اذهبي الى المحتوى

المشاركات التي تم ترشيحها

...و تغيب شمس أمي...

 

(بقلم: أم معتز)

 

جميلة امي وهي تشرق كل يوم...لا اعرف الغضب في وجهها..احب ان اراها وسط النساء في المناسبات,شتانا بينها و بينهن,ابحث عن جمال ينافس جمالها فلا اجد...وجهها كالشمس عند الشروق..كالبدر في الليلة الظلماء بلا مبالغة والله شهيد على قولي.

هاذا فيما رزقها الله من جمال الظاهر واما الباطن فقل ما تشاء عن الطيبة والحنان و قوة الشخصية والحياء وحسن الادب وعفة النفس والصدق في القول والعمل,لاتغتاب ولا تظلم وان ظلمت تسمح في حقها محتسبة بلا ندم ولا غيظ,تظهر النعم في كل الاحوال.قليلة الاكل قليلة الكلام..قليلة النوم...لاتلوم ولا تحقد على احد..مهما اذاها.تربينا بالصمت والنصح القليل بحنان وحب كبير..مهما غضبت لا ترفع صوتها ولا يدها على احد ابدا..مهما تألمت لا تشتكي ابدا ومهما نصحت تختصر دوما.

...هداني الله معها في وقت واحد وكنت بنت الستة عشر سنة وكانت في الثلاثة والثلاثين من عمرها...كانت احلى الايام...لبسنا الحجاب سويا كنا نقرأ القرآن مع بعض ونذهب للمسجد..ونقوم الليل و نحث بعضنا على ذلك كانت تحب القيام في السطح حبا في الاقتراب من السماء ورغم اني اريد أن أصعد معها الا أني أرى في عينيها رغبة في الاختلاء بربها ,فأتركها فلا تنام حتى الفجر فتأتي لتوقظني فأرى في عينيها فأجدهماممتلأن بالدمع ,فأحزن لها وأغبط حبها للرحمان وصفاء روحها .وأفهم أن رغبتها في الخلوة كي تأخذ راحتها في المناجاة والدعاء والرجاء والبكاء فأقول لها لم تعذبين نفسك يا أمي وقد كنت صالحة حتى قبل الإلتزام فتقول لي ..لي ثقة أن الله سيرحمني بلا اله الا الله ..لكن ما يبكيني هو أنني أغبط من تشتاق لهم الجنة وأرجو الله أن أكون منهم .

كانت تطالع الكتب بكثرة و كلما عدت من الثانويةحكت لي ما قرأته في ..رياض الصالحين..واحياء علوم الدين..

كانت لما أحكي لها عما أدرس في الثانوية من فقه وحديث ..لكني أجد عندها من المعلومات أحسن مما درست ,فيسعدني الجلوس و الاستمتاع بالحديث معها ثم يبدأ اخوتي في الدخول علينا فأقول لها :ليتك لم تلدي الا أنا كي أطيل الجلوس معك دون منافاس فتتبسم..

ولا أنسى ماحكته لي يوما عن أحد الصالحين أكل ثمرة من بستان مر عليه ثم ندم وذهب عند صاحبه تطلب العفو ,فاشترط أن يزوجه ابنته التي لاترى ولاتسمع ولاتتكلم ,والشاب الصالح قبل كي يكفر عن ذنبه ..ولما دخل عليها وجدها في أحسن صحة وجمال وصلاح ...

ومرت أيام قليلة كنت عائدة من الثانوية وجذبني ورد جميل يناديني من حديقة صغيرة أمام بيت في طريقي ,فضعفت أمام جماله و قطفت وردة وسرت أستمتع برائحتها ثم تذكرت ما حكته لي أمي عن الصالح والبستان ..فرجعت وطرقت الباب على أصحاب الحديقة فخرجت لي صاحبة البيت :سلمت عليها وقلت لها سامحيني فقد قطفت وردة دون استئذان ,ففرحت وقالت لي لابأس خذي ما شئت بلا حرج .

ولما وصلت للبيت حكيت لامي ما فعلته ,ففرحت فرحة كبيرة لاتزال تبهج صدري كلما ذكرتها.

في ذلك الوقت كنت أظن أنها فرحت لأني فعلت شيئا صحيحا ,ولما تزوجت وصار عندي أولادأدركت أن فرحتها لم تكن فقط لحسن فعلي بل على الاكثرقر عينها ارضائي لها بعد الله تعالى,وأن الهدف من حكاياتها معي تحقق و أثمر دون نصح ...

- لا تزال صورتها في البيت وهي تحمل صينيتها الصغيرة التي فيها ابريق صغير وفنجان وسكريةصغيرين وتصنع القهوة كل يوم بعد الغداء وتحملها وتجلس في فناء البيت تشرب القهوة بهدوء ,فأراها فأخذ فنجان اخر و أجلس معها ونتبادل الحكايا و الضحك ,فيروننا اخوتي وينضمون الينا ويأتي والدي فيضع رأسه في حجرها ودوما سخيا عليها بكلمات الحب معها أمامنا.

-كان بيني وبينها متعة طفولية في شرب القهوة فقد كانت لما تكمل الفنجان تضع اصبعها فيه و تلحس به السكر المتبقي من القهوة ..فأقول لها ألا تنزعين هذه العادة يا أمي ,فتقول :أشرب القهوة لأجل هذا ..فأفعل مثلها,و نحن نتغامز كي لا نظهر ذلك أمام اخوتي .

