اذهبي الى المحتوى

المشاركات التي تم ترشيحها

بلا قلب مريضة؟!

أنا بلا قلب؟!

أنا مريضة؟!

ياله من مجتمع منافق .. يعيش في عالم منافق .. يتهم أى صريح فيه بأبشع التهم؟!

لقد مات محمود ..

طبعا هذا أمر متوقع .. الحالة كانت فى المرحلة الأخيرة من السرطان عندما قمت باستلامها .. ماذا أفعل له؟!

هكذا قمت بالإجراءت الروتينية ، كان أهله ينتظرونه فى الخارج .. خرجت لأبلغهم برغم صعوبة هذه الجزئية بالذات .. الحقيقة أننى كنت مشغولة جداً فى التفكير بلقاء خطيبى اليوم فى منزلنا .. علاقتى متوترة به الفترة الأخيرة ولا أفهم السبب

هكذا فى وقت تفكيرى هذا لم أنتبه إلى أنى أبلغت الأهل بموت طفلهم بطريقة روتينية ألية

أفعلها دائما ببرود شديد .. ودائما يدهشنى رد الفعل الهيستيرى ! ماذا كنتم تتوقعون؟ الفتى جاء فى أخر مراحل مرض أكيد كلكم كنتم عالمين بنهايته .. فلماذا هذه الهيستريا؟ لماذا ينقض البعض علينا معشر الأطباء وبعضهم يشتبك فعلا فى عراك ! كأننى أنا من قتلته !

حسناً .. يبدو أن هذه الأسرة من هذا النوع ! الأب يصرخ فى جنون مطالباً برؤية ابنه .. والأم تلطم وجهها فى هيستريا .. الأخ الكبر للطفل (محمود) وهو أكثرهم تعقلاً لهذا فقط تدور عينيه الدامعتين فى محجريه بجنون !

المشهد المعتاد ! رن جرس هاتفى فأخرجته وأنا استدير راحلة .. إنه رامى (خطيبى) .. ابتعدت عن مشهد الصراخ وقد فتحت الهاتف مبتسمة .. أهلاً رامى .. كيف حالك .. صراخ من بعيد ؟ نعم يارارامى طفل توفى منذ دقيقة .. المعتاد!

هنا فوجئت بيد تربت على كتفى .. استدرت مندهشة مستعدة للإنفجار لأن اليد كانت ذكورية .. كيف لذكر أن ينتهك الهالة المقدسة حول جسدى ؟

كان الأخ الأكبر للطفل (محمود) .. وجدته يقول لى بطريقة رهيبة :

أنت مريضة ! أقسم بالله إنكِ مريضة ! أسأل الله ان ترى هذا الموقف فى أولادك !

هرع الزملاء يبعدونه عنه ويهدؤون من روعه بينما ظل يصرخ معلنا أنى مجرد شخصية مريضة !

مجنون ! السفالات والوقاحات المعتادة ! اننى أرى كل يوم أشخاص كثر يموتون منذ تم تعيينى فى هذا المستشفى .. فلماذا يظن هذا الأحمق أن أخيه بهذا التميز ؟ كلها (حالات) وكلها (تموت) ولا ذنب لى فى هذا !

غالباً يدعى بأنى مريضة لأنى لم أخرج عليه لاطمة وجهى باكية ! لو فعلت ذلك يا حمقى ما استطعت البقاء لساعة واحدة فى هذه المهنة ! لابد أن نتعامل معكم تعامل مدى صارم .. أنتم مجرد (حالات) .. اسم وجسد مريض يشارف على مفارقتى .. أى تجاوز أو خرق لهذه القاعدة يهدد حياتى كلها بالدمار !

كان رامى يستفسر على الهاتف عما حدث .. أخبرته بألا يقلق .. وكانى أشجعه ابتسمت له فى الهاتف - وهو يرى ابتسامتى فى صوتى -لأوكد على انتظارى له اليوم بشوق

أغلقت الهاتف واستدرت .. أمامى متابعة حالة أخرى ثم أرحل .. غالباً هى الأخرى ستموت وسأتحمل بعض سخافات أهل هذا الطفل الاخر !

ماذا دهى هؤلاء الناس ؟

زميلاتى يلومننى !

كنت استشيط غضباً منهن كل مرة .. ولم أسع لمصادقة أى حرباء منهن لهذا السبب بالذات !

