اذهبي الى المحتوى
~ أم العبادلة ~

إضاءات في الرد على الاستشارات

المشاركات التي تم ترشيحها

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ،،

 

إضاءات رائعة حقًا في درب المستشارات

جزيتِ خيرًا يا سارة ونفع بكِ وبما كتبتِ .

 

بارك الله فيك أمة الرحمن على نقلك الرائع ، لم أكمل القراءة بعد أعود إليه إن شاء الله .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

موضوع متكامل ما شاء الله

جزى الله الحبيبة سارة خير الجزاء ونفع بها

وجزاكِ خيرا أمة الرحمن الحبيبة على نقله لنا .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بورك فيكن جميعا يا غاليات، نكمل بعون الله

.

.

 

(32)

إبرز مواطن القوة ووجه الاستفادة منها!

فكل إنسان يحمل بداخله نقاط قوة ونقاط ضعف

فلا ينبغي أن يحصر المستشار نفسه في علاج نقاط الضعف فحسب، بل لابد أن يجتهد في إبراز نقاط القوة ويوجه مستشيره إلى حسن الاستفادة منها

 

فإن النفس إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية، وإذا لم تنطلق في طريق الحق "بقوة" انشغلت بالباطل وعادت لضعفها، وقد تنشغل أثناء طريق الحق بهذا الضعف طالما أن انطلاقها لم يكن بالقوة اللازمة

 

كذلك فإن علو الهمة وحسن الاجتهاد والحماس الذي يولده معرفة نقاط القوة وإبرازها في النفس والاستفادة منها، يساعد في علاج نقاط الضعف وترميمها في النفس

 

 

(33)

لابد من مراعاة ألا يكون المستشار سببا في إحباط المستشير

لا بكلمة ولا بقسوة ولا بمشاعر داخلية تظهر بين السطور..

 

 

(34)

وإذا كان من المهم التنبيه على عدم إحباطه لمستشيره فالأولى التنبيه على عدم كسر أولي الهمم...

لا تكسر حماسته بسخرية أو تكرار بأنه سيفشل حتما .. لكن كن بجانبه توجهه وتساعده على الخروج من العقبات التي قد تواجهه

 

 

(35)

أحيانا تلمس شيء من الكبر في نفس المستشير فهذا يهذب وقد يحتاج لشيء من الكسر ولا يدخل ضمن الباب السابق قطعا فثمة فرق بين الكبر والحماسة ، ولكن احذر ...

فالكبر لا يعالج بالكبر ولا الإقصاء ولا التعالي ولا الإهانة....

ولكن يعالج بالتهذيب وهو مزيج من القوة والحزم مع كثير من المحبة والشفقة.

 

فتفقد دوما في قلبك وجود المحبة والشفقة

 

 

(37)

إذا كان الأمر يحتاج إلى التنبيه على أثر سلبي فيما يستقبل فليكن ذلك بلطف

 

فالتلميح إلى احتمال الانتكاس

أو الحاجة الماسة إلى المجاهدة المستمرة المرهقة

أو غير ذلك من العقبات التي يغلب على ظن المستشار أنها واقعة في طريق المستشير

 

فليكن هذا بلطف ويسر، وانتقاء الكلمات والأوقات التي يقال فيها ذلك، وأهم من كل هذا أن يفصل له جيدا وسائل مواجهة هذه العقبة وكيفية الخروج منها بأقل الخسائر

 

فيكون التنبيه على الأثر السلبي من قبيل الاستعداد المسبق للحدث وتسليح المستشير بوسائل المواجهة ...

 

(38)

الغالب أن دور المستشار توجيهيٌ وليس جبريا فيعرض الحلول ويترك لصاحبه حرية الاختيار مع توجيه خفي يرجح الكفة بحيث تبدو كأنها خرجت من نفس المستشير

لكن عليه أن يكون صادقا نصوحا مع صاحبه

 

فليس الدور المختار هو أن يساعد صاحبه يختار ما يشاء فحسب بل إذا كان يعلم جيدا أن هذا الطريق خطر ودحض مزلة فلابد من البيان الشافي الواضح لا مجرد التلميح

مع التأكيد على أن هناك حالات لا يصح طرح الاختيارات فيها بل يحتاج إلى توجيه مباشر صريح

 

وهناك وسائل تبدو في ظاهرها طرحا للاختيارات ولكنها في الواقع معلومة الإجابة كقول النبي صلى الله عليه وسلم:" أترضاه لأمك؟"

ولكن احذر أن تكون الإجابة غير متوقعة وغير منطقية..

 

 

(39)

اعط للمستشير إحساسا بالمسئولية

فالمسئولية تحنى أعناق الرجال، وتغير سمتهم وهديهم ودلهم تغييرا لا تفعله كلماتك

وعضد فيه هذا الإحساس بقوة، ومجرد إشعاره أنه هو الذي اختار الحل الذي يناسبه وأنه قادر على ذلك بإذن الله تعالى يعضد ذلك في نفسه

 

 

(40)

هناك وسائل عديدة ليتعلم المستشير تحمل المسئولية منها ما ذكرناه أعلاه من إبراز مواطن القوة مثلا

كذلك يتعلم كيف يتحمل عاقبة اختياره وعواقب أفعاله هو أمر مهم وهو كذلك أمر تربوي

وقد قال تعالى :"ولا تزر وازرة وزر أخرى"، وقال تعالى:" كل نفس بما كسبت رهينة" وآيات كثيرة تدل على تحمل كل واحد لعاقبة أفعاله.

فلا يحملنك شفقتك بمستشيرك أو ولدك أن تتحمل عنه عواقب أفعاله.

كذلك التكليف بأمور وواجبات ولكن ليكن ذلك بتدرج وحسب طاقتك وطاقته..(سماع أشرطة معينة، الصوم، تفريغ أشرطة أو قراءة كتاب ............الخ)

 

وغير ذلك كثير

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

(41)

لا يحق للمستشير أن يجيب بطريقة عامة إلا إذا كان السؤال عاما

فلتكن معك الفكرة النظرية ثم تطوعها بحسب المشكلة لتناسب المتحدث من كل وجه

أما الإجابات العامة فالصمت أبلغ منها

 

(42)

كل الحالات الإنسانية لها طرفان متطرفان وبينهما ما لا يحصى من الحالات بحسب التباديل والتوافيق للظروف والشخصيات

إجابات العموم قد تتسبب في كارثة فلكل حال حل، ولكل مقام مقال.

 

(43)

إذا لم تكن متمكنا من مهارة الاستناج وتحليل السؤال فليس لك إلا ما يظهر من السؤال... فاقرأه بعناية وأجب عن السؤال لا عن غيره.

 

(44)

كثيرا ما يكون المستشير غير مدرك لما سيواجهه من عقبات متفائلا بحياة سعيدة بلا كدر

فلا تحاول أن تصدمه بالواقع دفعه واحدة ...ولكن أعنه على تجاوز الصعوبات وألمح له عنها برفق

 

(45)

إذا كنت مبتدئا فلا تقتحم البحر الخضم

احرص على قراءة الاستشارات واستنتاج مناهج المستشارين وأساليبهم، إذا استطعت الوصول إلى ذي خبرة فناقشه واستفد منه، احرص على الحوار مع من هم أكبر منك سنا وأكثر خبرة كثيرا

أظهر آرائك في النقاش مع هؤلاء واستمع لنقدهم لفكرتك بعناية

 

الحوار وسيلة سريعة لاكتساب خبرات لم تلمسها يديك ولم تخطوها قدميك..

