اذهبي الى المحتوى
(أم *سارة*)

تأملات في واقع حاضر وحلم بوحدة أمة

المشاركات التي تم ترشيحها

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

تأملات في واقع حاضر وحلم بوحدة أمة

 

 

أبدأ تأملاتي بقول الله تعالى: {وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ}

عندما أنظر في تلك الآية أجدها تتكلم عن وجوب وحدة الأمة وترابطها وعدم تفريقها وتشتيتها مهما كانت الأهداف حيث أن القوة دائما مع الأمة الواحدة

وإذا نظرنا للإسلام كيف انتشر فنجده انتشر من خلال الوحدة وعدم التنازع والشقاق

حيث تألفت القلوب وتآخت فيما بينها وكان أول شيء فعله الحبيب بعد الهجرة إلى المدينة

أنه صلى الله عليه وسلم آخى بين المهاجرين والأنصار

فلم يكن هناك من يقول لأخيه أنت مهاجر غريب وأنا من نصرك وآويتك

ولم يقل المهاجر أنا من أُذيت وتركت وطني ومالي وأهلي من أجل أن أفر بديني وأنت آمن في وطنك ومالك أو ما شابه ولم يرى أحد منهم أنه أعظم أجر من الآخر

بالعكس كان كل منهم ينصح لأخيه ويساعده ويأخذ على يديه دون خصام أو شقاق ليأخذ بيده إلى الطريق القويم فتحولت الأمة في غضون بضع سنوات إلى أمة قوية يُشار لها بالبنان بل ويقوم لها ألف حساب ومن خلال تلك الوحدة كانت الفتوحات الإسلامية وانتشار الإسلام في كل بقاع الأرض

 

**********************************************

 

وظلت الأمة الإسلامية على هذا العهد من الوحدة وعدم التفرق مما جعلها أمة قوية تقهر الأعداء أما الآن في واقعنا الحالي فقد أصبحت الأمة متفرقة ومتناحرة وأصبح الدم مستباح أينما حللنا

وكل هذا بسبب تفرقنا وتكييل الاتهامات لبعضنا البعض وكل منا يرى أنه على الحق

وكأن أمة الإسلام والإسلام نفسه انحصر في كل مجموعة ترى نفسها محقة

ومن لا ينتمي لتلك المجموعة فهو ليس من أمة الحبيب بل أن بعضهم يسمون من لا ينتمي لهم بالمتأسلم وكل جماعة تفرح بما لديها وتدافع عنه بكل ما أُوتيت من قوة مما يتسبب في شق صف المسلمين

وقد نهانا الله عن ذلك وقال في كل من يفرق نفسه عن الأمة لرسوله الكريم: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ} وقال تعالى: {من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً كل حزب بما لديهم فرحون}

ومعنى شيع أي جماعات كل جماعة تتحد على رأي واحد وتتعاون على فعله مهما كلفها الأمر ولذلك فإن بعض هذه الجماعات التي رأت أنها على حق تأخذ البيعة ممن ينتمي لها على السمع والطاعة وعدم الخروج عليها أو إفشاء أسرارها وإلا كان مرتدًا في نظرهم وهم فرحون بما هم عليه ونسوا أن السمع والطاعة لله وحده ولرسوله والمرتد الوحيد في الإسلام هو من كفر بعد إسلامه وخلع نفسه من شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له

ونسى كل من رأى أنه على شيء أنهم بشرًا يصيبون ويخطئون

ونسوا أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال في من يفترق إلى جماعات ويفرق بينه وبين بقية الأمة أنه مع الفئة الهالكة لأنهم أحدثوا في دينهم ما لم يكن على عهد الحبيب والصحابة حيث قال عليه الصلاة والسلام: "تفترقُ أمَّتي على ثلاثٍ وسبعينَ فرقة كلُّهُم في النَّارِ إلَّا واحدةٌ قيل يا رسولَ اللَّهِ و مَن هيَ قال من كان على مثلِ ما أنا عليه اليومُ وأصحابي" (مجموع فتاوى ابن تيمية)

وقد وصفهم صلى الله عليه وسلم لحذيفة بن اليمان فقال: "هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا، قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم، قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض بأصل شجرة، حتى يدركك الموت وأنت على ذلك" (صحيح البخاري)

 

**********************************

 

فكيف ننسى آيات الله عن الأمة الواحدة ونظن أننا على الصراط القويم؟

وكيف ننسى توجيهات وأحاديث رسوله عن عدم التفرق ونظن اننا على الطريق القويم؟

أليس فينا رجلٌ رشيد ينبهنا أن الإسلام ينحصر في البيعة لله وحده ولرسوله والسمع والطاعة لما جاء به الله في كتابه العزيز ولما جاء في سنة رسوله الكريم؟!

