اذهبي الى المحتوى
فدوى المسلمي

_¤~ آية الزلازل والبراكين ~¤_

المشاركات التي تم ترشيحها

post-125640-1303888296.png

بين الحين والحين يحدث زلزال عظيم أو بركان كبير هنا أو هناك من الأرض في اليابان, في تركيا, في باكستان, في إيران أو في أي مكان من قارات العالم ومَن منا ينسى تسونامي جزر إندونيسيا ومَن منا ينسى بركان أيرلندا ؟ والزلازل والبراكين آية قديمة من آيات الله تحدث للأرض على الدوام. يقول أهل التخصص: إن الزلازل الخفيفة التي لا يشعر بها الإنسان دائمة الحدوث, وإنما يشعر الإنسان بالزلزال إذا بلغ درجة معينة (بمقياس ريختر ). ونحن نعلم أن الله تعالى عليم حكيم لا يقضي أمراً إلا بحكمة وله سبحانه الملك والخلق والأمر يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد, وليس في أفعاله تعالى إلا مصلحة الحياة والأحياء, وإن بدت الصورة غير ذلك لنظر الإنسان القاصر. ولعل الفرق بين الزلازل في الماضي والحاضر أننا في هذه الأيام نراها بأعيننا – ولو كانت بعيدة عنا - ساعة وقوعها خاصة تلك الزلازل العظيمة وتنقل لنا الفضائيات آثاراها الهائلة فنشاهدها أمامنا. ولقد رأينا آثار زلزال تسونامي سنة 2004 وها نحن نرى في هذه الأيام زلزال اليابان 12/3/2011م الموافق السابع من ربيع الآخر 1432هـ. إنه زلزال هائل, مدمر, ارتفعت الأمواج 10 أمتار ثم انطلقت إلى اليابسة لتجرف كل شيء أمامها, فبدت الصورة لنا من الطائرات كأن الأمواج مارد جبار يجرف السيارات والشاحنات والطائرات بل والمنازل الصغيرة والمتوسطة أمامه كأنها عيدان قش أو أوراق أشجار يا سبحان الله, لا حول ولا قوة إلا بالله حقا وصدقا, رحماك يا رب العالمين.

post-125640-1303888286.gif

إن المؤمن أيها الإخوة حين يرى هذه الآيات تجئ إلى ذهنه عدة دلالات تزيده إيمانا ويقينا بما لديه.

 

الأولى: عظمة الله وجلاله وقوته التي لا حد لها ولا يعجزها شيء. كم يحتاج البشر لتحريك شاحنة أو طائرة من مكانها, كم يحتاجون لتحريك بيت أو خلعه من أساسه. ولكن انظر إذا أراد الله تبارك وتعالى تحريك الأرض بما عليها فسبحان الله القوي القادر الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.

 

الثانية: بالمقابل يبدو جليا ضعف الإنسان وعجزه رغم الحضارة التي نعيشها وتقدم الوسائل المادية, إننا في عصر الذرة وغزو الفضاء وقهر الطبيعة و...و... في مسلسل طويل كما يُقال, ومع كل ذلك لم يستطع الإنسان أن يدفع عن نفسه شيئا من قدر الله تعالى. وليس معنى هذا أننا ندعو لتعجيز الإنسان ولا للسخرية من مقدراته ولكن هذه الآيات تلفته بقوة إلى كسر غرور نفسه وأن يتواضع لله الذي خلقه ورزقه, وأن يعود إنسانا خيراً يشعر بإنسانيته ويشعر بعبوديته لربه, فيكون خليفة حقا لله في الأرض فلا يظلم ولا يطغى بل يرحم ويعدل. نعم إن كثيراً من الناس إذا أوتوا علما أو مالا ممثلا ذلك في أشخاص أو دول ملأهم العُجب والغرور, وإذا امتلكوا الوسائل الحديثة والآلات العملاقة ظنوا أن أحداً لن يقدر عليهم, وكلما ادعت البشرية شيئا من ذلك أتاها الله تعالى من حيث لا تحتسب وظهر لها جليا أن هناك إلها قويا قادراً عظيما حكيما يجب أن يخضع له البشر فمنهم مَن يتذكر ويتضرع, ومنهم مَن قست قلوبهم , وفى ذلك الذكر والخضوع مصلحتهم وسعادتهم لو كانوا يعلمون (حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون ) يونس 24.

