اذهبي الى المحتوى
جمانة راجح

|| الصفحة المُخصّصة لمجلس الأخلاق والتزكية ||

المشاركات التي تم ترشيحها

 

وبارك الله فيكِ : )

لا تنسي المشاركة في المراجعة

 

@أم براءة المسلمة

 

بالطبع ياحبيبة تستطيعي

ويسعدنا ذلك

حيّاكِ الله : )

 

نحن الأن في ا لدرس الثاني

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ممتازة بارك الله فيكِ *

 

* مراجعة الدرس السابق *

 

1c480299.png

السؤال الأول :

بم يكون الإخلاص في طلب العلم ؟

 

الأمر الأول: أن تنوي بذلك امتثال أمر الله لأن الله تعالى أمر بذلك قال ( فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك )

وحث سبحانه وتعالى على العلم، والحث على الشيء يسلتزم محبته والرضا به والأمر به.

ثانيًا: أن تنوي بذلك حفظ شريعة الله لأن حفظ شريعة الله يكون بالتعلم، والحفظ بالصدور ويكون

كذلك بالكتابة كتابة الكتب.

والثالث: تنوي بذلك حماية الشريعة والدفاع عنها لأنه لولا العلماء ما حميت الشريعة ولا دافع عنها

أحد، ولهذا نجد مثلا شيخ الإسلام ابن تيمية وغيرهم من أهل العلم الذين تصدَّوا لأهل البدع وبيَّنوا

بطلان بدعهم نرى أنهم حصلوا على خير كثير.

والرابع: أن تنوي بذلك اتباع شريعة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأنك لا يمكن أن تتبع

شريعته حتى تعلم هذه الشريعة.

هذه أمور أربعة كلها يتضمنها قولنا أنه يجب الإخلاص لله في طلب العلم.

 

......

السؤال الثاني :

اذكري حديث او أي تدل على اهمية النية ؟ وكيف تحافظي على النية ؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم

( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء)

 

عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إنما الأعمال بالنيات "

......

السؤال الثالث :

ماهي آية المحنة ؟ وما المقصود بذلك ؟

 

بسم الله الرحمن الرحيم

((قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي))

 

 

المقصود بها الأمتحان لان هناك قوما ادعوا حبهم لله تعالى

 

فرد الله عليهم بهذه الاية الكريمة

 

......

السؤال الرابع :

أذكري الأدبين التي تخص طالب العلم في نفسه .والتي تم دراستها ؟

 

العلم عبادة

واتباع السلف الصالح والأقتداء بهم

تم تعديل بواسطة مـ أم الزهراء ــرام
تقييم

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ما شاء الله مجلس مميز و نستفيد منه إن شاء الله ،، لو ممكن هل استطيع المشاركة ، ؟ و كيف هي آلية المتابعة في هذا المجلس ؟ يعني ماهي طريقة المشاركة ؟

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

@

 

اهلاً ياحبيبة : )

سعدت لتواجدكِ ..

 

تم وضع الدرس الأول والثاني

 

وغدًا سيكون الثالث إن شاء الله

 

كل جمعة لدينا درس

وقبل كل درس سيتم وضع اسئلة مراجعة للدرس السابق

 

هنا تجدي روابط الدروس

http://akhawat.islam...3

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ممم ما شاء الله اتّضحت لي الفكرة اكثر ،، طيّب سأبدأ من غد بإذن الله ههههه بس لي عودة للدروس الاخرى إن تيسّر لي بإذن الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

* مراجعة الدرس السابق " الثاني"*

 

1c480299.png

السؤال الأول :

مالفرق بين الخوف والخشيه ؟

......

السؤال الثاني :

ما معنى هذا البيت

الْعِلْمُ حَرْبٌ لِلْفَتِيِّ الْمُتَعالي *** كَالسَّيْلِ حَرْبٌ لِلْمَكانِ الْعالي

......

السؤال الثالث :

ماهو العجب؟ ومتى يصبح العجب خيلاء ؟

......

