اذهبي الى المحتوى
~ أم العبادلة ~

أيها الملتزم .. لا تخدع نفسك

المشاركات التي تم ترشيحها

أيها الملتزم .. لا تخدع نفسك

هاني الشيخ جمعة سهل

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

هل أنت ملتزم ؟ قد يبدو السؤال غريباً أو مستفزاً ، لو سألتَ أحد الشباب الملتزمين هذا السؤال ربما نظر إليك بازدراء ولسانه حاله يقول : ألا تعرفني؟ أنا فلان، التزمت منذ سبع سنوات !

تعال معي نقف وقفة تأمل قصيرة نلقي من خلالها الضوء على هذه الحقيقة ، حقيقة الالتزام !

تعجبت كثيراً من مقولةٍ نقلها ابن القيم رحمه الله في كتابه (مدارج السالكين) عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى أنه كان يقول : (والله إني إلى الآن أجدد إسلامي كل وقت ، وما أسلمت بعد إسلاماً جيداً) !

من هنا أتساءل ، هل نحن ملتزمون حقيقة ؟ أم أننا نخدع أنفسنا بمظاهر الصلاح والاستقامة ونحن أبعد ما نكون عنها ؟!! قد يكون أحدنا إماماً لأحد المساجد ، أو مدرساً للقرآن الكريم ، أو موظفاً في مؤسسة إسلامية ، لكن هل هذا دليل كافٍ على استقامته وصلاحه ؟!

 

تعال معي نتأمل في حال بعض الملتزمين اليوم ، من خلال النقاط التالية :

- ملتزم لكنه لا يدري لماذا التزم ؟ رأى نفسه مع صحبة صالحة منذ صغره واجتمع بهم في المسجد أو في حلقات تحفيظ القرآن فظن أنه من الصالحين ، ولم يجدد نيته في سلوك هذا الطريق.

- ملتزم لكنه يرائي بكثير من أعماله الصالحة ، ولا يفتأ يخبر الناس بما فعل بعبارة صريحة أو بإشارة خفية.

- ملتزم لكنه يدخل إلى المسجد يوم الجمعة مع قول الخطيب : (إن الله يأمر بالعدل والإحسان ...)

- ملتزم لكنه قاطع لرحمه ، لا يزورهم ولا يسأل عن أخبارهم ، ولا يكاد يرى أحداً منهم إلا لماماً .

- ملتزم لكنه دائم التأخر عن صلاة الجماعة ، لا تراه إلا في آخر الصفوف يقضي ما فاته ، أما (الخشوع) فالثريا أقرب منالاً منه .

- ملتزم لكنه لم يحفظ القرآن حتى الآن ؛ فهو مشغول لا وقت له .

- ملتزم لكنه دائم العبوس ، مكفهر الوجه ، مقطب الجبين ، سيء الخلق ، إذا غضب رأيت وجهه كالليل إذا عسعس .

- ملتزم لكنه ما زال يصافح بعض النساء من أهله ؛ خوفاً من (الإحراج) !

- ملتزم لكنه ما زال يتابع المباريات المهمة في الدوري الأسباني ، وكأس العالم ، ومباريات الكأس المحلية !

- ملتزم لكن لسانه لا يسكت عن غيبة المسلمين ، والكلام في أعراضهم ، قد مكر به الشيطان فأوقعه في سوء عمله ، فولغ في أعراض العلماء والدعاة ، وأصبح لسانه يفري فيهم ليلاً ونهاراً ، وهو يرى أنها غضبة لله ، ودفاعٌ عن السنة ، وذبٌ عن منهج السلف ، ويبقى السؤال : أحقاً كان ذلك (لله) ؟ وما أصدق قول ابن القيم رحمه الله : (ومن العجب أن الإنسان يهون عليه التحفظ من أكل الحرام والظلم والسرقة وشرب الخمر ، ومن النظر المحرم وغير ذلك ، ويصعب عليه التحفظ من حركة لسانه ، حتى ترى ذلك الرجل يشار إليه بالدين والزهد والعبادة ، وهو يتكلم بالكلمات من سخط الله لا يلقي لها بالاً ، ينزل بالكلمة الواحدة منها أبعد ما بين المشرق والمغرب ، وكم ترى من رجل متورع عن الفواحش والظلم ولسانه يفري في أعراض الأحياء والأموات ، ولا يبالي ما يقول) !

- ملتزم لكنه تزبب قبل أن يتحصرم ، أغراه طلبه للعلم عدة سنوات فظن أنه علامة عصره ، ووحيد دهره ، فاغتر بذلك وأصيب بمرض التعالم ، وتجرأ على الفتوى في أمور لو عرضت على عمر بن الخطاب لجمع لها أهل بدر ! فترى الشاب الملتزم في زماننا يستطيع أن يفتي في أي مسألة ، فهو يتكلم عن مسائل الجهاد المعاصرة ، ويستطيع تنزيل أحكام التكفير على الأعيان ، ويصدر الأحكام على أهل العلم ، بل حتى على الجماعات والفرق ، بناء على ما أوصله إليه (اجتهاده)!