هل يلومننى على أسلوبى العملى البارد فى إخبار أهل المتوفى بالحالة كنت أعرف منهن من لم تبالى حتى لو احترق المستشفى بمن فيه من الأطفال .. لكنهن مع ذلك يتصنعن الأسى وقت إخبار الأهل بوفاة أقاربهم !

يعتبرهم الأهل ملائكة .. بينما أراهن أنا مجرد شياطين ! إنهن منافقات .. أقسم ألف مرة أنه بينما تتحدث إحداهن بصورة متعاطفة تكون فى قمة السعادة لأن خطيبها أرسل لها رسالة رومانسية

ماذنبى إن كنت لا أعرف النفاق مثلكن ؟ ما ذنبى إن كنت لا أقدر على تصنع المشاعر ؟

نحن باردات المواقف مع المرضى .. هذه هى الحقيقة يا منافقات .. هناك قلة منا عواطفها مشتعلة ولكنها غالباً مع الأيام تتعود على البرود الداخلى

وإن لم تفعل عاشت معذبة بروح محترقة وغالباً ما ستفشل فى مهنتها ..

لابد من التجرد .. هكذا نفعل .. لكن مشكلتى أنى صريحة فى هذا التجرد .. بينما هن يجدن اللعب بوجهين ..

هكذا أترك المستشفى متضايقة من حديثهن الأخير .. برغم أنه متكرر لكنه يثير شيئاً بداخلى يجعلنى مستعدة لتمزيق وجه إحداهن الان !

لابد أن اهدء تماماً .. لدى موعد ..

 

 

 

ملحوظه (هذه قصة قصيرة للأستاذ عمرو عبد العزيز من كتاب خلافة ديموقراط وهو عبارة عن مجموعة قصص)

نكمل غداُ ن شاء الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاك الله خيرا.

 

سبحان الله كثيرا ما نجد من يعمل في السلك الطبي بارد القلب.

 

فكما قيل كثرة المساس تفقد الإحساس.

 

اللهم أعذنا من الغفلة.

 

متابعة معك، أكملي من فضلك.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ساره مش كل الدكاترة بيبقوا قساة قلوب

وفيه منهم بيمثل القسوة دى لانه اتعود على وجود المرضى والالام وبقى شيء معتاد فى حياته

بس شخصية القصة أوفر فى صرامتها خصوصا فى تعاملها مع مواقف اللى شايفاها مجرد حالات وبتموت

مهما كان دول بنى آدمين مش مجرد ارقام وحالات

تم تعديل بواسطة بنوته مسلمه مصريه

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

فى المنزل كان لقائى مع خطيبى (رامى) .. هو طبيب أمراض باطنة ، وهو ما يعنى أنه إختار فرع (محيط اللانهائى الإحتمالات) فى طب ! لكنه يملك عيادة مستقرة أنشأها له والده ولديه شقه يقوم والده بتجهيزها حالياً .

ماذا ؟ تتزوجين رجل يقوم والده بكل شيء ؟

أمر مضحك !

الشقة ثمنها يقارب الربع مليون جنيه ، والعيادة إجارها الشهرى يكاد رامى بصعوبة يتحمله من دخل العيادة .. فمتى سيكون بمقدوره أن يدخر مبلغ الربع مليون جنيه هذا ؟

إنه مثل أى شاب حالياً ، إن لم يستطع إيجاد مصدر مساعد من أهله خاصة فى موضوع الشقة فلن يكون بمقدوره الزواج قبل منتصف الثلاثينات من عمره .

لا تحدثنى عن شقة إيجار من فضلك فأهلى وأهل أغلب البنات يعتبرون هذا الأمر (استهزاء ببناتهن وبمستقبلهن) كما أنه يحمل (عدم تقدير واضح لأهل العروس) !

كأن مستقبل كل فتاة مع زوجها يضمنه أن تكون الشقة بإسمه !

هكذا طبعاً يوافق أهلى وأهل غيرى ، (بل يرحبون وأحياناً يطلبون) على المساعدات الهائلة التى يقدمها أهل خطيبى .. فى حين منذ ثلاثة عقود فقط ربما كان ينظر لهذا الأمر فى أى أسرة على أنه (ضعف من العريس) فتناله السخرية لا محالة !

