اذهبي الى المحتوى
وأشرقت السماء

سماء تُمطر صواعق

المشاركات التي تم ترشيحها

post-121824-0-97125900-1334243234.gif

 

إنه يوم عادي مر بالقرية البسيطة . يوم كباقي الأيام في بدايه ولكنه ليس كباقيها في نهايته

منذ أن غردت العصافير فوق أعشاشها وانتشرت في سمائها وملأت أرجاء الكون بهجة وفرحة وأصوات تغاريد تعلو وتعلو . أشرقت شمس النهار الجميلة فغمرت الأرجاء دفئا وسرورا .

ابتدى اليوم ككل يوم كعادتي في كل صباح أتأمل الطبيعة الساحرة من حولي لتملأ قلبي صفاءً وسرورا .

لمحت بعيني الفلاح يحمل فأسه متجها نحو أرضه راضيا حامدا شاكرا لله نعمه .

بدأ يومنا بهمساته وضحكاته وأحيانا عبراته ومشاكساته .وانتهى

ولكن نهايته هذا اليوم غير . سكنت العصافير أعشاشها واختفى صوت البلابل الغناء

صعدنا لشقتنا في الطابق الثاني مع زوجي وابنتي البالغة من العمر عامان فقط . ما إن توجهت لسريرها لأضعها فيه وأنا أتحدث مع زوجي بصوت خافت جدا كي لا تستيقظ فإذا بأصوات تُشبه الإنفجارات تضرب أرجاء المكان . تكاد تصم الآذان

 

post-121824-0-80150100-1334243250.gif

 

فُزعت ابنتي كما فزعنا وانهارت كل قوانا حتى الأرجل لم تعد تستطيع الحركة ولو لخطوة واحدة ولكن ضوء رهيب يظهر من خلف نوافذ المنزل يا الله ما هذا ؟ سؤال سألته لزوجي ولكن ...

 

كانت الإجابة عندما فتح النافذة . فإذا بصواعق نارية تدخل علينا وتنهال كالمطر في كل مكان وعلى مرمى البصر وتعالت أصوات السكان بين مُتسائل وبين من صدمته صواعق النيران

 

ما إن فتحتنا النافذة حتى عدنا للوراء هربا من الصواعق التي تتطاير في كل مكان سألت زوجي ما هذا ؟ أهو يوم القيامة ؟!!!!!!!!!!!!!!!

 

قال لي إنها النهاية ... نهايتنا حقا إن لم تفصل الكهرباء

 

صرخت سائلة ما الذي يحدث ؟

 

إنها أسلاك أعمدة الكهرباء فشوارعنا أيها القراء لا يفصلها سوى متران ومليئة بأعمدة الكهرباء وملتصقة بمنازلنا وما تحمله من أسلاك . فتلامست الأسلاك مع بعضها فأمطرت علينا هذه الصواعق .

 

نعود للمشهد مرة أخرى ... ما إن قال زوجي هذا حتى قلت وأين المسئولين عنها ؟ وهو يحمل هاتفه ويحاول الوصول للمسئول عن هذه المهزلة فمن المفترض أنه بمجرد حدوث هذا أن تفصل الكهرباء فورا بمفردها ولكنها ما انفصلت !!!!!!!!!!!!!

 

هدئ زوجي من روعي قليلا ..قلت له هيا بنا ننزل مع الناس في الشارع

 

قال وأين سنذهب ما كُتب لنا سيكون . فصمت ونظرت لإبنتي وقلت لها عندما تسبقيني للجنة فاذكريني عند ربي ولا تنسيني ...

 

نظرت من النافذة الأخرى وأذهل عقلي مشهد الناس التي تجري وتتسارع وتبتعد عن مكان الصواعق وتستتر في أماكن بعيدة عن الأسلاك والأعمدة ولكن المشهد أشبه بيوم القيامة ... فهناك أخت تجري بغير نقابها ... وأخرى نست ابنتها الرضيعة في المنزل ... وآخر يجر والده العجوز جرا ....كل هذه المشاهد مع تزايد وتعالي أصوات الصرخات والصعقات .

 

مرت حياتي كشريط أمام عيني وسط الأحداث وأنا أتساءل في نفسي ... ماذا أنا قائلة لربي ؟!!!!

 

ازدادت دموعي وتعالى صوت نحيبي عندما تذكرت قول ربي عز وجل

 

﴿حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100)﴾ سورة المؤمنون

 

قلت في نفسي : رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت

 

ولكن هيهات هيهات ..

 

﴿فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (102)﴾

 

هل سأكون من المفلحين أم سأكون من ....

 

﴿وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (103) تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ (104)﴾

 

ازداد بُكائي وخوفي من لقاء ربي وظننت أنه حقا اقترب الوعد الحق

 

فإذا الأصوات تتعالي وقائل يقول لقد تكهربت المنازل وشعر الكل بماس كهربي لكن من فضل الله علينا ورحمته ولطفه بنا أن انقطعت الكهرباء فجأة فخر الناس في الأرض من مغشي عليه ومن ساجد لربه أنه أمهلنا مرة ثانية

من حامد وشاكر ... اللهم لك الحمد

 

 

يا الله لحظات مرت كعام كامل كلما تذكرتها شعرت وكأنها قطعة من أهوال يوم القيامة

 

فيها من العبر والعظات . كلما مِلت شيئا عن طريقي وضعت أمام عيني ذالك اليوم ليظل دائما نُصب عيني وفي ذهني

 

فإن أمهلك الله يوما فما تدري سيمهلك آخر أم لا ؟!!!.......

 

 

post-121824-0-74658500-1334243263.gif

  • معجبة 3

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بارك الله فيكى يا اشروقه سلمت يمينك حرم ربى اناملك على النيران

جزاكى الله خيرا على التذكره الجميله وما بها من مواعظ

اللهم اجعلنا حامدين شاكرين فرحين بيوم لقائه اميييييييين

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا أشروقة الحبيبة على القصة المؤثرة

اللهم اغفر لنا تقصيرنا وارحمنا برحمتك يا ارحم الراحمين

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

سماء الفردوس الحبيبة

ثروة الحبيبة

 

جزاكما الله خيرا على المرور العطر . اللهم آمين

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا أشروقة الحبيبة على القصة المؤثرة

اللهم اغفر لنا تقصيرنا وارحمنا برحمتك يا ارحم الراحمين

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بارك الله بكِ يا حبيبة على التذكرة الرائـــــعة

كم نحن في غفلة عن هذه اللحظات التي لا يجدي فيها الندم على ما فاتنا بل الرضى بما قمنا به من اعمل صالحات ومن صلاة ومن صدقة وعبادة فهل يا ترى نلنا في هذه الدنيا رضى الرحمن عنا ؟

نسال الله حسن الختام

ولكن المشهد أشبه بيوم القيامة ... فهناك أخت تجري بغير نقابها ... وأخرى نست ابنتها الرضيعة في المنزل ... وآخر يجر والده العجوز جرا ....كل هذه المشاهد مع تزايد وتعالي أصوات الصرخات والصعقات .

هي هذ اللحظات وهي عبرة لنا لنتذكر قول الله تعالى في سورة عبس (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ {34} وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ {35} وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ {36}) وقال في سورة المعارج (يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ {11} وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ {12} وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْويهِ {13} وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنجِيهِ {14}).

 

رباااااه رحمتكَ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا على القصة المؤثرة..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×