اذهبي الى المحتوى

المشاركات التي تم ترشيحها

طرح قيّم أختنا الغالية، أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه،

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1363744864__fwasel33.png

غيرة الشيطان من العبد في الصلاة

 

 

 

إن الشيطان ليغار أشد الغيرة من العبد إذا وقف بين يدي ربِّه، فيحاول أن يُشغله ما استطاع لكي يُخرجه من مقام الصلاة العظيم مذمومًا لا ممدوحًا ..

 

يقول ابن القيم "والعبد إذا قام في الصلاة غار الشيطان منه، فإنه قد قام في أعظم مقام وأقربه وأغيظه للشيطان وأشده عليه فهو يحرص ويجتهد أن لا يقيمه فيه" .. ويُقال أن الشيطان في الصلاة كالذبــــاب .. كلما ذُبَّ أي: دُفِع، آب أي: عــــاد مرةً أخرى.

 

وها نحن قد وصلنا إلى قول:: أعـــوذ بالله من الشيطان الرجيـــــم ..

 

فمعركة الشيطان مع العبد تشتد أثناء الصلاة .. فهو دائمًا ما يدخر الحلول الممتازة لجميع المشاكل لوقت لصلاة .. فيجعل العبد يُفكر فيها وينشغِل بها عن الخشوع، حتى يخرج من الصلاة بلا إستفادة .. والأدهى إن ينسى هذه الحلول فور إنتهاءه من الصلاة، فيخسر دنيــاه وآخرته ..

 

يقول ابن القيم "فيذكره في الصلاة مالم يذكر قبل دخوله فيها حتى ربما كان قد نسي الشيء والحاجة وآيس منها فيذكره إياها في الصلاة ليشغل قلبه بها ويأخذه عن الله عز وجل فيقوم فيها بلا قلب فلا ينال من إقبال الله تعالى وكرامته وقربه ما يناله المقبل على ربه عز وجلَّ الحاضر بقلبه في صلاته، فينصرف من صلاته مثل ما دخل فيها بخطاياه وذنوبه وأثقاله لم تخف عنه بالصلاة .. فإن الصلاة إنما تكفر سيئات من أدى حقها وأكمل خشوعها ووقف بين يدي الله تعالى بقلبه وقالبه، فهذا إذا إنصرف منها وجد خفة من نفسه وأحس بأثقال قد وضعت عنه فوجد نشاطًا وراحة وروحًا حتى يتمنى أنه لم يكن خرج منها؛ لأنها قرة عينه ونعيم روحه وجنة قلبه ومستراحه في الدنيا"

 

فكم مرة قد هزمك الشيطان في معركة الصلاة؟ وكم مرة قد ألهاك عنها، ثم ولَّى مدبرًا وهو يضحك ويقهقه فرحًا بإنتصاره عليك ؟!

 

أما في الآخرة، فيُخبر الله تبارك وتعالى عن تحسُّر العباد يوم القيامة لإتباعهم الشيطان .. فيقول {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [إبراهيم: 22]

 

فاحذر من وعود الشيطان وأمانيه الكاذبة، لإنه سيتبرأ منك يوم القيـــامة،،

 

عن عمار بن ياسر قال: سمعت رسول الله

oqezgm.jpg.gif يقول "إن الرجل لينصرف وما كتب له إلا عشر صلاته تسعها ثمنها سبعها سدسها خمسها ربعها ثلثها نصفها" [رواه أبو داوود وحسنه الألباني]

 

فالشيطان يُنقِص من أجرك، بقدر ما يأخذ من خشوعك في الصلاة .. وأنت كم تتعب في جمع الحسنـــات، فتتهيأ بالوضوء وترك مشاغلك والذهــاب إلى المسجد .. ثم تُضيِّع ذلك كله، بشرود ذهنك وسرحانك في الصلاة !!

 

يقول ابن القيم "بإجماع السلف: أنه ليس للعبد من صلاته إلا ما عقل منها وحضره بقلبه " .. فبقدر الوقت والقوة التي خشعت فيها في الصلاة، تحصل على قدر من الحسنات وإن أكثر فأكثر وإن أقل فأقل.

لأنه كأنك قد أُعطيت كمية من الحسنات لحراستها في الصلاة لمدة عشر دقائق، ثمَّ بعد ذلك ستكون ملكًا لك .. فقمت بحراستها لمدة دقيقتين ثمَّ نمت، فإذا الشيطان يسرق من هذه الحسنــات .. ثمَّ استيقظت لحراسة البقية، فبدأت تنام مرة أخرى وبدأ الشيطان يسحب .. وهكذا إلى أن إنتهت العشر دقائق ..

 

فبعض الناس قد خسر نصف حسناته، والبعض الآخر قد خسر جزء بسيط فقط، وبعضهم لم يتبق له أي حسنة !!

 

 

akhawat_islamway_1363744864__fwasel33.png

الحل لعداوة الشيــطـــان

 

 

بعد أن علمنا العداوة الضارية التي بين العبد والشيطان ..

 

إذًا، ما هو الحل لعداوة الشيـــطــان؟؟

 

عليك باللجوء إلى ربِّك سبحانه وتعالى .. يقول تعالى {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [فصلت: 36]

 

وللشيــطان طرق ووسائل للدخول على العبد في الصلاة .. فإذا أُغلقت هذه الأبواب، لن يتمكن من الدخول ..

 

يقول ابن القيم في (الوابل الصيب) "وقد روي أن العبد إذا قام يصلي قال الله عز وجل: ارفعوا الحجب، فإذا التفت قال: ارخوها .. وقد فُسِّر هذا الإلتفات بإلتفات القلب عن الله عز وجل إلى غيره، فاذا إلتفت إلى غيره أرخى الحجاب بينه وبين العبد فدخل الشيطان وعرض عليه أمور الدنيا وأراه إياها، وإذا أقبل بقلبه على الله ولم يلتفت لم يقدر الشيطان على أن يتوسط بين الله تعالى وبين ذلك القلب .. وإنما يدخل الشيطان إذا وقع الحجاب فإن فرَّ إلى الله تعالى وأحضر قلبه، فرَّ الشيطان فإن إلتفت حضر الشيطان .. فهو هكذا شأنه وشأن عدوه في الصلاة"

 

فعليك أن تستحضِر قلبك في الصلاة .. لكي لا تدع للشيطان فرصة لكي يسرق من خشوعك وبالتالي حسناتـــك.

 

واعلم أن عداوة الشيطان ليس لها حد، فهو لا يقنَّع منك بالمعصية فقط .. بل إن غايته الكبرى هي أن تكفر، لأنه قد طُرِد من الجنة بسببك .. ولذلك يريد أن يحرمك من دخولها بأن يوقعك في الكفر والعياذ بالله، يقول تعالى {.. إِنَّهُ ُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} [المائدة: 72]

 

فإن لم يستطع أن يوقعك في الشرك، أوقعك في البدعة .. فإن لم يستطع أن يوقعك في البدعة، حاول معك حتى تخوض في كبائر الذنوب .. فإن كنت متوقي الحذر من الكبائر، رضي منك بالصغائر وصغيرة على صغيرة حتى تصل إلى الكبائر .. فإن كان الإنسان موفقًا ولا يقع حتى في الصغائر، فإنه يحاول أن يجعله يغوص في بحر المباحات حتى لا يصل إلى المستحبات .. فإن كنت ترتع في حدائق المستحبات وتركت المباحات، فإنه يحاول أن ينقلك من المستحب الأعلى إلى المستحب الأدنى.

 

قال تعالى {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا..} [فاطر: 6]

 

akhawat_islamway_1363744864__fwasel33.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1363744864__fwasel33.png

بدائـــع البسملة

 

 

وصلنا إلى اسمٍ جميل، فاسم الله سبحانه وتعالى أحلى ما يكون على قلوب المؤمنين وأقرُّ شيء لقلوبهم .. فلا تطيِّب الدنيــا إلا بذكره سبحانه، ولا تطيِّب الآخرة إلا برؤيته ..

 

 

وصلنا إلى البسملة .. بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

 

بسم الله نبدأ وبسم الله ننتهي .. فلا يُذكر اسمه على القليل إلا كثَّره ولا على الكثير إلا بارك فيه .. ولا على آفة إلا أذهبها .. ولا على شيطان إلا رده خاسئًا داحرًا ..

 

واسم الله يحفظك في مكانك ..قال رسول الله

oqezgm.jpg.gif "إذا نزل أحدكم منزلا فليقل أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، فإنه لا يضره شيء حتى يرتحل عنه" [صحيح الجامع (805)]

 

ويحفظك في زمانــك .. عن أبان بن عثمان قال: سمعت أبي يقول: قال رسول الله

oqezgm.jpg.gif "ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات فيضره شيء" .. فكان أبان قد أصابه طرف فالج (وهو مرض) فجعل الرجل ينظر إليه، فقال له أبان: ما تنظر إلي؟ أما إن الحديث كما حدثتك ولكني لم أقله يومئذ ليمضي الله علي قدره.[رواه الترمذي وصححه الألباني]

 

يقول ابن القيم "وكمال الاسم من كمال مسماه، فإذا كان شأن اسمه الذي لا يضر معه شيء في الأرض ولا في السماء فشأن المسمى أعلى وأجل"

 

والمحب إذا أحب شيئًا، أحب ذكر اسمه .. ولا شيء أطيَّب لقلوب المؤمنين من ذكرهم لربِّهم .. يقول ابن القيم "ولهذا أمر الله سبحانه عباده بذكره على جميع الأحوال وأمرهم بذكره أخوف ما يكونون، فقال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الأنفال: 45].. والمحبون يفتخرون بذكرهم أحبابهم وقت المخاوف وملاقاة الأعداء كما قال قائلهم:

 

ولقد ذكرتك والرماح نواهلٌ مني وبيض الهند تقطُّر من دمي

فوددت تقبيــــل السيــوف لأنـها برقت كبارق ثغرك المتبسم"

 

ويقول ابن القيم في روضة المحبين "أقر شيء لعيون المحب خلوته بسره مع محبوبه، حدثني من رأى شيخنا (أي: شيخ الإسلام ابن تيمية) في عنفوان أمره خرج إلى البرية بكرة (أي: في الصباح الباكر) فلما أصحر (أي: بلغ الصحراء) تنفس الصعداء ثم تمثل بقول الشاعر:

 

وأخرج من بين البيوت لعلني أحدث عنك القلب بالسر خاليا"

 

فأنت إذا ذكرت اسم الله عزَّ وجلَّ، تفرح بذكر اسم محبوبك .. إلهك الواحد الأحد، الذي ليس لديك سواه ..

 

فإذا قلت بسم الله الرحمن الرحيم، فإنها بداية الحوار الذي سيكون بينك وبين الله عزَّ وجلَّ .. لإنه سبحانه وتعالى يرد عليك أثناء قرائتك للفاتحة ..

 

يقول ابن جرير"إني لأعجب ممن قرأ القرآن ولم يعلم تأويله وتفسيره، كيف يتلذذ بقراءته؟!"

 

فأنت لا تعلم ما يحدث عند قرائتك للفـــاتحة وما بها من أسرار ..

وهذا ما سنعرفه في الجزء التالي إن شاء الله تعالى،،

 

 

akhawat_islamway_1363744864__fwasel33.png

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

 

 

ان السورة الوحيدة التي قد بلَّغنا أن الله تعالى يرد فيها على عبده هي الفـــاتحـــة ..

 

والتي تبدأ بـــ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} .. والْحَمْدُ: هو إثبـــات الكمـــال لله تعالى مع المحبــة ..

 

والحمــد عظيمٌ جدًا، لدرجة أنه يملأ ميـــزانك بالحسنـــات .. يقول النبي

oqezgm.jpg.gif ".. والحمد لله تملأ الميزان.." [رواه مسلم]

 

وإن وفقك الله عز وجلَّ لقول الحمد لله ..فإنك بحاجة لأن تحمده على هذه النعمة؛ لأن الله تعالى هو الذي ألهمَّك نعمة الحمد، يقول تعالى {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}[التكوير: 29] .. وما أعطاك الله في الدنيا عطاءً إلا وهو نعمة منه سبحانه، فإن حمدته على هذا العطاء كانت نعمته عليك بأن حمدته أعظم من نعمته عليك بالعطاء.

 

والرَبَّ: هو الرازق المالك المُدبِّر ..

 

والْعَالَمِينَ:جمع عالم وهي كل ما سوى الله تعالى .. فالملائكة والإنس والجن والحيوانات والحشرات وحتى البكتريا والخلايا عالم .. والله تعالى هو رب كل هذه العوالم، يُدبِّر كل صغيرة وكبيرة فيها .. حتى دقائق الأمور التي لا تُرى بالعين المجردة، جعل الله تعالى تدبيرها إليه.

 

ولتدرِّك مدى عظمة تدبير الله تعالى للأمور .. يكفيك أن تُشاهد العملية الدقيقة التي تحدث داخل خلية واحدة لكرة دم بيضاء، لكي تنزلق وتخرج من شُعيرة دموية إلى أخرى .. ولتعلَّم أن جسم الإنسان مكوَّن من مليارات من الخلايا، وأن المللي الواحد من الدم به عشرة آلاف خلية من كرات الدم البيضـــاء ..

 

فالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ..

 

akhawat_islamway_1363744864__fwasel33.png

رحلة عبر الكون

 

 

بنـــا نتعمــق أكثر مع أبعـــاد {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.. ولقد أمرنا الله عزَّ وجلَّ أن ننظر ونتفكَّر في خلق السماوات والأرض، فقال تعالى {قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ..} [يونس:101]

 

وبعد أن غُصنَّا المرة السابقة بداخل الخلية وأدركنا مدى صغرها .. فلنسبح اليوم في رحلة عجيــبة جميـــلة، تأخذنا إلى أبعــــاد أكبر وأبعد بكثيــــر ..

 

ستنطلق رحلتنا من مدينة البُندقية بإيطاليـــا، ثمَّ نبتعد أكثر فأكثر إلى أن نخرج خارج كوكب الأرض .. ويبدأ الكوكب في الابتعاد والتقلُص إلى أن يصير كالقمر في السمــــاء ..

ثمَّ نمُّر بجانب القمر الحقيقي .. وكلما ابتعدنا أكثر، صار منظر الأرض كإنها نجمة من النجوم التي نراها في السمـــاء ..

 

وأثنــاء تجولنا في المجموعة الشمسية، تمر علينا مسارات لكواكب المجموعة المختلفة .. وسنقطع المجموعة الشمسية بأكملها في أكثر من خمس ساعات ضوئية ..

 

180px-Solar_system.jpg

 

وسنخرج خارج المجموعة الشمسية، إلى أن تصير الشمس وتوابعها كالنجم المُعلَّق في الفضـــاء .. فلربما إذا رأيت نجمة في السماء، تكون لمجموعة كاملة كما هو الحال مع المجموعة الشمسية ..

وأقرب النجوم إلى مجموعتنا الشمسية تُسمى: سنتوري أ وسنتوري ب .. وتبعُد عنا بمسافة أربع سنوات وربع ضوئية ..

 

وعدد النجوم بمجرة درب التبانة وحدها = 10,000000,000000,000000,0000 نجم !!

 

فلنخرج خارج مجرتنا (درب التبانة)، وسنُلاحظ أن مجموعتنا الشمسية تقع بطرف المجرة .. وأقرب المجرات إلينا، هي مجرة المرأة المُسلسلة (Andromeda) ..

 

ولقد انتقلنا خلال رحلتنا من مرحلة الكواكب إلى النجوم، إلى المجرات التي تحتوي على مجموعات من النجوم .. وكلما ابتعدنا أكثر، صارت المجرات كالنقطة في السمـــاء ..

 

180px-Andromeda_galaxy.jpg

 

ونبتعد أكثر فأكثر إلى أن نصل إلى مرحلة التجمعـــات، التي هي مجموعة من المجرات ..

