اذهبي الى المحتوى
استيقظت من سباتها

وقفت ببابه..

المشاركات التي تم ترشيحها

وقفت بابه

 

تتسارع ضربات قلبها

 

و يتساقط العرق من على جبينها

 

و تحدق بعينها في الباب

 

و يدها...

 

مترددة

 

خجلة..

 

ترتفع نحو الباب ثم تنخفض

 

عقلها يفكر

 

أتطرق الباب

 

أم تعود من حيث أتت و تنسى الأمر برمته

 

و قفت تفكرو تتذكر ما حدث

 

تعجبت

 

كيف فعلت ما فعلت؟!

 

كيف قويت على أن تتركه؟!

 

كيف إلتفت عنه؟!

 

دمعت عيناها حين عادت بها الذاكرة إلى الوراء

 

و تذكرت كيف كان معها وإلى جانبها

 

يفرغ عليها من الحب و الحنان

 

تذكرت كيف كان يلبي لها طلباتها من دون سؤال

 

كيف كان يفهمها من دون كلام

 

كيف كان يعينها على ما تريد من دون طلب

 

كان دائما يجيب دعاءها

 

في كل وقت و على كل حال

 

كم كانت تخطيء في حقه و يسامحها

 

كم كانت تعصيه فيحلم عليها

 

كم كانت تغضبه ثم سريعا يرضى عنها

 

كثيرا ما غفلت

 

فكان يحلم عليها

 

كم ضعفت فقواها

 

و كم مرضت فطيبها و شفاها

 

و كم حزنت فأضحكها

 

و كم أدماها الهم فخفف عنها

 

 

 

أغلقت عيناها في ألم و ندم

 

و أخذت تتسائل في حسرة

 

لماذا إلتفتت عنه ؟!

 

لماذا لم تطعه؟!

 

لماذا فرطت في حبه؟!

 

كيف لم تسمع لندائه؟!

 

كيف لم تلزم أمره ؟!

 

كيف مشت و راء نفسها الجحود التي لم ترعى حبه ووصله؟!

 

كيف تطلعت إلى حلم آخر و جنة أخرى غير جنته

 

و رغبت عنه و عن جواره؟!

 

لماذا تبدلت؟!

 

لماذا خرجت من ذاك الباب؟!

 

ذاك الباب الذي تقف أمامه الآن وحيدة مهمومة تقتلها الحسرة

 

إنها لا تصدق نفسها أنها منذ ساعات فقط كانت تظن أن خلف هذا الباب الجنة التي تريد

 

و لم تكن تعلم أن الجحيم ذاته يكمن خلفه

 

 

وأن من وراءه بحر عميق غرق فيه كل من ولجه

 

و لم ينج منه أحد

 

أنه سراب

 

لمعانه زائف

 

و كنزه قاتل

 

و ماءه حارق

 

و أنها مخدوعة بزخرفه و زينته حتى إذا ولجته كشفت حقيقة ما وراءه

 

و لكنها لم تسمع و لم تفهم

 

أرادت أن تلهو وحسب

 

خلب لبها بحر الحياة العميق المليء بالخيرات المسممة

 

و ظنت أن فيها السعادة و بالأمن و منها الراحة

 

فتمردت

 

و غرها معها حلمه

 

و أعرضت

 

و استكبرت و طغت

 

و إلى ذلك الباب الذي يفصلها عن جنتها الزائفة خطت

 

و لازالت تذكر ندائه لها و وهي تخطو نحو الباب

 

و لكنها كانت كالمسحورة

 

فأخذت تبتعد و تبتعد

 

و من الباب تقترب

 

حتى وهن في قلبها صوته

 

ووصلت إلى الباب و فتحته

 

و خرجت منه

 

و يا ليتها لم تفعل

 

و يا ليتها لم تخرج

 

بدا بحر الدنيا من حولها جميلا مزينا آخّاذا

 

بكنوزه و ذهبه و مرجانه و خيراته التي لا تنتهي

 

حتى غرها ذلك فتعمقت فيه أكثر و أكثر

 

و كلما تعمقت

 

زادت غرفا منه و من سمه الذي لم تدرك خطره في البداية

 

حتى وصلت إلى العمق البعيد

 

فشعرت بالوحشة و الوحدة

 

و بدأ السم يمزق بالألم جسدها

 

و نظرت من حولها فلم ترى إلا قروشا أفواهها مفتوحة تنتظر التهامها

 

و أصوات الصراخ تمزق آذانها

 

و الظلام بدا يخيم من حولها

 

و التيار يجرفها إلى الأسفل ليغرقها

 

بحثت عن الشاطيء في لهفة فلم تجده

 

و فتشت عن الراحة و السعادة في داخلها فوجدتها قد اختفت

 

بل الغربة و الخوف شعرت

 

