اذهبي الى المحتوى
ميرفت ابو القاسم

ابتلاءات الهيه لخير البشريه

المشاركات التي تم ترشيحها

مع شيوع ظواهر , ومنافع ومضار العولمه ... لا حديث لاهل المحافظه علي البيئه والمناخ العلمي , وللاعلاميين والاقتصاديين في العالم الاعن الاعاصير والفيضانات , والزلازل والبراكين , والاوبئه الساريه الفتاكه التي تجتاح بقاع المعموره شرقها وغربها دونما استثناء .

تسونامي وكاترينا , اعاصير (وليس اخرها اعصار ساندي في الولايات المتحدده الامريكيه )

وسيول وفيضانات , وزلازل وبراكين , ايبولا وايدز , جنون البقر وانفلونزا الطيور والخنازير وحمي قلاعيه وغيرها .

لكن وفق فلسفه ورؤيه يتبناها كثير من هؤلاء واولئك "انها كوارث وظواهر طبيعيه ... فالطبيعه غدرت واحدثت اعصاراً وسيلاً وفيضاناً وزلزالاً وبركاناً ووباء فتاكاً .. بسبب كذا وكذا من الاسباب والمسببات التي رصدتها مراكزنا البحيثه , وتنبأت بها اجهزتنا العلميه . الانسان قادر علي التحكم بها , ومواجتها , ومغالبتها , بل وقهرها .. الخ"

فهل هي حفاً "كوارث احدثتها الطبيعيه "؟ .وهل "الطبيعيه"

عاقله , عاقله , مريده , قادره , مقتدره مدبره , حكيمه؟ .

ام ثمه رؤيه اسلاميه ايمانيه اخري تري ان اكل صغير وكبير في هذا الكون انما هو بفعل واراده , وقدر وتقدير وقدره وتدبير وحكمه خالقه سبحانه وتعالي . سواء احطنا ام لم نحط ببعض اسباب هذه الامور , علماً امرنا ان نجتهد فيه , ونصبر عليه , ونتعلمه بسم الله :"(اقرأ باسم ربك الذي خلق)" .سوره العلق الايه1.

ونعلم ان اسباب ذلك العلم ايضاً . انما هي صور تفضليه علينا سبحانه جل شأنه , فتزداد الخشيه له :"(انما يخشي الله من عباده العلماء ان الله عزيز غفور)" سوره فاطر , الايه: 28.

لا مراء ان العقول . علي اختلاف توجهاتها . تشرئب دوماً الي ما وراء " الحقائق الجزئيه"

والاحداث الجاريه الي "حقائق كليه ازليه" وعلي ذلك فإن دين الاسلام ..

الدين الحق يعطي الاجابات الشافيه , والحقائق الكليه الازليه التي تسد نهم تلك العقول الباحثه .

فكلمه "الدين" تؤخذ من (دانه يدينه) او "دان له" او "دان به"

فاذا قلنا (دانه): اي ملكه , وحكمه وساسه , دبره , وقهره , وقضي في شأنه وجازاه . والدين في الاستعمال يدور علي معني :

الملك , وتصرف , والتدبير , والمحاسبه , والمجازاه . كما هو: الايمان بذات الهيه خالقه مدبره جديره بالطاعه والعباده :

{ان ربكم الذي خلق السموات والارض في سته ايام ثم استوي علي العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بامره الا له الخلق والامر تبارك الله رب العالمين} سوره الاعراف الايه 54

ان الله تعالي الذي خلق هذا الكون علي هذا الاعجاز والتقدير والاحكام لا يعجزه سبحانه حذف شى منه او اضافه شئ اليه , او احداث اعصار وزلزال هنا , او بركان هناك , او طوفان كاسح في بقعه , او وباء شامل في بقاع .. انها "طلاقه القدره والتقدير"

ضمن اعجاز خلق هذا الكون الهائل . والطبيعيه - وما بها من مخلوقات وموجودات وقوانين ونواميس - ليست خالقه او قادره او مقدره او مدبره او منشئه .. فلماذا الهروب من الاعتراف بذلك ؟. اهو خوف من تحمل تبعات ومسئوليات اليقين بالله؟!.

وهل هذا اليقين - وما يتبعه من نهج , وسلوكيات , وقيم , وشرائع , وشعائر . فوق الطاقه البشريه ؟.

يقول تعالي:{ لا يكلف الله نفساً الا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت } سوره البقره الايه 286

ام هو خوف من التأمل في الهوه التي كسبتها ايدي الناس عندما ابتعدت عن منهاجه تعالي؟:

{ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون} سوره الروم الايه 41

انها ابتلاءات الهيه

كل انواع الابتلاءات والمحن المختلفه التي تهدد الانسان اوتنزل به في هذه الحياه , ماهي الا اسباب وعوامل تنبهه لعبوديته لربه وبارئه , وتصرف اماله وفكره الي عظمه خالقه ومولاه سبحانه تعالي ,وباهر ضعفهم و عبوديتهم , ويستجيرون به من كل فتنه وبلاء , واذا استيقظ الانسان في حياته لهذه الحقيقه و وصبغ بها سلوكه , فقد وصل الي الحد الذي امر الله عباده ان يقفوا عنده , وينتهوا اليه .