 

وبعد أن ابتعدنا بمليارت السنين الضوئية، وصلنا إلى المرحلة التي لا نستطيع أن نرى معها شيئًا من كثرة التجمعــــات التي في السمــــــاء ..

 

والآن، هل أدركت كم هو حجمك مقارنة بالمجرات الموجودة حولك؟

وكم هو البُعد بينك وبين السمـــــــاء؟

 

 

{.. أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ} [الأنعام: 50]

 

 

akhawat_islamway_1363744864__fwasel33.png

شرف العبودية لله عزَّ وجلَّ

 

 

إن السمـــاء التي شاهدناها في رحلتنا السابقة هي مجرد جزء من السمـــاء الدنيـــا، وهو الجزء الذي توصَّل العلماء لتقديره حتى الآن .. والله أعلم بقدر ما لم نستطع أن نصل إليه بعد.

 

وفوق هذه السمــاء الدنيـــا توجد سمـــاء أخرى أعظم منها، وفوقها سماء ثالثة أعظم .. إلى أن نصل إلى السمــاء السابعــة، وهي أعظم السمــاوات وفوقها عرش الرحمن وكرسيه ..

 

ولتدرك عِظَم كرسي عرش الملك جلَّ جلاله .. فإن النبي

oqezgm.jpg.gif يقول "ما السماوات السبع في الكرسي إلا كحلقة بأرض فلاة، وفضل العرش على الكرسي كفضل تلك الفلاة على تلك الحلقة"[السلسلة الصحيحة (109)] .. فالسماوات السبع بما فيها بالنسبة للكرسي، كإنها حلقة أُلقيَّت في الصحراء .. والكرسي بالنسبة للعرش، كإنه حلقة أُلقيَّت في الصحراء أيضًا ..

 

قال تعالى {هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ..}[لقمان: 11] ..

 

فمن أنا؟ ومن أنت؟ ومن نحن جميعًا مقارنة بخلق الله عزَّ وجلَّ؟؟

بالله عليك، أي وقوف هذا الذي نقفه بين يدي الله عزَّ وجلَّ؟!!

 

 

akhawat_islamway_1363744864__fwasel33.png

 

وبعد هذا التدبُّر والتفكُّر في خلق الله .. يحق لنا أن نستحي من قول النبي

oqezgm.jpg.gif"إن الله أمركم بالصلاة فإذا صليتم فلا تلتفتوا، فإن الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفت .."[رواه الترمذي وصححه الألباني].. فلك أن تشعر بالهيبة ..

 

فكل هذه الخلائق تعمل كل لحظة دون كلل أو ملل أو كسل .. فالنجوم تسبح في مجرَّاتها والكواكب تسير في مداراتها والخلايا تؤدي وظائفها في جميع أماكنها والنباتات تكبُر والحيوانات تفترس والنيازك تسقط والشمس تُشرِّق والمد والجزر يتبادلان والبدر ينكمش .. {.. وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} [يس:40]

 

والذي يُدبِّر أمرها كله، هو الله رَبُّ العالميـــــن ..{اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [غافر: 64]

 

فالحمدُ لله الذي جعل الربوبية عنده .. {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}

 

والعجيب في الأمر، إنك عندما تقف بين يدي هذا الإله العظيـــم وتحمده على ربوبيته فتقول: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}

 

فإن الله عزَّ وجلَّ يرد عليك قائلاً: حمدني عبدي ..

 

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله

oqezgm.jpg.gif يقول "قال الله تعالى قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}،قال الله تعالى: حمدني عبدي .. وإذا قال{الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي .. وإذا قال {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}، قال: مجدني عبدي .. فإذا قال{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}، قال: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل .. فإذا قال {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ، صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}،قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل"[رواه مسلم]

 

يقول ابن القيم "فيا لذة قلبه وقرة عينه وسرور نفسه بقول ربِّه: عبدي ثلاث مرات، فوالله لولا ما على القلوب من دخان الشهوات وغيم النفوس لاستطيرت فرحًا وسرورًا بقول ربِّها وفاطرها ومعبودها: حمدني عبدني وأثنى علي عبدي ومجدني عبدي"

 

ومما زادني شرفًا وفخرًا وكدت بأخمصي أطأ الثريا دخولي تحت قولك يا عبادي وأن صيَّرت أحمدَ لي نبيا

 

لذلك عندما شرَّف الله تعالى نبيه بالقُرب منه في رحلة الإسراء، قال {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ ..}[الإسراء: 1] .. فوصفه بالعبودية دون غيرها لأنها أشرف المواطن، وعلى الرغم أن العبودية ذُل ولكن الذل لله عزَّ وجلَّ مع المحبة هو كمال الشرف.

 

فهل يوجد أحلى من أن تُناجي الله عزَّ وجلَّ، فتُكلمه ويكلمك وهو رَبُّ الْعَالَمِينَ؟

 

استشعر هذه المعاني الرائعة، وسيزيد خشوعك إن شـــــاء الله تعالى،،

 

 

 

akhawat_islamway_1363744864__fwasel33.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1363744864__fwasel33.png

تلذذ برحمة الله التي وسعت كل شيء

 

 

 

 

في أعظم سورة على الإطلاق نقلنا الله تعالى من حمده على ربوبيته للعالمين إلى رحمته بالعالمين،

وبين كل آية وآية يرد الله عزَّ وجلَّ علينا ويخاطبنا كما أخبر بذلك الصادق المصدوق

oqezgm.jpg.gif

 

فما أحلى الفاتحة، ووالله إنها لأكثر سورة يجب أن يخشع العبد فيها ..

 

ولكن للأسف بعض الناس لا يبدأ بالتركيز إلا بعد إنتهاءه من الفاتحة ويستبعد أن يكون هناك ما يشدهُ فيها .. مع أن الذي يطلِّع على أسرارها، يجد لها طعمًا آخر.

 

والسبب في أن قول الله تعالى {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} أتى عقب قوله {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} ..كما يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله "إن ربوبية الله عزَّ وجلَّ مبنية على الرحمة الواسعة للخلق، لأنه تعالى لما قال {.. رَبِّ الْعَالَمِينَ} كأن سائلاً يسأل ما نوع هذه الربوبية؟ هل هي ربوبية أخذ وانتقام أم ربوبية رحمة وإنعام؟ فقال بعدها ربي {الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ }"

 

 

 

**

 

والرحمن والرحيم يدلان على الرحمة .. ولكن بينهما فرق ..

 

فالرحمن .. أي ذو الرحمة الواسعة ولذلك جاء على وزن فعلان الدال على السعة، ويدُل على أن صفة الرحمة قائمة به سبحانه.

أما الرحيـــــم .. فهو الذي يوصل الرحمة إلى من يشاء من عباده، ولهذا جاءت على وزن فعيل الدال على وقوع الفعل.

 

يقول ابن القيم " ألا ترى أنهم يقولون: غضبان للممتليء غضبا وندمان وحيران وسكران ولهفان لمن ملىء بذلك، فبناء فعلان للسعة والشمول .. ولهذا يقرن استواءه على العرش بهذا الاسم كثيرا كقوله تعالى { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}[طه: 5]، و{.. ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا} [الفرقان: 59] .. فاستوى على عرشه باسم الرحمن لأن العرش محيط بالمخلوقات قد وسعها والرحمة محيطة بالخلق واسعة لهم، كما قال تعالى {.. وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ..} [الأعراف: 156] .. فاستوى على أوسع المخلوقات بأوسع الصفات، فلذلك وسعت رحمته كل شيء"

 

ويقول "والرحيم دال على تعلقها بالمرحوم فكان الأول للوصف والثاني للفعل .. فالأول: دال أن الرحمة صفته، والثاني: دال على أنه يرحم خلقه برحمته .. وإذا أردت فهم هذا فتأمَّل قوله: { .. وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا}[الأحزاب: 43] وقوله تعالى {.. إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 117] ولم يجيء قط رحمن بهم، فعُلِّم أنالرحمن: هو الموصوف بالرحمة ورحيم: هو الراحم برحمته"

 

ورحمة الله تكون في ما منعك، كما تكون في ما منحك .. فإذا منعك الله تعالى من شيءٍ تحبه وتريده، فهذا هو عين العطاء لك .. لإنه إن كان هذا الشيء في الظاهر محبباً لك، فإن فيه مفاسد هي أعظم من منافعه والله تعالى يراها وأنت لا تراها .. فهو الخالق سبحانه {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الملك: 14] .. فيكون منعك منه فيه منفعة لك أكثر من حصوله لك سواء في العاجل أم في الآجل، قال تعالى {.. وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216]

 

فالأمر كله رحمةً للعبد، ولكنه يقف بين يدي الله تعالى مُتسخطًا في الصلاة بدلاً من أن يقف فرحًا متلذذًا برحمة الله التي وسعت كل شيء،،

 

 

**

 

والسبب في أن قول الله تعالى {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} تقدَّم على قوله {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} .. يقول الغرناطي في (ملاك التأويل) "الله عز وجل يخاطب عباده بخطاب الرحمة والتلطف والاعتناء، فيقول للنبي

oqezgm.jpg.gif {عَفَا اللّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ} [التوبة : 43] .. فقدَّم العفو على ما ظاهره العتاب، لكي لا ينصدع قلب النبي oqezgm.jpg.gif .. وكذلك تلطَّف على عباده من أمة النبي oqezgm.jpg.gif فقال لهم {الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ، مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}ليؤنسهم في ذلك اليوم الشديد"

 

فكما آنس الله عز وجلَّ نبيه

oqezgm.jpg.gif، فقد قدَّم قوله الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ لكي يؤنس أمته في هذا اليوم العصيب لما فيه من أهوال،،

 

akhawat_islamway_1363744864__fwasel33.png

سعة رحمة الله عزَّ وجلَّ

 

 

 

إن الله تعالى لا يُخيِّب أحدًا رجاه ولا يطرد أحدًا من رحمته .. بل إن بعض الناس هم الذين يطردون أنفسهم من رحمة الله، بأن يرى طريق الرحمة فيتركه ويرى طريق العذاب فيسلكه .. قال تعالى {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا} [الإنسان: 3]

 

ورحمة الله تعالى بعباده عظيمة جدًا .. عن عمر بن الخطاب قال: قدم على النبي

oqezgm.jpg.gifسبي فإذا امرأة من السبي تسعى إذا وجدت صبيا في السبي أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته، فقال لنا النبي oqezgm.jpg.gif"أترون هذه طارحة ولدها في النار ؟"، فقلنا: لا وهي تقدر على أن لا تطرحه، فقال "لله أرحم بعباده من هذه بولدها" [متفق عليه] .. فرحمة الله بعباده يوم القيامة كبيرة جدًا، وسيرون منها ما لم يخطر لهم على بال من العفو والصفح والمغفرة والتجاوز والتغاضي عن بعض الهفوات والزلات.

 

ولكن بشرط أن يعملوا لاستحقاق هذه الرحمة .. يقول تعالى {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى}[طه: 82] .. فعليك أن تُريَّ الله أنك تريد رحمته، لأن الله تعالى يحب أن يرى من عبده سعيًا إليه.

 

ولقد امتلأ الكون كله من أوله إلى آخره برحمة الله تعالى، كامتلاء البحر بالماء وامتلاء الجو بالهواء ..

 

حتى إنه قد أوضع الرحمة في قلوب الحيوانات المُفترسة ..

 

قال رسول الله

oqezgm.jpg.gif"إن لله مائة رحمة أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام، فبها يتعاطفون وبها يتراحمون وبها تعطف الوحش على ولدها وأخر الله تسعا وتسعين رحمة يرحم بها عباده يوم القيامة" [متفق عليه]

 

وكما مُليء الكون بالرحمة، فقد مُليء بذكر الله عز وجلَّ وشكره أيضًا .. يقول تعالى {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا}[الإسراء: 44] ..

 

فهلَّ كنا جزءًا من هذا الكون الذي يسبح بحمد ربه ولا ننشز عنه؟

 

وإذا قلت الرحمن الرحيم في الصلاة، قال الله عزَّ وجلَّ لك: أثنى علي عبدي ..

 

فتذكَّر أن المفتاح السحري للخشـــوع هو أن تُخاطب ربَّك عز وجلَّ في الصــلاة،،

 

 

 

akhawat_islamway_1363744864__fwasel33.png

تم تعديل بواسطة قطـــرة النــــدى

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1363744864__fwasel33.png

لحظة الاحتضـــار ومشهد يومٍ عظيــــم

 

 

 

بعد ذكر رحمة الله سبحانه وتعالى، نقلتنا آيــــات سورة الفاتحة إلى ذكر يومٍ عظيــــم من أيـــــام الله تعالى .. في قوله تعالى:

 

{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [الفاتحة: 4]

 

إنه يـــــوم القيــــامة .. وذكر الله تعالى رحمته قبلها؛ ليُبيِن أن رحمته سبقت غضبه وأنه كتب على نفسه الرحمة سبحــــانه وتعالى ..

 

وأضاف الملك ليوم الدين خاصة .. وهو يوم الحساب، يوم يدان الناس فيه بأعمالهم، خيرها وشرها؛ لأن في ذلك اليوم يظهر للخلق تمام الظهور، كمال ملكه وعدله وحكمته، وانقطاع أملاك الخلائق. حتى إنه يستوي في ذلك اليوم، الملوك والرعايا والعبيد والأحرار.

 

يوم يزول كل مُلكٍ إلا مُلك المَلِك سبحانه وتعالى ..

 

فلا يتكلم أحد إلا بإذنه، يقول تعالى { يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا} [النبأ: 38] .. ولا يشفع أحد إلا بإذنه سبحانه وتعالى، يقول الله جلَّ وعلا {يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا} [طه: 109]

 

وليس يوم القيـــامة هو اليوم الذي تزول فيه الدنيـــا فقط،

بل لكل إنسانٍ منـــا قيـــامته الخـــاصة ..

 

فمن مــات فقد قامت قيــــامته، لكنها قيـــامة صغرى بخروج روحه .. وما أصعب هذا الموقف، حتى إن الله عزَّ وجلَّ قد وصفه بالمصيبة .. يقول تعالى {.. فَأَصَابَتْكُم مُّصِيبَةُ الْمَوْتِ ..} [المائدة: 106]

 

ولو كان ينجو من ذلك الموقف أحد، لنجـــا منه رسول الله

oqezgm.jpg.gif .. تذكر عائشة رضي الله عنها لحظات وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، فتقول: .. فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بهما وجهه ويقول"لا إله إلا الله، إن للموت سكرات" [رواه البخاري]

 

كما يقول الله جلَّ وعلا { وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ} [ق: 19]

 

 

**

 

 

وبعد وفــــاة الإنســـان ...

 

 

يأخذوه ويوسدوه قبرهِ، ثمَّ يتركوه ....... ويبقى هنـــاك إما مُعذبًا وإما مُنعمًا .. الله أعلم كيف يكون حاله وكم سيبقى هنـــــاك ..

 

إلا إنه في يومٍ مــا سينشق عنه هذا القبر، فيخرج منه ليشهد مشهدٍ عظيـــم ..

 

قول تعالى { إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (*) وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ (*) وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ} [التكوير: 1,3] .. ويقول الله عزَّ وجلَّ { إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (*) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا (*) وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا} [الزلزلة: 1,3]

 

إنه يومٌ مهولٌ أمره، عظيمٌ قدره .. يومٌ تشيب له الولدان، وتذوب له الجمادات العظام، وتتفطر السماء وتنتثر كواكبها وتنفجر نجومها ..

 

{يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (*) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (*) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (*) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ} [عبس: 34,37]

 

{.. وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} [الحج: 2]

 

الشمس تدنو من رؤوس العبــــاد، ويظلون تحت لهيبها لمدة 50 ألف عــــام .. إلا من شاء الله أن يظله تحت ظل عرش الرحمن ..

