454 ورجح عدد من الأئمة وقفه كالبخاري والنسائي والترمذي وغيرهم : تلخيص الحبير 2/188

ويجوز أن تكون في أي جزء من الليل ولو قبل الفجر بلحظة . والنية عزم القلب على الفعل ، والتلفظ بها بدعة وكل من علم أن غدا من رمضان وهو يريد صومه فقد نوى مجموع فتاوى شيخ الإسلام 25/215 . ومن نوى الإفطار أثناء النهار ولم يُفطر فالراجح أن صيامه لم يفسد وهو بمثابة من أراد الكلام في الصلاة ولم يتكلم ، وذهب بعض أهل العلم إلى أنه يُفطر بمجرد قطع نيته ، فالأحوط له أن يقضي . أما الردّة فإنها تُبطل النية بلا خلاف .

وصائم رمضان لا يحتاج إلى تجديد النية في كلّ ليلة من ليالي رمضان بل تكفيه نية الصيام عند دخول الشهر فإن قطع النية للإفطار في سفر أو مرض ـ مثلا ـ لزمه تجديد النية للصوم إذا زال عذره .

34- النفل المطلق لا تُشترط له النية من الليل لحديث عائشة رضي الله عنها قالت : دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال هل عندكم شيء فقلنا : لا فقال فإني إذا صائم . رواه مسلم 2/ 809 عبد الباقي وأما النفل المعيّن كعرفة وعاشوراء فالأحوط أن ينوي له من الليل .

35- من شرع في صوم واجب ـ كالقضاء والنذر والكفارة ـ فلا بدّ أن يتمّه ، ولا يجوز أن يُفطر فيه بغير عذر . وأما صوم النافلة فإن " الصائم المتطوع أمير نفسه إن شاء صام وإن شاء أفطر " رواه أحمد 6/342 ولو بغير عذر ، وقد أصبح النبي صلى الله عليه وسلم مرة صائما ثم أكل كما جاء في صحيح مسلم في قصة الحيس الذي أهدي إليه عند عائشة رقم 1154 عبد الباقي ، ولكن هل يُثاب من أفطر بغير عذر على ما مضى من صومه ؟ قال بعض أهل العلم بأنه لا يُثاب الموسوعة الفقهية 28/13 ، والأفضل للصائم المتطوع أن يُتمّ صومه ما لم توجد مصلحة شرعية راجحة في قطعه .

36- من لم يعلم بدخول شهر رمضان إلا بعد طلوع الفجر فعليه أن يمسك بقية يومه وعليه القضاء عند جمهور العلماء لقوله صلى الله عليه وسلم : " لا صيام لمن لم يبيت الصيام من الليل " . رواه أبو داود 2454

37- السجين والمحبوس إن علم بدخول الشهر بمشاهدة أو إخبار من ثقة وجب عليه الصيام وإلا فإنه يجتهد لنفسه ويعمل بما غلب على ظنّه فإن تبين له بعد ذلك أن صومه وافق رمضان أجزأه ذلك عند الجمهور وإذا وافق صومه بعد رمضان أجزأه عند جماهير الفقهاء وإذا وافق صومه قبل دخول الشهر فلا يُجزيه وعليه القضاء ، وإذا وافق صوم المحبوس بعض رمضان دون بعض أجزأه ما وافقه وما بعده دون ما قبله . فإن استمرّ الإشكال ولم ينكشف له فهذا يجزئه صومه لأنه بذل وسعه ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها . الموسوعة الفقهية 28/84

 

الإفطار والإمساك

 

38- إذا غاب جميع قرص الشمس أفطر الصائم ولا عبرة بالحمرة الشديدة الباقية في الأفق لقوله صلى الله عليه وسلم : " إذا أقبل الليل من ههنا وأدبر النهار من ههنا وغربت الشمس فقد أفطر الصائم " رواه البخاري : الفتح رقم 1954 والمسألة في مجموع الفتاوى 25/216

والسنّة أن يعجّل الإفطار ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يصلي المغرب حتى يُفطر ولو على شربة من الماء رواه الحاكم 1/432 السلسلة الصحيحة 2110 فإن لم يجد الصائم شيئا يُفطر عليه نوى الفطر بقلبه ، ولا يمصّ أصبعه كما يفعل بعض العوامّ . وليحذر من الإفطار قبل الوقت فإن النبي صلى الله عليه وسلم رأى أقواما معلقين من عراقيبهم تسيل أشداقهم دما فلما سأل عنهم أُخبر أنهم الذين يُفطرون قبل تحلّة صومهم . الحديث في صحيح ابن خزيمة برقم 1986 وفي صحيح الترغيب 1/420 ، ومن تحقق أو غلب على ظنه أو شكّ أنّ فطره حصل قبل المغرب فعليه القضاء لأنّ الأصل بقاء النهار : فتاوى اللجنة الدائمة 10/287 ، وينبغي الحذر من الاعتماد على خبر الأطفال الصّغار والمصادر غير الموثوقة . وكذلك ينبغي الانتباه لفارق التوقيت بين المدن والقرى عند سماع الأذان في الإذاعة ونحوها .

39- إذا طلع الفجر وهو البياض المعترض المنتشر في الأفق من جهة المشرق وجب على الصائم الإمساك حالا سواء سمع الأذان أم لا . وإذا كان يعلم أنّ المؤذن يؤذن عند طلوع الفجر فيجب عليه الإمساك حال سماع أذانه ، وأما إذا كان المؤذن يؤذن قبل الفجر فلا يجب الإمساك عن الأكل والشرب . وإن كان لا يعلم حال المؤذن أو اختلف المؤذنون ولا يستطيع أن يتبين الفجر بنفسه ـ كما في المدن غالبا بسبب الإنارة والمباني ـ فإن عليه أن يحتاط بالعمل بالتقويمات المطبوعة المبنية على الحسابات والتقديرات مالم يتبين خطؤها .

وأما الاحتياط بالإمساك قبل الفجر بوقت كعشر دقائق ونحوها فهو بدعة من البدع ، وما يلاحظ في بعض التقاويم من وجود خانة للامساك وأخرى للفجر فهو أمر مصادم للشريعة .

40- البلد الذي فيه ليل ونهار في الأربع والعشرين ساعة على المسلمين فيه الصيام ولو طال النهار مادام يمكن تمييز ليلهم من نهارهم وفي بعض البلدان التي لا يمكن فيها تمييز ذلك يصومون بحسب أقرب البلدان إليهم مما فيه ليل أو نهار متميز .

 

المفطرات

 

41- المفطّرات ماعدا الحيض والنفاس لا يفطر بها الصائم إلا بشروط ثلاثة : ـ أن يكون عالما غير جاهل ، ـ ذاكرا غير ناس ، ـ مختارا غير مضطر ولامُكْرَه

ومن المفطّرات ما يكون من نوع الاستفراغ كالجماع والاستقاءة والحيض والاحتجام ومنه ما يكون من نوع الامتلاء كالأكل والشرب . مجموع الفتاوى 25/248

42- من المفطرات ما يكون في معنى الأكل والشرب كالأدوية والحبوب عن طريق الفم والإبر المغذية وكذلك حقن الدم ونقله .

وأما الإبر التي لا يُستعاض بها عن الأكل والشرب ولكنها للمعالجة كالبنسلين والأنسولين أو تنشيط الجسم أو إبر التطعيم فلا تضرّ الصيام سواء عن طريق العضلات أو الوريد ، فتاوى ابن ابراهيم 4/189 والأحوط أن تكون كل هذه الإبر بالليل ، وغسيل الكلى الذي يتطلب خروج الدم لتنقيته ثم رجوعه مرة أخرى مع إضافة مواد كيماوية وغذائية كالسكريات والأملاح وغيرها إلى الدم يعتبر مفطّرا فتاوى اللجنة الدائمة 10/190 والراجح أن الحقنة الشرجية وقطرة العين والأذن وقلع السنّ ومداواة الجراح كل ذلك لا يفطر مجموع فتاوى شيخ الإسلام 25/233 ، 25/245 ، وبخاخ الربو لا يفطّر لأنه غاز مضغوط يذهب إلى الرئة وليس بطعام وهو محتاج إليه دائما في رمضان وغيره . وسحب الدم للتحليل لا يُفسد الصوم بل يُعفى عنه لأنه مما تدعو إليه الحاجة فتاوى الدعوة : ابن باز عدد 979 ودواء الغرغرة لا يبطل الصوم إن لم يبتلعه ، ومن حشا سنّه بحشوة طبية فوجد طعمها في حلقه فلا يضر ذلك صيامه من فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز مشافهة

وسائر الأمور التالية ليست من المفطّرات :

- غسول الأذن ، أو قطرة الأنف ، أو بخاخ الأنف ، إذا اجتنب ابتلاع ما نفذ إلى الحلق .

الأقراص العلاجية التي توضع تحت اللسان لعلاج الذبحة الصدرية وغيرها إذا اجتنب ابتلاع ما نفذ إلى الحلق .

ما يدخل المهبل من تحاميل ( لبوس ) ، أو غسول ، أو منظار مهبلي ، أو إصبع للفحص الطبي .

إدخال المنظار أو اللولب ونحوهما إلى الرحم .

ما يدخل الإحليل ، أي مجرى البول الظاهر للذكر أو الأنثى ، من قثطرة ( أنبوب دقيق ) أو منظار ، أو مادة ظليلة على الأشعة ، أو دواء ، أو محلول لغسل المثانة .

حفر السن ، أو قلع الضرس ، أو تنظيف السنان ، أو السواك وفرشاة الأسنان ، إذا اجتنب ابتلاع ما نفذ إلى الحلق .

المضمضة ، والغرغرة ، وبخاخ العلاج الموضعي للفم إذا اجتنب ابتلاع ما نفذ إلى الحلق .

الحقن العلاجية الجلدية أو العضلية أو الوريدية ، باستثناء السوائل والحقن المغذية .

غاز الأكسجين .

غازات التخدير ( البنج ) ما لم يعط المريض سوائل ( محاليل ) مغذية .

ما يدخل الجسم امتصاصاً من الجلد كالدهونات والمراهم واللصقات العلاجية الجلدية المحملة بالمواد الدوائية أو الكيميائية .

إدخال قثطرة ( أنبوب دقيق ) في الشرايين لتصوير أو علاج أوعية القلب أو غيره من الأعضاء .

إدخال منظار من خلال جدار البطن لفحص الأحشاء أو إجراء عملية جراحية عليها .

أخذ عينات ( خزعات ) من الكبد أو غيره من الأعضاء ما لم تكن مصحوبة بإعطاء محاليل .

منظار المعدة إذا لم يصاحبه إدخال سوائل ( محاليل ) أو مواد أخرى .

دخول أي أداة أو مواد علاجية إلى الدماغ أو النخاع الشوكي .

43- من أكل أو شرب عامدا في نهار رمضان دون عذر فقد أتى كبيرة عظيمة من الكبائر وعليه التوبة والقضاء وإن كان إفطاره بمحرم كمسكر ازداد فعله شناعة وقبحا والواجب بكل حال التوبة العظيمة والإكثار من النوافل من صيام وغيره ليجبر نقص الفريضة ولعل الله أن يتوب عليه .

44- و" إذا نسي فأكل و شرب فليتم صومه ، فإنما أطعمه الله وسقاه" رواه البخاري فتح رقم 1933 وفي رواية : " فلا قضاء عليه ولا كفارة . "

وإذا رأى من يأكل ناسيا فإن عليه أن يذكّره لعموم قول الله تعالى وتعاونوا على البرّ والتقوى ولعموم قول الرسول صلى الله عليه وسلم :"فإذا نسيت فذكّروني " ولأن الأصل أن هذا منكر يجب تغييره . مجالس شهر رمضان : ابن عثيمين ص: 70

45- من احتاج إلى الإفطار لإنقاذ معصوم من مهلكة فإنه يُفطر ويقضي كما قد يحدث في إنقاذ الغرقى وإطفاء الحرائق .

46- من وجب عليه الصيام فجامع في نهار رمضان عامدا مختارا بأن يلتقي الختانان وتغيب الحشفة في أحد السبيلين فقد أفسد صومه أنزل أو لم يُنزل وعليه التوبة وإتمام ذلك اليوم والقضاء والكفارة المغلظة لما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه بينما نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل فقال يا رسول الله هلكت ، قال : مالك؟ ، قال : وقعت على امرأتي وأنا صائم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هل تجد رقبة تعتقها ؟ قال : لا ، قال : فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين ، قال : لا ، قال : فهل تجد إطعام ستين مسكينا ؟ ، قال : لا ... الحديث رواه البخاري فتح 4رقم 1936 هذا والحكم واحد في الزنا واللواط وإتيان البهيمة .

ومن جامع في أيام من رمضان نهارا فعليه كفارات بعدد الأيام التي جامع فيها مع قضاء تلك الأيام ولا يُعذر بجهله بوجوب الكفّارة : فتاوى اللجنة الدائمة 10/321

47- لو أراد جماع زوجته فأفطر بالأكل أوّلا فمعصيته أشدّ وقد هتك حرمة الشهر مرتين ؛ بأكله وجماعه والكفارة المغلظة عليه أوكد وحيلته وبالٌ عليه وتجب عليه التوبة النصوح . أنظر مجموع الفتاوى 25/262

48- والتقبيل والمباشرة والمعانقة واللمس وتكرار النظر من الصائم لزوجته أو أمته إن كان يملك نفسه جائز ، لما في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبّل وهو صائم ويباشر وهو صائم ولكنه كان أملككم لأَرَبه " ، أما حديث : " يدع زوجته من أجلي " فالمقصود به جماعها ، ولكن إن كان الشخص سريع الشهوة لا يملك نفسه فلا يجوز له ذلك لأنه يؤدي إلى إفساد صومه ولا يأمن من وقوع مفسد من الإنزال أو الجماع قال الله تعالى في الحديث القدسي : " ويدع شهوته من أجلي " . والقاعدة الشرعية : كل ما كان وسيلة إلى محرم فهو محرم .

49- وإذا جامع فطلع الفجر وجب عليه أن ينزع وصومه صحيح ولو أمنى بعد النزع ، ولو استدام الجماع إلى ما بعد طلوع الفجر أفطر وعليه التوبة والقضاء والكفارة المغلّظة .

50- إذا أصبح وهو جُنُب فلا يضرّ صومه و يجوز تأخير غسل الجنابة والحيض والنفاس إلى ما بعد طلوع الفجر وعليه المبادرة لأجل الصلاة .

51- إذا نام الصائم فاحتلم فإنه لا يفسد صومه إجماعا بل يتمّه ، وتأخير الغسل لا يضرّ الصيام ولكن عليه أن يبادر به لأجل الصلاة ولتقربه الملائكة .

