اذهبي الى المحتوى
ام جومانا وجنى

|| الصفحة المخصصة لمجلس علوم القرآن ||

المشاركات التي تم ترشيحها

جزاك الله خيرا وبارك في جهودك أختنا الغالية

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

شكرا يا غالية

 

وجزاك الله خيرا على الدرس

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكن..

لاأدري إن كان مسموحاً لي الانضمام إليكن لأني جئت متأخرة

فأنا عضوة جديدة

لكني سأتابعكن بإذن الله ولو على الصامت

بارك الله في جهودكن ووفقكن الى كل خير

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

 

 

 

post-121824-0-42009200-1388581729.png

 

 

ما تأخر حكمه عن نزوله وما تأخر نزوله عن حكمه .

قال الزركشي : قد يكون النزول سابقا على الحكم ، كقوله :قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى [ الأعلى : 14 - 15 ] فقد روى البيهقي وغيره ، عن ابن عمر : أنها نزلت في زكاة الفطر .

وقال بعضهم : لا أدري ما وجه التأويل ؟ لأن السورة مكية ، ولم يكن بمكة عيد ولا زكاة ولا صوم ؟ .

 

وأجاب البغوي : بأنه يجوز أن يكون النزول سابقا على الحكم ، كما قال : لا أقسم بهذا البلد وأنت حل بهذا البلد فالسورة مكية ، وقد ظهر أثر الحل يوم فتح مكة ، حتى قال - عليه السلام - أحلت لي ساعة من نهار

ومن ذلك قوله تعالى : ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا [ فصلت : 33 ] فقد قالت عائشة ، ابن عمر ، وعكرمة ، وجماعة : إنها نزلت في المؤذنين ، والآية مكية ولم يشرع الأذان إلا بالمدينة .

 

post-121824-0-35013300-1388645020.png

ومن أمثلة ما تأخر نزوله عن حكمه :

آية الوضوء ، ففي صحيح البخاري: عن عائشة ، قالت : سقطت قلادة لي بالبيداء ، ونحن داخلون المدينة ، فأناخ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونزل فثنى رأسه في حجري راقدا ، وأقبل أبو بكر ، فلكزني لكزة شديدة وقال : حبست الناس في قلادة ؟ ثم إن النبي - صلى الله عليه وسلم - استيقظ وحضرت الصبح ، فالتمس الماء فلم يوجد ، فنزلت يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم للصلاة إلى قوله ‏‏لعلكم تشكرون‏ [ المائدة : 6 ] فالآية مدنية إجماعا ، وفرض الوضوء كان بمكة مع فرض الصلاة .

 

ومن أمثلته : قوله – تعالى إنما الصدقات للفقراء[ التوبة : 60 ] الآية ، فإنها نزلت سنة تسع ، وقد فرضت الزكاة قبلها في أوائل الهجرة .

 

قال ابن الحصار : فقد يكون مصرفها قبل ذلك معلوما ، ولم يكن فيه قرآن متلو ، كما كان الوضوء معلوما قبل نزول الآية ، ثم نزلت تلاوة القرآن تأكيدا به .

 

post-121824-0-35013300-1388645020.png

 

ما نزل مفرقا وما نزل جمعا .

 

 

 

الأول غالب القرآن‏ . ‏ ومن أمثلته في السور القصار‏ : ‏ اقرأ أول ما نزل منها ، إلى قوله : ‏ ‏ما لم يعلم . ‏ والضحى أول ما نزل منها ، إلى قوله : ‏ ‏فترضى‏ ‏ كما في حديث الطبراني

 

ومن أمثلة الثاني‏ سورة الفاتحة ، والإخلاص ، والكوثر ، وتبت ، ولم يكن ، والنصر ، والمعوذتان نزلتا معا .

 

ومنه سورة الأنعام : عن ابن عباس، قال‏ : ‏ نزلت سورة الأنعام بمكة ليلا جملة ، حولها سبعون ألف ملك‏ .

 

 

post-121824-0-35013300-1388645020.png

ما نزل مشيعا وما نزل مفردا .

