اذهبي الى المحتوى
~ أم العبادلة ~

طالبة العلم المتزوّجة وطوقُ النّجاة (تلاوةُ كتابِ الله)

المشاركات التي تم ترشيحها

(5) طالبة العلم المتزوّجة وطوقُ النّجاة ، وسبيلُها للسّداد في حياتها الزّوجية ( تلاوةُ كتابِ الله ) ..

 

على أخيّتنا المُباركة أن تُدركَ أهميّةَ أن تجعلَ لكتابِ اللهِ سُبحانَه نصيباً -لا يتبدّل لغيره- من وقتِها ، ولتعلم أنّهُ سبيلُها للسّدادِ والرّعايةِ والتّوفيقِ والرّشاد في سائرِ شؤونِ حياتِها ..

 

ولا تستغرب من انصرفتْ عن تلاوةِ كتاب الله ، وعن اللّهج بذِكْرهِ سُبحانه من محاصرة الهمِّ والضّنكِ لها في أكثرِ أيّامِها!!

 

فمن انشغلَ عن اللهِ سُبحانه ، وما يُقرِّبُ إليه من عبادات ؛ حريٌّ بإبليسَ أن يستولي على عقله ووجدانه ، ويأخُذ بمجامعهما ، فيسوءَ حالُه ويتكدّرَ عليهُ عيشُه ؛ لانصرافه عمّا يقرّبه منهُ سُبحانه ، ويشفي همومَ صدره!

 

لذا فمن استحكمَ الشّيطانُ على عقلها ، حتّى جعلها تظنّ أن ثمّة مُشغلات ومسؤوليّات ؛ تحولُ دونها وقراءة وردها من كتاب الله لمثلها يُقال:

أنتِ -واللهِ- على خطرٍ عظيمٍ مُحدِق! والشّيطان باتَ يحيكُ لك! ويجتهد عليك!

فتنبّهي ... تنبّهي ... واحذري ..

 

فإنّك إن أطعتِه وانضممتِ لحزبه ؛ خسرتِ على هذا خُسراناً مُبينا ..

 

لا نقول للأخت أن تبدأ التزامها بالورد اليوميّ بثلاثة أجزاء أربعة ، وإنّما تبدأ بالقليل : عشر صفحات كل يوم ، هذا أقلّ القليل ، وبالأخصّ لمن كان تحتها أبناء ، بحاجة لرعايتها ووقوفها إلى جانبهم أكثر الوقت! أمّا الأخت المتفرّغة ؛ ففرصتُها أكبر للاستطراد في القراءة والتأمُّل بآيِ الكتاب ..

 

ولمّا أن تداومي على هذا الكمّ ؛ زيدي عليه شيئاً فشيئاً إلى أن تعتادي الذي تجدينَ معه كمالَ التّلاوة والتدبُّر ..

 

وتلاوة القرآن الكريم على الحقيقة تصيرُ مع الوقتِ عادةً عندَ الشّخص لا يستطيع ألبتّة أن يستغنى عنها! ولا يظنّ ظانّ أنّ مقصودي هُنا العادة المضادّة للعبادة ؛ إنّما المقصد أنّها تصيرُ أمراً مُسلَّماً بديهيّاً كغيرها من العادات التي تُصنع في اليوم والليلة ..وإلّا فهي -بلا شك- عبادة من أعظم العبادات وأجلّها وأسماها ..والنيّة تحولُ دونَ كونِها عادة!

 

وإلى كلِّ أختٍ لم تزل إلى الآن ، تضعُ لنفسها مُبرِّرات ، وتقول : ولكن ، وأنا ظرفي ، ومشاغلي ووو! نقول:

أي أخيّة ، قولي - بربِّك- أيّةُ مشاغلٍ هذه التي تُشغلك عن كتاب الله!؟

كيفَ تنصرفينَ عنهُ إلى سواه!؟

 

الكتاب الذي أنزلهُ ربُّ العالمين! على خيرِ خلقِ الله! من فوقِ سبعِ سماوات! مع الرّوح الأمين!

