اذهبي الى المحتوى
أم سهيلة

وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا

المشاركات التي تم ترشيحها

بسم الله الرحمن الرحيم

 

قال العلامة السعدي رحمه الله في تفسير قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ; وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا ; اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى; وَاتَّقُوا اللَّهَ ; إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)

 

 

أي { يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ْ} بما أُمِرُوا بالإيمان به، قوموا بلازم إيمانكم، بأن تكونوا { قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ْ} بأن تنشط للقيام بالقسط حركاتكم الظاهرة والباطنة. وأن يكون ذلك القيام لله وحده، لا لغرض من الأغراض الدنيوية، وأن تكونوا قاصدين للقسط، الذي هو العدل، لا الإفراط ولا التفريط، في أقوالكم ولا أفعالكم، وقوموا بذلك على القريب والبعيد، والصديق والعدو. { وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ } أي: لا يحملنكم بغض { قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا ْ} كما يفعله من لا عدل عنده ولا قسط، بل كما تشهدون لوليكم، فاشهدوا عليه، وكما تشهدون على عدوكم فاشهدوا له، ولو كان كافرا أو مبتدعا، فإنه يجب العدل فيه، وقبول ما يأتي به من الحق، لأنه حق لا لأنه قاله، ولا يرد الحق لأجل قوله، فإن هذا ظلم للحق. { اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى } أي: كلما حرصتم على العدل واجتهدتم في العمل به، كان ذلك أقرب لتقوى قلوبكم، فإن تم العدل كملت التقوى. { إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ْ} فمجازيكم بأعمالكم، خيرها وشرها، صغيرها وكبيرها، جزاء عاجلا، وآجلا.

  • معجبة 4

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

جزاكِ الله خيرا أم سهيلة الغالية

موضوع في الصميم كم نحتاج إلي تطبيق هذه الآية في هذه الأيام

نسأل الله ان يقيم العدل ويظهر الحق

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكِ

جزاكِ الله خيرًا ونفع بكِ خالتو أم سهيلة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاكِ الله خيرًا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

بارك الله فيك أم سهيلة الحبيبة

وهنا تفسير لأبو بكر الجزائري تفسير ماتع :

_____________

 

قول ربنا تبارك وتعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ )).القوام: صيغة مبالغة، أي: كونوا في كل أحوالكم قائمين بالقسط، وهو العدل في حقوق الله وحقوق عباده، والقسط في حقوق الله: ألا يستعان بنعمه على معصيته، بل تصرف في طاعته، والقسط في حقوق الآدميين: أن تؤدي جميع الحقوق التي عليك كما تطلب حقوقك.

 

(( شُهَدَاءَ لِلَّهِ )) أي: أدوها ابتغاء وجه الله، كما قال سبحانه: وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ [الطلاق:2]، حسبة لله وتعاملاً مباشراً مع الله، لا لحساب أحد من المشهود لهم أو عليهم، ولا لمصلحة فرد أو جماعة أو أمة، بل تجرداً من كل ميل وهوى، ومن كل مصلحة، ومن كل اعتبار.

 

(( وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ )) أي: ولو عاد ضررها عليكم، فإن الله سيجعل لمن أطاعه فرجاً ومخرجاً.والمراد بذلك: الإقرار، فهو شهادة على النفس بإلزام الحق.

 

(( أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ )) أي: ولو عاد ضررها على الوالدين والأقربين، فإن الحق حاكم على كل أحد. (( إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا )) أي: إن يكن المشهود عليه غنياً يرجى في العادة ويخشى، فلا ترعاه لغناه، أو كان فقيراً يترحم عليه في الغالب ويحمى، فلا تشفق عليه لفقره.