مجتمع منافق .. المعايير تختلف من زمن لأخر لكن النفاق ثابت .. هذه هى الحقيقة التى أؤمن بها .

جلس رامى معى بينما تركنا أبى وحدنا .. لقد كتب كتابه على فعلا فلا مشكلة هناك فهو من الناحية النظرية (زوجى) لكن من الناحية العملية هو بمثابة نصف محرم على .

رامى شاب مرهف الحس ، وهذا يثير ضيقى أكثر وأكثر .. لكنى فعلا أحبه ، فهو يتفهمنى وله صفات مضادة لى تماماً !

نعم ، أنا اعتبر الصفات المضادة بين الزوجين من أكبر الميزات للزواج إن استطاع كل منهما التعامل بحنكه وتلافى مواطن النزاع الكبرى .

وجد فى صوتى بعض الضيق فسألنى عن السبب .. اندفعت أحكى له الموقف الذى حدث اليوم وحديث زميلاتى وطلبت منه الرأى .

ظل ينظر لى فى صمت ودون تعليق ، ثم أشاح بوجهه ليأخذ نفساً عميقا قبل أن يعود بوجهه الى قائلا فى جدية :

الحقيقة أننى كنت أريد مناقشتك منذ زمن فى هذا الأمر .. لابد أن تقومى بمراعاة مشاعر الناس .. الموت مصيبة .. عندما يقول ربنا عنه أنه مصيبة فهذا دليل على فداحة الأمر .. لابد ان تضعى نفسك مكان أهل المريض ..

تباً ! نفس الكلام تقريبا لكن بصورة مخففه . إن أحد أهم أسباب ارتباطنا بأطباء من نفس مهنتنا هى ألا نتلقى مثل هذه الاقتراحات الرومانسية السخيفة والمهلكة فى نفس الوقت .

لو وضعت نفسى مكان أهل المريض لقضيت حياتى فى فجع مستمر . هل لابد أن أذكرك كطبيب بهذه القاعدة الذهبية .

ثم إن تكررت رؤية الموت لعشرات الساعات أسبوعيا يجعل الأمر مجرد (فعل أخر) من أفعال الحياة . أنت تطالبنى بشيء مستحيل تقريبا يا رامى ، أنا أعمل فى عنابر الأورام وهذا مختلف عن عملك .

أرجو أن لا تسييء فهمى يا حبيبتى ، لكن أنتن تنسين أنكن فتيات .

فتاة بدئت فى رؤية الجثث والتعامل معها فى مطلع العشرين من عمرها ! هذه هى حقيقة الفتاة الطبيبة ! لابد أن تفهم أن هناك جزءا كبير من أرواحنا يتجمد تماماً رغما عنا .

ثم لماذا تلومنى ؟ اذهب والقى لومك يا رامى على المجتمع الذى يصر على جعل فتاة صغيرة السن تتعامل مع الجثث . أى أحمق هذا الذى يتصور أن حياتنا ستصبح كفتاة اخرى قضت حياتها تدرس التاريخ أو الأدب أو العلوم النظرية محتفظة بأنوثتها ومحتفظة بقدرتها على الصراخ والإغماء إن رأت قطرتين من الدم ؟!

وما الحل ؟ لابد من نهاية لهذا الأمر ، لابد ان تفيقى وأن لاتجرحى الناس . تعلمى أن تقدرى حجم مأساتهم . ارجوك افعلى ، فمخاطر اعتداء أحدهم عليك تتزايد بلا توقف .

هكذا اقضى ليلتى افكر فى كلامه . فى رأى هو يريدنى منافقة مثل تلك الفتيات الأخريات . يريد منى أن أرتدى قناع أبلغ به المرضى وأهلهم ! والدى طبيب وكان يثير غضبه ما يسمعه منى وهو يؤكد أننى غشيمة ، وسأتسبب فى كارثة لنفسى بهذا البرود الظاهر .

ما الحل ؟

هل هى روحى ؟

هل هناك مشكلة فيها ؟

ها أنا أجلس أمام عاصم الفتى ذو العشر سنوات . إنها أيامه الأخيرة بالتأكيد ، ولربما كان اليوم بالذات هو النهاية .

كيف يمكن لطبيب العناية المركزة أن يمتلك مشاعر مرهفة ؟ مستحيل ، سيموت كمداً . ما بالك إن كانت فتاة !