حسبُكِ تأمُّلاً في هذه! تكفيكِ!

 

يكفيك من وقت الليل والنّهار ، وقتُ السَّحَر! الوقت الذي تكونُ القلوب والأنفسُ فيه أكثر ما تكون هدوءاً واطمئناناً ..

 

فبعدَ صلاة الفجر ، تناولي مصحفك واقرئي وِردك ، وعيشي مع آياتِ الله تعالى وتذوّقي حلاوةَ تلاوتها ، عيشي لحظاتٍ إيمانيّةٍ مع كتاب الله ، تنقّلي بينَ أسطُرِه وصفحاتِه وتأمّلي ما بين طيّاته :

 

من أخبارِ الأممِ والقرونِ الغابرة ، وما آلَ إليهِ أمرُهم ؟

و رحلة الأنبياء والمرسلين معَ أقوامهم وما وجدوا منهم وعانوا معهم ليوصلوا إليهم دعوة الله الخالدة؟

وقصص الصّالحين والصّالحات والعابدين والعابدات الذي صدقوا اللهَ فصدقهم!

والحكم الرّبانيّة واللطائف الإلهيّة التي أوجدها وأظهرها للبشر ليدركوا رحمته البالغة وعظيمَ حكمته!

تأييدَهُ سُبحانه لأهل الحقّ ودحره لأهل الباطل بعدَ أن يميزهم اللهُ سُبحانه ويُظهرَ عوارهم!

وغيرها كثير من الوقفات التي تأسرُ قلبَ ولُبَّ أخيّتنا وهي تتلو آيَ كتابِ الله سُبحانه بقلبٍ مُبصِر!

 

كنتُ قد قرأتُ في كتاب: "أخلاق أهل القرآن" للآجري ص 77 كلاماً في غاية الرّوعة ، ثمين جداً جداً ..

منه يتبين للأخت المُسلمة كيف تتلو القرآن حقّ التلاوة ؟

 

قال الله عز وجل: ﴿الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ﴾ ..

قيل في التفسير : يعملون به حقّ عمله .

 

* فينبغي لمن أحبّت أن تكون من أهل القرآن ، وأهل الله وخاصته ، وممن وعدهم الله من الفضل العظيم أن تجعل القرآن ربيعا لقلبها ، تعمر به ما خرب من قلبها، وتتأدّب بآداب القرآن ،

وتتخلّق بأخلاق شريفة ، تَبِينُ بها عن سائر الناس ممن لا يقرأ القرآن .

 

* فأول ما ينبغي لها :

أن تستعمل تقوى الله عز وجل في السّر والعلانية ، باستعمال الورع في مطعمها،

ومشربها، وملبسها ، ومكسبها ، وتكون بصيرة بزمانها وفساد أهلها ،

فهي تحذرهم على دينها ، مقبلة على شأنها ، مهمومة بإصلاح ما فسد من أمرها ، حافظةً للسانها ، مميّزةً لكلامها .

* إن تكلمت : تكلمت بعلم، إذا رأت الكلام صوابا .

* وإذا سكتت: سكتت بعلم، إذا كان السكوت صوابا .

 

* قد جعلتِ القرآن والسنة والفقه دليلها إلى كل خُلُق حسن جميل، حافظةً لجميع جوارحها عما نُهيت عنه، إن مشت مشت بعلم، وإن قعدت قعدت بعلم، تجتهد ليسلم الناس من لسانها ويدها .

 

* تلزم نفسها بر والديها، فتخفض لهما جناحها، وتخفض لصوتهما صوتها، وتبذل لهما مالها، وتنظر إليهما بعين الوقار والرحمة، تدعو لهما بالبقاء ، وتشكر لهما عند الكبر، لا تضجر بهما، ولا تحقرهما، إن استعانا بها على طاعة أعانتهما، وإن استعانا بها على معصية لم تعنهما عليها .

 

* تصحب المؤمنات بعلم، وتجالسهم بعلم، من صحبها نفعها،

حسنة المجالسة لمن تجالس، إن علّمت غيرها رفقت بها .

