اذهبي الى المحتوى

المشاركات التي تم ترشيحها

الحب فى الله

 

 

 

 

*** الحب في الله ***

 

للإنسان في هذه الحياة حاجات يود قضاءها،

ومطالب يرجو نوالها،

ومصالح يتمنى نجاحها، وله أيضاً ميول ورغبات وشهوات يحاول إرضاءها وإشباعها والتمتع بها،

وكل من ساعده على قضاء حاجة أحبه، ومن وافقه على هواه مال إليه،

ومن خالفه في مصلحة، أو صادمه في أهوائه كرهه وأبغضه.

 

فالحب والبغض من طبيعة الإنسان، ومن صفاته المتأصلة فيه،

لا مفر منهما،

ولا عاصم عنهما، ولن يخلو إنسان من حب أو بغض،

فقد وجد الحب مع أبينا آدم عليه السلام،

وكان الحب والبغض بين أولاده سبباً في قتال قابيل وهابيل،

وشربت الأرض دم أول قتيل نتيجة حب القاتل لحسن حظ المقتول، فتولد البغض لأخيه الذي أنتج القتل

 

" وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَىْ ءادَمَ بالْحَقّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَـاناً فَتُقُبّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ

قَالَ لأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ إلى قوله تعالى:

فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَـاسِرِينَ [المائدة:27-30].

 

فهكذا يتسلط الحب والبغض على النفس،

فتصدر الأعمال والأقوال تبعاً لهما،

يصدر عن الحب الائتلاف والمودة والتعاون والرحمة، فتسعد الجماعات والأمم والأفراد،

ويصدر عن البغض القطيعة والهجران والتفرقة والاختلاف والخذلان والقسوة والشدة،

فتفرق الجماعة وتفسد الأمم، وكثيراً ما يسير الإنسان وراء هواه في حب الناس وبغضهم،

ويحكم أغراضه في الرضا عنهم أو كرههم، ولا يوجه حبه وبغضه في وجه الحق والدين والعقل.

 

لهذا كله وضع الإسلام ميزاناً للحب والبغض، وحد حدوداً للرضا والسخط،

حتى لا تضيع الحقوق، ويفنى الأفراد بين حب أعمى وبغض عقيم؛ لهذا يضع الإسلام الميزان الحق في الحب والبغض،

يمنع شرهما،

ويجعلهما سلاحين من أسلحة الحق والعدل وإسعاد الأفراد والأمم.

 

فالميزان الحق في ذلك أن يكون حبك وبغضك لله، فأنت تحب لله وتبغض في الله،

تحب المؤمنين الصالحين، وتبغض الكافرين المفسدين،

تحب أولياء الله، وتبغض أعداء الله،

تحب من أحب الله ولو خالف آراءك وتبغض من يبغضه الله ولو وافقك أحياناً، يقول :

((من أحب لله وأبغض لله، وأعطى لله، ومنع لله، فقد استكمل الإيمان)) [أبو داود:4681].

 

والإسلام يربط أتباعه برباط الحب الذي يوجد المجتمع المتحاب، ورسول الله يعلن عن الوسائل التي تقوي هذا الحب،

وتزيده،

أخرج مسلم في صحيحه عن رسول الله _صل الله عليه وسلم_قال:

((ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم!

أفشوا السلام بينكم)).

 

وقديماً قيل: جبلت النفوس على حب من أحسن إليها،

وبغض من أساء إليها.

 

والحب في المجتمع الإسلام يقوم على الإخلاص لله،

لا رياء ولا نفاق،

ولا مصالح دنيوية تربط بين هؤلاء، إنه الإخلاص لله وحده لا شريك له،

والحق أن الحب إذا شابته أغراض فإنه ينتهي كما بدأ كحب الشيطان

الذي يوقع الإنسان في معصية الله ويزين له ذلك،

وكحب اللسان من غير تمكين من القلب.

 

يعطيك من طرف اللسان حلاوة ويروغ منك كما يروغ الثعلب

 

ولهذا نجد أن النبي يعلم أتباعه حلاوة الحب لله، ويبين لهم الأثر المحمود لهذا الحب،

أخرج البخاري ومسلم (43) عن رسول الله صل الله عليه وسلم قال:

 

((ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان:

أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما،

وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار)).

 

الحق أن المسلم إذا أحب لله ذاق أثر ذلك في نفسه من الراحة والاطمئنان،

ونال في الآخرة الأجر العظيم الذي أعد الله للمتحابين فيه،

ولهذا حرص الإسلام على القواعد التي تجعل هذا الحب واقعاً ملموساً يعيشه المسلم،

ويستظل به في هذه الدنيا، يقول :

((إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه)) [أبو داود والترمذي].

 

إنه توكيد لهذا الحب وإعلام للغير به حتى لا يكون هذا الحب من طرف واحد.

 

إن الإسلام يشيع الحب بين أتباعه حتى يكون المجتمع متآلفاً،

أخرج أبو داود عن أنس رضي الله عنه أن رجلاً كان عند النبي ،

فمر رجل به فقال:

يا رسول الله، إني أحب هذا،

فقال له النبي : ((أأعلمته))؟

قال: لا، قال: ((أعلمه)).

فلحقه، فقال: إني أحبك في الله، فقال: أحبك الذي أحببتني له.

 

والحب ليس كلمة تقال،

وإنما هو واقع يعيشه المحب لحبيبه، نصح وإرشاد، بذل وعطاء، تضحية وإيثار،

تفقد ودعاء، إنها معانٍ عظيمة تظهر على المتحابين، ولهذا لما كان هذا العمل عظيماً كان الجزاء عليه كبيراً من الرحيم الرحمن.