1c480299.png

 

 

 

 

 

 

@أم براءة المسلمة

@

 

 

1c480299.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ممتازة بارك الله فيكِ *

مراجعة الدرس السابق " الثاني"*

 

1c480299.png

 

 

السؤال الأول :

مالفرق بين الخوف والخشيه ؟

 

الخشية :أعظم الخوف وغالبا ما تكون عن علم ولذلك خص بها العلماء {إنما يَخشى اللَّه من عباده العلماء }

والخوف: هو أن تتوقع أمرًا مكروهًا فتخاف منه ....والفرق بينهما: أن الخشية تكون من عظم المختشى, وإن كان الخاشيقويا,

 

والخوف يكون من ضعف الخائف, وإن كان المخوف أمراً يسيراً...

 

السؤال الثاني :

ما معنى هذا البيت

الْعِلْمُ حَرْبٌ لِلْفَتِيِّ الْمُتَعالي *** كَالسَّيْلِ حَرْبٌ لِلْمَكانِ الْعالي

 

ومعنى البيت:أن الفتى المتعالي لا يمكن أن يدرك العلم؛ لأن العلم حرب له كالسيل حرب للمكان العالي، لأن المكان العالي ينفض عنه السيل يميناً وشمالاً ولا يستقر عليه، كذلك العلم لا يستقر مع الكبر والعلو، وربما يسلبُ العلم بسبب ذلك.

 

السؤال الثالث :

ماهو العجب؟ ومتى يصبح العجب خيلاء ؟

 

العجب : من الآفات الخطيرة التي تصيب كثيرا من الناس ، فتصرفهم عن شكر الخالق إلى شكر أنفسهم ، وعن الثناء على الله بما يستحق إلى الثناء على أنفسهم بما لا يستحقون ، وعن التواضع للخالق والانكسار بين يديه إلى التكبر والغرور والإدلال بالأعمال ، وعن احترام الناس ومعرفة منازلهم إلى احتقارهم وجحد حقوقهم ,,, ويصبح العجب خيلاء : إن ظهرت آثاره فهو خيلاء

 

 

1c480299.png

تم تعديل بواسطة مـ أم الزهراء ــرام

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

متميزة بارك الله فيكِ *

 

* مراجعة الدرس السابق " الثاني"*

 

1c480299.png

 

السؤال الأول :

 

مالفرق بين الخوف والخشيه ؟

 

الفرق بين الخشية والخوفأن الخشية تكون من عظم المخشي، والخوف من ضعف الخائف،

 

 

وإن لم يكن المخوف عظيماً، ولهذا يخاف الصبي من فتى أكبر منه قليلا.ً

 

و

الخشية تكون من عظم المخشي، والخوف

 

يكون من نقص الخائف، ولهذا بعض الناس يخاف من

 

لاشيء لأنه رعديد يعني جبان

 

ولهذا يضرب المثل بالرجل يخاف من ظلاله.

 

......

 

السؤال الثاني :

 

ما معنى هذا البيت

 

الْعِلْمُ حَرْبٌ لِلْفَتِيِّ الْمُتَعالي *** كَالسَّيْلِ حَرْبٌ لِلْمَكانِ الْعالي

 

يعني أن الفتى المتعالي لا يمكن أن يُدرك العلم، لأن العلم حرب له،

 

 

(كالسيل حرب للمكان العالي)، صحيح؟ نعم، المكان العالي ينفض عنه السيل يميناً وشمالاً ولا يستقر عليه

.

 

......

 

السؤال الثالث :

 

ماهو العجب؟ ومتى يصبح العجب خيلاء ؟

 

العجب هو الغرور بالنفس ,, ونسيان ان النعمة من الله تعالى

 

الخيلاء هي: إعجاب بالنفس مع ظهور ذلك على هيئة البدن، كما جاء في الحديث "من جرَّ ثوبه خيلاء"

 

فالإعجاب يكون بالقلب فقط،

فإن ظهرت آثاره فهو خيلاء.

 

 

......

 

1c480299.png

تم تعديل بواسطة مـ أم الزهراء ــرام

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكنّ ورحمة الله وبركاته ،،

 

الحبيبة مرام تعتذر لكنّ عن عدم إدراجها لدرس اليوم لظروف خاصة ، يسر الله لها أمورها .

