اذهبي الى المحتوى
(أم *سارة*)

مفاتح تدبر السنة والقوة في الحياة، د. خالد بن عبد الكريم اللاحم

المشاركات التي تم ترشيحها

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يقول تعالى: {ومَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }}}}}

من منطلق هذه الآية الكريمة حبيباتي في الله أحببت أن أنقل لكم كتاب مفاتح تدبر السنة والقوة في الحياة

للدكتور: خالد بن عبد الكريم اللاحم (أستاذ القرآن وعلومه، بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية)

ولكن أتمنى دخول إحدى المشرفات الحبيبات لتقول لي هل أتابع أم أن الموضوع مكرر وقد تم كتابته من قبل أم لا

فلقد بحثت في الساحة ولم أصل إلى نتيجة فهل أجد من يساعدني وجزاكم الله خير الجزاء

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

حياك الله أختي الكريمة

وجزاك الله خيرا على اختيارك الموفق لهذا الكتاب القيم,

وبارك في الشيخ الجليل على ما قدم, وأثابه عنا خيرا كثيرا

ولقد تم الحديث عن المفتاح الثالث -من هذا الكتاب- في هذا الموضوع:

وأما غير ذلك فلم أجد..

فهل تودين سرد الكتاب سردا ؟, أم تضعين لنا وبأسلوبك ما استخلصته.منه,كل مفتاح على حدة؟

تم تعديل بواسطة امة من اماء الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

كما تحبين يا حبيبة

 

إذا أردتِ أن أكتب كل كلمة في الكتاب سأكتبها بإذن الله

 

وإن أردتِ التلخيص للعشرة مفاتيح سأفعل فقد لخصت مفاتيح تدبر القرآن لنفس الشيخ في ساحة القرآن الكريم

 

أنتظر ردك يا غالية

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك, وفي همتك أختي الكريمة

ولعل ساحة السيرة النبوية العطرة,تحظى بمثل صنيعك في موضوعك الطيب ذاك..وسنكون سعيدات بالمتابعة معك

جزاك الله عنا خيرا

وزادك الله تعالى حرصا على الخير

وتسعدنا دوما مشاركاتك الهادفة

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

وبارك فيكِ وفي جهودك أمومة

 

سأبدأ بإذن الله في سرد الكتاب على مراحل حتى تسهل قرائته

 

وأسال الله أن يجعله خالصًا لوجهه الكريم وأن يجعله صدقة جارية للجميع

 

لي وللعاملين بالمنتدى من إدارة وإشراف وعضوات

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

post-186139-0-56929300-1324123806.jpg

post-186139-0-88069700-1324123849.gif

بسم الله الرحمن الرحيم.

إن الحمد لله أحمده تعالى وأستعينه وأستغفره، وأعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسوله، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.

post-186139-0-17800100-1324124207.gif

في هذه المساحة أخواتي وحبيباتي في الله سأنقل لكم كتاب:

مفاتح تدبر السنة والقوة في الحياة: للدكتور: خالد بن عبد الكريم اللاحم

جزاه الله خير الجزاء وجعله في ميزان حسناته ورزقه الإخلاص في القول والعمل..

***مقدمة***

تدبر السنة، لماذا؟

هل تدبر السنة أحد أركان الإسلام الخمسة، أو أركان الإيمان الستة، أو أنواع التوحيد الثلاثة، و أركان الصلاة أو شروطها، أو أركان الحج، أو

واجباته.... الخ، ليس واحدا مما ذكر بل هو الطريق إلى ذلك كله..

ففي سنن ابن ماجه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله وسلم يقول: "طلب العلم فريضة على كل مسلم" (1)

إن الناس قد حصل منهم تقصير فيما سبق ذكره من الأركان والشروط والواجبات وهم في هذا على نوعين:

الأول: قوم أضاعوا الطريق من أصله فصار سيرهم على غير طريق الإسلام والإيمان.

الثاني: قوم على الطريق لكن وقودهم إما قليل أو قد نفد فتوقفوا في بعض الطريق وهم يتعجبون من توقفهم، والعجب فيهم ومنهم.

وإلا كيف يتعجبون من هذا التوقف والوقود بجانبهم فلم يأخذوا منه ما يؤدي إلى تحركهم ومواصلة سيرهم والوصول إلى أعلى المراتب بدل الرضى بالدون والهوان. {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ} [لقمان: 33]

post-186139-0-17800100-1324124207.gif

إن قراءتنا للقرآن أو للسنة -إن وجدت- تمر بشئ من العجلة والرغبة في الانتهاء من واجب مفروض، سواء مفروض بأصل الشرع أو فرضه الشخص على نفسه.

ثم تجده يقفز إلى ما تهواه نفسه من برنامج أو جريدة أو مجلة يتابعها بهدف التسلية، أوبحجة فقه الواقع أو متابعة التخصص وهذا دأبه كل يوم فمتى سينتفع مثل هذا الشخص بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، لست أرفض فقه الواقع أو متابعة التخصص؛ لكن هناك أولويات وهناك أصول وقواعد، فلا يصح أن نتفقه بالواقع ما لم نفقه الأصل الذي نقيس عليه، ونحكم به على الواقع وإلا كان فهمنا قاصرا ومختلا، فيجب أولا تحصيل المقاييس والموازين والأدوات التي نحكم بها على الواقع ثم بعد ذلك نشرع في فهمه، أما الانغماس التام بمتابعة الإعلام وهجر القرآن والسنة فهو منهج خاطئ.

إن المسلمين اليوم كثير؛ لكنهم غثاء كغثاء السيل، حتى بعض من يحسبون على العمل للإسلام والسعي في نصرته لو عرضتهم على بساط الامتحان لوجدت صورا من الجهل لا ترضي، تجد الجهل بأوضح آيات القرآن الكريم، وبأهم وأعظم الأحاديث النبوية، تجد القطيعة المستديمة لهذين المصدرين العظيمين، وهذا من المفارقات العجيبة.

كيف يريد أن ينتصر للإسلام وهو بعيد الصلة عن مصدر انتصاره؟ تجده يعد نفسه من الدعاة الغيورين والبارزين المشهورين وهو ضعيف الصلة جداً بالقرآن والسنة، لا يقرأ القرآن إلا يسيرا.

أما السنة فلا يعرف منها إلا بعض الأحاديث التي يحتاجها للاستشهاد بها في كتاباته أو كلماته إن أي أمة تجيد بناء بنيتها الأساسية -أعني بناء القوة المعنوية النفسية العلمية- لكل أفرادها رجالا ونساء، أطفالا وشبابا تضمن لنفسها القوة والثبات، وتضمن لنفسها العزة والكرامة وترفع عنها الذل وتحمي خيراتها من لصوص الحضارات.

ولتحقيق هذا الأمر العظيم في حياة الأمة هذه بعض المفاتيح التي تعين على تدبر السنة وتحقيق القوة بها في الحياة، وهي المفاتيح العشرة التي ذكرتها في تدبر القرآن الكريم أذكرها هنا لأمرين:

post-186139-0-17800100-1324124207.gif

الأول: أن أنبه على أن هذه المفاتيح ليست خاصة بالقرآن الكريم بل يمكن تطبيقها أيضا على السنة النبوية، بل هي أدوات ومنهج لأي قراءة تربوية لأي كتاب، فأي قراءة تطبق عليها هذه المفاتيح أو معظمها تجد أن استفادتك مما تقرأ تكون أعلى وأقوى.

الثاني: هناك بعض الفروق في بيان هذه المفاتيح في حق السنة النبوية وهو ما أركز الحديث عليه هنا وأقتصر عليه ومن أراد التفصيل فليرجع إلى كتاب مفاتح تدبر القرآن.

هذا والله أسال أن ييسر لنا حفظ سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وأن يرزقنا الاقتباس من نور علمه وحكمته ما يحقق لنا القوة والكرامة والعزة، ويحقق لنا السعادة والطمأنينة والنجاح في الحياة، إنه سميع مجيب وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه

post-186139-0-17800100-1324124207.gif

(1) سنن بن ماجة: 1/ 82، صحيح الجامع (3913).

post-186139-0-28117700-1324124525.gif

والمفتاح الأول

تم تعديل بواسطة امة من اماء الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

إن شاء الله أتابع معكِ هذا الكلام الشيق

ونسأل الله سبحانه أن يعلمنا ويفهمنا

جزاكـِ الله خيرًا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاكِ الله خيراً أختي الحبيبة منال كامل على جهودكِ الطيبة .. جعلها الله في ميزان حسناتِكِ

متابعين معكِ بإذنِ اللهِ تعالى ..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاكِ الله خيراً أختي الحبيبة منال كامل على جهودكِ الطيبة .. جعلها الله في ميزان حسناتِكِ

متابعين معكِ بإذنِ اللهِ تعالى ..

