اذهبي الى المحتوى
جمانة راجح

)( صباح جديد وساحة ُتشرق " قصص عامة " )(

المشاركات التي تم ترشيحها

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم

Fzq93469.png

pLt46695.gif حديث عام pLt46695.gif

 

القصص لها وقع كبير على النفوس، ولها أثر عميق على القلوب

فمن خلال سردنا للقصص يتفاعل السامع أو القارىء معها

ويحاول الوقوف على العظات والعبر التي تحتويها

وخاصة عندما تكون القصة هادفة فيها عمل خير فينبه عليه ويركز عليه

وإذا كان فيه شر فيحذر منه ويبين عاقبته فلا نسرد مجرد سرد، دون الوقوف على أهداف القصة

وحبذا أن يقول القصاص في نهاية القصة ماهي الدروس المستفادة من هذه القصة؟

ويركز على أقوى فائدة فيها ويبين ويوضح لهم أكثر حتى يخرجوا بالفائدة المرجوة من سرده للقصة

ففي القصص عبر قد تغير مسار السامع أو القارىء وتحدث تحولا في حياته

وهنا تأتي القصة بالفائدة المرجوة منها، والقصص أنواع منها القصص الواقعية

والقصص الخيالية والقَصص القرآني وجميعها لها فوائد ومن ورائها مغزى

والقصص بصفه عامة مهمة في تكوين شخصية الإنسان

وتؤثر فيه على حسب هوى ونفسية كل إنسان من أجل ذلك أمر الله عز وجل رُسله

أن يبلغوا الناس بقصص الأمم السابقه ليأخذوا منها الدروس والعبر

ويعلموا العاقبة عن أعمالهم فمن أحسن واستفاد وأتى ما أمر الله به وانتهى عما نهى الله عنه فقد أحسن لنفسه

ومن أساء وأخذه العناد والكبر ولم يعتبر واتبع هواه فله ما تولى وأصابه ما أصاب من كان قبله

فهذه سنن الله في الكون وليس هناك أروع ولا أصدق من القصص القرآني لنعتبر ونتعلم منها

NUv93469.png

pLt46695.gif في رحاب آية pLt46695.gif

 

يقول تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ

وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [سورة يوسف: 111].

 

شرح ابن كثير للآية

لقد كان في خبر المرسلين مع قومهم، وكيف أنجينا المؤمنين وأهلكنا الكافرين {عبرة لأولي الألباب} وهي العقول

{ما كان حديث يفترى} أي: وما كان لهذا القرآن أن يفترى من دون الله أي: يكذب ويختلق

{ولكن تصديق الذي بين يديه} أي: من الكتب المنزلة من السماء.

وهو يصدق ما فيها من الصحيح، وينفي ما وقع فيها من تحريف وتبديل وتغيير.

ويحكم عليها بالنسخ أو التقرير، {وتفصيل كل شيء} من تحليل وتحريم، ومحبوب ومكروه وغير ذلك

من الأمر بالطاعات والواجبات والمستحبات.

والنهي عن المحرمات وما شاكلها من المكروهات، والإخبار عن الأمور الجلية

وعن الغيوب المستقبلة المجملة والتفصيلية، والإخبار عن الرب تبارك وتعالى بالأسماء والصفات.

وتنزيهه عن مماثلة المخلوقات، فلهذا كان {هدى ورحمة لقوم يؤمنون} تهتدي به قلوبهم

من الغي إلى الرشاد.

ومن الضلالة إلى السداد، ويبتغون به الرحمة من رب العباد.

في هذه الحياة الدنيا ويوم المعاد. فنسأل الله العظيم أن يجعلنا منهم في الدنيا والآخرة

يوم يفوز بالربح المبيضة وجوههم الناضرة، ويرجع المسودة وجوههم بالصفقة الخاسرة

وشرح الآيه في كتاب التحرير والتنوير

الهدي الذي في القصص القرآني: العبر الباعثة على الإيمان والتقوى بمشاهدة ما جاء من الأدلة

في أثناء القصص على أن المتصرف هو الله تعالى، وعلى أن التقوى هي أساس الخير في الدنيا والآخرة،

وكذلك الرحمة فإن في قصص أهل الفضل دلالة على رحمة الله لهم وعنايته بهم.