 

عن أبي هريرة رضي الله عنه: عن النبي

oqezgm.jpg.gif قال "سبعة يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق بالمسجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه" [متفق عليه]

 

 

akhawat_islamway_1363744864__fwasel33.png

 

أهوال يوم القيـــامة .. كيف النجـــاة؟

 

 

وبينما النـــاس في مشهد يوم القيامة، إذ ظهر نورٌ عظيـــم وأشرقت الأرض بنور ربها ..

 

{ وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} [الفجر: 22]

 

فسكت النــــاس .. {.. وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا} [طه: 108]

 

ونكَّس المجرمون رؤوسهم .. { وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ} [السجدة: 12]

 

قال رسول الله

oqezgm.jpg.gif "يقبض الله الأرض يوم القيامة ويطوي السماء بيمينه، ثم يقول: أنا الملك، أين ملوك الأرض ؟" [متفق عليه]

 

 

 

ذكر ابن كثير في تفسيره "أن الله تعالى يأمر إسرافيل بنفخة الصعق، فينفخ نفخة الصعق، فيصعق أهل السموات وأهل الأرض إلا من شاء الله، فإذا هم قد خمدوا، وجاء ملك الموت إلى الجبار عَزَّ وجل، فيقول: يا رب، قد مات أهل السموات والأرض إلا من شئت. فيقول الله ـ وهو أعلم بمن بقي ـ : فمن بقي؟، فيقول: يا رب، بقيتَ أنت الحي الذي لا تموت، وبقيت حملة العرش، وبقي جبريل وميكائيل، وبقيت أنا. فيقول الله عَزَّ وجلَّ: ليمت جبريل وميكائيل .. فيموتان. ثم يأتي ملك الموت إلى الجبار عَزَّ وجلَّ فيقول: يا رب، قد مات جبريل وميكائيل. فيقول الله عَزَّ وجلَّ ـ وهو أعلم بمن بقي ـ: فمن تبقي؟، فيقول: بقيت أنت الحي الذي لا تموت، وبقيت حملة عرشك، وبقيت أنا. فيقول الله عَزَّ وجل: ليمت حملة عَرْشي. فيموتوا .. ثم يأتي ملك الموت، فيقول: يا رب، قد مات حملة عرشك. فيقول الله ـ وهو أعلم بمن بقي ــ : فمن بقي؟ فيقول: يا رب، بقيت أنت الحي الذي لا تموت، وبقيت أنا. فيقول الله عَزَّ وجلَّ: أنت خَلْق من خلقي، خلقتك لما رأيت، فمِت. فيموت.

فإذا لم يبق إلا الله الواحد القهار الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد، كان آخرًا كما كان أولاً طوى السموات والأرض طي السجل للكتب .. ثم يقول: أنا الجبار، أنا الجبار، أنا الجبار ثلاثًا.

ثم هتف بصوته: { لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ } ثلاث مرات، فلا يجيبه أحد، ثم يقول لنفسه: { لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ }[غافر: 16]" [تفسير ابن كثير (3:284)]

 

{الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} [غافر: 17]

 

 

**

 

 

كيف أنجو من أهوال يوم القيـــامة؟

 

 

لقد أخبرنا الله عزَّ وجلَّ كيف ننجو من أهوال ذلك اليوم في سورة الفاتحة .. فإذا ما قرأت الآية التي تلي قوله تعالى {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [الفاتحة: 4] .. لوجدت سبيل النجـــاة في قوله تبارك وتعالى:

 

{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5]

 

فعبادة الله وحده هي النجــــاة ..

 

كما قال نوح عليه السلام لقومه {لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} [الأعراف: 59] .. وكذا كان قول الأنبيـــاء من بعده ..

 

أما الإعراض عن الله تعالى وعصيانه فهو الهلاك يوم القيــــامة ..

 

 

akhawat_islamway_1363744864__fwasel33.png

دواء الريـــــاء والعُجب

 

 

 

لازلنا مع عجائب وأسرار الفاتحة، ووصلنا إلى قوله تعالى { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5]

 

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية كلامًا عجيبًا في شأن تلك الآية العظيمة، قال "رُوِيَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِائَةَ كِتَابٍ وَأَرْبَعَةَ كُتُبٍ جَمَعَ مَعَانِيَهَا فِي الْقُرْآنِ وَمَعَانِيَ الْقُرْآنِ فِي الْمُفَصَّلِ، وَمَعَانِيَ الْمُفَصَّلِ فِي أُمِّ الْكِتَابِ، وَمَعَانِيَ أُمِّ الْكِتَابِ فِي هَاتَيْنِ الْكَلِمَتَيْنِ : { إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }" [مجموع الفتاوي (2:455)]

 

إيَّاكَ نَعْبُدُ .. أي لا أعبد أحدًا سواك

وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ .. أي لا أستعين إلا بك

 

 

**

 

 

لكن، لماذا قَدَّم العبادة على الاستعانة؟

 

 

أولاً: من باب تقديم الغايــــات على الوسائل .. فالغاية: هي العبادة، والوسيلة التي توصل إليها:هي الاستعـــانة .. فأنا أستعين بك؛ لكي أعبدك يــــا ربَّ.

 

ثانيًا: العبادة لله والاستعانة من الله للعبد، فما كان لله أولى مما كان للعبد لا شك.

 

ولذا كانت أهم عبادات القلب:: الإخلاص، وأسوء ذنوبه:: الشرك ..

 

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله

oqezgm.jpg.gif "قال الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه" وفي رواية "فأنا منه بريء هو للذي عمله" [رواه مسلم]

 

 

يقول ابن القيم " العمل بغير إخلاص ولا اقتداء، كالمسافر يملأ جرابه رملاً يثقله ولا ينفعه" [الفوائد (1:48)]

 

 

**

 

 

فأول سبيل للإخلاص:: ألا يرى القلب في العبادة إلا الله ..

 

إذا أردت أن يكون عملك خالصًا لله، يجب ألا تلتفت إلى البشر .. لا تهتم وأنت تتصدق من الذي سيعلم عنك .. لا تهتم وأنت تصلي من الذي يسمعك .. لا تهتم بالانتصار إذا ناقشت مسألة ما، بل اهتم بأن تجد الحق فتتبعه سواءً كنت مصيبًا أم مخطئًا .. فغاية همَّك هو رضا الله

Sob7anaho_Small.png عنك ولا أهمية لأي شيءٍ آخر أبدًا ..

 

 

 

فَلَيْتَكَ تَحْلُوْ وَالْحَيَاةُ مَرِيْرَةٌ ... وَلَيْتَكَ تَرْضَىَ وَالْأَنَامُ غِضَابُ

وَلَيْتَ الَّذِيْ بَيْنِيْ وَبَيْنَكَ عَامِرٌ ... وَبَيْنِيْ وَبَيْنَ الْعَالَمِيْنَ خَرَابُ

إِذَا صَحَّ مِنْكَ الْوُدِّ فَالكُلُّ هَيّنٌ ... وَكُلُّ الَّذِيْ فَوْقَ الْتُّرَابِ تُرَابُ

 

 

وعلاج حب المدح، يتلخص في معرفتك بأنه ليس أحد ينفعك مدحه أو ذمه إلا الله

Sob7anaho_Small.png .. فلو أنك كُتِبت عند الله صديقًا، ووصفك جميع الناس بأنك كاذب .. هل يضرك وصفهم؟

ولو أنك - والعياذ بالله - كُتِبت عند الله منافقًا، ووصفك جميع الناس بالصدق والصلاح .. هل سيدخلونك الجنة حينها؟!

 

فالناس لا ينفعونك بشيء إذا أراد الله

3azWajal_small.png خلافه، فلا تُضيِع آخرتك لأجل لا شيء!

 

قال بعض السلف "جاهد نفسك في دفع أسباب الرياء عنك، وأحرص على أن يكون الناس عندك كالبهائم والصبيان، ولا تفرق في عبادتك بين وجودهم من عدمه واقنع بعلم الله وحده"

 

ولو عَلِم الناس أنك ترائي وتفعل العبادة لأجلهم، لَكَرِهوك ولسقطت من أعينهم ..

 

فكيف تعمل لمن لو عَلِمَ أنك ترائي له لأبغضك؟! .. وتترك من لو عَلِمَ أنك تعمل له لأحبك ؟؟!!

 

كن مع الله .. واجعل { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} في قلبك وقصدك الوحيد،،

 

 

**

 

 

وشر أنواع الريـــاء:: أن يرائي الإنسان بما لا يعمل .. فيوحي للناس أنه صلى الفجر في المسجد وهو لم يصلي، أو يفرح بمدح الناس له على عملٍ لم يفعله ولا يُنكر ذلك.

وهؤلاء الذين قال الله تعالى عنهم {لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [آل عمران: 188]

 

 

**

 

 

والحل:: أن تُصحح النيــــة ..

 

فقبل أن تشرع في أي عبادة، عليك أن تتوقف وتسل نفسك: لماذا تفعل هذا العمل؟

 

لأجل أن ترضى يــــــا ربِّ وفقط .. ليس لأجل أي شيءٍ آخر.

 

{ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}:: تشفيـــك من مرض الريــــاء ومرض العُجب ..

 

قول ابن القيم " وكثيرًا ما كنت أسمع شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول: إياك نعبد تدفع الرياء، وإياك نستعين تدفع الكبرياء" [مدارج السالكين (1:54)]

 

لكن احذر من الشهوة الخفية للريـــــاء ! ..

 

 

akhawat_islamway_1363744864__fwasel33.png

اغسل قلبك بــــ:: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ

 

 

بعض الناس يغفلون عن متابعة إخلاصهم، فيُخشَى عليهم أن يتفاجئوا بأن حسناتهم قد بُدِلَت سيئـــات يوم القيامة، ويصدق فيهم قول الله تبارك وتعالى {.. وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ} [الزمر: 47]

 

الريــــاء يطحن الحسنـــات طحنًا .. فبعد أن تتعب في عمل الحسنة، تجدها يوم القيامة في ميزان سيئاتك والعياذ بالله .. يقول الله

3azWajal_small.png {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (*) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} [الكهف: 103,104]

 

فعليك أن تغسل قلبك بــــ { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}

 

 

**

 

 

والمشكلة أننا قد تربينا على مراءاة الناس منذ الصِغَر .. فدائمًا ما يُقال للصغار: لا تفعل كذا أو كذا حتى لا يقول الناس عليك ...

 

والمُفترض أن يُنهي الصغار عن فعل المخالفات؛ خشيةً لله تعالى وليس الناس .. بأن يُقال لهم: لا تفعل هذا الفعل؛ لأن الله لا يحبه ولأن ديننا ينهانا عن فعله .. أما إذا تربى على ترك المخالفات خشية الناس، فلن يؤجر على تركها وسيقع فيها من وراء الناس طالما إنهم لا يروه.

 

ومن العجيب أن المرء قد يرائي حتى نفسه .. فقد يقوم بعبادة في السر ويُعجَب بها، ويتمنى لو أن الناس رأوه وهو يفعلها .. وقد لا يتحمَّل حتى يخبرهم بها!

 

 

**

 

 

الإخلاص يُغيِّر حيـــاتك ..

 

فعندما تبدأ في متابعة نفسك في الإخلاص، ستشعر كأنك قد دخلت في الإسلام من جديد .. ولقد كان ل{ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} تأثيرًا عجيبًا على السلف الصالح، حتى إنهم كانوا يبكون عند تلاوتها.

عن مزاحم بن زفر، قال: صلى بنا سفيان الثوري المغرب فقرأ حتى بلغ { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}، بكى حتى انقطعت قراءته، ثم عاد فقرأ {الحَمْدُ للهِ}. [حلية الأولياء (3:154)]

قَالَ مُحَمَّدُ بنُ عَوْفٍ الحِمْصِيُّ: رَأَيْتُ أَحْمَدَ بنَ أَبِي الحَوَارِيِّ عِنْدَنَا بِأَنْطَرْسُوْسَ، فَلَمَّا صَلَّى العَتَمَةَ، قَامَ يُصَلِّي، فَاسْتَفْتَحَ بِـ {الحَمْدُ للهِ} إِلَى {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِيْنُ}، فَطُفْتُ الحَائِطَ كُلَّهُ، ثُمَّ رَجَعْتُ، فَإِذَا هُوَ لاَ يُجَاوِزُهَا، ثُمَّ نُمْتُ، وَمَرَرْتُ فِي السَّحَرِ وَهُوَ يَقْرَأُ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}. فَلَمْ يَزَلْ يُرَدِّدُهَا إِلَى الصُّبْحِ. [سير أعلام النبلاء (23:81)]

 

وهذا ليس بمبالغة، فالفاتحة هي أعظم سور القرآن؛ لذا كان لها أعظم التأثير على النفوس.

 

 

**

 

 

والآن، أتريد أن تعرف كيف تُخلِّص عبادتك لربِّ العالمين؟!

 

 

أعلم إنك لن تستطيع أن تُخلِّصَ إلا إذا أعانك الله

Sob7anaho_Small.png .. لذلك جاءت "إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ" بعد "إِيَّاكَ نَعْبُدُ".. وكما قال تعالى {.. وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [النور: 21]

فاطلب منه الهداية، وهو يهديك .. يقول الله تعالى في الحديث القدسي "يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم" [رواه مسلم]

 

لذلك كانت الآية التالية هي::

 

{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [الفاتحة: 6]

 

أرأيت التركيب البديع والاختيار الرباني العجيب لأعظم سورة في القرآن؟

 

 

نسأل الله أن يرزقنا الصدق والإخلاص في القول والعمل، وأن يهدنا برحمته إلى صراطه المستقيم،،

 

 

akhawat_islamway_1363744864__fwasel33.png

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1363744864__fwasel33.png

دعــــاء الفاتحـة .. لماذا نطلب الهداية؟

 

 

{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (*) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}[الفاتحة: 6,7]

 

قول شيخ الإسلام ابن تيمية "أَنْفَعُ الدُّعَاءِ وَأَعْظَمُهُ وَأَحْكَمُهُ: دُعَاءَ الْفَاتِحَةِ {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (*) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} فَإِنَّهُ إذَا هَدَاهُ هَذَا الصِّرَاطَ : أَعَانَهُ عَلَى طَاعَتِهِ وَتَرْكِ مَعْصِيَتِهِ. فَلَمْ يُصِبْهُ شَرٌّ لَا فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ"[مجموع الفتاوي (14:320)]

 

 

والإنسان مُحتاجٌ إلى الهداية في كل لحظة، مهما كانت درجة إيمانه ..

 

 

يقول ابن القيم "ولذلك اشتدت حاجة العبد، بل ضرورته إلى أن يسأل الله أن يهديه الصراط المستقيم، فليس العبد أحوج إلى شيء منه إلى هذه الدعوة، وليس شيء أنفع له منها. فإن الصراط المستقيم يتضمن علومًا وإرادات وأعمالاً وتروكًا ظاهرة وباطنة تجري عليه كل وقت، فتفاصيل الصراط المستقيم قد يعلمها العبد وقد لا يعلمها، وقد يكون ما لا يعلمه أكثر مما يعلمه، وما يعلمه قد يقدر عليه وقد لا يقدر عليه، وهو من الصراط المستقيم وإن عجز عنه .. وما يقدر عليه قد لا تريده (أي: نفسه) كسلاً وتهاونًا، أو لقيام مانع وغير ذلك .. وما تريده قد يفعله وقد لا يفعله .. وما يفعله قد يقوم بشروط الإخلاص وقد لا يقوم .. وما يقوم فيه بشروط الإخلاص قد يقوم فيه بكمال المتابعة وقد لا يقوم .. وما يقوم فيه بالمتابعة قد يثبت عليه وقد صرف قلبه عنه .. وهذا كله واقع سارٍ في الخلق، فمستقلٌ ومستكثر" [الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي (2:145,146)]

 

 

**

 

فطريق الله عزَّ وجلَّ وهو الصراط المستقيم يتضمن علومًا أبعد مما تتصور ..

 

1) قد يعلمها العبد وقد لا يعلمها .. من أمور الحلال والحرام، والطاعة والمعصية.