 

 

وجزاكِ خير الجزاء أخيتي ياسمين

 

تسعدني متابعتك يا غالية

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

إن شاء الله أتابع معكِ هذا الكلام الشيق

ونسأل الله سبحانه أن يعلمنا ويفهمنا

جزاكـِ الله خيرًا

 

 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

اللهم آمين

 

وجزاكِ مثل وأكثر سيسي الحبيبة الغالية

 

تسعدني متابعتك يا حبيبة جعله الله في ميزان حسناتك

 

بإذن الله سأضع المفاتيح هنا إذا كتب الله لي العمر أيام (الأحد ـــ الأربعاء ــ الجمعة)

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

post-186139-0-36390100-1324200874.gif

***المفتاح الأول***

حب السنة.

وهو المدخل للانتفاع بالسنة في الحياة، وهو السائق والدليل إلى كنوز وخيرات هذا العلم العظيم الذي لو وعته الأمة الإسلامية لسادت العالم. ولتحصيل حب السنة طرق ثلاثة: (الدعاء ــ القراءة في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ــ القراءة عن أهمية السنة)

post-186139-0-48254000-1324200911.gif

***وإليكم تفصيل لكل طريقة***

الأول: الدعاء.

التضرع إلى الله تعالى آناء الليل وآناء النهار أن يرزقك تعظيم السنة والانتفاع بها ومن ذلك الدعاء الذي جاء في السنة نفسها.

فعن أم سلمة -رضي الله عنها- أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا صلى الصبح حين يسلم: "اللهم إني أسألك علما نافعًا، ورزقا طيبًا، وعملًا متقبلًا" (1).

والعلم بالسنة من أعلى مراتب العلم النافع ومن أرفع درجاته، وكذلك دعاء سنَّه النبي صلى الله عليه وسلم لنا خمس مرات في اليوم والليلة على الأقل.

فعن معاذ بن جبل -رضي الله عنه-: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده وقال: "يامعاذ والله إني لأحبك، فقال: أوصيك يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاة تقول اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك" (2).

والإعانة على الشئ تستلزم الإعانة على وسيلته والآلة المؤدية إليه وهو هنا (حب السنة وتذكرها وكثرة قراءتها، ومحاولة فهمها، والفرح بما يقف عليه منها).

post-186139-0-48254000-1324200911.gif

الثاني: القراءة في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم

فمن المُجرب والمُشاهد أن العيش مع أحوال النبي صلى الله عليه وسلم يبعث في نفس المسلم تعظيمه وتبجيله ومن ذلك تعظيم كلامه وتقديسه وهذا ينتج الحرص على سنته وبذل الأوقات الثمينة في تحصيلها والعمل بها.

وإن أقرب الكتب لتحقيق هذا المعنى هو القرآن الكريم متى قرأه المسلم قراءة تربوية يطبق فيها مفاتح التدبر كاملة فإنه مع مرور الوقت يحس أنه يعيش في عصره، يسمع صوته، يراه وهو يصلي، وهو يمشي، وهو يتكلم، وهو يفرح، وهو يحزن، وهو يجاهد صلى الله عليه وسلم.

فما أظن كتابًا يحقق هذا المعنى كما يحققه القرآن الكريم، قد تستفيد هذا المعنى من قراءة كتب السيرة أو كتب الشمائل لكن ما تستفيده من تصوير القرآن الكريم لأحوال النبي صلى الله عليه وسلم وأحوال آل بيته وصحابته يكون أعظم وأكبر أثرًا.

post-186139-0-48254000-1324200911.gif

الثالث: القراءة عن أهمية السنة:

وهذا يكون بالقراءة عن أخبار السلف في تعظيمهم لحديث النبي صلى الله عليه وسلم واجتهادهم في خدمته، والأخبار والقصص في هذا المجال كثيرة مشهورة، وكتب السنة والتراجم قد حفلت بالكثير من الأخبار والنماذج الحية التي تبعث في نفس المسلم الهمة لتعظيم السنة والنشاط في كتابتها وحفظها والعمل بها ونشرها والدعوة إليها.

ومن الكتب المهمة في هذا المجال كتاب: (سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبيوكتاب: (الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي وكتاب ( الرحلة في طلب الحديث للخطيب البغدادي) وكتاب: (جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر).

 

 

 

فينبغي على كل ناصح لنفسه ألا ينقطع عن القراءة في هذا الجانب لئلا يضعف تعظيمه للسنة، وتضعف قيمتها في قلبه فيزهد فيها ويهجرها، فالقراءة عن أهمية الشئ مفتاح الاهتمام به والحرص عليه (3).

post-186139-0-48254000-1324200911.gif

إن نصوص سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لو كانت عند أهل حضارة أخرى لكتبوها في المحافل والمجامع والميادين العامة، ولتغنوا بذكرها ونقشوها في بيوتهم بل في قلوبهم، إننا نراهم يتغنون بنصوص وحكم مفكريهم، التي لا تعد شيئا بالنسبة لحكمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

فيا لله العجب ما أغفلنا عن هذه الطاقة التي منحنا الله إياها فنتركها ونذهب لدراسة طرق وأساليب توليد الطاقة المعنوية عند الشرق أو الغرب فصدق علينا قول الله تعالى: {أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ} [البقرة: 61].

post-186139-0-48254000-1324200911.gif

إن حب السنة ليس دعوى تقال باللسان ويصرح بها في الخطب والكلمات، وتسطر بها صفحات الصحف وموجات الأثير، بل هي حقيقة لها علامات ومقاييس وموازين، من جاء بها صُدّق قوله وأقر على دعواه، ومن هذه العلامات: (كثرة قراءتها ومطالعة كتبها، محاولة حفظها والحزن والأسف على فوات ذلك، الفرح بمجالسها ومنتدياتها ولقاءاتها، الشوق إليها إذا طالت الغيبة عنها، تطبيقها في جميع جوانب الحياة).

post-186139-0-48254000-1324200911.gif

post-186139-0-91253400-1324200939.gif

والمفتاح الثاني

 

 

(1) مسند أحمد 5-244 ، سنن أبي داود : 1-475 ، المستدرك : 1-401 ، 3- 307

(2) مسند أحمد : 1-294 ، سنن أبي داود 1/475 ، سنن ابن ماجه 1-298، 318 ، 322

(3) وهذا الكتاب (مفاتح تدبر السنة) قدد تضمن نصوصًا مهمة تكرار قراءتها تحقق حب السنة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الحمد لله رب العالمين , استمتعنا بقراءة المقدمة التي تحث على تدبر السنة, وتعلمنا أن المفتاح الأول لتدبرها هو:حبها

وله طرق ثلاث:

  • الدعاء
  • القراءة في سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
  • القراءة عن أهمية السنة

أسأله تعالى أن ينفعنا بما علمنا..

جزاك الله خيرا أختي الحبيبة, لا حرمت الأجر والمثوبة

وننتظرك يوم الأربعاء بإذن الله تعالى للتعرف على المفتاح الثاني...

والله أسال أن ييسر لنا حفظ سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وأن يرزقنا الاقتباس من نور علمه وحكمته ما يحقق لنا القوة والكرامة والعزة، ويحقق لنا السعادة والطمأنينة والنجاح في الحياة، إنه سميع مجيب وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه

اللهم آمين

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الحمد لله رب العالمين , استمتعنا بقراءة المقدمة التي تحث على تدبر السنة, وتعلمنا أن المفتاح الأول لتدبرها هو:حبها

وله طرق ثلاث:

  • الدعاء
  • القراءة في سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
  • القراءة عن أهمية السنة

أسأله تعالى أن ينفعنا بما علمنا..

جزاك الله خيرا أختي الحبيبة, لا حرمت الأجر والمثوبة

وننتظرك يوم الأربعاء بإذن الله تعالى للتعرف على المفتاح الثاني...

والله أسال أن ييسر لنا حفظ سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وأن يرزقنا الاقتباس من نور علمه وحكمته ما يحقق لنا القوة والكرامة والعزة، ويحقق لنا السعادة والطمأنينة والنجاح في الحياة، إنه سميع مجيب وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه

اللهم آمين

 

 

 

 

 

وجزاكِ خير الجزاء يا حبيبة

 

كم تسعدني متابعتك سأبدأ بإذن الله

 

ولكن هذا المفتاح من أطول المفاتيح ويحتاج لصبر وقد اختصرت الأمثلة التي أوردها الكاتب قدر المستطاع

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

post-186139-0-54270300-1324458039.jpg

post-186139-0-99745900-1324457864_thumb.gif

المفتاح الثاني

استحضار أهداف قراءة السنة.