وذلك رحمة للمؤمنين لأنهم باعتبارهم بها يأتون ويذرون، فتصلح أحوالهم ويكونون في اطمئنان بال

وذلك رحمة من الله بهم في حياتهم وسبب لرحمته إياهم في الآخرة

كما قال تعالى: {من عمل صالحًا من ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون}.

NUv93469.png

pLt46695.gif قبس نبوي pLt46695.gif

 

وفي الأحاديث النبوية ما يدل على أهمية القصص في حياتنا

 

شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة، فقلنا : ألا تستنصر لنا، ألا تدعو لنا ؟ فقال:

"قد كان من قبلكم، يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض، فيجعل فيها، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين،

ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه، فما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمن هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء

إلى حضرموت، لا يخاف إلا الله، والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون" (صحيح البخاري: 6943)

 

فنجد هنا أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يستجب لهم ويدعو لهم

وهو القادر على ذلك ويعلم أن الله لن يرد له دعوة بل ذكرهم بمن قبلهم

وما كابدوه من أجل دينهم فجعل من ذكر قصص من قبلهم تحفيز لهم على الاحتمال

وعدم الاستعجال فلا يقنطوا ولا ييأسوا من بلوغ مرامهم

وفي هذا الحديث يقول القرطبي رحمه الله:

(والقائل قد دعوت فلم أر يستجاب لي ويترك قانطًا من رحمة الله وفي صورة الممتن على ربه ثم إنَّه

جاهل بالإجابة فإنَّه يظنها إسعافه في عين ما طلب، فقد يعلم الله تعالى أن في عين ما طلب مفسدة)

وهذا دليل على أهمية القصص في حياتنا فلا ندع اليأس يسيطر علينا في أي وقت

ولننظر لمن قبلنا ماذا فعلوا عندما استعجلوا النتائج وخابت بهم الظنون.

وغيرهم ممن توكلوا على الله وعملوا بالأسباب وانتظروا أمر الله فرزقهم من حيث لم يحتسبوا

NUv93469.png

pLt46695.gif آداب واخلاق pLt46695.gif

في القصص عامة نجد أنها تحوي بين أسطرها قيم ومثل عليا

وأحيانًا تحوي في طياتها دفع إلى الشر وهدم للقيم والمثل فعلينا انتقاء ما نقرأه أونسمعه

والأخذ بأحسن ما فيه للارتقاء بأنفسنا وأهلينا ومجتمعاتنا

فنعتبر مما فيها من عبر ونتعظ بما جاء بها من عظات وندحر ما فيها من شر

ونوظفها بالكيفية التي تعود علينا كجماعات وأفراد بما يجعلنا من السابقين للخيرات

والمؤثرين على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة

ولنا في قصة سيدنا يوسف عليه السلام من الآداب والأخلاق ما يعلمنا الكثير والكثير

ويعلمنا كيف نتعامل مع مختلف العقليات والديانات بالكلمة الحسنة والمعاملة الطيبة

فنجده في موضع لين وفي نفس الوقت موضع الشدة كما في الآية: وضع اللين في موضعه،

والشدة في موضعها {وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَّكُم مِّنْ أَبِيكُمْ أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّي

أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَاْ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ * فَإِن لَّمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلاَ كَيْلَ لَكُمْ عِندِي وَلاَ تَقْرَبُونِ}

 

ونجده في موضع أخر يعلمنا الحلم عند الغضب ليضبط نفسه:

{قَالُواْ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ

أَنتُمْ شَرٌّ مَّكَانًا وَاللّهُ أَعْلَمْ بِمَا تَصِفُونَ}

ونتعلم شفقته على الضعفاء وتواضعه مع جلال قدره، وعلو منصبه.