 

* إن أُصيبت بمصيبة، فالقرآن والسنة لها مؤدبان، تحزن بعلم، وتبكي بعلم، وتصبر بعلم، وتتطهر بعلم، وتصلي بعلم، وتزكي بعلم، وتتصدق بعلم، وتصوم بعلم، وتحج بعلم، وتجاهد بعلم،

 

* تتصفح القرآن لتؤدب به نفسها ، ولا ترضى من نفسها أن تؤدي ما فرض الله عز وجل عليها بجهل، قد جعلت العلم والفقه دليلها إلى كل خير.

 

* إذا درس القرآن فبحضور فهم وعقل، همتها إيقاع الفهم لما ألزمها الله عز وجل من إتباع ما أمر، والانتهاء عما نهى،

* ليست همتها متى أختم السورة ؟!!

همتها متى استغني بالله عن غيره ؟

متى أكون من المتقيات ؟

متى أكون من المحسنات ؟

متى أكون من المتوكلات ؟

متى أكون من الخاشعات ؟

متى أكون من الصابرات ؟

متى أكون من الصادقات ؟

متى أكون من الخائفات ؟

متى أكون من الراجيات ؟.

.............................. ..............

* متى أزهد في الدنيا؟

متى أرغب في الآخرة؟

متى أتوب من الذنوب؟

متى أعرف النعم المتواترة، متى أشكر الله عليها؟

متى أعقل عن الله - جلت عظمته - عن الخطاب؟

متى أفقه ما أتلو؟

متى أغلب نفسي على هواها؟

متى أجاهد في الله - عز وجل - حق الجهاد؟

متى أحفظ لساني ؟

متى أغض طرفي؟

متى أحفظ فرجي؟

متى استحيى من الله - عز وجل - حق الحياء؟

 

* متى اشتغل بعيبي، متى أصلح ما فسد من أمري؟

متى أحاسب نفسي؟.

.............................. ....................

 

* متى أتزود ليوم معادي؟

متى أكون عن الله راضية؟

متى أكون بالله واثقة؟

متى أكون بزجر القرآن متعظة؟

متى أكون بذكره عن ذكر غيره مشتغلة؟

متى أحِبُّ ما أحَبَّ؟

متى أبغض ما أبغض؟

متى أنصح لله؟

متى أخلص له عملي؟!!

 

 

* متى أقصِّر أملي؟؟

* متى أتأهب ليوم موتي وقد غيب عني أجلي؟

متى أعمر قبري؟

متى أفكر في الموقف وشدته؟؟

* متى أفكر في خلوتي مع ربي؟

متى أفكر في المنقلب ؟!

 

* متى أحذر ما حذرني منه ربي من نار حرُّها شديد وقعرها بعيد، وغمها طويل؟

 

- لا يموت أهلها فيستريحوا.

- ولا تقال عثرتهم .

-ولا ترحم عبرتهم.

- طعامهم الزقوم.

- وشرابهم الحميم.

- كلما نضجت جلودهم بُدِلوا غيرها ليذوقوا العذاب.

- ندموا حيث لا ينفعهم الندم.

- وعضّوا على الأيدي أسفاً على تقصيرهم في طاعة الله عز وجل، وركوبهم لمعاصي الله تعالى.

 

فقال منهم قائل: ﴿ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي ﴾ ..

وقال قائل : ﴿ رَبِّ ارْجِعُونِ .. لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ﴾ .

وقال قائل : ﴿ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا ﴾ .

وقال قائل : ﴿ يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا ﴾ ..

وقالت فرقة منهم: ﴿ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا ﴾ ..

 

فهذه النار ؛ يا معشر المسلمين ؛ يا حملة القرآن ، حذرها الله المؤمنين في غير موضع من كتابه !!

فقال عز وجل: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ ..

وقال عز وجل : ﴿ وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ﴾ ..

وقال عز وجل : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ ..

 

ثم حذر المؤمنين أن يغفلوا عما فرض عليهم، وما عهده إليهم، أن لا يضيعوه، وأن يحفظوا ما استرعاهم من حدوده، ولا يكونوا كغيرهم ممن فسق عن أمره، فعذبه بأنواع العذاب .

