اذهبي الى المحتوى
القلب الزاهد

"مبارك" في حوار صحفي معه إذا تم العفو عنه

المشاركات التي تم ترشيحها

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

 

"مبارك" في حوار صحفي معه بعد العفو :

 

سأرشح نفسي للرئاسة للمرة السابعة وساعيد "أمن الدولة" !

 

 

 

 

اجري الحوار - د. اشرف السيوطي

 

 

لم أكن أتخيل أن أكون أول مَنْ يلتقي به بعد الإفراج عنه، مشاعر متناقضة جمعت بين الخوف والقلق وبين الفرح والغرور.

 

لم أصدق أذني عندما استدعاني رئيس التحرير، وقال لي بنبرة يملؤها الاضطراب والخوف: يظهر أن روح جدك السيوطي أقنعت الرجل بالحديث معك دون باقي الصحفيين المشهورين.

 

 

 

دارت الدنيا برأسي، وقفزت أسئلة مرعبة إلى مركز الإشارات الخطرة داخل عقلي، الذي احتار واحتار دليله معي: يا ترى ثوار التحرير حيقولوا عليه إيه؟

 

 

 

ويا ترى حاقول للرجل الذي نشف ريق البلد طيلة ثلاثين عاماً إيه؟ أسئلة لم أجد لها إجابات سوى: خليها على الله.

 

 

 

 

في صباح اليوم التالي كانت عربة المؤسسة تقف تحت باب منزلي، تصدر (كلاكسات) مزعجة، كأنها هي الأخرى تخاف من هذا اللقاء.

 

 

نزلت مسرعاً، وصعدت إلى السيارة وألقيت تحية الصباح على أصدقاء الرحلة: السائق والمصور والعربة، وكان الرد مقتضباً ومتشائماً: ربنا يجعله خير.. إن شاء الله خير

نهبت السيارة الطريق نهباً، كأنها تسابق الريح للانتهاء من هذه المقابلة، التي لم تكن على البال أو الخاطر.

 

 

وصلت الرحلة إلى نفق الشهيد أحمد حمدي، وقفت السيارة في إجلال واحترام لهذا الشهيد، عبرت النفق رويداً رويداً، حتى كأنها تخشى أن تزعج روح الشهداء، الذين ضمتهم مياه القناة.

 

 

بعد ساعات وصلنا إلى مدينة شرم الشيخ، التي انتقل إليها حكم البلاد، ومصير العباد، اقتربت الرحلة بخوف من أبواب القصر، استقبلتنا كلاب الحراسة وما -أكثرها- بنباح مزعج، في إشارة إلى أن بداية جواز المرور يكون عبر هذه الكلاب.

 

ما ان اجتزنا بوابة القصر الرئيسية حتى استقل ثلاثتنا: أنا والسائق والمصور عربة فاخرة لتنقلنا إلى القصر الذي يقيم فيه مبارك ، قطعنا المسافة من البوابة إلى القصر في ثلث ساعة، بعدها وصلنا إلى قصر الحاكم، واجهة رخامية ذات لون أحمر، جاهدت نفسي لمعرفة السر في اختيار ذلك اللون دون جدوى.

 

 

ولأن لكل منا مكانه الذي لا يتجاوزه، فقد تم اصطحاب السائق إلى غرفة بعيدة عن غرفة اللقاء، أما أنا والمصور فألحقنا بحجرة جانبية ذات باب مذهب، ولم يسمح لنا بدخول غيرها.

 

 

دخلنا الحجرة الكبيرة، وجدت أن جدرانها مطلية بنفس اللون الأحمر القاتم، ومزينة بصور لزعماء مصر منذ عصر الفراعنة إلى عصره المجيد. الأمر المدهش أن وجوه الزعماء التي نُقشت على جدران الحجرة حملت كل منها بعض ملامح الرجل في طغيان فرعون واستبداد محمد علي وديكتاتورية عبد الناصر ومنظرية السادات.

 

 

استوقفتني صورة كبيرة للقطر المصري مرسوم عليها حدود مصر، ومنحوت عليها النيل وسكان النيل، أليس له ملك مصر وتلك الأنهار تجري من تحته.

