اذهبي الى المحتوى
سُندس واستبرق

\* كُنتُ أظُن .. لَكنني اكتشفت .. وقَررت *\ حلقاتُ تَربوية .

المشاركات التي تم ترشيحها

السلام عليكن ورحمة الله وبركاته

 

بارك الله فيك حبيبتنا سندسة الموضوع ده كان فين؟؟ هههههههههه

قريتهم كلهم والحمد لله

ومتابعة معاك بإذن الله

 

هي المقولة كتير حلوة ممكن نطبقها في كتير حاجات

 

**كنت أظن...فاكتشفت ...فقررت**

 

جزاك الله الفردوس الأعلى

 

بخصوص الموقف التاني بتحصل معايا كتير..ربنا يغفرلي عايزة أغيرها

مثلا لما يجي أي راجل يتكلم معي لو كان شيء عادي ببتسم في وشه.بقصد بالراجل الاجنبي

متل اللي بيجرصنا في الامتحانات ولا راجل بعرفه وبشتري منه حاجات

 

ومش عارفة أعمل إيه

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

(4)

 

 

forum_new.gif. . الحلقة الرابعة . .forum_new.gif

 

 

 

3up29569.png

 

 

 

\*الحيُّ لا تُؤمن عليه الفتنة!! *\

 

 

 

 

كنت أظن . .

forum_new.gif

أن الشيوخ والدعاة الذين كنت أستمع إلى خطبهم، وأتابع دروسهم متأثراً بمواعظهم الروحانية التي كانت تخترق بروعتها مسامع القلوب، وتلامس أعماق النفوس؛ لما فيها من معاني الصدق والإخلاص، حيث لا يواجه أحدنا كثير عناء؛ كي يستشعر بالفعل أنها قد خرجت من القلب إلى القلب . .

هم فوق مستوى الزلل أو الوقوع في أي مخالفة شرعية!!

وأن رأيهم دائماً هو الصواب الذي لا يحتمل بإذن الله الخطأ!!إذ كيف يمكن لأمثالهم ممن يُلقون تلك المواعظ المؤثرة، والخطب المجلجلة، أن يزل أو يخطئ، وهو الذي يعظ الناس ويرشدهم؟!

وبالتالي كنت من أشد الناس حماساً في الدفاع عن آراء مشايخي الفقهية، ووجهة نظرهم الفكرية، وهكذا كان الحال مع أقراني!! حيث كان كل منهم يتعصب لشيخه، ولا يقبل عليه نقضاً؛ حتى كاد بعضهم أن يقول (ما صحَّ عن شيخي فهو مذهبي!!) وهكذا كان النقاش يشتد ويحتدم بيننا، كلٌ ينتصر لرأي شيخه، حتى وقع في مسجدنا النزاع، وتفرقتالقلوب، وعمَّ الفشل ساحتنا الدعوية!!

 

ولكني اكتشفت . .forum_new.gif

 

أن المنطق يقتضي بأن جميع الدعاة على اختلاف مدارسهم ومناهجهم، وتفاوت علمهم وفضلهم لا يعدون كونهم بشراً غير معصومين، بل إنهم يصيبون ويخطئون، شأنهم في ذلك شأن كافة البشر، وأن الجميع بمن فيهم صفوة السلف الصالح رضوان الله عليهم، والأئمة الأعلام (يؤخذ منهم ويرد) ولا معصوم إلا قول النبي صلى الله عليه وسلم.

 

وهذا لا يتنافى أبداً مع فضل العلماء ومنزلتهم، أو يقلل عياذاً بالله من شأنهم، حيث أنه من البديهي توقير أهل العلم الصحيح عامة، ورفعهم المكانة اللائقة بشرف ما يحملونه من العلم؛ وهذا أيضاً لا يتنافى مع كونهم متفاوتون في سبقهم للعلم والفضل، كلٌ بحسب ما رزقه الله، وفتح عليه من فيض علمه وحكمته، وما آتاه من الفقه والبصيرة.

 

إلا أن حماسة حديثي العهدٍ بالالتزام، تفقدهم كثيراً من الحكمة والروية في تقييمهم للأمور!! حيث سرعان ما تنزلق بهم الأقدام بسبب العاطفة الزائدة في منزلق (الحب للشيء يعمي ويصم!!) فيطلقون سيل اتهاماتهم على مخالفيهم، تارة بالجهلوأخرى بالتبديع وثالثة بالتفسيق!!

 

وكل هذا ظناً منهم أن مرجعيتهم في إصدار هذه الاحكام التي أصدروها، هم مشايخهم الذين تعلموا منهم، وبالتالي فهم على الحق المبين!!

 

ولعمري لو رجعوا إلى هؤلاء المشايخ؛ وسألوهم عن تلك الأحكام الجائرة التي أصدروها نيابة عنهم في حق إخوانهم المسلمين؛ لتبرأوا منها على الفور، وهذا في أغلب الظن!!

 

حيث أن حسن ظننا في علمائنا ودعاتنا أنهم ولله الحمد دعاةتوحيدٍ ولم شملٍ للأمة، وليسوا دعاة تفريق . . ودعاة إنصاف، وليسوا بدعاة قذف وتجريح . . ودعاة تقديم حسن للظن بالمسلمين، وليسوا دعاة رجم بالغيب وسوء ظنٍ بالمسلمين!!