وقال عز وجل : ﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ ..

ثم أعلَمَ المؤمنين أنه لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة !!

قال عز وجل: ﴿ لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴾ ..

 

 

فالمؤمنة العاقلة إذا تلتِ القرآن :

* استعرضتهُ .

* فكانت كالمرآة ترى بها ما حُسن من فعلها، وما قبح فيه .

* فما حذرها مولاه ؛ حذرته .

*وما خوفها به من عقابه خافته .

*وما رغبها فيه مولاها رغبت فيه ورجته .

فمن كانت هذه صفتها، أو ما قارب هذه الصفة ؛

 

فقد تلته حق تلاوته، ورعته حق رعايته،كان لها القرآن شاهدا،

وشفيعا، وأنيسا، وحرزا، ومن كان هذا وصفها (نفعت نفسها، ونفعت أهلها) وعادت على والديها، وعلى ولدها كل خير في الدنيا والآخرة .

 

فبعدَ هذا أخيّة ... يا من جُعلتِ تحتَ صفِّ الإسلامِ وأهله!

 

أليسَ من أقلِّ ما يمكن أن تصنعيه في جنابِ هذا الدّين أن تُرتّلي الكتاب الذي أنزله اللهُ على نبيّك وتعيه وتفهميه حقّ الفهم !!؟ لتحظَي برضى اللهِ عنك وتوفيقه لك وتسديده لسيرك في حياتك الزوجيّة وسائرِ شأنِك !!؟ ..

 

مقتبس من

 

حديثي لأخواتي طالباتِ العلم المُستجدّات في الزّواج ...

  • معجبة 2

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

كلامٌ نفيسٌ عظيم للشّيخ/ عبد الكريم الخضير، قرأتُه في سالفِ العهد ؛ فتأثّرتُ لهُ كثيراً ، أرى أن أعرِضَهُ على أخيّاتي:

كتابٌ عظيم لا تَنْقضِي عَجائِبُه ..

ابن القيم يقول:"أهل القرآن هم العالمون به ، العاملون بما فيه وإن لم يحفظوه عن ظهر قلب - ، وأما من حفظه ولم يفهمه ولم يعمل بما فيه فليس من أهله وإن أقام حروفه إقامة السهم".

 

هذا الموضوع يحتاج إلى بسط ، يحتاج إلى وقفة طويلة ، ويحتاج إلى مزيد من العناية ؛ لأنه يلاحظ على كثير من طلاب العلم هجر القرآن .

هجرَ القرآن كثيرٌ من الإخوان ؛ نعم ، قد تجده حافظ ؛ حرص في أول عمره على حفظ القرآن ثم ضمن الحفظ وترك القرآن يكفي هذا ؟ لا يكفي .

 

وتجد بعض الإخوان - مع الأسف الشديد - عوام المسلمين أفضل منه بالنسبة لكتاب الله ، بعض الناس لا يفتح المصحف إلا إذا قُدر أنه حضر قبل الإقامة بدقائق بدل ما يضيِّع الوقت يقرأ القرآن ، فالقرآن كأنه عنده فضلة على الفرغة ، وبعض الناس من رمضان إلى رمضان .

 

لكن الإنسان إذا التزم ورداً معيناً لا يفرط فيه سفراً ولا حضراً ، وقد عرفنا من الناس وهو مسافر في طريقه من بلد إلى بلد إذا جاء وقت الورد* على جنب يقرأ حزبه ، وإذا انتهى واصل سفره .

 

الدنيا ملحوق عليها يا أخي ، ما هناك أمر يفوت ، المسألة أنفاس معدودة تتوقف مثلما انتهت* ، وخير ما تصرف فيه الأعمار كتاب الله -جل وعلا- .

 

هو الكتاب الذي من قام يقرأه *** كأنما خاطب الرحمن بالكلمِ

 

كتاب عظيم لا تنقضي عجائبه ، فيه حلول لجميع المشاكل ، فيه عصمة من الفتن ، والناس أحوج ما يكونون في هذه الظروف إلى الرجوع إلى كتاب الله -جل وعلا- .