 

 

بعد لحظات دخل أحد الخدم، يصحب أمامه عربة صغيرة، تشبه عربات العصور الوسطى، اصطف فوقها كوبان من الليمون الطازج دون حتى أن يسألانا: تحبوا تشربوا إيه؟

تناولنا العصير دون أن تكون لنا رغبة فيه؛ لأن هناك المشاريب بالأمر. وبعد أن انتهينا من الشراب، سمعنا صوتاً يقول عبر سماعات مخفية:

 

 

الرئيس سيقابلكم بعد عشر دقائق بالضبط، فقلت في نفسي ربما يأخذ حماماً بعد مباراة الاسكواش، الذي يعشقه

 

 

مرت عشر دقائق بطيئة ومملة بترقب وحذر، بعدها فُتح الباب ودخل الرجل. ها أنا وجهاً لوجه أمام الرئيس المخلوع، الذي تجاوز الثمانين عاماً وبشعره المصبوغ، ولكن مازالت فيه بقية من الخداع والنشاط العسكري.

 

 

دعاني إلى الجلوس،

 

 

وبادرني تحب نبدأ منين؟

 

أحسست أنه يريد أن يسير الحوار كما رسمه هو لا كما رسمته أنا كما اعتاد أن يسير أمورنا طيلة ثلاثين عاماً، قابلت سؤاله بسؤال استفزازي أكثر منه حواري.

 

 

 

ما إحساسك بعد الإفراج عنك؟

 

 

لا أسميه إفراجاً وإنما براءة، براءة من قتل بعض المتظاهرين، وبراءة من استغلال النفوذ وتضخم الثروة.

 

 

وبم تفسر تنازلك عن أموالك في مقابل الإفراج عنك؟

 

 

 

ليس في ذلك تنازل، وإنما هو منحة قدمتها من خالص مالي إلى شعبي، مساعدة في حل الأزمة المالية، التي عصفت بالبلاد؛ بسبب أعمال التخريب والبلطجة، التي قام بها المعتصمون في ميدان التحرير.

 

فمن أين لك هذا المبلغ الضخم الذي قدرته بعض المصادر بعشرات المليارات من الدولارات ؟

 

لا تنس أنني خدمت البلد طيلة أربعين عاماً، منذ أن كنت قائداً للقوات الجوية، ثم نائباً للجمهورية، ثم رئيساً لأكثر من ثلاثين عاماً، وما حصلت عليه هو مكافأة على خدماتي للبلد

 

وهل خدمتك للبلد تعطيك الحق في تكوين هذه الثروة الضخمة والشباب المصري يقدم علي الانتحار هربا من الجوع والبطالة والعنوسة ؟

 

 

أولاً أحب أن ألفت انتباهك إلى شيء هام قبل أن أُجيبك على هذا السؤال، هذا الشيء هو أنك لم تكن تجرؤ على طرح مثل هذه الأسئلة على أي من الرؤساء السابقين، ولكن حرية الرأي التي أطلقتها في عهدي هي التي أعطتك هذا الحق؟

 

 

 

أما بخصوص سؤالك، فإن ثروتي ليست ضخمة كما وصفتها، فلم تتعدى ثروتي السبعين ملياراً، وهو مبلغ قليل بالمقارنة بمدة خدمتي الطويلة للبلد، انظر إلى ثروة زعماء سابقين مثل شاوشسكو ومحمد سيادبري.

 

 

وكذلك زعماء حاليين مثل القذافي سترى أن ثروتي قليلة جداً مقارنة بثرواتهم، التي لا تتناسب مع حجم عطائهم لبلادهم.

 

 

 

بمناسبة الحديث عن القذافي، ما رأيك فيما يحدث في ليبيا اليوم؟

 

 

أحمدوا ربنا إنني قبلت أن أتنحى طواعية وبسرعة، إشفاقاً مني على مصير البلاد، التي كانت ستتقاتل من أجل بقائي لا من أجل رحيلي.

