اذهبي الى المحتوى
*محبة الرحمن*

<<< رغد العيش في ظِلّ الإستعانة باللــه >>>

المشاركات التي تم ترشيحها

post-125640-1300869772.png

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وأمّته ..

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

يُسعدني أن أحدّثكنّ بِقصة تُحاكي جانباً من حياة أختاً لنا في المنتدى ،

ابتلاها الله بمرض من أمراض المناعة الذاتية ، حيث يُهاجم الجسد نفسه ،

فكان سبباً لتختلف مُعايشة الحياة عندها عن غيرها من الفتيات ..

post-125640-1300869785.png

 

والعبرة والمغزى هُنا .. أن هناك الآلاف من المرضى قدّر الله عزّ وجلّ أن يبتليهم بِمُصابهم ،

ولكن ليس كلّهم يُحسن التعامل مع الابتلاء .. !!

منهم من يسخط ، ومنهم من ينعزل عن المجتمع والناس بسبب مرضه ، ومنهم من يصبر ويحتسب أجره عند الله

ويكافح ويتعايش مع ظروفه بكل إيجابية ..

وهذا الصنف الأخير قد ميّزه الله بنِعم كبيرة عظيمة ..

بالتوفيق في الدنيا وحُسن الجزاء في الآخرة ،

وأختنا هنا نحتسبها من هذا الصنف والله حسيبها ولا نزكّيها عليه سُبحانه وتعالى

 

post-125640-1300869785.png

 

ستُسعدنا المُتابعة ، وسنكون أسعد باستفادتكنّ من المحتوى ..

 

والله الموفق والهادي والمعين

 

post-125640-1300869797.png

 

ملاحظة : الأخت صاحبة القصّة رفضت تزكيتها عندما عرضت عليها مُقدّمة الموضوع ،

ولكنّي أصررت على إبقاء المُقدّمة كما هي لأنني أحتسبها أهلاً لذلك والله حسيبها ولا نزكي على الله أحد .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

عفاها الله وشفاها وجعلها من الصابرين المحتسبين وجعل ما تعانيه في ميزان حسناتها

 

ورزقها شفاءً عاجلاً لا سقم بعده وأسعدها في الدنيا والآخرة

 

أتابع معكِ بإذن الرحمن ما قدر لي الله البقاء

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

 

 

نسأل الله تعالى أن يرفع عنها البلاء, وأن يأجرها ويثبتها

 

وتقبل منها صبرها وشكرها.

 

وأن يشفيها شفاء لا يغادر سقمًا وأن يلبسها لباس الصحة والعافية

 

نتابع معكِ يا حبيبة...

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،

عفاها الله وشفاها

نتابع معكِ يا حبيبة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

متابعة ان شاء الله

 

نسأل الله تعالى أن يرفع عنها البلاء, وأن يأجرها ويثبتها

وتقبل منها صبرها وشكرها.

وأن يشفيها شفاء لا يغادر سقمًا وأن يلبسها لباس الصحة والعافية

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أسأل الله تعالى أن يشفيها شفاء لا يغادر سقما وأن يشف كل مريض مسلم يا رب آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآمين

 

post-152829-1315236116.gif

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

شَفَاهَا الله شِفَاءَاً لا يُغَادِرُ سُقمَاً

وَصَبَّرَهَا وَجَعَلَ صَبرَهَا فِي مَوَزاينِ حَسَنَاتِهَا

 

جَزَاكِ اللهُ خَيراً مُحِبَّةِ الرَّحمن

مُتَابِعينَ بِإذنِ اللهِ تَعَالَى

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيها

رفع الله عنها البلاء وجزاها خيراً وربط على قلبها

أتابع بإذن الله

بارك الله فيكِ أختي

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــه ،،

 

اشتقت إليك حبيبتي المشرفة محبة الرحمن، سعدت كثيرا عندما وجدت موضوعك.

 

ثبت الله أختنا و رزقها الصبر و شافاها و عافاها.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
post-125640-1300869772.png

- الجـــزء الأول -

post-125640-1300869785.png

 

نشأت أختنا وترعرعت في عائلة بسيطة تخشى الله وتسعى لرضاه -ولا نزكّي على الله أحد- ،

فكان هذا أول حافز دفعها للاجتهاد على السير فيما يُرضيه سبحانه وتعالى، فللأهل تأثير

كبير في تيسير الابتلاء وتهوين أثاره، أو تعسيره ومُضاعفة قسوته ..