 

على كل حال بعض الناس يشق عليه جداً أن يرتل وتعود الهذّ ، هذا يهذ ؛ ما في بأس ؛ لكن على ألا يهمل التدبر ، لا أقول : مع الهذ لأن هذا ما يصل إليه إلا بعد مراحل ؛ لأنا عرفنا أناس يقرؤون القرآن في يوم ويبكون من قراءته ، هؤلاء تجاوزوا مراحل .

 

هذا الشخص اللي في البداية ويقول : الترتيل صعب عليه..؛ لأن بعض الناس إذا عرف النتيجة والمحصلة التي قرأها في هذا اليوم خمسة أجزاء ، ستة ، عشرة ، نشط ؛ لكن إذا رتل وتدبر في النهاية جزء هذا يكسل ، نقول : هذا لا بأس هذّ ، وحصّل أجر الحروف ، وخلي لك ختمت تدبر ، ولو كانت في السنة مرة ، اقرأ في هذا اليوم ورقة واحدة بالتدبر ، وامش على طريقك .

 

الحافظ ابن كثير -رحمه الله تعالى- ترجم لشخص يقرأ القرآن في ثلاث ، ديدنه عمره كله ، وله ختمة تدبر أمضى فيها عشرين سنة ، وبقي عليه أقل من جزء من القرآن ، توفي ولما يكملها ، فلا هذا ولا ذاك .

يعني المسألة تحصيل الحروف والنشاط لقراءة القرآن يحصل بالهذ بلا شك ، لاسيما من تعود عليه ، والتدبر يجعل له وقت ولو يقرأ في كل يوم ورقة واحدة بالترتيل والتدبر والتفكر والاستنباط ، ويتفهم كلام الله ، ويراجع على هذه الورقة ما يعينه على فهم كتاب الله -جل وعلا- .

 

نعم في حديث : (( لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث )) حمله أهل العلم على من كان ديدنه ذلك ، وأما من استغل الأوقات الفاضلة ، والأماكن الفاضلة في أوقات المضاعفات مثل هذا لا يتناوله مثل هذا الحديث ، على أن الناس يتفاوتون في هذا ، يعني إذا وجه هذا الكلام لعموم المسلمين نعم لعموم المسلمين لا يفقهون إذا قرؤوا ، لكن شخص متفرغ لقراءة القرآن ، يقول : أنا عندي استعداد أجلس بعد صلاة الصبح وأقرأ خمسة أجزاء ، وأجلس بعد صلاة الظهر واقرأ خمسة ، وأجلس بعد صلاة العصر وأقرأ خمسة نعم من غير مشقة بحيث يختم في يومين ، نقول : لا يا أخي أنت خالفت الحديث لا تقرأ الظهر ، اترك القراءة على شان تختم في ثلاثة أيام ، هذا حل ؟! ، هل هذا مراد النبي -عليه الصلاة والسلام - من هذا الحديث ؟ نعم ، نعم يحل المسألة لو قيل له : اقرأ القرآن ، اقرأ بدل خمسة بعد صلاة الصبح ثلاثة ، بس على الوجه المأمور به ، بعد صلاة الظهر بدل خمسة اقرأ ثلاثة ، أما أن يقال له : اترك القراءة في وقت من هذه الأوقات لتقرأ القرآن في ثلاث ما هو بهذا المراد قطعاً ، نعم .

 

أما الذي يستطيع أن يقرأ القرآن على الوجه المأمور به ويكون ديدنه ، قراءة ترتيل وتدبر ولو قلّت قراءته ؛ هذا أفضل ، هذا أفضل واختيار أكثر أهل العلم ؛ لكن بعض الناس ما يستطيع يقرأ بالترتيل ، الذي تعود على الهذ ما يستطيع يقرأ بالترتيل ، لا بأس يقرؤه في شهر ، إيش المانع ؟ ، يقرأ على الوجه المأمور به كل يوم جزء أنفع له بكثير ، أنفع لقلبه ؛ لأن هذه الطريقة هي المحصلة للإيمان واليقين كما قال شيخ الإسلام ، وهذا هو الذي.. ، أُنزل القرآن من أجل هذا ؛ لكن من فضل الله -جل وعلا- أنه رتّب الأجر على مجرد النطق بالحروف ، إذا فاته طريقة أدرك طرائق - إن شاء الله تعالى - ، وهو على خير على كل حال .