 

 

انظر ماذا يفعل القذافي بشعبه؛ لترى الفرق بين قيادة وقيادة، هو يقتل ويخرب؛ لأنه يعلم أن الشعب لا يحبه، أما أنا فقد تنحيت بخاطري، وأعلم أن الشعب سيخرج مطالباً بعودتي.

 

معنى ذلك أنك تحلم بالعودة إلى الحكم مرة ثانية؟

 

أنا لم أترك الحكم بعد، وطالما أن القضاء أعطى كلمته، فسأخوض الانتخابات الرئاسية القادمة، وكلي ثقة في شعبي وجيشي.

 

 

هل أدهشك موقف الجيش من رفضه اوامرك له بإطلاق النار علي المتظاهرين وانضمامه إلى الثورة بعد أحداث 28 يناير؟

 

 

أعطيت أوامري للجيش بالنزول إلى الشارع؛ للحفاظ على أمن المواطنين من الشرذمة القليلة الموجودة في ميدان التحرير، ولولا مساحة الحرية التي منحتها إياهم ما كانوا تجرأواعلى ذلك

 

وهل طلبك لنزول الجيش يعني عدم الثقة في الشرطة؟

 

جهاز الشرطة قام بعمله على أكمل وجه، ولم يحتك بالمتظاهرين؛ لأن أوامري كانت صريحة بعدم الاحتكاك بالمتظاهرين مهما كانت النتائج والاستفزازات.

 

 

وما رأيك في المشاهد التي بثتها المحطات الفضائية لعدد كبير من أفراد الشرطة وهم يقتلون المتظاهرين، سواء بالرصاص الحي أو بهرسهم تحت عجلات العربات المصفحة؟

 

هذا إعلام مغرض، هدفه زعزعة الثقة في الحكومة بصفة عامة وفي جهاز الشرطة خاصة، أما قتل المتظاهرين فهو حقيقة لا أنكرها ولكن القتل لم يكن بأيدي رجال الشرطة وإنما كان بأيد خارجية وبأيدي المتظاهرين أنفسهم، الذين تنكروا في ملابس رجال الشرطة، من أجل الإيقاع بين الشرطة والشعب.

 

 

يعني سيادتك بتدافع عن وزير الداخلية المسجون حبيب العادلي رغم إتهامه بقتل المتظاهرين وتفجير كنيسة القديسين بالاسكندرية ؟

 

 

حبيب العادلي من أخلص وزراء الداخلية، الذين تعاملت معهم، وهو وطني بحق ويكفي أنه حافظ على البلاد أمنياً من الفتنة الطائفية ومن خطر الجماعات المسلحة طيلة فترة وزارته، وأعتقد أنه سيتم تبرئته قريباً، فهو رجل يستحق التكريم لا السجن

 

 

 

يا ترى ممكن توضح لنا هذا الأمر أكثر خاصة وان القضاء أدان العادلي في قضايا فساد مالي بمئات الملايين ويحاكم جنائيا لقتله المتظاهرين ؟

 

 

لقد استطاع حبيب العادلي ورجاله الحفاظ على الوئام بين عنصري الأمة: مسلمين وأقباط، فلم نسمع طيلة فترة وزارته عن تفجيرات سواء في الأماكن الدينية الإسلامية أو المسيحية.

 

 

 

أما بخصوص الجماعات المسلحة، فقد استطاع كبح جماحها وأجبرهم على التخلي عن فكرة العنف واستخدام أسلوب الحوار بدلاً منه.

 

 

 

فهل معنى ذلك أنك لا تشعر بالحزن على مَنْ ماتوا من المتظاهرين يوم 28 ينايروعددهم يقارب الالف إلي جانب ستة آلاف اصيبوا بعاهات مستديمة ؟

 

أكيد أنا حزين ولكن ليس على المتظاهرين؛ لأنهم هم الذين فعلوا ذلك بأنفسهم، وإنما حزني الحقيقي على البلد التي لا تقدر مَنْ أخلصوا لها

 

 

 

كيف ترى مستقبل مصر بعد 25 يناير؟

 

المستقبل سيكون أفضل مما سبق، ولن نتوقف عند الانهيار الذي سببته أحداث 25 يناير، بل وأعد شعبي باستكمال المشوار الذي بدأناه منذ ثلاثين عاماً.