إن قراءة السنة النبوية يجتمع لها المقاصد نفسها التي ذكرتها لقراءة القرآن الكريم ففيها العلم وعليها العمل، وفيها مناجاة وثواب وشفاء، وبها إعلام ودعوة للناس كافة.

وهذا المفتاح ينفسم إلى ستة أهداف، كل هدف ينقسم إلى عدة مسائل

وهو من أطول مفاتيح أهمية تدبر السنة...

الأهداف هي: (العلم ـــ العمل ـــ الثواب ـــ المناجاة ـــ الشفاء ـــ الإعلام والدعوة).

post-186139-0-08567400-1324457761.gif

الهدف الأول: (العلم) وينقسم إلى عدة مسائل

المسألة الأولى: شدة الحاجة إلى علم السنة.

قال الله تعالى: ﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [النحل: 44].

وقال تعالى: ﴿كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: 151].

فالسنة تفسير للقرآن وهي المبينة لكيفية تطبيقه والعمل به، وحاجة المسلم إليها كحاجته للقرآن، إن حاجة الإنسان للسنة كحاجته لدقات قلبه؛ فمع كل نبضة من نبضات القلب هناك خاطر وتفكير إما بحق أو باطل؛ ولا سبيل للتمييز بين ذلك إلا بالعلم.

post-186139-0-08567400-1324457761.gif

لو تأملت أمور حياتك اليومية تجد أنه ما من أمر من الأمور وإلا وللقرآن والسنة فيها توجيه وتعليم سواء كان ذلك حركة جوارح أو حركة مشاعر، وفيها يتضح الفرق بين العالم والجاهل.

إن حاجتك للعلم تتزامن مع كل حركة من حركاتك اليومية التي تعد بآلاف الحركات، أنت فيها إما عالم أو جاهل؛ عالم مغتبط بعلمك قرير العين بمنة الله عليك، أو جاهل غافل تشقى ولا تدري سبب شقائك. قال الإمام أحمد: حاجة الناس إلى العلم أشد من حاجتهم إلى الطعام والشراب، ذلك أن الحاجة للطعام والشراب تكون مرة أو مرتين في اليوم بينما حاجتهم للعلم بعدد الأنفاس.

وصدق الإمام أحمد رحمه الله تعالى وهو من هو في علمه وفقهه وكثرة قراءته للقرآن الكريم ولأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، فياليتنا نفقه هذه الحقيقة وتسيطر على أفكارنا ومشاعرنا، إذ لو حصل ذلك لأمكن وضع نهاية لمشاكلنا التربوية والاجتماعية ولصلحت أحوالنا الخاصة والعامة.

post-186139-0-08567400-1324457761.gif

المسألة الثانية: مفاهيم خاطئة في طلب العلم.

لعل من أهم الأسباب التي صرفت كثيرا من الناس عن العلم بالسنة وبذل الجهد والوقت في ذلك هو مفهوم ترسخ لدى البعض وهو: أن طلب العلم - ومنه حفظ السنة - يراد به تخريج العلماء والمفتين والقضاة!! إنه حصر للعلم في نطاق محدود، وحصر له في أبواب معينة من العلم، ومجالات محدودة في الحياة.

وبعضهم ظن أن العلم كلٌ لا يتجزأ وان تبدأه بعلوم الآلة من النحو وأصول الفقه والبلاغة، وبعضهم يرى أن: حفظ السنة كل لا يتجزأ فإما أن تحفظ الكتب الستة في عدد من الدورات المكثفة أو أن تتفرج على من يحفظ وتغبطه عليه، أما أن تنـزل إلى الميدان وتبدأ الحفظ ولو بحديث واحد فهذا مالا يخطر له على بال ولا يعده من طلب العلم، والبعض يريد أن يحفظ السنة في سنة وإلا فلا، أن يحفظ خمسة آلاف حديث أو لا يحفظ شيئا.

كل هذه مفاهيم خاطئة ينبغي أن نستبعدها من تفكيرنا، وأن نستبدلها بالفهم الصحيح، والنهج السديد وهو أن: العلم يتكون من آلاف الجزئيات وأن العلماء مراتب ومستويات، وان طلب العلم يراد به النجاة والنجاح في الحياة، وان طريق طلب العلم طويل وهو يقطع على مراحل ومسافات، المهم أن تبدأ السفر، وتشرع في الرحلة ثم لا يهمك بعد هذا متى تصل أوإلى أين تصل ما دامت النية صادقة والوجهة صحيحة والمسافة المقطوعة تزيد يوما بعد يوم.

post-186139-0-08567400-1324457761.gif

المسألة الثالثة: الرحلة في طلب السنة.

لقد فقه سلفنا الصالح أهمية السنة، وأدركوا عظيم قدرها فكانوا يبذلون النفس والنفيس والغالي والرخيص في سبيل تحصيلها ولو كان ذلك كلمات معدودات، والأمثلة والصور والنماذج في هذا المجال كثيرة سطرها التاريخ بمداد من نور فبقيت منارات تشرأب إليها الأعناق ويقتدي بها السائرون اذكر هنا بعضا منها:

عن عطاء بن أبي رباح رضي الله عنه قال: خرج أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه إلى عقبة بن عامر رضي لله عنه يسأله عن حديث سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يبق أحد سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم غيره وغير عقبة.

فلما قدم إلى منزل مسلمة بن مخلد الأنصاري وهو أمير مصر فأخبره فعجل عليه فخرج إليه فعانقه ثم قال له ما جاء بك يا أبا أيوب؟ فقال: حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يبق أحد سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم غيري وغير عقبة، فابعث من يدلني على منزله، قال: فبعث معه من يدله على منزل عقبة، فأخبر عقبة فعجل فخرج إليه فعانقه، فقال ما جاء بك يا أبا أيوب؟ فقال: حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبق أحد سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم غيري وغيرك في ستر المؤمن.

قال عقبة: نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من ستر مؤمنًا في الدنيا على خزية ستره الله يوم القيامة" فقال له أبو أيوب: صدقت، ثم انصرف أبو أيوب إلى راحلته فركبها راجعًا إلى المدينة، فما أدركته جائزة مسلمة بن مخلد إلا بعريش مصر (1).

كان قصد أبي أيوب رضي الله عنه من رحلته إلى مصر أن يتأكد ويتثبت من صحة حفظه كل ذلك حرصًا على السنة وحبا لها، وكان ذلك في آخر عمره، ولعله خشي أن يموت قبل أن يتثبت من علمه..!

post-186139-0-08567400-1324457761.gif

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم -وأنا شاب- قلت لشاب من الأنصار: يافلان! هلم فلنسأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولنتعلم منهم فإنهم كثير، قال: العجب لك يابن عباس أترى الناس يحتاجون إليك وفي الأرض من ترى من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

قال: فتركت ذلك وأقبلت على المسألة وتتبع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن كنت لآتي الرجل في الحديث يبلغني أنه سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأجده قائلا، فأتوسد ردائي على بابه تسفي الريح على وجهي حتى يخرج..

فإذا خرج قال: يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لك؟ فأقول: بلغني حديث عنك أنك تحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحببت أن أسمعه منك، قال فيقول: فهلا بعثت إلي حتى أتيك، فأقول: أنا أحق أن آتيك، فكان الرجل بعد ذلك يراني وقد ذهب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم واحتاج الناس إلي فيقول كنت أعقل مني (2).

post-186139-0-08567400-1324457761.gif

وروي عن سعيد بن المسيب قال: "إن كنت لأسير ثلاثا في الحديث الواحد" (3). وقال عامر الشعبي: "لو أن رجلا سافر من أقصى الشام إلى أقصى اليمن ليسمع كلمة حكمة ما رأيت أن سفره ضاع" (4).

وعن زر بن حبيش قال: أتيت صفوان بن عسال المرادي، فقال: ما جاء بك؟ قلت: أنبط العلم ( أي استخرجه ) ، قال: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من خارج خرج من بيته في طلب العلم إلا وضعت له الملائكة أجنحتها رضا بما يصنع" (5).