 

 

من القرآن ما نزل مشيعا ، وهو سورة الأنعام ، شيعها سبعون ألف ملك ، وفاتحة الكتاب ، نزلت ومعها ثمانون ألف ملك ، وآية الكرسي ، نزلت ومعها ثلاثون ألف ملك . وسورة يس نزلت ومعها ثلاثون ألف ملك .وأسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا[ الزخرف : 45 ] نزلت ومعها عشرون ألف ملك ، وسائر القرآن نزل به جبريل مفردا بلا تشييع .

 

وأما آية الكرسي : فقد ورد فيها وفي جميع آيات البقرة حديث ، أخرج أحمد في مسنده ، عن معقل بن يسار: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : البقرة سنام القرآن وذروته ، نزل مع كل آية منها ، ثمانون ملكا واستخرجت الله لا إله إلا هو الحي القيوممن تحت العرش فوصلت بها .

عن أبي أمامة قال : أربع آيات نزلت من كنز العرش ، لم ينزل منه شيء غيرهن : أم الكتاب وآية الكرسي وخاتمة سورة البقرة والكوثر .

عن ابن عباسقال كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قرأ آية الكرسي ضحك ، وقال : إنها من كنز الرحمن تحت العرش .

 

post-121824-0-35013300-1388645020.png

 

ما أنزل منه على بعض الأنبياء وما لم ينزل منه على أحد قبل النبي - صلى الله عليه وسلم

 

من الثاني الفاتحة وآية الكرسي وخاتمة البقرة ،

وروى مسلم ، عن ابن عباس: أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - ملك فقال : " أبشر بنورين قد أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك : فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة " .

 

عن ابن عباس، قال : السبع الطوال لم يعطهن أحد إلا النبي - صلى الله عليه وسلم - وأعطي موسى منها اثنتين .

 

عن ابن عباسمرفوعا : أعطيت أمتي شيئا لم يعطه أحد من الأمم عند المصيبة : إنا لله وإنا إليه راجعون[ البقرة : 156 ] .

ومن أمثلة الأول : عن ابن عباسقال : لما نزلت سبح اسم ربك الاعلى قال - صلى الله عليه وسلم - : كلها في صحف إبراهيم وموسى فلما نزلت والنجم إذا هوىفبلغ وإبراهيم الذي وفى قال : " وفى ألا تزر وازرة وزر أخرى إلى قوله هذا نذير من النذر الأولى" [ النجم : 1 - 56 ] .

 

عن كعب ، قال : فتحت التوراة ب الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون[ الأنعام : 1 ] وختمت ب الحمد لله الذي لم يتخذ ولداإلى قوله : وكبره تكبيرا[ الإسراء : 111 ] .

 

وأخرج أبو عبيد عنه ، قال : أول ما أنزل الله في التوراة عشر آيات من سورة الأنعام

قال بعضهم : يعني أن هذه الآيات اشتملت على الآيات العشر التي كتبها الله لموسى في التوراة أول ما كتب ، وهي : توحيد الله ، والنهي عن الشرك ، واليمين الكاذبة ، والعقوق ، والقتل ، والزنى ، والسرقة ، والزور ، ومد العين إلى ما في يد الغير ، والأمر بتعظيم السبت .

 

post-121824-0-35013300-1388645020.png

فائدة

: يدخل في هذا النوع ما أخرجه ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي قال : البرهان الذي أري يوسف : ثلاث آيات من كتاب الله وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون [ الانفطار : 10 - 12 ] وقوله وما تكون في شأن وما تتلومنه من قرآن الآية [ يونس : 61 ] وقوله أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت[ الرعد : 33 ] زاد غيره آية أخرى : ولا تقربوا الزنا [ الإسراء : 32 ] .

 

وأخرج ابن أبي حاتم أيضا ، عن ابن عباسفي قوله لولا أن رأى برهان ربه [ يوسف : 24 ] . قال : رأى آية من كتاب الله نهته ، مثلت له في جدار الحائط .

 

post-121824-0-86710200-1388581644.png

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

اعتذر لكن طالبات العلم

كلما اردت ان اضع المحاضرة إما النت يفصل أو المحاضرة لا تريد أن تنزل أو الجهاز يفصل

الله المستعان

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاك الله خيرا

ويسر الله أمركِ

 

تم قراءة الدرس

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

 

 

post-121824-0-42009200-1388581729.png

في كيفية إنزاله .