 

 

 

في أمريكا وأوربا الرئيس لا يبقى في السلطة أكثر من دورتين، أما في مصر والدول العربية فالأمر مختلف تماماً فما تفسيرك لهذا الوضع؟

 

 

هل سألت نفسك: لماذا تصر أمريكا وأوروبا على الخلاص مني؟

 

أُجيبك بأن ذلك نوعاً من الحقد والحسد، نعم هذه هي الحقيقة، فقد عز على هؤلاء الرؤساء أن أبقى في الحكم هذه المدة الطويلة في حين أنهم لا يمكثون في السلطة سوى فترة أو فترتين

 

 

هذا الأمر سبب لهم عقدة نفسية: لماذا لا نصبح جميعاً سواسية في هذا؟ وطالما أنهم لم يستطيعوا إقناع شعوبهم برغبتهم هذه، فليحاربوا كل الزعماء الذين رضيت بهم شعوبهم حكاماً طيلة حياتهم.

 

 

وهل من المعقول أن يجمع رئيس الدولة بين الرئاسة ورئاسة أحد الأحزاب؟

 

 

لا أرى في ذلك عيباً، فرئاستي لمصر لا تمنع رئاستي للحزب الوطني؛ لأن ذلك يعطي نوعاً من روح الفريق المتكامل، فطالما أن أعضاء حكومتي من الحزب الحاكم، فهذا يعطي انسجاماً بين قرارات الحكومة ومصالح الحزب.

 

 

 

بخصوص الحزب الوطني، ما رأيك في حبس أحمد عز أمين السياسات بالحزب؟

 

 

والله هذا الرجل مظلوم، وكل ذنبه أنه رجل طموح، استطاع بعصاميته أن يصبح واحداً من أباطرة الاقتصاد في البلد. وسيشهد التاريخ على مدى مساهماته الفعالة في نهضة الاقتصاد الوطني، وفي تنقية الحياة السياسية من عوامل الفساد؛ فقد استطاع بناء حزب قوي من القاعدة إلى القمة.

 

البعض ينظر إلى زكريا عزمي وصفوت الشريف على أنهما السبب الرئيسي فيما آلت إليه البلاد في الفترة الأخيرة؟

 

أولاً زكريا عزمي خير مَنْ تولي رئاسة ديوان الجمهورية، فقد كان عيني التي أرى بها الشعب، وأذني التي أسمع بها آمال الشعب وطموحاته

وللحق فإن الرجل قام بعمله على خير وجه، فلم يحجب صورة أو رأياً عني مهما كان حسنه أو قبحه.

 

أما صفوت الشريف فهو رجل الإعلام الأول في مصر، فقد استطاع أن يبني (صِرحاً) إعلامياً لا يمكن هدمه، يشهد بذلك الأقمار الصناعية المرئية ومدينة الإنتاج الإعلامي تشهد بذلك.

 

حتى عندما تولى رئاسة مجلس الشورى، ورئاسة المجالس المشرفة على الأحزاب، أظهر براعة فائقة في التجاوب مع المعارضة في مجلس الشورى، وأيضاً التعامل مع الأحزاب الأخرى، بدليل الانتخابات البرلمانية الماضية.

 

 

 

ولكن الانتخابات البرلمانية الماضية شهدت سيطرة الحزب الوطني على أكثر من 95% من مقاعد مجلس الشعب وصدرت احكام قضائية تؤكد تزوير الانتخابات لصالح رجال الحزب وتطعن في صحة عضوية اكثر من اربعة اخماس المجلس ؟

 

 

هذا يحسب لأحمد عز وصفوت الشريف ولرجال الحزب الوطني وليس ضدهم، فلولا قوة الحزب وتأثيره ووجوده بين الناس لما حصد كل هذه المقاعد، أما الأحزاب الأخرى فإنها خسرت؛ لأن الناس فقدت الثقة فيها؛ لابتعادهم عن مشاكلهم، وأنصحهم بتطهير أنفسهم قبل الانتخابات القادمة.