 

(46)

الأفضل أن تكون الاستشارة من رجل لرجل أو من امرأة لامرأة أقرب للسداد غالبا

ولا يصح التوسع في الاختلاط في الاستشارات لا المكتوبة ولا المنطوقة إلا لضرورة شديدة على أن تكون هناك واسطة بين الطرفين، حبذا لو كان محرما..فإن لم يكن محرما فثقة ثبت معروفـــ (ــة) بالتقوى والورع الظاهر..

إن حالات التعلق - وما هو أشد من ذلك من المفاسد - تقع أكثر ما تكون بسبب هذا الاختلاط المحرم شرعا عندما يتوسع في الأخذ برخصه من غير ضرورة أكيدة.

وينبغي على كل من يتصدر لهذه الاستشارات أن يعتني بهذا الأمر عناية أكيدة، ولا يستجرينه الشيطان فيقع في المحظور من حيث يظن أنه محسن.

فمفاسده أعظم من مصالحه مهما بدا غير ذلك... وبعد حكم الشرع أولا فهذا قول خبير مجرب لا يسع أحد أن يخالفه بدعاوى باطلة يزعم أنها مصالح.

 

اللهم هل بلغت اللهم فاشهد..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاكِ الله خيرًا امة الحبيبة

يتم نقل موضوعكِ إلى ساحة الإستشارات لتعم الفائدة هناك .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

رجاء...كف عن التعليقات المستفزة!

 

(47)

لا يحق للمستشار أن يذم أو يتنقص من المستشير الذي يكون في أضعف حالاته مما يزيد من حساسيته وحرجه

أما الذم فمعروف وأما التنقص فبابه أوسع كأن يقال : أنت صغير السن، قليل الخبرة، قليل العلم، لا تفهم ....الخ

 

(48)

لا تكرر تعليقات تدل على التهويل والتهميش بصورة تزيد عن الحد

إن إعانة المستشير على عدم التهويل لا يعني أنك أنت مهمش لمشكلته

وينبغي التنبه أن إشعارنا إياه بأن الموضوع بسيط وإن شاء الله له حل، لا يعني أبدا أن أبدي له لامبالاة بمشاعره أو أظهر له أنه سفيه أو تافه

قد يحتاج الأمر في البداية إلى تفاعل وتعاطف لا سيما إن كان المستشير لديه انفعال قوي، ثم يتدرج في تهميش ما يستحق التهميش مع إشعاره بالتركيز على الأهم في مشكلته

 

(49)

لا تكن متحفزا لإشعاره أنه غير حامد لربه غير صابر على بلاءه!

بل إن البعض يتجازو هذا إلى تحفز أشد

 

فعندما تشكو أم من كثرة حركة أولادها فتجد أول رد : احمدي الله فغيرك لا يجد ظفر طفل!

هذا رد صادم فهي لا تشكو كراهية ولكن تحتاج لحل ومساعدة وتعلن عجزها عن التعامل مع كثرة حركة الطفل

 

وعندما يقص أحدهم مشكلة معينة فيجد أول رد: احمد ربك فهناك من لا يجد طعاما..الخ

فهذا رد صادم ومستفز بهذا الأسلوب

 

وعندما يدخل على من ابتلي بشيء فيجده باكيا أو حزينا فيقول له : احمد ربك أنك لم تصب بكذا وكذا

 

وتذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعجبه الفأل فقد روى البخاري:"لا عدوى ولا طيرة ، ويعجبني الفأل . قالوا : وما الفأل ؟ قال : كلمة طيبة" وفي رواية : الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم

 

نعم يمكن أن يقال في منتصف الكلام بلين كنوع من التذكرة وبأسلوب جيد كأن يقال مثلا: الحمد لله (نحن) جميعا نتقلب في نعم لا يحصيها إلا الله، الحمد لله أن الابتلاء محتمل بعون الله...الخ

 

لكن الصياغة والبداءة بهذه الأساليب تعد من الردود المستفزة المنفرة

فتخير الصياغة والوقت

 

ومما يجدر الإشارة به أن صلاح باطن المستشار وشعوره بالشفقة والرفق الدائم على بني آدم هو خير عون له على انتقاء كلماته واختيار الأنسب

 

ولعل في تلك التأملات من أم هانئ فائدة

http://saaid.net/daeyat/omhani/9.htm

 

 

(50)

من التعليقات المستفزة الحديث بما يدل على أن المستشار أعلم وأحكم وأفضل وأفهم وتكرار ذلك بحيث يبدو أن الحديث قد بدأ أصلا لمدح المستشار لا لحل مشكلة المستشير

 

(51)

الهجوم في غير المحل!

فامرأة تشكو أن زوجها تزوج فيكون الرد العبقري: هذه امرأة رافضة لأمر الله وربما وصل الأمر إلى أنها (كافرة) بحكم الله!

ومن يتحدث عن مرض أولاده هو شخص لا يرضى بقضاء الله

ومن تشكو زوجها فهي بالتأكيد ممن يكفرن العشير

ومن يشكو امرأته فهو سفيه ولا يستطيع السيطرة على بيته

 

وهكذا يستمر المسلسل الهزلي في الهجوم بلا مبرر حقيقي على كل من يتحدث دون أن يترك المستمع لنفسه فرصة للفهم أو العقل.

 

(52)

مسابقة المستشير في استنتاج الأحداث وتحليلها

بحيث لا يعطيه الفرصة ليقص الحدث كاملا

بل يسابقة ويستبق الاستنتاجات التي غالبا ما تكون مبنية عنده على أن هذا المستشير أخرق أحمق لا يفهم شيء من الدنيا وليس عنده أي خبرة في الحياة...

 

هذا ونكتفي بهذا القدر في هذا الباب فإنها ...مجرد إضاءات..واللبيب بالإشارة يفهم

 

يتبع: بكيف تواجه المشاعر الافعالية للمستشير؟!

الله المستعان

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

مواجهة الانفعال العالي لصاحب المشكلة

 

(53)

المشاعر عامة والغضب بصورة خاصة تأخذ وقتها

ومحاولة إزالته بسرعة من -- طرف خارجي (و/ أو) -- بطريقة غير صحيحة قد تتسبب في زيادته.

 

(54)

الناس يختلفون في درجة إيمانهم

ففي حين نرى المؤمن وقاف عند آية أو حديث أو تذكرة أو تلميح بالآخرة، نجد نفس هذه الوسائل تشعل غضب من لديه ضعف إيمان...لماذا؟

لأنك إذ تذكره وتكله إلى إيمانه في هذه اللحظات العصيبة تسبب له إحباطا حيث لا يجد ما يتوكأ عليه في نفسه فيشتعل غضبه أضعافا مضاعفة وسبب ذلك نقمته على نفسه وعليك حيث أظهرت ضعفه لنفسك وله!