52- من استمنى في نهار رمضان بشيء يُمكن التحرز منه كاللمس وتكرار النظر وجب عليه أن يتوب إلى الله وأن يُمسك بقية يومه وأن يقضيه بعد ذلك ، وإن شرع في الاستمناء ثمّ كفّ و لم يُنزل فعليه التوبة وليس عليه قضاء لعدم الإنزال ، وينبغي أن يبتعد الصائم عن كلّ ما هو مثير للشهوة وأن يطرد الخواطر الرديئة . وأما خروج المذي فالراجح أنه لا يُفطّر . وخروج الودي وهو السائل الغليظ اللزج بعد البول بدون لذة لا يُفسد الصيام ولا يوجب الغسل وإنما الواجب منه الاستنجاء والوضوء فتاوى اللجنة الدائمة 10/279

53- و" من ذرعه القيء فليس عليه قضاء ومن استقاء عمدا فليقض " . حديث صحيح رواه الترمذي 3/89 ومن تقيأ عمدا بوضع أصبعه أو عصر بطنه أو تعمد شمّ رائحة كريهة أو داوم النظر إلى ما يتقيأ منه فعليه القضاء ، ولو غلبه القيء فعاد بنفسه لا يُفطر لأنه بدون إرادته ولو أعاده هو أفطر . وإذا راجت معدته لم يلزمه منع القيء لأن ذلك يضره مجالس شهر رمضان : ابن عثيمين 67 ، وإذا ابتلع ما علق بين أسنانه بغير قصد أو كان قليلا يعجز عن تمييزه ومجّه فهو تبع للريق ولا يفطّر ، وإن كان كثيرا يمكنه لفظه فإن لفظه فلا شيء عليه وإن ابتلعه عامدا فسد صومه ، المغني 4/47 وأما العلك فإن كان يتحلل منه أجزاء أو له طعم مضاف أو حلاوة حرم مضغه وإن وصل إلى الحلق شيء من ذلك فإنه يفطّر، وإذا أخرج الماء بعد المضمضة فلا يضرّه ما بقي من البلل والرطوبة لأنه لا يمكنه التحرز منه ومن أصابه رعاف فصيامه صحيح وهو أمر ناشئ بغير اختياره فتاوى اللجنة الدائمة 10/264 وإذا كان في لثته قروح أو دميت بالسواك فلا يجوز ابتلاع الدم وعليه إخراجه فإن دخل حلقه بغير اختياره ولا قصده فلا شيء عليه ، وكذلك القيء إذا رجع إلى جوفه بغير اختياره فصيامه صحيح : فتاوى اللجنة الدائمة 10/254 . أما النخامة ـ وهي المخاط النازل من الرأس ـ والنخاعة ـ وهي البلغم الصاعد من الباطن بالسعال والتنحنح ـ فإن ابتلعها قبل وصولها إلى فيه فلا يفسد صومه لعموم البلوى بها فإذا ابتلعها عند وصولها إلى فيه فإنه يُفطر عند ذلك فإذا دخلت بغير قصده واختياره فلا تفطّر . واستنشاق بخار الماء في مثل حال العاملين في محطات تحلية المياه لا يضرّ صومهم : فتاوى اللجنة الدائمة 10/276 ، ويُكره ذوق الطعام بلا حاجة لما فيه من تعريض الصوم للفساد ، ومن الحاجة مضغ الطعام للولد إذا لم تجد الأم منه بدّ، وأن تتذوق الطعام لتنظر اعتداله ، وكذلك إذا احتاج لتذوّق شيء عند شرائه ، عن ابن عباس قال لا بأس أن يذوق الخلّ والشيء يريد شراءه حسنه في إرواء الغليل 4/86 . وانظر الفتح شرح باب اغتسال الصائم كتاب الصيام

54- والسواك سنّة للصائم في جميع النهار وإن كان رطبا ، وإذا استاك وهو صائم فوجد حرارة أو غيرها من طَعْمِه فبلعه أو أخرجه من فمه وعليه ريق ثم أعاده وبلعه فلا يضره الفتاوى السعدية 245 ويجتنب ما له مادة تتحلل كالسواك الأخضر وما أضيف إليه طعم خارج عنه كالليمون والنعناع ، ويُخرج ما تفتت منه داخل الفم ، ولا يجوز تعمد ابتلاعه فإن ابتلعه بغير قصده فلا شيء عليه .

55- وما يعرض للصائم من جرح أو رعاف أو ذهاب للماء أو البنزين إلى حلقه بغير اختياره لا يُفسد الصوم . وكذلك إذا دخل إلى جوفه غبار أو دخان أو ذباب بلا تعمد فلا يُفطر ، وما لا يُمكن التحرز منه كابتلاع الريق لا يفطّره ومثله غبار الطريق وغربلة الدقيق ، وإن جمع ريقه في فمه ثم ابتلعه قصدا لم يفطّره على الأصح المغني لابن قدامة 3/106 وكذلك لايضره نزول الدمع إلى حلقه أو أن يدهن رأسه أو شاربه أو يختضب بالحناء فيجد طعمه في حلقه ، ولا يفطّر وضع الحنّاء والكحل والدّهن أنظر مجموع الفتاوى 25/233 ، 25/245 وكذلك المراهم المرطّبة والمليّنة للبشرة . ولا بأس بشمّ الطيب واستعمال العطور ودهن العود والورد ونحوها ، والبخور لا حرج فيه للصائم إذا لم يتسعّط به : فتاوى اللجنة الدائمة 10/314. والأحسن أن لا يستخدم معجون الأسنان بالنهار ويجعله بالليل لأن له نفوذا قويا المجالس ابن عثيمين ص72

56- والأحوط للصائم أن لا يحتجم والخلاف شديد في المسألة ، واختار شيخ الإسلام إفطار المفصود دون الفاصد .

57- التدخين من المفطّرات وليس عذرا في ترك الصيام إذ كيف يُعذر بمعصية ؟!

58- والانغماس في ماء أو التلفف بثوب مبتلّ للتبرد لابأس به للصائم ولا بأس أن يصبّ على رأسه الماء من الحر والعطش المغني 3/44 ويُكره له السباحة لما فيها من تعريض الصوم للفساد . ومن كان عمله في الغوص أو وظيفته تتطلّب الغطس فإن كان يأمن من دخول الماء إلى جوفه فلا بأس بذلك .

59- لو أكل أو شرب أو جامع ظانا بقاء الليل ثم تبين له أن الفجر قد طلع فلا شيء عليه لأن الآية قد دلّت على الإباحة إلى أن يحصل التبين ، وقد روى عبد الرزاق بإسناد صحيح إلى ابن عباس رضي الله عنهما قال : أحلّ الله لك الأكل والشرب ما شككت فتح الباري 4/135 وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية مجموع الفتاوى 29/ 263

60- إذا أفطر يظن الشمس قد غربت وهي لم تغرب فعليه القضاء ( عند جمهور العلماء ) لأن الأصل بقاء النهار واليقين لا يزول بالشك . ( وذهب شيخ الإسلام إلى أنه لا قضاء عليه )

61- وإذا طلع الفجر وفي فيه طعام أو شراب فقد اتفق الفقهاء على أنه يلفظه ويصح صومه ، وكذلك الحكم فيمن أكل أو شرب ناسيا ثم تذكّر وفي فيه طعام أو شراب صحّ صومه إن بادر إلى لفظه .

 

من أحكام الصيام للمرأة

 

62- التي بلغت فخجلت وكانت تُفطر عليها التوبة العظيمة وقضاء ما فات مع إطعام مسكين عن كل يوم كفارة للتأخير إذا أتى عليها رمضان الذي يليه ولم تقض . ومثلها في الحكم التي كانت تصوم أيام عادتها خجلا ولم تقض . فإن لم تعلم عدد الأيام التي تركتها على وجه التحديد صامت حتى يغلب على ظنها أنها قضت الأيام التي حاضت فيها ولم تقضها من الرمضانات السابقة مع إخراج كفارة التأخير عن كل يوم مجتمعة أو متفرّقة حسب استطاعتها .

63- ولا تصوم الزوجة ( غير رمضان ) وزوجها حاضر إلا بإذنه ، فإذا سافر فلا حرج .

64- الحائض إذا رأت القصّة البيضاء ـ وهو سائل أبيض يدفعه الرّحم بعد انتهاء الحيض ـ التي تعرف بها المرأة أنها قد طهرت ، تنوي الصيام من الليل وتصوم ، وإن لم يكن لها طهر تعرفه احتشت بقطن ونحوه فإن خرج نظيفا صامت ، فإذا رجع دم الحيض أفطرت ، ولو كان دما يسيرا أو كدرة فإنه يقطع الصيام ما دام قد خرج في وقت العادة فتاوى اللجنة الدائمة 10/154 ، وإذا استمر انقطاع الدم إلى المغرب وكانت قد صامت بنية من الليل صحّ صومها ، والمرأة التي أحست بانتقال دم الحيض ولكنه لم يخرج إلا بعد غروب الشمس صح صومها وأجزأها يومها .

والحائض أو النفساء إذا انقطع دمها ليلا فَنَوَت الصيام ثم طلع الفجر قبل اغتسالها فمذهب العلماء كافة صحة صومها الفتح 4/148

65- المرأة التي تعرف أن عادتها تأتيها غدا تستمر على نيتها وصيامها ولا تُفطر حتى ترى الدم .

66- الأفضل للحائض أن تبقى على طبيعتها وترضى بما كتب الله عليها ولا تتعاطى ما تمنع به الدم وتقبل ما قَبِل الله منها من الفطر في الحيض والقضاء بعد ذلك وهكذا كانت أمهات المؤمنين ونساء السلف ، فتاوى اللجنة الدائمة 10/151 بالإضافة إلى أنه قد ثبت بالطبّ ضرر كثير من هذه الموانع وابتليت كثير من النساء باضطراب الدورة بسبب ذلك ، فإن فعلت المرأة وتعاطت ما تقطع به الدم فارتفع وصارت نظيفة وصامت أجزأها ذلك .

67- دم الاستحاضة لا يؤثر في صحة الصيام .

68- إذا أسقطت الحامل جنينا متخلّقا أو ظهر فيه تخطيط لعضو كرأس أو يد فدمها دم نفاس ، وإذا كان ما سقط علقة أو مضغة لحم لا يتبيّن فيه شيء من خَلْق الإنسان فدمها دم استحاضة وعليها الصيام إن استطاعت وإلا أفطرت وقضت فتاوى اللجنة الدائمة 10/224 . وكذلك إن صارت نظيفة بعد عملية التنظيف صامت . وقد ذكر العلماء أن التخلّق يبدأ بعد ثمانين يوما من الحمل.

النفساء إذا طهرت قبل الأربعين صامت واغتسلت للصلاة المغني مع الشرح الكبير 1/360 فإن رجع إليها الدم في الأربعين أمسكت عن الصيام لأنه نفاس ، وإن استمر بها الدم بعد الأربعين نوت الصيام واغتسلت ( عند جمهور أهل العلم ) وتعتبر ما استمر استحاضة ، إلا إن وافق وقت حيضها المعتاد فهو حيض .

والمرضع إذا صامت بالنهار ورأت في الليل نقطا من الدم وكانت طاهرا بالنهار فصيامها صحيح : فتاوى اللجنة الدائمة 10/150

69- الراجح قياس الحامل والمرضع على المريض فيجوز لهما الإفطار وليس عليهما إلا القضاء سواء خافتا على نفسيهما أو ولديهما وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن الله وضع عن المسافر الصوم وشطر الصلاة ، وعن الحامل والمرضع الصوم " . رواه الترمذي 3/85 وقال : حديث حسن ، والحامل إذا صامت ومعها نزيف فصيامها صحيح ولا يؤثّر ذلك على صحة صيامها فتاوى اللجنة الدائمة 10/225

70- المرأة التي وجب عليها الصوم إذا جامعها زوجها في نهار رمضان برضاها فحكمها حكمه وأما إن كانت مكرهة فعليها الاجتهاد في دفعه ولا كفارة عليها ، قال ابن عقيل رحمه الله فيمن جامع زوجته في نهار رمضان وهي نائمة : لا كفارة عليها . والأحوط لها أن تقضي ذلك اليوم . وقد ذهب شيخ الإسلام رحمه الله إلى عدم فساد صومها وأنه صحيح

وينبغي على المرأة التي تعلم أن زوجها لا يملك نفسه أن تتباعد عنه وتترك التزين في نهار رمضان . ويجب على المرأة قضاء ما أفطرته من رمضان ولو بدون علم زوجها ولا يُشترط للصيام الواجب على المرأة إذن الزوج ، وإذا شرعت المرأة في قضاء الصيام الواجب فلا يحلّ لها الإفطار إلا من عذر شرعي ولا يحلّ لزوج المرأة أن يأمرها بالإفطار وهي تقضي وليس له أن يُجامعها وليس لها أن تطيعه في ذلك : فتاوى اللجنة الدائمة 10/353 أمّا صيام النافلة فلا يجوز لها أن تشرع فيه وزوجها حاضر إلا بإذنه لحديث أبي هريرة رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لا تَصُومُ الْمَرْأَةُ وَبَعْلُهَا شَاهِدٌ إِلا بِإِذْنِهِ ." رواه البخاري 4793

وفي الختام هذا ما تيسّر ذكره من مسائل الصيام ، أسأل الله تعالى أن يُعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته ، وأن يختم لنا شهر رمضان بالغفران ، والعتق من النيران .

 

وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاكى الله خير الجزاء حبيبتى ام بيدو

ولكن بالنسبة لمبطلات الصوم اريد ايضاحى تفصيلى

واولا ان كان هذا الجزء منقول فاطلب منكى تعديله

وان كان ابداع منك

من فضلك وضحى بسرعة لان هذا منهج الشيعة>بالنسبة للسببين الخامس والثامن

بالله عليكى اسرعى فى الرد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

معلش سؤال خارجى انا اتلخبط ام الفهود انتى ام عبد الله وحيد ولا ايه ولو مش انتى ايه الوسام فى التوقيع ازاى مش فاهمه حاجه

 

ام الفهود ماسبتلناش حاجه خالص جزاها الله خيرا

 

بس هانجتهد ان شاء الله

 

صيام التطوع وفضائله

 

فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله : { إِنَّ اللَّهَ قَالَ ‏ ‏مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ ‏‏ آذَنْتُهُ ‏ ‏بِالْحَرْبِ وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ } [رواه البخاري].

 

هذا حديث جليل، فيه أن من سعى في نوافل العابادات تقربا إلى الله الرحيم أحبه الله، وقربه منه، ووفقه في سمعه وبصره، وكان الله معه، يحيب دعاءه ويعيذه، مما يخاف ويحذر، وكفى بالله حسيبا، والصيام من أحب الأعمال إلى الله، قال تعالى في الحديث القدسي : { ‏كُلُّ عَمَلِ ابْنِ ‏‏ آدَمَ ‏‏ لَهُ إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ ؛ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي } [رواه مسلم].

 

فمن صام يوما تطوعا حاز الدرجات العلى، وأحبه الرحمن، والاستمرار على ذلك جالب للأجر الجزيل والتوفيق العظيم.

 

 

وصوم التطوع أنواع

 

1- صيام يوم وفطر يوم وهوأفضل صيام التطوع. عن عبدالله بن عمروابن العاص – رضي الله عنهما – أن رسول الله قال: { ‏إِنَّ أَحَبَّ الصِّيَامِ إِلَى اللَّهِ صِيَامُ ‏‏ دَاوُدَ ‏ ‏وَأَحَبَّ الصَّلَاةِ إِلَى اللَّهِ صَلَاةُ ‏‏ دَاوُدَ ‏ ‏عَلَيْهِ السَّلَام ‏ ‏كَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ وَيَقُومُ ثُلُثَهُ وَيَنَامُ سُدُسَهُ وَكَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا } [متفق عليه].