-ألزمت أن أذهب لبيت والداي مرة كل عام في عطلة الصيف لبعد المسافة بيننا لكن هذا العام أمي أصرت أن تأتي عندي في هذا الفصل 'الشتاء'وبعد ثلاث ايام من لقائنا لم تكتمل فرحتي وفي أول يوم من هذا العام 1-1-2013 تسقط أمي بين يدي بصمت و هدوء بلا شكوى ولا أنين بعد قيام ليل وبعد أن صلت الضحى...ذهبت عند حبيبها...هو أحن عليها منا جميعا لكنها أمي...أختي...صاحبتي...ذهب ت حبيبتي بهدوء قاتل.

ذهبت أنيستي وصندوق أسراري من لي غيرها...في وجهها فرحتي وفي عينيها بحر أمالي وأحلامي,من أين لي بصبر يقويني على فراقها,من دونها الفؤاد خاويا ,واليل والنهار مظلمة من أنا ومن هي, هي أمي لا أم لي غيرها...

-ولن أنس أيضا يوم أدخلتني الى غرفتها وأغلقت الباب وأجلستني ووضعت بين يدي سرة مليئة بالذهب,وقالت لي أنت على وشك زواج ياابنتي فهل أترك لك هذا الذهب وتشتري به الدنيا أم تتركيني أتصدق به ونشتري به الأخرة فقلت لها أختار ما تختارينه ياأمي ولا أريد منه شيئ .

-ماذا أقول كلامي عن أمي كثير لا تحتويه صفحات لكن في الأخير أنصح من كانت له أم فأقول:اعلم أخي وأختي أن فرحتك وطفولتك بين يدي أمك,أعطها من البر والطاعة ما يكفيها أسعدها و أبهج قلبها كلما رأيتها,واياك أن تكتفي بالواجب عليك فحسب بل تتفنن في ان تكون دوما قرير عينيها ،بكلام يسعد وبهدايا من اغلى ما تملك ،عاملها بصدق وكل الحب عاملها احسن مما تعامل أصغر بناتك قل يديها و راسها بل و قدميها ،بعد الله لا يحن عليك غيرها واكثر متعتها هي وجودك و اولادك حواليها مطيعين ،محبين ،محسنين و مسعدين .

 

{أمك شمس ان توقفت عن الاشراق اغلق باب التوبة فالبدار البدار لارضائها قبل المغيب}

  • معجبة 13

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

يا الله

رحمها الله رحمة واسعة وأسكنها فسيح جناته

 

اللهم أعنا على بر والدينا يارب وارحمهما كما ربياني صغيرا.

 

جزاكِ الله خيرا حبيبتي ونفع بكِ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

رحمها الله وجمعها بالنبي محمد - صل الله عليه وسلم -

 

رزقني الله وإياكن نعمة البر والصلة

 

بعدما قرأت تمنيت أن أكون مثل هذه الأم يوما ما،،،،، اللهم اجعلنا من الصادقين

 

اللهم ارزقنا حسن الخاتمة

 

 

جزاكِ الله خيرا ورزقك الله البر

تم تعديل بواسطة ريحانه عبد الرحمن
  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

رحمها الله وجمعها بالنبي محمد - صل الله عليه وسلم -

 

رزقني الله وإياكن نعمة البر والصلة

 

بعدما قرأت تمنيت أن أكون مثل هذه الأم يوما ما،،،،، اللهم اجعلنا من الصادقين

 

اللهم ارزقنا حسن الخاتمة

 

 

جزاكِ الله خيرا ورزقك الله البر

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

رحمها الله وأسكنها فسيح جناته..

ورزقنا جميعا بر آبائنا وأمهاتنا.. حقا لا يعرف الإنسان قيمة النعمة إلا إذا فقدها..

 

جزاكِ الله خير الجزاء

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

أبكتني كلماتك أمي هي نور حياتي اللهم احفظ أمهاتنا ورزقنا برهن، اللهم أرحم أمهاتنا ورقهم الجنه من غير حساب ولا سابقة عذاب

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

اللهم ارحمها رحمة واسعة

 

وارحم أمى والمسلمين

 

أسأل الله لكِ الصبر حبيبتى

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بارك الله فيك يا حبيبة

أسأل الله العظيم أن يرزقنا بر والدينا

ويجنبنا عقوقهما

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكن ورحمة الله وبركاته

يااااااااااارب...سبحان الله ما أجمل مثل هذه القلوب

أذكر قصة لفتاة تركت التخلي عن أبيها..فهي تعتني به لمدة 20 عاما

وعندما يطلبون منها أخوها الزواج...تقول له..أأتزوج وأترك جنتي

عندم يدعوها أحد تقول أنا آسفة فأنا أعتني بجنتي

سبحان الله بقيت هكذا لتموت بعد أبيها...أقصد جنتها بأسبوع أو أقل**لم أذكر**

 

رباها فأحسن تربيتها وهذه الأم أيضا فجعلنا ياربنا بارين بهما

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بارك الله فيك يا حبيبة

أسأل الله العظيم أن يرزقنا بر والدينا

ويجنبنا عقوقهما

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السّلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاته

 

ليسَ مِنَ الكلامِ ما يُعبّرُ عمّا في الفُؤادِ!

بورِكتِ وجزاكِ اللهُ كلّ خيرٍ أمّ عبدِ الرّحمن.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم

جزاك الله أخت...

وأنا أقرأ تخيلت وجهها سبحان الله

صدقت ففقدان الأم فقدان لكل شيئ جميل

اللهم أنر قلب أمي وأبي و اجعلهما ممن يدخون الجنة بلا عذاب و لا عقاب

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

جزيتِ خيراً

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

جزيتِ خيراً

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

رائع ما نقلتى حبيبتى

جزاكِ الله خيرا ونفع بك

اللهم ارزقنا بر والدينا واغفر لنا تقصيرنا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×