إن عاصم هو شيء ، جسد مادى سيتلف وينتهى ؛ لابد أن اتعامل معه هكذا ولا أزيد .

فتح عاصم فى هذه اللحظه عينيه ، نظر لى بينما تلاعبت على فمه ابتسامة . لم أفهم ، سمعت صوت جليد تهشم . ظل مبتسماً لثوانى ، مد يده ولمس كفى برقة شديدة قائلا : ماما !

ثم أغمض عينيه مرة أخرى مكملاً الغيبوبة .

هذا أمر غريب ، هذه الابتسامة الحية ، هذه الابتسامة القادمة من جسد مادى تلف تماماً ، ثم ، ماما !

ما معنى هذا ؟!

هناك هزة تلو الهزة حدثت بداخلى منذ تلك اللمسة . لقد كنت أحب اسم عاصم ؛ هو اسم أبى وقد وعدته بأن اسمى ابنى القادم بنفس الاسم . فجأة شعرت بهلع ، هناك قنبلة من الذعر انفجرت بداخلى . ماذا لو كان هذا ابنى فعلا ؟ ماذا لو كنت أنا امه فعلا ؟

إن أحد أمنيات حياتى هى طفلا كهذا . إن الزواج بالنسبة لنا معشر الفتيات لايتعلق بحاجاتنا البيولوجية فقط قدر ما يتعلق بحاجات أخرى تمس العاطفة والقلب . الحمقى يعتقدون أن قلبى ميت بينما قلبى حى ينبض . إنه يكاد يمزق صدرى الآن . اننا فقط نقوم بتزويده بحاجز شفاف يمنع التأثر بالمرضى كى نقدر على النوم .

هذا الحاجز انكسر الآن . بالتأكيد هذه الدماء التى تسيل من قلبى الآن سببها شظايا هذا الحاجز .

هكذا أشعر بلمسة عاصم وهو رضيع يفيق من نومه ليتأكد من نومى بجواره فيبتسم مطمئنا ويكمل نومه .

هكذا أشاهد هذه الابتسامة عند رؤيتى عائدة من العمل لرعايته وأخذه من جدته . هكذا أشاهدها وهو ذاهب إلى المدرسة وقد تعودت عليها وعلى أصدقاؤه الجدد ، اول مره يلعب فيها الكره مع والده ، ابتسم أنا وقد جهزت حياتى كلها للتزود من هذه الابتسامات المستمره .

ثم فجأة يجيء المرض ، فجأة تختفى الابتسامة ، فجأة يهددنى بالرحيل وهو لازال طفلا ، ابنى يستعد للرحيل الأن ! لماذا لا أذهب أنا ؟ لماذا يتلقى هذه الألام الرهيبه بنما جسدى سليم ؟ والآن هو على بعد ساعات من الرحيل النهائى ولازال يبتسم ؟ هل تكون هذه أخر ابتسامة فى حياته ؟ أى شيء فى الكون قادر بعد هذا على إسعادى ؟ ابنى المبتسم راحل الآن . سيغادرنى بروحه تاركاً جسده المادى فى حوزة طبيبة لا تشعر به ! بل ستخبرنى ببرود عن وفاة نصف الكون بالنسبة لى ! تخبرنى بهدوء أن حياتى القادمة ستكون فى جحيم مستمر!

غريب أن عشرات الحالات لم تفعل بى هذا ! ما الغريب فى هذه الحالة بالذات ! لماذا يحدث الانهيار فى لحظة غير مفهومة ؟

نهضت واقفة دون كلام زائد ، لابد من استفاقة.

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

قصص جميلة بنوتة الحبيبة

متابعة معك ان شاء الله ويارب ترجع تحس شوية : )

فالحزن مش ضروري يكون لحد نعرفه فالموت يحزن كل انسان عنده قلب

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاك الله خيرا حواء

هى خلصت حواء لانها قصة قصيرة من مجموعة قصص للكاتب عمرو عبد العزيز

ده رابط القصة الثانيه

نورتوا الموضوع حبيباتى

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الحمد لله أنها استفاقت، فكل واحد يموت من حولنا ينذرنا بأننا سنشرب من نفس الكأس التي شرب منها.

 

رزقنا الله حسن الخاتمة.

 

و ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا و في الآخرة.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

جزاكِ الله خيراً

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×