 

2- صيام ثلاث أيام من كل شهر (أي ثلاث أيام والأفضل أن تكون أيام البيض). عن أبي هريرة – – قال: { ‏أَوْصَانِي خَلِيلِي ‏‏ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏بِثَلَاثٍ بِصِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ وَرَكْعَتَيْ الضُّحَى وَأَنْ أُوتِرَ قَبْلَ أَنْ أَرْقُدَ } [متفق عليه]. عن ابن ملحان – – قال: { ‏كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏‏ يَأْمُرُنَا أَنْ نَصُومَ الْبِيضَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ وَخَمْسَ عَشْرَةَ قَالَ وَقَالَ هُنَّ كَهَيْئَةِ الدَّهْرِ } [رواه أبوداود].

 

3- صيام التسعة الأولى من ذي الحجة وآخرها يوم عرفة. عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال : قال رسول الله : { مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ ‏ ‏يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ ‏ ‏قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ } [رواه أبوداود].

 

4- صيام يوم عرفة. عن أبي قتادة – – قال: { َسُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ فَقَالَ يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ } [رواه مسلم].

 

5- صيام العاشر من محرم. عن أبي قتادة – – أن رسول الله ، { وَسُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ فَقَالَ يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ } [رواه مسلم]. صيام التاسع والعاشر من محرم. عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله : { لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى ‏‏ قَابِلٍ ‏ ‏لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ } [رواه مسلم]. قوله قابل : العام المقبل.

 

6- صيام الإثنين والخميس. عن أبي هريرة – – عن رسول الله قال: { تُعْرَضُ الْأَعْمَالُ يَوْمَ ‏ ‏الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ فَأُحِبُّ أَنْ يُعْرَضَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ } [رواه الترمذي وقال حديث حسن].

 

7- صيام ست من شوال. عن أبي أيوب – رضي اللع عنه – أن رسول الله قال: { ‏مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ } [رواه مسلم].

 

 

خصال الخير سبب في الدخول الجنة

 

عن أبي هريرة قال : قال رسول الله : { ‏مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ صَائِمًا قَالَ ‏ ‏أَبُوبَكْرٍ ‏ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ‏ ‏أَنَا قَالَ فَمَنْ تَبِعَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ جَنَازَةً قَالَ ‏ ‏أَبُوبَكْرٍ ‏ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ‏ ‏أَنَا قَالَ فَمَنْ أَطْعَمَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ مِسْكِينًا قَالَ ‏ ‏أَبُوبَكْرٍ ‏ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ‏ ‏أَنَا قَالَ فَمَنْ عَادَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ ‏ ‏مَرِيضًا ‏ ‏قَالَ ‏ ‏أَبُوبَكْرٍ ‏ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ‏ ‏أَنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏مَا اجْتَمَعْنَ فِي امْرِئٍ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ } [رواه مسلم].

 

 

فضل تفطير الصائم

 

عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه، عن النبي قال: { ‏مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا } [رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح].

 

 

فضل السحور

 

عن أنس قال: قال رسول الله : { ‏تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السُّحُورِ بَرَكَةً } [متفق عليه]. وعن ابن عمر – رضي اللع عنهما – قال : قال رسول الله : { إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين } [رواه ابن حبان في صحيحه، والطبراني في الأوسط، وأبونعيم في الحلية، والحديث صحيح].

 

 

بعض فضائل وفوائد الصيام

 

إن للصيام فضائل وفوائد نذكر منها ما يلي:

 

1- للصائمين باب لا يدخل منه أحد غيرهم. عن سهل بن سعد – – عن النبي قال: { ‏إِنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يَدْخُلُ مَعَهُمْ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ يُقَالُ أَيْنَ الصَّائِمُونَ فَيَدْخُلُونَ مِنْهُ فَإِذَا دَخَلَ آخِرُهُمْ أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ } [متفق عليه].

 

2- رائحة فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك. قال النبي : { وَالَّذِي نَفْسُ ‏ ‏مُحَمَّدٍ ‏‏ بِيَدِهِ ‏‏ لَخُلُوفُ ‏‏ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ } [متفق عليه].

 

3- له فرحة عند فطره. عن أبي هريرة - – قال: قال رسول الله : { ‏كُلُّ عَمَلِ ابْنِ ‏‏ آدَمَ ‏ ‏يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ ‏ ‏وَلَخُلُوفُ ‏ ‏فِيهِ ‏ ‏أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ } [رواه مسلم].

 

4- أن الصوم يهذب النفس ويدربها على الجوع والعطش والصبر، وكذلك الإحساس بأحوال إخواننا المسلمين اللذين لا يجدون ما يأكلون ولا ما يشربون.

 

5- إن الصائم ينوي بصومه احتساب الأجر عند الله على الصبر بالصيام، قال تعالى: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ [الزمر:10].

 

6- للصائم عند فطره دعوة لا ترد.

 

 

الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة

 

عن عبدالله بن عمروبن العاص – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله : { الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَقُولُ الصِّيَامُ أَيْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ وَيَقُولُ الْقُرْآنُ مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ قَالَ فَيُشَفَّعَانِ } [رواه الإمام أحمد].

 

فهنيئا لمن تقرب إلى الله بفعل النوافل وخشع قلبه ولانت جوارحه لله فالأجر الجنة وما أعظمه من أجر، فهيا إلى روضات الجنات بالإخلاص وعبادة الله والتقرب إليه ولنهتم بأمر الصيام – صيام النوافل – فهوأعظم العبادات أجرا، وفقنا الله للصالحات. وصللا الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين

.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

الصوم يدفع إلى فعل الطاعات

 

يظل الصائم متلبساً بعبادة من أفضل العبادات، متلبساً بعمل من حين يطلع الفجر إلى أن تغرب الشمس، و لا بد أن تبدو عليه حينئذ آثار هذه العبادة، لهذا قال النبي صلى الله عليه و سلم "ثلاثة لا ترد دعوتهم.. و ذكر منهم: الصائم حين يفطر"(أخرجه الترمذي برقم 2526 و قال: هذا حديث إسناده ليس بالقوي. و ابن ماجة برقم 1752 من حديث أبي هريرة رضي الله عنه).

 

فالصائم من حين يبدأ صومه إلى أن يفطر و هو مستجاب الدعوة إذا كان صحيح الصوم.

 

و عبادة الصوم تجر إلى سائر العبادات، لأنك إذا عرفت أنك في عبادة حملك ذلك على أن تأتي بعبادة ثانية، و ثالثة، و رابعة، و هلم جراً، فتستكثر من العبادات، و تقول: لماذا لا أرغب في العبادات؟ كيف أقتصر على عبادة واحدة، و العبادات كلها مرغوبة و محببة؟

 

* فتجد الصائم -صحيح الصيام- يحافظ على الصلوات في الجماعة، لأنه يعرف أن الذي كلفه بالصوم كلّفه بالصلوات، و أمره بها، فأكد على هذه كما أكد على تلك، فتجده محافظاً عليها، و تجده في حال صلاته خاشعاً فيها غاية الخشوع، قائماً بجميع أركانها و شرائطها و مكملاتها و متمماتها و سُننها، لأنه يحاسب نفسه و يقول: كيف أكمل عبادة و أنقص عبادة؟‍ هذا لا يليق بي. لا بد أن أحسن في كل عبادة أقوم بها، فتجده محافظاً على صلاته غاية المحافظة.

 

* و هكذا يدفعه الصوم إلى نوافل العبادات، لأنه عرف أن ربه يحب منه أن يدخل في العبادات كلها، فرضها و نفلها، فإذا حافظ على الفرائض حمله ذلك على الإتيان بالنوافل؛ فتجده يتسابق إلى المساجد، و تجده يصلي الرواتب قبل الصلوات و بعدها، و تجده يذكر الله، فيأتي بالأوراد التي قبل الصلاة و بعدها، و يسبح، و يستغفر، و يهلل، و تجده يتلو كتاب ربه و يتدبره؛ لا سيما في هذا الشهر -شهر رمضان- فإنه يعرف أنه موسم من مواسم قراءة القرآن و تدبره، و تجده مع تدبره يحرص على تطبيقه و العمل به، لأنه يعرف أن هذا القرآن ما أنزل إلا ليطبق و يكون منهاجاً للحياة و دستوراً للبشرية كلها. و هكذا فإن الصيام يحمل صاحبه على أن يستكثر من العبادات، للفوز بجزيل الثواب و النجاة من أليم العقاب.

 

* و هكذا أيضاً يحرص الصائم على عبادات مؤقتة في مثل هذا الشهر؛ فمثلاً من سنن هذا الشهر صلاة الليل التي هي التهجد و التراويح، و هي مأمور بها و يستحب للمسلمين فعلها في المساجد جماعة. و كما جعل الله سبحانه و تعالى النهار محلاً للصيام، فإنه جعل الليل محلاً للقيام و الاستكثار من الصلوات.

 

* كما يدفعه صيامه أيضاً إلى النفع العام للمسلمين في هذا الشهر و في غيره، فينفع نفسه و ينفع سائر المسلمين؛ سواء كان في الأمور الدنيوية أو في الأمور الدينية:

 

فمن المنافع الدنيوية: الصدقات التي أمر الله تعالى بها، و أمر بها رسوله صلى الله عليه و سلم. قال بعض السلف: "إذا دخل رمضان فانبسطوا فيه بالنفقة، فإن النفقة فيه مضاعفة كالنفقة في سبيل الله". فالإنسان مأمور بأن يكثر الصدقات في هذا الشهر و قد كان النبي صلى الله عليه و سلم أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن، فرسول الله صلى الله عليه و سلم أجود بالخير من الريح المرسلة (أخرجه البخاري برقم 6 في بدء الوحي، باب:5).

 

ذلك أنه شهر يتفرغ فيه العباد لطاعة الله و يبتعدون عن طرق الغواية و المعصية، و يستحب فيه مواساة الفقراء، و قد ثبت في الحديث أن من فطر صائماً كان له مثل أجره(أخرجه الترمذي برقم 807 في الصوم. باب "ما جاء فيمن فطر صائماً").

 

و من المنافع الدينية: فإنك كما ينبغي عليك أن تنفع نفسك، فإن عليك أن تنفع المسلمين، فإذا استقمت على طاعة الله، فإنك تحرص على أن تقيم غيرك على هذه الطاعة، و ذلك بأن تأمر إخوانك و أقاربك و جيرانك بأن يعملوا كما تعمل، و ترشدهم إلى ما أنت عليه، و تحثهم على العبادات التي أتيت بها، فتحثهم على قراءة القرآن، و على المحافظة على الصلوات، و تذكّرهم بذلك، و تقول لهم إن الذي يحب منكم الصيام يحب منكم الصلوات، و الذي أمركم بهذا الصوم أمركم بذكره، و فرض عليكم هذه الصلوات، و هذه الزكوات، و ربّ رمضان هو ربّ شوال و محرم و سائر الشهور، فلعلهم ينتفعون بذلك و يكون في ذلك فائدة عظيمة لك و لهم، و تسلم من الإثم إذا لم ترشدهم و إذا استقاموا على يديك كان لك من الأجر مثل أجورهم و ذلك خير لك من الدنيا و ما فيها(لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: "من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، و من دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً" أخرجه مسلم برقم 2674).

 

كذلك أيضاً فمن النفع المتعدي التعليم و التفقيه، و ذلك أنك متى علمت حكماً أو مسألة، و عرفت أن فلاناً أو فلاناً يجهلها، فإن من واجبك أن تعلمه و ترشده سواء أكانت حُ:مية أو وعظية أو إرشادية، أو غير ذلك

.

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

مبطلات الصوم (المفطرات)

 

مسألة 1 : مبطلات الصوم عشرة:

 

الأول والثاني : الأكل والشرب.

 

الثالث : الجماع.

 

الرابع : الاستمناء (العادة السرية).

 

الخامس : افتراء الكذب على الله تعالى أو النبي (صل الله عليه وآله) أو الأئمة المعصومين (عليهم السلام) أو فاطمة الزهراء (عليها السلام).

 

السادس : إيصال الغبار الغليظ إلى الحلق.

 

السابع : رمس تمام الرأس في الماء.

 

الثامن : البقاء والاستمرار على الجنابة والحيض والنفاس إلى أذان الصبح.

 

التاسع : الاحتقان بالمواد المائعة.

 

العاشر: تعمد القيء.

 

وسيأتي تفصيل أحكام هذه المبطلات (المفطرات) في المسائل الآتية

الاخت ام عبد الله رجاء حذف هذه المشاركة السبب السابع غمس تمام الراس بالماء لا يبطل الصوم وكذلك الثامن فان البقاء علي الجنابة للصباح لا يبطل الصوم

رجاء تحري الدقة في النقل وليست كل المواقع ينقل عنها .وقد جئت بعكس ما كتب في مشاركاتك باسم ام الفهود

58- والانغماس في ماء أو التلفف بثوب مبتلّ للتبرد لابأس به للصائم ولا بأس أن يصبّ على رأسه الماء من الحر والعطش

رجاء الدقة يا اخوات ما يكتب ستساْلن عنه اذا قام به احدوهو خطاْ

50- إذا أصبح وهو جُنُب فلا يضرّ صومه و يجوز تأخير غسل الجنابة والحيض والنفاس إلى ما بعد طلوع الفجر وعليه المبادرة لأجل الصلاة .

والمشاركة رقم 50 تؤكد خطاْ السبب الثامن

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

اخواتي الفضليات النت عالم مفتوح وليس كل ما يكتب به صحيح

ويوجد علماء ثقات رجاء الاخذ منهم وتحري الدقة في المسائل الشرعية

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

سلمت يداكى حبيبتى بنت ام عبد

فلقد ذكرتى ماعجزت انا عنه لما اصابنى من دهشة عندما قرات هذا الكلام ولا اسىء طبعا لحبيبتى ام بيدوا

جزاها الله خيرا على موضوعاتها الرائعة اعتذر عن تاخرى فى ذكر هذا

ولكن ما لدى من معلومات عن الشيعة هو سبب هذا

اسال الله لنا ولهم الهدلية

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

اخواتى الغاليات انا بالفعل قرأته وفعلا كلام شيعى ولكن خطأمنى نقلته خطأ

 

بعد قراءته كان المفروض اغلق صفحته ولكن اخطأت واغلقت الصفحة الصحيحة

 

ونقلت هذا كلا منا يخطأ اخواتى ليس فيها شىء وهراسل المشرفة بهذا

 

بارك الله فيكن على حرصكن

تم تعديل بواسطة ام عبدالله وحيد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاكِ اله خيرا ام عائشه الحبيبة

 

 

ام عبد بارك الله فيكِ زى ما ذكرت لن انتبه لهذا لانى قرأته وكنت هتجاهل الكلام

 

ولكن سهو منى انى وضعته

 

منتظرة منكِ المساعدة لنعين بعضنا ف الصيام

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

كيف نصوم رمضان إيمانا واحتسابا؟

 

 

 

 

 

المقدمة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ومن والاه وبعد000

من نعم الله تعالى علينا التى لا تعد ولا تحصى أن هيئ لنا أمر عبادته وأرشدنا إلى طريق طاعته، فما من خير إلا ودلنا عليه ، وما من شر إلا وحذرنا منه .

ومن هذه الأفضال والمنن أن هدانا لصيام شهر رمضان ، فهو شهر كله بركات وخيرات وطاعات .