وتحصرنا تلك الاخبار والاحداث حتي نشعر اننا جزء منها , او انها تكاد تداهمنا في منازلنا , فنخشي علي انفسنا ,واولادنا , وذوينا , واوطاننا :{ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين * الذين اذا اصابتهم مصيبه قالوا انا لله وانا اليه راجعون * اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمه واولئك هم المهتدون} سوره البقره الايه 155-157

ففي الكون المخلوق قوي وطاقات هائله .. اعاصير طامه , وعواصف عامه , وزلازل مدمره , وبراكين محرقه , واوبئه مدمره , وشهب متتابعه , واشعه كونيه لا يعلمها ولا يسيرها ولا يحفظنا منها الا الله تعالي . فالامن منها لا يتم التماسه الاعنده سبحانه , والاطمئنان منها لا يكون الا عن طريق الايمان

 

فرق كبير بين ان تقدم البشريه علي ربها بجناحي الحب والشوق وبين ان تساق بسياط من الابتلاءات والمحن والعذابات

 

به تعالي :"{الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب}" سوره الرعد الايه 28

والفرار منها لا يكون الا بالفرار اليه جل شأنه :{ففروا الي الله اني لكم منه نذير مبين} سوره الذريات 50

الذي بيده ملكوت كل شئ , مدبر الامر .. قيوم السماوات والارض

انها ابتلاء الصبر , واليقين , والفوز , والاهتداء , والشكر .. شكره تعالي علي معافاته . ومن ثم ابتلاء المسارعه لمد يد العون للمنكوبين - في تكافل , وتعاون , وتعاضد , و اخاء - حثت عليه قيم الاسلام وتعاليمه وشرائعه الانسانيه السمحه النبيله :{ ونبلوكم بالشر والخير فتنه والينا ترجعون} سوره الانبياء الايه 35

فالمال - عبر الزكوات والصدقات , والحقوق , والاوقاف -يسهم في اعانه وتجديد حيوات اخري ... تواداً وايثاراً

{ويؤثرون علي انفسهم ولو كان بهم خصاصه} سوره الحشر الايه 9

فيقع التوافق والتماسك الاجتماعيوالانساني :"مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد اذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الاعضاء بالسهر والحمي "

(رواه الشيخان البخاري , ومسلم من حديث " النعمان بن بشير " رضي الله عنه)

هي لخير البشريه

- تصويبا للمسار , وتصالحاً مع الدين , فلا يختلف اثنان علي ضروره اخذ البشريه بناصيه العلم واسبابه , ولكن ان يتحول " العلم /العقل" الي "وثن" يعبد من دون الله تعالي ,"فأجهزتها رصدت , ومختبراتها اكدت , وتنبؤاتنا صدقت"الخ

فهل منعت كل كل تلك التقنيات والقياسات والدراسات والمختبرات والتنبؤات قدره الله تعالي وقدره ؟ ولا يحدث شئ في كونه الا بقدره وتقديره -لا ينبغي لعاقل ان يقع في فخ الزعم بانه : لايؤمن الا بما يثبته العلم ويتماشي معه , ان هذا "الجهل المتعالم" يستدعي انكار كثير من المجودات اليقينيه بسبب عدم امكان رؤيتها او خضوعها لمقاييس العلم التي مهما بلغت فهي محدده قاصره , فخصائص عالم الغيب تختلف عن خصائص عالم الشهاده .

- إذن .. هي وقفات للبشريه تحدد فيه خيارتها من القيم الخلقيه والسلوكيه والاجتماعيه والاقتصاديه الحاكمه للحياه المعاصره ..

ووقفه للانسان ليحدد ويجدد غايه وجوده , وحدود اختصاصاته , وعلاقته بخالق هذا الكون :{سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتي يتبين لهم انه الحق اولم يكف بربك انه علي كل شئ شهيد} سوره فصلت الايه 53

-ان البشريه تعلم ان انماطاً من سلوكياتها السلبيه , وانتاجياتها المتضخمه , واستهلاكها المفرط , وجورها علي البيئه ..

افرز مشكلات بيئيه كبيره ومناخيه خطيره تهدد مستقبل البشريه , ونراها تبذل جهداً كبيراً في التنبؤ بما سيؤول اليه هذا الوباء او ذاك , وكيفيه انتقاله بين البشر ومضاعفاته؟!