 

أما من خالف هذا المنهج الذي ربى عليه النبي صلى الله عليه وسلم صحابته ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وجعل من نفسه حكماً على بواطن غيره من الدعاة، وقدح في عقيدتهم دون دليل أو برهان، وأوغر صدور المسلمين بعضهم على بعض، وأشاع في الساحة مناهج التفريق والتشرذم؛ تحت مطية نبذ البدعة، ومخالفة أهل الزيغ والضلال، وكل هذه العبارات التي يستخدمونها كمفرقعات في وجه كل من خالفهم، أو لم يوافقهم على هذه المهزلة التي ذاع صيتها في الساحة وللأسف الشديد، حتى جعلت المسيرة السلفية موضع شماتة حتى من حسالة العلمانيين والليبراليين!! . . فقد حاد عن الجادة!!

 

والمصيبة أن سياط ألسنتهم لم تكتف بأقرانهم من المعاصرين فحسب؛ بل تعدتها بالقدح في عدد كبير من علماء أهل السنة والجماعة السابقين، ممن هم مشهودٌ لهم بالعلم والفضل، حتى وصل الحال بسلاطة ألسنتهم إلى القدح في بعض أهل العلم من السلف الصالح، والتشكيك في نسبة مؤلفاتهم من أمهات الكتب إليهم، واتهامهم بالتدليس والكذب!!

 

لذا فقد قررت. . forum_new.gif

 

أن أعرف الرجال بالحق، وليس الحق بالرجال، فالحي لا تؤمن عليه الفتنة، وذلك لأن التجارب التي مرت عليَّ طوال ثلاثين عاماً من العمل الدعوي، كانت كفيلة بأن تظهر لي نماذج غريبة، ما كنت لأتصور وجودها على أرض الواقع، لولا أني عاينتها بنفسي، وللأسف ألقت بتبعاتها (سلباً) على الدعاة والدعوة، وأذكر منها على سبيل المثال لا الحصر :

 

1 - رأيت من الدعاة من يبدأ مسيرته باعتدال ووسطية، فإذا ما رأى من كثرة الاتباع والأشياع، تسرب إلى (نفسه البشرية)في لحظة ضعف أو تدني إيماني أو غفلة شعوراً لا إرادياً بالتميز والسبق، فينعكس ذلك على منهجه الفكري، فيطرحه في الساحة بأسلوب يضمن له عدم انصراف الاتباع لغيره، حيث يجعل فيه من الحواجز النفسية ما يمثل (حقن تطعيم) لأتباعه، حتى لا يسهل عليهم الانفلات منها، وقبول غيرها من المناهج!!

 

ولا يفوته أن يحيط ذلك المنهج بهالة من الترهيب النفسي الغير مباشر!! كأن يختم تعليقه على تقييم منهجه ببعض العبارات الرنانة، مثل : (وهذا ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وأصحابه، فمن خالف ذلك المنهج فهو إلى البدعة أقرب!!) ثم تفاجأ مع مرور الأيام، وتغير موازين الأحداث في الساحة، أنه كان أول المخالفين لمنهجه، حيث هبت رياح لا يستطيع مجارتها بفكره المتحجر؛ نظراً لاصطدامه الرهيب بالواقع، فيلين مع الموجة ولسان حاله يقول : (يارب سترك بألا يتذكروا ما كان من سابق قولي!!)

 

2 - ورأيت دعاة قامت لهم الدنيا ولم تقعد، والتفت حولهم جموع غفيرة من الناس، ليس من المتدينين فحسب، بل حتى من عوام الناس!! فإذا بهم ينقلبون ما بين عشية وضحاها رأساً على عقب!! وبزاوية (180 درجة) فإذا بالأمر يتضح أن أمن الدولة هو من كان يقف وراء هذا اللعبة القذرة، حيث كان يرمي من خلالها لربط فكرة أو ظاهرة (الالتزام) بأشخاص بعينهم، ثم يقوم بإسقاطهم على حين غرة، لتسقط معهم تلقائياً الفكرة أو الظاهرة!! وبالفعل فقد فتن بهذا الدمية خلق كثير، وقطاع عريض، وبالأخص من عوام الناس!!

 

3 - ورأيت أيضاً من الدعاة شيخاً كبيراً كان يتهم كل معارضيه بأن لديهم ميولاً تكفيرية!! حتى اجتمع عليه جمع كبير من الشباب، وصار موضع إشارات البنان!! فلما ظهر شيوخ السلفية بتأصيلهم الرائع، وعلمهم المرجعي، وشعر بكساد تجارته، حيث لم يكن لديه من العلم الشرعي ما يجاريهم به، وهم من أمثال الشيخ / أبو إسحاق الحويني، والشيخ / محمد إسماعيل حفظهما الله تعالى، انقلب على رأسه كذلك بزاوية (180 درجة) وصار صاحب أكبر مدرسة تدعو للفكر التكفيري جهاراً نهاراً، فقط لكي يشبع لدى نفسه الشعور بأنه شيخ كبير، وله جمع من الاتباع كثير، ممن استهوتهم ميوله التكفيرية!! والحمد لله، فلم يلبث الأمر يسيراً حتى اندثر فلم يعد له ذكراً؛ حيث أنه ما كان لله دام واتصل، وما كان لغيره انقطع وانفصل!!