سأضعه الآن إن شاء الله تعالى .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

TxJ80299.png

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى وله وصحبة وسلم

D2X80299.png

> المحاضرة الثالثه

ارحب بكنّ طالباتنا الحبيبات في لقائنا الثالث

احب فيه أن أشكر الحبيبات المشاركات في أسئلة المراجعة

جزاهنِ الله خيرًا وفي إنتظار البقية وبارك الله في الجميع .

 

تحدثنا في دروسنا السابقة بعض آداب طالب العلم في نفسه

1/ العلمُ عبادة

2/ كُنْ عَلى جادَّة السَّلَفِ الصّالِحِ

3/ مُلازَمَةُ خَشْيَةِ الله تَعالى

4/دَوامَ الْمُراقَبَة

5/ خَفْضُ الْجَناحِ وَنَبْذُ الخُيَلاءِ وَالْكِبْرِياء

6/ القناعة والزهادة

 

ومازلنا نتابع اليوم بإذن الله هذه الآداب وسنتعرض لثلاث آداب أخرى :

7-التحلي برونق العلم

تحل بالمروءة

9 ـ تَمَتَّعْ بِخِصالِ الرجولةِ

 

والآن مع الشرح

 

1c480299.png

:

7 ـ التحلي برونق العلم: التحلي بــ(رونق العلم) حسن السمت، والهدي الصالح، من دوام

السكينة، والوقار، والخشوع، والتواضع، ولزوم المحجة، بعمارة الظاهر والباطن، والتخلي عن نواقضها.

 

إن حسن السمت، والهدي الصالح، من دوام السكينة، والوقار، والخشوع، والتواضع، قد سبق الإشارة

إليها وأنه ينبغي لطالب العلم أن يكون أسوة صالحة في هذه الأمور.

وعن ابن سيرين رحمه الله تعالى قال : "كانوا يتعلمون الهدي كما يتعلمون العلم" وعن رجاء بن

حيوة رحمه الله تعالى أنه قال لرجل "حدثنا، ولا تحدثنا عن متماوت ولا طعان" متماوت: أي ليس نشيطا

في فعل الخير، طعان: أي ساب يطعن الناس ويسب فيهم. رواهما الخطيب في الجامع وقال: يجب على

طالب الحديث أن يتجنب اللعب، والعبث، والتبذل في المجالس، بالسخف، والضحك، والقهقهة، وكثرة

التنادر، وإدمان المزاح والإكثار منه، فإنما يستجاز من المزاح بيسيره ونادره وطريفه، والذي لا يخرج

عن حد الأدب وطريقة العلم، فأما متصله وفاحشه وسخيفه وما أوغر منه الصدور وجلب الشر، فإنه مذموم،

وكثرة المزاح والضحك يضع من القدر، ويزيل المروءة.

 

هذا من أحسن ما قيل في آداب طالب العلم، أن يتجنب اللعب والعبث، إلا ما جاءت به الشريعة، كاللعب برمحه

وسيفه وفرسه، لأن ذلك يعينه على الجهاد في سبيل الله، وكذلك في الوقت الحاضر اللعب بالبنادق الصغيرة هذا

لا بأس به كذلك. العبث هو أن يفعل فعلا لا داعي له أو يقول قولا لا داعي له. كذلك التبذل في المجالس بالسخف،

والضحك، والقهقهة، وكثرة التنادر، وإدمان المزاح والإكثار منه، لا سيما عند عامة الناس، أما عند أصحابك

وأقرانك فالأمر أهون، لكن عند عامة الناس إياك أن تفتح باب الامتهان فإن ذلك يذهب الهيبة من قلوب الناس ،

فلا يهابونك ولا يهابون العلم الذي تأتي به

1c480299.png

وقد قيلَ : (مَنْ أَكْثَرَ مِن شيءٍ عُرِفَ به) فتَجَنَّبْ هاتِيكَ السقَطَاتِ في مُجالَسَتِكَ ومُحادَثَتِك. وبعضُ مَن