فلابد من مراعاة أسلوب التذكرة جدا مع من هذا حاله فيبدأ معه بشيء من الصمت ثم نثني بالتلميح إلى أجر كاظم الغيظ أو غير ذلك من الآيات (حسب الحالة) أو أهمية الاستعاذة

ثم إن وجد استجابة ننطلق في النصح مع التنبيه الشديد ألا يصدر منا أي كلمة مستفزة مما سبق ووضحناه في باب الردود الاستفزازية

 

(55)

أحيانا يكون من الكياسة أن نترك الشخص يصب انفعالاته دون محاولة تهدئة، بشرط ألا يقع في منكر فعندها نرده بلطف.

 

(56)

في حالة الغضب، قد نجد صاحب المشكلة يندفع مهددا أنه سيرتكب أفعالا حمقاء أو متهورة

طلاق وقتل وانتحار.....الخ

 

فإن القائل لهذا الكلام يشعر بنشوة عجيبة بمجرد أن يشعر أن هناك من يحاول إثناؤه ويلتفت إلى كلامه فيزداد منه ويكرره ويزيد من انفعاله وغضبه

 

القاعدة : كلما كانت الفكرة حمقاء جدا لا تحاول إثناؤه عنها، بل تجاهل الأمر كأنه لم يكن فهو مجرد كلام غاضب

 

لكن مثلا الكلام عن الطلاق، سواء من الرجل أو المرأة، أيضا القاعدة لا تحاول إثناء أحدهما عنه بل فقط ناقش الفكرة ببرود ولا مبالاة لها، مع مراعاة التفاعل العاطفي مع صاحب المشكلة

قل مثلا: حسنا الطلاق حل، كيف نحققه؟ سنحتاج كذا ...وابدأ في مناقشة الإجراءات والتوابع

 

90% من النساء عند مناقشة هذا الأمر معهن بهذا الأسلوب لا تأخذ أكثر من 5 دقائق للتراجع بعد ما يصيبها الهلع

بعضهن يستكمل الحوار ثم بعد انتهائه لا يعدن للحديث عنه مرة أخرى.

هناك نسبة لا بأس بها تصمم على معاودة الكرة فهي تحتاج إلى مزيد من توضيح التوابع بأسلوب لا مبال.

 

(57)

حافظ على هدوء نبرة الصوت وهدوء الأعصاب قدر الاستطاعة

ادفع أكبر قدر من الود والتفاعل النابع من داخلك

 

(58)

تعاطف مع صاحب المشكلة ولو قليل من الوقت في البداية

كثير ما يكون المنفعل هو المخطئ لكن لا يعني هذا أن نصارحه بذلك في أول الأمر

 

لا بأس من التفاعل بكلمات مثل يا لك من مسكينــــــ (ــة)، بالتأكيد تشعرين بالغضب، أنا أشعر بما تشعرين به، بالتأكيد استفزك كذا وكذا.....الخ

 

هذا يجعل الآذان تتفتح لما بعد كلمة (لكن) التي ستقال بعد انتهاء نوبة الغضب والتفاعل مع صاحب المشكلة

 

يتبع بالكلام عن الاستشارات الخاصة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الاستشارات الخاصة

وسنقسمها قسمين:

1- الأسئلة المحرجة المشروعة

2- الأفعال غير المشروعة: كالعشق المحرم، ارتياد المواقع الإباحية، العلاقات المحرمة...الخ

 

ونبدأ بالقسم الأول:

(59)

تعلم الأحكام الشرعية التي نحتاجها يوميا

وهو أمر لا يخص المستشارين فحسب بل لابد من نشر هذا العلم

فأحكام الحيض والنفاس والعلاقة الزوجية وأسباب الغسل ونواقض الوضوء وفقه الطهارة بالكامل هو مما ينبني عليه صحة الصلاة التي هي ركن الإسلام وعموده.

فإن كان فقه هذا الباب مهم للجميع فهو لمن يتصدر للاستشارات أهم.

 

(60)

الرد على هذه الأسئلة ليس مثار سخرية ولا تنقص من السائل ولا تندر عليه، ولا يبنغي أن يتخذ كوسيلة للضحك واللعب

ولا هو سبب للحرج

ففي رواية البخاري : أن امرأة سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن غسلها من المحيض . فأمرها كيف تغتسل ، قال : خذي فرصة من مسك فتطهري بها .

قالت : كيف أتطهر ؟

قال : تطهري بها

قالت : كيف ؟

قال : سبحان الله ، تطهري .

فاجتبذتها إلي ، فقلت : تتبعي بها أثر الدم .

وفي رواي مسلم قالت: "نعم النساء نساء الأنصار ! لم يكن يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين "

 

ولعل هذا الحديث يؤكد أهمية أن يكون المستشار من جنس المستشير.

 

(61)

الإجابة لابد أن تكون مفصلة بقدر الحاجة ويؤكد على حسن فهم السائل للإجابة

وهذا وإن كان عاما في جميع الأسئلة لكن حاجته ها هنا أشد

 

(62)

إجابة رزينة هادئة بنبرة طبيعية

يزاد فيها ما يحتاج إليه السائل دون أن يطرحه ..فلعله لم يطرحه حياء

وأتذكر قول إحدى الأخوات تمدح الأستاذة نبيلة زوج الشيخ عمرو عبد اللطيف تقول: "سألت عن حكم الإفرازات داعيات كثيرات، وكن يتهربن من الإجابة وكنت أحاول صياغة السؤال بأساليب مختلفة لعلي أظفر بإجابة

فجئت إليها وسألتها حديث الماء من الماء؟

فأجابتني إجابة مفصلة واضحة وزادت على السؤال وكأنها عرفت ما أسأل عنه دون أن أفصح، وكان صوتها طبيعيا جدا وتتحدث في المسألة بأسلوب علمي بحت، مما أزال حرجي فسألت حتى شفيت جهلي." اهـ

 

(63)

يراعى استخدام الألفاظ الشرعية فهي غير خادشة للحياء

 

 

 

القسم الثاني:

(64)

أول شيء لابد من تكرار التنبيه عليه هو ربط المدعو بالاستعانة بالله وحسن الافتقار إليه، وأن يكرر الدعاء ألا يكله الله إلى نفسه طرفة عين

فالبعض قد يحاول دعم ثقته بنفسه بزعم أن هذا الشخص بعد أن وقع في هذا الجرم سيكون بحاجة لدعم الثقة بالنفس والشعور أنه قادر على ترك هذه الأفعال المشينة

في الواقع هذا هو أقصر طريق للفشل!

 

(65)

لابد أن يكون المستشار عالما بحكم ما يتحدث عنه من الناحية الشرعية

فإن لم يكن فلا يخض في الأحكام الشرعية دون علم، والأفضل تعلم ذلك لمن لا يعلم.

 

(66)

لابد من معرفة المضار البدنية والنفسية والمجتمعية المتعلقة بكل فعل وتوضيحها بأسلوب لائق

وأفضل الأساليب هو الحوار بحيث ينطق بها المستشير بنفسه ويستنبطها بنفسه فيكون وقعها عليه أشد

 

(67)

لا نصل بحد الرجاء إلى التمنى

ولا نصل بالتشنيع إلى القنوط واليأس

فنحن بحاجة إلى بيان شناعة كل "فعل" وحكم الشرع فيه ومضاره، مع التذكير بباب التوبة والرجاء المفتوح "للفاعل"

 

(68)

إخراج صاحب المشكلة من العوالم الافتراضية

من خيال وانترنت ....الخ

ودفعه إلى الدور والمساجد والمساهمة والمشاركة في الأعمال الخيرية العملية وليس مجرد دفع المال.