 

فيه مسائل :

 

المسألة الأولى :

قال - تعالى - :شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن [ البقرة : 185 ] . وقال : إنا أنزلناه في ليلة القدر[ القدر : 1 ] .

 

اختلف في كيفية إنزاله من اللوح المحفوظ على ثلاثة أقوال :

 

أحدها : وهو الأصح الأشهر : أنه نزل إلى سماء الدنيا ليلة القدر جملة واحدة ، ثم نزل بعد ذلك منجما في عشرين سنة ، أو ثلاثة وعشرين ، أو خمسة وعشرين ، على حسب الخلاف في مدة إقامته - صلى الله عليه وسلم - بمكة بعد البعثة .

 

عن ابن عباس ، قال : أنزل القرآن في ليلة القدر جملة واحدة إلى سماء الدنيا ، وكان بمواقع النجوم ، وكان الله ينزله على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعضه في إثر بعض .

 

القول الثاني : أنه نزل إلى سماء الدنيا في عشرين ليلة قدر ، أوثلاث وعشرين ، أو خمس وعشرين ، في كل ليلة ما يقدر الله إنزاله في كل السنة ، ثم أنزل بعد ذلك منجما في جميع السنة .

القول الثالث : أنه ابتدئ إنزاله في ليلة القدر ، ثم نزل بعد ذلك منجما في أوقات مختلفة من سائر الأوقات .

 

وقد حكى الماوردي قولا رابعا : أنه نزل من اللوح المحفوظ جملة واحدة ، وأن الحفظة نجمته على جبريل في عشرين ليلة ، وأن جبريل نجمه على النبي - صلى الله عليه وسلم - في عشرين سنة . وهذا غريب .

 

والمعتمد أن جبريل كان يعارضه في رمضان بما ينزل به في طول السنة .

عن ابن عباس ، قال : نزل القرآن جملة واحدة من عند الله ، من اللوح المحفوظ إلى السفرة الكرام الكاتبين في السماء الدنيا ، فنجمته السفرة على جبريل عشرين ليلة ، ونجمه جبريل على النبي - صلى الله عليه وسلم - عشرين سنة .

 

 

post-121824-0-35013300-1388645020.png

 

مسألة: الجزء الأول

 

تنبيهات :

الأول : قيل السر في إنزاله جملة إلى السماء : تفخيم أمره وأمر من نزل عليه ، وذلك بإعلام سكان السماوات السبع : أن هذا آخر الكتب المنزلة على خاتم الرسل لأشرف الأمم ، قد قربناه إليهم لننزله عليهم ، ولولا أن الحكمة الإلهية اقتضت وصوله إليهم منجما بحسب الوقائع لهبط به إلى الأرض جملة ، كسائر الكتب المنزلة قبله ، ولكن الله باين بينه وبينها ، فجعل له الأمرين : إنزاله جملة ، ثم إنزاله مفرقا ; تشريفا للمنزل عليه .

 

وقال السخاوي

في نزوله إلى السماء جملة ، تكريم بني آدم وتعظيم شأنهم عند الملائكة ، وتعريفهم عناية الله بهم ورحمته لهم ; ولهذا المعنى أمر سبعين ألفا من الملائكة أن تشيع سورة الأنعام ، وزاد سبحانه في هذا المعنى بأن أمر جبريل بإملائه على السفرة الكرام وإنساخهم إياه وتلاوتهم له .

 

الثاني : قال أبو شامة : الظاهر أن نزوله جملة إلى السماء الدنيا قبل ظهور نبوته - صلى الله عليه وسلم - . قال : ويحتمل أن يكون بعدها .

 

قلت : الظاهر هو الثاني

الثالث : قال أبو شامة - أيضا - : فإن قيل : ما السر في نزوله منجما ؟ وهلا أنزل كسائر الكتب جملة ؟ .