 

(( فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا )) أي: الله يتولاهما، بل هو أولى بهما منك، وأعلم بما فيه صلاحهما، فلا يكن غناه ولا فقره سبباً للقضاء له أو عليه، والشهادة له أو عليه. والمقصود من الآية: التحذير من التأثر بأحوال يلتبس فيها الباطل بالحق لما يحس به من عوارض يتوهم أن مراعاتها ضرب من إقامة المصالح، وحراسة العدالة، فمن الناس من يتوهم أن الغنى يربأ بصاحبه عن أخذ حق غيره، فيقول في نفسه: هذا في غنية عن أكل حق غيره، وقد أنعم الله عليه بعدم الحاجة، ومن الناس من يميل إلى الفقير رقة له، فيحسبه مظلوماً، أو يحسب أن القضاء له بمال الغني لا يضر الغني شيئاً، فنهاهم الله عن هذه التأثيرات بكلمة جامعة،

 

وهي قوله سبحانه: (( إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا )).يقول العلامة الطاهر بن عاشور رحمه الله تعالى: وقد عرفت قاضياً لا مطعن في ثقته وتنزهه، ولكنه كان مبتلى باعتقاد أن مظنة القدرة والسلطان ليسوا إلا ظلمة من أغنياء أو رجال، فكان يعتبر هذين الصنفين محقوقين، فلا يستوفي التأمل لحججهما. قال تعالى:

 

(( فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا )) أي: فلا يحملنكم الهوى والعصبية وبغض الناس إياكم على ترك العدل في أمركم وشئونكم، بل الزموا العدل على أي حال كان، كما قال سبحانه: وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى [المائدة:8]، وذلك ما قاله عبد الله بن رواحة رضي الله عنه حين أراد اليهود رشوته ليرفق بهم، فقال لهم: والله لقد جئتكم من عند أحب الخلق إلي، ولأنتم أبغض إلي من أعدادكم من القردة والخنازيز، وما يحملني حبي إياه وبغضي لكم على ألا أعدل فيكم، فقالوا: بهذا قامت السموات والأرض.

 

قال الله تعالى: (( فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا )) يحتمل المعنى هنا: العدل أو العدول، كأنه قال: فلا تتبعوا الهوى كراهة أن تعدلوا بين الناس، أو: إرادة أن تعدلوا عن الحق. (( وَإِنْ تَلْوُوا )) أي: وإن تحرفوا الشهادة وتغيروها كما قال مجاهد وغير واحد من السلف، واللي هو التحريف وتعمد الكذب، كقول الله تعالى: وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ [آل عمران:78].

(( أَوْ تُعْرِضُوا )) أي: تكتموا الشهادة، قال تعالى: وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ [البقرة:283] وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (خير الشهداء الذي يأتي بالشهادة قبل أن يسألها). (( فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا )) وسيجازيكم على ذلك.

ما يستفاد من الآية

في الآية فوائد عظيمة:

 

منها: وجوب إقامة العدل بين الناس.ومنها: أهمية العدل لقيام المجتمعات.

 

ومنها: وجوب الإخلاص في ذلك لله وحده. ومنها: أن العدل مطلوب مع القريب والبعيد، وأنه لا تأثير للغنى والفقر في أداء الشهادة، وأن الله جل جلاله أولى بالغني والفقير.

 

ومنها: النهي عن اتباع الهوى، وأن اتباع الهوى مانع من إقامة العدل.

 

ومنها: النهي عن التحريف في الشهادة، وتحريم الإعراض عن أدائها.

 

ومنها: أن شهادة الإنسان على والديه وأقاربه مقبولة، وأن شهادة الإنسان على والديه لا تنافي برهما، وشهادته على أقاربه لا تنافي صلتهم.ومنها: علم الله المحيط الذي لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء.

قوله تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا آمِنوا بالله ورسوله ... )

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خيرا أخواتي وبارك لكم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

جزاكِ الله خيرا أم سهيلة الغالية

موضوع في الصميم كم نحتاج إلي تطبيق هذه الآية في هذه الأيام

نسأل الله ان يقيم العدل ويظهر الحق

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×