2) وقد يكون ما لا يعلمه أكثر مما يعلمه .. فيطلب من الله تعالى الهداية؛ ليزداد علمه.

3) وما يعلمه قد يقدر عليه وقد لا يقدر عليه .. فقد يعلم أحدًا فضائل الصيـــام أو الصدقة أو الحج أو غيرها من الطاعات، ولكن لا يقدر على القيـــام بها .. فيطلب من الله الهداية؛ لكي يُعينه عليها.

4) وما يقدر عليه قد تريده نفسه وقد لا تريده .. فقد يُصاب الإنسان بالكسل .. ومع مقدرته على القيام لصلاة الفجر مثلاً، لا تشتهي نفسه ذلك ويتكاسل حتى يصليها بعد شروق الشمس .. وآخر قد يكون قادرًا على الصلاة في المسجد، لكن تتكاسل نفسه ويُصلي في البيت .. لذلك ندعو الله أن يهدنا الصراط المستقيم؛ حتى تتطاوعنا أنفسنا على فعل العبادات التي نقدر عليها.

5) حتى لو طاوعته نفسه وقام بفعل العبادة، قد يأتي بالإخلاص وقد لا يأتي بالإخلاص .. فاهدنا الصراط المستقيم؛ لكي نُخلِّص.

6) حتى لو أخلصت في عملك، قد تفعله متابعًا لهدي النبي

oqezgm.jpg.gif أو خلافه .. والإخلاص والمتابعة لهدي النبي oqezgm.jpg.gif هما شرطا قبول العمل، وبدون أحدهما لا يُقبل.

7) حتى لو فعلت العمل وأتيت بجميع شروط قبوله من الإخلاص والمتابعة لهدي النبي

oqezgm.jpg.gif، تحتاج أن تطلب من الله أن يُثبتك على العمل .. فإن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يُقلبها كيف يشاء.

 

فما أشد حاجتنا إلى طلب الهداية من الله سبحانه وتعالى في كل وقتٍ وحين ..

اللهم اهدنــــا الصراط المستقيم،،

 

 

**

 

والصراط مضروبٌ على متن جهنم .. عن أُمُّ مُبَشِّرٍ: أَنَّهَا سَمِعَتْ النَّبِيَّ

oqezgm.jpg.gif يَقُولُ عِنْدَ حَفْصَةَ "لَا يَدْخُلُ النَّارَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ أَحَدٌ، الَّذِينَ بَايَعُوا تَحْتَهَا"، قَالَتْ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَانْتَهَرَهَا. فَقَالَتْ حَفْصَةُ: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا}.

 

فَقَالَ النَّبِيُّ

oqezgm.jpg.gif "قَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا}"[صحيح مسلم]

 

وصفة الصراط: أنه دَحْضٌ مَزِلَّةٌ .. أي تنزلق الأقدام إذا وقفت عليه، فما أصعب تلك الصفة.

 

ويمر النــاس عليه بحسب نورهم .. يقول الرسول

oqezgm.jpg.gif ".. فيعطيهم نورهم على قدر أعمالهم؛ فمنهم من يعطى نوره مثل الجبل العظيم يسعى بين يديه، ومنهم من يعطى نوره أصغر من ذلك، ومنهم من يعطى مثل النخلة بيده، ومنهم من يعطى أصغر من ذلك، حتى يكون آخرهم رجلاً يعطى نوره على إبهام قدميه يضيء مرة ويطفأ مرة فإذا أضاء قدم قدمه وإذا أطفىء قام .."[صحيح الترغيب والترهيب (3704)]

 

 

 

akhawat_islamway_1363744864__fwasel33.png

عبــــــور الصراط المستقيـــم

 

 

يوزع النور على الناس بقدر أعمالهم في الدنيــــا، والنبي صلى الله عليه وسلم قائمٌ على الصراط يقول:يـــــــا ربِّ سَلِّمْ سَلِّمْ ..

 

وتأتي لحظة الاختبـــار الصعب لعبور الصراط .. يقول النبي

oqezgm.jpg.gif ".. فيمرون على قدر نورهم منهم من يمر كطرفة العين، ومنهم من يمر كالبرق، ومنهم من يمر كالسحاب، ومنهم من يمر كانقضاض الكوكب، ومنهم من يمر كالريح، ومنهم من يمر كشد الفرس، ومنهم من يمر كشد الرجل، حتى يمر الذي يعطى نوره على ظهر قدميه يحبو على وجهه ويديه ورجليه تخر يد وتعلق يد وتخر رجل وتعلق رجل وتصيب جوانبه النار، فلا يزال كذلك حتى يخلص فإذا خلص وقف عليها فقال: الحمد لله الذي أعطاني ما لم يعط أحدًا إذ نجاني منها بعد إذ رأيتها" [صحيح الترغيب والترهيب (3704)]

 

قال رسول الله

oqezgm.jpg.gif ".. وَفِي حَافَتَيْ الصِّرَاطِ كَلَالِيبُ مُعَلَّقَةٌ مَأْمُورَةٌ بِأَخْذِ مَنْ أُمِرَتْ بِهِ، فَمَخْدُوشٌ نَاجٍ وَمَكْدُوسٌ فِي النَّارِ .." [صحيح مسلم] .. فبقدر معاصي العبد يُخدش بتلك الكلاليب المُعلقة على طرفي الصراط، والبعض تأخذه تلك الكلاليب إلى قعر جهنم والعياذ بالله .. نسأل العافية والسلامة.

 

يقول ابن القيم: إن الله تعالى "نصب لعباده من أمره صراطًا مستقيمًا دعاهم جميعًا إليه حُجةً منه وعدلاً، وهدى من يشاء منهم إلى سلوكه نعمةً منه وفضلاً .. فإذا كان يوم لقائه نصب لخلقه صراطًا مستقيمًا يوصلهم إلى جنته، ثم صرف عنه من صرف عنه في الدنيا، وأقام عليه من أقام عليه في الدنيا، وجعل نور المؤمنين به وبرسوله وما جاء به الذي كان في قلوبهم في الدنيا نورًا ظاهرًا لهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم في ظلمة الحشر، وحفظ عليهم نورهم حتى يقطعوه، كما حفظ عليهم الإيمان حتى لقوه"[الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي (2:147)]

 

قال تعالى {يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}[الحديد: 12]

 

 

**

 

 

هل استشعرت الآن عِظَم الدعــاء الذي ندعو به في كل صلاة .. اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ؟!

 

فعند تأمينك بعد قراءة الفاتحة، عليك أن تستحضر تلك المشاهد العظيمة التي ذكرها النبي

oqezgm.jpg.gif عن صراط الله المستقيم .. فإذا قلت "آمين" (أي: اللهم استجب) من قلبك بصدق، سيستجيب الله تعالى لك ويهديك صراطه المستقيم.

 

أما إن كنت غافلاً لاهيًا، فلن يُستجاب لك .. عن أبي هريرة قال: قال رسول الله

oqezgm.jpg.gif "ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه"[رواه الترمذي وصححه الألباني]

 

وينبغي عليك أن تقف بعد كل آية من الفاتحة وقفة يسيرة، تنتظر فيها جواب ربِّك عزَّ وجلَّ ..يقول ابن القيم "فإذا قال: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} وقف هنيهة يسيرة ينتظر جواب ربِّه له بقوله: "حمدني عبدي". فإذا قال: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، انتظر الجواب بقوله: "اثنى علي عبدي"، فإذا قال: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}انتظر جوابه: "يمجدني عبدي""[الصلاة وأحكام تاركها (11:36)]

 

عن أم سلمة

Radya%20small.png قالت: كان رسول الله oqezgm.jpg.gif يقطع قراءته يقول {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} ثم يقف، {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} ثم يقف ..[رواه الترمذي وصححه الألباني]

 

فهنيئًا لك وأنت تسكت انتظارًا لجواب إلهٍ عظيـــــم، يُجيب عليك في الصلاة ..

 

من مثلُك؟!

 

akhawat_islamway_1363744864__fwasel33.png

سلوى قلب المؤمن

 

 

وصلنا إلى المحطة الأخيرة مع أسرار الفاتحة البديعة، التي نود لو لم ننتهي منها أبدًا .. مع قول الله تعالى:

{صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ..}[الفاتحة: 7]

 

فإن الإنسان إذا سلك الصراط المستقيم إلى ربِّه عزَّ وجلَّ، لابد أن يؤذى ويُعادى بسبب سلوكه طريق الحق .. ولذلك ذكر الله تعالى التواصي بالصبر لكل من سلك طريق الحق، في قوله تعالى {.. وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}[العصر: 3]

 

وإذا تسليت بذكر الذين أنعم الله عليهم بسلوك الصراط من قبلك، خفف ذلك عنك وحشة الطريق .. وقد علم الله تعالى أنك تحتاج إلى من يعينك على الهداية والحق، وأنك تحتاج إلى من تستأنس بهم .. فذكَّرك في الفاتحة بـــ {.. الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا}[النساء: 69] .. وعلى رأسهم النبي محمد

oqezgm.jpg.gif

 

فيتسلى قلبك وتهدأ نفسك ..

 

عندما تتذكر محن النبي

oqezgm.jpg.gif وصحابته، فيسلوا قلبك عمن يستهزأ بك بسبب تدينك وصلاتك .. وتتذكرين أمهات المؤمنين رضي الله عنهن، فتستأنسين بذكرهن عندما يستهزيء أحدهم بحجابك ..

 

وقد كان النبي

oqezgm.jpg.gif يتسلى بذكر الأنبيـــاء من قبله .. لذلك تجد القرآن الكريم عامرًا بقصص الأنبيــاء والمرسلين، قال تعالى {وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ ..} [هود: 120] .. وأمره بالاقتداء بهديهم، قال تعالى {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ ..}[الأنعام: 90]

 

وأنت أيضًا عليك أن تقتدي بالذين أنعم الله عليهم ..

 

فتقول في صلاتك {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (*) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ..}[الفاتحة: 6,7]

 

 

**

 

 

وبعدها تقول {.. غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}[الفاتحة: 7]

 

والمغضوب عليهم: هم الذين يعلمون الحق ولا يعملون به.

أما الضالين: فهم الذين يعملون ولكن بلا علم.

 

ولن يضل ضال إلا بأحد هذين الأمرين أو اجتماعهما، فالإنسان إما أن يعلم الحق وإما أن لا يعلمه .. فإن علمه فإما أن يعمل به وإما أن لا يعمل ..

 

وإن ابتعد عنك ذاك الضلال، ما بقي إلا أن ينعم الله عليك ..

 

ومثال ذلك:شخص يعلم بوجوب الصلاة وكيفية أدائها، لكنه لا يصلي .. فهذا قد باء بغضب الله تعالى ..

وآخر يصلي، لكن يقع في أخطاء تُبطِل الصلاة لإنه لا يعلم الطريقة الصحيحة لأدائها .. فهذا قد ضلَّ عن الهدى ..

 

لذا عليك أن تتعلم ظاهر الصلاة من الكيفية الصحيحة لأدائها .. وباطنها من الخشوع وأعمال القلب ..

فتكمُل صلاتك وتكون من الذين أنعم الله عليهم،،

 

يقول النبي

oqezgm.jpg.gif "إن اليهود مغضوب عليهم وإن النصارى ضُلَّال"[رواه الترمذي وحسنه الألباني] .. فهؤلاء يدخلون ضمن الآية؛ لأن اليهود يعلمون ولا يعملون بينما النصارى يعملون لكن على جهل.

 

 

**

 

 

لماذا أضاف الله سبحانه وتعالى النعمة إليه ولم يُضيف الغضب؟

 

أولاً: لأن النعمة هي الخير والفضل، أما الغضب فمن باب الانتقام والعدل .. فأضاف الله سبحانه وتعالى إلى نفسه أكمل الصفتين وهي صفة الرحمة؛ لأن رحمته سبقت غضبه سبحانه وتعالى.

ثانيًا: أن الله سبحانه وتعالى وحده هو المُتسبب في حصول النعمة .. كما قال تعالى {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ..}[النحل: 53] .. فلا أحد يُنعم عليك سوى الله تعالى.

أما إذا غَضِبَ الله عزَّ وجلَّ، فالجميع يغضب لغضبه .. فملائكته ورسله وأنبيائه وأولياؤه وأحبابه يغضبون لغضبه سبحانه.

 

 

**

 

 

ومن جماليـــات الفاتحـــة ..

 

أنها بدأت بالحمد:{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} .. فيقول الله تعالى: حمدني عبدي.

ثم الثنــــاء:{الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} .. فيقول الله تعالى: أثنى عليَّ عبدي.

والتمجيــد:{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} .. فيقول تعالى: مجدني عبدي.

وبعد ذلك الدعـــاء:{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} .. فيقول تعالى: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل.

وهذا من آداب الدعاء: فيُستحب للإنسان عند دعـــاء ربِّه أن يبدأ بالثنــــاء والتمجيد ثمَّ يسأل الله حاجته

 

 

فما أروع تنــــاسق آيــــــات الفاتحة ..

أما قولك "آميـــن" فله طعمٌ آخر ..

 

 

 

akhawat_islamway_1363744864__fwasel33.png

تأمين الملائكة وقاعدة التعايش مع القرآن

 

 

أتدري ما يحدث عند قولك "آميـــن"؟

 

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ

Rady%20copy.png: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ oqezgm.jpg.gif قَالَ "إِذَا قَالَ الْإِمَامُ {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ }، فَقُولُوا: آمِينَ. فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ قَوْلُهُ قَوْلَ الْمَلَائِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ"[صحيح البخاري]

 

وآمين تعني: اللهم استجب ..

 

فأنت حين تقول: آمين في الأرض، تقول الملائكة: آمين في السماء ..

 

فإذا توافق قولك مع قول أحد الملائكة، غُفِرَت لك جميع ذنوبك ..

 

فعليك أن تقولها وأنت مُستشعرٌ لمدى حـــاجتك .. فأنت تطلب من الله تعالى أن يهدك الصراط المستقيم، وهو أمرٌ عظيـــم وليس بهين يوم القيامة ..

 

ولا تقولها وأنت مُستغنٍ وغير مبالٍ هل يُستجاب لك أم لا .. فلو أن رجلٌ حُكِمَ عليه بالإعدام، ووقت تنفيذ الحُكم طُلِبَ منه أن يُكلم أوليـــاء القتيل ليعفو عنه .. فإن عفو عنه نجى، وإلا قُتِل ..

 

هل سيكلمهم بلا مبالاة ولا يهتم إن استجابوا له أو لا؟!

 

فما بــــالك وأنت تطلب العفو من ربِّ العالمين؟

 

فعليك أن تُظهر لله تعالى حاجتك، واعلم أنه لا يستجيب من قلبٍ غافلٍ لاهٍ ..

 

 

**

 

 

ثم بعد ذلك تشرع في قراءة القرآن ..

 

وقد شُرِعَت قراءة القرآن في القيــام؛ لأنه أشرف الأذكار والقيـــام هو أشرف الهيئات ..

 

بينما قد نُهينا عن قراءته أثناء الركوع والسجود؛ عن ابن عباس قال: قال رسول الله

oqezgm.jpg.gif "ألا إني نهيت أن أقرأ القرآن راكعًا أو ساجدًا .."[رواه مسلم]

 

يقول ابن القيم "ولما كان أشرف أذكار الصلاة: القرآن، شُرِعَ في أشرف أحوال الإنسان وهي هيئة القيام التي قد انتصب فيها قائمًا على أحسن هيئة" [شفاء العليل (24:46)]

 

والبعض يقرأ القرآن دون أن يستشعر معانيه أو يشعر بشيءٍ تجاهه، كأنه يقرأ صحيفة أو مجلة !

 

وهذا لا يصح مع كلام الله تعالى .. يقول ابن الجوزي "والله لو أن مؤمنًا عاقلاً قرأ سورة الحديد وآخر سورة الحشر وآية الكرسي وسورة الإخلاص بتفكير وتدبر، لتصدَّع من خشية الله قلبه وتحيَّر في عظمة الله لُبَّه"[التذكرة في الوعظ (1:73)].