- ملتزم لكنه لا يقبل النصيحة ، فإذا نصحته تمعر وجهه ، وضاق صدره ، وتذمر منك .

- ملتزم لكنه ما زال مفتوناً بالدنيا ، فهو يتابع آخر الموضات ، ولا يستخدم إلا أحدث أجهزة الجوال ، ويبحث عن آخر موديلات السيارات ، وأغلى أنواع الساعات .

- ملتزم لكنه لا يتحمل البرامج الجادة ، فإذا كان البرنامج مرحاً ممتعاً بالنسبة له وجدته أول الحاضرين ، أما الدروس العملية والجلسات التربوية ، فلا يظهر له فيها أثر .

- ملتزم لكن الفوضى تملأ حياته ، فلا يلتزم بمواعيد ، ولا يعرف قيمة الوقت ، ولم يحدد أهداف حياته فضلاً عن التخطيط لها ومتابعة تنفيذها .

- ملتزم لكن ليس له تخصص واضح يسير عليه ، يخدم الدين من خلاله .

- ملتزم لكنه لا ينكر المنكرات ، يمر منذ الصباح بعشرات المنكرات في طريقه ، ومكان عمله ، ومع أصدقائه ، بل حتى في بيته ، فلا ينكر منها شيئاً ، بل ربما جالس أهل المنكر وهم على منكرهم .

- ملتزم لكنه متساهل ببعض المحرمات ، فهو يسبل إزاره أحياناً ، خصوصاً في وقت العمل ، ولا يجد بأساً في المزاح مع المرأة الأجنبية ، كما أنه لا يبالي بسماع موسيقى الأخبار ، ولا يتورع عن النظر إلى بعض الصور المحرمة على الفيس بوك .

- ملتزم لكن لا حظ له من قيام الليل ، وليس له ورد يومي من القرآن ، وليس له دروس ثابتة في طلب العلم ، ولا يحرص على الأذكار ، والسنن الرواتب ، ولا تدمع عينه من خشية الله .

أليس هذا هو حال كثير من الملتزمين اليوم ؟!!

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بارك الله فيك على الكلام الطيب والموعظة الحسنة

 

للأسف.. هذا حال كثير من الملتزمين الا من رحم ربي

 

وقد تعجبت من مقول ابن القيم

 

مقولةٍ نقلها ابن القيم رحمه الله في كتابه (مدارج السالكين) عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى أنه كان يقول : (والله إني إلى الآن أجدد إسلامي كل وقت ، وما أسلمت بعد إسلاماً جيداً) !

 

هم اهل الخير ويقولون هكذا... فما بالنا نحن

 

اللهم حسن احوالنا ... واعنا على تغيير ما في نفوسنا

 

لا حرمك الله الاجر

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

لا حول ولا قوة الا بالله

اسأل الله الهداية لنا جميعا

بارك الله فيك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

 

جزاكِ الله خيرًا أختي الحبيبة على النقل الموفق

موضوع قيم يحتاج تأمل

فكل نقطة تحتاج لتفكر و مراجعة للنفس من خلالها

نحتاج من حين لأخر أن نتوقف مع أنفسنا و نراجع التزامنا لتدارك التقصير و نراقب طاعاتنا لنجدد النية

نساأل الله أن يجدد الإيمان في قلوبنا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

موضوع مميز غاليتي..

 

بالفعل هذا حال الملتزمين هذه الأيام

 

حتى وأننا نحن أيضاً قد نقع في أحدها

 

نسأل الله الهداية لنا ولهم..

 

بارك الله فيكِ..نقل طيب..

 

لا تحرمينا جديدك..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بوركتِ

تم تعديل بواسطة QQ عناقيـــــد QQ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

باركـ الله فيكـ

موضوع مهم .. فعلا وللاسف هذا حال الكثير منا!

 

 

 

 

- ملتزم لكنه تزبب قبل أن يتحصرم ، أغراه طلبه للعلم عدة سنوات فظن أنه علامة عصره ، ووحيد دهره ، فاغتر بذلك وأصيب بمرض التعالم ، وتجرأ على الفتوى في أمور لو عرضت على عمر بن الخطاب لجمع لها أهل بدر ! فترى الشاب الملتزم في زماننا يستطيع أن يفتي في أي مسألة ، فهو يتكلم عن مسائل الجهاد المعاصرة ، ويستطيع تنزيل أحكام التكفير على الأعيان ، ويصدر الأحكام على أهل العلم ، بل حتى على الجماعات والفرق ، بناء على ما أوصله إليه (اجتهاده)!

 

منذ يومين واحدة من صديقات الدراسه تقول "ان الحوار مع بعض المغفلين والحمقى متعب لكنه يهون في سبيل مصر الحبيبه" حين جلست مع بعض الاخوات لهن راي مخالف لما ترى هي في شأن انتخابات مصر !

سبحان الله,, اصبح من يخالفك الرأي مغفلا او احمقا وهو مجرد رأي في امر دنيوي! من يظنون انفسهم !

<

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×