فقد شمل هذا الشهر الكريم كل أنواع الطاعات من صلاة وصيام وزكاة وتلاوة للقرآن وكل وجوه البر ، حتى العمرة فيه تعدل حجة مع النبى – صلى الله عليه وسلم - .

لذا كان لزاما علينا شكر نعم المولى وأداء حقوقه علينا فى هذا الشهر الكريم ، بصيامه على أكمل وجه ، كما صامه النبى – صلى الله عليه وسلم – وصحابته إيمانا واحتسابا ،

 

من أجل هذه الغاية جمعت هذه الورقات لتكون دليلا للمسلم إلى صيام هذا الشهر ايمانا واحتسابا كما حببنا إلى ذلك الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم - .

ركزت فيه على جانب الآداب الواجبة والمستحبة وهى هدى النبى – صلى الله عليه وسلم- وصحابته فى الصيام حتى نصوم كما صاموا .

وجمعت بعض الأحكام الهامة الخاصة بالصيام مكتفيا بالرأى الراجح فى المسألة مع الدليل قدر الإمكان ، ومعتمدا على كتابات فضيلة العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله _ ، وكذلك كتاب فقه السنة للعلامة الشيخ سيد سابق – رحمه الله – .

واخترت بعض الفتاوى الهامة من فتاوى الجنة الدائمة ، وكذلك من فتاوى الشيخ العثيمين – رحمه الله – اتماما للفائدة ، فجاءت هذه الرسالة محتوية على المباحث التالية :

أولا : فضل صيام رمضان .

ثانيا : الحكمة من الصيام .

ثالثا : آداب الصيام .

رابعا : أحكام الصيام .

خامسا : أقسام الناس فى الصيام .

سادسا : مباحات الصيام .

سابعا : مفطرات الصوم .

ثامنا : بعض الفتاوى الهامة .

وبعد أسأل الله تعالى أن ينفع بهذا العمل ، وأن يجبر مافيه من نقص ، وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم .

وأشكر كل من أفادنى بملاحظاته من اخوانى وأساتذتى الكرام ، فجزاهم الله خيرا

كما أسأل اخوانى إن كان ثمت ملاحظات ألا يبخلوا بها علىّ بها ، وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

 

 

أولا:neutral: فضل صيام رمضان :

شهر رمضان شهر كريم وموسم عظيم للطاعات يعظم الله فيه الأجر, ويجزل العطايا , ويفتح أبواب الخير فيه لكل راغب , شهر الخيرات والبركات , شهر المنح والهبات , شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان , شهر محفوف بالرحمة والمغفرة والعتق من النار , اشتهرت بفضله الأخبار وتواترت فيه الآثار:

1ـ ففي الصحيحين عن أبي هريرة – رضي الله عنه – ، أن النبي – صلي الله عليه وسلم – قال :" إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين "0

وإنما تفتح أبواب الجنة في هذا الشهر لكثرة الأعمال الصالحة , وترغيبا للعاملين , وتغلق أبواب النار لقلة المعاصي من أهل الإيمان ، وتصفد الشياطين فتغل فلا يخلصون إلي ما يخلصون إليه في غيره .

2ـ وروي الإمام أحمد عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي – صلي الله عليه وسلم – قال :" أعطيت أمتي خمس خصال في رمضان لم تعطهن أمة من الأمم قبلها ...." :-

أ ـ " ... خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك 000" : لأنها ناشئة عن عبادة الله وكل ما نشأ عن عبادته وطاعته فهو محبوب عنده سبحانه , يعوض عنه صاحبه ما هو خير منه و أفضل وأطيب 0

ب-" ... وتستغفر لهم الملائكة حتى يفطروا 000" :

ج- "... ويزين الله كل يوم جنته ويقول : يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤونة والأذى

ويصيروا إليك 000" : يعني مؤونة الدنيا وتعبها وأذاها ويشمروا إلي الأعمال الصالحة التي فيها سعادتهم في الدنيا والآخرة 0

د - " ... وتصفد فيه مردة الشياطين فلا يخلصون إلي ما كانوا يخلصون إليه في غيره 000" :

فلا يصلون إلي ما يريدون من عباد الله الصالحين من الإبعاد عن الحق والتثبيط عن الخير وهذا من معونة الله لهم أن حبس عنهم عدوهم ولذا نجد عند الصالحين من الرغبة في الخير والعزوف عن الشر في هذا الشهر أكثر من غيره 0

هـ- " ... ويغفر لهم في آخر ليلة , قيل : يا رسول الله أهي ليلة القدر؟ قال: لا ولكن العامل يوفي أجره إذا قضي عمله ... " : فإن الله يغفر لهذه الأمة إذا قامت بما ينبغي أن يقوموا به في هذا الشهر المبارك من الصيام والقيام تفضلا منه سبحانه وتعالى بتوفية أجورهم عند انتهاء أعمالهم فإن العامل يوفي أجره عند انتهاء عمله0

 

** ونجد أن الله تفضل علينا بالأجر في هذا الشهر من ثلاثة وجوه :-

1- أنه شرع لنا من الأعمال الصالحة ما يكون سببا لتكفير ذنوبنا ورفعة درجاتنا 0

2- أنه وفقنا إلي العمل الصالح ولولا معونة الله وتوفيقه ما قمنا بهذا العمل 0

3- أنه تفضل علينا بالأجر الكثير0

** إن بلوغ رمضان نعمة عظيمة لذا يجب علينا أن نقوم بحقه بالرجوع إلي الله من معصيته إلي طاعته

ومن الغفلة عنه إلي ذكره ومن البعد عنه إلي الإنابة إليه 0

يا ذا الذي ما كفاه الذنب في رجب

حتى عصي ربه في شهر شعبان

لقد أظلك شهر الصوم بعدهما

فلا تصيره أيضا شهر عصيان

واتل القرآن وسبح فيه مجتهدا

فإنه شهر تسبيح وقــرآن 1

 

**ومن الأحاديث في فضل رمضان أيضا :-

3ـ يقول صلي الله عليه وسلم في رمضان :" تغلق أبواب النار وتفتح أبواب الجنة وتصفد فيه الشياطين , قال : وينادي فيه ملك : يا باغى الخير أقبل ويا وباغي الشر أقصر , حتى ينقضي رمضان "0 رواه أحمد والنسائى .

4ـ عن أبي سعيد الخدري أن النبي – صلي الله عليه وسلم – قال :" من صام رمضان وعرف حدوده , وتحفظ مما كان ينبغي أن يتحفظ منه ، كفر ما قبله "0 رواه أحمد والبيهقى بإسناد جيد ، وضعفه الألبانى الضعيفة 5083 .

5ـ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم- : " من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه "0 رواه أحمد وأصحاب السنن وصححه الألباني .

يعني إيمانا بالله ورضا بفرضية الصوم عليه , واحتسابا لثوابه وأجره , ولم يكن كارها لفرضه ولا شاكا في ثوابه وأجره , فإن الله يغفر ما تقدم من ذنبه 0

6- وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة أيضا أن النبي – صلي الله عليه وسلم – قال : " الصلوات الخمس, والجمعة إلي الجمعة , ورمضان إلي رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر "0

7- ومن فضائل الصوم أن الصائم يعطي أجره بغير حساب لا يتقيد بعدد معين :

ففي الصحيحين عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قال الله تعالي : كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به , والصيام جنه فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم , والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك , للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح بفطره , وإذا لقي ربه فرح بصومه "0

8 - ومن فضائل الصوم : أنه يشفع لصاحبه يوم القيامة , فعن عبد الله ابن عمر – رضي الله عنه – ، أن النبي – صلي الله عليه وسلم – قال : " الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة , يقول الصيام : أي ربي منعته الطعام والشهوة فشفعني فيه , ويقول القرآن : منعته النوم بالليل فشفعني فيه قال : فيشفعان ". رواه أحمد .

9- عن أبي سعيد الخدرى – رضي الله عنه – أن النبي – صلي الله عليه وسلم – قال :" لا يصوم عبد يوما في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم النار عن وجهه سبعين خريفا " . رواه الجماعة إلا أبي داود 0

10- عن سهل ابن سعد أن النبي – صلي الله عليه وسلم- قال: " إن للجنة بابا يقال له الريان , يقال يوم القيامة: أين الصائمون ؟ فإذا دخلوا أغلق ذلك الباب " 0 رواه البخاري ومسلم 0

 

** إن فضائل الصوم لا تدرك حتى يقوم الصائم بآدابه , فلنجتهد في إتقان صيامه وحفظ حدوده والتوبة إلي الله من التقصير في ذلك 0

 

 

(ثانيا): الحكمة من الصيام :

إن من أسماء الله تعالي (الحكيم ) ، والحكيم من اتصف بالحكمة ، والحكمة إتقان الأمور ووضعها في موضعها ، ومقتضى هذا الاسم من أسمائه تعالي أن كل ما خلقه الله تعالي أو شرعه فهو لحكمة بالغة ، علمها من علمها وجهلها من جهلها، فإن الله سبحانه وتعالي لم يفرض علينا الصيام ويمنعنا عن الطعام والشراب التي أحلهما لنا ليعذبنا أو يعنتنا ، فحاشى لله ذلك ولكن للصيام الذي شرعه الله وفرضه علي عباده حكم عظيمة وفوائد جمة0

من هذه الحكم :

1- أنه عبادة يتقرب بها العبد إلي ربه بترك محبوباته المجبول علي محبتها من الطعام وشراب ونكاح ، لينال بذلك رضي ربه والفوز بدار كرامته , فيتبين بذلك إيثاره لمحبوبات ربه علي محبوبات نفسه وللدار الآخرة علي الدار الدنيا 20

2- أنه سبب للتقوى إذا قام الصائم بواجب صيامه ، قال تعالي :" يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقون " وهكذا تبرز الغاية الكبيرة من الصوم (إنها التقوى) ، فالصائم مأمور بتقوى الله عز وجل وهي امتثال أمره واجتناب نهيه وهذا هو المقصود الأعظم بالصيام ، وليس المقصود تعذيب الصائم بترك الأكل والشرب والنكاح ، فالتقوى هي التي تستيقظ في القلوب وهي تؤدى هذه الفريضة طاعة لله , وإيثارا لرضاه , والتقوى هي التي تحرس هذه القلوب من إفساد الصوم بالمعصية ، والمخاطبون بهذا القرآن يعلمون مقام التقوى عند الله , ووزنها في ميزانه ، فهي غاية تتطلع إليها أرواحهم , وهذا الصوم أداة من أدواتها وطريق موصل إليها .

وقول النبي – صلي الله عليه وسلم - : " من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في

أن يدع طعامه وشرابه "0 رواة البخاري

- والزور : هو كل قول محرم من الكذب والغيبة والشتم .

- والعمل بالزور: هو العمل بكل فعل محرم من العدوان علي الناس بخيانة أو غش أو ضرب ويدخل فيه سماع الأغاني المحرمة والمعازف ومشاهدة المحرمات .

- الجهل : هو السفه وهو مجانبة الرشد في القول والعمل .

3- إذا تمشي الصائم بمقتضى الآية السابقة والحديث ، كان الصيام تربية لنفسه وتهذيبا لأخلاقه واستقامة

لسلوكه ، ولم يخرج من شهر رمضان إلا وقد تأثر تأثرا بالغا يظهر في نفسه وأخلاقه وسلوكه 0

4- أن الصوم هو مجال تقرير الإرادة الجازمة ، ومجال اتصال الإنسان بربه اتصال طاعة وانقياد , كما أنه

استعلاء علي ضروريات الجسد كلها ، واحتمال ضغطها وثقلها وهذه كلها عناصر لازمة في إعداد النفوس واحتمال مشقات الطريق المفروش بالعقبات والأشواك والذي تتناثر علي جوانبه الرغبات والشهوات , فالصوم أعظم طريق لإذلال النفس والسيطرة عليها والتمرن علي ضبطها وقيادتها والدليل علي ذلك حديث الباءة فالشاب الذي لا يملك الباءة علي الزواج عليه بالصوم فإنه أكبح لشهوات النفس0

كذلك ما يروي عن السلف أن أحدهم إذا أراد أن يعاقب نفسه علي ذنب فعله فكان يعاقبها بالصيام ولفترات طويلة من السنة ، لذا فالصوم يمكن الإنسان من قيادة نفسه لما فيه خيرها وسعادتها في الدنيا والآخرة , ويبتعد عن أن يكون عبدا بهيميا لا يتمكن من منع نفسه عن لذاتها وشهواتها لما فيه مصلحتها 0

5 - ومنها :- أن الغنى يعرف قدر نعمة الله عليه بما يسر له الحصول علي ما يشتهى من طعام وشراب ونكاح ، فيشكر ربه علي هذه النعمة ، ويتذكر الفقير الذي لا يتيسر له الحصول علي ذلك فيجود عليه بالصدقة والإحسان 0

6 - ومنها : أن نستشعر حال اخواننا المستضعفين فى كل مكان الذين يهجرون من ديارهم ، فيخرجون إلى العراء جوعى هلكى لايجدون ما يسترهم ولا ما يسد رمقهم .

7- ومنها : مايحصل من الفوائد الصحية الناتجة عن تقليل الطعام واراحة الجهاز الهضمى لفترة معينة ، وكذلك ليتخلص الجسم من الفضلات الضارة المترسبة فى الجسم وغير ذلك .

 

تم تعديل بواسطة ام عبدالله وحيد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

: آداب الصيام :

الأولى : الآداب الواجبة :

1- أن يقوم الصائم بما أوجبه الله عليه من العبادات القولبة والفعلية ومن أهمها الصلاة – أن يؤديها في وقتها بشروطها وأركانها وواجباتها مع الجماعة في المسجد0

2- أن يجتنب الصائم جميع ما حرم الله ورسوله – صلي الله عليه وسلم – من الأقوال والأفعال مثل الكذب والغيبة والنميمة , وأن يتجنب قول الزور والعمل به , وأن يغض من بصره ويحفظ فرجه , وكذلك يتجنب المعازف وآلات اللهو بجميع أنواعها , فعن جابر - رضي الله عنه – قال :" إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب و المحارم , ودع عنك أذى الجار , وليكن عليك وقار وسكينة , ولا يكن يوم صومك ويوم فطرك سواء "0 3

3- معرفة أحكام الصيام ، حتى لا يقع المسلم فيما يفسد صومه وهو لا يدرى ، فينبغي على المسلم أن يسأل أهل العلم عما يشكل عليه من أحكام الصيام .

4- زكاة الفطر: وقد فرضها الله تعالى في رمضان صاعا من طعام الآدميين من تمر أو بر أو أرز أو شعير أو زبيب أو أقط 4 أو غيرها،ففي الصحيحين من حديث ابن عمر رضى الله عنهما قال : فرض رسول الله- صلى الله عليه وسلم- زكاة الفطــر من رمضـان صاعـا مـن تمـر أو صاعـا من شعير ...." .

والحكمة منها أن فيها إحساناً إلى الفقراء ومواساة لهم ، وفيها تطهير للصائم لما يحصل في صيامه من نقص ولغو وإثم ، وفيها إظهار شكر نعمة الله بإتمام صيام رمضان وقيامه،

فعن ابن عباس رضى الله عنهما قال: " فرض رسول الله- صلى الله عليه وسلم –

زكاة الفطر طهرة للصـائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين..." رواه أبو داود وابن ماجة .