وهذه الرحلات كانت قبل تدوين السنة حين كان طلب الحديث يحصل مشافهة، ثم تلتها مرحلة أخرى وهي الرحلة من أجل ضبط الكتب وتصحيحها على الشيوخ، ولا زالت حتى الآن، ووالله لأن تموت طالبًا للعلم خير من أن تموت قانعًا بالجهل..

post-186139-0-08567400-1324457761.gif

المسألة الرابعة: السنة واضحة ميسرة

إن معظم كلام النبي صلى الله عليه وسلم بَيِّن واضح, يشترك في فهمه العالم والعامي والصغير والكبير والرجل والمرأة عدا نسبة قليلة تحتاج إلى توضيح من جهة ارتباط بعضها ببعض، فتكون مخصصة أو منسوخة أو مقيدة.

وأيضا بعض الكلمات الغريبة تحتاج إلى بيان لعدم فشو استعمالها بين الناس، أما استغلاق السنة على البعض فهو بسبب عدم التدبر، وضعف الصلة بها، وقلة بل ندرة القراءة، وعدم إلقاء السمع والتركيز حين سماعها بل يسمعها بأذنه بينما قلبه في كل واد من أودية الدنيا يهيم ثم بعد ذلك يقول إن فهم السنة أمر صعب فيؤثر الانشغال بالقيل والقال على سماع السنة وتعطير المجالس بها.

post-186139-0-08567400-1324457761.gif

المسألة الخامسة: العلم بالسنة يوفر الوقت ويختصر الجهد.

إن تدبر السنة والتفقه فيها يوفر الوقت ويختصر الطريق على المربي والواعظ والخطيب إذ أنه في أي قضية يريد الحديث عنها فإنه سيجد من حكمة النبي صلى الله عليه وسلم ما يوصله إلى هدفه من أقرب الطرق وأيسرها وأسهلها وأوضحها، أما إن كانت صلته بالسنة ضعيفة فإنه سيشرق ويغرب ويهيم في أودية الكلام ويسلك طرقًا ملتوية وطويلة للوصول إلى الهدف المنشود فيطيل بذلك على السامعين ويثقل عليهم.

وقد بين هذا المعنى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في عبارة موجزة واضحة لمن عقل وتدبر فعن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقهه، فأطيلوا الصلاة وأقصروا الخطبة وإن من البيان لسحرا (6).

post-186139-0-08567400-1324457761.gif

المسألة السادسة: تدبر السنة وقاية من الانحراف الفكري

إن من يقرأ السنة بتدبر وبنية صحيحة مبتغيًا وجه الله تعالى لا وجوه الناس فإنه بإذن الله تعالى يعصم من أي انحراف فكري وخاصة إذا تربى على هذا الأمر من صغره بطريقة صحيحة.

قرأت في احد المواقع موقفًا يحكيه عن نفسه بعض المضلين فيقول: "كنت يومًا في العاصمة التونسية داخل مسجد عظيم من مساجدها، وبعد أداء فريضة الصلاة جلس الإمام وسط حلقة من المصلّين وبدأ درسه بالتّنديد والتكفير لأولئك الذين يشتمون أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) واسترسل في حديثه قائلاً: إيّاكم من الذين يتكلّمون في أعراض الصّحابة بدعوى البحث العلمي والوصول لمعرفة الحق، فأولئك عليهم لعنة الله والملائكة والنّاس أجمعين، إنهم يريدون تشكيك النّاس في دينهم، [ثم استشهد الإمام بحديث]

فقاطعه أحدُ المستبصرين كان يصحبني قائلاً: هذا الحديث غير صحيح وهو مكذوب على رسول الله! وثارت ثائرة الإمام وبعض الحاضرين والتفتوا إلينا منكرين مشمئزّين، فتداركت الموقف متلطّفاً مع الإمام وقلت له: "يا سيدي الشيخ الجليل...

post-186139-0-08567400-1324457761.gif

ثم بدأ هذا المضل يلقي بشبهاته وأباطيله إلى أن قال: "ولما عرف الإمام تأثيري في الحاضرين من خلال حفظي للأحاديث التي رويتها قال في هدوء: "نحن قرأنا على مشايخنا رحمهم الله تعالى بأنّ الفتنة نائمة فلعن الله من أيقظها" فقلت: "يا سيدي! الفتنة عمرها ما نامت، ولكنا نحن النّائمون" إلى أن قال هذا المضل: "....وبعد شهر واحدٍ كتب إليَّ رسالة لطيفة يحمد الله فيها أن هداه إلى صراطه المستقيم"؟

فهذا الموقف وأمثاله يتكرر يوميًا عبر وسائل الإعلام والاتصال -التي تطورت في عصرنا الحاضر- ويحتاج منا إلى وقفة جادة في طلب العلم النافع والتفقه في دين الله تعالى، وأن الأمر جد لا يحتمل التأخير أو التهاون والتواني، فنحن مسؤولون أمام الله عزوجل عن تقصيرنا في هذا الواجب العظيم.

post-186139-0-08567400-1324457761.gif

المسألة السابعة: السنة وفرضيات البرمجة اللغوية العصبية.

يوجد في البرمجة اللغوية العصبية عدد مما يسمى بالفرضيات وهي عندهم قواعد وأصول سلوكية نفسية يبنى عليها عدد من الإجراءات والتقنيات في هذا العلم، وحينما تستمع لمدربي البرمجة وهم يشرحون فرضياتها، أو يدافعون عنها ويجيبون عما أورد عليها من ملاحظات فإنك تتعجب وتستغرب، كيف يحاول هؤلاء التشبث بمثل هذه الفرضيات والدفاع عنها؟

مع أن عندهم أضعاف أضعاف أضعافها من حكم وقواعد موجودة في السنة النبوية تظهر لمن قرأها وتدبرها وأطال الوقوف عند حكمها، إن مثل هذا التمسك والاعتداد والفرح بهذه الفرضيات يقبل من أولئك الذين لا يعرفون القرآن ولم يطلعوا على سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، لأن هذا منتهى علمهم وهم يحسبون بما قرروه أنهم حازوا سبقًا علميًا واكتشفوا أدوات لم تكن موجودة في هذا الوجود.

فيحسن بالمشتغلين بهذا العلم أن يعطوا من وقتهم القدر الكافي لتدبر السنة والتأمل في مضمونها إذ إنهم لو فعلوا ذلك لوجدوا ضالتهم المنشودة ولاستغنوا بما عندهم عما عند غيرهم، ولعلموا أن ما يسعون لتحقيقه من تغيير وتطوير موجود في السنة النبوية.

post-186139-0-08567400-1324457761.gif

المسألة الثامنة: مشهد من الواقع.

في أحد المساجد النشيطة قرأت لوحة رسم فيها خطة لمشروع تربوي يحتضن الناشئة في المرحلة الابتدائية، وكان البرنامج يحتوي على أنشطة متنوعة للطلاب منها: حفظ القرآن، ومذاكرة الكتب المدرسية، والترفيه، وغيرها، والذي استوقفني في الإعلان هو أن البرنامج يشمل دورات يلقيها عدد من المتخصصين في التربية وعلم النفس لتعليم الآباء والأمهات كيف يربون أبناءهم ويتعاملون معهم؟

فقلت: هل وصلت التبعية التربوية للغرب حتى إلى المساجد، إن كان أهل القرآن والسنة لا يستطيعون أن يعرفوا كيف يربون أبناءهم ويتعاملون معهم إلا بمساعدة المؤهلين في تلك العلوم من جامعات شرقية أو غربية؟ إذا ما أثر القرآن والسنة في حياتهم؟

أين هم من سنة المربي الأول صلى الله عليه وسلم؟ الذي استطاع تكوين خير جيل عرفه التاريخ، أين هم من خبراته وتجاربه ومن قواعده وهديه؟ إن كان المراد أن هؤلاء جمعوا بين التخصص في القرآن والسنة وبين العلوم التربوية والنفسية وسيكون طرحهم بواجهة القرآن والسنة وتحت لوائهما فحسن، أما إن كانت الأخرى وهو الواقع والمشاهد فلا.

post-186139-0-08567400-1324457761.gif

المسألة التاسعة: الاستيراد والتصدير الفكري.

إن من مظاهر الانهزامية والتبعية في وقتنا الحاضر هو ذلك الاستيراد الثقافي الذي نشط في السنوات الأخيرة نشاطا ملحوظا واتخذ قوالب مختلفة منها ترجمة الكتب ومنها دورات التطوير والتغيير كلها ينتهي إسنادها إلى الحضارة الغربية ومقطوعة الإسناد عن القرآن والسنة.