 

http://www.khudheir.com/ref/2676

 

 

مقتبس من

 

حديثي لأخواتي طالباتِ العلم المُستجدّات في الزّواج ...

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

رحلتي المستمرّة معَ حفظِ كتابِ الله تعالى ..

 

في الشّهر الثّاني من زواجي التحقت بإحدى دور القُرآن ، استمررتُ فيها ثلاثة أشهر ، ثُمَّ توقّفت ؛ لمشقّة المواصلات لتيكَ المنطقة!

بعدَها مباشرة التحقت بأكاديميّة تاج العالميّة لحفظِ كتاب الله تعالى هُنا على الشّبكة ، وتوقّفت بعدَ شهرين من ارتباطي بها ؛ غفلةً وإهمالاً منّي ..

بعدَها نسّقت مع إحدى رفيقاتي القريبات من بيتي ، أذهب إليها وأقوم بالتّسميع عندَها ؛ ما مكثت إلّا وبلغني كونَ البناية التي تسكّن بها فيها أشخاص غير أسوياء ..

ثمّ نسّقتُ مع إحدى أخيّاتي هُنا على الشّبكة عبر إحدى برامج التّواصل ؛ لنقوم بالتّعاون على الحفظ معاً ؛ فحالَ تناوبُ الظّروف على كليْنا من الاستمرار ..

ثمّ عزمتُ بعدَها على وضعِ برنامجٍ لي في الحفظ ، أقوم بالاستيقاظ فجراً ، أحفظ ثمّ أنام ، وأستيقظ أسمِّع لنفسي مُباشرة! استمررت على هذا البرنامج أيّام قلائل ، ثمّ توقّفت ؛ لارتباطي بسفرِ والدايَ وبقاءي عندَ إخوتي ..

 

حينَ وقفتُ وقفةً فاحصة ، وتأمّلتُ التنوَّعَ الذي سرتُ عليه في أيّامي الفائتة ؛ وجدتُنا معاشرَ بني الإنسان كثيراً ما نستعجِلُ تحقيقَ الأهداف دونَ نظرٍ في الأسلوبِ الأنسب ، ودونَ استخدامٍ للحكمة في تجاوزِ العراقيلِ والعوائق التي تعترضُ الطّريق!

 

ومن تشخيصي للإشكال ، أرى أنَّ اللوم بعدَ إلقائه على (عجلة) هذه النّفس يُلقى على الرّفاق والجهات المعنيّة!

 

إذ حفظُ كتابِ الله إن لم يكُن فيه تعاون وتشارك .

 

وإن تمَّ وتمكّنَ منهُ صاحبه ؛ فما ذاكَ إلّا توفيقُ الله سبحانه ومَنّه على صاحبه ، وتوفيقه لعلوِّ همّته!

 

في المُقابل لا أظنّ إحداكُنّ تختلفُ معي في كونِ الشّخص حينَ ينضمّ لجهةٍ مُختصّة ضمنَ جماعةٍ واحدة وكتلةٍ واحدة ؛ مثل هذا ؛ يتيسّر عليهِ ضبطُ الحفظ ، ويسهُل عليهِ السَّير على ذاتِ الوتيرة ؛ لكونِه وجدَ من يشدّ من عضدِه ، ويرافقهُ في مسيره!

 

وما أحسنَ قولَ القائل: المرء ضعيفٌ بنفسِه ، قويٌّ بإخوانه ..

 

لكن من أكثرِ ما يُتأسَّف عليه أن تجدَ مثلَ تيكَ الجهات متواجدة إلّا أنّها قد نأت عن الطريق السويّ ، وكان نظامُها في التّحفيظ بعيداً كُلّ البُعد عن الصّواب!