 

الثانية : الآداب المستحبة :

1- أن تستقبل رمضان بنية أن تصومه إيمـانا واحتسابا , وأن تفتح في أول ساعة منه صفحة جديدة في سجل أعمالك , ومعك العزم الأكيد علي التزود فيه بصالح الأعمال , فمن أدركه رمضان ولم يغفر له فقد خاب وخسر 0

2- إذا رأيت هلال رمضان فقل كما علمنا رسول الله – صلي الله عليه وسلم - : " اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام , ربي وربك الله هلال رشد وخير "0 رواه الترمذى وحسنه 0

وهذا الدعاء فى كل شهر ، وهو فى رمضان ألزم .

3- ومن آدابه المستحبة تأخير السحور , وأن ينوى بسحوره امتثال أمـر الله ورسوله – صلي الله عليه وسلم والإقتداء بفعله ليكون سحوره عبادة , وأن ينوى به التقوى علي الصيام ليكون لـه بـه أجر 0

4- تعجيل الفطـر:وذلك عند غروب الشمس ، فعـن سهل بن سعد أن النبي _ صلي الله عليه وسلم – قال : " لا تزال أمتي بخيـر ما عجلوا الفطر" رواه البخاري ومسلم.

والسنة أن يفطر علي رطبـات فإن لم تكن رطبات فتمرات فإن لم تكن تمرات حسا حسوات من ماء كما في الحديث الصحيح , فإذا صلي المغرب تناول حاجته من الطعام 0

5- الدعاء عند الفطر وأثناء الصوم لأنها من الأوقات المستجاب فيها الدعاء , ففي سنن ابن ماجة عن النبي – ضلي الله عليه وسلم – أنه قال :" إن للصائم عند فطره دعوة ما ترد"0 ضعفه الألبانى انظر ضعيف ابن ماجه .

فثبت عنه – صلي الله عليه وسلم – أنه كان يقول عند فطره :" ذهب الظمأ , وابتلت العروق ,وثبت الأجر إن شاء الله " . رواه أبو داود وحسنه الألبانى صحيح أبوداود 2066 الإرواء920 .

وكان يقول :" اللهم لك صمت وعلي رزقك أفطرت " . ضعفه الألبانى ضعيف أبو داود 510 .

6- أن يستحضر الصائم قدر نعمة الله تعالى عليه بالصيام ، حيث وفقه له وأتمه عليه ، فان كثيرا من الناس حرموا الصيام إما بموتهم قبل بلوغه ، أو بعجزهم عنه ، أو بضلالهم وإعراضهم عن القيام به ، فليحمد الصائم ربه على نعمة الصيام التي هي سبب لمغفرة الذنوب وتكفير السيئات ، ورفع الدرجات في دار النعيم .

7- لا تجعل شهر الصوم شهر فتور وكسل , فهو شهر جلد وصبر , يتسلح فيه المؤمن بقوة الإرادة , فينشط إلي العمل والكفاح0

8- قيام رمضان"التراويح" وهو سنة مؤكدة , وتسن فيها الجماعة , وله ميزة وفضيلة عن غيره في أى وقت آخر لقوله صلي الله عليه وسلم :" من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه "0 رواه الجماعة .

وهي إحدى عشرة ركعة , وكان السلف - رضوان الله عليهم – يطيلونها , فكان القارئ يقرأ بالمئين من الآيات في الركعة حتى كانوا يعتمدون علي العصي من طول القيام , ويجب أن تؤدي بهدوء وطمأنينة , وعلي المأموم أن لا ينصرف حتى ينتهي الإمام من صلاة الوتر ليحصل له أجر قيام الليل كله , ويجوز للنساء حضور التراويح في المساجد .

9- اغتنام العشر الأواخر: ففي الصحيحين عن عائشة رضى الله عنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر الأواخر شد مئزره ، وأحيا ليله ، وأيقظ أهله"رواه البخاري وفي رواية لمسلم عنها قالت: "كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم- يجتهد في لعشر الأواخر مالا يجتهد في غيره " .

10- يستحب في هذه الليالي التنظف والتزين والتطيب واللباس الحسن،قال ابن جرير : كانوا يحبون أن يغتسلوا كل ليلة من ليالي العشر الأواخر ، ومنهم من كان يغتسل ويطيب في الليالي التي تكون أرجى لليلة القدر.

11- الاعتكاف : ففي الصحيحين عن عائشة رضى الله عنها : " أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله تعالى، وفى الاعتكاف قطعا لأشغاله وتفريغا لباله وتخلية لمناجاة ربه وذكره ودعائه ، فحقيقته قطع العلائق عن الخلائق للاتصال بعبادة الخالق .

12- تحرى ليلة القدر: التي هي خير من ألف شهر لأنها الليلة التي أنزل فيها القرآن , والتي وصفها الله تعالى بأنها يفرق فيها كل أمر حكيم أي يفصل من اللوح المحفوظ إلى الكتبة ما هو كائن من أمر الله سبحانه في تلك السنة من الأرزاق والآجال والخير والشر وغير ذلك من الأوامر المحكمة .

ومن فضائل هذه الليلة ماثبت في الصحيحين من حديث أبى هريرة رضى الله عنه أن النبي- صلى الله عليه وسلم – قال :" من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " أي إيمانا بما أعد الله من الثواب للقائمين فيها واحتسابا للأجر وطلب الثواب ، وقيامها إنما هو إحياؤها بالتهجد فيها والصلاة والدعاء لما روت السيدة عائشة رضى الله أنها قالت للنبي – صلى الله عليه وسلم - : أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أقول فيها ؟ قال :"قولي اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عنى" .

رواه الترمذى وابن ماجه وصححه الألباني .

 

13 - كثرة القراءة والذكر والدعاء والصلاة والصدقة , فروى البخاري عن ابن عباس – رضي الله عنهما قال :" كان رسول الله – صلي الله عليه وسلم – أجود الناس , وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل , وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن , فلرسول الله – صلي الله عليه وسلم – أجود بالخير من الريح المرسلة "0 وكان جوده صلي الله عليه وسلم يجمع أنواع الجود كلها من بذل العلم والنفس والمال لله عز وجل في إظهار دينه وهداية عباده وإيصال النفع لهم بكل طريق من تعليم جاهلهم وقضاء حوائجهم وإطعام جائعهم , وكان جوده يتضاعف في رمضان لشرف وقته ولمضاعفة أجره , وإعانة العابدين فيه علي عبادتهم , والجمع بين الصيام وإطعام الطعام0 لذا ينبغي علينا أن نقدم الخير للآخرين ما استطعنا .

14- العمرة : لما رواه ابن عباس رضى الله عنهما، أن النبي –صلى الله عليه وسلم قال : "عمرة في رمضان تعدل حجة" رواه أحمد وابن ماجة .

15- تجنب الإفراط في الأكل والشرب , فإن من حكمة الصوم التخفيف عن المعدة , فإنه ما ملأ ابن آدم وعاء شر من بطنه , ومتي شبع أول الليل لم ينتفع بنفسه في باقيه فيفوت المقصود من الصيام , فالمقصود منه أن يذوق طعم الجوع , ويكون تاركا للمشتهى0

16- استعمال السواك في نهار رمضان فكان النبي – صلي الله عليه وسلم– يتسوك وهو صائم 0

17- ختام رمضان : فقد شرع الله لنا في ختامه عبادات تزيدنا منه قربا ، وتزيد إيماننا قوة وفى سجل أعمالنا حسنات ، فشرع لنا التكبير عند إكمال العدة من غروب الشمس ليلة العيد إلى صلاة العيد ، قال تعالى : " ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون" البقرة 185.

وشرع الله سبحانه لعباده صلاة العيد وهى من تمام ذكر الله تعالى ، ومما شرعه الله عز وجل صيام ستة من شوال ، ففي صحيح مسلم من حديث أبى أيوب الأنصاري رضى الله عنه أن النبي – صلى الله عليه وسلم- قال : " من صام رمضان ثم اتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر كله " 5

 

* * *

لنتأدب بآداب الصيام , ولنتخلَّ عن أسباب الغضب والانتقام , ولنتحلَّ بأوصاف السلف الكرام , فانه لن يصلح أخر هذه الأمه الا بما صلح به أولها من الطاعة واجتناب الآثام .

قال ابن رجب رحمه الله : الصائمون علي طبقتين 6: _

احداهما : من ترك طعامه وشرابه وشهوته لله تعالي يرجو عنده عوض ذلك في الجنة , فهذا قد تاجر مع الله وعامله والله لايضيع أجر من أحسن عملا بل يربح أعظم الربح .

قال _ صلي الله عليه وسلم _ : " إنك لن تدع شيئا اتقاء لله الا أتاك الله خيرا منه " رواه أحمد .

يا قوم ألا خاطب في هذا الشهر الي الرحمن ؟ ألا راغب فيما أعد الله للطائعين في الجنان ؟

 

من يرد ملك الجنـان فليدع عنه التواني

وليقم في ظلمة الليـ ـل الي نور القران

وليصل صوما بصوم إن هذا العيش فان

إنما العيش جوار اللـ ـه في دار الأمان

والثانية : من يصوم في الدنيا عما سوي الله فيحفظ الرأس وماحوي , والبطن وماوعي , ويذكر الموت والبلي , ويريد الآخرة فيترك زينة الدنيا , فهذا عيد فطره يوم لقاء ربه وفرحه برؤيته .

من صام بأمر الله عن شهواته في الدنيا أدركها غدا في الآخرة , ومن صام عما سوي الله فعيده يوم لقائه " من كان يرجو لقاء الله فان أجل الله لآت وهو السميع العليم "

يجب علينا الصوم عن شهوات الهوى لندرك عيد الفطر يوم اللقاء .

" اللهم جمل بواطننا بالاخلاص لك , وحسن أعمالنا باتباع رسولك والتأدب بآدابه , اللهم أيقظنا من الغفلات , ونجنا من الدركات , وكفر عنا الذنوب والسيئات .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

(رابعا) أحكام الصيام

(1) معناه :_

*في اللغه :_ مصدر صام يصوم ، ومعناه : أمسك .

قال الله تعالي :_ " اني نذرت للرحمن صوما " أى امساكا عن الكلام .

ويقال صام الفرس اذ أمسك عن الجري .

*في الشرع :_ هو إمساك بنية عن أشياء ]مخصوصة في زمن مخصوص من شخص مخصوص .

- الإمساك بنية : أى بنية التعبد لله تعالى .

_ الأشياء المخصوصة : هي مفسداته .

_ الزمن المخصوص : من طلوع الفجر حتي غروب الشمس .

_ أما الشخص : فهو المسلم العاقل البالغ غير الحائض والنفساء .

 

 

(2) أركانه :

(1) الامساك : - عن المفطرات من طلوع الفجر الي غروب الشمس .

لقوله تعالي : - " وكلواواشربوا حتي يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل " .

(2) النية : - أن تكون كل ليلة من ليالي رمضان قبل الفجر لتمييز صيام رمضان من صيام التطوع من النذر وغيره، لقوله – صلي الله عليه وسلم – " من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له "، رواه أبو داود ، وصححه الألبانى انظر صحيح أبو داود للألبانى 2143 .

وتكفى النية أول ليلة من رمضان ، والنية محلها القلب ، لذا يعتبر استيقاظه من الليل للسحور حتى يتقوى به على الصيام نية للصيام .

 

 

(2) حكمه :

صوم رمضان واجب بالكتاب والسنة والاجماع .

فأما الكتاب : قوله تعالي : " يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم لعلكم

تتقون " ، وقوله تعالي : _ " فمن شهد منكم الشهر فليصمه " . والأمر يفيد الوجوب .

أما السنة :_ فقوله _ صلي الله عليه وسلم _ : " بني الاسلام علي خمس شهادة أن لااله الا الله وأن

محمدا رسول الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع اليه سبيلا " .

رواه البخارى ومسلم .

وفي حديث طلحة ابن عبيد الله : " أن رجلا سأل النبي _ صلى الله عليه وسلم _ فقال : يارسول الله

أخبرنى عما فرض الله علي من الصيام ؟ فقال : شهر رمضان . قال هل علي غيره ؟ قال : لا . الا أن

تطوع " . رواه البخارى ومسلم .

أما الاجماع :_ فقد أجمعت الأمه علي وجوب صيام رمضان وأنه أحد أركان الاسلام التي علمت من

الدين بالضرورة وأن منكره كافر مرتد عن دين الاسلام .

_ وكانت فرضيته يوم الاثنين لليلتين خلتا من شعبان من السنة الثانية من الهجرة فصام النبى _ صلي

الله عليه وسلم - تسع رمضانات 7.

* حكم من لم يصمه :

يحرم على من لا عذر له الفطر برمضان لأنه ترك فريضة من غير عذر 8 .

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي _ صلى الله عليه وسلم _ قال : " من أفطر يوما من رمضان , في غير رخصة رخصها الله له , لم يقض عنه صيام الدهر كله وان صامه " رواه أبوداود وابن ماجة والترمذى .

قال الذهبي : " وعند المؤمنين مقرر من ترك صوم رمضان بلا مرض , أنه شر من الزاني ومدمن الخمر بل يشكون في اسلامه , ويظنون به الزندقة والأنحلال . 9

* أما من أنكر فرضيته فهو كافر مرتد ، لأنه أنكر معلوم من الدين بالضرورة .

 

(4) بما يثبت الشهر : _

يثبت شهر رمضان برؤية الهلال ولو برؤية واحد عدل أو اكمال عدة شعبان ثلاثين يوما والدليل علي ذلك من القرآن والسنة :

من القرآن : قوله تعالي : " فمن شهد منكم الشهر فليصمه " .

من السنة : _

(1) عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : _ " تراءي الناس الهلال فأخبرت رسول الله _ صلي الله عليه وسلم _ أني رأيته فصام و أمر الناس بصيامه " رواه أبو داود , الحاكم , وابن حبان , وصححاه ، وصححه الألبانى .

(2) عن عبد الله ابن عمر _ رضي الله عنه _ قال : " سمعت رسول الله _ صلي الله عليه وسلم _ يقول : " اذا رأيتموه فصوموا , واذا رأيتموه فأفطروا , فان غم عليكم فاقدروا له " متفق عليه .

(3) عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - قال" صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فان غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوما " . رواه البخاري ومسلم .

وهذا الحديث تفسير للحدبث قبله " فاقدروا له " .

وقال الترمذي : _ والعمل علي هذا عند أكثر أهل العلم . 10

 

(5) النهي عن صيام يوم الشك : -

اذا لم يُرَ الهلال ليلة الثلاثين مع الصحو ، لم يصوموا وجوبا لانه يوم الشك المنهي عن صومه ،

فعن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا يتقدمن أحدكم

رمضان بصوم يوم أو يومين إلا أن يكون رجل كان يصوم صومه فليصم ذلك اليوم". رواه البخارى

ومسلم .

وما روي عن عمار بن ياسر_ رضي الله عنه _ قال : _ " من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصي أبا القاسم _ صلي الله عليه وسلم _ " رواه أبو داود والترمذي .