يَجْهَلُ يَظُنُّ أنَّ التبَسُّطَ في هذا أَرْيَحِيَّةٌ .وعن الأَحْنَفِ بنِ قَيْسٍ قالَ: (جَنِّبُوا مَجالِسَنَا ذِكْرَ النساءِ والطعامِ،

إني أَبْغَضُ الرجلَ يكونُ وَصَّافًا لفَرْجِه وبَطْنِه)

 

الله المستعان، صحيح، لأن هذا يشغل عن طلب العلم، مثل أن يقول أكلت البارحة أكلا حتى ملأت البطن،

وما أشبه ذلك، من الأشياء التي لا داعي لها أو يتكلم بما يتعلق بالنساء .

أما أن يكون الرجل مع أهله ثم يصبح يحدث الناس بما فعل فإن هذا من أشر الناس منزلة عند الله عز وجل.

سؤال : ما حكم كرة القدم ؟

كرة القدم لا بأس فيها بشرط أن يكون اللباس ساترا لما يحرم النظر إليه وألا تلهي عن واجب وألا تشتمل

على سب وشتم وألا تكون طول النهار. يلعب طول النهار ، فقط للترفيه عن نفسه وكرة القدم لا شك أنها

تنشط البدن وتقويه . وهذا مفيد لطالب العلم

سؤال: إذا قام طالب العلم يسأل شيخه وأومأ بيديه أو تحرك أكثر من اللازم, ما الحكم؟

إذا كان من عادته تحريك اليدين أثناء الحديث يعني بعض الناس يتكلم بيديه أكثر مما يتكلم بلسانه،

فلا بأس إن شاء الله وإلا لا يجادل استاذه ويقول: لو كان كذا أو كذا لأنه سوء أدب ويحرك يديه .

سؤال : الشباب يحتاجون إلى برامج رياضيه مرتبة أسبوعية ، فهل في هذا بأس حفظكم الله ؟

هذا ليس فيه بأس إذا كان بالشروط التي ذكرناها لأن هذا من باب التأليف وقد اشتبه على بعض الأخوان

أن هذا من باب الدعوة وقالوا بأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يدعو الناس بمثل هذا فتكون الدعوة بمثل

هذا بدعة ينهى عنها، والصواب أن هذا ليس من باب الدعوة بل من باب التأليف كما النبي صلى الله عليه

وسلم حينما مكنهم من اللعب برماحهم في المسجد.

سؤال : الآن أكثر الأخوة مرتبطون بوظائف فالوقت الفارغ عندهم يكون مثلا في الليل فيعملون برنامج بعد

الدوام يخرجون إلى البر ويأخذون درس بين المغرب والعشاء ثم يلعبون رياضة بعد العشاء ؟

لا بأس بذلك إن شاء الله مادامت بالشروط التي ذكرنا لأن الناس الآن يحتاجون إلى مثل هذا وإلا لا شك أن

الإنسان لو تخلى عن مثل هذه الألعاب كان أحسن ولكن فرق بين أن يكون أولى وبين أن يكون حراما

سؤال: هناك بعض الإخوة يقول بأنه يأخذ يوم الجمعة إجازة فيرتب لشباب الحي لعب كرة بعد صلاة العصر

يوم الجمعة وجربنا هذا حتى أن بعضهم جذبناهم إلى الدروس والحلقات وبعض الإخوة قالوا بأن هذا الوقت

وقت إجابة الدعاء ولا ينبغي أن نشجع الشباب على مثل هذا الفعل؟

صحيح لو أنهم كانوا في مثل هذا الوقت يخرجون قليلا ثم يعودون لانتظار صلاة المغرب يكون هذا أحسن

1c480299.png

وفي كتابِ المحدَّثِ الملْهَمِ أميرِ المؤمنينَ عمرَ بنِ الخطَّابِ رَضِي اللهُ عَنْهُ في القَضاءِ :

وَمَن تَزَيَّنَ بما ليس فيه، شانَه اللهُ ) . وانْظُرْ شَرْحَه لابنِ القَيِّمِ رَحِمَه اللهُ تعالى)

.

