اذهبي الى المحتوى
نور قلبي القران

اليتيم[ قصه قصيره]...ومؤثرة

المشاركات التي تم ترشيحها

السلام عليكن ورحمة الله وبركاته

 

والصلاة والسلام على حبيب الله

 

 

**صلوات ربي وسلامه عليه**

 

 

عادت مساءً إلى بيتها، تَجرُّ خُطاها التي أثقلها الألم، وتتعكَّزُ على أوجاعها، بعدَ يومٍ أمضتهُ في تنظيف بيوت الأغنياء وخدمتهم.

 

 

 

عادت تحمل سلَّتها الَّتي صنعتها من "خوص" سعف النخيل، تحملُ بداخلها ما جادَ به عليها أهلُ الجودِ والكرم، تحملهُ إلى طفلها اليتيم، الَّذي حَمَلت أمانةَ تربيته وحْدَها بعد وفاة زوجها، الَّذي فارق الحياة، ولم يترك بعدهُ سوى الثَّمن الَّذي يكفي لإيصاله إلى القبر، وبعد أن أشاح بوجهه عنها الأباعدُ وذوو الرَّحِم!

 

 

 

لكن الحزن الَّذي وَقَر في قلبها مُمازجًا إيمانها كان يُجمِّلهُ الصَّبر والأمل في أن ترى ذلك اليتيم رجلاً صالحًا فاضلاً غنيًّا تجتمع فيه الصفات الحسنة، تُمنِّي نفسها أن تراهُ مؤمنًا قويًّا، كانت تربيه على عزَّة النَّفس، وتَحْرِصُ أن تزرع فيهِ قيم الإسلام، تراهُ يكبرُ كلَّ يوم، يكبرُ لأنَّهُ يشعرُ بما تحملهُ الأم من حُزن، ومن مسؤولية، فتراهُ ينزعُ ثوب الطفولة، وينضو رداء المرح واللهو دون أن يعلم، وكأنَّهُ يشعرُ أن عليه أن يكبر قبل الأوان، ويحملَ المسؤولية قبل وقتها!

 

 

 

كانت تتنغم وهي تروي لطفلها قصصًا من السِّيرة النبوية العطِرة، كما عوَّدتهُ كلَّ ليلة قبل أن يغمض أجفانه، على حين تبقى عيونها تحرسه وتتأمل ملامحه دون أنْ تَذوقَ طيب الكرى، أو تهجع غير ساعةٍ من ليل، ترقب الصَّباح لِتحملَ سلَّتها وتخرجُ كعادتِها تطوفُ على بيوتات الأغنياء.

 

 

 

وذات يومٍ من أيَّامها قضتهُ كما تعوَّدت أن تقضي كلَّ يوم، عادت إلى بيتها، وأماراتُ المرض والإنهاك باديةٌ عليها، استلقت على الأرض وهي تنادي على طفلها بكأسٍ من الماء.

 

 

 

جَلَس عند رأسها فقبَّلهُ وهو يقول: أمَّاه، لماذا لا تذهبين إلى الطبيب؟!

 

 

 

فيأتي الصوتُ مقطَّعًا: أنا على ما يرامُ يا ولدي!

 

 

 

أمَّاه، عندما أكبر سأصبح طبيبًا؛ حتَّى أعالِجَكِ أنا، دون أن تذهبي إلى الطبيب وليس معكِ أجره!!

 

 

 

ثمَّ يستدركُ قائلاً: أمَّاه، أخْبَرَني صديقي "سامح" في المدرسة أنَّ أباه اشترى لهُ ألعابًا كثيرة، يقول: إنَّهُ اشترى له "درَّاجة هوائية تمشي سريعًا!"، واشترى له "طائرة" تطيرُ في الهواء، وهو يقول: إنهُ سيطيرُ بها، ويحطُّ في ساحة المدرسة!

 

 

 

أمَّاه، اشتري لي ألعابًا مثل الَّتي مع سامح!

 

 

 

تبتسم، وقد ترقرقت في عينيها دمعة، وهي تقول: إن شاء الله يا حبيبي، عندما أقوم معافاةً من المرض، سأجتهد لكي أوفرَ لك مالاً تشتري به ما تشاء!

 

 

 

أمَّاه، عندما أكبر سأصبح تاجرًا! حتَّى يصبح عندي مالٌ كثيرٌ كثير، أنفقهُ على البيت وأنتِ ترتاحين من خدمة البيوت، أنا أعلمُ أنكِ تعبتِ كثيرًا من هذا العمل.

 

 

 

كانت الأم قد أسلمت للنَّومِ أجفانها، ويتيمها جالسٌ عند رأسها يواصل سَردَ أمنياته وأحلامه.

 

 

 

أمَّاه، أرجوكِ لا تنامي قبل أن تحكي لي قصةً عن نبينا محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - مثل كل يوم، فأنا أحبُّ نبينا محمدًا - صلَّى الله عليه وسلَّم - كثيرًا، وعندما أكبر سأقتدي به، لا أكذب، ولا أغش، ولا أخاف أحدًا غير الله، حتَّى لو كنتُ فقيرًا، هو أيضًا كان فقيرًا!

 

 

 

كما أنَّهُ يتيمٌ مثلي، أليسَ كذلك يا أمي؟

 

 

 

غير أنَّهُ يتيمُ الأبويين، وأنا يتيمُ الأب فقط! أليسَ كذلك يا أمي؟

 

 

 

أمَّـاه...

 

 

 

أمَّـاه...

 

 

 

أمَّـاه...

 

 

 

بَقِيَ يُرَدِّدُها، وقد أسلَمَت الأم نفسها إلى نومةٍ طويلة!

 

اليتيم[ قصه قصيره] من كتاب الملوك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، جزاك الله خيراً على هذا النقل الطيب حبيبتي نور ذكرني بطفولتي وموت ابي وتعب أمي و جهدها في تريبيتنا اثابها ربي الجنة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بارك الله بكِ يا حبيبة

قصة محزنة

نسال الله أن يحفظ جميع اباء وامهات الامة الاسلامية

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

@@إبنة علي

 

الله يرحمه حبيبتي ويتقب من أمك يارب ويحفظها لكم ياغالية

فعلا الوالدين نعمة كبيرة ومن فقدهما عرف ذلك

ولله الحمد لدي والداي الاثنان لكني فقدت أبا ثانيا وهو جدي رحمه الله وغفر له

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

@راماس

 

اللهم آمين جزاك الله كل خير

ولله الحمد ماطلعتش مكررة هههههههههههههه

 

هي فعلا مؤثرة الله يحفظلك والدك ووالدتك يارب

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

@@فتاةٌ قرآنيه

 

اللهم آمين يارب

وإياك حبيبتي

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×