دون بذل جهد فعلي تنفيذي مماثل في معالجه ومنع الاسباب الحقيقه فلماذا لا يتم التصالح والانسجام مع البيئه , والاعتدال والعداله في الانتاج والاستهلاك , ومنع الممارسات الجنسيه الشاذه ( من اهم اسباب مرض الايدز)؟

ولماذا يتم التغاضي عن ذلك بدعوي الحريه الاقتصاديه والشخصيه؟ , ام انه الخضوع الاعمي للهوي؟

{ارايت من اتخذ الهه هواه افانت تكون عليه وكيلاً} سوره الفرقان الايه 43

-وهي انذار "لانسان العولمه الاقتصاديه " لاعاده التوافق مع فطره الله التي فطر كونه عليها ..

فتظل الحيوانات والطيور اكله العشب والحبوب كذلك , لا ان يحولها الي لواحم يغذيها علي اللحوم والدماء والعظام والهرمونات وغيرها , لهثا وراء التربح الرأسمالي وتراكماته , مما ادي الي جنون البقر وانفلونزا الطيور والخنازير والحمي القلاعيه , وغيرها فهل ينتظر الطامه الكبري التي لا تبقي ولا تذر ؟

-ثم هي تمييز بين صنوف البشر .. مثوبه للصالحين , الذين يلهمهم الله تعالي السداد عند كل مصيبه وتاكيداً لثقتهم في الحكمه العليا التي قد تجهلها , فتصبح تلك الابتلاءات صفحه نقيه في حياتهم :"ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنه في نفسه وولده وماله حتي يلقي الله تعالي وما عليه من خطيئه " رواه الامام مالك و الترمزي من حديث ابي هريره (رضي الله عنه)

كما هي جزاء للطالحين:{ما كان الله ليذر المؤمنين علي ما انتم عليه حتي يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم علي الغيب}سوره ال عمران الابه 179

وعلي عقلاء البشريه رفع اصواتهم , وتحصين مواقعهم الفاعله مستندين الي هذه الجموع الغفيره - شمالاًوجنوبا , شرقاً وغرباً التي تئن الشكوي جراء صناعه الفقر وعولمه الجوع والمرض والتخلف , وشيوع تجاره السلاح وسباقات التسلح , وافتعال الحروب والازمات .. تكريساً للمغانم , وتوزيعاً للمغازم .

وتبقي الاسئله الفارقه : الم يأن للبشريه ان تحقق العبوديه اختياراً كما تحققت فيهم وفي الكون كله إجباراً ؟.

وفرق كبير بين تقدم البشريه علي ربها بجناحي الحب والشوق , تملؤها دوافع من الاخلاص والطاعه , بدلا من ان تساق بسياط من الابتلاءات والمحن والعذابات . والم يأن لها ان تخشع لربها , وتجأر بالتضرع والخشوع لله تعالي , فتزول عنها قساوه القلب :{الم يأن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولايكونوا كالذين اوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الامد فقست قلوبهم وكثيرا منهم فاسقون } سوره الحديد الايه 16

لقد ان لها تتواضع لخالقها؟: "فالتاريخ يشهد ان نتيجه العبوديه والخضوع لله تعالي وحده كان العزه ومجداً شامخاً , خضع لها جبين الدنيا بأسرها , ولقد كانت نتيجه الاستكبار والجبروت الزائفين قبراً من الضعه والذله والهوان وهكذا سنه الله تعالي في كونه , كما تلاقت عبوديه خالصه لله تعالي مع استكبار وتألهه زائفين"

 

 

 

 

د/ناصر احمد سنه

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

بارك الله فيك ِ أخيتي ميرفت

ونسأل الله أن نغر إليه حُبًا وشوقُا ,

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

وتبقي الاسئله الفارقه : الم يأن للبشريه ان تحقق العبوديه اختياراً كما تحققت فيهم وفي الكون كله إجباراً ؟.

وفرق كبير بين تقدم البشريه علي ربها بجناحي الحب والشوق , تملؤها دوافع من الاخلاص والطاعه , بدلا من ان تساق بسياط من الابتلاءات والمحن والعذابات . والم يأن لها ان تخشع لربها , وتجأر بالتضرع والخشوع لله تعالي , فتزول عنها قساوه القلب..

 

 

حقا ألم يأن لهم أن يعودوا للحق

اللهم رد الأمة إلى دينها ردا جميلا

اللهم انزع حب الدنيا من صدورنا وحبب إلينا الآخرة

واللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا واحفظ أمة الإسلام

بورك نقلك يا غالية وجزا الله الكاتب خير الجزاء

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وفيكما بارك الرحمن

آمين آمين

تم تعديل بواسطة ميرفت ابو القاسم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

.....

تم تعديل بواسطة ميرفت ابو القاسم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

.....

تم تعديل بواسطة ميرفت ابو القاسم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×