 

هذه التجارب وغيرها الكثير، تجعلني أهدي نصيحتي لإخواني وأبنائي، بقلب ملؤه اليقين والسكينة والطمأنينة، أن تعلقوا بمنهج الله الحق وحده، فالحي لا تؤمن عليه الفتنة، وليكن تعظيمنا لعلمائنا ودعاتنا بقدر تمسكهم بهذا الحق، فها هو صديق الأمة يؤصل لها قاعدة ذهبية عبر التاريخ قائلاً :

(أطيعوني ما أطعت الله فيكم، فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم!!)

ولم يشترط عليهم أن يكونوا طلبة علم أو مقلدين أو عوام، إذ أن الحق يخاطب الفطر السليمة، دونما أي موانع أو حواجز، ولطالما بذل أهل الباطل من محاولات لطمسه، فهل أفلحوا؟! وذلك لأن الله يأبى إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون!!

 

وتذكروا دائماً أننا نتقرب إلى الله بحب الحق وأهله، وفي مقدمتهم علمائنا ومشايخنا الأفاضل (حفظهم الله تعالى) لأنهم من علمونا قواعد اتباع هذا الحق، وهم جميعاً إخوة متحابين في الله - ولله الحمد والمنة - ولكن نظراً لأن الحي لا تؤمن عليه الفتنة، كان لابد من هذا التذكير الذي يجلي عن النفوس تعصباتها العاطفية، ويجردها للحق والحق وحده . .

حيث أن الحي لا تؤمن عليه الفتنة

  • معجبة 2

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

 

جميل جدا تلك الدروس الثمينة

بورك فيكِ حبيبتي على النقل الجميل

 

أتابع معكِ بمشيئة الله تعالى

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

مازلنا نتعلم من هذه الدروس

متابعة معك بإذن الله تعالى

بارك الله فيك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

@@ساجدة للرحمن

 

نعم ، قصة رائعة وتحدث بكثرة والله المستعان

نسأل الله أن يهدي شبابناوفتياتنا لأحسن الأخلاق .

 

@@نور قلبي القران

 

وأنت من أهل الجزاء يا نور

كانت القصص في عالم الغيب وصدف أني قرأتها : )

أما بالنسبة لعادتك ِ السيئة حو الابتسام فـ أعتقد الحل الوحيد

هو التحكم بنفسك ِ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

@@سدرة المُنتهى 87

 

وأنت من أهل الجزاء سدرة الحبيبة

تُسعدني متابعتك ِ يا غالية .

 

@المتفائلة

 

ولا ولت أتعلم مثلك

وفيك بارك الله يا حبيبة .

 

@@مهدية العباسية

 

وأنت من اهل الجزاء أخيتي .

 

@@زهرة نسرين

 

وفيك بارك الله زهرة الحبيبة

آمين ,, آمين

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

(5)

 

 

forum_new.gif. . الحلقة الخامسة . .forum_new.gif

 

3up29569.png

 

 

 

\* النصــر *\

 

 

كنت أظن :

forum_new.gif

أنه بمجرد التزامنا دينياً، وزيادة أعداد المصلين بالمساجد،وانتشار اللباس الشرعي بين النساء، وشيوع استخدام الألفاظ الشرعية، وزيادة الثقافة الدينية لدى عوام الناس؛ كفيل بتحقيقحلم الدولة الإسلامية التي تحكم بشريعة الله، وتمهد الطريق أمام الخلافة الإسلامية التي ستعم العالم بإذن الله، وأن النصرحليفنا لا محالة، وكيف لا؟ والله قد قطع على نفسه وعداً بنصرة من ينصر دينه من المؤمنين الصادقين، وخذلان من يخذل دينه من المنافقين والكافرين، وأن الأمر لا يعدو أبسط ما يكون!!

 

ولكني اكتشفت . .forum_new.gif

أن الطريق الذي رسمه الله لعباده؛ لتحقيق النصر الموعود، لابد أن يمر بمرحلتي (التنقية والتصفية) تماماً كما حدث في قصة طالوت وجالوت!!

فحين عرض طالوت على عامة الناس الانضمام للجيش؛ للقتال في سبيل الله، والذي كان بناءً على رغبتهم في الأساس؛ التحق منهم خلقٌ كثيرٌ!!

ولكن حين مرَّ بالنهر، ونهاهم عن الشرب منه (إِلا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ ) تراجع معظم ذلك الجيش !! فكانت مرحلةالتنقية!!

وأخيراً حين وجدوا أنفسهم قلةً قليلة في مواجهة جيش جرار!!

تراجع البقية، ولم يتبق إلا قليل من قليل؛ هم من وثقوا بنصر الله ووعده؛ فكانت مرحلة التصفية!!

ولقد رأيتُنا داخل السجون؛ يكاد بعضنا أن يحمد الله على أنه لميشوه صورة الإسلام بتمكنيه لنا؛ ونحن على هذه الحالالمخزية من النقص والعوار الذي بدا واضحاً جلياً على تصرفات الكثير منَّا!! حيث لم يتميز بنقاء معدنه، وحسن مخبره وتزكية نفسه منَّا إلا قليل القليل!!

عرفت بأن الطريق ليس بهذه السهولة التي تصورتها!! وأنه لا يزال بيننا وبينه الكثير من مراحل التنقية والتصفية!!