 

يقول رحمه الله : وفي كتاب المحدث الملهم .

المحدَّث : يعني به عمر بن الخطاب رضي الله عنه , لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال :

((إن يكن فيكم محدثون فعمر))

والمراد الملهم: الذي يلهمه الله عز وجل. وكأنه يُحدَّث بالوحي .وقد أشكل هذا على بعض العلماء ,

حيث قالوا أن هذا يقتضي أن عمر أفضل الصحابة، لأنه قال : ((إن يكن فيكم محدثون فعمر)) .

لكن أجاب عنه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : بأن عمر إنما يتلقى الإصابة بواسطة ، أما أبو بكر

فيتلقاها بلا واسطة. وعلى هذا فيكون أفضل من عمر, ومن رأى تصرف أبو بكر رضي الله عنه في

مواقع الشدة علم أنه أقرب إلى الصواب من عمر.

ففي كتاب الصلح, الذي وقع بين النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقريش, وراجع عمر فيه رسول

الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم, وأجابه, ثم راجع أبا بكر, فأجابه بما أجابه به رسول الله صلى الله عليه

وعلى آله سلم حرفا بحرف .

وفي قتال أهل الردة , وكذلك في تنفيذ جيش أسامة بن زيد , وكذلك في تثبيت الناس يوم وفاة النبي صلى الله

عليه وعلى آله سلم , كل هذا يدل على أن أبا بكر أصوب رأيا من عمر .

لكن الذي أظهر عمر رضي الله عنه هو طول خلافته وتفرغه لأمور المسلمين العامة والخاصة، فكان مشتهرا

بذلك رضي الله عنه .

ولهذا نحن نقول، أيهما أكثر رواية للحديث أبو هريرة أو أبو بكر ؟ أبو هريرة, هل يعني ذلك أن أبا هريرة

أكثر تلقيا للحديث من الرسول عليه الصلاة والسلام من أبي بكر ؟ لا , لكن أبو بكر لم يحدث بما روى عن

الرسول، وإلا فأبو بكر صاحب الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم , صيفا وشتاء، ليلا ونهارا ، سفرا وإقامة .

فهو أكثر الناس تلقيا عنه , وأعلم الناس بأحواله , لكن لم يتفرغ ليجلس إلى الناس ليحدثهم بما رواه عن النبي

صلى الله عليه وعلى آله وسلم .

الحاصل : أن بهذا يتبين الجواب عن الحديث (( إن يكن فيكم محدثون فعمر ))

يقول في الكتاب الذي كتبه إلى أبي موسى في القضاء :من تزين بما ليس فيه شانه الله .

هذا حقيقة, إذا تزين الإنسان بأنه طالب علم, وقام يضرب الجبلين بعضهما ببعض, وكلما أتته مسألة من مسائل العلم

شمر عن أكمامه وقال أنا صاحبها, هذا حلال وهذا حرام وهذا واجب وهذا فرض كفاية وهذا فرض عين وهذا

يشترط فيه كذا وكذا وهذا ليس له شروط وقام يفصل ويجمل, ولكن يأتيه طالب علم صغير، ويقول أخبرني

عن كذا ، فإذا بالله يفضحه ويبين أنه ليس بعالم .

وكذلك من تزين بعبادة وأظهر للناس أنه عابد ، فلا بد أن يكشفه الله عز وجل لا بد أن ينكشف,

أعاذنا الله وإياكم من الرياء .

ومهما تكن عند امرئ من خليقة = وإن خالها تخفى على الناس تعلم .

ومهما يكتم الناس فالله يعلمه , وسيفضح من لا يعمل لأجله.

فهذه العبارة من عمر زن بها جميع أعمالك ، " من تزين بما ليس فيه شانه الله " قال الشيخ بكر أبو زيد :

انظر شرحه لابن القيم رحمه الله .