 

(69)

حثه على بذل جهد عضلي يومي مناسب يساعد على الخروج من العوالم الافتراضية لا سيما الخيال

بحيث لا يدخل فراشه ليلا إلا وهو نائم فعليا

 

(70)

مساعدته على اختيار الصحبة الصالحة، والبعد عن الصحبة السيئة التي تعرقل طريق التوبة

ولنا في حديث قاتل المئة أسوة حسنة

 

(71)

التنبيه على التدرج وهذا خاص بالمستشار فلا يدفعه دفعة شديدة متحمسة ثم يفتر سريعا

لأن الغالب على الحالات أن يحدث فيها انتكاسات

فلابد للمستشار أن يعي ذلك جيدا ولا يحاول اللعب على أوتار العاطفة فحسب فيكون الشخص معه متحمسا ثم يفتر بعد الحديث. فيسبب له إحباط شديد.

 

(72)

التوطئة لمنع الانتكاس لا تكون بالتنبيه على المستشير أنه سينتكس...هذا يسبب إحباط

ولكن يكون بغرس مستمر للمراقبة والمحاسبة والخوف من الله تعالى في نفس المستشير

مع دعم الرجاء

في لحظات معينة قد نحتاج إلى رواية أحاديث المرتد في توبته مع شرحه ولكن لا ننصح بالبدء في ذلك قبل حدوث الانتكاس الفعلي.

 

إن إثارة حب الله في القلوب، والشوق إلى لقائه والكلام على الجنة من الأمور التي تعلي الهمم وتعين على عدم الانتكاس

كذلك قصص التائبين وحسن خاتمتهم، والأمل في أن التائب قد يكون حاله أفضل منه قبل التوبة.

 

(73)

غير مسموح بالاستفاضة في تفاصيل الأحداث مما لا يعين على المساعدة

فهذا لا يزيد عن كونه تهييج للمستشير وتذكير للمعصية ومباهاة بها وهو من قبيل المجاهرة ولا شك

كذلك فهذا يقربها ويسهلها ويجعلها مألوفة عادية مما يسرع عملية الانتكاس

وهو يضر أيضا المستشار ضررا بالغا في دينه.

 

(74)

لابد أن يكون للمستشار نظرة ثاقبة يستعين فيها بربه، وينظر هل المستشار بحاجة إلى عطف أو توبيخ؟ رجاء أم تخويف؟

وليكن هذا بعيدا كل البعد عن الهوى والنظرة الشخصية والغضب أو الشفقة الصادرة تلقائيا من المستشار.

وفي الاستشارات المكتوبة يكون من السهل أن يقرأ المستشار المشكلة عدة مرات ثم إن وجد في نفسه إنفعال من غضب أو شفقة يتركها قليلا ثم يعاود القراءة أو الرد.

 

(75)

عند معرفة أن الانتكاس قد تكرر أكثر من مرة لابد من البحث عن الأسباب الحقيقية لهذا الانتكاس ودراستها ووضع اليد على نقاط الضعف وترميمها

إذا لم يكن في المقدرة فعل ذلك، فيعلم صاحب المشكلة كيف يضع يده بصدق على هذه الأسباب ويرممها إن كان يريد فعلا الخروج من المشكلة.

أما إن كان السبب هو أن المستشير لا يريد الخروج من مشكلته.. فلا يلومن إلا نفسه.. ولا تذهب نفسك عليهم حسرات.

 

(76)

كثيرا ما يقع أصحاب هذه الاستشارات في الكذب لمداراة حجم المشكلة، إن كان التعامل لا يضره ذلك والعلاج يسير بسلاسة فلا بأس وقد ذكرنا هذا سابقا... لا تريق ماء وجهه

لكن في حالة تكرر الانتكاس فلابد من معرفة الأبعاد المتعلقة بالمشكلة بصورة أدق ومن المهم عندها دعم وتأكيد أن المستشار غرضه المساعدة وأنه لا يمكن أن يحتقره أو يفضحه، وأن المستشير ليس بحاجة أن يرتدي أمامه أقنعة تظهره بمظهر جيد لأن هذا لا يساعد كليهما على الوصول للحل.

 

(77)

في هذا المجال لابد أن يعرف أن هذا الحديث عمدة في المسألة:

كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال : من استطاع الباءة فليتزوج ، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم ، فإنه له وجاء ." متفق عليه

فلا ينبغي أن يقع المستشار في زلة الحديث عن أن الشهوات أمر دنيء أو أن الذي لديه شهوة هو شيطان مما هو أقرب لدين النصارى منه إلى الإسلام

الإسلام راعى الشهوة وجعلها مقننة وعلمنا النبي صلى الله عليه وسلم كيف نتعامل مع هذه الأمور بأسلوب واقعي

فمن التشريع للزواج بأكثر من امرأة

إلى تشريع الطلاق وإمكانية التزوج مرة أخرى بشخص آخر

إلى الصيام لمن لم يستطع

إلى حيوية هذا الدين بحيث يظل الشباب دائما نساء ورجال في همة وجهد للعمل على رفعة هذا الدين مما يهذب الشهوات

 

يتبع بـــ مطالعة كتب علم النفس ودورات التنمية

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

مطالعة كتب التنمية البشرية وعلم النفس

 

-- 78

لا ينبغي أن نرفض ابتداء مطالعة هذه الكتب والمراجع للاستفادة منها

ولكن كذلك لا ينبغي أن تكون هي المراجع الرئيسية في التحصيل ولا ينبغي الاعتماد عليها اعتمادا رئيسيا أو كليا.

بمعنى أن يكون القارئ على وعي جيد وعلم شرعي صحيح قبل أن يشرع في قراءتها بعقلية نقدية منصفة تعرف كيف تستخلص ما يفيد دون أن تتأثر بما يضر.

 

-- 79

هذه الكتب والمراجع مبنية على نظريات ودراسات ميدانية أجريت على أرض غير أرضنا وبيئة غير بيئتنا أو على الأقل أجراها قوم يفكرون بنمط نابع من بيئة غير بيئتنا وثقافة تختلف جذريا عن ثقافتنا

فالحياة التي تحكمها المادة ولم تعرف الإسلام تختلف عن حياتنا حتى لو كنا لا نعيش في دول إسلامية تلتزم بالإسلام الصحيح...يكفي أن أذكركم أننا نسمع الآذان، والقرآن!!

 

-- 80

لابد من الاحتراز

فهناك من أدمن تصديق كل ما هو مكتوب في هذه الكتب فتسبب في استيراد مشاكل لم تكن في مجتمعاتنا

 

--81

إن من يدرس السيرة بتفاصيلها دراسة عميقة متأملا أحوال النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته

ومن يدرس القرآن وتفسيره والسنة وشرحها قد لا يحتاج إلى أكثر من الاطلاع على الخطوط العريضة...أو حتى يمكننا أن نقول أنه لا يحتاج للاطلاع إلا لمعرفة فكر القوم فحسب.

 

فالقرآن شفاء الروح ينقي القلب وينشرح به الصدر

وسنة النبي صلى الله عليه وسلم فيها طرق ووسائل أفضل بكثير من كتب علم النفس وأكثر ملائمة للنفس البشرية

 

--82

لابد أن نعرف جيدا أن كثيرا ممن ألف في أبواب :" كيف تكون سعيدا" انتحر...