 

يقول تعالى { أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}[محمد: 24]

 

وأمرنا سبحانه وتعالى بترتيل القرآن .. {.. وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا}[المزمل: 4]

 

وليس المهم الكم الذي تقرأه من الآيات، بل كيفية قرائتك لها ومدى تأثرك بها ..

 

فقد كان النبي

oqezgm.jpg.gif يقوم بآية واحدة، يظل يرددها طوال الليل .. عن أبي ذر Rady%20copy.png قال: قام رسول الله oqezgm.jpg.gif حتى أصبح بآية، والآية هي: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}[المائدة: 118].[رواه النسائي وابن ماجه وصححه الألباني]

 

يقول ابن القيم "إذا أردت الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه، وأَلْقِ سمعك، واحضر حضور من يخاطبه به من تكلم به سبحانه منه وإليه، فإنه خطاب منه لك على لسان رسوله" [الفوائد (1:1)]

 

وتذكَّر المفتـــاح السحري للخشوع في الصلاة:

 

كَلِّم ربَّك .. خاطبه .. ناجي ربَّك ..

 

 

**

 

 

قاعدة التعايش مع القرآن

 

 

لقد أعطانا الإمام ابن القيم القاعدة التي نستطيع استشعار آيـــات القرآن بها، حتى دون أن نقرأ التفسيـر ..

 

يقول "فتجذب قلبه وروحه إليه آيات المحبة والوداد، والآيات التى فيها الأَسماءُ والصفات، والآيات التى تعرَّف بها إلى عباده بآلائه وإنعامه عليهم وإِحسانه إِليهم، وتطيب له السير آيات الرجاءِ والرحمة وسعة البر والمغفرة، فتكون له بمنزلة الحادى الذى يطيب له السير ويهونه [عليه]، وتقلقه آيات الخوف والعدل والانتقام وإِحلال غضبه بالمعرضين عنه العادلين به غيره المائلين إلى سواه، فيجمعه عليه ويمنعه أن يشرد قلبه عنه" [طريق الهجرتين (23:54)]

 

 

1) فأنت تشعر بالحب .. عند مرورك بآيـــات الأسماء والصفات والتي تتحدث عن الذات الإلهية وإنعام الله عزَّ وجلَّ عليك .. فينشرح صدرك بالمحبة، لعل الله تعالى أن يحبك.

2) وتشعر بطيب القلب والسعادة والراحة .. عند مرورك بآيـــات الرحمة والمغفرة.

3) وتشعر بالخوف والقلق، وينجذب قلبك للقرآن فلا تشرد عنه .. عند مرورك بالآيات التي فيها ذكر الخوف والعدل والانتقام من الأمم السابقة.

فتعيش بين الحب والخوف الرجـــــاء ..

 

يقول ابن القيم "فتأَمَّل هذه الثلاثة وتفقه فيها، والله المستعان، ولا حول ولا قوة إلا بالله" [طريق الهجرتين (23:54)]

 

هكذا ينبغي أن تكون علاقتك بالقرآن العظيم وليس كما نرى أحيانًا أن الإمام يقرأ آيــــــات في وصف الجنة والنار، والمصلي يُفكر في الطعام والشراب!!

 

قال تعالى {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}[الحشر: 21]

 

نسأل الله تعالى أن يرزقنا وإيــــاكم الخشية،،

 

 

akhawat_islamway_1363744864__fwasel33.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جـــــــــــــــزاك الله خيرا ونفع بك

استفدت كثيرا من هذا الطرح الرائع

شكر الله سعيك ونفع بك الإسلام والمسلمين

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

اثاببك الله اخيتي

 

موضوووع مهم جدا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،

 

أعتذر لغيبتي الطويلة وانقطاعي عن طرح بقية السلسلة

الله المستعان

 

بارك الله فيكن أخواتي على مروركن

وأسأل الله أن ينفعي وإياكن بهذا الطرح المبارك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

akhawat_islamway_1363744864__fwasel33.png

 

وهذا لا يصح مع كلام الله تعالى .. يقول ابن الجوزي "والله لو أن مؤمنًا عاقلاً قرأ سورة الحديد وآخر سورة الحشر وآية الكرسي وسورة الإخلاص بتفكير وتدبر، لتصدَّع من خشية الله قلبه وتحيَّر في عظمة الله لُبَّه"[التذكرة في الوعظ (1:73)].

 

وأجمل صلاة في الدنيــــا هي صلاة نبينــا محمد

oqezgm.jpg.gif؛ الذي كان يحرص على جمال باطنه وظـــاهره أثنـــاء الصلاة ..

 

فكيـــف نركع ركوعًا جميلاً كركوع النبي

oqezgm.jpg.gif؟

 

أولاً: لا تتعجــل في إنــزال يديـــك .. بل انتظر حتى تفرُغ من القراءة ثم ترفع يديك وتُكَبِّر، وبعدها أنزِل يديــــك إلى ركبتيـــك .. لأن النبي

oqezgm.jpg.gif كان إذا فَرُغ من القراءة سكت سكتة خفيفة وبعدها يرفع يديه للتكبيـــر.

 

ثانيـــًا: التكبيـــر يكون في طريقك إلى الركوع .. أي أثنــاء نزولك للركوع، وليس قبله أو بعده.

 

والتكبيـــرات بين حركـــات الصلاة بمثابـــة التنبيــة ..

 

فشرع الله عزَّ وجلَّ لنا بين كل حركة من حركــات الصلاة تكبيـــر؛ لكي ننتبه ونُفيــق من الغفلة وشــرود الذهن ..

 

فالله أكبـــر من كل ما تُفَكِر فيــه،،

 

 

**

 

 

ثالثًا: رفع اليديـــن يكون إلى المنكبين أو إلى فروع الأذنين .. كشأن تكبيــرة الإحرام.

 

رابعًا: وضع اليديـــن على الركبتيــن مع التفريج بين الأصابــع .. لأن النبي

oqezgm.jpg.gif كان يُمكِّن يديـــه من ركبتيه كأنه قابضٌ عليهما ويُفرج بين الأصابع، فهذا أدعى لحصول الظهر على وضعه الصحيح .. ومن الخطأ أن تضع أطراف أصابعك فقط على الركبة.

 

خامسًا: المجافــاة بين المرفقين والجســد .. فتجعل مسافة بين مرفقيك وجسدك، ولا تلصقهما ببعض.

 

سادسًا: بســط الظهر وتسويتــه أثنــاء الركوع .. حتى لو صُب الماء على ظهره لاستقر عليه.

 

سابعًا: جعل الرأس في مستوى الظهــر .. فكان النبي

oqezgm.jpg.gif لا يرفع رأسه عن مستوى ظهره أثنــاء الركوع ولا يُخفِضها عنه.

 

وعليك أن تمكث راكعًا حتى يأخذ كل عضوٍ مأخذه ولا تتعجَّل في الرفع من الركوع،،

 

 

akhawat_islamway_1363744864__fwasel33.png

ســــارق الصلاة .. تذوُّق أذكـــار الركــوع

 

 

الكثير من النــاس يتعجلون في صلاتهم؛ يؤدونها بسرعة شديدة جدًا كأنها تمرينٌ رياضي .. يسرقون من حركاتها ولا يتمون ركوعها أو سجودهــا ..

 

تُرى لو رأى رسول الله

oqezgm.jpg.gif صلاتهم، ماذا سيقول عنها؟!

 

عن أبي عبد الله الأشعري

Rady%20copy.png: أن رسول الله oqezgm.jpg.gif رأى رجلاً لا يتم ركوعه وينقر في سجوده وهو يصلي، فقال رسول الله oqezgm.jpg.gif "لو مات هذا على حاله هذه مات على غير ملة محمد oqezgm.jpg.gif"، ثم قال رسول الله oqezgm.jpg.gif "مثل الذي لا يتم ركوعه وينقر في سجوده، مثل الجائع يأكل التمرة والتمرتين لا تغنيان عنه شيئًا" [رواه الطبراني وحسنه الألباني، صحيح الترغيب والترهيب (528)]

 

فإذا كنت تشعر بشدة الجوع، ثم أكلت تمرة أو تمرتين .. هل ستشبع حينها؟!

 

 

**

 

 

وأنت في شدة العطش لقطرة من راحة البــال في ظل هموم الدنيـــا وضيقها ..

 

دارٌ متى ما أضْحَكَتْ في يومِها *** أبْكَتْ غداً تبًا لهـا مـنْ دارِ

طُبِعَـتْ علـى كَــدَرٍ وأنــت تريـدهـا *** صـفــواً مـــن الأقـــذاءِ والأكـــدارِ

ومـكـلِّـفُ الأيَّـــامِ ضــــدَّ طـبـاعـهـا ***متطـلِّـبٌ فــي الـمــاءِ جَـــذوةَ نـــارِ

وإذا رجـــوتَ المسـتـحـيـلَ فـإنَّـمــا *** تبـنـي الـرجـاءَ عـلـى شفـيـرٍ هـــارِ

 

 

**

 

 

ولن يُخفف عنك آلام الدنيـــا إلا الصلاة ..

 

فلماذا تسرق من ركوعك وسجودك؟!

 

عن أبي قتادة

Rady%20copy.png قال: قال رسول الله oqezgm.jpg.gif "أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته". قالوا: يا رسول الله، وكيف يسرق من صلاته؟، قال "لا يتم ركوعها ولا سجودها" [رواه أحمد وصححه الألباني، مشكاة المصابيح (885)]

 

 

**

 

 

تخيَّل لو أنك أهديــت صلاتك لأحد البشر .. هل يقبلها منك على ما تسرقه منها؟

 

فما بــــالك وأنت تُقدِّم صــلاتك لربِّ البــشر ؟!

 

أعظم من تُنـــاجي في هذا الكون بأسرِه ..

 

فلابد أن تُقدِّم صلاة تليـــق بالله عزَّ وجلَّ ..

 

كان النبي

oqezgm.jpg.gif يجعل ركوعه وقيــامه من الركوع وسجوده وجلسته بين السجدتين قريبًا من السواء .. فإذا كان قيامه يستغرق خمس دقائق أو أكثر، فإن ركوعه وسجوده يستغرق قريبًا من هذا الوقت ..

 

فمَنْ منا يركع لمدة دقيقتين فضلاً عن خمس دقائق؟!

اشبــــع من الركـــوع؛ فإن له طعمٌ وجمالٌ خــــاص،،

 

 

**

 

 

تذوَّق جمـــال الركوع

 

ومما يُعينك على تذوق جمـــال الركـــوع أن تتدبَّر في معانى الأذكــار الواردة فيه .. وقد ورد عن النبي

oqezgm.jpg.gif عدة أذكار للركوع، كان يقول كل ذكرٍ منها على حِدة ولم يكن يجمع بينهم .. منها:

 

1) سبحــــان ربِّي العظيــــم .. عن حذيفة

Rady%20copy.png: أنه صلى مع النبي oqezgm.jpg.gif، فكان يقول في ركوعه: سبحان ربي العظيم .. [رواه الترمذي وصححه الألباني (262)] .. يكررها ثلاث مرات، وأحيانًا يكررها أكثر من ذلك.

ومعنى التسبيــــح: التنزيــــه .. أي أن أُبعِد عن الله عزَّ وجلَّ كل ما لا ينبغي أَن يوصف به؛ ولذلك ورد التسبيح في القرآن عند ذكر ما لا يليق نسبته إلى الله جلَّ وعلا .. مثل قوله تعالى {وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ} [الأنعام: 100]، وقوله جلَّ وعلا {.. وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [التوبة: 31]

وتقول: سُبْحَانَ رَبِّي .. بدلاً من قول: سبحــان الربِّ؛ لأن الإضافة فيها مزيدٌ من المحبة والمشاعر .. حتى يستشعر الإنسان قُربه من الله عزَّ وجلَّ بهذه الكلمات ذات المدلول العظيم.

2) سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحِ .. عن عَائِشَةَ

Radya%20small.png: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ oqezgm.jpg.gif كَانَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحِ. [صحيح مسلم (752)]

سُبُّوحٌ: صيغة مبالغة من سبحان، وهو تنزيه الله عزَّ وجلَّ عن كل نقص .. قُدُّوسٌ: أي طاهر، فالقداسة هي الطاهرة .. وَالرُّوحِ: قيل مَلَكٌ عظيم، وقيل يحتمل أن يكون جبريل عليه السلام، وقيل خلقٌ لا تراه الملائكة كما لا نرى نحن الملائكة والله سبحانه وتعالى أعلم.

3) سبحان ربي العظيم وبحمده .. ثلاثًا. [صححه الألباني، صفة الصلاة (1:133)]

4) سبحانك اللهم وبحمدك، اللهم اغفر لي .. كان النبي

oqezgm.jpg.gif لا يدع هذا الذكر بعد نزول سورة النصر، يتأول القرآن.

والتسبيح .. دائمًا يرد في الركوع والسجود؛ لأنه تنزيهٌ وبراءةٌ لله عزَّ وجلَّ من كل نقصٍ ..

أما وبحمدك .. أي: إنما سَبَحْتُكَ بتوفيقٍ منك لي، وهدايةٌ وفضلٌ عليَّ .. وإلا فأنا وحدي بدون توفيقك، ليس لي قدرة على عبادتك .. فهذا فيه شكرٌ لله تعالى على هذه النعمة، والاعتراف والتفويض لله تبــارك وتعالى.

 

 

akhawat_islamway_1363744864__fwasel33.png

أعظم رغبــات الإنسان

 

 

كثيرٌ من الناس يخشع في السجود وتدمع عينه عند تلاوة القرآن، لكنه لا يستطيع أن يتصوَّر ما يحرك قلبه للخشــوع في الركــوع ..

 

ولو فَهِم الواحد منَّــا مدى عظمة الركــوع، لعَرِفَ مذاقهُ ..

 

وكل إنسانٍ لديه رغبــات وحاجــات يومية لابد أن يشبعها .. فمنهم من يحب الجلوس مع أسرته لفترات ومنهم من يحتــاج إلى أن يجلس وحيدًا أحيــانًا، والبعض الآخر يحتــاج لمن يهتم به ويُشعره بأنه محبوبًا .. وإذا لم يُشبِع الإنسان رغبته في يومٍ من الأيـــام، يجد نفسه متوترًا ومنزعجًا ويغضب لأتفه الأسبـــاب ..

 

أتدري ما هي أعظم رغبة تحتاجها روحك؟

 

 

**

 

 

إنها العبـــادة؛ أعطش حاجةٍ لديــــك ..

 

فكما إن للإنسان رغبة في التعزز بمنصب أو سلطان، فإن بداخله رغبة أخرى للتذلل إلى من يحب .. ولكن الناس يأنفون من عبادة بعضهم لبعض؛ لذلك صرفوا حاجتهم إلى العبادة إلى ما حولهم من المخلوقـــات ..

 

ولقد عبَّد الناس على مدى الأزمـــان أعجب الأشيــاء؛ ليشبعوا تلك الرغبـــة .. فهناك من يعبُد المــاء أو الأصنــام وحتى الأفاعي عبدوها، يبذلون الجهد والتضحيــات ويخشعون ويخضعون لعبادة أشيـــاء ما أنزل الله بها من سلطان .. كل ذلك من أجل إشبــاع رغبــة العبــادة في نفوسهم.

 

ولن يشبع أحدٌ من تلك الرغبة إلا بعبادة الله الواحد القهَّار، ولن يرتوي عطشه إلا بالصلاة الحقِّلله الواحد الأحد ..

 

وأنت أخي الكريـــم، يــــا من مَنَّ الله عزَّ وجلَّ عليك بنعمة الإسلام والتوحيـــد ..

 

تحتـــاج لإشبـــاع رغبتك من العبــادة، والركــوع يُشْبِع تلك الرغبــة؛ لأن فيه تذلل عجيــب لله ربِّ العالمين ..