شرحه ابن القيم في كتاب : (إعلام الموقعين). شرحا طويل طويلا, حتى تكاد أن تقول: إن جميع الكتاب الذي

هو ثلاث مجلدات كبار كان شرحا لهذا الحديث .وإن لم يكن شرحا لألفاظه , لكنه شرح لألفاظه بوجه ,

وشرح لمعانيه وحكمه .فلهذا أشار بكر أبو زيد إلى أن ننظر إلى هذا الشرح

1c480299.png.

8- تحل بالمروءة: التحلي بـالمروءة وما يحمل إليها، من مكارم الأخلاق، وطلاقة الوجه، وإفشاء

السلام، وتحمل الناس، والأنفة من غير كبرياء، والعزة في غير جبروت، والشهامة في غير عصبية،

والحمية في غير جاهلية

 

نعم. يقول التحلي بالمروءة , فما هي المروءة ؟

حدها الفقهاء رحمهم الله, في كتاب الشهادات، قالوا: هي فعل ما يجمله ويزينه, واجتناب ما يدنسه ويشينه .

وهذه عبارة عامة، كل شي يجملك عند الناس ويزينك ويكون سببا للثناء عليك, فهو مروءة, وإن لم يكن من

العبادات , وكل شيء بالعكس فهو خلاف المروءة .ثم ضرب لهذا مثلا , فقال:

من مكارم الأخلاق, فما هو كرم الخُلُق؟ أن يكون الإنسان دائما متسامحاً أو أن يتسامح في موضع التسامح,

ويأخذ بالعزم في موضع العزيمة .ولهذا جاء الدين الإسلامي وسطاً بين التسامح الذي تضيع به الحقوق, وبين

العزيمة التي ربما تحمل على الجور , فنضرب مثلا بالقصاص : وهو قتل النفس بالنفس , يذكر أن بني

إسرائيل انقسمت شرائعهم في القصاص إلى قسمين :

قسم أوجب القتل, ولا خيار لأولياء المقتول فيه, وهي شريعة التوراة، لأن شريعة التوراة تميل إلى الغلظة

والشدة. وقسم آخر أوجب العفو , وقال: إنه إذا قتل الإنسان عمدا فالواجب على أولياؤه التسامح.

هكذا نقرأ في الكتب المنقولة , لأننا لم نقف على نص في الإنجيل وإلا فإن الأصل أن شريعة الإنجيل

هي شريعة التوراة , وقد قال الله تعالى : (وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس ) لكن فيما ينقل

عن بني إسرائيل نسمع هذا.

فجاء دين الإسلام وسطا وجعل الخيار لأولياء المقتول، إن شاءوا قتلوا قصاصا ولهم الحق، وإن شاءوا عفوا

مجانا، وإن شاءوا أخذوا الدية. فصار الأمر في ذلك واسعا .

ومعلوم أن كل عاقل يخير في مثل هذه الأمور , سيختار ما فيه المصلحة العامة , يقدمها على كل شيء .

فمثلا إذا كان هذا الرجل شريرا -يعني القاتل- وأولياء المقتول يحبون المال وقالوا نريد أن نعفو إلى الدية ,

لأننا محتاجون ليس عندنا مال نقول: هذا ليس من الحكمة , انظر إلى المصلحة العامة , وأنتم إذا تركتم شيئا

لله عوضكم الله خيرا منه . اقتلوا هذا القاتل .

ولهذا أوجب شيخ الإسلام ابن تيمية تبعا للإمام مالك رحمه الله ، أوجب قتل القاتل غيلة, حتى لو عفا أولياءه,

حتى لو كان له صغار يحتاجون إلى المال ، فإنه يجب أن يقتل، لأن القتل غيلة لا يمكن التخلص منه . إذ أن

الإنسان اغتيل في حال لا يمكن أن يدافع عن نفسه , والمغتال مفسد في الأرض ( وإنما جزاء الذين يحاربون

الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض)

إذن, مكارم الأخلاق ما هي؟ هي أن يتخلق الإنسان بالأخلاق الفاضلة الجامعة بين العدل والإحسان، فيأخذ

بالحزم في موضع الحزم , وباللين واليسر في موضع اللين واليسر.