إنهم لم يستطيعوا شراء السعادة لأنفسهم لأنهم اعتمدوا على سعادة زائفة...

لم يعرفوا كيف تتناغم النفس البشرية وتتصالح مع نفسها مثلما علمنا القرآن

فإن هرقل وصف أهل الإيمان فقال:"وسألتك هل يرتد أحد سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه ، فزعمت أن لا ، فكذلك الإيمان حين تخلط بشاشته القلوب لا يسخطه أحد

 

--83

إن كتب التنمية البشرية ودوراتها الجاد منها يعتمد بالأساس على تنمية الأسباب وتهمل اعتماد القلب على الله - إلا من رحم ربي

وكثير منها يعتمد على بيع الوهم

ولأصحابها هيئة وسمت يختلف عما أراد الشرع منا الوصول لها فلابد من الانتباه لهذا جيدا

إن قراءة كتاب واحد من كتب ابن القيم يغني عن ألف كتاب من كتب التنمية البشرية وعلم النفس

 

ففي حين يعالج ابن القيم أعمال القلوب معتمدا على الكتاب والسنة ...نجد الكتب الأخرى تشرق وتغرب يمنة ويسرة

 

-- 84

إن التوكل والإيمان بالقدر والانكسار والتذلل والافتقار والاستعانة والخضوع والاستسلام والتواضع والاعتزاز بالشريعة وعزة المسلم على الكافر مع القسط إليه والإحسان، وذلته على المؤمن ولو اختلف معه.وغير ذلك مما قررته الشريعة الغراء...كلها معان سامية لا تعرفها كتب علم النفس والتنمية كما ينبغي.

رغم أن هذه المعاني تقي صاحبها تداعيات نفسية كثيرة نحن أحوج ما نكون لتجنبها ابتداء.

فإن الإسلام جاء ليخلص العباد من عبادة العباد ليرتقي بهم إلى عبادة رب العباد

والثقافة المادية اعتمدت أساسا على التخلص من عبادة رب العباد للتردي في عبادة المادة والذات والاعتماد على الأسباب

 

إن الدين الذي بأمر واحد يجعل من جمع فوضوي يتراص صفوفا مستقيمة بمجرد إقامة الصلاة هو دين رب عليم بما يصلح العباد نفوسا وأبدانا

 

 

--85

لابد من اليقين في سنن الله الكونية

فالغرب وإن بدا براقا بحضارته المادية ففي الواقع المرير قد تفشت فيهم الأوجاع والأمراض التي لم تكن في أسلافهم سواء النفسية أو البدنية

ففي حين أننا لا نسمع مصطلح "قاتل تتبعي" في بلاد العرب والإسلام، فإن هذا المصطلح معروف جيدا في بلاد الغرب.

 

والمقارنات لا تنضب بيينا وبينهم غير أن الإعلام وما أصاب الدول الإسلامية من وهن وهزيمة نفسية هو ما يجعل هذه الكتب لها رواجا بيننا

 

 

--86

أعجب لمن ترك الكتاب والسنة واتخذ هذا الغثاء نبراسا ومنهجا يتعبد في محرابه ثم ينظر في الكتاب والسنة فما وافق ما وجده هنالك أخذه وما عارضه طرحه.

 

إن الواقف على أرض الكتاب والسنة بهدي السلف الصالح ثم يطلع على هذه الأشياء فيستفيد منها بمقدار منصف يختلف تماما عن الصورة الأولى.

 

كما قال الرازي بعد أن جرب طرق أهل الكلام:

نهاية إقدام العقول عقال ....وأكثر سعي العالمين ضلال

وأروحنا في وحشة من جسومنا .....وغاية أمرنا أذى ووبال

ولم نستفد من سعينا طول عمرنا .....سوى أن جمعنا فيه قيل وقال

 

ثم اعترف أنه لا كلام بعد كلام الله يشفي الصدور

 

 

يتبع بالكلام عن الوسواس

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الوسواس

 

-- (87)

إن أول ما ينبغي معرفته عن الوسواس أنه كلما اشتدت المقاومة كلما اشتد الوسواس!!

وإن أحسن العلاج بعد حسن الاستعانة بالله هو عبقرية التجاهل!

 

قال النبي صلى الله عليه وسلم:"يأتي الشيطان أحدكم فيقول : من خلق كذا ، من خلق كذا ، حتى يقول : من خلق ربك ؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته" رواه البخاري

 

فلم يقل النبي صلى الله عليه وسلم فليقاومه أو فليجادله أو فليقارعه بالحجة بل قال فلينته والانتهاء هو قمة التجاهل

 

وهذا يجعل من المهم بمكان التفريق بين ..

 

-- (88)

فرق بين الوسواس والشبهة

فالوسواس يعرف صاحبه جيدا أنه يرفضه وأنه خطأ وأن هذا الذي يلقى في نفسه يضيق به صدره

وغالبا لديه إجابة

ولكن كثرة تردد الوسواس في صدره لا تجعل إجابته شافية له.

 

أما الشبهة فهو لا يعرف إجابتها ويحتاج للسؤال عنها.

 

 

-- (89)

الوسواس أنواع

فأشهر نوع هو وسواس الطهارة

 

ومنه ما هو معروف السبب والذي يكون علاجه تعلم أحكام الطهارة، ومعرفة أن اليقين لا ينتقض بالشك

وهو نوع خفيف جدا وعلاجه يسير بمجرد تعلم الحكم الشرعي مع قليل من التجاهل له

 

ومنه ما ليس له سبب ولا يعالج بمجرد التعلم

مثل تكرار غسل الأيدي بصورة مرضية أو الشعور بالحاجة لتكرار فعل معين دون سبب مقنع

 

قد يحتاج الأمر لزيارة طبيب نفسي على أن يكون عالما بالشرع غير أنني لا أحبذ التسرع في ذلك، وربما كانت الاستشارت الودية أقرب وأفضل، وإنما ذلك لعلة قد لا ينتبه إليها البعض ولو كان من المتخصصين، حيث أن العرف العام في بلاد العرب أن الذهاب للطبيب النفسي "مشكلة" وقد يتسبب هذا الشعور لدى البعض في زيادة الوسواس لشعوره بتفاقم المشكلة، مع اتفاق الجميع أن أكثر ما يحتاج إليه الموسوس هو "فن التجاهل"

 

وهناك نوعان من المعالجين:

من يهتم بالعلاج المعرفي وهو نوع حوار مسلسل بطريقة معينة هدفه الإقناع

ومن يهتم بالعلاج الدوائي

 

 

-- 90

نوعية الطعام قد تكون سببا في نقصان بعض العناصر المهمة التي يؤدي نقصانها إلى اضطراب معين في الفكر يؤدي إلى الوسواس

 

وهناك بعض الأمراض العضوية والنفسية المرتبطة بقضية الوسواس أيضا

 

فمن المهم أن ينصح صاحب الوسواس بالمحافظة على الأطعمة المفيدة والرياضة كلما أمكن.

 

 

-- 91

الإيحاء قد يساعد الموسوس على الشفاء بإذن الله!

 

فكثيرا ما يعالج الموسوس نفسه بنوع طعام معين يظن أنه يحدث له التوازن المطلوب فيذهب عنه الوسواس!