 

قلنا : هذا سؤال قد تولى الله جوابه ، فقال - تعالى - : وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة يعنون كما أنزل على من قبله من الرسل ، فأجابهم - تعالى - بقوله : كذلك أي : أنزلناه كذلك مفرقا لنثبت به فؤادك[ الفرقان : 32 ] أي : لنقوي به قلبك ; فإن الوحي إذا كان يتجدد في كل حادثة كان أقوى بالقلب ، وأشد عناية بالمرسل إليه ، ويستلزم ذلك كثرة نزول الملك إليه ، وتجدد العهد به وبما معه من الرسالة الواردة من ذلك الجناب العزيز ، فيحدث له من السرور ما تقصر عنه العبارة ; ولهذا كان أجود ما يكون في رمضان لكثرة لقائه جبريل .

 

وقيل : معنى لنثبت به فؤادك أي : لحفظه ، فإنه - عليه السلام - كان أميا لا يقرأ ولا يكتب ، ففرق عليه ليثبت عنده حفظه ، بخلاف غيره من الأنبياء ، فإنه كان كاتبا قارئا ، فيمكنه حفظ الجميع .

 

وقال ابن فورك : قيل : أنزلت التوراة جملة ; لأنها نزلت على نبي يكتب ويقرأ وهو موسى . وأنزل الله القرآن مفرقا لأنه أنزل غير مكتوب على نبي أمي .

 

وقال غيره : إنما لم ينزل جملة واحدة ; لأن منه الناسخ والمنسوخ ، ولا يتأتى ذلك إلا فيما أنزل مفرقا

 

 

post-121824-0-35013300-1388645020.png

 

تذنيب : ما تقدم في كلام هؤلاء من أن سائر الكتب أنزلت جملة - هو مشهور في كلام العلماء وعلى ألسنتهم ، حتى كاد أن يكون إجماعا ، وقد رأيت بعض فضلاء العصر أنكر ذلك ، وقال : إنه لا دليل عليه ، بل الصواب : أنها نزلت مفرقة كالقرآن .

 

وأقول : الصواب الأول ، ومن الأدلة على ذلك آية الفرقان السابقة .

 

عن ابن عباس ، قال : أعطي موسى التوراة في سبعة ألواح من زبرجد ، فيها تبيان لكل شيء وموعظة ، فلما جاء بها فرأى بني إسرائيل عكوفا على عبادة العجل رمى بالتوراة من يده فتحطمت ، فرفع الله منها ستة أسباع وبقي منها سبع .

 

عن ثابت بن الحجاج ، قال : جاءتهم التوراة جملة واحدة ، فكبر عليهم ، فأبوا أن يأخذوه حتى ظلل الله عليهم الجبل فأخذوها عند ذلك .

 

فهذه آثار صحيحة صريحة في إنزال التوراة جملة .

 

ويؤخذ من الأثر الأخير منها حكمة أخرى لإنزال القرآن مفرقا ، فإنه أدعى إلى قبوله إذا نزل على التدريج ، بخلاف ما لو نزل جملة واحدة ، فإنه كان ينفر من قبوله كثير من الناس ، لكثرة ما فيه من الفرائض والمناهي .

 

ويوضح ذلك ما أخرجه البخاري عن عائشة ، قالت : إنما نزل أول ما نزل سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار ، حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام، ولو نزل أول شيء : ( لا تشربوا الخمر ) لقالوا : لا ندع الخمر أبدا ولو نزل ( لا تزنوا ) لقالوا : لا ندع الزنا أبدا .

 

الذي استقرئ من الأحاديث الصحيحة وغيرها : أن القرآن كان ينزل بحسب الحاجة : خمس آيات وعشر آيات وأكثر وأقل ; وقد صح نزول العشر آيات في قصة الإفك جملة ، وصح نزول عشر آيات من أول ( المؤمنون ) جملة

 

وأخرجه ابن عساكر، من طريق أبي نضرة ، قال : كان أبو سعيد الخدري يعلمنا القرآن خمس آيات بالغداة وخمس آيات بالعشي ، ويخبر أن جبريل نزل بالقرآن خمس آيات ، خمس آيات .

 

 

 

post-121824-0-86710200-1388581644.png

 

يتبع

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

 

post-121824-0-42009200-1388581729.png

 

 

تابع في كيفية إنزاله .