 

- لكنّنا نَقول لمن ابتلاه الله بابتلاء ولم يكن معه من يعينه ويخفف عنه لا تحزن لِحالك ولا تيأس من وِحدتك ،

فأنت معك الله الذي لا يضيّع عبدا من عباده ، وهو قادر على أن يكفيك حاجة الناس وسؤالهم ..

ولا ننسى أن الأجر على قدر المشقة فكلمّا كَثرت المُعانة المكلّلة بالصبر ،زادت الحسنات وتضاعف الأجر. -

 

كانت أختنا في الصف السادس الابتدائي عندما بدئت معاناتها مع المرض ، بدئت تشعر بضعف

عام في صحتها ، وزاد الأمر حينما بدء يخرج الصوت من أنفها ، وتدرجت حتى

وصلت لمرحلة من الالتهابات في الصدر ولِكثرة تردّد هذه الحالة عليها جعلها تطرق

الكثير من أبواب الأطباء والمستشفيات المتنوعة ، فكان جواب كلّ من يكشف عليها : - لا شيء مريضتكم بها فقط ضعف عام -

وعلى الفور يصفون لها الفيتامينات المقويّة كعلاج لحالتها،

 

واستمر الوضع على هذه الحال ...

 

 

يُتبع بإذن الله ..

post-125640-1300869797.png

 

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

أخواتي الحبيبات أسعدني تواجدكنّ جداً ، وأسأل الله أن يتقبل دعائكنّ وأن يجعل لكنّ منه نصيباً موفوراً ..

 

أختي أم ياسر السلفية تشتاق لكِ الجنة يا حبيبة ، أسعدني تواجدك وبارك الله بكِ وبكافة أخواتي :)

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيها

رفع الله عنها البلاء وجزاها خيراً وربط على قلبها

أتابع بإذن الله

بارك الله فيكِ أختي

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
، فللأهل تأثير

كبير في تيسير الابتلاء وتهوين أثاره، أو تعسيره ومُضاعفة قسوته ..

 

معكِ حق فالأهل هم العامل الأول والأخير بعد الله سبحانه وتعالى

 

في تخفيف الألم واحتماله أو في تعسيره وعدم إحتماله

 

تابعي يا حبيبة

 

أزال الله كربها وشفاها شفاءً لا يغادر سقما

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
post-125640-1300869772.png

- الجـــزء الثاني -

post-125640-1300869785.png

 

سنحدّثكم الآن كيف اكتشفت أختنا مرضها ..

 

برغم مُلازمة الأمراض المتنوعّة لأختنا فلم يعتبرونها بالمعاناة التي تستوجب الشك بشيء أكبر مما كان يخبرهم الأطباء به ..

ولكن أدركت بأن هُناك علّة مّا عندما بدئت رجلها تُتعبها وكذلك تشعر بالتعب والارهاق الجسدي من أي مجهود بسيط تقوم بِه ،

 

وكان لأباها صديق طبيب من أيّام الدرّاسة ، أحبّ أن يستشيره ويعرض عليه حالة ابنته ، فقام بالاتصال به وبشرح تفاصيل معاناتها ،

فأخبره بأنّه يستوجب عليه إحضار ابنته المريضة كي يفحصها ليستطيع تشخيص مرضها ..

 

حين أخبر الطبيب أباها باسم المرض الذي يشكّ فيه - وهو نوع من أمراض المناعة الذاتية حيث يُهاجم الجسد نفسه-

لم تُبالي أختنا كثيراً ، فقد كانت صغيرة لا تتجاوز الرابعة عشر ،

وكانت تحمد الله بأنها ستأخذ الأدوية وستكون بخير بإذن الله .. والطريف هُنا أن الطبيب كان يتحدّث مع أبيها بالانكليزية

خوفاً عليها من صدمة الخبر ..

 

ولمزيد من الحرص ، قرّر أهلها الذهاب لطبيب آخر ليتأكّدوا من حقيقة المرض .. فكانت النتيجة تؤكّد تشخيص الطبيب الأوّل ،

وقد أجرى لها اختبار كان مؤلماً وقاسيا .. عبارة عن شحناتٍ كهربايئة تُمرر إلى جسدها ، وقد خضعت له أختنا في رحلة مرضها

مرتان والحمدلله عى كّل حال ..