 

 

akhawat_islamway_1363744864__fwasel33.png

لذة الركوع وتعظيــم الربُّ جلَّ وعلا

 

 

 

إنك بحـــاجة لإشبــاع رغبتك من عبادة الله عزَّ وجلَّ، حتى لا تصاب بالقلق والتوتر .. والركــوع يُشبع تلك الرغبة لما فيه من التذلل لله ربِّ العالمين ..

 

فاشبع نفسك من الركوع حتى ترتوي ..

 

فما الذي ينبغي علينا أن نستشعرهُ أثنــاء الركـــوع؟

 

استشعر لذة الركوع وأنت تقول: سبحـــان ربِّي العظيـــم ..

 

سبحـــان .. فإنك حين تُسبِح تنزه ربَّك سبحانه وتعالى عن جميع النقائص والعيــوب، ولا ترضى أن يعصيه أحد ..

 

ربِّـــي .. ربَّك الذي ربَّــاك فأحسن تربيتك، تربية لم يربِّها لك والديــك أو أي أحد غيرهما .. فهو سبحــانه الذي ألبسك وأطعمك وسقــاك وآواك، وزرع فيك الأخلاق الحميــدة ..

 

والربُّ .. هو السيـــد المُطــاع الرازق المُتكفِّل ..

 

فمن الذي يتكفَّل بحاجاتك سوى ربُّك عزَّ وجلَّ؟ .. ومن الذي يُحقق آمــالك سواه سبحــانه وتعالى؟!

 

 

**

 

 

فأنت تُعَظِم ربَّك، وقلبـــك ينطق: كم أنت عظيــــــــم يــــا ربِّي،،

 

يصف ابن القيم المُصلي حــال ركوعه .. فيقول "يرجع جاثيًا له ظهره خضوعًا لعظمته، وتذللاً لعزته واستكانة لجبروته مسبحًا له بذكر اسمه العظيم .. فنزه عظمته عن حال العبد وذله وخضوعه، وقابل تلك العظمة بهذا الذل والانحناء والخضوع قد تطامن (أي: انخفض) وطأطأ رأسه وطوى ظهره وربَّه فوقه يرى خضوعه وذلة ويسمع كلامه .. فهو ركن تعظيم وإجلال كما قال

oqezgm.jpg.gif "فأما الركوع فعظموا فيه الربَّ" [رواه مسلم]" [شفاء العليل (1:228)]

 

فمن عَرَفَ الله عزَّ وجلَّ، عظمَّهُ بقلبه،،

 

 

**

 

 

وكلما امتلأ القلب محبةً لله عزَّ وجلَّ، امتلأ تعظيمًا له سبحانه .. حتى إنه يُعَظِّم كل ما يحبه الله جلَّ وعلا .. قال تعالى {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج: 32]

 

يقول ابن القيم "وأدبه في الركوع: أن يستوي ويعظِّم الله تعالى حتى لا يكون في قلبه شيء أعظم منه ويتضاءل ويتصاغر في نفسه حتى يكون أقل من الهباء" [مدارج السالكين (2:387)]

 

وكل ما سبق بمثابة استعدادات للسجــود الذي هو محل الدعــاء؛ لأن الركوع لا دعــاء فيه، فقط تسبيــح وتعظيـــم ..

 

يقول ابن القيم "وكان الركوع كالمقدمة بين يدي السجود والتوطئة له (أي: التمهيد)، فينتقل من خضوع إلى خضوع أكمل وأتم منه وأرفع شأنًا" [شفاء العليل (1:229)]

 

 

**

 

 

وإذا استشعرت هذه المعاني حينما تركع في اليوم أكثر من 17 مرة، لابد أن تزيد محبتك لله ..وتأكد إنك إذا أحببت الله عزَّ وجلَّ؛ فإنه سيحبُكَ أكثر من حبك له بكثيــر .. كما يقول الله جلَّ وعلا في الحديث القدسي ".. وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً" [متفق عليه]

 

وإذا أحبَك الله عزَّ وجلَّ، من ذا الذي يقدر أن يؤذيـــك؟!

وما حاجتك إلى الخلق أصلاً، إذ أنت تمسي وتُصْبِح والخالق يُحبُك؟!

 

ولهذا كان السلف – رحمهم الله – يطيلون هذا الركن شديدًا، حتى إن الرسول

oqezgm.jpg.gif كان يركع لمدة مقاربة للوقت الذي يستغرقه في قراءة خمسة أجزاء من القرآن ..

يذكر ابن الجوزي في (صفة الصفوة): أن أحد العُبَّاد وكان يُدعى (أبو مالك العابد) صلى نهاره أجمع وليله حتى بقى راكعًا لايقدر أن يسجد، ثمَّ رفع رأسه إلى السماء ثم قال: قرة عينى، ثمَّ خرَّ ساجدًا فقال وهو ساجد:

 

"إلهي، كيف عزفت قلوب الخليقة عنك؟!!"

 

فمن تذوَّق طعم الركـــوع، عَرِفَ أنه أعظم مما يتصوَّر أي أحد ..

 

نسأل الله تعالى أن يُذيقنا لذة الركـــوع التي غَفَل عنها الكثيــر من النـــاس،،

 

 

akhawat_islamway_1363744864__fwasel33.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

akhawat_islamway_1363744864__fwasel33.png

 

الرفع من الركوع وأذكـــاره

 

 

انتهينا من ركن جميل من أركــان الصلاة؛ وهو الركـــوع .. بنـــا نتذوق ركن آخر ممتع وهو:

 

الرفع من الركوع

 

كان النبي

oqezgm.jpg.gif يرفع صلبه من الركوع قائلاً "سمع الله لمن حمده" حتى يستوي قائمًا، وكان إذا رفع رأسه استوى حتى يعود كل فقار مكانه.

 

 

إطالة القيام من الركوع ووجوب الاطمئنان فيه

 

كثيرٌ من الناس إذا رفع من الركوع لا يكاد يستقر ثمَّ يُكبِّر ويخر ساجدًا، ويجعل هذا الركن من أسرع المواضع في صلاته!!

 

مع أن النبي

oqezgm.jpg.gif كان يجعل قيامه من الركوع قريبًا من ركوعه، الذي كان قريبًا من قيــامه .. بل كان يقوم أحيانًا حتى يقول القائل: قد نسي!، من طول ما يقوم.

 

وكان يأمر بالاطمئنان فيه .. فقال

oqezgm.jpg.gif للمسيء صلاته ".. ثُمَّ ارْفَعْ رَأْسَكَ حَتَّى تَعْتَدِلَ قَائِمًا .." [متفق عليه]، وفي رواية ".. فإذا رفعت فأقم صلبك وارفع رأسك حتى ترجع العظام إلى مفاصلها .." [رواه أحمد وحسنه الألباني، صحيح الجامع (324)] .. فيأخذ كل عظمٍ مأخذه وحتى ترجع العظام لمفاصلها.

 

ولا تتم صلاة لأحد من الناس إذا لم يفعل ذلك .. عن أبي هريرة

Rady%20copy.png قال: قال رسول الله oqezgm.jpg.gif "لا ينظر الله إلى عبد لا يقيم صلبه بين ركوعه وسجوده" [رواه أحمد وصححه الألباني، صحيح الترغيب والترهيب (531)]

 

 

**

 

أذكــــار الرفع من الركـــوع

 

 

وكان النبي

oqezgm.jpg.gif يرفع يديه عند الاعتدال من الركوع على الوجوه المتقدمة في تكبيرة الإحرام (إما عند المنكب وإما عند فروع الأذنين)، ويقول وهو قائم:

 

 

1) ربنا ولك الحمد ..

2) وتارة يقول: ربنا لك الحمد ..

 

وتارة يضيف إلى هذين اللفظين قوله: اللهمَّ ..

 

3) فيقول: اللهمَّ ربنا ولك الحمد ..

4) أو: اللهمَّ ربنا لك الحمد ..

5) ربنا ولك الحمد، حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه .. عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الزُّرَقِيِّ قَالَ: كُنَّا يَوْمًا نُصَلِّي وَرَاءَ النَّبِيِّ

oqezgm.jpg.gif فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ الرَّكْعَةِ، قَالَ "سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ"، قَالَ رَجُلٌ وَرَاءَهُ: رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ "مَنْ الْمُتَكَلِّمُ"، قَالَ: أَنَا، قَالَ "رَأَيْتُ بِضْعَةً وَثَلَاثِينَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا أَيُّهُمْ يَكْتُبُهَا أَوَّلُ" [صحيح البخاري]

 

 

**

 

والحمد: هو وصف المحمود بالكمال مع المحبة والتعظيم، وقد يكون مقابل نعمة أو لا ..

أما الشكر فلا يكون إلا مقابل نعمة ..

وعليك أن تنوِّع بين هذه الأذكار؛ حتى يكون القلب حاضرًا،،

 

 

**

 

وكان النبي

oqezgm.jpg.gif تارة يزيد على هذه الأذكار قول:

ملء السماوات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد ..

أي: ملء السماوات حمدًا وهي العالم العلوي، وملء الأرض وهي العالم السفلي، وملء الفضاء الذي بينهما ..

 

 

 

akhawat_islamway_1363744864__fwasel33.png

سر الحمد بعد الرفع من الركـــوع

 

 

إن سرعة الضوء هائلة جدًا .. بإمكان شعاع من الضوء أن يدور حول الكرة الأرضية ثمان مرات في ثانية الواحدة، ويستغرق ثمان دقائق ونصف تقريبًا حتي يصل الضوء من الأرض إلى الشمس .. ويقطع المجموعة الشمسة بأكملها في خمس ساعات ..

 

ومع هذه السرعة الهائلة والمسافات الشاسعة التي يقطعها الضوء في وقت قصير جدًا، فإن أقرب نجم للمجموعة الشمسية يقع على بُعد أربع سنوات ضوئية !!

 

فلك أن تتخيـــل مدى سعة وعظمة السماوات .. ومقدار الحمد الذي تذكره حين الرفع من الركوع:

 

ربنــا ولك الحمد ملء السماوات وملء الأرض ..

 

 

**

 

وملء ما شئت من شيء بعد ..

 

لأنه يوجد عوالم وأشياء أخرى غير السماوات والأرض، لا يمكن لعقولنا أن تحيط بها علمًا .. ومنها عالم الملكوت؛ كالكرسي والعرش وغيرهما مما لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى.

 

وفي إحالة الحمد على المشيئة، اعتراف بالعجز عن أداء حق الحمد .. فإنه لم يثني أحدًا من الخلق على الله سبحانه وتعالى بما يستحقه قط ..

 

فالله جلَّ جلاله وحده هو الذي أثنى على نفسه بما يستحقه .. وإلا فكل من أثنى عليه سبحانه وإن كان محسنًا بثنائه إلا أنه غير مكافيء له.

 

 

**

 

قول الإمام ابن القيم "وكان النبي

oqezgm.jpg.gif يقول فى سجوده: "أَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لا أُحْصِى ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْت عَلَى نَفْسِكِ" [صحيح مسلم] ، فلا يحصى أَحد من خلقه ثناءً عليه البتة، وله أسماءٌ وأوصاف وحمد وثناءٌ لا يعلمه ملك مقرب ولا نبى مرسل ..

ونسبة ما يعلم العباد من ذلك إلى ما لا يعلمونه كنقرة عصفور فى بحر" [طريق الهجرتين (19:37)]

 

ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية "المخلوق إذا أنعم عليك بنعمة أمكنك أن تكافئه، ونعمه لا تدوم عليك، بل لا بد أن يودعك ويقطعها عنك، ويمكنك أن تستغني عنه، والله عزَّ وجلَّ لا يمكن أن تكافئه على نعمه، وإذا أنعم عليك أدام نعمه، فإنه أغنى وأقنى، ولا يستغنى عنه طرفة عين"

 

 

**

 

لماذا لا نُكبِر عند الرفع من الركوع؟

 

 

لأن الركوع والرفع منه بمثابة المقدمة للسجـــود، والسجود هو موضع الدعــاء حيث يكون العبد أقرب ما يكون من ربِّه ويُستجاب فيه دعائه ..

 

وأنت تقول عند الرفع من الركوع: سمع الله لمن حمده ..

 

أي: استجــاب الله لمن يحمده .. فيكون الذكر التالي مشتملاً على الحمد: ربنـــا ولك الحمد .. ثمَّ تسجد لتدعو الملك جلَّ جلاله ..

 

 

**

 

فكان الثنـــاء والحمد مقدمة للدعاء؛

لكي يُستجـــاب ..

 

 

فإن الملوك يجب أن يُثنى عليهم قبل الطلب منهم؛ لهذا يُثني العبد على الله عزَّ وجلَّ بما هو أهله ثمَّ يسجد ليطلب من ربِّه ويدعوه ..

 

 

فما أجمل الصلاة التي رتبها الله عزَّ وجلَّ ترتيبًا عجيبًا، لا يمكن أن يؤتى بمثله ..

فتمتعوا بالصلاة،،

 

 

akhawat_islamway_1363744864__fwasel33.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

اسال الله العظيم رب العرش العظيم ان يمتعنى بالصلاة وكل العبادات ويقبلها منا ويجعلها في ميزان حسناتك

 

آمين يا رب

أسأل الله أن ينفعنا بهذه السلسلة المباركة

وان يبارك في الشيخ مشاري ويجزيه كل خير

عطرتِ الصفحة بمروركِ أختي ()

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1363744700__fwasel3_1.png

 

كيفية سجــود النبي صلى الله عليه وسلم

 

 

لنتمتع بأعظم ركنٍ في الصلاة؛ ركن السجـــود .. لنقترب أكثر من سجود النبي صلى الله عليه وسلم وكأننا نراه يسجـــد سجـــوده الجميــــل ..

 

كان

oqezgm.jpg.gif يكبر في طريقه إلى السجـــود، ثم يسجد حتى تطمئن مفاصله ..

 

وكان يجافي يديه عن جنبيه قبل أن يسجد.

ولابد من إزالة أي حائل بين الجبهة والأرض، كغطاء الرأس أو حجاب المرأة.

 

الخرور إلى السجود على اليدين

 

وكان يضع يديه على الأرض قبل ركبتيه .. وإن كانت المسألة يسعها الخلاف، إلا إن الراجح أن النبي

oqezgm.jpg.gif كان يُقَدِم يديه على ركبتيه وكان يأمر بذلك فيقول "إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير، وليضع يديه قبل ركبتيه" [رواه أبو داوود وصححه الألباني، صحيح الجامع (595)]

 

وعن نافع عن ابن عمر رفعه قال "إن اليدين تسجدان كما يسجد الوجه، فإذا وضع أحدكم وجهه فليضع يديه وإذا رفع فليرفعهما" [رواه أبو داوود وصححه الألباني (892)]

 

وكان يعتمد على كفيه ويبسطهما، ويضم أصابعهما، ويوجهها قِبَل القبلة .. وكان يجعلهما حذو منكبيه، وأحيانًا حذو أذنيه.

 

 

**

 

وكان يمكن أنفه وجبهته من الأرض .. فمن الخطأ أن لا تلامس الأنف الأرض أثناء السجود.

وكان يُمَكِن أيضًا ركبتيه وأطراف قدميه .. ويستقبل بصدور قدميه وبأطراف أصابعهما القبلة ويرص عقبيه، وينصب رجليه وأمر به وكان يفتح أصابعهما.

 

 

 

**

 

فهذه سبعة أعضاء كان النبي

oqezgm.jpg.gif يسجد عليها:

 

1) الكفان .. 2) والركبتان .. 3) والقدمان .. 4) والجبهة والأنف.