فانقبضت و ندمت

 

حتى بكت و صرخت

 

أخذت تصارع و تصارع تحاول النجاة بقلبها من كل هذه الأفواه المفتوحة

 

و الوجوه العفنة

 

و الأصوات النكرة

 

تلاطمتها الأمواج و تقاذفتها

 

و هي ضعيفة لا حيلة لها

 

فبه استنجدت و على حبيبها سيدها نادت

 

و هنا تذكرت

 

يده التي كانت تربت على قلبها وبالراحة تداويها

 

ومعيته التي كانت من كل شر تنجيها

 

نادت عليه كثيرا

 

كم ابتعدت عنه

 

فمن ينقذها الآن من بعده

 

من؟

 

ازداد بكاؤها

 

و كادت تستلم للأمواج العاتية

 

لولا أن لمحت من بعيد بريق بابه يلمع وسط الظلام

 

فشعرت ببعض القوة و بصيص أمل

 

و بعد جهد جهيد و صراع عتيد تملصت من أغلالها

 

و من تلكم الأفواه التي كانت تبغي التهامها

 

و سبحت في قوى حتى وصلت إلى بابه

 

ممزقة

 

مشعثة

 

غارقة في ماء دموعها قبل ماء بحرها

 

و ببطء رسا جسدها على رمال بابه البيضاء

 

و ها هي تقف هناك عند بابه

 

لا تدري ماذا تفعل؟

 

تنزف عيناها الدم من شدة الندم

 

يعصف برأسها سؤال

 

أيسامحها؟

 

أيغفر لها؟

 

 

أسئلة تعصف بذهنها تتمنى لو تعرف إجابتها

 

و ها هي تقف بابه

 

لا تدري أتدقه لتعرف الإجابة و تتلقاها

 

أم تستدير و تعود أدراجها

 

و لكن إلى أين ستعود؟

 

 

اأأأأأه

 

 

 

آه لو لم يسامحها

 

آه لو طردها و أبعدها

 

لكنها تحبه

 

نعم هي تحبه

 

و ستطرق بابه

 

وسيقبل توبتها لأنه الحليم الغفور

 

الودو الرحيم

 

هكذا ظنت في ربها والله عند حسن ظن عبده به

 

واستغفرت وأنابت

:)

 

 

==========

 

جاء في الأثر

أنه كان في بني إسرائيل شاب

عبد الله عشرين سنة

ثم عصى الله عشرين سنة

ثم نظر في المرآة

فرأى الشيب في لحيته فساءه ذلك فقال:

اللهم اطعتك عشرين سنة

ثم عصيتك عشرين سنة

فإن رجعت إليك تقبلني؟

 

 

فهتف هاتف به يقول:

أحببتنا فأحببناك

و تركتنا فتركناك

و عصيتنا فأمهلنا

و إن عدت إلينا قبلناك

..

 

 

 

 

أقامني الله و إياكم على صراطه المستقيم

ووقانا شر الفتن ما ظهر منها و ما بطن

و جعلنا من المقبولين

و رزقنا دوام التوبة و الإنابة إليه

آمين

 

-----

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

راااااااااائعة كلماتك غاليتي

 

احسن الله اليكِ وزادك اخلاص وتميز اللهم آمين

 

استمري في الكتابة يرحمكِ الله :)

 

احبك في الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

سلمت يمينك و ما اجملها من قصة ،قصة توبة و عودة و انابة لله عز و جل الحليم الرؤف اللطيف بعبادة

 

جزاك الله خيرا جعلها الله فى ميزان حسناتك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
لنصر قادم مشاركة بتاريخ اليوم, 06:09 PM

جزاكِ الله خيرا يا حبيبة

جعلها الله في ميزان حسناتك

 

اللهم ىمين

و جزاكِ حبيبتي

ღقلــ(همســة)ـــبღ مشاركة بتاريخ اليوم, 06:53 PM

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

راااااااااائعة كلماتك غاليتي

 

احسن الله اليكِ وزادك اخلاص وتميز اللهم آمين

 

استمري في الكتابة يرحمكِ الله :)

 

أحبك الله أختي

جزاكِ الله خيرا على تشجيعك

لا تنسيني من دعاءك

 

لسلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة ،،

 

سلمت يمينك و ما اجملها من قصة ،قصة توبة و عودة و انابة لله عز و جل الحليم الرؤف اللطيف بعبادة

 

جزاك الله خيرا جعلها الله فى ميزان حسناتك

 

و عليكم السلام ورحمة الله

جزاكِ الله خيرا أختي على مرورك الطيب

لا تنسيني من دعاءك :)

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
استجاب منك ربي وجزاك خيرا أخيتي ولا حرمنا بوح قلمك المبدع

 

جزاكِ الله خيرا على كلماتك

أسعدني مرورك :)

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×