وللأسف كان هناك في عهد الخلفاء الراشدين من رأوا أنهم فئة مسلمة وأعلى من بقية المسلمين فرفعوا المصاحف في وجه علي رضي الله عنه وقالوا: (لا حكم إلا حكم الله) فقال علي رضي الله عنه : (قولة حق يُراد بها باطل) فهل كان علي رضي الله عنه لا يحكم بما أنزل الله ليقولوا له هذا؟! وهذا في عهد الإسلام القوي تظهر تلك الفئات فما بالنا بمن ظهروا في عصرنا الحديث ولكن من يفعل هذا على مر العصور أثبت أنه لا يبغي سوى الحكم والسلطان ومستعد لتفريق الأمة من أجل ذلك

 

*****************************

 

إن الدعوة إلى الله شيء سامي يتعارض مع المصالح الدنيوية

لأن الدعوة إلى الله مصلحة أُخروية لمن يبغي الدار الآخرة ولا يجب الخلط بينها وبين منصب أو كرسي زائل مسموم يسجن من يجلس عليه مخافة ضياعه

وإذا نظرنا في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه نجده كره تفرق المسلمين في صلاة التراويح مع أنها نافلة وأراد أن يجمع المسلمين على إماما واحد

فقد روى البخاري أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه خرج ليلة في رمضان إلى المسجد

فإذا الناس أوزاع متفرقون يصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط، فقال عمر: (إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل ثم عزم فجمعهم على إمام واحد) وهذه مجرد نافلة

فالإسلام دين الأمة ويجب التجمع تحت لوائه وعدم التفرق أو التحزب حتى نحفظ دمائنا التي حرمها الله ويجب علينا أن نعمل بقول الله تعالى: {إنما المؤمنون إخوة}

فإن لم نعود لرشدنا ونكون تلك الأمة الواحدة المتآخية مرة أخرى ولفظنا كل من يريد شق وحدتنا حتى يعود لرشده فهنا تكون الحرب بحق على الإسلام فأكبر أعداء الإسلام هو تفريق الأمة وتناحرها كل يدافع عن ما يريد

فأسأل الله ان نعود جميعا فما نراه في الدول الإسلامية وما فيها من شقاق وقتال يعني أن هناك من يعبث بوحدتنا وقوتنا من خلال إسلامنا

لأنهم يعلمون مدى حبنا وتمسكنا بقرآننا وسنة نبينا فلا يجب أن نعطيهم تلك الفرصة

فهيا إلى الاتحاد واتركوا الخلافات والاتهامات جانبا فأمتنا أحق كي تعود متماسكة متوحدة

لا متفرقة متناحرة

*************************************

 

اللهم ردنا إليكِ ردًا جميلاً ووحد صفنا تحت لواء لا إله إلا الله محمد رسول الله

أسأل الله أن يبلغ عني ما أود ولا أستطيع التعبير عنه بقلمي الضعيف الركيك

وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم

وأسأله أن يرزقني شهادة في سبيله وأن يجعل موتي في بلد رسوله صلى الله عليه وسلم

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

منال كامل (أم سارة)

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزيت كل خيرا ، نسأل الله ان يلم شمل الامة الاسلامية كلها يارب

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

[size=6][b][color=#993366][font=Traditional Arabic]اللهم ردنا إليكِ ردًا جميلاً ووحد صفنا تحت لواء لا إله إلا الله محمد رسول الله [/font][/color][/b][/size]
[size=6][b][color=#993366][font=Traditional Arabic]أسأل الله أن يبلغ عني ما أود ولا أستطيع التعبير عنه بقلمي الضعيف الركيك[/font][/color][/b][/size]
[size=6][b][color=#993366][font=Traditional Arabic]وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم [/font][/color][/b][/size]