إن التبعية الفكرية للحضارات القوية في العالم انهزامية غير مقبولة مهما كان المبرر والواجهة التي تغلف بها والجسر الذي تعبر فوقه إلى ثقافتنا وحضارتنا.

إن لكل حضارة جانبين معنوي ومادي وهما ممتزجان بشكل يصعب الفك بينهما وإن بينهما خيط رفيع لا يراه إلا المبصرون ممن تدبر القرآن والسنة، إننا بهذا الاستيراد نعمق في نفوس الناس وخاصة الجيل الجديد التبعية لتلك الأمم شئنا أم أبينا وسنظل نغرس الضعف والانهزامية دون أن نحاول الخروج وتحقيق النصر والعزة. إن على المثقفين من المسلمين أن ينتقلوا من مرحلة الاستيراد إلى التصدير..

إن المناخ الآن مناسب والمنافسة مفقودة حيث تعاني الحضارات اليوم من فراغ نفسي شديد وهي بأمس الحاجة لأن ترى حضارة الإسلام بثوب عصري يجيب على كل تساؤلات الحياة إجابات مقنعة ويربط القرآن والسنة بكل دقائق الحياة في كافة الجوانب.

post-186139-0-08567400-1324457761.gif

المسألة العاشرة: الوقود الذي يطلق القدرات.

إن السنة النبوية لمن فتح الله تعالى له أبوابها هي المنطلق لإطلاق قدرات الإنسان وهي الوقود الذي يولد الحماس والنشاط والطاقة والإبداع.

قال ابن القيم: "وما ظنك بمن إذا غاب عنك هديه وما جاء به طرفة عين فسد قلبك، ولكن لا يحس بهذا إلا قلب حي وما لجرح بميت إيلام، وإذا كانت السعادة معلقة بهديه صلى الله عليه وسلم فيجب على كل من أحب نجاة نفسه أن يعرف هديه وسيرته وشأنه ما يخرج به عن خطة الجاهلين، والناس في هذا بين مستقل ومستكثر ومحروم والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم (7)

إن نشر السنة بين الناس وتدبرهم لها يسهم بشكل كبير في تربية النفوس وتهذيب الأخلاق ونتيجة لذلك تقل المشاكل والمخالفات والجرائم، ويوجد الجد في الحياة والالتزام في أداء الواجبات دون حاجة إلى أجهزة مراقبة أو حراسة أو إدارات متابعة فهناك رقابة داخلية تعمل على مدار الساعة فإذا تحقق هذا فانظر ماذا يترتب عليه من مصالح عظيمة.

post-186139-0-08567400-1324457761.gif

المسألة الحادية عشرة: مقاومة تغيير المناهج.

يبنغي للمسلمين ألا يستسلموا لمن أراد تغيير مناهجهم وتقليصها، لكن لا يضيع وقتهم في الدفاع وينشغلوا به عن البناء حتى يغلبوا ويسقطوا، بل عليهم أن يبحثوا عن البدائل والحلول التي يقاومون بها هذا التغيير ويكفل للناشئة استمرار اتصالهم بالقرآن والسنة صلة صحيحة قوية محكمة، وبتلقائية وسهولة وهو ما يحققه مشروع تدبر القرآن والسنة بإذن الله تعالى.

post-186139-0-08567400-1324457761.gif

المسألة الثانية عشرة: تدبر السنة اجتماع الكلمة وتوحيد الصف:

إن بعض الناس لا يعرف السنة إلا عندما يريد أن يجادل أو يخاصم فتراه يفتش في كتبها بحثًا عما يقوي حجته ويشهد لرأيه وما عدا ذلك من أيام حياته فلا صلة له بالسنة فلا يفتش فيها بحثا عن أسباب نجاته وإصلاح نفسه وتزكية قلبه ، قد غاب عن ذهنه الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم والتأسي به في شأنه كله.

فمثل هذا النوع من الناس هو الذي يزرع الخلاف والشقاق بين المسلمين ، وينشر الآراء الشاذة والمناهج المنحرفة سواء كان ذلك بحسن نية أو عدمها النتيجة واحدة، أما حين يوجد تدبر للسنة عند أفراد الأمة، يبدأ الجميع بتدبرها من الصغر وبنية صادقة ومنهج صحيح فإننا بإذن الله تعالى نأمن وجود هذه البذور الفاسدة في صفوفنا فتصفو الحياة وتجتمع الكلمة.

وحتى لو وجد خلاف على بعض المسائل فإن القلوب صافية والنيات صادقة، فهذه وسيلة سهلة ميسرة في متناول الجميع منحنا الله إياها فلم لا نوظفها لتحقيق الخير وجمع الكلمة.

وهذا الهدف يعتبر من أهم أهداف المفتاح الثاني، وسيتبع بإذن ببقية أهداف هذا المفتاح

 

post-186139-0-32237500-1324457887.gif

 

 

 

 

(1) مسند أحمد 4- 159، مصنف عبد الرزاق 10-228 ، جامع بيان العلم وفضله 1-102

(2) جامع بيان العلم وفضله 1-103

(3) تذكرة الحفاظ 1-52 ، جامع بيان العلم وفضله: 1-113

(4) جامع بيان العلم وفضله 1-114

(5) سنن ابن ماجه 1- 131

(6) مسند أحمد 1-440 ، صحيح مسلم 2-594 ، صحيح ابن خزيمة 2- 142

(7) مختصر زاد المعاد: 13

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

هناك بعض النقاط لم يذكرها الكاتب لأنه ذكرها في مفاتيح تدبر القرآن وهذا هو الرابط لمن أرادت أن ترجع إليه

 

https://akhawat.islamway.net/forum/index.php?showtopic=267941&pid=3097653&st=0&

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ولكن هذا المفتاح من أطول المفاتيح ويحتاج لصبر وقد اختصرت الأمثلة التي أوردها الكاتب قدر المستطاع

جميل أختنا الحبيبة , ما نقلته يمينك , فيه الكثير من الفوائد , واستجلى العديد من المسائل, ولا غرو أنه احتاج إلى بسط,..

وهذا أمتعنا واستفدنا منه كثيرا

فجزاك الله خيرا على هذا الجهد المبذول

ونتابع معك بإذن الله تعالى

تم تعديل بواسطة امة من اماء الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

جزاكِ الله خيرًا على المجهود الرائع

نقاط مهمة جدًا

هل وصلت التبعية التربوية للغرب حتى إلى المساجد، إن كان أهل القرآن والسنة لا يستطيعون أن يعرفوا كيف يربون أبناءهم ويتعاملون معهم إلا بمساعدة المؤهلين في تلك العلوم من جامعات شرقية أو غربية؟ إذا ما أثر القرآن والسنة في حياتهم؟

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ولكن هذا المفتاح من أطول المفاتيح ويحتاج لصبر وقد اختصرت الأمثلة التي أوردها الكاتب قدر المستطاع

جميل أختنا الحبيبة , ما نقلته يمينك , فيه الكثير من الفوائد , واستجلى العديد من المسائل, ولا غرو أنه احتاج إلى بسط,..

وهذا أمتعنا واستفدنا منه كثيرا

فجزاك الله خيرا على هذا الجهد المبذول

ونتابع معك بإذن الله تعالى

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وجزاكِ خير الجزاء يا حبيبة

متابعتكم تسعدني وأحس بالأنس بتواجدكم فما أجمل الردود أثناء المتابعة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

جزاكِ الله خيرًا على المجهود الرائع

نقاط مهمة جدًا

هل وصلت التبعية التربوية للغرب حتى إلى المساجد، إن كان أهل القرآن والسنة لا يستطيعون أن يعرفوا كيف يربون أبناءهم ويتعاملون معهم إلا بمساعدة المؤهلين في تلك العلوم من جامعات شرقية أو غربية؟ إذا ما أثر القرآن والسنة في حياتهم؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وجزاكِ خير الجزاء سيسي الحبيبة

ما وصلت له الأمة الآن من ضعف وفساد بسبب تبعيتها للغرب وبعدها عن دين الله القويم وسنة حبيبنا الهادي البشير عليه الصلاة والسلام

الله المستعان أسأله أن يرد الأمة جمعاء لدينها الحق ويصلح أحوالنا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

post-186139-0-13966500-1324620019.jpg

post-186139-0-03176100-1324619746_thumb.gif

وبه نستعين

أتابع بعون الله وفضله بقية الأهداف للمفتاح الثاني

الهدف الثاني: العمل

إن وجود هذا الهدف عند كل مسلم من أقوى الدوافع للعناية بالسنة والإقبال عليها والاشتغال بها، والحرص عليها، فمتى علم المسلم أن في السنة ما يحقق له النجاة والحياة الطيبة، وما يجيبه على التساؤلات اليومية التي تمر به، وما يعينه على التعايش مع الواقع الذي يعيش به، وما يكشف له الجواب الصحيح في كل موقف يتعرض له، وما يؤمن له المستقبل في الحياة الآخرة فإنه يحرص عليها أشد الحرص، ويقدرها حق قدرها ويوليها اهتمامًا بالغًا وعناية خاصة.

post-186139-0-48119800-1324620334.gif

المسألة الأولى: حرص السلف على العمل بالسنة.