 

 

هناك سؤال يُلح علىَّ منذ المقابلة: يا ترى ما السر في الإقامة شبه الدائمة في شرم الشيخ بعيداً عن القاهرة؟

 

 

أولاً يجب أن نحيي ونشيد بجهود رجل الأعمال (حسين سالم)، الذي لولاه ما كانت شرم الشيخ، فبصمات الرجل واضحة وبارزة على كل حجر من بنايات المدينة الساحرة، وعلى شواطئها ويخوتها واستراحاتها.

 

 

أما لماذا شرم الشيخ؟ فلأننا نريد أن نثبت للعالم أجمع أنها مدينة السلام، وأن السلام في المنطقة لابد أن يمر من خلالها.

 

 

 

وما دور حسين سالم في اتفاقية تصدير الغاز مع إسرائيل؟

 

حسين سالم ليس رجلاً سياسياً ولا دخل له بهذا الأمر؛ لأن التصدير من الأمور السياسية، كما أن الأمر ليس له علاقة باتفاقية السلام مع إسرائيل، وإنما هو أمر اقتصادي وتجاري وإنساني في المقام الأول.

 

 

دعنا نرى الأمر من زاوية أُخرى، فإسرائيل حصلت على الغاز وفقاً للأسعار العالمية، وفي هذا انتعاش للاقتصاد ]الوطني، كما أننا بذلك نمد أواصر التعاون بين الدينين الإسلامي واليهودي، وذلك برفع المعاناة عن ربة البيت الإسرائيلي، وكذلك عن عرب إسرائيل.

 

 

وبذلك نضرب عصفورين بحجر واحد: نخدم اقتصادنا، ونغير من نظرة العالم تجاهنا بأننا لدينا عقدة تجاه إسرائيل في أي قرار اتخذناه طوال الفترة الماضية .

 

 

 

ولكن السفير الدكتور ابراهيم يسري حصل علي حكم من الادارية العليا بمنع تصدير الغاز اذا كانت البلاد في حاجة اليه ومعلوم ان معظم قري ومدن مصر لم يصلها الغاز كما أن مصر تخسر ثلاثة مليارات دولار سنويا بسبب فرق سعر التصديرلاسرائيل شبه المجاني وبين السعر العالمي ؟؟

 

 

هو احنا صدرنا الغاز لـ " غريب" ... اليست اسرائيل جارتنا والاحسان للجار من قيم واخلاق القرية المصرية التي تربينا عليها وبعدين الشعب المصري صبور طول عمره

 

نرجع إلى الشأن الداخلي المصري: البعض يقول إن من الأسباب الرئيسية لأحداث 25 يناير هو إصراركم على مبدأ توريث الحكم أسوة بما حدث في سوريا والأردن؟

 

 

إنني لا أفكر في هذا الأمر في المرحلة القادمة ولا أُخطط له، ولكن إن أراد أحد أبنائي ممارسة السياسة فهذا من حقه، طالما أن لديه القدرة على ذلك، ولن أجاملهم على حساب شعبي.

 

 

 

مع أنني لا أرى مانعاً من التوريث، فقد أخذ معاوية (رضى الله عنه) البيعة لابنه يزيد من بعده، وكذلك فعل هارون الرشيد لولديه (الأمين) و(المأمون).

 

وابناء الرؤساء شبعانين لن يحتاجوا إلى سرقة المصريين وبخاصة أن القضاء قد برأنا جميعا من الاتهامات الباطلة الملفقة .

 

 

 

[الشعب المصري معروف عنه خفة الدم حتى في أحلك الظروف، فما أطرف ما قرأته بعد قيام ثورة 25 يناير؟

 

 

 

أضحكني كثيراً النكتة التي تقول: إنني انتقلت للدار الآخرة، فقابلت الزعيمين عبدالناصر والسادات، فسألاني: كيف مت؟ فقلت: بالفيسبوك».

 

 

 

أما الشيء الذي آلمني كثيراً هو الكاريكاتير الذي صورني ملتصقاً بكرسي الحكم، ومكتوباً أسفله، مطلوب أخصائي لفصل التوأم المتلاصق: حسني والكرسي.