 

 

 

-- 92

الحزن يزيد الوسواس، والتفاؤل والأمل يقلل منه أو يطرده تماما

 

وهذا العلاج نجده واضحا جدا في طريقة النبي صلى الله عليه وسلم حينما شكا إليه أصحابه

إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به .

قال : " وقد وجدتموه ؟ "

قالوا : نعم .

قال " ذاك صريح الإيمان " رواه مسلم

 

وفي الحديث الآخر:"سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الوسوسة .

قال : " تلك محض الإيمان " .رواه مسلم

 

فانظر كيف قال النبي صلى الله عليه وسلم لهم: وقد وجدتموه؟؟ كأنه شيء منتظر وعلامة صحة

ما هو تأثير هذه الكلمة على صاحب الوسواس؟؟

يذهب عنه الحزن

يشعر بالراحة : هو يسير في الطريق الصحيح

ثم البشرى أنها محض الإيمان وصريح الإيمان كم تبث في القلب من الانشراح والسعادة؟؟

 

 

-- 93

إن فن التجاهل ينفع جدا إذا تعلم المرء كيف يوجه فكره لشيء آخر أشد بريقا وجذبا له

فلابد من تعليم الموسوس كيف يصرف أفكاره إلى أمور أخرى كذكرى بهيجة لديه مثلا

 

إذا لم يكن في استطاعته أن يصرف فكره فــــــ

 

 

-- 94

يحرص على عدم الجلوس وحده أوقاتا طويلة

 

فيحاول دائما أن يتواجد مع أفراد عائلته أو أصدقائه ويحاورهم ويتحدث معهم في أمور مهمة ومفيدة.

 

 

-- 95

من أنجح الطرق في علاج الوسواس الشهير للرياء هو المراغمة والشعور بالتحدي والحرب

 

ذلك أن المرء إذا عمل طاعة يهاجمه الوسواس يقول "أنت مراء"

فليكن أبلغ رد عليه أن يطيل في طاعته ويزيد عما عزم عليه.

وليستحضر أنها مراغمة للشيطان وحزنا له فيكف شيطانه عن الوسوسة لأن الهدف كان صرفه عن العمل فإذا وجد منه الزيادة خنس بإذن الله تعالى.

 

وسئل الشيخ الشنقيطي عن رجل لا يدري أيعمل العمل لله أو لغيره.

فقد بدأ بالصمت لحظة وكأنه صمت تعجب

ثم قال

"لا حول ولا قوة إلا بالله، كيف لا يدري؟؟

فهو نوع من تلبيس إبليس عليك يلبس ويشكك على الإنسان هل نيته لله أو لغيره"

 

قلتُ: يعضد التعجب ويستنكر ....وهذه الجزئية تعضد وتثبت أن ما يحدث للسائل هو (وسواس) فقط وليس شيئا آخر .

 

ثم قال:" إذا وجدت في نفسك هذا التشكيك فغظ الشيطان قل ما هي مشكلة من الآن أن أرجو وجه الله ولو كنت لم أقصد وجه الله فأستغفر الله....." اهــ بتصرف شريط رقم 2 من شرح عمدة الأحكام.

 

وأسلوب الشيخ وكلماته تبث القوة والشعور بالحرب والمراغمة وهذا الشعور من أقوى الأسلحة في هذه الحرب.

 

 

-- 96

إن تعلم نبذة عن آلية الوسواس مهمة

لكن التفلسف في ذلك مضر!

 

دخل فيلسوف أمريكي لبيته فوجده يغرق وابنه ذو الثماني سنوات يحاول منع الماء من التدفق، فبدأ يتأمل في الموقف ويتأمل ويفكر، حتى صاح به الغلام: ليس هذا وقت الفلسفة يا أبي! اخلع قميصك وعاونني على منع تدفق الماء!

 

فهكذا الوسواس

لو استرسل في محاولة فهم من أين يأتي وأين هو ذاهب وسأرد عليه بكذا وعلام يدل هذا الوسواس؟ ربما يدل على أنني سيء .............الخ!

فهو يفعل تماما مثل هذا الفيلسوف الذي ترك الماء يغرق البيت وجلس يفكر ويتأمل!!

وهكذا يزداد الوسواس

 

في حين أن معرفة شيء عن الخواطر وطرق التعامل معها وفقه الفروق التي تناولها ابن القيم في آخر كتاب الروح فإن هذا ينفعه بإذن الله.

 

يتبع بنذة يسيرة عن حديث النفس.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

--97

إن حديث النفس يتكون من الفطرة والهوى، وملك وشيطان والعقل بينهم

ومما لا شك فيه أن تقوية باعث الفطرة والملك بالاستجابة لهما يعضد الخواطر الطيبة

فسواء كان الوسواس نابع من الشيطان أو من النفس الأمارة بالسوء (الهوى) فالمراغمة تقتضي دعم الخواطر الطيبة في النفس والتقرب إلى الله

والقاعدة في ذلك بينها ابن القيم في كتاب الروح:" والفرق بين إلهام الملك وإلقاء الشيطان من وجوه

منها أن ما كان لله موافقا لمرضاته وما جاء به رسوله فهو من الملك وما كان لغيره غير موافق لمرضاته فهو من إلقاء الشيطان

ومنها أن ما أثمر إقبالا على الله وإنابة إليه وذكرا له وهمة صاعدة إليه فهو من إلقاء الملك وما أثمر ضد ذلك فهو من إلقاء الشيطان

ومنها أن ما أورث أنسا ونورا في القلب وانشراحا في الصدر فهو من الملك وما أورث ضد ذلك فهو من الشيطان

ومنها أن ما أورث سكينة وطمأنينة فهو من الملك وما أورث قلقا وإنزعاجا واضطرابا فهو من الشيطان

فالإلهام الملكي يكثر في القلوب الطاهرة النقية التي قد استنارت بنور الله

فللملك بها اتصال وبينه وبينها مناسبة فإنه طيب طاهر لا يجاور إلا قلبا يناسبه فتكون لمة الملك بهذا القلب أكثر من لمة الشيطان

وأما القلب المظلم الذي قد اسود بدخان الشهوات والشبهات فإلقاء الشيطان ولمة به أكثر من لمة الملك" اهـ

 

ولعل النظر في هذا الرابط مهم:

وسواس:

http://www.alukah.net/Social/1006/3815/

كيف اتخلص من الرياء والعجب:

http://saaid.net/daeyat/sara/41.htm

 

--98

بناء على الكلام السابق

هل الوسواس علامة ضعف إيمان

كما ذكرنا قبل ذلك على العكس: هو علامة صحة وسير في الطريق الصحيح

 

يتبع بخاتمة الإضاءات

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

قبل الخاتمة

 

إضافة على ما سبق :

الوسواس

 

--(99)

إن من يعاني الوساوس يحتاج إلى الوضوح التام في العبارات

فالغموض يجعل أفكاره تتردد في صدره

فيغلو أو يجفو في الفهم

مما يزيد وساوسه ويضيق صدره

 

--(100)

مما يستحق أن نعيه جميعا أن الوساوس ليست "مرضا" يعالج فيذهب بالكلية وينتهي

بل هو "وسواس"، "خطرات" تتردد في الصدر فتأتي تارة وتذهب تارة

ولا يعد مشكلة إلا في لحظات اشتداده

 

فنحن لا نبحث عن "علاج" للوسواس ولكن نبحث عن وسائل ليتكيف المستشير مع حالته ويتعلم كيف يتعامل معها حين تشتد الخطرات في صدره.