post-125640-1303888286.gif

الثالثة: على الإنسان ألا يركن إلى الحياة الدنيا ويطمئن بها وينشغل عن رسالته الحقيقة وذكره للآخرة, فهذه الآيات تبين لنا أن الأمان والأمن في جنب الله وحده, وأنه لا شئ في الأرض يؤمِّن الإنسان (إِنَّ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غافلون* أولئك مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)8،7 يونس، فهاهو الزلزال يأتي فجأة إلى هؤلاء الذين ربما ملكوا الكثير مما يتهافت عليه الناس فزال ما في أيديهم فجأة فلا أمان حقا إلا مع الله تبارك وتعالى, ولهذا ينبغي على الإنسان أن يذكر ربه ويعبده ويملأ حياته خيراً ورحمة وحبا لمن حوله وإرادة الخير للناس أجمعين.

 

الرابعة: أن الزلازل والبراكين آيات عامة يمكن أن تصيب مكانا خاليا من الناس ليس فيه عمارة للإنسان ويمكن أن تصيب بلادا عامرة وعندئذ يمكن أن تصيب الغني والفقير والمؤمن وغير المؤمن والطائع والعاصي فتكون للمؤمينن ابتلاء واختباراً وتكون للكافرين والعاصين تحذيراً وتذكيراً و إنذاراً. في عهد سيدنا عمر حدث زلزال فالتفت إليه - رضي الله عنه - من زاوية الإنذار وقال (ما أسرع ما أحدثتم والله لئن عادت لأخرجن من بين أظهركم). فكل إنسان ينظر إلى الحدث من زاوية يستفيد منها في دعم إيمانه ويقينه بربه. موقنا في النهاية بأن الله جل جلاله وقدرته لا يفعل إلا الخير.

post-125640-1303888286.gif

الخامسة: يذكرنا هذا الزلزال بزلزال الساعة الهائل المروع, خاصة وأن كثرة الزلازل من علامات الساعة يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (لا تقوم الساعة حتى تكثر الزلازل) رواه البخاري، وما من شيء من عالم الغيب وإلا له مثال مصغر من عالم الشهادة ليتذكر الناس اليوم الآخر (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ) الحج 1 (إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا) الزلزلة 2،1، وزلزال الآخرة لا يقارن أبداً بزلازل الدنيا , إنه زلزال يرج الأرض رجا, ويدك الجبال دكا فلا يقوم له شيء, ويدمِّر كل شيء. ولكن المؤمن إذا رأى في الدنيا من آيات الله ربط على التو بينها وبين الآخرة وما يقع فيها من أمور عظام فإذا رأى هذه الزلازل تذكر أن هناك يوما مزلزلا آتٍ لا ريب فيه فيستعد له بالتوبة والعمال الصالح.

بقلم شيخي وأستاذي الشيخ : حماد كامل

post-125640-1303888282.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

موضوع قيم أختي الحبيبة مسافرة

جزاكِ الله خيرًا وجعله في ميزان حسناتكِ

 

ينقل للساحة المناسبة ياغالية : )

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

موضوع قيم أختي الحبيبة مسافرة

جزاكِ الله خيرًا وجعله في ميزان حسناتكِ

 

ينقل للساحة المناسبة ياغالية : )

وأنت من أهل الجزاء مرام الحبيبة

بارك الله فيك:)

 

جزاك الله خيرا

وأنت من أهل الجزاء أختي مسلمة

سعدت بمرورك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

 

سبحان الله العظيم، الذي جعل جميع ما في هذا الكون آية لنا، لعلّنا نتفكرونتذكر ونتعظ!!

والله المستعان.

جزاكِ الله خيرًا أختي الغالية.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×