 

المسألة الثانية :

 

في كيفية الإنزال والوحي :

 

قال الأصفهاني في أوائل تفسيره : اتفق أهل السنة والجماعة على أن كلام الله منزل . واختلفوا في معنى الإنزال :

فمنهم من قال : إظهار القراءة . ومنهم من قال : إن الله - تعالى - ألهم كلامه جبريل وهو في السماء ، وهو عال من المكان ، وعلمه قراءته ، ثم جبريل أداه في الأرض وهو يهبط في المكان . وفي التنزيل طريقان : أحدهما : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - انخلع من صورة البشرية إلى صورة الملكية وأخذه من جبريل .

 

والثاني : أن الملك انخلع إلى البشرية حتى يأخذه الرسول منه والأول أصعب الحالين .

 

وقال الطيبي : لعل نزول القرآن على النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يتلقفه الملك من الله - تعالى - تلقفا روحانيا ، أو يحفظه من اللوح المحفوظ ، فينزل به إلى الرسول ويلقيه عليه .

وقال غيره : في المنزل على النبي - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة أقوال :

أحدها : أنه اللفظ والمعنى ، وأن جبريل حفظ القرآن من اللوح المحفوظ ونزل به . وذكر بعضهم أن أحرف القرآن في اللوح المحفوظ ، كل حرف منها بقدر جبل قاف ، وأن تحت كل حرف منها معاني لا يحيط بها إلا الله .

 

والثاني : أن جبريل إنما نزل بالمعاني خاصة وأنه - صلى الله عليه وسلم - علم تلك المعاني وعبر عنها بلغة العرب وتمسك قائل هذا بظاهر قوله - تعالى - :نزل به الروح الأمين على قلبك[ الشعراء : 193 - 194 ] .

 

والثالث : أن جبريل ألقى إليه المعنى ، وأنه عبر بهذه الألفاظ بلغة العرب ، وأن أهل السماء يقرءونه بالعربية ، ثم إنه نزل به كذلك بعد ذلك .

 

ويؤيد أن جبريل تلقفه سماعا من الله تعالى :

حديث النواس بن سمعان مرفوعا إذا تكلم الله بالوحي أخذت السماء رجفة شديدة من خوف الله ، فإذا سمع بذلك أهل السماء ، صعقوا وخروا سجدا ، فيكون أولهم يرفع رأسه جبريل فيكلمه الله من وحيه بما أراد فينتهي به على الملائكة ، فكلما مر بسماء ، سأله أهلها : ماذا قال ربنا ؟ قال : الحق . فينتهي به حيث أمر .

 

وقال الجويني : كلام الله المنزل قسمان :

قسم قال الله لجبريل : قل للنبي الذي أنت مرسل إليه : إن الله يقول : افعل كذا وكذا ، وأمر بكذا ، ففهم جبريل ما قاله ربه ، ثم نزل على ذلك النبي وقال له ما قاله ربه ، ولم تكن العبارة تلك العبارة ، كما يقول الملك لمن يثق به : قل لفلان يقول لك الملك : اجتهد في الخدمة ، واجمع جندك للقتال . فإن قال الرسول : يقول الملك لا تتهاون في خدمتي ولا تترك الجند تتفرق ، وحثهم على المقاتلة ، لا ينسب إلى كذب ولا تقصير في أداء الرسالة .

 

وقسم آخر قال الله لجبريل : اقرأ على النبي هذا الكتاب ، فنزل جبريل بكلمة من الله من غير تغيير . كما يكتب الملك كتابا ويسلمه إلى أمين ، ويقول : اقرأه على فلان ، فهو لا يغير منه كلمة ولا حرفا .

 

قلت : القرآن هو القسم الثاني ، والقسم الأول هو السنة ، كما ورد أن جبريل كان ينزل بالسنة كما ينزل بالقرآن . ومن هنا جاز رواية السنة بالمعنى ; لأن جبريل أداه بالمعنى ، ولم تجز القراءة بالمعنى ; لأن جبريل أداه باللفظ ، ولم يبح له إيحاءه بالمعنى .

 

والسر في ذلك : أن المقصود منه التعبد بلفظه والإعجاز به فلا يقدر أحد أن يأتي بلفظ يقوم مقامه . وأن تحت كل حرف منه معاني لا يحاط بها كثرة ، فلا يقدر أحد أن يأتي بدله بما يشتمل عليه ، والتخفيف على الأمة حيث جعل المنزل إليهم على قسمين : قسم يروونه بلفظه الموحى به ، وقسم يروونه بالمعنى ، ولو جعل كله مما يروى باللفظ لشق ، أو بالمعنى لم يؤمن التبديل والتحريف ، فتأمل .