 

فقررت..forum_new.gif

 

ألا أغتر في مسيرتي للدعوة إلى الله لا بأعداد ولا بأقوال!!

وأن أصوب نظري فقط نحو الأمل المنشود دوماً؛ بأن أكون من تلك الطائفة المنصورة، التي تميزت بنقائها وصفائها، وصدق اتباعها لمنهج ربها، وحسن التصاقها بجناب وليها، وهي فئةٌ قليلةٌ من صفوة قليلةٍ!!

ولن يكون ذلك إلا بسلوك الطريق المؤدية إلى اكتساب صفاتها مؤهلاتها، والتي لن تكون أبداً إلا في ساحات الثلث الأخير منالليل؛ لإمعان التذلل رجاءً في القبول!!

وفي الخلوة مع النفس؛ لتزكيتها، وإزالة الخبث عنهاوالشرور!!

وفي حلقات الذكر؛ طلباً للعلم المقرب إلى الله، وليس بغرض المباهاة والغرور!!

ثم في التطبيق العملي لما كان من ثمار القيام والتزكية وطلب العلم، في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، إنقاذاً للخلق من عذاب الثبور.

حيينها فقط نكون قد وضعنا أقدامنا على طريق النصر، آملين في عفو الرحمن والقبول!!

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

(6)

 

 

forum_new.gif. . الحلقة السادسة . .forum_new.gif

 

3up29569.png

 

 

 

\* فَلنِعمَ هي .. الإبتلاء *\

 

 

 

كنت أظن . .

forum_new.gif

أنه بمجرد التزامي سوف يلاحقني البلاء أو الابتلاء، لأنه من مقتضيات صدق الإيمان، حيث أن أشد الناس بلاءً هم الأنبياء، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم؛ وعليه فيجب عليَّ أن أكونعلى أهبة الاستعداد دوماً للبلاء أو الابتلاء!!

 

ولكني اكتشفت . .forum_new.gif

أن الابتلاء وإن كان معياراً لاختبار المؤمنين الأشداء، وكذاالبلاء وإن كان تكفيراً لذنوب المؤمنين الأتقياء، فإنه قد يكون أيضاً عقاباً أو لعنة في حق الكافرين أو الأشقياء!!

وعليه فيجب على المسلم أن يحيا دوماً بأمل العافية من الأمرين معاً، ليس في أمر الدنيا فحسب، وإنما في أمري الدنيا وفي الدين!! وإلا فكيف كان معظم دعاء النبي صلى الله عليه وسلم عامراً بطلب العفو والعافية من المصائب والبلايا؟!

 

أفينتاب أحدنا أدنى شك (عياذاً بالله) في أن النبي صلى الله عليه وسلم هو أعظم الخلق إيماناً؟! وعلى الرغم من ذلك؛ كاندائم سؤال العفو والعافية من ربه!!

 

بل وأمر صحابته رضوان الله عليهم أجمعين، جهاراً نهاراً فيما رواه البخاري ومسلم، عن أبي إبراهيم عبد الله بن أبي أوفى ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلمفي بعض أيامه التي لقي فيها العدو، انتظر حتى مالت الشمس، ثم قام فيهم فقال : (( يا أيها الناس، لا تتمنوا لقاء العدو،واسألوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا، واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف))

 

فلم يك طلب العافية يوماً خوفاً أو ضعفاً في الإيمان أبداً، وإلا لما طالبهم بالثبات حال وقوعه!! بل وقام صلي الله عليه وسلم؛في نفس الموقف؛ ليوصل أمامهم حبال الأرض بحبال السماء، مشعلاً جذوة الحماس في قلوبهم؛ بتضرعه لربه قائلاً : (( اللهم منزل الكتاب، ومجري السحاب، وهازم الأحزاب، اهزمهم وانصرنا عليهم (163) ((متفق عليه

 

وها هو الصحابي الجليل، عم رسول الله العباس رضي الله عنه يقول : "قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! عَلِّمْنِي شَيْئًا أَسْأَلُهُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ؟ قَالَ: «سَلِ اللهَ الْعَافِيَةَ». فَمَكَثْتُ أَيَّامًا، ثُمَّ جِئْتُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! عَلِّمْنِي شَيْئًا أَسْأَلُهُ اللهَ ؟ فَقَالَ لِي: «يَا عَبَّاسُ! يَا عَمَّ رَسُولِ اللهِ! سَلِ اللهَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ».

 

رواه الترمذي وغيره، وصححه الألباني رَحِمَهُ اللهُ، "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (1523).

 

لذا فقد قررت. . forum_new.gif

 

أن أحيا دوماً بأمل العافية من ربي، فإذا اقتضت حكمة الله وقدره، وقوع بلاء أو ابتلاء، لجأت إليه سبحانه طالباً للمدد والعون في دفع هذا البلاء أو الابتلاء، تماماً كما علمنا الحبيب صلى الله عليه وسلم في سنته وهديه!!

 

أما أن أحيا بهذا الفهم الخاطيء، والذي يستجلب به البعض البلاء أو الابتلاء؛ اعتقاداً منهم أنه مؤشرٌ على صلاح الدين أو زيادة الإيمان!!

 

فلا تكاد تستمع لأحدهما في نقاش أي قضية، إلا تنبأ بالأسوأ دوماً!!