ذا ثبتت الرؤيه أو أكمل شعبان ثلاثين يوما تصلي التراويح وتثبت رؤيته بشهادة مسلم مكلف عدل

ولو عبدا أو أنثي لحديث ابن عباس قال : _ جاء أعرابي الي النبي _ صلي الله عليه وسلم _ فقال:neutral:

اني رأيت الهلال . فقال :_ أتشهد أن لا أله الا الله وأن محمدا رسول الله ؟ قال :_ نعم , قال :_ فأذن

في الناس يا بلال أن صوموا غدا " . رواة الخمسه , وصححه ابن خزيمة , وابن حبان .

 

(( أما هلال شوال فلا تقبل فيه شهادة العدل الواحد , عند عامة الفقهاء ، واشترطوا أن يشهد علي رؤيته اثنان ذوا عدل .

إلا أبا ثور فإنه لم يفرق في ذلك بين هلال شوال وهلال رمضان , وقال :_ يقبل فيهما شهادة الواحد العدل .

وقال ابن رشد :_ " ومذهب أبى بكر ابن المنذر هو مذهب أبي ثور وأحسبه مذهب أهل الظاهر " .

وقد احتج أبو بكر ابن المنذر بانعقاد الاجماع علي وجوب الفطر ، والإمساك عن الأكل بقول واحد ,

فوجب أن يكون الأمر كذلك في دخول الشهر وخروجه ، اذ كلاهما علامة تفصل زمان الفطر من زمان الصوم "

* وقال الشوكاني : _ " واذا لم يرد ما يدل علي اعتبار الاثنين في شهادة الافطار من الأدلة الصحيحة ,

فالظاهر أنه يكفي فيه قياسا علي الاكتفاء به في الصوم .

وأيضا التعبد بقبول خبر الواحد , يدل علي قبوله في كل موضع الا ما ورد الدليل بتخصيصه , بعدم

التعبد فيه بخبر الواحد ,كالشهادة علي الأموال ونحوها , فالظاهر ما ذهب اليه أبو ثور .

* وان حال دون الهلال ليلة الثلاثين غيم أو قتر فصومه جائز ، لا واجب ولا حرام وهو قول طوائف من

السلف والخلف وقول أبي حنيفة والمنقولات الكثيرة المستفيضة عن أحمد انما تدل علي هذا ولا أصل

للوجوب في كلامه ولا في كلام أحد من الصحابة _ رضي الله عنهم_ . وما نقل عن الصحابة انما يدل

علي الاستحباب , لا علي الوجوب لعدم أمرهم به , وانما نقل عنهم الفعل .

* اذا صام المسلمون ثلاثين يوما , فلم يروا الهلال فعليهم بالفطر حتي لا يصوموا واحدا وثلاثين يوما

* واذا صاموا ثمانية وعشرين يوما ثم رأوه قضوا يوما فقط لأن يوم العيد يحرم صومه . )) 11

 

فصل

وجوب الصوم برؤية الهلال فقط ، وليست بالحساب الفلكي لأن الغاية رضي الله _ عز وجل _ والوسيلة اتباع النبي _ صلي الله عليه وسلم _ وعندنا الغاية مشروعة والوسيلة أيضا ينبغى أن تكون مشروعة .

دليل ذلك :

* حديث ابن عمر – رضى الله عنهما - يقول سمعت النبى _ صلي الله عليه وسلم _ يقول : " إنا أمة أمية . لا نكتب ولا نحسب . الشهر هكذا وهكذا وهكذا _ وعقد الإبهام في الثالثة _ أو هكذا وهكذا وهكذا _ يعنى تمام الثلاثين _ " . رواه مسلم .

* يقول ابن عابدين : _ " لا عبرة بقول الموقتين في الصوم " .

* يقول أ بو حنيفة :_" لا اعتماد علي قولهم " .

" لا يعتبر ولا يطاع من يأمر الناس بالصيام علي الحساب الفلكي " .

* يقول ابن عباس : _"نحن أمة أمية لا تقرأ ولا تكتب " أميين في هذه المسأله .

* لا يثبت الهلال بقول منجم ولا بحساب ولا بغيره وهو مذهب الشافعي ، ولو حدثت اصابة بهما .

* يقول شيخ الاسلام ابن تيمية : _" من اعتمد علي الحساب كما أنه ضال في الشريعة مبتدع في الدين ,

فهو مخطئ في العقل والحساب فان العلماء يعلمون أن الرؤيا لا تنضبط بالحساب " .

* ومن أدخل هذا في الاسلام هم الشيعه الاسماعيله وأول بدئه في الكوفة .

* ويقول الشيخ العثيمين معلقا على الحديث : " إذا رأيتموه فصوموا " رواه البخارى ومسلم ،

قال : وعلم منه أنه لا يجب الصوم بمقتضى الحساب ، فلو قرر علماء الحساب لمنازل القمر أن الليلة من رمضان، ولكنهم لم يروا الهلال ، فإنه لا يصام لأن الشرع علق هذا الحكم بأمر محسوس وهو الرؤية. 12

مسألة :

1- يقول ابن تيمية :_ من رأى الهلال وحده ولم يصدقه الامام فله حالات : _

(1) يصوم سرا ويفطر سرا ويصلي مع الناس صلاة العيد (وهو الأرجح ) .

(2) يصوم سرا وحده ولا يفطر، لا يصح هذا الرأى لأنه لايجوز صيام يوم العيد .

(3) يصوم مع الناس ويفطر مع الناس . وهو قول أحمد ورجحه ابن تيمية .

(4) لا وجه لتكتمه فليعلم الناس .

2- اذا رأوا الهلال أوظهرت البينة بالنهار لزمهم الامساك ولزم قضاء ذلك اليوم علي من لم يبيت النية من الليل .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

( خامسا) أقسام الناس في الصيام 13

 

(1) المسلم البالغ العاقل المقيم القادر السالم من الموانع :

فيجب عليه صوم رمضان أداء في وقته لدلالة الكتاب والسنة والاجماع ،

قال تعالي " فمن شهد منكم الشهر فليصمه " .

وقوله – صلي الله عليه وسلم :neutral: " اذا رأيتم الهلال فصوموا "

أما الكافر فلا يجب عليه الصيام ولا يصح منه لأنه ليس أهلا للعبادة , فاذا أسلم في رمضان لم يلزمه قضاء الأيام الماضية لقوله تعالي :-" قل للذين كفروا ان ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف " .

واذا أسلم أثناء النهار لزمه الامساك وليس عليه القضاء .

 

(2) الصبي :

فلا يجب عليه الصيام حتي يبلغ لقول النبي – صلي الله عليه وسلم –

" رفع القلم عن ثلاث ... الصغير حتي يكبر..." . رواه أحمد وأبو داود والنسائى وصححه الحاكم .

ولكن يأمره وليه بالصوم اذا أطاقه تمرينا له علي الطاعة حتي يألفها بعد بلوغه ، فقد كان الصحابة - رضوان الله عليهم – يصوّمون أولادهم وهم صغار ، كما فى حديث الربيّع بنت معوذ حيث قالت : أرسل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – صبيحة عاشوراء إلى قرى الأنصار : من كان أصبح صائما فليتم صومه ، ومن كان أصبح مفطرا فليصم بقية يومه ، فكنا نصومه بعد ذلك ، ونصوّم صبياننا الصغار منهم ، ونذهب إلى المسجد فنجعل لهم اللعبة من العهن 14 فإذا بكى أحدهم من الطعام أعطيناه إياه ، حتى يكون عند الإفطار " . رواه البخارى ومسلم .

 

(3) المجنون :

وهو فاقد العقل فلا يجب عليه الصيام لان العقل مناط التكليف للحديث السابق " رفع القلم عن ثلاث ... وعن المجنون حتي يفيق " ، ولا يلزمه القضاء ، لأنه ليس أهلا للوجوب .

واذا كان يفيق أحيانا فيصوم هذه الأوقات .

أما المغمى عليه فلا يصح صومه ، لكن يجب عليه القضاء لأنه مكلف .

 

(4) الهرم الذي بلغ الهذيان وسقط تمييزه :-

فلا يجب عليه الصوم ولا الإطعام عنه لسقوط التكليف عنه بزوال تمييزه فان كان يميز أحيانا ويهزي أحيانا وجب عليه الصوم حال تمييزه .

 

(5) المريض أو العاجز عن الصيام عجزا لا يرجي زواله : -

كالكبير والمريض مرضا لا يرجي برؤه , وكذلك أصحاب الأعمال الشاقة الذين لابديل لهم عن هذه الأعمال ، فلا يجب عليه الصوم لأنه لا يستطيعه لكن يجب عليه أن يطعم بدل الصيام عن كل يوم مسكينا ويجوز أن يوزعه حبا بمقدار مدّ 15 أو أن يعد طعاما يوزعه علي المساكين أو يدعوهم اليه بقدر الأيام التي أفطرها

* قال ابن عباس – رضي الله عنهما - : في الشيخ الكبير والمرأة الكبيرة لا يستطيعان أن يصوما فيطعمان مكان كل يوم مسكينا " رواه البخاري .

 

(6) المسافر :-

اذا لم يقصد بسفره التحايل علي الفطر , فاذا قصد ذلك فالفطر عليه حرام والصيام واجب عليه , كذلك سفر المعصية لا تستباح فيه الرخصه .

* فاذا لم يقصد التحايل فهو مخير بين الصيام والفطر سواء طالت مدة سفره أم قصرت , وسواء كان سفره طارئا لغرض أم مستمر كسائقي الطائرات والقطارات والأجرة ،

" فمن كان مريضا أو علي سفر فعدة من أيام أخر "

* ففي الصحيحين عن أنس ابن مالك- رضي الله عنه – قال :- كنا نسافر مع النبي – صلي الله عليه وسلم – فلم يعب الصائم علي المفطر ولا المفطر علي الصائم "

* وفي صحيح مسلم :عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال:- يرون أن من وجد قوة فصام فان ذلك حسن ومن وجد ضعفا فأفطر فان ذلك حسن "

* وفي صحيح مسلم عن حمزة بن عمرو الأسلمى أنه قال :- " يا رسول الله أجد بي قوة علي الصيام في السفر فهل علي جناح فقال النبي – صلي الله عليه وسلم – هى رخصة من الله فمن أخذ بها فحسن ومن أحب أن يصوم فلا جناح عليه "

* والأفضل للمسافر فعل الأسهل عليه من الصيام والفطر فان تساويا فالصوم أفضل لأنه أسرع في ابراء ذمته وأنشط له اذا صام مع الناس .

* إذا كان في السفر مشقة فعليه الفطر لقول النبي – صلي الله عليه وسلم – للصائمين في رمضان مع السفر الشاق " أولئك العصاه , أولئك العصاه " . رواه مسلم

وقوله " ليس من البر الصيام في السفر " . متفق عليه .

* اذا نوى الصوم وهو مقيم ثم سافر أثناء النهار يجوز له أن يفطر قبل خروجه من محل اقامته ، ودليل ذلك مارواه عبيد بن جبير قال : ركبت مع أبى بصرة الغفارى فى سفينة من الفسطاط فى رمضان ، فدفع ، ثم قرب غداءه ثم قال : اقترب ، فقلت ألست بين البيوت ، فقال أبوبصرة : أرغبت عن سنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ؟ . رواه أحمد وأبو داود ، بإسناد جيد .

* اذا قدم المسافر الي بلده أثناء النهار وكان مفطرا فلا يصح صومه ذلك اليوم , ولكن هل يلزمه الامساك : فيها خلاف :-

(ا) يجب عليه أن يمسك بقية اليوم احتراما للزمن ويجب عليه القضاء (وهو مذهب أحمد )

(ب) لا يجب عليه الامساك لانه لا يستفيد منه لوجوب القضاء عليه .

قال ابن مسعود : من أكل أول النهار فليأكل أخره ( مذهب مالك والشافعي ورواية عن أحمد ).

ولكن لايعلن أكله ولا شربه لخفاء سبب الفطر فيساء به الظن أو يقتدى به .

 

(7) المريض الذي يرجي برؤه :-

وله ثلاث حالات :-

(1) أن لايشق عليه الصوم ولا يضره : فيجب عليه الصوم لأنه ليس له غذر يبح الفطر .

(2) أن يشق عليه الصوم ولا يضره : فيفطر لقوله تعالي : " ومن كان مريضا أو علي سفر

فعدة من أيام أخر " .

ويكره له الصوم مع المشقة لأنه خروج عن رخصة الله- عز وجل- وتعذيب لنفسه , وفي الحديث " ان الله يحب أن تؤتى رخصه كما يكره أن تؤتى معصيته " رواه أحمد وابن حبان وابن خزيمه في صحيحيهما.

(3) أن يضره الصوم : - فيجب عليه الفطر ولا يجوز له الصوم لقوله تعالي :- " ولا تقتلوا أنفسكم ان الله كان بكم رحيما " ولقوله – صلي الله عليه وسلم – " ان لنفسك عليك حق " رواه البخاري .

ومن حقها أن لا تضرها مع وجود رخصة من الله تعالي ، ولقوله – صلي الله عليه وسلم " لا ضرر ولا ضرار " رواة ابن ماجة والحاكم .

* اذا حدث له المرض في أثناء رمضان وهو صائم وشق عليه اتمامه جاز له الفطر لوجود المبيح للفطر , واذا برئ في نهار رمضان وهو مفطر لا يصح أن يصوم ذلك اليوم لأنه كان مفطرا في أول النهار .

* اذا ثبت بالطب أن الصوم يجلب المرض أو يؤخر برؤه جاز له الفطر محافظة علي صحته واتقاء للمرض .

* فان كان يرجي زوال ذلك الخطر , انتظر حتي يزول ثم يقضي ما أفطر وان كان لا يرجي زواله فحكمه حكم القسم الخامس يفطر ويطعم عن كل يوم مسكينا .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

(8) الحائض والنفساء :neutral:

فيحرم عليهما الصيام ولا يصح منهما لقول النبي – صلي الله عليه وسلم- في النساء : " ما رأيت ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من احداكن " قلن : وما نقصان عقلنا وديننا يا رسول الله ؟ قال : " أليس شهادة المراة مثل نصف شهادة الرجل ؟ " قلن : بلي , قال : " فذلك نقصان عقلها , أليس اذا حاضت لم تصل ولم تصم ؟ " قلن : بلي . قال : " فذلك نقصان دينها " . متفق عليه .

* واذا ظهر الحيض منها وهي صائمه ولو قبل الغروب بلحظة بطل الصيام ولزمها قضاؤه .

* واذا طهرت من الحيض أثناء النهار لم يصح صومها بقية اليوم .

* واذا طهرت في الليل في رمضان ولو قبل الفجر بلحظة وجب الصوم لأنها من أهل الصيام وليس فيها ما يمنعه ويصح صومها حينئذ ولو لم تغتسل الا بعد طلوع الفجر .

* ويجب عليها القضاء بعدد الأيام التى فاتتها وفي حديث عائشة - رضي الله عنها – " كان يصيبنا ذلك فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة " رواه مسلم .

 

(9)المرأة اذا كانت مرضعا أو حاملا وخافت علي نفسها أو ولدها :-

فانها تفطر لحديث أنس ابن مالك – رضي الله عنه – قال :- " قال رسول الله- صلي الله عليه وسلم - :- ان الله وضع عن المسافر شطر الصلاة , وعن المسافر والحامل والمرضع الصوم أو الصيام " . أخرجه الخمسة ، واللفظ لابن ماجة وهو حسن .