 

وقد جعل

oqezgm.jpg.gif العضوين الأخيرين كعضوٍ واحد في السجود، حيث قال oqezgm.jpg.gif "أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْظُمٍ، عَلَى: الْجَبْهَةِ (وَأَشَارَ بِيَدِهِ عَلَى أَنْفِهِ)، وَالْيَدَيْنِ، وَالرُّكْبَتَيْنِ، وَأَطْرَافِ الْقَدَمَيْنِ، وَلَا نَكْفِتَ الثِّيَابَ وَالشَّعَرَ" [متفق عليه]

 

 

**

 

وكان لا يفترش ذراعيه، بل كان يرفعهما عن الأرض ويباعدهما عن جنبيه حتى يبدو بياض إبطيه من ورائه .. وحتى لو أن بهمة (أي: دابة صغيرة) أرادت أن تمر تحت يديه مرت.

وكان يبالغ في ذلك حتى قال بعض أصحابه: " إن كنا لنأوي (أي: نرق) لرسول الله

oqezgm.jpg.gif مما يجافي بيديه عن جنبيه إذا سجد" [رواه ابن ماجه وقال الألباني: حسن صحيح]

وكان يأمر بذلك فيقول

oqezgm.jpg.gif " إِذَا سَجَدْتَ فَضَعْ كَفَّيْكَ وَارْفَعْ مِرْفَقَيْكَ" [رواه مسلم] .. ويقول "اعْتَدِلُوا فِي السُّجُودِ، وَلَا يَبْسُطْ أَحَدُكُمْ ذِرَاعَيْهِ انْبِسَاطَ الْكَلْبِ" [متفق عليه]

 

 

 

akhawat_islamway_1363744864__fwasel33.png

 

أذكار السجود ومناجـاة الربِّ جلَّ وعلا

 

 

كان النبي صلى الله عليه وسلم ينهى عن تلاوة القرآن في الركوع والسجود، ويأمر بالاجتهاد والإكثار من الدعاء في هذا الركن ..

 

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ

oqezgm.jpg.gif قَالَ "أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ، فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ" [صحيح مسلم]

 

 

إطالة السجود

 

 

وكان

oqezgm.jpg.gif يجعل سجوده قريبًا من الركوع في الطول، وربما بالغ في الإطالة لأمرٍ عارض .. كما قال بعض الصحابة: خرج علينا رسول الله oqezgm.jpg.gif في إحدى صلاتي العشاء (الظهر أو العصر) وهو حامل حسنًا أو حسينًا، فتقدم رسول الله oqezgm.jpg.gif فوضعه ثم كبر للصلاة فصلى فسجد بين ظهراني صلاته سجدة أطالها، قال: فرفعت رأسي وإذا الصبي على ظهر رسول الله oqezgm.jpg.gif وهو ساجد فرجعت إلى سجودي، فلما قضى رسول الله oqezgm.jpg.gif الصلاة قال الناس: يا رسول الله، إنك سجدت بين ظهراني صلاتك سجدة أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمر أو أنه يوحى إليك، قال "كل ذلك لم يكن، ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته" [رواه النسائي وصححه الألباني]

 

وكان النبي

oqezgm.jpg.gif يصلي، فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره فإذا أرادوا أن يمنعوهما أشار إليهم أن دعوهما فلما قضى الصلاة وضعهما في حجره، وقال "من أحبني فليحب هذين" [حسنه الألباني، السلسلة الصحيحة (312)]

 

 

**

 

وكان

oqezgm.jpg.gif يقول في هذا الركن أنواعًا من الأذكار والأدعية تارة هذا وتارة هذا :

 

1) سبحـــان ربي الأعلى، ثلاث مرات .. و كان أحيانًا يكررها أكثر من ذلك.

2) سبحان ربي الأعلى وبحمده، ثلاثًا ..

3) سبـــوح قدوس رب الملائكة والروح ..

4) سبحانك اللهم ربنا، وبحمدك اللهم اغفر لي .. وكان يكثر منه في ركوعه وسجوده يتأول القرآن، كما ورد في قوله تعالى {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} [النصر: 3]

5) اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك أسلمت، سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره، تبارك الله أحسن الخالقين ..

6) اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك ..

7) اللهم اغفر لي ذنبي كله، دقه وجله، وأوله وآخره، وعلانيته وسره ..

 

دقه وجله، أي: صغيره وكبيره .. وقدَّم الصغير على الكبير؛ لأن الكبائر عادةً تنشأ من عدم المبالاة بالصغائر، والإصرار عليها .. والإصرار على الصغيرة كبيرة.

وأوله وآخره: ما تقدم من ذنبه وما تأخر .. أي: اللهمَّ اغفر لي الذنوب التي فعلتها في السابق، والتي سأقع فيها في المستقبل.

وعلانيته وسره، أي: ظاهره وخفيه .. وهو ما أظهره أمام الناس، وما أخفاه عنهم فلم يطلِع عليه سوى الله عزَّ وجلَّ.

وفي هذا اللفظ تأكيد الدعاء، وتكثير ألفاظه وإن أغنى بعضه عن بعض .. فإن اكتفى بقوله "ذنبي كله"لشمل جميــع ذنوبــه ..

 

 

لكن إطالة الدعاء دلالة على محبة الداعي؛ لأن الإنسان إذا أحب شيئًا أحب طول منــاجاته ..

وما أجمل مناجـــاة ربِّ العالمين،،

 

 

akhawat_islamway_1363744864__fwasel33.png

السجــود سر السعادة

 

 

بعض الناس يسجد لأن السجود مجرد ركنٌ من أركان الصلاة وقد حان وقته، أو لأنه يريد أن يدعو ربَّه فحسب .. ولكن لن تشعر بمدى جمال السجود إلا إذا تحرَّك قلبك وبذلت أفضل ما عندك لاستشعار ذلك الركن العظيم من أركان الصلاة ..

 

يقول ابن القيم "والسجود سر الصلاة وركنها الأعظم وخاتمة الركعة وما قبله من الأركان كالمقدمات له .. فهو شبه طواف الزيارة في الحج فإنه مقصود الحج ومحل الدخول على الله وزيارته وما قبله كالمقدمات له؛ ولهذا أقرب ما يكون العبد من ربِّه وهو ساجد، وأفضل الأحوال له حال يكون فيها أقرب إلى الله، ولهذا كان الدعاء في هذا المحل أقرب إلى الإجابة" [الصلاة وأحكام تاركها (11:45)]

 

 

**

 

السجـــود بـــاب السعادة

 

 

إن السعادة لا توجد إلا عند اقتراب الروح من خالقها عزَّ وجلَّ، وكلما ارتفعت الروح واقتربت أكثر من الملك سبحانه وتعالى كانت أسعد ..

 

ولهذا حين تخرج أرواح المؤمنين من أجسادهم، فإنها تصعد إلى أعلى وتقترب من الله تعالى .. أما أرواح العصاة، فلا تُفْتَح لهم أبواب السماء ولا يدخلون إلى السعادة ..

 

وحينما اقترب النبي

oqezgm.jpg.gif من موعد سعادته حين وفاته oqezgm.jpg.gif، جعل ينصب يده ويقول "اللهم الرفيقالأعلى" [متفق عليه] حتى قُبِضَ ومالت يده oqezgm.jpg.gif ..

 

فإذا أردت أن تصل إلى السعادة، يجب أن تصعد بروحك إلى أعلى .. وهذا لن يحدُث إلا إذا نزلت بجسدك إلى أسفل ..

 

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ

oqezgm.jpg.gif قَالَ "أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ" [صحيح مسلم]

 

وكلما سجدت وتذللت لربِّك أكثر، أزددت قُربًا وارتفعت مكانتك أكثر ..

 

قال رسول الله

oqezgm.jpg.gif "من تواضع لله رفعه الله" [صحيح الجامع (6162)]

 

 

**

 

فالسجود هو سر الفرح والسعادة .. ولهذا كان النبي

oqezgm.jpg.gif إذا جاءه أمر يُسَرُ به، خرَّ ساجدًا شكرًا لله تعالى. [صحيح الجامع (4701)]

فإنك حين تسجد لا تنزل إلى أسفل، بل تسبح إلى أعلى فتقترب أكثر من ربِّك جلَّ جلاله ..

ولذلك تقول في سجــودك:

سبحـــــان ربِّي الأعلى

 

 

**

 

فما أحلى السجــــود

 

حين يلتصق جسدك بالأرض، وتقترب روحك من فاطر السماوات والأرض .. فتحس بالسعادة تتسلل إلى شِغاف قلبك وتسكن فيها ..

 

ولا تزال تسجد أكثر، فترتفع درجتك في الجنة أكثر ..

إلى أن تصل إلى قمة السعادة .. إلى الفردوس الأعلى من الجنة ..

والتي سقفها عرش الرحمن جلَّ جلاله، فأهلها جارهم هو الله عزَّ وجلَّ ..

 

عَن رَبِيعَةُ بْنُ كَعْبٍ الْأَسْلَمِيُّ قَالَ: كُنْتُ أَبِيتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ

oqezgm.jpg.gif فَأَتَيْتُهُ بِوَضُوئِهِ وَحَاجَتِهِ، فَقَالَ لِي "سَلْ"،فَقُلْتُ: أَسْأَلُكَ مُرَافَقَتَكَ فِي الْجَنَّةِ، قَالَ "أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ؟"، قُلْتُ: هُوَ ذَاكَ، قَالَ "فَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِكَ بِكَثْرَةِ السُّجُودِ" [صحيح مسلم]

 

 

akhawat_islamway_1363744864__fwasel33.png

 

سجـــــود القلب

 

 

إن أجمل مذاق قد يتذوقه المرء في حياته، وأسمى المشاعر تكون لحظة سجــــوده لله تبــــارك وتعالى .. وحين يكون العبد مهمومًا فيسجد، لا يتمالك نفسه حتى يبكي .. فإذا سقطت دمعته وأخذ يبُث شكواه لربِّه، يجد إن صدره قد انشرح وانفرجت أساريره ..

 

فكم خفف السجود من هموم .. وكم نفَّس عن مكروب .. وكم من حاجةٍ ما انقضت إلا بالسجود .. وكم من دعوة ما استجيبت إلا في السجود ..

 

وحين يسجد الجسد، يسجد معه القلب ..

 

وبعد أن يرفع رأسه، يجد نورًا في وجهه من أثر السجود .. وهذا النور يزداد يوم القيامة، عن النبي

oqezgm.jpg.gif قال"أمتي يوم القيامة غرٌ من السجود، محجلون من الوضوء" [رواه الترمذي وصححه الألباني] .. والغرة: بياض في ناصية الخيل، والتحجيل: بياض في أقدامه.

 

 

**

 

يقول ابن القيم "وقيل لبعض العارفين: أيسجد القلب بين يدى ربِّه؟!، قال: أي والله، بسجدة لا يرفع رأْسه منها إلى يوم القيامة.

فشتان بين قلب يبيت عنه ربِّه قد قطع في سفره إليه بيداءَ الأَكوان وخرق حجب الطبيعة، ولم يقف عند رسم، ولا سكن إلى علم حتى دخل على ربِّه في داره فشاهد عز سلطانه وعظمة جلاله وعلو شأْنه وبهاءَ كماله، وهو مستوٍ على عرشه يدبِّر أمر عباده وتصعد إليه شؤون العباد وتُعْرَض عليه حوائجهم وأعمالهم، فيأْمر فيها بما يشاءُ، فينزل الأمر من عنده نافداً [كما أمر]، فيشاهد الملك الحق قيومًا بنفسه، مَقِّيمًا لكل ما سواه، غنيًا عن كل من سواه، وكل من سواه فقيرٌ إِليه ..

 

{يَسْأَلُهُ مَن فِى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِى شَأْنٍ} [الرحمن:29]،

 

يغفر ذنبًا .. ويفرج كربًا .. ويفك عانيًا .. وينصر ضعيفًا .. ويجبر كسيرًا .. ويغني فقيرًا .. ويُميت .. ويُحيي ويُسعِد .. ويُشقى ويُضل .. ويهدي ويٌنْعِم على قوم، ويسلب نعمته عن آخرين .. ويعز أَقوامًا، ويذل آخرين .. ويرفع أَقوامًا، ويضع آخرين" [طريق الهجرتين وباب السعادتين (23:46)]

 

 

**

 

 

ويُكْمِل ابن القيم وصفه لسجود القلب، فيقول "فهذا سجود القلب، فقلبٌ لا تباشره هذه الكسرة فهو غير ساجد السجود المراد منه .. إذا سجد القلب لله هذه السجدة العظمى، سجدت معه جميع الجوارح وعنا الوجه حينئذ للحي القيوم وخشع الصوت والجوارح كلها وذلَّ العبد وخضع" [مدارج السالكين (1:429)]

 

فيا لها من سجدة، لا يرفع القلب رأسه منها إلى يوم لقاء ربِّه ..

 

 

**

 

حتى إن عدوك يبكي حسرةً، من شدة غيرته منك على سجودك لربِّك ..

 

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ

oqezgm.jpg.gif "إِذَا قَرَأَ ابْنُ آدَمَ السَّجْدَةَ فَسَجَدَ اعْتَزَلَ الشَّيْطَانُ يَبْكِي، يَقُولُ: يَا وَيْلِي، أُمِرَ ابْنُ آدَمَ بِالسُّجُودِ فَسَجَدَ فَلَهُ الْجَنَّةُ وَأُمِرْتُ بِالسُّجُودِ فَأَبَيْتُ فَلِي النَّارُ" [صحيح مسلم]

ونحن نسجد يوميًا دون أن ندرك مدى عظمة السجــود !!

 

 

**

 

 

جرِّب لذة السجود بصدق ..

 

اسجد بين يدي ربِّك، وقلبك وروحك ووجدانك وعقلك وذهنك لا يفكر إلا في أن تقترب من الله سبحانه وتعالى ..

{.. وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ} [العلق: 19]

نسأل الله تبارك وتعالى أن يبارك لنا في طاعاتنا وصلاتنا،،

 

 

akhawat_islamway_1363744864__fwasel33.png

 

جلسة ذُلَّ وخضــوع

 

 

ما أعجب الصلاة! .. فكلما انتقلت بداخلها من حالٍ إلى أخرى، تجد أن لها معانيها ومذاقها وأداؤها الخاص بها .. وبعد انتهائنا من السجـــود، ننتقل إلى ركنٍ آخر من أركان الصلاة الجميلة ..

 

الرفع من السجود

 

كان النبي

oqezgm.jpg.gif يرفع رأسه من السجود مكبرًا .. وكان يرفع يديه مع هذا التكبير أحيانًا ..

ثمَّ يفرش رجله اليسرى، فيقعد عليها مطمئنًا .. وكان ينصب رجله اليمنى، ويستقبل بأصابعها القبلة ..

الإقعاء بين السجدتين .. وكان أحيانًا يقعي، أي: ينتصب على عقبيه وصدور قدميه.

ثمَّ كان يكبر ويسجد السجدة الثانية ..

 

 

 

**

 

 

وجوب الاطمئنان بين السجدتين

 

كان

oqezgm.jpg.gif يطمئن حتى يرجع كل عظم إلى موضعه، وكان يطيلها حتى تكون قريبًا من سجدته .. وأحيانًا يمكث حتى يقول القائل: قد نسي!.

 

فلا تتعجل في جلستك، وكن مطمئنًا،،

 

 

**

 

 

من أذكار بين السجدتين

 

كان النبي

oqezgm.jpg.gif يقول في جلوسه بين السجدتين "ربِّ اغفر لي، ربِّ اغفر لي" [رواه أبو داوود وصححه الألباني (874)]

 

فما هي المغفرة؟

 

يجيب ابن القيم -رحمه الله - بأن المغفرة هي: محو الذنب وإزالة أثره ووقاية شره. [مدارج السالكين (1:307)]

ومنها المغفر لما يقي الرأس من الأذى والستر لازم لهذا المعنى، والمغفر هو الخوذة التي تحمي رأس المحارب من ضربات السيوف ..