 

ومن يجد هذه المعاناة أخواتي يظنّ بأن أمور الحياة الأخرى ستتأثر وتتبدّل، وخاصة ما يحتاج لنفسية مطمئنة وعزيمة وقوة تركيز ..

لكن بفضل الله وحده لا شريك له لم تجعل أختنا لمرضها حجّة بالتهاون في أمور دراستها ، بل جاهدت وثابرت ووفقها الله بأن

تكون من المتفوّقات فيها أيضاً ..

 

وهذه يا أخواتي نعمة كبيرة، فالعمل يكون متميّزاً أكثر وذو قيمة أكبر، لو كان أدائه في ظروف صعبة وحال متغيّر ..

وللأسف الكثير من أحوالنا ، ما إن تطرق الصِعاب أبوابنا تهوى عزيمتنا ونتخلى عن واجباتنا ونترك الحياة تتكدّر ،

وكذلك نوجّه تذكرة ، لكلّ من يتمتّع بصفو الحياة وراحة البال ، ما الذي يمنعك عن الإبداع والانتاج ،

فإن لم يكن عطائك على مستوى الأمّة ، فلماذا لا تجعله ينفعك ويطوّر وضعك ويجعلك لمعونة الناس لا تحتاج ..

فكم من شخص يتمنى مِثل عافيتك كي يُبدع بها ليتميّز وينعم بالابتهاج .

 

ولا ننسى حديث الرسول صلّى الله عليه وسلّم : ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ)

خلاصة حكم المحدث: صحيح الراوي: - المحدث: الزرقاني - المصدر: مختصر المقاصد

 

يُتبع بإذن الله ..

 

post-125640-1300869797.png

 

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وكذلك نوجّه تذكرة ، لكلّ من يتمتّع بصفو الحياة وراحة البال ، ما الذي يمنعك عن الإبداع والانتاج ،

فإن لم يكن عطائك على مستوى الأمّة ، فلماذا لا تجعله ينفعك ويطوّر وضعك ويجعلك لمعونة الناس لا تحتاج ..

فكم من شخص يتمنى مِثل عافيتك كي يُبدع بها ليتميّز وينعم بالابتهاج .

 

ولا ننسى حديث الرسول صلّى الله عليه وسلّم : ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ)

خلاصة حكم المحدث: صحيح الراوي: - المحدث: الزرقاني - المصدر: مختصر المقاصد]

 

جزاك الله خيرا مشرفتنا.

 

نعم التذكرة و نعم المذكرة، بوركتِ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
وكذلك نوجّه تذكرة ، لكلّ من يتمتّع بصفو الحياة وراحة البال ، ما الذي يمنعك عن الإبداع والانتاج ،

فإن لم يكن عطائك على مستوى الأمّة ، فلماذا لا تجعله ينفعك ويطوّر وضعك ويجعلك لمعونة الناس لا تحتاج ..

فكم من شخص يتمنى مِثل عافيتك كي يُبدع بها ليتميّز وينعم بالابتهاج .

 

ولا ننسى حديث الرسول صلّى الله عليه وسلّم : ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ)

خلاصة حكم المحدث: صحيح الراوي: - المحدث: الزرقاني - المصدر: مختصر المقاصد]

 

صدق الحبيب المصطفى الذي لا ينطق عن الهوى

 

اللهم لا تفتنا ولا تكلنا لأنفسنا طرفة عين

 

اللهم اجعل ما تعانيه في ميزان حسناتها واشفها شفاءً لا يغادر سقمًا

 

جزاكِ الله خير الجزاء أخيتي فإنني أحس أن في هذه القصة عبر وعظات لمن يعتبر

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
post-125640-1300869772.png

- الجـــزء الثالث -

post-125640-1300869785.png

 

سنذكر الآن كيف كانت بدايات أختنا مع الرقود في المستشفيات ..

 

أخبر الطبيب أهلها بضرورة تنويمها في المستشفى ، ورغم رجائها وتوسّلها بأن لا تذهب ولا تخضع لهذا التنويم،

أصر أهلها على تنفيذ أوامر الطبيب لأن الأمر إجباري ولا يسعهم رفضه .. فذهبو بها وأنفاسها تتصاعد من التعب والمشقّة ..

وكان الحال أن تبقى أسبوع كامل تحت الإشراف الطبّي ..