 

وليس هذا والله من هدي النبي صلى الله عليه وسلم الذي حذرنا من القيام بذلك، أو أضماره في قلوبنا أشد تحذير؛ لأنه أسرع الطرق لوقوع البلاء نسأل الله العفو والعافية!!

 

فها هو الأعرابي يدخل على النبي صلى الله عليه وسلم يشكو الحمى، فيدعو له النبي ثلاث مرات قائلاً : (كفارةٌ وطهورٌ) فإذا بالأعرابي يرد عليه في كل مرة بقوله : (بل هي حمى تفور، تزيره القبور) فلم يك من النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن قال له : (أما إذا أبيت، فهي إذاً) وفي رواية (فلنعم إذاً)!!فما أمسى من الغد إلا ميتاً!!

 

فعيشوا أبناء الإسلام بأمل العفو والعافية كما أمركم نبيكم صلى الله عليه وسلم دوماً، فإذا ما اقتضت حكمة الله، وما كان من قضائه وقدره وقوع بلاء أو ابتلاء؛ فالتصقوا بجنب الله التصاقاً وثيقاً، كي يرفع عنكم هذا البلاء، فتفوزوا في الدارين معاً بمصير السعداء.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

متاخره لكن اكيد متابعه باذن الله

: )

تُسعدني متابعتكِ أم عبدالله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

(7)

 

forum_new.gif. . الحلقة السابعة . .forum_new.gif

 

 

 

3up29569.png

 

 

 

\* مُعقدين هُمّ *\

 

 

 

 

كنت أظن :

forum_new.gif

أن الشباب المتدين، الذي أطلق كل واحد منهم لحيته، وقصر ثوبه، واتسمت تصرفاته بنوع من الشدة والحسم، وانصرف عن زينة الحياة الدنيا وبهجتها، هم مجموعة من الشباب المعقد نفسياً، والذي يعاني العدبد من المشاكل الاجتماعية والاضطرابات النفسية الحادة، وبالتالي اتخذوا هذا المسلك كنوع من التعبير عن رفضهم التام للمجتمع!!

 

ولكني اكتشفت :forum_new.gif

بعد بحث طويل في شأنهم، أن غالبيتهم من الشباب المثقف والمتعلم، بل والمتفوق في دراسته، كما لاحظت أن الكثير منهم يتسم بالهدوء وسعة الصدر، كما أن الكثير من عوام الناس الذين خالطوهم عن قرب، يثنون عليهم، ويمدحون في أخلاقهم، ويجزمون بأمانتهم، بل ويشهدون بحسن تعاملهم باستثناء القلة التي لا تسلم منها أي مجموعة من البشر!!

فلما اقتربت منهم، عرفت بأنهم شباب، آثروا تهذيب أنفسهم، وحاولوا مجاهدتها لكبح جماح الشهوات والشرور فيها، بعدما أيقنوا بأنهم مسؤولون عن جميع أفعالهم في هذه الحياة، وأن الله سوف يفرق يوم القيامة في سؤاله للعبد عن سائر عمره (على سبيل العموم)، وعن فترة الشباب تحديداً في سؤال منفرد ومستقل (على سبيل الخصوص)!!

وذلك لأنها فترة البذل والعطاء، فإما أن تبذل فيها جهدك في طاعة الله، وتسعى إلى مرضاته فتعمر آخرتك بقصورٍ في أعالي الجنان، وإما أن يستنفدها الشيطان منك في الشهوات والملذات التي سرعان ما تفنى منك، تاركة لك الحسرة والألم النفسي فقط، ثم تقبل على الله محملاً بأوزاك، في موقف يتمنى الأنبياء ألم يخلقوا على ظهر هذه الحياة، حتى لا يعاينوا شدة هوله!!

إن حقيقة مسار العبد على ظهر هذه الحياة تحددها أعماله (إما إلى جنة وإما إلى نار) ولكن الشيطان يحاول إغفال عقول الناس عن العاقبة والمآل؛ حتى يسقطوا كغيرهم في شراك سوء الخاتمة التي تأتي بغتة (عياذاً بالله)!!

لذا تزداد معاناة أهل الصلاح الساعين إلى اجتناب الشهوات والغفلات؛ كلما ازدادت نيران الفتن استعاراً (وما أشد استعارها في عصرنا الحاضر) وعلى الرغم من هذه المعاناة، إلا أن نفوسهم يحدوها الأمل في زوال تلك المعاناة بجميع ألوانها، مع أول لحظة لدخول جنة الرحمن، حيث تتبدد الهموم، وتنكشف الكروب في أقل من لمح البصر!!

وعليه فإن جميع الدروب على ظهر هذه الحياة تتلخص في مسيرتين لا ثالث لهما، مسيرة التائبين الساعين إلى مرضاة الله تعالى ومغفرته، ومسيرة الغافلين المتنكبين عن أوامر الله، والذين تعرضوا بسوء أعمالهم إلى غضبه وسخطه؛ بعدما ارتضوا أن يقود الشيطان مسيرتهم بشروره وحقده، ليلقوا حتفهم معه في نيران السعير!!