 

 

يتبع بإذن الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

خاتمة..

 

-- 101

لا تبخل بشرح أمور قد تبدو لك من المسلمات أو العاديات، فهناك من لا يعرفها ولا تعتبر عنده ولا من المألوفات!

 

-- 102

انتبه لطبيعة المستشير من حيث الرغبة في الاختصار والإطالة والتفصيل، والتململ من الإثارة والتشويق أو محبة ذلك وطلبه..الخ

 

--103

كثيرا ما يكون علاج سلوك سلبي كسرعة الغضب والعناد هو مجرد تعلم كيفية التصرف بطريقة معقولة يحفظها ويتدرب عليها!

فاجعل ذلك الأمر في ذهنك يوفر جهدا لا بأس به

 

--104

إن إيجاد بديل مشروع مناسب حسب الإمكان وكذلك بيان ما يحل مما لا يحرم في نفس الأمر المطروح يسهل علاج كثير من الحالات المختلفة فلابد من تعلم ما تيسر من الفقه أو سؤال أهل العلم في ذلك.

فضع هذا في ذهنك ويسر على عباد الله قدر ما استطعت ولا يكن همك وغرضك التضييق والتعنت، أو إلزام الناس بما لم يلزم لا سيما في ما أباح الله وجعل فيه التوسعة.

ولكن مما يجدر الإشارة إليه أنه لا ينبغي التوسع في الأخذ بالرخص توسعا مخلا، ولا يصح تخير ما يلائم من أقوال الفقهاء دون النظر للأدلة وصحتها، ولا اختيار الأقوال الشاذة فإن هذا ليس ما عنيتُه بالتيسير.

 

--105

السماحة خلق الإسلام البارز

فكن طلق الوجه والقول سمحا يسيرا، وتخير من الأقوال أحسنها ولا تكن عونا للشيطان على أخيك المسلم...بل ولا على إنسان من بني البشر.

 

--106

لا تكن صاحب حفظ بلا فهم، فتأخذ من الكتاب وتتحدث طبقا للكتاب!!

اجعل لك إضافات وخبرات تحول النظري إلى تطبيق

وينبغي التنبيه والإشارة على أنه ليس كل ما هو "مكتوب" يكون صحيحا، فلا تأخذ كل "مكتوب" كمسلمات غير قابلة للنقاش

 

--107

من المهم أن يكون لك مشاورات ومناقشات مع ذوي العقول السليمة يتبادل فيها الخبرات والأفكار

 

--108

كن مستمعا جيدا وتقبل كل نصح ومعلومة من غيرك تقبلا حسنا

ولتكن نظراتك في أخذ المعلومة وبذل الاستشارة كليهما شمولية ومرنة

ناقش الناس واسمع الآراء تحليلاتهم ونظراتهم للأمور المختلفة ليتسع أفقك باطراد وتكون وجهات نظرك موزونة وعميقة

 

--109

لا تقل معلومة ما إلا لو كان لها فائدة في سياق حديثك

 

--110

لا تستغرق أوقاتك في تحليل الماضي للمستشير إلا لو كان لذلك تأثيرا على مستقبله أو حاضره

 

-- 111

احرص على أن تكون معلما للناس الخير واحذر الهوى واتباع الظن ورتب أولويات الشرع بحيث تقدم تعليم الأولى فالأولى

فإن علاج الفرد والأمم إنما يكون أولا وأخيرا بالأخذ بالكتاب بقوة فإن القرآن قد نزل شفاء لما في الصدور.

 

--112

إن هذا الموضوع ليس مخصصا فحسب للعاملين في مجال الاستشارات

فإن جاركَ/جارتكِ الذي يطرق بابك ليقص عليك مشكلة ما

وصديقكَ/صديقتكِ التي تتصل بك بك باكية

وأخيك وأختك الذين ينتظرون منك كلمة حانية

يحتاج أن تراجع هذه الإضاءات وتضيف عليها من عصارة أفكارك ما يجعلك شيئا مضيئا في حياة الآخرين...وليس شيئا حارقا مثيرا للعواصف والغبار!

 

--113

إن هذا الموضوع ليس سوى إضاءات وإشارات

فكلما حسبت أن هناك ما يزاد فذاك حق، فإنما رمت اختصاره لا تفصيله

فما كان من صواب فمن الله محض فضل ونعمة

وما كان من خطأ وتقصير فمني ومن الشيطان

 

والعتب على من رآى مني أو مما كتبت شيئا يخالف شرع الله فلم ينطق، ولم ينصح يسيء الظن أني لا أقبله..

 

فيا أيها القارئ إن أسأت الظن بي فقد أصبتَ ولكن اعمل بأمر الله وانصح فإنما الدين النصيحة لعل الله يفتح بنصحك قلوبا قد علاها الصدأ وكساها الغرور والعجب والبطر وإن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يلق بها بالا تدخله الجنة فما يدريك لعل نصحك من ذلك.

 

وأسأل الله عز وجل أن يجعلنا ممن وافق قوله عمله فكثيرا ما يخالف قول المرء فعله ويعاني منه أحبابه ويحسب من لم يعرك أخلاقه أنه على شيء

 

فأستغفر الله من ذلك كله وعزائي أني بعيب نفسي معترفة وبلساني إلى إخواني معتذرة، وإن ما أخفاه الله عنكم أعظم ولكنه ستر الله الجميل...

 

وإلى الله أبرأ من حولي وقوتي وألجأ إلى حوله وقوته وبه أستعين.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

مطالعة كتب التنمية البشرية وعلم النفس

 

-- 78

لا ينبغي أن نرفض ابتداء مطالعة هذه الكتب والمراجع للاستفادة منها

ولكن كذلك لا ينبغي أن تكون هي المراجع الرئيسية في التحصيل ولا ينبغي الاعتماد عليها اعتمادا رئيسيا أو كليا.

بمعنى أن يكون القارئ على وعي جيد وعلم شرعي صحيح قبل أن يشرع في قراءتها بعقلية نقدية منصفة تعرف كيف تستخلص ما يفيد دون أن تتأثر بما يضر.

 

-- 79

هذه الكتب والمراجع مبنية على نظريات ودراسات ميدانية أجريت على أرض غير أرضنا وبيئة غير بيئتنا أو على الأقل أجراها قوم يفكرون بنمط نابع من بيئة غير بيئتنا وثقافة تختلف جذريا عن ثقافتنا

فالحياة التي تحكمها المادة ولم تعرف الإسلام تختلف عن حياتنا حتى لو كنا لا نعيش في دول إسلامية تلتزم بالإسلام الصحيح...يكفي أن أذكركم أننا نسمع الآذان، والقرآن!!

 

-- 80

لابد من الاحتراز

فهناك من أدمن تصديق كل ما هو مكتوب في هذه الكتب فتسبب في استيراد مشاكل لم تكن في مجتمعاتنا

 

--81

إن من يدرس السيرة بتفاصيلها دراسة عميقة متأملا أحوال النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته

ومن يدرس القرآن وتفسيره والسنة وشرحها قد لا يحتاج إلى أكثر من الاطلاع على الخطوط العريضة...أو حتى يمكننا أن نقول أنه لا يحتاج للاطلاع إلا لمعرفة فكر القوم فحسب.