فقد خاطب الفتيين السجينين فقال: {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ}

قال لهم يا صاحبي استماله لقلوبهم فسيتمعون له بإنصات

 

وفي قصة قارون الذي أتاه الله كنوز لا يقدر على حمل مفاتيح حزائنها الأشداء العبرة

حيث أنه بدل أن يحمد الله ويشكره تكبر وتجبر فخسف به الله الأرض

فعلينا أن نتأدب بخلق التواضع وأن نحمد الله في وقت

وسيدنا أيوب عليه السلام الذي ابتلاه الله في الصحة والولد لم يقنت ولم يعترض بل صبر واحتسب

والكثير الكثير من الأخلاق والآداب التي نتعلمها من القصص القرآني وغيرها من القصص

التي نقرأها ونسمعها ممن حولنا في كل واحدة منها آداب وأخلاق يجب الاخذ بها

NUv93469.png

pLt46695.gif عقبة ومشكلة pLt46695.gif

حاجة الطفل للقصص

 

للقصص أثر كبيره في حياة الطفل حيث تلعب دوراً هاماً في بناء شخصيتة

فتواجهنا بعض العقبات والمشكلات عن ماهية القصص التي يجب سردها للأطفال

فعلينا أن نختار القصة التي نرويها للطفل لأن الأطفال يتميزون بالخيال الواسع

ومنهم يسرح بخياله ويصور نفسه مكان الشخصية التي تدور حولها القصة

وهنا يجب أن ننتقي القصة التي تحتوي على العظه والعبره والأدب والخلق الرفيع

تلك هي القصص الهادفه المرشده للخلق الحميد والقيم الأخلاقيه السامية

حيث نجد من خلال التجارب أن القصه تؤثر على شخصية الطفل عندما يكبر

من خلال تفاعله مع المجتمع الذي يحيا فيه فيستلهم منها القيم والمفاهيهم التي عاشها في طفولته

فدائمًا نرى الطفل يحاول تطبيق كل ما سمعه أورأه من القصص سواء مسموعة أو غير ذلك.

فمثلاً نرى الطفل عندما يسمع قصة عن رجل فقير يتأثر بها

فيبادر في مد يد العون والمساعدة للمحتاج أو الفقير

لأن القصة لها تأثير فعال في برمجة نفسية الطفل وتوجيهه

كذلك عندما يمر بقصص توضح عاقبة الأفعال المشينة فإنه لا إرداياً يبتعد عن تلك الأفعال والعكس صحيح

فإذا كانت ذخيرة الطفل قصصاً شريرة فإن الطفل يتأثر بها

ويتقمص الشخصيات الشريرة ويلعب دورها في المجتمع فيما بعد

حيث تنعكس على شخصيته فيحاول أن يتقمص تلك الشخصيات الشريرة

لإعتقاده بأنه بذلك يكون بطلاً كما في القصة، وهكذا...

ومن هنا نجد أن القصة لها دور كبير وفعال في حياتنا منذ الصغر

فلنتقي الله فيما نرويه لأطفالنا وفيما يشاهدونه منذ الصغر.

NUv93469.png

 

pLt46695.gif السؤال pLt46695.gif

هل تؤثر قراءة القصص وسماعها في حياتنا، وكيف ذلك؟

 

اللإجابة هنا : )

NUv93469.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاكِ الله خيراً ياحبيبة

 

فلنتقي الله فيما نرويه لأطفالنا وفيما يشاهدونه منذ الصغر.

 

نعم لأن الطفل يتقمس الشخصية

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاكِ الله خيرا مرام الحبيبه

موضوع اكثر من رائع

جعله ربى في ميزان حسناتك

تمت الاجابه

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بوركتِ يا حبيبة

موضوع هادف وقيم لا حرمكِ ربي الاجر

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×