 

لذا فقد قررت :forum_new.gif

الالتحاق الفوري بقافلة التائبين، بعدما عرفت أن صحبة الشباب المتدين المقبل على ربه، هي قارب نجاتي الوحيد نحو صلاح الدنيا والآخرة، فبتشجيعهم لي على الطاعات تهون مشقتها، وبإرشادهم ونصحهم لي في الغفلات، أتجنب مزالق الجهل وكبوتها، وبمحبتهم الصافية النقية الخالصة لوجه الله فيَّ، واندماجي معهم في جسد واحد، كما أمر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم، تزهو الحياة وبهجتها!!

فالصحبة الطيبة أمان من استفراد الشيطان بالعبد، فالذئب إنما يأكل من الغنم القاصية، ولكوننا بشر، ولا يمكن أن تسلم بعض أفعالنا من الهفوات البشرية لكوننا غير معصومين، إلا أن الصحبة الطيبة تعين العبد على الرجوع لصوابه، فهي بمثابة الأم الحانية التي تسارع بجذب ولدها إلى حضنها الدافئ؛ بمجرد استشعار تعرضه للخطر، وكذا صحبة الأخيار، تعيدك إلى الطريق بتصحيح الهفوات، وتجنب الزلات، والحث على الطاعات!! فهل قرر أحد الالتحاق معي بركب التائبين؟!

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاك الله خيرا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

كلمات رائعة ، وحديث سلس يدخل القلوب

بارك الله فيك ياغالية ، وفي الكاتب .. جزاكما الله خيرًا.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

12887451651.gif

 

 

حلقات تربوية رااااااائعة

 

128874450118.gif

 

جزاك الله خيرا والكاتب

وجعل هذا العمل في ميزان حسناتكما

اللهم اااااامين

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

@@بسمة الامل بهمسة الالم

 

وأنت من أهل الجزاء أخيتي .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

(8)

 

 

forum_new.gif. . الحلقة الثامنة . .forum_new.gif

 

3up29569.png

 

 

 

 

\* .. قُصور فِهم .. *\

 

 

 

 

كنت أظن . .

forum_new.gif

 

أنه يجب عليَّ كملتزم أن يكون أسلوب تفكيري مصاغاً حسب وجهة نظر المدرسة الفكرية التي أنتمي إليها، والتي إرتأيت في منهجها موافقةَ لمنهج الله (سبحانه وتعالى) الذي ارتضاه لعباده؛ وعليه . .

 

* فإن كنت سلفياً وجب عليَّ الاهتمام فقط بالعلم والتعلم، والبعد تماماً عن كل ما يتعلق بشؤون السياسية!!

 

* أما إن كنت إخوانياً فوجب عليَّ أن أكون مسلماً معاصراً، وأبرز ملامح ذلك هو الاهتمام بالسياسة والفعاليات الاجتماعية، حتى وإن قصَّر ذلك بي في تناول العلوم الشرعي، فلا بأس أن تأتي لاحقاً!!

 

* أما إن كنت جهادياً فحل جميع المشاكل بالسيف والسنان، والخلاص بقطع رأس الأفعي؛ المتسبب في كل هذا التردي والهوان، والبعد عن دين الله، وعلينا الاستمرار في درب الجهاد؛ حتى يدركنا نصر الله؛ وتقام الخلافة الإسلامية الراشدة من جديد !!

 

* وإن كنت تبليغياً، فبتزكية النفس والخروج في سبيل الله؛ لإصلاح النفوس والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، أما التفرغ للعلم وحلقات العلماء، فسوف يأتي بعد التزكية والتنقيةبإذن الله!!

 

ولكني اكتشفت . .forum_new.gif

 

أن هذا التفكير ناتج عن قصور تام في الفهم لدين الله عز وجل!!

 

حيث أنه دين شامل للعلم والتعلم، والسياسة والدعوة، والجهاد وتزكية النفس، وأن المنهج الذي ينبغي أن يسود أبناء الحركة الإسلامية كافة؛ هو نفس منهج سيد الخلق صلى الله عليه وسلم، الذي كان شمولياً في جميع نظرياته وأفعاله!!

 

فقد كان صلى الله عليه وسلم معلماً ومربياً، وعالماً ومجاهداً، وسياساً حاذقاً، وداعياً إلى الله، وزاكي النفس طاهراً، لذا فقد تفاعل مع كل حدث بما يناسبه، وقاد الأمة خير قيادةٍ؛ حتى وصل بها إلى بر الأمان، وها هو الإسلام ينتشر في مشارق الأرض ومغاربها، وسوف يواصل الانتشار حتى قيام الساعة، وهذا أكبر دليل على شمولية هذا الدين!!

 

أما أن يحكر البعض أسلوب تفكيره في بعض جوانب الدين دون غيرها، فقد ضيَّق والله واسعاً، سيجعله لا محالة يصطدم برفض الواقع له!! بل قد يسفر عن ظهور نتاج شاذ؛ ينعكس سلباً على الدعوة والدعاة!!

 

تماماً كما رأينا من يدعي السلفية زوراً وبهتاناً، وهو يعتبر التجسس على مخالفيه من سائر الحركات الإسلامية الأخرى قربى إلى الله؛ باعتبار اعتقاده في حكام العار السابقين أنهمأولياء أمور المسلمين!!

 

فأخرج لنا هذا الفكر المنحرف مخبرين بأثواب قصيرة ولحى!! وكانت بداية الزيغ تتمثل في تلك التربية المبتورة التي أصلت فيهم البعد التام عن الوعي السياسي الذي يميز لهمعدوهم من وليهم؛ حتى ولو لبس ألف ثوب وثوب للتنكر، فهذا الوعي من تمام فهم شمولية هذا الدين!!