 

 

post-121824-0-35013300-1388645020.png

[ كيفيات الوحي ] .

 

وقد ذكر العلماء للوحي كيفيات :

 

إحداها : أن يأتيه الملك في مثل صلصلة الجرس ، كما في الصحيح .

عن عبد الله بن عمر : سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - هل تحس بالوحي فقال : أسمع صلاصل ثم أسكت عند ذلك فما من مرة يوحى إلي إلا ظننت أن نفسي تقبض .

وفي الصحيح أن هذه الحالة أشد حالات الوحي عليه . وقيل : إنه إنما كان ينزل هكذا إذا نزلت آية وعيد أو تهديد .

 

الثانية : أن ينفث في روعه الكلام نفثا

 

الثالثة : أن يأتيه في صورة الرجل فيكلمه ، كما في الصحيح وأحيانا يتمثل لي الملك رجلا فيكلمني فأعي ما يقول .

 

الرابعة : أن يأتيه الملك في النوم ، وعد من هذا قوم سورة الكوثر ، وقد تقدم ما فيه .

 

الخامسة : أن يكلمه الله إما في اليقظة كما في ليلة الإسراء ، أو في النوم ، كما في حديث معاذ أتاني ربي فقال : فيم يختصم الملأ الأعلى . . .

 

 

post-121824-0-35013300-1388645020.png

فائدة :

أخرج الإمام أحمد في تاريخه من طريق داود ابن أبي هند عن الشعبي قال : أنزل على النبي - صلى الله عليه وسلم - النبوة وهو ابن أربعين سنة ، فقرن بنبوته إسرافيل ثلاث سنين ، فكان يعلمه الكلمة والشيء ، ولم ينزل عليه القرآن على لسانه ، فلما مضت ثلاث سنين ، قرن بنبوته جبريل ، فنزل عليه القرآن على لسانه عشرين سنة .

 

قال ابن عساكر: والحكمة في توكيل إسرافيل به أنه الموكل بالصور الذي فيه هلاك الخلق وقيام الساعة ، ونبوته - صلى الله عليه وسلم - مؤذنة بقرب الساعة وانقطاع الوحي ، كما وكل بذي القرنين ريافيل الذي يطوي الأرض ، وبخالد بن سنان مالك خازن النار .

 

فائدة ثانية :

عن زيد ابن ثابت: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : أنزل القرآن بالتفخيم كهيئته عذرا أو نذرا[ المرسلات : 6 ]

 

فائدة أخرى : عن سفيان الثوري قال : لم ينزل وحي إلا بالعربية ، ثم ترجم كل نبي لقومه .

 

فائدة أخرى : عن عائشة ، قالت : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا نزل عليه الوحي يغط في رأسه ، ويتربد وجهه ، أي : يتغير لونه بالجريدة ويجد بردا في ثناياه ، ويعرق حتى يتحدر منه مثل الجمان .

 

يتبع

 

 

post-121824-0-86710200-1388581644.png

 

 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

شكرا غاليتي وساراجع ما فاتني قريبا ان شاء الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

post-121824-0-42009200-1388581729.png

المسألة الثالثة :

 

في الأحرف السبعة التي نزل القرآن عليها :

ورد حديث " نزل القرآن على سبعة أحرف " من رواية جمع من الصحابة

اختلف في معنى هذا الحديث على نحو : أربعين قولا :

 

أحدها : أنه من المشكل الذي لا يدرى معناه ; لأن الحرف يصدق لغة على حرف الهجاء ، وعلى الكلمة ، وعلى المعنى ، وعلى الجهة

الثاني : أنه ليس المراد بالسبعة حقيقة العدد ، بل المراد التيسير والتسهيل والسعة ، ولفظ السبعة يطلق على إرادة الكثرة في الآحاد ، كما يطلق السبعون في العشرات والسبعمائة في المئين ، ولا يراد العدد المعين .