لقد فقه سلفنا الصالح هذا الهدف فقرنوا العلم بالعمل وتواصوا به وأكدوا عليه دائما، فلم يكن حظهم من السنة الرواية، بل قرنوا الرواية بالدارية والربط بشؤون الحياة كلها، وأورد هنا بعض النماذج لبيان هذا الجانب المشرق في حياة الصحابة -رضي الله عنهم- شحذًا للهمم للتأسي بهم، والسير في طريقهم:

عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: "لست تاركا شيئا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل به إلا عملت به، وإني أخشى إن تركت شيئا من أمره أن أزيغ". (1)

عن عمر رضي الله عنه: "أنه جاء إلى الحجر الأسود فقبله فقال إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا أني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك" (2)

post-186139-0-48119800-1324620334.gif

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: بينما نحن نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال رجل من القوم: "الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيرا ،وسبحان الله بكرة وأصيلا" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من القائل كلمة كذا وكذا؟" قال رجل من القوم: "أنا يا رسول الله" قال: "عجبت لها، فتحت لها أبواب السماء" قال ابن عمر رضي الله عنهما: "فما تركتهن منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك". (3)

والنصوص في هذا الباب عن الصحابة والتابعين وأئمة الفقه كثيرة كلها تؤكد هذا المعنى وتهيج النفوس إليه ، وتبرز هذا الجانب المهم من حياة المسلم في تعامله مع سنة النبي صلى الله عليه وسلم.

post-186139-0-48119800-1324620334.gif

المسألة الثانية: مراتب اتباع السنة.

مراتب اتباع السنة أربع: (سماع الحديث أو قراءته والتأكد من صحته ــ حفظ لفظ الحديث ــ فقه الحديث وحفظ معانيه ــ العمل والتنفيذ). هذه مراتب اتباع السنة، فأولا تسمع الحديث أو تقرأه، ثم تحفظه، ثم تتفكر في معانيه وتتدبره وتتأكد من فقهك له بسؤال أهل العلم أو بالسماع أو بالقراءة، ثم تنطلق للعمل مباشرة بما سمعته عن الرسول صلى الله عليه وسلم دون تأخير أو توان.

post-186139-0-48119800-1324620334.gif

المسألة الثالثة: التربية والتدريب على العمل بالسنة.

إن العمل بالسنة وتطبيقها يحتاج إلى التدرج في التطبيق شيئا فشيئا، وينبغي أن يبدأ ذلك في وقت مبكر منذ سنوات الطفولة الأولى بحيث يتسع الوقت للبناء، وتوجد مساحة كافية للتدريب والتكرار حتى ترسخ العادات التربوية الجيدة.

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: "حافظوا على أبنائكم في الصلاة وعودوهم الخير فإن الخير عادة". (4)

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "تعودوا الخير عادة، وإياكم وعادة السواف من سوف إلى سوف". (5)

وعن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قال: "عودوا أنفسكم الخير؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الخير عادة، والشر لجاجة، ومن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين". (6)

إن كل عمل دلنا عليه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حري بنا أن نعود أنفسنا عليه، وكل عمل من هذه الأعمال له مستويات ودرجات و يؤخذ بالتدريج يوما بعد يوم، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، ولا نظن أن ما نسمع عن السلف من اجتهاد في الأعمال الصالحة جاء طفرة وفجأة إنما جاء بالتدريج والتربية والتعويد سواء كان في تربية الإنسان لنفسه أو تربية المربي لغيره..

post-186139-0-48119800-1324620334.gif

الهدف الثالث: الثواب.

كل نص من القرآن والسنة ورد فيه فضل العلم والحث عليه فإن حفظ السنة وقرائتها وتدبرها يدخل فيه دخولا أوليا وهناك نصوص خاصة في الحث على حفظ السنة وتبليغها إلى الناس، وهذا طرف مما ورد في هذا الباب من النوعين:

قال الله تعالى: ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾ [المجادلة: 11].

وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "نضر الله امرءً سمع منا شيئا فبلغه كما سمعه فرب مبلغ أوعى من سامع". (7)

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علما علمه ونشره، وولدا صالحا تركه أو مصحفا ورثه، أو مسجدا بناه أو بيتا لابن السبيل بناه، أو نهرا أجراه أو صدقه أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه بعد موته". (8)

وقال الشافعي: "طلب العلم أفضل من صلاة النافلة". وقال: "من أراد الدنيا فعليه بالعلم ومن أراد الآخرة فعليه بالعلم". وقال: "من لا يحب العلم فلا خير فيه فلا يكن بينك وبينه معرفة ولا صداقة". وقال: "إن لم يكن الفقهاء العاملون أولياء الله فليس لله ولي" وقال: "من تعلم القرآن عظمت قيمته، ومن نظر في الفقه نبل قدره، ومن نظر في اللغة رق طبعه، ومن نظر في الحساب جزل رأيه، ومن كتب الحديث قويت حجته ومن لم يصن نفسه لم ينفعه علمه" (9)

والنصوص في هذا الباب كثيرة كلها تحث وترغب في التوجه لطلب العلم النافع ونشره وتبليغه للناس.

post-186139-0-48119800-1324620334.gif

الهدف الرابع: المناجاة.

تضمنت السنة عددا من الأدعية والأذكار التي يناجي بها العبد ربه، وهي ألفاظ عظيمة حملت معاني جليلة من حفظها وذكر الله بها أو دعا بها عظمت منزلته وارتفعت مكانته وقضيت حاجته وصار من أولياء الله المتقين الذين:

﴿تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلا تَخَافُوا وَلاتَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ* نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ﴾ [فصلت: 30، 31].

ومن المناجاة بالسنة أن تتذكر وأنت تكتب السنة أو تحفظها أن الله يراك ويسمعك، ويبارك عملك ويحب ذلك منك، وأنه يمدحك ويعطيك فاجتهد في قراءة السنة، وكن سخيا في بذل الوقت والجهد في حفظها والعمل بها ونشرها بين الناس ما استطعت إلى ذلك سبيلا فإنك بأعلى المراتب وأفضل المنازل.

post-186139-0-48119800-1324620334.gif

الهدف الخامس: الشفاء.

إن العيش مع السنة يحول حياتك إلى روضة من رياض الجنة تحس خلالها بالرضى والطمأنينة والسكينة، وتحس بوضوح الرؤية لأمور الحياة فتنجو من جحيم التردد والتذبذب والشك وتسلم من الانحراف عن الصراط المستقيم.

والشفاء بالسنة نوعان: (شفاء علمي معنوي نفسي، وشفاء حسي بدني) وتحصيل هذين الشفاءين يكون بأمرين:

الأول: بتدبر السنة على أسس صحيحة.

الثاني: الدعاء بالسنة أوالرقية بها.

أما الأول: فهو موضوع الكتاب، ومن أهم المفاتيح العملية المحققة للشفاء بالسنة المفتاح السادس وهو الحفظ التربوي للسنة ، وبدونه فإن الشفاء بالسنة يكون محدودًا وأثره ضعيف.