 

أو كما رأينا من يدعي نسبته للإخوان، وظاهر تصرفاته لا تمت إلى الالتزام بصلة!! ولكنه يتحدث عن أجندته الإسلامية!!وإذا ما سألته عن ذلك، نظر إليك شذراً، متهماً إياك بالتخلف والرجعية في فهم معاصرة هذا الدين للوقت الحاضر، وعدم فطنتك للمناورات السياسية!!

 

وكما رأينا أيضاً من دفعهم حماسهم الشديد للجهاد إلى القيام بأعمال في غير موضعها، كما أنها تفتقر إلى المرجعية الشرعية، والوعي السياسي؛ فأصابوا مسيرة العمل الدعوي في مقتل!! كقيام بعضهم في السابق بحرق أندية الفيديو والخمارات والأضرحة، مما أثار عوام الناس غضباً علينا، وتسبب في تأخر المسيرة عقوداً من الزمن!!

 

وكذلك ما رأينا من قيام بعض أهل التبليغ بالدعوة إلى الله بغير علم، فنشروا كثيراً من الأحاديث المكذوبة عن النبي صلى الله عليه وسلم!! وعلى الرغم من يقيننا بحسن نيتهم، إلا أن دين الله لا تفترق فيه النية الطيبة عن الموافقة للشرع أبداً؛ حتى يكون العمل عند الله مقبولاً!!

 

لذا فقد قررت. . forum_new.gif

 

أن أفهم ديني بشموليته، كما أمرني بذلك الله عز وجل، ونبيه صلى الله عليه وسلم!!

 

قال تعالى :

(اليومَ أكملتُ لكمْ دِينَكمْ وَأتتمّتُ عليكمْ نِعمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسلامَ ديناً) المائدة

 

وقال صلى الله عليه وسلم : (تركت فيكم ما إن تمسكتم به؛ لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وسنتي) الحديث

 

فأعرف للعلم أهميته وأحرص عليه؛ باعتباره دليلي الوحيد إلى الله والدار الآخرة!!

 

وأعرف عن السياسة فنونها، بل وأصيغها بصياغتي كمسلم؛ حسب الصياغة التي تفرضها عليَّ مبادئي، ويلزمني بها منهج ربي وشريعتي، لا أن أكون متأثراً بما فيها من ألوان الكذب والدجل والخيانة!! بل مؤصلاً لمبادئ الصدق والأمانة والديانة!!

 

وأن أكون بما استحضرته من نية الجهاد والاستشهاد في سبيل الله كالأسد الضرغام الذي يتضور جوعاً ليفتك بمن حاربوا دين الله؛ وهتكوا أعراض إماء الله، ليس شوقاً للدماء أو حباً في إزهاقها (حاشا لله) وإنما إعلاءً لدين الله، وإزالة الحواجز أمام الشعوب المضللة، لإدخالها في دين الله، فلقد علمني ديني المرحمة، وكما أن دعوة المسلم لدين الله مرحمة، فقتاله في سبيل الله أيضاً مرحمة؛ كي تبصر الأمم المحرومة نور هذا الدين!!

 

وأن أجعل ساحات الثلث الأخير من الليل، سلواي في تزكية نفسي، وأعمالي وسائر تصرفاتي طوال النهار دعوة لربي!!

 

وحيينها فقط سأكون متعبداً لله؛ بالمنهج الشمولي الذي ارتضاه الله عز وجل!!

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

12887433251.gif

متابعة معك ام شاء الله

لكن متى ميعاد الحلقة 09 ؟؟؟؟؟؟؟؟

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

(9)

 

 

 

forum_new.gif. . الحلقة التاسعة والأخيرة . .forum_new.gif

 

 

 

 

 

3up29569.png

 

 

 

 

\*.. واقِعيّة الفِهم..*\

 

 

 

 

كنت أظن . .

forum_new.gif

أن الهموم والقضايا التي تحيط بالمسلم، ابتداءً بما يحمله من هموم آخرته، وما فيها من أهوال وشدائد، ومروراً بهموم دنياه وما يواجهه فيها من فتن ومصاعب، ووصولاً إلى هموم أمته، وما نزل بها من نكبات ومصائب؛ كفيل بألا يجعل إلى قلب المسلم سبيلاً للترويح والمزاح!! وبالتالي فحياة الملتزم غالباً ما يسيطر عليها الهم والحزن!!

 

ولكني اكتشفت . . forum_new.gif

أن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو الذي نزل عليه الوحي بثقله، وحمَّله أعظم الهموم وأجلها، متمثلة في تأدية أمانة تبليغ الرسالة التي كلفه الله بها، ناهيك عن كونه قد رأي الجنة ونعيمها!! والنار بأهوالها رأي العين!! وهذا وحده كفيل بأن يذهب بعقل أي واحدٍ منَّا!!

 

غير أنه على الرغم من ذلك؛ كان يعلمنا كيف نتعامل مع بشريتنا بواقعية متميزة، بل ونهانا عن توهم إمكانية العيشكملائكة، وذلك من خلال عتابه للصحابي الجليل حنظلة الأسيدي رضي الله عنه، حينما اتهم نفسه بالنفاق؛ لمجرد أنه كان إذا انصرف من عند النبي صلى الله عليه وسلم داعب الأهل والأولاد!!