وعليها القضاء بعدد الايام التي أفطرت حين يتيسر ذلك ويزول عنها الخوف كالمريض اذا برئ .

 

(10) من احتاج الي الفطر لدفع ضرر غيره :-

كانقاذ مسلم من غرق أو حريق أو هدم أو نحو ذلك ولا يمكنه انقاذه الا بالتقوى عليه بالأكل والشرب جاز له الفطر , بل وجب عليه الفطر حينئذ لأن انقاذ المعصوم واجب , ويلزمه قضاء ما أفطره .

* ومثل ذلك من احتاج الي الفطر للتقوي علي الجهاد في سبيل الله سواء كان ذلك في السفر أو في بلده وعليه أن يقضي بعد ذلك .

وفي صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدرى – رضي الله عنه – قال : سافرنا مع رسول الله – صلي الله عليه وسلم - الي مكة ونحن صيام فنزلنا منزلا فقال رسول الله – صلي الله عليه وسلم - : " انكم قد دنوتم من عدوكم والفطر أقوي لكم ". فكانت رخصة فمنا من صام ومنا من أفطر , ثم نزلنا منزلا آخر فقال رسول الله – صلي الله عليه وسلم - : " انكم مصبحوا عدوكم والفطر أقوي لكم فأفطروا " وكانت عزمة فأفطرنا .

ففي هذا الحديث إيماء الي أن القوة علي القتال سبب مستقل غير السفر لأن النبي – صلي الله عليه وسلم – جعل علة الأمر بالفطر القوة علي قتال العدو دون السفر ولذلك لم يأمرهم بالفطر في المنزل الأول .

 

* وكل من جاز له الفطر بسبب مما تقدم فانه لا ينكر عليه اعلان فطره اذا كان سببه ظاهرا كالمرض والكبير الذي لا يستطيع الصوم , اما اذا كان سبب فطره خفيا كالحائض فإنه يفطر سرا ولا يعلن فطره لئلا يجر التهمة إلي نفسه ، ولئلا يغتر به الجاهل فيظن أن الفطر جائز بدون عذر.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

قضاء رمضان :

** كل من لزمه القضاء في الأقسام السابقة يقضي بعدد الأيام التي أفطرها والأولي المبادرة بالقضاء من حين زوال العذر لأنه أسبق الي الخير وأسرع في إبراء الذمة ويجوز تأخيره الي ما قبل رمضان الثاني ولا يلزم فيه التتابع ، والدليل قوله تعالى : " ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر " البقرة 185 .

يعنى فعليه عدة من أيام أخر ، ولم يقيدها الله تعالى بالتتابع ولو قيدت بالتتابع للزم من ذلك الفورية ، فدل هذا على أن الأمر فيه سعة 16.

 

* * ولا يجوز تأخير القضاء الي رمضان الثاني بدون عذر ودليل ذلك :

1- حديث عائشة رضى الله عنها قالت : " كان يكون على الصوم من رمضان فما أستطيع أن أقضيه إلا فى شعبان " البخارى ومسلم . فقولها " ما أستطيع أن أقضيه " دليل على أنه لا يؤخر إلى ما بعد رمضان ، لأنها لا تسطيع أن تؤخره إلى ما بعد رمضان ، والاستطاعة هنا هى الا ستطاعة الشرعية . 17

2- أنه إذا أخره إلى بعد رمضان صار كمن أخر صلاة الفريضة إلى وقت الثانية من غير عذر . 18

* وإذا أخره بدون عذر كان آثما ، وعليه القضاء فقط ، وليس عليه إطعام لضعف الأدلة فى ذلك ، وظاهر الأية " فعدة من أيام أخر " أن الله تعالى لم يوجب إلا عدة من أيام أخر ، وهو رأى الحنفية .

* وإن ترك القضاء لعذر حتي مات فلا شيئ عليه لأنها سقطت عنه بموته كمن مات قبل دخول رمضان لا يلزمه صومه ، أما إذا تأخر بدون عذر فعليه أن يقضى ويطعم .

* فان تمكن من القضاء ففرط فيه حتي مات صام وليه عنه جميع الأيام لقوله – صلي الله عليه وسلم : " من مات وعليه صيام صام عنه وليه " . متفق عليه .

ووليه وارثه أو قريبه ويجوز أن يصوم عنه جماعة بعدد الأيام التي عليه في يوم واحد , قال البخاري19 : وقال : الحسن إن صام عنه ثلاثون رجلا يوما واحدا جاز .

* فان لم يكن له ولي أو كان له ولم يرد الصوم أطعم من تركته عن كل يوم مسكينا لكل مسكين مد بر .

 

 

(سادسا) مباحات الصيام :

يباح للصائم أمور منها :

(1) نزول الماء والإنغماس فيه : لما فى الصحيحين من حديث عائشة – رضي الله عنها – أن النبي – صلي الله عليه وسلم – " كان يصبح جنبا وهو صائم ثم يغتسل ".

فان دخل الماء في جوف الصائم من غير قصد فصومه صحيح .

(2) الاكتحال والقطرة ونحوهما :neutral: مما يدخل العين سواء وجد الطعم في حلقه أم لم يجده لان العين ليست بمنفذ الي الجوف .

(3) يباح له تذوق الطعام اذا لم يبلعه وأن يشم الطيب والبخور والمضمضة والأستنشاق لكن لا يبالغ في ذلك فعن لقيط ابن صبرة – رضي الله عنه – أن النبي – صلي الله عليه وسلم – قال " أسبغ الوضوء وخلل بين الأصابع وبالغ فى الإستنشاق إلا أن تكون صائما " . رواه أبو داود والنسائى وصححه ابن خزيمة .

(4) وكذا يباح له ما لايمكن الإحتراز عنه كبلع الريق وغبار الطريق ، وغيرها .

(5) كمايباح له التسوك ، بل هو سنه كما سبق .

(6) كما يباح له القبلة لمن قدر على ضبط نفسه ، لحديث عائشة رضى الله تعالى عنها قالت : " كان النبى صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم ويباشر وهو صائم ، وكان أملككم لإربه ". رواه البخارى ومسلم.20

 

( سابعا ) مفطرات الصوم 21

المفطرات ماعدا الحيض والنفاس لا يفطر بها الصائم إلا بشروط ثلاثة :-

1- أن يكون عالما غير جاهل . 2- أن يكون ذاكرا غير ناس .

3- أن يكون مختارا غير مضطر ولامكره .

والمفطرات سبعة أنواع :-

الأول :- الجماع وهو ايلاج الذكر في الفرج ، وهو أعظمها وأكبرها إثما فمتي جامع الصائم بطل صومه فرضا كان أو نفلا ثم ان كان في نهار رمضان والصوم واجب عليه لزمه مع القضاء الكفارة المغلظة وهى عتق رقبة مؤمنة فان لم يجد فصيام شهرين متتابعين لا يفطر بينهما الا لعذر شرعي كايام العيدين والتشريق أو لعذر حسي كالمرض والسفر لغير قصد الفطر فان أفطر لغير عذر ولو يوما واحدا لزمه استئناف الصيام من جديد ليحصل التتابع فان لم يستطع صيام شهرين متتابعين فاطعام ستين مسكينا لكل مسكين نصف كيلو وعشرة

غرامات من البر الجيد , وفي صحيح مسلم أن رجلا وقع بامرأته في رمضان فاستفتي النبي

– صلي الله عليه وسلم – عن ذلك فقال :- " هل تجد رقبة " قال : لا ، قال : " هل تستطيع صيام شهرين " (يعني متتابعين كما في الروايات الأخري ) قال : لا . قال : " فاطعم ستين مسكينا " . وهو في الصحيحين مطولا .

الثاني :- انزال المني باختياره بتقبيل أو لمس أو استمناء أو غير ذلك , لأن هذا من الشهوة التي لا يكون الصوم الا باجتنابها كما جاء في الحديث القدسي :" يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي " . رواه البخاري .

فأما التقبيل واللمس بدون إنزال فلا يفطر لما في الصحيحين من حديث عائشة – رضي الله عنها أن النبي – صلي الله عليه وسلم كان يقبل وهو صائم ، ويباشر وهو صائم ، ولكنه كان أملككم لإربه .

* أما ‘ذا باشر فأمذى ، أو استمنى فأمذى: –

ىالمذى هو : ماء رقيق يحصل عقيب الشهوة بدون أن يحس به الإنسان عند خروجه ، وهو نجس _ لا يفسد صومه , وصومه صحيح وهو رأى الشيخ العثيمين ، وقال : أن هذا اختيار شيخ الإسلام ، والحجة فيه عدم وجود الحجة ، لأن الصوم عبادة لا تفسد إلا بدليل ، وهو قول أبو حنيفة والشافعى .22

وكذا الإنزال بالإحتلام أو بالتفكر المجرد عن العمل لا يفطر لأنه بغير اختيار الصائم ، والتفكير معفو عنه للحديث : " إن الله تجوز عن أمتى ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم " . متفق عليه .

الثالث :- الأكل أو الشرب , عن طريق الفم أو الأنف لقوله تعالي " وكلوا واشربوا حتي يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام الي الليل "

الرابع : - ما كان بمعني الأكل أو الشرب مثل الابر المغذية التي يكتفي بها عن الأكل والشرب لانها إن لم تكن أكلا وشربا حقيقة فانها بمعناهما فتثبت لها حكمهما .

الخامس :- إخراج الدم بالحجامة لقوله – صلي الله عليه وسلم – " أفطر الحاجم والمحجوم " رواه أحمد وأبو داود وصححه الألبانى فى صحيح أبى داود 2076 .

من حديث شداد بن أوس قال البخاري ليس في الباب أصح منه وهذا مذهب الامام أحمد وأكثر فقهاء الحديث .

السادس :- التقيؤ عمدا لقول النبي – صلي الله عليه وسلم – " من ذرعه القيئ فليس عليه قضاء ومن استقاء عمدا فليقض " رواه الخمسة الا النسائي وصححه الحاكم .

السابع :- خروج دم الحيض والنفاس لقول النبى

 

صلي الله عليه وسلم – في المرأة أليس اذا حاضت لم تصل ولم تصم " .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

( ثامنا ) بعض الفتاوى الهامة : -

 

أولا : فتاوى اللجنة الدائمة _ المجلد العاشر _ : _

1- الفتوى رقم (386)

س : هل يجوز للمسلم الاعتماد في بدء الصوم ونهايته على الحساب الفلكي، أو لابد من رؤية الهلال؟

ج : الشريعة الإسلامية شريعة سمحة وهي عامة شاملة أحكامها جميع الثقلين الإنس والجن، على اختلاف طبقاتهم علماء وأميين أهل الحضر وأهل البادية، فلهذا سهل الله عليهم الطريق إلى معرفة أوقات العبادات، فجعل لدخول أوقاتها وخروجها أمارات يشتركون في معرفتها، جعل زوال الشمس أمارة على دخول وقت المغرب وخروج وقت العصر، وغروب الشفق الأحمر أمارة على دخول وقت العشاء مثلا، وجعل رؤية الهلال بعد استتاره آخر الشهر أمارة على ابتداء شهر قمري جديد وانتهاء الشهر السابق، ولم يكلفنا معرفة بدء الشهر القمري بما لا– صلي الله عليه وسلم – يعرفه إلا النذر اليسير من الناس، وهو علم النجوم، أو علم الحساب الفلكي، وبهذا جاءت نصوص الكتاب والسنة بجعل رؤية الهلال ومشاهدته أمارة على بدء صوم المسلمين شهر رمضان، والإفطار منه برؤية هلال شوال، وكذلك الحال في ثبوت عيد الأضحى ويوم عرفات قال الله تعالى: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه}( ) وقال تعالى: {يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج}( ) وقال النبي – صلي الله عليه وسلم –: «إذا رأيتموه فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين» فجعل عليه الصلاة والسلام الصوم لثبوت رؤية هلال شهر رمضان، والإفطار منه لثبوت رؤية هلال شوال، ولم يربط ذلك بحساب النجوم وسير الكواكب، وعلى هذا جرى العمل زمن النبي – صلي الله عليه وسلم – وزمن الخلفاء الراشدين والأئمة الأربعة والقرون الثلاثة التي شهد لها النبي – صلي الله عليه وسلم – بالفضل والخير، فالرجوع في إثبات الشهور القمرية إلى علم النجوم في بدء العبادات والخروج منها دون الرؤية من البدع التي لاخير فيها، ولامستند لها من الشريعة، وإن المملكة العربية السعودية متمسكة بما كان عليه النبي – صلي الله عليه وسلم – والسلف الصالح من إثبات الصيام والإفطار والأعياد وأوقات الحج نحوها برؤية الهلال، والخير كل الخير في اتباع من سلف في الشئون الدينية والشر كل الشر في البدع التي أحدثت في الدين. حفظنا الله وإياك وجميع المسلمين من الفتن ماظهر منها ومابطن.

وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو عضو نائب رئيس اللجنة

عبدالله بن منيع عبدالله بن غديان عبدالرزاق عفيفي

 

2- السؤال الثاني من الفتوى رقم (1693)

س : الصائم إذا كان في الطائرة واطلع بواسطة الساعة وبالتليفون عن إفطار البلد القريب منه فهل له الإفطار؟ علماً بأنه يرى الشمس بسبب ارتفاع الطائرة أم لا؟ ثم كيف الحكم إذا أفطر بالبلد ثم أقلعت به الطائرة فرأى الشمس؟

ج : إذا كان الصائم في الطائرة واطلع بواسطة الساعة والتليفون عن إفطار البلد القريبة منه وهو يرى الشمس بسبب ارتفاع الطائرة فليس له أن يفطر؛ لأن الله تعالى قال: {ثم أتموا الصيام إلى الليل}( )، وهذه الغاية لم تتحقق في حقه مادام يرى الشمس. وأما إذا أفطر بالبلد بعد انتهاء النهار في حقه فأقلعت الطائرة ثم رأى الشمس فإنه يستمر مفطراً؛ لأن حكمه حكم البلد التي أقلع منها وقد انتهى النهار وهو فيها.

وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو عضو نائب رئيس اللجنة الرئيس

عبدالله بن قعود عبدالله بن غديان عبدالرزاق عفيفي عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

 

3- السؤال الأول من الفتوى رقم (1328)

س : هل يشترط لترخص المسافر في سفره بالفطر في رمضان أن يكون سفره على الرجل أو على الدابة، أو ليس هناك فرق بين الرجل وراكب الدابة وراكب السيارة أو الطائرة؟ وهل يشترط أن يكون في السفر تعب لا يستطيع الصائم تحمله؟ وهل الأحسن أن يصوم المسافر إذا استطاع أو الأحسن له الفطر؟

ج : يجوز للمسافر سفر قصر أن يفطر في سفره سواء كان ماشياً أو راكباً وسواء كان ركوبه بالسيارة أو الطائرة وغيرهما وسواء تعب في سفره تعباً لا يتحمل معه الصوم أم لم يتعب، اعتراه جوع أو عطش أم لم يصبه شيء من ذلك؛ لأن الشرع أطلق الرخصة للمسافر سفر قصر في الفطر وقصر الصلاة ونحوهما من رخص السفر ولم يقيد ذلك بنوع من المركوب ولا بخشية التعب أو الجوع أو العطش وقد كان أصحاب رسول الله – صلي الله عليه وسلم – يسافرون معه في غزوه في شهر رمضان فمنهم من يصوم ومنهم من يفطر ولم يعب بعضهم على بعض، لكن يتأكد على المسافر الفطر في شهر رمضان إذا شق عليه الصوم؛ لشدة حر أو وعورة مسلك أو بعد شقة وتتابع سير مثلاً، فعن أنس: (كنا مع رسول الله – صلي الله عليه وسلم – في سفر، فصام بعض وأفطر بعض، فتحزم المفطرون وعملوا، وضعف الصائمون عن بعض العمل، قال: فقال النبي – صلي الله عليه وسلم –: «ذهب المفطرون اليوم بالأجر») وقد يجب الفطر في السفر لأمر طارئ يوجب ذلك كما في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: (سافرنا مع رسول الله – صلي الله عليه وسلم – إلى مكة ونحن صيام قال: فنزلنا منزلاً، فقال رسول الله – صلي الله عليه وسلم –: «إنكم قد دنوتم من عدوكم والفطر أقوى لكم»، فكانت رخصة فمنا من صام ومنا من أفطر، ثم نزلنا منزلاً آخر فقال: «إنكم مصبحوا عدوكم والفطر أقوى لكم فأفطروا»، وكانت عزمة فأفطرنا ثم قال: لقد رأيتنا نصوم مع رسول الله – صلي الله عليه وسلم – بعد ذلك في السفر)( ) رواه مسلم. وكما في حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال: (كان رسول الله – صلي الله عليه وسلم – في سفر فرأى رجلاً قد اجتمع الناس عليه، وقد ظلل عليه، فقال: «ماله؟ » قالوا: رجل صائم، فقال رسول الله – صلي الله عليه وسلم –: «ليس من البر أن تصوموا في السفر». رواه مسلم.

وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو عضو نائب رئيس اللجنة الرئيس

عبدالله بن منيع عبدالله بن غديان عبدالرزاق عفيفي عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

 

4- الفتوى رقم (9601)

س : هل الامتحان عذر يبيح الإفطار في رمضان؟ لأنه انتشرت عندنا بعض الفتاوى بإباحة الفطر في رمضان لمن خاف شرود ذهنه وعدم تركيزه، وهل يجوز طاعة الوالدين في الفطر لسماعهم هذه الفتاوى التي تجيز الفطر؟ نرجو من فضيلتكم الرد بسرعة لعموم البلوى بهذه الفتاوى وجزاكم الله خيراً.

ج: الامتحان المدرسي ونحوه لا يعتبر عذراً مبيحاً للإفطار في نهار رمضان، ولا يجوز طاعة الوالدين في الإفطار للامتحان؛ لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وإنما الطاعة بالمعروف، كما جاء بذلك الحديث الصحيح عن النبي – صلي الله عليه وسلم –.

وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو نائب رئيس اللجنة الرئيس

عبدالله بن غديان عبدالرزاق عفيفي عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

 

5- الفتوى رقم (11917)

س : هل يفطر الحاجم والمحجوم في نهار رمضان؟ وما الحكم هل يفطران ويقضيان ما فاتهما أم ماذا عليهما؟ آمل إفادتي.

ج : يفطر الحاجم والمحجوم، وعليهما الإمساك والقضاء؛ لقول – صلي الله عليه وسلم –: «أفطر الحاجم والمحجوم»( ) .

وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو نائب رئيس اللجنة الرئيس

عبدالله بن غديان عبدالرزاق عفيفي عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

- السؤال الثاني من الفتوى رقم (11491)

س : ما كفارة الرجل الذي أفطر متعمداً بغير عذر شرعي في رمضان؟

ج : إن كان إفطار الرجل متعمداً بجماع فعليه القضاء والكفارة مع التوبة إلى الله سبحانه، وهي عتق رقبة مؤمنة، فإن لم يستطع فصيام شهرين متتابعين فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً، وعلى المرأة مثل ذلك إذا كانت غير مكرهة، وإن كان بأكل وشرب ونحوهما فعليه القضاء والتوبة، ولا كفارة عليه.

وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو نائب رئيس اللجنة الرئيس

عبدالله بن غديان عبدالرزاق عفيفي عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

 

7- الفتوى رقم (10766)

س: قبل عدة سنوات بلغ عمري اثني عشر عاماً وعند بلوغي هذا السن بدأت العادة الشهرية تأتيني، وأول عادة شهرية جاءتني في شهر رمضان، ومعلوم أن هذا السن صغير، وكانت والدتي تمنعني من الصيام بعد أن تطهرت من العادة بحجة صغر السن ومضى شهر رمضان وأنا لم أصم منه شيئاً، علماً أنه مضى على هذا عدة سنوات فهل يجب علي صوم هذا الشهر وما كفارته؟

ج: يجب على الفتاة المذكورة قضاء عدد الأيام التي أفطرتها بعد مجيء العادة في شهر رمضان، لأنها بالغة بحصول الحيض عندها، كما يجب عليها كفارة لتأخيرها القضاء حتى دخل رمضان آخر، ومقدار الكفارة أن تطعم عن كل يوم مسكيناً نصف صاع من بر أو أرز ونحوهما من قوت البلد.

وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو نائب رئيس اللجنة الرئيس

عبدالله بن غديان عبدالرزاق عفيفي عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

8- السؤال الأول من الفتوى رقم (10195)

س1: ما حكم من صام نفلاً ثم أفطر أثناء الصيام، هل عليه شيء؟

ج1: يجوز للصائم نفلاً أن يفطر أثناء الصيام ولا قضاء عليه؛ لأن الصائم تطوعاً مخير فيه قبل الشروع فكان مخيراً فيه بعده.

وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو نائب رئيس اللجنة الرئيس

عبدالله بن غديان عبدالرزاق عفيفي عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

 

9- السؤال الرابع من الفتوى رقم (3810)

س : هل يجوز الاعتكاف في أي وقت دون العشر الأواخر من رمضان؟

ج : نعم يجوز الاعتكاف في أي وقت، وأفضله ما كان في العشر الأواخر من رمضان؛ اقتداءً برسول الله عليه الصلاة والسلام وأصحابه رضي الله عنهم، وقد ثبت عنه – صلي الله عليه وسلم – أنه اعتكف في شوال في بعض السنوات.

وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو عضو نائب رئيس اللجنة الرئيس

عبدالله بن قعود عبدالله بن غديان عبدالرزاق عفيفي عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

 

ثانيا : من فتاوى الشيخ العثيمين _ من كتاب 48 سؤالا فى الصيام _ : -

س 1- كثير من الناس في رمضان أصبح همّهم الوحيد هو جلب الطعام والنوم، فأصبح رمضان شهر كسل وخمول، كما أن بعضهم يلعب في الليل وينام في النهار، فما توجيهكم لهؤلاء؟

ج1: أرى أن هذا في الحقيقة يتضمن إضاعة الوقت وإضاعة المال، إذا كان الناس ليس لهم هَمٌّ إلا تنويع الطعام، والنوم في النهار والسهر على أمور لا تنفعهم في الليل، فإن هذا لا شك إضاعة فرصة ثمينة ربما لا تعود إلى الإنسان في حياته، فالرجل الحازم هو الذي يتمشى في رمضان على ما ينبغي من النوم في أول الليل، والقيام في التراويح، والقيام آخر الليل إذا تيسر، وكذلك لا يسرف في المآكل والمشارب، وينبغي لمَن عنده القدرة أن يحرص على تفطير الصوام إما في المساجد، أو في أماكن أخرى؛ لأن مَن فطَّر صائماً له مثل أجره، فإذا فطَّر الإنسان إخوانه الصائمين، فإن له مثل أجورهم، فينبغي أن ينتهز الفرصة مَن أغناه الله تعالى حتى ينال أجراً كثيراً.

س2: هل للمعتكف في الحرم أن يخرج للأكل أو الشرب، وهل يجوز له الصعود إلى سطح المسجد لسماع الدروس؟

ج2: نعم.. يجوز للمعتكف في المسجد الحرام أو غيره أن يخرج للأكل والشرب إن لم يكن في إمكانه أن يحضرهما إلى المسجد، لأن هذا أمر لابدَّ منه، كما أنه سوف يخرج لقضاء الحاجة، وسوف يخرج للاغتسال من جنابة إذا كانت عليه الجنابة. وأما الصعود إلى سطح المسجد فهو أيضاً لا يضر؛ لأن الخروج من باب المسجد الأسفل إلى السطح ما هو إلا خطوات قليلة ويقصد به الرجوع إلى المسجد أيضاً، فليس في هذا بأس.

س3: ما حكم الصوم مع ترك الصلاة في رمضان؟

ج3: إن الذي يصوم ولا يصلي لا ينفعه صيامه ولا يُقْبَل منه ولا تبرَأ به ذمَّته. بل إنه ليس مطالباً به مادام لا يصلي؛ لأن الذي لا يصلي مثل اليهودي والنصراني، فما رأيكم أن يهوديًّا أو نصرانيًّا صام وهو على دينه، فهل يقبل منه؟ لا. إذن نقول لهذا الشخص: تب إلى الله بالصلاة وصم، ومَن تاب تاب الله عليه.

 

س4: هل يلزم المسلمين جميعاً في كل الدول الصيام برؤية واحدة؟ وكيف يصوم المسلمون في بعض بلاد الكفار التي ليس فيها رؤية شرعية؟

ج4: هذه المسألة اختلف فيها أهل العلم أي إذا رئي الهلال في بلد من بلاد المسلمين وثبتت رؤيته شرعاً، فهل يلزم بقية المسلمين أن يعملوا بمقتضى هذه الرؤية؟ فمن أهل العلم مَن قال إنه يلزمهم أن يعملوا بمقتضى هذه الرؤية، واستدلوا بعموم قوله تعالى: {فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة: 185]. ويقول النبي صلى الله عليه وسلّم: «إذا رأيتموه فصوموا». قالوا: والخطاب عام لجميع المسلمين. ومن المعلوم أنه لا يُراد به رؤية كل إنسان بنفسه؛ لأن هذا متعذر، وإنما المراد بذلك إذا رآه مَن يثبت برؤيته دخول الشهر. وهذا عام في كل مكان. وذهب آخرون من أهل العلم إلى أنه إذا اختلفت المطالع فلكل مكان رؤيته، وإذا لم تختلف المطالع فإنه يجب على مَن لم يروه إذا ثبتت رؤيته بمكان يوافقهم في المطالع أن يعملوا بمقتضى هذه الرؤية. واستدلَّ هؤلاء بنفس ما استدلَّ به الأولون فقالوا: إن الله تعالى يقول: {فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ}. ومن المعلوم أنه لا يُراد بذلك رؤية كل إنسان بمفرده. فيعمل به في المكان الذي رئي فيه وفي كل مكان يوافقهم في مطالع الهلال. أما مَن لا يوافقهم في مطالع الهلال فإنه لم يره لا حقيقة ولا حكماً.. قالوا: وكذلك نقول في قول النبي صلى الله عليه وسلّم: «إذا رأيتموه فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا». فإن مَن كان في مكان لا يوافق مكان الرائي في مطالع الهلال لم يكن رآه لا حقيقة ولا حكماً، قالوا: والتوقيت الشهري كالتوقيت اليومي. فكما أن البلاد تختلف في الإمساك والإفطار اليومي، فكذلك يجب أن تختلف في الإمساك والإفطار الشهري، ومن المعلوم أن الاختلاف اليومي له أثره باتفاق المسلمين، فمن كانوا في الشرق فإنهم يمسكون قبل مَن كانوا في الغرب، ويفطرون قبلهم أيضاً.

فإذا حكمنا باختلاف المطالع في التوقيت اليومي؛ فإن مثله تماماً في التوقيت الشهري.

ولا يمكن أن يقول قائل: إن قوله تعالى: {فَالـنَ بَـشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّيْلِ} [البقرة: 187].

وقوله صلى الله عليه وسلّم: «إذا أقبل الليل من هاهنا، وأدبر النهار من هاهنا، وغربت الشمس فقد أفطر الصائم». لا يمكن لأحد أن يقول إن هذا عام لجميع المسلمين في كل الأقطار.

وكذلك نقول في عموم قوله تعالى: {فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ}، وقوله صلى الله عليه وسلّم: «إذا رأيتموه فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا».

وهذا القول كما ترى له قوَّته بمقتضى اللفظ والنظر الصحيح والقياس الصحيح أيضاً، قياس التوقيت الشهري على التوقيت اليومي.

وذهب بعض أهل العلم إلى أن الأمر معلَّق بولي الأمر في هذه المسألة، فمتى رأى وجوب الصوم أو الفطر مستنداً بذلك إلى مستند شرعي فإنه يعمل بمقتضاه؛ لئلا يختلف الناس ويتفرقوا تحت ولاية واحدة. واستدلَّ هؤلاء بعموم الحديث. «الصوم يوم يصوم الناس، والفطر يوم يفطر الناس».

وهناك أقوال أخرى ذكرها أهل العلم الذين ينقلون الخلاف في هذه المسألة.

وأما الشق الثاني من السؤال وهو: كيف يصوم المسلمون في بلاد الكفار التي ليس بها رؤية شرعية؟ فإن هؤلاء يمكنهم أن يثبتوا الهلال عن طريق شرعي، وذلك بأن يتراءوا الهلال إذا أمكنهم ذلك، فإن لم يمكنهم هذا فإن قلنا بالقول الأول في هذه المسألة فإنه متى ثبتت رؤية الهلال في بلد إسلامي، فإنهم يعملون بمقتضى هذه الرؤية، سواء رأوه أو لم يروه.

وإذا قلنا بالقول الثاني، وهو اعتبار كل بلد بنفسه إذا كان يخالف البلد الآخر في مطالع الهلال، ولم يتمكنوا من تحقيق الرؤية في البلد الذي هم فيه، فإنهم يعتبرون أقرب البلاد الإسلامية إليهم، لأن هذا أعلى ما يمكنهم العمل به.

س5: ما القول في قوم ينامون طول نهار رمضان وبعضهم يصلي مع الجماعة وبعضهم لا يصلي. فهل صيام هؤلاء صحيح؟

ج5: صيام هؤلاء مجزأ تبرأ به الذمة ولكنه ناقص جدًّا، ومخالف لمقصود الشارع في الصيام؛ لأن الله سبحانه وتعالى قال: {يأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [البقرة: 183].

وقال النبي صلى الله عليه وسلّم: «مَن لم يدع قول الزور والعمل به والجهل؛ فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه».

ومن المعلوم أن إضاعة الصلاة وعدم المبالاة بها ليس من تقوى الله عز وجل، ولا من ترك العمل بالزور، وهو مخالف لمراد الله ورسوله في فريضة الصوم، ومن العجب أن هؤلاء ينامون طول النهار، ويسهرون طول الليل، وربما يسهرون الليل على لغو لا فائدة لهم منه، أو على أمر محرم يكسبون به إثماً، ونصيحتي لهؤلاء وأمثالهم أن يتقوا الله عز وجل، وأن يستعينوه على أداء الصوم على الوجه الذي يرضاه، وأن يستغلوه بالذِكر وقراءة القرآن والصلاة والإحسان إلى الخلق وغير ذلك مما تقتضيه الشريعة الإسلامية. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلّم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن، فرسول الله صلى الله عليه وسلّم أجود بالخير من الريح المرس

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×