طلاقة الوجه، أيضا طلاقة الوجه هذه من مكارم الأخلاق، وهل مثلا أطلق وجهي لكل إنسان حتى لو كان من

أجرم المجرمين أو على حسب الحال؟ على حسب الحال, أطلق الوجه في ستة من تسعة : ما معناها؟ يعني

في الثلثين والثلث دعه لما تقتضيه الحاجة. ليكن سيمتك طلاقة الوجه , هذا أحسن شيء , تجذب الناس إلى نفسك

, ويحبك الناس, ويستطيعون أن يفضوا إليك ما يخفونه من أسرارهم. لكن إذا كنت عبوسا, تعض على شفتك

السفلى ، فإن الناس يهابوك ولا يستطيعون أن يتكلموا معك .لكن إذا اقتضت الحال أن لا تطلق الوجه , فافعل.

ولهذا لا يلام الإنسان على العبوسة لوماً مطلقا , ولا يمدح على تركها مدحا مطلقا .

إفشاء السلام: يعني نشره وإظهاره على كل أحد؟ لا ليس على كل أحد، على من يستحق أن يسلم عليه ,

على المسلم وإن كان عاصيا , وإن كان زانيا وإن كان سارقا وإن كان مرابيا وإن كان يشرب الخمر ,

لأنه مسلم ألقي إليه السلام. لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يحل لمؤمن أن يهجر أخاه المؤمن -أو قال

أخاه- فوق ثلاث يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام) .

فإن فعل المؤمن منكرا, ولاسيما إذا كان منكرا عظيما يخشى منه أن يتفتت المجتمع الإسلامي , فحينئذ يكون

هجره واجبا هجره إن نفع الهجر, وإنما أقول ذلك لئلا يرد علينا قصة كعب بن مالك رضي الله عنه حين تخلف

عن غزوة تبوك , فإن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بهجره , أمر أن يهجره الناس فهجروه وصاروا

لا يتكلمون معه , حتى إنه ذات يوم تسور حديقة أبي قتادة رضي الله عنه , وهو ابن عمه وأحب الناس إليه ,

فسلم على أبي قتادة فلم يرد عليه السلام , سلم ثانيا فلم يرد عليه السلام, سلم ثالثا فلم يرد عليه السلام, فقال:

أنشدك الله, هل تعلم أني أحب الله ورسوله , ( يعني أنت كيف تهجرني وأنا أحب الله ورسوله )

وهل تعلم؟ يعني ألم تعلم؟ ولم يرد عليه. ما قال نعم ولا لا قال: الله ورسوله أعلم. ما أجاب، لماذا ؟

لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمرهم, ولو أمرهم أن يفعلوا أكبر من ذلك لفعلوا .المهم أن الصحابة هجروه لأنه

تخلف عن غزوة تبوك وكان هجره بأمر من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تصوروا يا إخوان يأتي

ويسلم على الرسول عليه الصلاة والسلام يقول : فلا أدري أحرك شفتيه برد السلام أم لا . يعني هو لا يسمع

الرد قطعا لكن لا يدري هل حرك شفتيه بالسلام أم لا. ولكن الرسول يحبه , لأنه إذا قام يصلي -كعب- جعل

النبي صلى الله عليه وسلم يسارقه النظر ينظر إليه .

فهل هذا الهجر الذي وقع من الصحابة لكعب بن مالك هل أثر أو لم يؤثر ؟ أثر، أثر رجوعا عظيما إلى الله

عز وجل {حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم , وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه}

ظنوا بمعنى أيقنوا , لجؤوا إلى الله , ففرج الله عنهم.