وأما الثاني: وهو الدعاء بالسنة والرقية بها، فقد جاء بيانه في عدد من الأحاديث وهي معروفة معلومة منها:

عن عائشة رضي الله عنها: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعوذ بعض أهله يمسح بيده اليمنى" ويقول: "اللهم رب الناس أذهب الباس اشفه وأنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقماً". (10)

عن عثمان بن أبي العاص: "أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعًا يجده في جسده منذ أسلم" فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل باسم الله ثلاثا وقل سبع مرات أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر". (11)

وغيرها من الرقى النبوية التي يوقن المسلم بأثرها العظيم في تحقيق الشفاء ودفع البلاء، كما يؤمن بقضاء الله وتدبيره وبحكمته وعلمه إن تأخر الشفاء وأن ما قضاه الله وقدره لعبده هو خير له على كل حال.

post-186139-0-48119800-1324620334.gif

والأمثلة والنماذج على حصول الشفاء بالسنة على مر العصور لا حصر لها وإنما أذكر هنا أربعة نماذج في الشفاء العلمي من أجل التوضيح وتأكيد هذا المعنى وتقريبه للنفوس:

المثال الأول:

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: "دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم المسجد فإذا هو برجل من الأنصار يقال له: أبو أمامة، فقال: يا أبا أمامة ما لي أراك جالسا في المسجد في غير وقت الصلاة؟" قال هموم لزمتني وديون يارسول الله قال: "أفلا أعلمك كلامًا إذا أنت قلته أذهب الله همك وقضى عنك دينك؟" قال بلى يارسول الله، قال: "قل إذا أصبحت وإذا أمسيت اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال" قال: "ففعلت ذلك فأذهب الله همي وقضى عني ديني" (12).

المثال الثاني:

عن أبي سلمة رضي الله عنه قال: "لقد كنت أرى الرؤيا فتمرضني حتى سمعت أبا قتادة يقول وأنا كنت أرى الرؤيا تمرضني، حتى سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "الرؤيا الحسنة من الله فإذا رأى أحدكم ما يحب فلا يحدث به إلا من يحب، وإذا رأى ما يكره فليتعوذ بالله من شرها ومن شر الشيطان وليتفل ثلاثاً، ولا يحدث بها أحدًا فإنها لن تضره". (13).

post-186139-0-48119800-1324620334.gif

المثال الثالث:

قال عبد الله بن وهب صاحب مالك: "وكان أول أمري في العبادة قبل طلب العلم ولع مني الشيطان في ذكر عيسى بن مريم كيف خلقه الله عزوجل ونحو هذا؟ فشكوت إلى شيخ فقال لي: ابن وهب؟ قلت: نعم، قال: اطلب العلم فكان سبب طلبي العلم" (14).

المثال الرابع:

وكانت بعض الصالحات يضيق صدرها وتحزن كلما جاءها الحيض أسفًا على فوات الأعمال الصالحة التي كانت تواظب عليها وخاصة في رمضان، فلما سمعت بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا مرض العبد أو سافر كتب له ما كان يعمل صحيحا مقيما" (15) علمت أنه يكتب لها ثواب نيتها الصادقة حال العذر ففرحت بذلك وزال عنها ضيق الصدر والهم، وسكنت نفسها واطمأن قلبها إلى رحمة الله تعالى وسعة فضله.

post-186139-0-48119800-1324620334.gif

الهدف السادس: الإعلام والدعوة.

هذا الهدف من أهم المقاصد التي ينبغي للمسلم أن يحمل همها وأن يحرص على تحقيقها فيمن حوله، فيحصل التواصي بين الجميع باتباع السنة والعمل بها لتصلح النفوس وتحيى القلوب فتصلح الأحوال وتصفو الحياة.

لقد حرص النبي صلى الله عليه وسلم على غرس هذا المعنى في النفوس وأكد عليه في كل مناسبة، فمن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "نضر الله إمرء سمع منا حديثًا فحفظه حتى يبلغه، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورب حامل فقه ليس بفقيه". (16)

ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "ليبلغ الشاهد الغائب فإن الشاهد عسى أن يبلغ من هو أوعى منه" (17).

وأيضا فإن كل نص من القرآن والسنة جاء فيه ذكر الدعوة والتبليغ والوعظ والبيان فإنه يشمل أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأحواله في جميع أمور الحياة.

post-186139-0-48119800-1324620334.gif

ومن الأمور المهمة التي ينبغي التنبيه عليها في هذا المقام أن يكون تبليغ السنة مسندًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم معزوا إليه قدر الاستطاعة، لأن هذا أبلغ في التأثير وأقوى في الحجة، فهناك فرق كبير بين أن تقول: "لا تشرب بشمالك" وأن تقول له: "هل سمعت بقول النبي صلى الله عليه وسلم ....." فقط خبرًا لا أمرًا ولا زجرًا.

فالناس بأمس الحاجة لأن يسمعوا كلام الله، وأن يسمعوا كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس كلام فلان أو علان، فأنت بهذه الطريقة تجعله يسلم ويذعن احترامًا للنبي صلى الله عليه وسلم، لأنك بهذه الطريقة أرسلت له رسالة خفية مفادها: "أن الذي يريد ذلك منك هو الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، وليس أنت" فيفهم قصدك ومرادك وأنها ليست مسألة شخصية او انتقاص له.

فكلما وجد في الأمة حفظ السنة ووجد إذاعتها ونشرها بين الناس في كل موقف يحتاج إليها فيه فإن هذا من أقوى الأسباب في الإصلاح والتغيير، فما وجدت النقائص وكثر التفريط والتقصير إلا لما غابت السنة عن واقع الحياة وإلا لو ملئت مجالسنا وملتقياتنا ومساجدنا ومدارسنا بنصوص القرآن والسنة وبآلية تامة لكان لواقعنا شأن آخر غير الذي نعيشه اليوم.

مع المفتاح الثالث نستأنف بإذن الله

post-186139-0-79735600-1324624846.gif

 

 

 

 

 

 

 

 

 

(1) مسند أحمد 1/167

(2) صحيح البخاري 2/579، صحيح مسلم 2/925 ، سنن أبي داود 1/477 ، مسند أحمد 1/197

(3) مسند أحمد: 2-14، صحيح مسلم: 1-420، سنن أبي داود: 1-502، سنن النسائي: 3-364

(4) شعب الإيمان: 9 - 236

(5) المعجم الكبير:7 - 386 ، شعب الإيمان: 7 – 386

(6) مسند الشاميين:3 – 250

(7) سنن أبي داود 2-346 ، سنن الترمذي5-23 سنن ابن ماجه 1-84

(8) سنن ابن ماجه 1-88 ، وسنن البيهقي 3-247 ، وصحيح ابن خزيمة 4-121

(9) المجموع شرح المهذب 1-43

(10) صحيح البخاري 5- 2168

(11) صحيح مسلم 4/1728

(12) سنن أبي داود 1-484

(13) صحيح البخاري 6-2582 ، صحيح مسلم 4-1771

(14) جامع بيان العلم وفضله 1-83

(15) صحيح البخاري 3-1092

(16) سنن أبي داود 2-346 ، سنن الترمذي 5-33 ، سنن ابن ماجه 1-84

(17) صحيح البخاري 1-37 ، 51 ، صحيح مسلم 2-287 ، 3-1305

تم تعديل بواسطة منال كامل

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاكِ الله خير منال الحبيبة

لم انتبه لهذا الموضوع القيم

رائع يا حبيبة

واصلي بأذن الله متابعة معكِ

إن بعض الناس لا يعرف السنة إلا عندما يريد أن يجادل أو يخاصم فتراه يفتش في كتبها بحثًا عما يقوي حجته ويشهد لرأيه وما عدا ذلك من أيام حياته فلا صلة له بالسنة فلا يفتش فيها بحثا عن أسباب نجاته وإصلاح نفسه وتزكية قلبه ، قد غاب عن ذهنه الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم والتأسي به في شأنه كله.

سبحان الله

حقاً يوجد منهم الكثير

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فكلما وجد في الأمة حفظ السنة ووجد إذاعتها ونشرها بين الناس في كل موقف يحتاج إليها فيه فإن هذا من أقوى الأسباب في الإصلاح والتغيير، فما وجدت النقائص وكثر التفريط والتقصير إلا لما غابت السنة عن واقع الحياة وإلا لو ملئت مجالسنا وملتقياتنا ومساجدنا ومدارسنا بنصوص القرآن والسنة وبآلية تامة لكان لواقعنا شأن آخر غير الذي نعيشه اليوم.

صحيح , ولو وجدنا صدى ما نقرأه من سيرة نبينا صلى الله عليه وسلم واقعا, لاختلف حالنا كثيرا ..

عسى هذه المفاتح تفتح لنا آفاقا في واقعنا المعيش

بوركت أختنا الحبيبة

ونتابع معك بإذن الله تعالى

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاكِ الله خير منال الحبيبة

لم انتبه لهذا الموضوع القيم

رائع يا حبيبة

واصلي بأذن الله متابعة معكِ

إن بعض الناس لا يعرف السنة إلا عندما يريد أن يجادل أو يخاصم فتراه يفتش في كتبها بحثًا عما يقوي حجته ويشهد لرأيه وما عدا ذلك من أيام حياته فلا صلة له بالسنة فلا يفتش فيها بحثا عن أسباب نجاته وإصلاح نفسه وتزكية قلبه ، قد غاب عن ذهنه الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم والتأسي به في شأنه كله.