 

وتحدّثنا أختنا عن كيفية العلاج التي تعرّضت له .. فقد اضطرّت لأخذ الأكسجين الإصطناعي عبر الكمامة العادية طول فترة

إقامتها هناك ، وكذلك وُصفت لها مجموعة من الأدوية ..

 

كان الأمر مؤلم لها ، من الناحية الجسدية عامّة والناحية النفسيّة خاصة ..

فقد تمّ منع أمها من الجلوس معها حينما خضعت للعلاج في العناية المركزة ، فكانت هذه الأيّام كجبلٍ على قلبها ،

عافت الطعام ولم تُحبّه رغم محاولات الممرضات ، كانت تُنادي فقط : أريد أمِّي أريد أمي ..

وبنفس الكلمات كانت الممرضات تُسكتها : بقي القليل على حُضورها !!

من المؤلم أن تذرف دمعة ولا تجد أقرب الأقربين إلى قلبك يمسحها ،

ولكن إن استشعرنا الأُنس بالله فإنّه يُغنينا ويملأ قلوبنا بالهناء والرضا ..

 

هناك أيضًا تعرضت أختنا لاهمالٍ واضح ! إذا كانت تحكّها يدها التي رُكّب فيها المحلول الوريدي بشدّة،

فأخبرت الممرضة لتجيبها بأنه لابأس في ذلك ، لكن بعد ثلاثة أيام أُزيحَ اللاصق عن يدها كي ينزعوا الإبرة

التي توصل لجسدها المحلول الوريدي ليجدوا أن منطقة الجلد هنا قد تحسست وظهرت عليها حبوبًا سوداء ،

وذلك لعدم توفّر الهواء اللازم لتنفس الجلد .. وقد أصبحت جرحًا عميقًا فيما بعد ..

وللآن لا يزال الأثر واضحًا في يدها ، فقد بدت ذات لونٍ وجلدٍ مختلفان رغم مرور الأربعة سنوات عليها.

وما ذُكر أعلاه يصوّر لنا بداية المعاناة الحقيقة لأختنا مع هذا المرض ..

فقد نقلها لحياة جديدة تعلّمت وجرّبت فيها دروساً وعِبرا لم تكن لتعرفها يوماً مّا ،

 

 

 

يُتبع بإذن الله ..

 

post-125640-1300869797.png

 

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

جزاكنّ الله خيراً أخواتي الحبيبات على حُسن التعقيب ،

أسأل الله أن يجعلنا وإياكنّ ممن يستمعن القول فيتّبعن أحسنه ..

 

ونسأله جلّ في علاه أن يشفي مرضى المسلمين ويعافيهم من كل سوء .

 

المعذرة على التأخر في سرد الحلقات بسبب ظروفي الشخصية .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

جزاكنّ الله خيراً أخواتي الحبيبات على حُسن التعقيب ،

أسأل الله أن يجعلنا وإياكنّ ممن يستمعن القول فيتّبعن أحسنه ..

 

ونسأله جلّ في علاه أن يشفي مرضى المسلمين ويعافيهم من كل سوء .

 

المعذرة على التأخر في سرد الحلقات بسبب ظروفي الشخصية .

 

يسر الله أمورك مشرفتنا و وفقك لكل خير.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

بوركتِ ياغالية على سرد القصة :)

أثابكِ الله..

 

متابعة معكِ إن شاء الله عسى أن ننتفع،،

يسر الله أموركِ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

 

أسأل الله أن يشفيها وأن يعافيها

 

بارك الله في وقتكِ يَ حبيبة

في إنتظاركِ

( )

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

post-125640-1300869772.png

 

- الجـــزء الرابع -

 

post-125640-1300869785.png

 

مُقتطفات من أيّام المرض مع الدراسة..

 

 

عاشت أختنا الفترة الأولى من المرض بكثير من الجُهد والمعاناة ،..

 

كان عليها أن تذهب يوميًا إلى المدرسة بالباص الذي كان يبعد موقفه عن بيتها، وهذا الطريق كان يسلب طاقتها،

فكم من المرّات تعثرت أختنا على سلم الباص لأن رجلاها لم تعد تحملاها على الصعود ..

فقرّر والدها أن يوصلها ويرجعها لإدراكه مدى التعب الذي يُلمّ بها ..

 

 

وإن كان حضورها للمدرسة يومًا فقد كان غيابها أيّاماً ، حيث كانت في المرحلة المتوسطّة ..