فكما أن المغفر يحمي رأس صاحبه من أثر الضرب ويستره،

فإن المغفرة تحمي صاحبها من أثر الذنب ويستره الله عزَّ وجلَّ .. فلا يُفْضَح،،

 

 

**

 

 

جلسة ذُلَّ

 

 

إن جلوس المرء جاثيًا على ركبتيه، كما في وضع جلوسه بين السجدتين لهو من أذل الجلسات .. حتى إن الناس يوم القيامة سوف يجثون يوم القيامة تذللاً لله عزَّ وجلَّ .. {وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً ..} [الجاثية: 28]

وهي أشبه بالجلسة التي يجلسها من ينتظر النطق بالحكم عليه؛ فإما أن يُقام عليه حد القصاص أو يعفو عنه أهل القتيــل .. مع إنه لم يصدر منه إلا خطأ واحد فقط ..

 

أما نحن فكم من خطأٍ وذنبٍ ارتكبناه في حق أنفسنا، ومع هذا نسأل الله عزَّ وجلَّ أن يغفر لنا ؟!

ولك أن تتصور مدى فرحة هذا الشخص عندما أُخْبِر بعفو أولياء القتيل عنه وكُتِبَت له حياة جديدة .. ما أحلاها من لحظة!

 

ونحن أولى بالفرح إذا أُخبِرنا بعفو الله عزَّ وجلَّ عنا ..

فسبحــان من جعل العفو والمغفرة بين السجدتين من أعظم النعم التي يُعطاها العبد ..

نسأل الله جلَّ في علاه أن يعفو عنا وعنكم، وأن يغفر لنا ولكم،،

 

 

akhawat_islamway_1363744864__fwasel33.png

غيِّر مشاعرك، تتلذذ بالصلاة

 

 

يتكرر السجـــود في الركعة الواحدة مرتين، بينما الركوع يكون مرةً واحدةً فقط .. وذلك لأن السجود من أعظم أركان الصلاة ..

كما يقول ابن القيم "ولما كان أفضل أركانها الفعلية السجود؛ شُرِعَ فيها بوصف التكرار، وجعل خاتمة الركعة وغايتها التي انتهت إليها مطابق افتتاح الركعة بالقرآن واختتامها بالسجود: أول سورة افتتح بها الوحي فإنها بدئت بالقراءة وختمت بالسجود" [شفاء العليل (24:46)] ..

فأول سور القرآن هي سورة العلق، التي تبدأ بقوله تعالى {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [العلق: 1]، وتنتهي بقوله عزَّ وجلَّ {كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ} [العلق: 19]

 

 

**

 

 

وقد يتسائل البعض: لماذا نسأل الله المغفرة بين السجدتين، بينما لا نسأله ذلك في السجود وهو موضع استجابة الدعاء؟!

 

وذلك لأن استجابة الدعاء لا تقتصر على السجود فقط .. بل قد يُستجاب الدعاء في السجود أو التشهد أو بين السجدتين .. كما ورد في حديث الشفاعة عن النبي

oqezgm.jpg.gif ".. فَأَنْطَلِقُ فَآتِي تَحْتَ الْعَرْشِ فَأَقَعُ سَاجِدًا لِرَبِّي، ثُمَّ يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيَّ وَيُلْهِمُنِي مِنْ مَحَامِدِهِ وَحُسْنِ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ شَيْئًا لَمْ يَفْتَحْهُ لِأَحَدٍ قَبْلِي، ثُمَّ يُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ، ارْفَعْ رَأْسَكَ سَلْ تُعْطَهْ اشْفَعْ تُشَفَّعْ .." [صحيح مسلم]، فكان دعائه oqezgm.jpg.gif بعد الرفع من السجود.

 

 

 

**

 

 

ومن الأذكار الواردة بين السجدتين أيضًا:

 

عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: أن النبي

oqezgm.jpg.gif كان يقول بين السجدتين "اللهم اغفر لي وارحمني واجبرني واهدني وارزقني" [رواه الترمذي وصححه الألباني (284)]

 

يقول ابن القيم "وشُرِع له بين هذين الخضوعين - أي السجدتين - أن يجلس جلسة العبيد، ويسأل ربَّه أن يغفر له ويرحمه ويرزقه ويهديه ويعافيه، وهذه الدعوات تجمع له خير دنياه وآخرته" [شفاء العليل (24:46)]

 

 

**

 

 

مأدبة الصلاة ولذة العبـوديـــة

 

 

إن لكل موضعٍ في الصلاة مذاقًا يختلف عن مذاق أي موضع آخر، وكذلك الجلسة بين السجدتين لها مذاقها الخاص ..

فقد جُعِلَت الصلاة كالوليمة التي جمعت جميع الألوان والعطايا، وفي كل لونٍ من ألوان تلك الوليمة لذة ومنفعة ومصلحة للعبد لا توجد في اللون الآخر؛ حتى تكتمل لذة العبودية ..

 

ولن تتمكن من تذوق تلك اللذة إلا إذا تعلمت أسرار الصلاة وتفكَّرت فيها، ثمَّ اعتقدت بها وعملت بها ..

وبحسب ما عندك من علوم وأعمال قلبية، بحسب ما تتلذذ بأركان الصلاة ..

 

 

**

 

 

ولك أن تتصور لاعب كرة القدم طوال 90 دقيقة هي مدة مباراة لكرة القدم، كم يكون فرحًا ومتحمسًا ومستمتعًا بالمباراة .. على الرغم من إنه يتعب ويجتهد ويركض وربما يُصاب ويحتاج لأشهرٍ من العلاج، ومع ذلك لا يتضجر أو يسأم؛ لأنه يحب كرة القدم.

ونفس هذا اللاعب إذا طُلِب منه الذهاب إلى السوق لشراء بعض حاجات المنزل، واضطر للسير لمدة دقيقة واحدة من موقف السيارات إلى السوق .. فإذا بهذه الدقيقة تمر على قلبه أثقل من الجبل، مع إنه في المباراة كان يركض ويتعب لأكثر من 90 دقيقة وهو مسرور!

 

وذلك لأن ذهابه إلى السوق كان بلا مشاعر، أما المباراة فكانت مليئة بمشاعر الفرح والمنافسة والفوز .. فصارت التسعون دقيقة أخف بكثيــــر من الدقيقة الواحدة!

 

 

عندما تغيَّرت المشاعر، تغيَّرت اللذة ..

وبحسب ما عندك من علوم وأسرار عن الصلاة، بحسب ما تتلذذ بها،،

 

 

 

 

akhawat_islamway_1363744864__fwasel33.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

طرح قيّم أختنا الغالية، أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه،

بارك الله فيك وجزاك الله خيرًا.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1363744700__fwasel3_1.png

الجلسة الختامية والتحيـــات

 

 

اقتربنا من نهاية الصلاة، ونهاية اللقاء مع الله جلَّ وعلا .. وقد وصلنا إلى الجلسة الختامية ..

 

 

 

جلسة التشهد

 

 

كان النبي

oqezgm.jpg.gif يجلس للتشهد بعد الفراغ من الركعة الثانية .. فإذا كانت الصلاة ركعتين كالصبح، جلس مفترشًا كما كان يجلس بين السجدتين وكذلك يجلس في التشهد الأول من الثلاثية أو الرباعية.

 

وعن أبي هريرة

Rady%20copy.png قال: نهاني خليلي oqezgm.jpg.gif عن إقعاءٍ كإقعاء الكلب. [رواه أحمد وحسنه الألباني، صحيح الترغيب والترهيب (555)] .. وَكَانَ يَنْهَى عَنْ عُقْبَةِ الشَّيْطَانِ. [صحيح مسلم]

 

وكان إذا قعد في التشهد وضع كفه اليمنى على فخذه اليمنى، ووضع كفه اليسرى على فخذه اليسرى باسطها عليها .. وفي رواية كان يضعها على ركبته وليس فخذه .. وكان

oqezgm.jpg.gif يضع حد مرفقه الأيمن على فخذه اليمنى.

 

 

 

**

 

 

بسط الكف اليسرى وقبض أصابع اليمنى

 

وكان

oqezgm.jpg.gif يبسط كفه اليسرى على ركبته اليسرى، ويقبض أصابع كفه اليمنى كلها ويشير بإصبعه التي تلي الإبهام إلى القبلة ويرمي ببصره إليها .. وكان إذا أشار بإصبعه وضع إبهامه على إصبعه الوسطى، وتارة كان يحلق بهما حلقة.

 

عن نافع قال: كان عبد الله بن عمر إذا جلس في الصلاة وضع يديه على ركبتيه وأشار بأصبعه وأتبعها بصره، ثم قال: قال رسول الله

oqezgm.jpg.gif "لهي أشد على الشيطان من الحديد" يعني السبابة. [رواه أحمد وحسنه الألباني، مشكاة المصابيح (917)]

 

 

 

**

 

 

التشهد

 

يَقُولُ ابْنَ مَسْعُودٍ

Rady%20copy.png: عَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ oqezgm.jpg.gif وَكَفِّي بَيْنَ كَفَّيْهِ التَّشَهُّدَ كَمَا يُعَلِّمُنِي السُّورَةَ مِنْ الْقُرْآنِ"التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ" [صحيح البخاري]

 

يقول الشيخ ابن عثيمين: التحيات: جمع تحيَّة، والتحيَّة هي: التَّعظيم، فكلُّ لَفْظٍ يدلُّ على التَّعظيم فهو تحيَّة، و«الـ» مفيدة للعموم، وجُمعت لاختلاف أنواعها، أما أفرادها فلا حدَّ لها، يعني: كُلَّ نوع من أنواع التَّحيَّات فهو لله، واللام هنا للاستحقاق والاختصاص؛ فلا يستحقُّ التَّحيَّات على الإطلاق إلا الله عزّ وجل.

ولا أحد يُحَيَّا على الإطلاق إلا الله، وأمَّا إذا حَيَّا إنسانٌ إنسانًا على سبيل الخصوص فلا بأس به.

لو قلت مثلاً: لك تحيَّاتي، أو لك تحيَّاتُنَا، أو مع التحيَّة، فلا بأس بذلك، قال الله تعالى: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} الآية [النساء: 86] لكن التَّحيَّات على سبيل العموم والكمال لا تكون إلا لله عزّ وجل. [الشرح الممتع على زاد المستقنع (3:146)]

 

والصلوات: جمع صلاة، وهي الدعاء .. وكل دعاء وكل صلاة فهي لله تعالى.

 

والطيبات لها معنيان:

 

المعنى الأول: ما يتعلَّق بالله .. فله مِن الأوصاف أطيبها، ومِن الأفعال أطيبها، ومن الأقوال أطيبها، قال النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم ".. إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ، لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا .." [صحيح مسلم] .. يعني: لا يقول إلا الطيب، ولا يَفعلُ إلا الطَّيب، ولا يتَّصفُ إلا بالطيب، فهو طيب في كُلِّ شيء؛ في ذاته وصفاته وأفعالِه.

 

المعنى الثاني: ما يتعلَّق بأفعال العباد .. أي الطيب من أفعال العباد، وهي التي تصعد إلى الله تعالى .. قال تعالى {.. إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ..} [فاطر: 10]

 

وبهذه الكلمات قد بدأت بتمجيد الله عزَّ وجلَّ والثناء عليه ..

فعليك أن تتذكر المفتاح السحري للصلاة، وتخاطب ربَّك جلَّ وعلا ..

ثمَّ تأخذك كلمات التشهد من مكانك إلى مكانٍ بعيدٍ على وجه الأرض ..

 

akhawat_islamway_1363744864__fwasel33.png

السلام على النبي صلى الله عليه وسلم

 

 

وبعد الثناء على الله عزَّ وجلَّ وتمجيده، تنتقل بك كلمات التشهد إلى مكانٍ بعيد .. يبعُد عنك آلاف الكيلومترات، بحسب موقعك على الكرة الأرضية .. ستذهب بك إلى ..

 

داخل الحجرة النبوية الشريفة ..

 

عندما تقول "السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ" [متفق عليه]

 

عن أبي هريرة

Rady%20copy.png قال: قال رسول الله oqezgm.jpg.gif "ما من أحدٍ يسلم علي إلا ردَّ الله علي روحي حتى أرد عليه السلام" [رواه أبو داود وحسنه الألباني، مشكاة المصابيح (925)]

 

تخيَّل لو أن باب حجرتك قد انفتح، ودخل عليك الرسول

oqezgm.jpg.gif بعمامته وبُردته وثوبه الأبيض ..ونعله المخصوفة ولحيته السوداء وبشرته البيضاء المشربة بحمرة، ووجهه المشرق المستدير تعلوه ابتسامته الجميلة .. ثمَّ أُذِنَ لك أن تقف بين يديه، وتقول له وجهًا لوجه: السلام عليك يا حبيبي يا رسول الله oqezgm.jpg.gif

 

 

 

**

 

 

 

كيف سيكون شعورك حينها؟؟

 

فلماذا لا تشعر بنفس الشعور وأنت تلقى عليه السلام في صلاتك ..

 

وأنت بين يدي الملك جلَّ جلاله؟!

 

 

 

**

 

 

أما وقد حُرِمنا لقاء النبي

oqezgm.jpg.gif في الدنيا، فلنسلم عليه بقلبٍ حاضر في صلاتنا .. فإن سلامنا يُعْرَض عليه ويرد علينا وهو في قبره oqezgm.jpg.gif، كما أخبرنا بذلك الصادق المصدوق oqezgm.jpg.gif.

 

وبعد تحيتك لله عزَّ وجلَّ وسلامك على رسوله

oqezgm.jpg.gif ..

تُسَلِم على نفسك وعلى عباد الله الصالحين؛ ليرتفع عنك كل ضرر .. فتقول:

"السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ" [متفق عليه]

يقول النبي

oqezgm.jpg.gif ".. فَإِنَّهُ إِذَا قَالَ ذَلِكَ، أَصَابَ كُلَّ عَبْدٍ صَالِحٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ .." [متفق عليه]

 

 

 

**

 

 

 

تحريك السبابة في التشهد

 

عن وائل بن حجر واصفًا صلاة الرسول

oqezgm.jpg.gif، قال ".. ثم رفع أصبعه فرأيته يحركها يدعو بها" [رواه أبو داود وصححه الألباني، مشكاة المصابيح (911)] .. وقد استدل الشيخ ابن عثيمين بهذا الحديث، على أن تحريك السبابة في التشهد يكون عند كل جملة دعائية. قال رحمه الله في (الشرح الممتع) :

 

"دلَّت السُّنَّة على أنه يشير بها عند الدعاء لأن لفظ الحديث ( يحركها يدعو بها )، فكلّما دعوت حرِّكْ إشارةً إلى علو المدعو سبحانه وتعالى على هذا فنقول :

 

«السلام عليك أيُّها النبيِّ» فيه إشارة؛ لأن السَّلامَ خَبَرٌ بمعنى الدُّعاءِ، «السَّلامُ علينا» فيه إشارة، «اللهم صَلِّ على محمَّد» فيه إشارة، «اللهم بارك على محمَّد» فيه إشارة، «أعوذ بالله من عذاب جهنَّم» فيه إشارة، «ومِن عذاب القبر» فيه إشارة، «ومِن فتنة المحيا والممات» فيه إشارة، «ومِن فتنة المسيح الدَّجَّال» فيه إشارة، وكُلَّما دعوت تُشيرُ إشارةً إلى عُلُوِّ مَنْ تدعوه سبحانه وتعالى، وهذا أقربُ إلى السُّنَّة".

 

فكان النبي

oqezgm.jpg.gif يحرك أصبعه في حالة الدعاء، وهذا يوجب انتباه القلب ..

نسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياكم حسن الصلاة والوقوف بين يديه،،

 

fwasel32.png

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

موضوع قيم جدا كلنا بحاجة له

قرات معظمه و ساكمله ان شاء الله

رزقني الله و إياكم حسن التطبيق

و جعله في موازينك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

موضوع قيم جدا كلنا بحاجة له

قرات معظمه و ساكمله ان شاء الله

رزقني الله و إياكم حسن التطبيق

و جعله في موازينك

 

آميـــن يا حبيبة ()

بارك الله فيك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×