 

ففي الحديث الصحيح المتفق عليه في السبعة الذين يظلهم الله تحت ظله، منهم:

((رجلان تحابا في الله، اجتمعا عليه))،

وتفرقا عليه،

ويستمر العطاء الرباني لهؤلاء المتحابين، يقول الله عز وجل في الحديث القدسي:

 

((وجبت محبتي للذين يتحابون ويتجالسون ويتزاورون ويتبادلون في)) [الطبراني: 153، 20/81].

 

وأما في الآخرة، فإن الناس تغبطهم لهذا النعيم الذي هم فيه،

أخرج ابن حبان: (573) بإسناد صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله :

((أن من عباد الله عباداً ليسوا بأنبياء يغبطهم الأنبياء والشهداء)) قيل: من هم لعلنا نحبهم؟

قال:

((هم قوم تحابوا بنور الله من غير أرحام ولا أنساب، وجوههم نور،

على منابر من نور،

لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس))،

ثم قرأ:

أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ [يونس:62].

 

اللهم اجعلنا منهم، وألحقنا بهم، واجعلنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين.

 

إخوة الإسلام:

ألا هل من مشمر منا لهذا، ومبتغٍ إلى ذلك سبيلاً، إن الحب لله أجره عظيم،

فهلا أعلم بعضنا بعضاً إن كان يحبه لله حتى يحظى بهذا الأجر،

إن بعضاً منا يحب أخاه في الله لكنه يتحرج من ذلك خشية أن يلقى صدوداً أو غير ذلك،

لكن السلف رضوان الله عليهم كانوا لا يتحرجون من ذلك، بل يعلمون من أحبوه بهذا الحب حتى ينالوا الأجر من الله.

 

أخرج الطبراني: (150) بإسناده عن أبي إدريس الخولاني قال: دخلت مسجد دمشق،

فإذا أنا بفتى براق الثنايا طويل الصمت، وإذ الناس معه إذا اختلفوا في شيء أسندوه إليه،

وصدروا عن رأيه، فسألت عنه، فقيل: معاذ بن جبل،

فلما كان الغد هجرت فوجدته قد سبقني بالتهجير،

ووجدته يصلي،

فانتظرته حتى قضى صلاته، ثم جئته من قبل وجهه فسلمت عليه، وقلت: إني والله لأحبك لله، فقال: آلله؟

فقلت: آلله، قال: آلله؟ فقلت: آلله،

فقال: آلله؟

فقلت: آلله، قال فأخذ بحبوة ردائي، فجبذني إليه،

وقال: أبشر؛

فإني سمعت رسول الله _صل الله عليه وسلم_ يقول:

((قال الله: وجبت محبتي للمتحابين فيّ، والمتجالسين فيّ، والمتزاورين فيّ)). اللهم اجعلنا منهم.

 

اللهم اجعلنا ممن أحب فيك، اللهم اكتب لنا حبك وحب من يحبك، وألهمنا حبك

وحب رسولك وحب المؤمنين.

اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان.

 

 

لقد أقام الإسلام المجتمع الإسلامي على المحب والوئام بعد أن كان الناس أعداء في شحناء وبغضاء وخصام،

وقد ظهر هذا الحب العظيم في المحبة التي غرسها رسول الله بين المهاجرين والأنصار،

تلك المحبة التي عجزت الدنيا أن تأتي بمثلها إلا في الإسلام وبالإسلام،

لقد وصلت المحبة بينهم أن يعرض الرجل التنازل عن إحدى زوجتيه بطلاقها حتى يتزوجها أخوه المهاجر.

 

إنه الإيثار الذي وصف به القرآن هؤلاء الرجال رضوان الله عليهم، وجدير بالخلف أن يسلكوا مسلك السلف الصالح،

وأن نقيم مجتمعنا هذا على المحبة والوئام والسلام، وأن نخلع من نفوسنا بذور الشقاق والخصام، وليكن لنا في الحب في الله المسلك الأمثل لتحقيق هذه الغاية المباركة.

 

ألا هل من مشمر لهذا؟

اللهم نعم.

اللهم اجعلنا متحابين متآلفين متزاورين متباذلين فيك يا أرحم الراحمين، ثم صلوا وسلموا على الشافع المشفع نبي الرحمة،

فقد أمركم بذلك مولانا الرحمن،

فقال عز من قائل:

إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِىّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً [الأحزاب:56].

 

 

 

1209111140384.jpg

تم تعديل بواسطة منال كامل
تصحيح الآيات

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاكم الله خيرا ونفع بكم

 

أسأل الله لنا ولكم الاخلاص والقبول

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

 

يعجز أحدكم

أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة ؟ فإنه من قرأ { قل هو الله أحد الله الصمد } في ليلة فقد قرأ ليلته ثلث القرآن . * ( صحيح )

لا تنسوا ذكر الله

والصلاة على رسول الله

صلى الله عليه وسلم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بورك نقلك أختي الحبيبة

نسأل الله محبته وحب ما يحبة وحب من أحبه

ونسأله تعالى ألا نحب إلا فيه ولا نبغض إلا فيه سبحانه

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"ثلاث من كن فيه ؛ وجد حلاوة الإيمان وطعمه: أن يكون الله عز وجل ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب في الله ويبغض في الله"

(السلسلة الصحيحة: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 3423)

.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

بورك نقلك أختي الحبيبة

نسأل الله محبته وحب ما يحبة وحب من أحبه

ونسأله تعالى ألا نحب إلا فيه ولا نبغض إلا فيه سبحانه

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"ثلاث من كن فيه ؛ وجد حلاوة الإيمان وطعمه: أن يكون الله عز وجل ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب في الله ويبغض في الله"

(السلسلة الصحيحة: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 3423)

.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وفيك بارك المولى وجزاكن الله عني خير الجزاء

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×