وفي آخر سنة من هذه المرحلة كانت أختنا على موعد مع انتكاسة جديدة لمرضها كانت هي الأصعب نفسياً وجسدياً،

وممّا يصعب ذكره حينما كانت أختنا في المدرسة، و تدهورت حالتها فجأة، إذ كانت تحاول التقاط أنفاسها وحمل جسدها النحيل ..

فضاقت عليها الدنيا بما رحبت وظنّت أن الموت موعدها ، فرفعت السبابة تتشهّد ..

فلم ترى سوى موتها ، حينها تفكّرت في كلّ ما مضى ، وخُيّل إليها دموع أمّها المنسكبة من عينيها وقلبها، وكيف بِها وهي تبكيها وترثيها،

ولكن رحمة الله سًبحانه وتعالى أوسع وأكبر إذ يسّر لها من يُسعفها إلى المستشفى وهُناك أعطوها الأوكسجين اللازم لإنعاشها ..

والحمدلله مرّت هذه الانتكاسة على خير وكأنه سبحان الله قد رُدّت إليها روحها من جديد .

 

فقط كانت لحظات تفرق بين الحياة والممات، وإن أكرمنا المولى في مثل هذه اللحظات بعودة إلى الدنيا فلن نحظى بها في كلّ مرة !!

بل سنمرّ جميعاً بتلك اللحظات الفاصلة التي ننتقل فيها إلى عالم الأخرة ..

 

فالدنيا فانية فانية .. ومع هذا أغلبنا منهمكين بها ومشغولين بمصالحها، والتسابق بممتلكاتها

وتضييع كافة الوقت للتميّز والتنافس فيها ..

 

والله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز :

 

﴿ اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ

كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ

وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾

 

 

فلننتبه جميعاً أن يجرفنا تيار التفاخر في الدنيا، ولا بدّ أن نخشاه إذ أنه قريب من الجميع ، ولولاه لما اهتمّ أحد بشأن الدنيا ..

فمن تُصرّ على التميز بجمال لباسها لا تفعل ذلك إلا لتتفاخر .. ومن تصرّ على التميّز بجمال أثاثها لا تفعل ذلك إلاّ لتتفاخر ،

ومن تصرّ على مدح نفسها وإظهار محاسنها لا تفعل ذلك إلاّ لتتفاخر .. ومن تصر على ذكر حسبها ونسبها ما تفعل ذلك إلاّ لتتفاخر ..

 

فلنحذّر من التفاخر لأنه هو من يحملنا لإهمال آخرتنا وهو من يُنمّي غرورنا وهو من يُشغلنا بهذه

الدنيـــا الفــانــيـــة ..

 

 

 

أما أختنا فقد تمّ تنويمها قرابة الشهر في المستشفى ، وأُبقيت على جِهاز التنفس الاصطناعي حوالي الأسبوعين،

حتى فقدت صوتها جزيئًا .. فكان همسًا لايُسمع ولكن بفضل الله وحده لا شريك له استعادته بعدها بالتدريج ..

وهُنا أدركت أختنا أيضاً نعمة الصوت .. فالنعم لا تُدرَك قيمتها الحقيقية إلاّ بعد أن تُسلب منّا .

 

بعدها جُمّدت أول سنة لها في الثانوية لظروفها الصحية ، فكانت هذه الفترة كنقاهة لها من كلّ شيء ..

ارتاحت فيها نفسياً .. ولكن لم يدعها الوسواس الخنّاس بل بقي يحاول إشعارها بالندم والحسرة على هذا القرار .

 

ولكنها عادت بعدها بقوّة أكبر ، مع أنّه كان للغياب نصيب كبير من أيام الدارسة ،

و رغم ذلك لم تتركّ الدراسة بل بقيت وواصلت فيها حتى انتهت منها على خير ..

 

وماقدّمته أختنا يعتبر إنجاز فقد فاتها الكثير من الدروس التي لم تحضرها، وماهذا إلا توفيق من الله الحكيم الرحيم .

 

وما ذكرناه هو معاناة ذكرت لنا أختنا جزءً منها لا كلّها ، وإنّه لرحمة من الله أن أنساها إيّاه .

 

 

 

 

يُتبع بإذن الله ..

 

post-125640-1300869797.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

أخواتي الحبيبات جزاكنّ الله خير الجزاء على حُسن المتابعة وتقبّل الله دعائكنّ وجعل لكنّ منه نصيبا موفورا.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×