 

فعندنا في بلادِنا أجد مراكز التّحفيظ متوفّرة وموزّعة في مناطق متفرّقة ؛ لكنّني أكاد أجزم أنّها لا تُخرِّج حُفاظاً لكتابِ الله (بحق)! وإنّما الذي رأيتُه من خلال ارتباطي بتيكَ المراكز زمناً أنَّ الهدفَ الأوّل عندَها تكثيرُ الصّفحات في اليوم ليسَ إلّا! مع وجود بعض الاستثناءات!

 

أذكر أنّي أجريتُ وبعضَ رفيقاتي مقابلةً مع إحدى المُسؤولات عن أكبر مراكز التّحفيظ في مدينتنا ، طرحتُ عليها تساؤُلا كثيراً ما حكّ رأسي :

 

" لماذا عدمُ الاهتمام من مراكز التّحفيظ بالتمكين والمراجعة بقدر اهتمامِها بالحفظ"!؟

 

أجابتني في الحال بعبارة مازلتُ أذكرُها لهذه الساعة لشدّة عجبي منها! ، قالت:

" هدفُنا الآن هوَ عجنُ العجين ، وبعدَها نخبز هذه العجينة"!!!

 

مع العلم أن المجمّع القرآني هذا وهو يُعتبر الرّئيس ، قد خرَّجَ حافظات-زعماً- خلال -العطلة الصيفيةّ - ؛ أي حفظنَ كتابَ الله عن ظهرِ قلب في ثلاثة أشهر!

 

وقد ذكرت المديرة -أمامنا- أنّ الطّالبات عندَهم يحفظون في -اليوم الواحد- 10 ، 15 ،20 صفحة!

بل إنّ إحدى الطّالبات قد حفظت 40 صفحة (جزأين) في يومٍ واحد! وياليتهم يراجعونَه لها!

 

كانَ ذاكَ سببُ أسفي على حالِ المراكز والتجمُّعات القرآنيّة المنظّمة!

وأسفي على أخيّاتِنا وهُنّ فرِحات في حفلِ تخرُّجهنّ ، وهُنَّ يرتدينَ تاج (الحافظة لكتاب الله)!

 

وما علمت هذه وتلك أنَّهن رُغمَ خيريّة ما اجتمعن ورفيقاتِهنّ عليه ، وحُسنِ تنافسهنّ في مثلِ تيكَ الأيّام أنَّ تيكَ العجلةَ في الحفظ رُغمَ قضاءِ ذاكَ الوقت عليه ، لا يُغني ولا يُسمن من جوع ، إن لم تعقبه مراجعة أوليّة مستمرّة ؛ تُعين على رسوخ الحفظ وثباته في الصّدور!

 

فتجد تيكَ -الحافظة- على -حدّ علمِها ومن حولَها- حينَ طَرْحِ آيةٍ من كتابِ الله وسؤالِها عن تتمّتها ، أو السّورة التي وُجِدَت فيها ؛ تجدها لا تملك حتّى أن تُتمّ كلمةً واحدةً منها ، هذا إن كانت تذكرُ هذه الآيةَ أصلاً!

 

حينها تنظر هذه الأخت لتلك الأيّام ، التي قضتها في الحفظ والمنافسة وووو ؛ فتُدرك في الحال أنّها جنت على نفسِها بعجلتِها تلك ؛ فغدت كالذي كان ينفخُ في قِربةٍ مشقوقة!

 

لذا فوصيّتي لنفسي وأخيّاتي: أن لا يستعجلنَ حفظَ كتابِ الله وأن يتأنّينَ في الحفظ ، وليكن همُّهُنّ في مراجعةِ المحفوظ بادئَ ذي بدئ أكثرَ من همّهنّ في الحفظ الجديد ، وليحذرنَ عثرةَ الحافظ (المُراجعة) ؛ وليُدركنَ أنَّ حفظَ كتابِ الله عبءٌ ثقيل وقولٌ لا بُدَّ لهُ من ضبطٍ وفَهم!