سبحان الله

حقاً يوجد منهم الكثير

وجزاكِ خير الجزاء راما الحبيبة

أسأل الله ألا نكون منهم وأن يكون جل عملنا على كتاب الله وهدي رسول الله عليه وعلى آله الصلاة والسلام

وأن يجعلنا ممن يتأسون في كل قول وعمل

أسعدني مرورك العطر يا حبيبة وتسعدني متابعتك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فكلما وجد في الأمة حفظ السنة ووجد إذاعتها ونشرها بين الناس في كل موقف يحتاج إليها فيه فإن هذا من أقوى الأسباب في الإصلاح والتغيير، فما وجدت النقائص وكثر التفريط والتقصير إلا لما غابت السنة عن واقع الحياة وإلا لو ملئت مجالسنا وملتقياتنا ومساجدنا ومدارسنا بنصوص القرآن والسنة وبآلية تامة لكان لواقعنا شأن آخر غير الذي نعيشه اليوم.

صحيح , ولو وجدنا صدى ما نقرأه من سيرة نبينا صلى الله عليه وسلم واقعا, لاختلف حالنا كثيرا ..

عسى هذه المفاتح تفتح لنا آفاقا في واقعنا المعيش

بوركت أختنا الحبيبة

ونتابع معك بإذن الله تعالى

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وبارك فيكِ أمومة

بإذن الله يا حبيبة أسأل الله أن يكون شاهدًا لنا لا علينا

رب ما يحرمني من مرورك العطر

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

post-186139-0-59284900-1324806360.jpg

post-186139-0-11262100-1324806290.gif

post-186139-0-26294000-1324806314_thumb.gif

المفتاح الثالث: التركيز

 

 

 

***التركيز***

كان المفتاح الثالث بالنسبة لقراءة القرآن هو قراءته في صلاة، والقرآن هو الكلام الوحيد الذي يشرع له هذا الحكم وما عداه من الكلام فلم تشرع قراءته في صلاة، إلا أنه يمكن الاستفادة من تقنيات التركيز التي تحققها القراءة في صلاة، ومنها:

post-186139-0-17262100-1324806626.gif

1- تركيز القلب:

أي تركيز التفكير على الهدف الذي تريد وهو فهم نصوص السنة واستحضارها بعمق، بمعنى أن تكون واعيًا لما تقرأ؟ فتتذكر أنك تقرأ كلامًا مقدسًا محترمًا ملزمًا بفقهه والعمل بما فيه فتكون في كامل وعيك حين القراءة.

2- تركيز العين:

أي تثبيت النظر إلى الكتاب الذي تقرأ فيه، وإن كنت تقرأ حفظًا فتركيز العين على نقطة معينة أو تغميض العينين ليكون أقوى في التركيز.

3- تركيز اللسان:

بمعنى أن تمنع نفسك عن الكلام بغير السنة أثناء القراءة إلى أن ينتهي الوقت المخصص لها فلا تسمح لأحد أن يقاطعك ولا تجيب سائلا ولا تتدخل فيما حولك.

post-186139-0-17262100-1324806626.gif

4- تركيز الوجه:

أي تثبيته إلى جهة محددة وفي هذا إعانة على التركيز على ما يقرأ.

5- تركيز اليدين:

أي كفهما عن الحركة فلا تسمح لنفسك أن تتحرك بأي حركة خارج ما أنت فيه من قراءة السنة فلا تجيب جوالا ولا تفتح درجا أو بابا إلا ما دعت الحاجة إليه.

post-186139-0-17262100-1324806626.gif

6- الوقوف:

من المعلوم العلاقة بين القوة البدنية والقوة الذهنية للإنسان يدل على ذلك ماجاء عن أبي ذر رضي الله عنه أنه كان يسقى على حوض له فجاء قوم فقال: "أيكم يورد على أبي ذر ويحتسب شعرات من رأسه" فقال رجل أنا فجاء الرجل فأورد عليه الحوض فدقه وكان أبو ذر قائمًا فجلس ثم اضطجع فقيل له يا أبا ذر لم جلست ثم اضطجعت؟ فقال: "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا: (إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس فان ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع) (1)

فالمقصود إضعاف القوة الذهنية حتى يزول المؤثر ومن مفهوم المقابلة لهذا الحديث فإن الجلوس أعون على الفهم من الاضطجاع، والوقوف أعون من الجلوس.

فهذه ستة أمور تفيد في تحقيق مستوى أعلى من التركيز وبالتالي الفقه والفهم فتطبيقها مع بقية المفاتيح الأخرى يساعد جدا على تدبر السنة والغوص في معانيها والوقوف على أسرارها وخفاياها.

post-186139-0-58749800-1324806337.gif

والمفتاح الرابع

 

 

 

(1) مسند أحمد 5-152، سنن أبي داود 2-664

تم تعديل بواسطة منال كامل

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

اللهم بارك,..

جزاك الله خيرا حبيبتي

وننتظر المفتاح الرابع..

 

 

 

وبارك فيكِ وجزاكِ خير الجزاء يا حبيبة

أسأل الله ألا يحرمني طلتك البهية ومرورك العطر

بجد وصدقًا فاتحة نفسي للكتابة أسأل الله ألا يحرمك الأجر

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

post-186139-0-82085800-1325066986.gif

post-186139-0-62863900-1325066659.gif

المفتاح الرابع

***أن تكون القراءة في ليل***

لأن الأصل في الليل أن يكون وقت الهدوء والصفاء، وخاصة حين يطول.

وعبارات السلف تؤكد على أن الليل هو أولى الأوقات لما يراد حفظه أو فقهه من العلم.

1- قال الشافعي رحمه الله: "الظلمة أضوء للقلب" (1)

2- وسئل رجل أبا حنيفة عما يورث الحفظ فقال: "البزر البزر" (2)

post-186139-0-34460000-1325066633.gif

3- وقال الخطيب البغدادي: "واعلم أن للحفظ ساعات ينبغي لمن أراد التحفظ أن يراعيها..

فأجود الأوقات: الأسحار، ثم بعدها وقت انتصاف النهار وبعدها الغدوات دون العشيات، وحفظ الليل أصلح من حفظ النهار"

قيل لبعضهم: "بم أدركت العلم؟" قال: "بالمصباح والجلوس إلى الصباح" وقال آخر: "بالسفر والسهر والبكور في السحر" (3)

post-186139-0-34460000-1325066633.gif

4- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "جزأت الليل ثلاثة أجزاء: ثلثا أصلي، وثلثا أنام، وثلثا أذكر فيه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم"

وروي مثله عن عمرو بن دينار وسفيان الثوري (4)

5- وقال المنذر لابنه النعمان: "يابني ، أحب لك النظر في الأدب بالليل فإن القلب بالنهار طائر ، وبالليل ساكن ، فكلما أوعيت فيه شيئا عقله" (5)

6- وقال أحمد بن الفرات: "لم نزل نسمع شيوخنا يذكرون أشياء في الحفظ فأجمعوا أنه ليس شيء أبلغ فيه إلا كثرة النظر. وحفظ الليل غالب على حفظ النهار"

وقال: "سمعت إسماعيل بن أبي أويس يقول: "إذا هممت أن تحفظ شيئًا فنم وقم عند السحر فأسرج، وانظر فيه فإنك لا تنساه بعد إن شاء الله" (6)

post-186139-0-34460000-1325066633.gif

ولأن آخر الليل يفترض فيه أن الجسم يكون في حالة النشاط وذروة القوة وهذا يساعد جدًا على الصفاء والتركيز ومن ثم سرعة الحفظ والفهم.

أما إذا حولنا أول الليل إلى لهو ولعب وآخره إلى إعياء وتعب فمتى سنربي أنفسنا ونطور قدراتنا الذهنية

ونزيد حصيلتنا العلمية التي يتوقف عليها نجاحنا في الدنيا والآخرة.

post-186139-0-37771200-1325066677.gif

والمفتاح الخامس

 

 

 

 

(1) الحث على طلب العلم للعسكري 73

(2) الحث على طلب العلم للعسكري 73 والبزر: هو دهن يستخرج من البذور ، والمراد أن يكون الحفظ في الليل حين يحتاج للسراج

(3) الفقيه والمتفقه : 2/207

الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع 2- 264 (4)

(5) الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع 2-265

(6) الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع 2- 265

تم تعديل بواسطة منال كامل

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×