 

 

 

هذا بالنسبة لما قرأته، فما هي أكثر المشاهد التي أثارت شجونك وأنت تراها على شاشات التليفزيون؟

 

 

 

هو المشهد الذي بثته معظم الفضائيات العالمية من الطوابير الطويلة والمتلاصقة للمصريين، وهم يزدحمون ويتسابقون؛ لإبداء رأيهم حول التعديلات الدستورية الجديدة

 

لحظتها أحسست بالفرحة الشديدة بأن جهودي وجهود الحكومة طيلة الثلاثين عاماً الماضية لم تذهب هباءً، ولابد أن يعرف الجميع بأننا أصحاب الفضل في ذلك.

 

لست أفهم ماذا تقصد بأنكم أصحاب الفضل في تكالب وتسابق المصريين على صناديق الاقتراع الأخيرة؟

 

أبسطها لك: كانت أوامري للحكومة بافتعال بعض الأزمات، التي تمس احتياجات الناس الأساسية كالغاز ورغيف العيش.

 

 

وقد أدى نقص المعروض من هذه السلع الضرورية إلى مسارعة المواطنين وتعويدهم على الوقوف في طوابير طويلة، ولساعات عديدة سواء تحت حرارة الشمس الملتهبة، أو تحت برودة الجو، مما أثمر في النهاية عن هذا المنظر الحضاري والديمقراطي الذي أشاد به العالم.

 

 

سؤال أخير: ما أول قرار تتخذونه إذا أُعيد انتخابكم للرئاسة مرة سادسة أو سابعة؟

 

 

 

سوف أتخذ قرارين لهما علاقة قوية بمصلحة الوطن والمواطن:

 

 

الأول: إقامة تمثال لشهداء الشرطة، الذين أصابتهم يد الغدر من بلطجية ميدان التحرير، مع الإفراج الفوري عن كل قيادات الشرطة وإعادتهم إلى مناصبهم مع تعويضهم عما أصابهم من أضرار نفسية ومادية

 

إلى جانب عودة جهاز" أمن الدولة "، فهو جهاز الأمن الأول للرئاسة أقصد الشعب والذي تمكن من تكريس الحريات وتوفير الانتخابات النزيهة .

 

أما عن ثاني هذه القرارات: فهو إعطاء المزيد من الحريات سواء للأفراد أو للشخصيات الحاكمة، فكما أنني سأمنح الشعب حق التظاهر في ميدان التحرير، فإنني كذلك لي الحق والحرية في هدم ميادين التحرير في كل محافظة وكل قرية حتى القلوب، التي أصبحت ميداناً للتحرير.

 

عزيزي القارئ:

 

]ما سبق كان نص الحوار مع الرئيس المخلوع وهو حوار "متخيل" والذي رأيته في المنام ، كما أن صورتي معه المنشورة مع الحوار هي صورة "تركيب " وقد اوضحت إجاباته في حواري معه اثناء المنام ما يتمتع به من صلف وغرور

 

شأنه في ذلك شأن كل الظالمين والمستبدين على مر العصور، الذين لا يعرفون سوى منطق القوة، وأن آراءهم هي الصواب، وغيرها هي الخطأ.

 

 

نفس منطق فرعون حين قال لقومه:[ قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد] (غافر: 29)

 

فماذا عسانا أن نتوقع من رجل ومن نظام جعل من مصر عزبة خاصة، وباقي أهلها خدم عنده وعند حاشيته.

 

إنني لا أدري ما الذي يمكن ألا يحاسب عليه الرجل ونظامه. أيحاسب على أن جعل من مصر وشعبها شيعاً تماماً كما فعل فرعون (إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعاً يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحي نساءهم إنه كان من المفسدين) (القصص: 4).

 

 

أيحاسب على أن جعل مصر قطعاً تباع في أسواق المزاد: باع أرضها وتراثها... شعبها ونيلها.. كرامتها وكبرياءها.. مواقفها تجاه قضايانا العربية... فلمَنْ تم البيع ولصالح مَنْ؟

 

باعها خارجياً للأمريكان واليهود، وداخلياً لحاشيته من المفسدين بمباركة أركان نظامه.