 

الثالث : أن المراد بها سبع قراءات ، وتعقب : بأنه لا يوجد في القرآن كلمة تقرأ على سبعة أوجه إلا القليل

الرابع : وأجيب بأن المراد أن كل كلمة تقرأ بوجه أو وجهين أو ثلاثة أو أكثر إلى سبعة ، ويشكل على هذا أن في الكلمات ما قرئ على أكثر ، وهذا يصلح أن يكون قولا رابعا .

الخامس : أن المراد بها الأوجه التي يقع بها التغاير ، ذكره ابن قتيبة قال :

فأولها : ما يتغير حركته ولا يزول معناه ولا صورته مثل : ولا يضار كاتب[ البقرة : 282 ] بالفتح والرفع .

وثانيها : ما يتغير بالفعل مثل ( باعد ) وباعد [ سبأ : 19 ] بلفظ الماضي والطلب .

 

وثالثها : ما يتغير بالنقط ، مثل ننشزها [ البقرة : 259 ] ( وننشرها ) .

 

ورابعها : ما يتغير بإبدال حرف قريب المخرج ، مثل وطلح منضود [ الواقعة : 29 ] و ( طلع ) .

 

وخامسها : ما يتغير بالتقديم والتأخير ، مثل وجاءت سكرة الموت بالحق و ( سكرة الحق بالموت ) .

 

وسادسها : ما يتغير بزيادة أو نقصان مثل وما خلق الذكر والأنثى [ الليل : 3 ] ( والذكر والأنثى ) .

 

وسابعها : ما يتغير بإبدال كلمة بأخرى ، مثل كالعهن المنفوش و ( كالصوف المنفوش ) .

 

[ السادس ] : الكلام لا يخرج عن سبعة أوجه في الاختلاف :

 

الأول : اختلاف الأسماء من إفراد وتثنية وجمع ، وتذكير وتأنيث .

 

والثاني : اختلاف تصريف الأفعال من ماض ومضارع وأمر .

 

الثالث : وجوه الإعراب .

 

الرابع : النقص والزيادة .

 

الخامس : التقديم والتأخير .

 

السادس : الإبدال .

 

السابع : اختلاف اللغات كالفتح والإمالة والترقيق والتفخيم والإدغام والإظهار ، ونحو ذلك .

 

السابع ] : وقال بعضهم : المراد بها كيفية النطق بالتلاوة من إدغام وإظهار ، وتفخيم ، وترقيق ، وإمالة ، وإشباع ، ومد ، وقصر ، وتشديد ، وتخفيف ، وتليين .

الثامن قد تتبعت صحيح القراءات وشاذها وضعيفها ومنكرها ، فإذا هي يرجع اختلافها إلى سبعة أوجه ، لا يخرج عنها . وذلك :

 

إما في الحركات بلا تغير في المعنى والصورة نحو : بالبخل [ النساء : 37 ] بأربعة ويحسب بوجهين .

 

أو متغير في المعنى فقط : نحو : فتلقى آدم من ربه كلمات[ البقرة : 37 ] .

 

وإما في الحروف بتغير المعنى لا الصورة : نحو : تبلو [ يونس : 30 ] و ( تتلو ) .

 

أو عكس ذلك نحو : ( الصراط ) و ( السراط ) .

 

أو بتغيرهما : نحو : ( وامضوا ) [ الحجر : 65 ] و ( اسعوا ) .

 

وإما في التقديم والتأخير : نحو : فيقتلون ويقتلون [ التوبة : 111 ] .

 

أو في الزيادة والنقصان نحو : وصى و ( أوصى ) .

 

فهذه سبعة لا يخرج الاختلاف عنها .

 

التاسع : أن المراد سبعة أوجه من المعاني المتفقة بألفاظ مختلفة ، نحو : أقبل وتعال وهلم وعجل ، وأسرع

 

العاشر : أن المراد سبع لغات وتعقب : بأن لغات العرب أكثر من سبعة .

 

وأجيب : بأن المراد أفصحها

 

القول الحادي عشر : أن المراد سبعة أصناف . والقائلون به اختلفوا في تعيين السبعة ، فقيل : أمر ونهي وحلال وحرام ، ومحكم ومتشابه ، وأمثال .

