اذهبي الى المحتوى
سأكون بأمة

استبقوا الخيرات

المشاركات التي تم ترشيحها

استبقوا الخيراتأ.د. ناصر العمر | 20/9/1428 هـ

 

ثبت من حديث جرير رضي الله عنه قال: "كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدر النهار، قال: فجاءه قوم حفاة عراة مجتابي النمار أو العباء، متقلدي السيوف، عامتهم من مضر، بل كلهم من مضر، فتمعر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى بهم من الفاقة، فدخل ثم خرج، فأمر بلالاً فأذن وأقام فصلى، ثم خطب فقال: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ" (النساء: من الآية1) إلى آخر الآية (إن الله كان عليكم رقيبا) والآية التي في الحشر "اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ" (الحشر: من الآية18) تصدق رجل من ديناره، من درهمه، من ثوبه، من صاع بره، من صاع تمره، (حتى قال) ولو بشق تمرة، قال: فجاء رجل من الأنصار بصرة كادت كفه تعجز عنها، بل قد عجزت، قال: ثم تتابع الناس، حتى رأيت كومين من طعام، ورأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلل كأنه مذهبة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سن في الإسلام سنة حسنة، فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيئاً، ومن سن في الإسلام سنة سيئة، كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده، من غير أن ينقص من أوزارهم شيئاً"(1).

 

في هذا الحديث بيان طرف من حكمة النبي صلى الله عليه وسلم ومن ذلك أنه لم يمدح الصحابي الجليل الذي سارع في رفع المسغبة عن أولئك الفقراء باسمه، وإنما مدح سبقه، ليدخل تحت هذا التنويه كل سباق إلى الخير، ولم يمدح النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك الأنصاري رضي الله عنه بذله وعطائه فحسب، بل مدح حضه العملي على الصدقة والمعروف.

 

إن العمل أبلغ من القول، والناس يتأثرون بالأعمال أكثر مما يتأثرون بالأقوال، ولذا لما رأى الناس هذا الصحابي يتصدق بسخاء تنافسوا في بذل صدقاتهم، فكان له أجر صدقته ومثل أجور الآخرين دون أن ينقص من أجورهم شيئاً.

 

لقد وردت آيات كثيرة في القرآن تحض على المسابقة والمسارعة في الخيرات، منها قوله تعالى: "فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ" (البقرة: من الآية148)، وقال تعالى: "وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ" (الواقعة:10- 12)، ووصف الله تعالى أنبياءه الكرام في سورة الأنبياء بقوله: "إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ" (الأنبياء: من الآية90)، وقال الله تعالى: "وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ" (آل عمران:133)، وقال تعالى: "سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ" (الحديد: من الآية21)، وقال عز وجل: "أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ" (المؤمنون:61).

 

ما أكرم الله تعالى الذي يهب على فتح باب الخير الثواب الجزيل والأجر العظيم، فيعطي السابق مع أجره مثل أجور من تبعه وتأسى به دون أن ينقص الداعي من أجور المدعوين شيئاً، وما أجدرنا ونحن مقبلون على شهركريم أن نكون مفاتيح للخير مغاليق للشر وأن نتنافس في شعب الإيمان، وهي أفضل ما تنافس فيه المتنافسون.

 

بتصرف

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــه ،،

 

جزاكِ الله خيراً أختي الحبيبة

 

موضوع جميل جعله في ميزان حسناتكِ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بارك الله لك على هذا الموضوع .

نسال الله العلي القدير ان يعننا عيى ذكره و شكره و حسن عبادته.......اللهم امين

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

أختى الحبيبة سأكون بأمة ..والله هناك مواضيع تبكينى عند قرائتها منها هذا الموضوع المسابقة

فى الخير والعطاء ..ففى قرون الخيرية الاولى كان المسلمون لايترددون فى العطاء والاقدام والجهاد

أما نحن اليوم فنفكر ألف مرة ونتردد كثيرا وننظر أولا إلى مصلحتنا الدنيوية ..عفانا الله مما نحن فيه

ورزقنا اليقين فى الله حتى نكون من المسا رعين فى الخيرات.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

أختي في الله و أنا أقرأ كلماتك الخيرة

يتراءى لي أهل بباكستان و محنتهم

و العراق و أفغانستان و الصومال و غيرهم الكثير في بلاد الإسلام

كيف يمر يومهم و كيف حال صيامهم

و لكن يكل صدق

كثير منا يتمنون مساعدتهم و لا يعرفون كيف\و آخرون لا يثقون بالجمعبات و لا البنوك و لا أهل الخير و عملهم

حتى الإحسان صرنا نشكك فيه

و لكني أقول و لكل امرئ ما نوى

و لن يضيع الله عملا مخلصا

فلنجعل ثقتنا بالله لا سوء الظن يسبقنا

أعاننا الله و يسر لنا دروب الخيرات

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بارك الله فيك اختي على كلماتك الرائعة

 

يا اختي في زمننا هذا لا احد يفكر الا في نفسه

 

في زمن الرسول عليه الصلاة والسلام كانوا الناس يسارعون في الخيرات

 

واحنا في العراق عندنا فقراء وضعفاء وارامل ويتامى ومهجرين بالاف ولا احد يفكر فيهم ولا احد يلتفت عليهم

 

وخاصة حكومتنا الغنية والجائرة والمترفة والمتخمة" اليس لفقراءنا وضعفاءنا حق في اموالهم!!!!؟؟؟

 

لا حول ولا قوة الا بالله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

بارك الله فيك أختي ونفع بك

تذكرة نافعة إن شاء الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×