 

فالقرآن شفاء الروح ينقي القلب وينشرح به الصدر

وسنة النبي صلى الله عليه وسلم فيها طرق ووسائل أفضل بكثير من كتب علم النفس وأكثر ملائمة للنفس البشرية

 

--82

لابد أن نعرف جيدا أن كثيرا ممن ألف في أبواب :" كيف تكون سعيدا" انتحر...

إنهم لم يستطيعوا شراء السعادة لأنفسهم لأنهم اعتمدوا على سعادة زائفة...

لم يعرفوا كيف تتناغم النفس البشرية وتتصالح مع نفسها مثلما علمنا القرآن

فإن هرقل وصف أهل الإيمان فقال:"وسألتك هل يرتد أحد سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه ، فزعمت أن لا ، فكذلك الإيمان حين تخلط بشاشته القلوب لا يسخطه أحد

 

--83

إن كتب التنمية البشرية ودوراتها الجاد منها يعتمد بالأساس على تنمية الأسباب وتهمل اعتماد القلب على الله - إلا من رحم ربي

وكثير منها يعتمد على بيع الوهم

ولأصحابها هيئة وسمت يختلف عما أراد الشرع منا الوصول لها فلابد من الانتباه لهذا جيدا

إن قراءة كتاب واحد من كتب ابن القيم يغني عن ألف كتاب من كتب التنمية البشرية وعلم النفس

 

ففي حين يعالج ابن القيم أعمال القلوب معتمدا على الكتاب والسنة ...نجد الكتب الأخرى تشرق وتغرب يمنة ويسرة

 

-- 84

إن التوكل والإيمان بالقدر والانكسار والتذلل والافتقار والاستعانة والخضوع والاستسلام والتواضع والاعتزاز بالشريعة وعزة المسلم على الكافر مع القسط إليه والإحسان، وذلته على المؤمن ولو اختلف معه.وغير ذلك مما قررته الشريعة الغراء...كلها معان سامية لا تعرفها كتب علم النفس والتنمية كما ينبغي.

رغم أن هذه المعاني تقي صاحبها تداعيات نفسية كثيرة نحن أحوج ما نكون لتجنبها ابتداء.

فإن الإسلام جاء ليخلص العباد من عبادة العباد ليرتقي بهم إلى عبادة رب العباد

والثقافة المادية اعتمدت أساسا على التخلص من عبادة رب العباد للتردي في عبادة المادة والذات والاعتماد على الأسباب

 

إن الدين الذي بأمر واحد يجعل من جمع فوضوي يتراص صفوفا مستقيمة بمجرد إقامة الصلاة هو دين رب عليم بما يصلح العباد نفوسا وأبدانا

 

 

--85

لابد من اليقين في سنن الله الكونية

فالغرب وإن بدا براقا بحضارته المادية ففي الواقع المرير قد تفشت فيهم الأوجاع والأمراض التي لم تكن في أسلافهم سواء النفسية أو البدنية

ففي حين أننا لا نسمع مصطلح "قاتل تتبعي" في بلاد العرب والإسلام، فإن هذا المصطلح معروف جيدا في بلاد الغرب.

 

والمقارنات لا تنضب بيينا وبينهم غير أن الإعلام وما أصاب الدول الإسلامية من وهن وهزيمة نفسية هو ما يجعل هذه الكتب لها رواجا بيننا

 

 

--86

أعجب لمن ترك الكتاب والسنة واتخذ هذا الغثاء نبراسا ومنهجا يتعبد في محرابه ثم ينظر في الكتاب والسنة فما وافق ما وجده هنالك أخذه وما عارضه طرحه.

 

إن الواقف على أرض الكتاب والسنة بهدي السلف الصالح ثم يطلع على هذه الأشياء فيستفيد منها بمقدار منصف يختلف تماما عن الصورة الأولى.

 

كما قال الرازي بعد أن جرب طرق أهل الكلام:

نهاية إقدام العقول عقال ....وأكثر سعي العالمين ضلال

وأروحنا في وحشة من جسومنا .....وغاية أمرنا أذى ووبال

ولم نستفد من سعينا طول عمرنا .....سوى أن جمعنا فيه قيل وقال

 

ثم اعترف أنه لا كلام بعد كلام الله يشفي الصدور

 

 

يتبع بالكلام عن الوسواس

 

أتمنى أن يكون واضحا أن الحديث في هذه المشاركات هو عن الكتب الغربية وليس عن الأبحاث التي اجتهد فيها علماء المسلمين أو نقح النقل من الكتب الغربية

 

وهذا تعقيب من أستاذتنا التوحيد عقبت به على موضوع آخر أضيفه للفائدة

 

ربما ذلك لأنكِ حصرتِ علم النفس على أوحال الغربيين, وكعادة الكثير منّا أن يتبادر إلى الذهن فرويد وأصحاب مدرسة التحليل النفسي بما فيها من إنحلالات عقدية وخلقية فور سماع كلمة: "علم النفس".

ورغم دورهم في تأسيس هذا العلم إلا أنه ليس حِكرًا عليهم, فقد برع الكثير من العلماء والباحثين المسلمين في هذا العلم وأنتجوا - بفضل الله - الكثير من الكتب والأبحاث والدراسات التي لا تعتمد على شيء مما وضعه وأسسه الغربيون.

ومن أمثال هؤلاء: الدكتور عبد العزيز النغيمشي جزاه الله كل خير ووفقه ونفع به, الشيخ الدكتور عبد العزيز الأحمد جزاه الله خيرا, والدكتور عادل العبد الجبار, نفع الله به وله جهود طيبة في الدعوة.

وغيرهم من الباحثين وأهل العلم المعاصرين الذين يبحثون العلم بأسلوب يختلف تمامًا عما نظن, وفي الحقيقة فإني أجد بعض طلاب العلم بحاجة لتثقيف أنفسهم والتعرف على أساليب الدعوة التي تعتمد على فهم نفسية والتعرف على شخصية من يدعوهم, حيث قد يصعب عليهم استنباطها من كتب ابن القيم أو لا يحسنون التطبيق من سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - فمثل هؤلاء المعاصرين يقدمون الكثير من النافع لهم بالتحدث مثلا عن تأثير المرحلة العمرية للطفل والمراهق والكهل وكيفية التعامل مع مواقف مستحدثة.

وإني أرجو الله أن يجعل هؤلاء الباحثين ممن قال فيهم ابن القيم - رحمه الله:

والعالمون بالله وكتابه ودينه عرفوا سبيل المؤمنين معرفة تفصيلية وسبيل المجرمين معرفة تفصيلية فاستبانت لهم السبيلان كما يستيبين للسالك الطريق الموصل الي مقصوده والطريق الموصل الى الهلكة فهؤلاء أعلم الخلق وأنفعهم للناس وأنصحهم لهم.

تم تعديل بواسطة ~ أم العبادلة ~

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم و رحمة الله وبركاته

 

جزاكى الله خير الجزاء اختنا الحبيبة

تم تعديل بواسطة نور سينا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

حزاك الله خيرا اختي ام العبادلة على النقل

وجزا الله خيرا صاحبة الموضوع

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×