 

الثاني عشر: وقيل : المراد بها المطلق والمقيد ، والعام والخاص ، والنص والمئول ، والناسخ والمنسوخ ، والمجمل والمفسر ، والاستثناء وأقسامه .

الثالث عشر : وقيل : المراد بها الحذف والصلة ، والتقديم والتأخير ، والاستعارة والتكرار ، والكناية والحقيقة والمجاز ، والمجمل والمفسر ، والظاهر والغريب .

الرابع عشر : وقيل : المراد بها التذكير والتأنيث ، والشرط والجزاء ، والتصريف والإعراب ، والأقسام وجوابها ، والجمع والإفراد ، والتصغير والتعظيم ، واختلاف الأدوات .

الخامس عشر : وقيل : المراد بها سبعة أنواع من المعاملات : الزهد والقناعة مع اليقين والجزم ، والخدمة مع الحياء والكرم ، والفتوة مع الفقر والمجاهدة ، والمراقبة مع الخوف والرجاء ، والتضرع والاستغفار مع الرضا والشكر ، والصبر مع المحاسبة والمحبة ، والشوق مع المشاهدة .

القول السادس عشر : أن المراد بها سبعة علوم : علم الإنشاء والإيجاد ، وعلم التوحيد والتنزيه ، وعلم صفات الذات ، وعلم صفات الفعل ، وعلم العفو والعذاب ، وعلم الحشر والحساب ، وعلم النبوات .

post-121824-0-35013300-1388645020.png

 

قال ابن حيان : اختلف أهل العلم في معنى الأحرف السبعة على خمسة وثلاثين قولا .

. وهي أقاويل يشبه بعضها بعضا ، وكلها محتملة ، وتحتمل غيرها .

post-121824-0-35013300-1388645020.png

 

تنبيه :

اختلف : هل المصاحف العثمانية مشتملة على جميع الأحرف السبعة ؟

فذهب جماعات من الفقهاء والقراء والمتكلمين إلى ذلك ، وبنوا عليه أنه لا يجوز على الأمة أن تهمل نقل شيء منها ، وقد أجمع الصحابة على نقل المصاحف العثمانية من الصحف التي كتبها أبو بكر ، وأجمعوا على ترك ما سوى ذلك .

 

وذهب جماهير العلماء من السلف والخلف وأئمة المسلمين ، إلى أنها مشتملة على ما يحتمل رسمها من الأحرف السبعة فقط ، جامعة للعرضة الأخيرة التي عرضها النبي - صلى الله عليه وسلم - على جبريل متضمنة لها ، لم تترك حرفا منها .

ويجاب عن الأول بما ذكره ابن جرير : أن القراءة على الأحرف السبعة لم تكن واجبة على الأمة ، وإنما كان جائزا لهم ومرخصا لهم فيه ، فلما رأى الصحابة أن الأمة تفترق وتختلف إذا لم يجتمعوا على حرف واحد ، اجتمعوا على ذلك اجتماعا شائعا ، وهم معصومون من الضلالة ، ولم يكن في ذلك ترك واجب ولا فعل حرام ، ولا شك أن القرآن نسخ منه في العرضة الأخيرة وغير ، فاتفق رأي الصحابة على أن كتبوا ما تحققوا أنه قرآن مستقر في العرضة الأخيرة ، وتركوا ما سوى ذلك .

عن عبيدة السلماني ، قال : القراءة التي عرضت على النبي - صلى الله عليه وسلم - في العام الذي قبض فيه هي القراءة التي يقرؤها الناس اليوم .

 

عن ابن سيرين قال : كان جبريل يعارض النبي - صلى الله عليه وسلم - كل سنة في شهر رمضان مرة ، فلما كان العام الذي قبض فيه عارضه مرتين . فيرون أن تكون قراءتنا هذه على العرضة الأخيرة .

 

وقال البغوي في شرح السنة : يقال إن زيد ابن ثابت شهد العرضة الأخيرة التي بين فيها ما نسخ وما بقي ، وكتبها لرسول - صلى الله عليه وسلم - وقرأها عليه ، وكان يقرئ الناس بها حتى مات ; ولذلك اعتمده أبو بكر وعمر في جمعه ، وولاه عثمان كتب المصاحف .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×