 

باعونا في حضورك ... ببركة عبيدك وغالي وسرورك)

 

فكانت النتيجة (وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا ) (الإسراء: 16)

 

أيحاسب على صرخات المظلومين في المعتقلات تحت سياط جلاديه، وشراسة كلابه وعصابة حبيبه؟

 

 

أيحاسب على أرواح شبابنا الفارين من جحيم حكمه، إلى ذل العيش في أوروبا، فاحتضنهم قاع البحر بدلاً من رفاهية وإغراء أوروبا؟

 

 

أيحاسب على تبوير الأراضي وإجاعة الفلاحين، حتى أصبح عدوهم الأول؟

 

 

أيحاسب على ماذا؟

 

 

 

وماذا؟

 

 

 

وماذا؟!!

 

 

إننا نريد محاسبته على كل شيء، وليس على دماء شهدائنا يوم 25 يناير، نحاسبه على ما اقترفته يداه طيلة ثلاثين عاماً هي أسوأ فترة في تاريخ مصر، وإن تخللتها أشعة ضوء حمل شعلتها رجال مخلصون شرفاء محبون لوطنهم.

 

 

فضاق بهم ذرعاً، وكافأهم على إخلاصهم بطردهم، وعلى شرفهم بتوسيد صفحة حياتهم، وولى مكانهم مَنْ أفسد ولم يصلح، مَنْ طبل وهلل ولم يعترض... مَنْ هندس للتوريث ونسى أن الملك لله وحده.

 

 

 

لأمتى حانسكت

 

 

وليه الغياب

 

 

دا ياما ممالك طواها التراب

 

فتحية لدماء شهدائنا على طيلة ثلاثين عاماً..

 

وتحية لرجال شرفاء يصرون على تفعيل مبدأ الحساب والعقاب للفاسدين والقتلة

 

وتحية لجيش تبرأ من فعل ابنه العاق...

 

 

وتحية لمصر فهى الباقية وكلنا زائلون..

 

خالدة وإن بادت أحجار الجبال.

 

 

 

 

 

 

سبب التعديل: حذف رابط موقع مخالف وحذف صور رجال

تم تعديل بواسطة ~*أم جويرية*~

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

والله العظيم انا افتكرت الموضوع بجد

 

ورحت قولت لأختي حسني طلع براءة

 

اللهم أهلك الظالمين المستبدين

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

خضتينى انا قلت ايه ده مبارك ويعفو عنه

 

انا كمان اتصدمت جدا

وصحيت اختي من النوم قلتلها حسني طلع براءة

وبعدين لما كملت قراءة الموضوع

طمنتها تاني

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

هههههههههه عنوان جامد جدا

اللهم أضرب الظالمين بالظالمين وأخرجنا منهم سالمين

حسبى الله ونعم الوكيل فى كل ظاااااااالم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكنّ السلام ورحمة الله وبركاته؛

 

أختي الحبيبة،

لقد قمت بتغير عنوان الموضوع لأنه مروّع!

أعرف أنك قمتِ بنقله ولكن ليس من الجيد ترويع المسلمين كما إنه قول غير حقيقي..

فهو حوار تخيلّي..

ومن شأنه ترويع وتخويف المسلمين وقد يُنقل الخبر بشكل جاد ويكون بذلك إثارة بلبلة ونشر الشائعات..

ونحن نريد أن نكون أبعد الناس عن ذلك بعون الله،

بوركتِ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

معذرة أخواتي الفضليات

لم أقصد اثارة البلبلة والله

وانما أردت معرفة انطباع الأخواتعما يحدث في بلدهم

فقد تحدثت في مجلس وأحسست أنهم يغفلون عن دور الأخوات

كنت أود استنكار هذا اللأمر

وأيضا بدافع السخرية مما يحدث ومحاولة رسم بسمة بعد قراءة الموضوع وسط هذه الأجواء المشحونة

معذرة مرة أخرى

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×