 

موضوع رائع كعادتك منال الحبيبه

 

 

جزاكِ الله خيراً وجعله في ميزان حسناتك ولاحرمنا ربي من قلمك المميز الداعي الى الخير

 

اللهم ارنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

اللهم آمين بارك الله بكِ هجورة

وجزاكِ الله خيرا على مرورك العطر

 

تشتاق لك الجنة بعد عمر طويل دودو

التميز هو تواجدك يا غالية

 

وبارك بكِ وبمرورك الطيب

 

@**المحتســـــبه**

الأروع مرورك نونا

اللهم آمين وإياك يا رب

ورب يستجيب دعائك يا رب ويثبتنا على القول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

اللهم ردنا إليكِ ردًا جميلاً ووحد صفنا تحت لواء لا إله إلا الله محمد رسول الله

آمين آمين

 

 

 

جزاكِ الله خيراً ام سارة الحبيبة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

بارك الله فيك ِ أم سارة الحبيبة ()

نسأل الله أن يردنا إلى دينه ردا جميلا ، وأن يجمعنا تحت رايته مسَلّمين .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

@

اللهم آمين

وجزاكِ الله خير الجزاء زاد الحبيبة

شرفني مرورك العطر

 

اللهم آمين آمين

سعدت بمرورك سندسة الحبيبة ()

بارك الله بكِ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بوركَ فوح عبير قلمكِ المميز منال الحبيبة

للاسف الحلم بوحدة الامة (حلم ) ولكن يكون حقيقة بتاع كتاب الله وسنة نبيه

في ايامنا هذه الامة تعيش كلٌ على ما يناسب هواه

التفرقة اصبحت ظاهرة وواضحة وضوع الشمس إلا من كان في قلبه الايمان بأن بحمل هم الدين واتباعه

نعيش في اوطاننا بمفهوم مع وضد وهذا واقع مرير

 

ولا اعتقد انه سينتهي طالما هناك من يخطط وينفذ للتفرقة وللاسف من هم من أصحاب القلوب الضعيفة يساقون بسرعة الى الفخ الذي صُمم لهم بأتقان

فنجد التفرقة اصبحت في الاسرة الواحدة والبيت الواحد .

 

/اصحاب الكراسي والسلطة يلعبونها جيداً فهذا صميم عملهم التفرقة بين ابناء الوطن الواحد ولو تابعنا الوجه الآخر لهم نجدهم مجتمعين على طاولة واحدة بينما اهل البلد في صراع لا يعرفون أصلاً من بدء فيه وما هو اسبابه !

في القلب غصة والله مما يحصل في جميع الدول العربية الاسلامية .

 

الله المستعان

هل نقول هنيئاً لمن خطط وصمم ونفذ؟!!

أم نقول وحسرتاه على هذه الامة التي من المفروض أن تحمل هم هذا الدين ونشره والتمعن في ما هو حق وما هو باطل؟!!

نسال الله أن ينقشع هذا الضباب وتشرق شمس الحق ويعم السلم والاسلام جميع الدول الاسلامية العربية .

 

اللهم ردنا إليكِ ردًا جميلاً ووحد صفنا تحت لواء لا إله إلا الله محمد رسول الله

اللهم آمين يا حبيبة

وأسأله أن يرزقني شهادة في سبيله وأن يجعل موتي في بلد رسوله صلى الله عليه وسلم

أطال الله عمركِ منولة الحبيبة

 

يستحق التقييم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

@راماس

 

انت الوحيدة التي كتبتي عن جراح ما حوته كلماتي وما أردت إيصاله

أما سؤالك هذا

هل نقول هنيئاً لمن خطط وصمم ونفذ؟!!

كيف نقول له هنيئا وقد ساعد على الفرقة والتشتيت كيف للمنصب أن ينقذه من غضب الله

كيف لمن عرض المسلمين للهلاك والدمار والتطاول على كل ما هو إسلامي أن نهنأه أو نقف بجواره

بالعكس سنقول له واحسرتاه على يوم سيلقى الله فيه هو وكل من ساعده ولم يأخذ على يده

جزاكِ الله خير الجزاء على المرور

فالفرقة طالت كل بلاد المسلمين للأسف

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×