 

لتعلمي أخيّة أنَّ الحافظَ لا بدّ أن يضبطَ كلامَ ربّه يحفظهُ بحق!

 

تأنّي ... تريّثي .. واحفظي بأناةٍ ورويّة! ولا تستعجلي فراغك من الحفظ!

 

في معجم: اللغة العربية المعاصر :

• حفِظ الكتابَ ونحوَه: استظهره عن ظهر قلب " حفِظ القرآنَ / القصيدةَ " ?

حفِظَه عن ظهر قلب: نصًّا دون تغيير ، طُبع في ذاكرته .

 

وفي المعجم الوسيط :

حَفظَ الشيء حَفظَ َ حِفْظًا : صانَه وحَرَسه .

ويقال حَفِظَ المالَ .

وحَفِظَ العَهْدَ : لَمْ يَخُنْه .

و حَفظَ العِلْمَ والكلامَ : ضبطه ووعَاه .

فهو حافظٌ أو حَفيظ .

ومنه : من حفِظ حُجَّة على من لم يَحْفظ .

 

فيا أخيّة لا تستعجلي الحصاد ، ولتكوني حكيمةً في نثرِ البذر ، وسقي الزّرع ؛ حتّى تؤتي ثمارُك أكُلَها بإذنِ ربِّها ..

 

هذا وبالله التّوفيق وعليهِ التُّكلان ..

 

وكتبتها الطّويلبة / عشيّةَ يوم الإثنين الموافق لـ 12-8-1433 هجريّة .

 

مقتبس من

 

حديثي لأخواتي طالباتِ العلم المُستجدّات في الزّواج ...

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاكى الله خيرا

 

ننوى ان شاء الله

 

الله المستعان

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

آآآآهٍ كم لامست قلبي هذه الكلمات ))):

جزى الله خيراً من سطرت هذه الحروف ومن خاطبت قلوبنا قبل أعيننا وقلوبنا..

جزاها الله خير الجزاء

وغفر الله لنا تقصيرنا، اللهم آمين

ذاك هو مربط الفرس: "المرء ضعيفٌ بنفسِه ، قويٌّ بإخوانه".. (بعد توفيق الله سبحانه وتعالى)

فيارب يا رحمن، لا تحرمنا تلك الصحبة الطيبة التي تأخذ بأيدينا وتعيننا كي نتنافس على الطاعات وعلى تلاوة كتاب الله وحفظه وتعاهده..

مقالة تستحق أكثر من قراءة، لما فيها من المعاني الجميلة الطيبة

بارك الله في أختنا الطويلبة وفيك أختي الغالية أم العبادلة على نقلها لنا..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاك الله خيرا امومة

نقل قيم يا غاليه

 

 

فمن انشغلَ عن اللهِ سُبحانه ، وما يُقرِّبُ إليه من عبادات ؛ حريٌّ بإبليسَ أن يستولي على عقله ووجدانه ، ويأخُذ بمجامعهما ، فيسوءَ حالُه ويتكدّرَ عليهُ عيشُه ؛ لانصرافه عمّا يقرّبه منهُ سُبحانه ، ويشفي همومَ صدره!

 

 

صدقتي فعلالالالالالالالا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاكِ الله خيرا فعلا حفظ كتاب الله غايه ليست كالغايات..ولقد اعجبني المقال الاول كثيرا..وأُحيي فيكِ هذه الهمه العاليه.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاك الله خيراً وجزى الله الطويلبة كذلك ..

مقالات رائعة ..

لذا فوصيّتي لنفسي وأخيّاتي: أن لا يستعجلنَ حفظَ كتابِ الله وأن يتأنّينَ في الحفظ ، وليكن همُّهُنّ في مراجعةِ المحفوظ بادئَ ذي بدئ أكثرَ من همّهنّ في الحفظ الجديد

ولابد من الحرص على التعاهد اليومي ..

بارك الله فيك

تم تعديل بواسطة أمّونة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بااااااااااااارك الله فيك امومة

اعجبتني المقالات كلها خاصة الاول

كلام يرد الروح و يعلي الهمة

بارك الله فيك و جزاك الله كل الخير

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×