 

فعاتبه (صلى الله عليه وسلم) قائلاً : (يا حنظلة ساعة وساعة) وكررها ثلاثاً!! كما أنه كثيراً ما كان يداعب صحابته للترويح عن نفوسهم (البشرية) حتى قالوا له فيما رواه الترمذي : يارسول الله إنك لتداعبنا!! فقال : "إني لا أقول إلا حقاً" فها هو (صلى الله عليه وسلم) يمازح بلالاً حين أراد أن يضحي بكبش، فلم يجد إلا ديكاً، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم هل يجزئ عنه، فقال له صلى الله عليه وسلم :

(أيضحي مؤذن بمؤذن)؟!

وهذه امرأة تسأله أن يعطيها بعيراً لتركبه فقال لها : "أحملكعلى ولد الناقة" فتعجبت!! ما تصنع بولد الناقة، قال لها : "وهل تلد الإبلَ إلا النوقُ؟!"

وسأل امرأة ذات مرة : أزوجك الذي في عينه بياض؟! فقالت :عقرى أي (يا ويلي) فقال لها (صلى الله عليه وسلم) : "وهل من عين إلا وفيها بياض"؟!

بل وتصفه حبيبته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حين سُئلت عن حاله إذا خلا في بيته (صلى الله عليه وسلم) فقالت: "كان ألين الناس وكان رجلاً من رجالكم إلا أنه كان ضحاكا بساما"

 

هذه الأمثلة وغيرها، تؤكد على إدراك النبي صلى الله عليه وسلم التام لطبيعة النفس البشرية، وتعطي نماذج عملية، بل ومثالية في كيفية التعامل معها، ففي النفس بواعث الفرحوالحزن، والضحك والبكاء، والحب والبغض، والرضاوالغضب، والحماسة والخوف، فكان من البديهي أن يتيح لهامنهج الله الشامل الوافي نصيبها المقسوم من التفاعل الطبيعي مع كل ذلك (كنفس بشرية) ولكن في إطار توجيهات وسطيةدونما إفراط أو تفريط، وكل من يتوهم عكس ذلك فهو واهم، أو إن شئت فقل، لم يبلغ وعيه القدر الكافي بشمولية هذا الدين!!

 

فقررت . . forum_new.gif

أن أعيش بدين الله كما أراده الله لي (كنفس بشرية) منسجماً بهذا التوازنٍ التام بين ما أملك من الصفات البشرية، متفاعلاُبمتطلباتها في حدود من الأطر الشرعية، وبين ما أواجهه من الأحداث الدنيوية، متفاعلاً معها بقلب المسلم (القدوة) الذي يرشد الناس (بأفعاله) لا بمجرد أقواله فحسب إلى التصرف الصحيح في كل موقف، وكذا بين ما أرجوه من التطلعات الأخروية، بإخلاص القلب لله، وتحويل كل عمل دنيوي بالنية الصادقة إلى عبادة أخروية!!

 

فأخالط الناس مبتسماً ضحوكاً، وأكون بحكمتي قريباً منهم، وفي كل مواقفي وأطروحاتي مؤثراً لا متأثراً، وأتفاعل مع قضايا الأمة، ولكن دون إتاحة الفرصة للهموم لكي تهزمني، وإنما أبعث بها مع أول تنهيدة عبر الأمال العريضة إلى آفاقالوعد المحتوم بنصر الله تعالى لهذا الدين، دونما تقاعس عن بذل كل ما في مقدوري من النصرة، ولو بالدعاء بظهر الغيب لإخواني.

 

وهكذا لو تفاعل المسلم مع كل ما يعترضه من أحدث من خلال هذا المنظور الواقعي للتفاعل الإيجابي بمنهج هذا الدين، سواءً مع نفسه أو مع البيئة المحيطة به، فلن يعرف البؤس إلى حياته طريقاً!!

 

بل سوف يشعر بسعادة بالغة تغمر حياته، هذا إلم يفاجأ يوماً من الأيام بأنه قد صار بحكمته وسعة صدره؛ مصدر السعادة للكثيرين من حوله!!

 

إن تصويب المسلم بصره نحو آخرته، وثبات أقدامه على طريق رضوان ربه، وتذليل الصعاب أمام مسيرته بما كان منهدي نبيه، لهو المنهج الشامل الذي يجعل المسلم يحترف كيف يتفاعل بهذا الدين، روحاً وقلباً، جسداً ونفساً، مشاعراً وعقلاً،عزلة واختلاطاً، فرحاً وحزناً، يسراً وعسراً، ليجعل من مسيرته كلها، أفضل رحلة إلى الله والدار الآخرة!!

تماماً كما كان حال النبي صلى الله عليه وسلم

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كم أحب هذا الموضوع وأرتاح بالقراءة فيه

جزاك الله خيرا يا حبيبة

و جعل ما نقلت في موازين حسناتك : )

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

: )

وأنت من أهل الجزاء يا حبيبة

آمين وإيّاك ()

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

لا أجد من الكلمات ما يعبر عن شدة إعجابي

 

بهذا الموضوع

لقد و ضعته في المفضلات لأقرأه ثانية

 

ان شاء الله

جزاك الله كل الخير

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×