فهذا أثر تأثيرا عظيما , وحصل به مصلحة عظيمة , تُتلى قصتهم في كتاب الله عز وجل , يقرؤها المسلمون كلهم

في صلواتهم وفي خلواتهم. يذكرونهم كلما مروا بذكرهم هذه فائدة عظيمة ثم فيها محنة عظيمة أيضا لكعب,

جاءه كتاب من ملك غسان , فقال له في الكتاب : إنه بلغنا أن صاحبك قلاك -يعني أبغضك وهجرك وتركك- ,

فالحق بنا نواسك , ( يعني ائت إلينا نجعلك مثلنا ) -كأنه يشير أن يجعله ملكا على غسان - فماذا فعل ؟ رأى أن

هذه فتنة عظيمة , ذهب بالورقة فسجَّر بها التنور, يعني أحرقها , إحراقا تاما كراهة لها ولما تضمنته ,

ولئلا تغلبه نفسه في المستقبل حتى يجيب لهذا الطلب . وهكذا يكون الإيمان وهذه لا شك أنها محنة عظيمة ,

حصلت من أجل هذه القصة .

فالحاصل أن إفشاء السلام الأصل فيه أنه عام, لكل أحد من المسلمين, إلا من جاهر بمعصية, وكان من المصلحة

أن يُهجر فليُهجر .

أما غير المسلمين فقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام)

فيحرم علينا أن نبدأ اليهود والنصارى ومن سواهم أخبث منهم فلا نبدأه بالسلام ، إن سلموا نرد عليهم , لقول

الله تعالى (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها ) .فإذا قالوا : السلام عليكم , نقول : عليكم السلام صراحة،

لأن الآية ناطقة بذلك (حيوا بأحسن منها أو ردوها) .ولأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إنما أمر أن نقول:

وعليكم , لأنهم يقولون السام عليكم , كما جاء ذلك مصرحا به في حديث عبد الله بن عمر قال إن اليهود أو قال

أهل الكتاب يقولون السام عليكم فإذا سلموا فقولوا وعليكم .

1c480299.png

وعليه فتَنَكُّبُ ( خَوارِمِ الْمُروءةِ ) في طَبْعٍ أو قولٍ أو عَمَلٍ من حِرفةٍ مَهِينَةٍ أو خَلَّةٍ رَديئةٍ كالعُجْبِ والرياءِ

والبَطَرِ والْخُيلاءِ واحتقارِ الآخرينَ وغِشْيَانِ مَواطِنِ الرِّيَبِ.

 

لما ذكر المروءة أنه ينبغي لطالب العلم أن يتحلى بها, قال: تنكَّب، يعني ابعد عن خورام المروءة في طبع أو قول

أو عمل: يعني في طباعك حاول أن تكون طباعك ملائمة للمروءة, ومن المعلوم أنه ليس التكحل في العينين كالكحل,

وليس التطبع كالطبع, لكن الإنسان مع ممارسة الشيء ربما يكون الكسب غريزة , والتطبع طبيعة , وإلا فإن الإنسان لو

حاول ما يحاول من الأخلاق وطبعه ليس كذلك سيجد صعوبة , لكنه مع التمرن تحسن الحال . وهذا مُجرب ,

فقد سمعنا عن بعض الناس الذي كان بعيدا عن العلم وعن طلب العلم له أخلاق سيئة , ثم لما منَّ الله عليه بالعلم

بالهداية وطلب صارت أخلاقه طيبة , لأنه مرن نفسه على هذه الأخلاق حتى صارت كأنها من طباعه وغرائزه .

من حرفة مهينة أو خلة رديئة: الخلة يعني الخصلة, والحرفة المهينة هي كل ما يحترفه الإنسان من عمل .

ثم ضرب لذلك أمثلة بقوله كالعُجب, أن يعجب الإنسان بنفسه, فإذا استنبط فائدة قال: هذه الفائدة ما شاء الله أنا

استنبطتها هذه ما يستنبطها أكبر عالم, ثم أٌعجب بنفسه , ورأى نفسه كبيرا وانتفخ .

الرياء أن يرائي الناس بأن يتكلم في العلوم أمامهم حتى يروا أنه عالم فيقال: هذا عالم.

البطر: رد الحق, وهذه تحصل في المجادلات والتعصب لرأي من الآراء, أو لمذهب من المذاهب, تجده يغمط

الآخرين يرد الحق لأنه خلاف ما يرى .

الخيلاء نتيجة العجب, يعني يُظهر نفسه بمظهر العالم الواسع العلم, ومن ذلك أن يكون للعلماء في بلد ما زيٌّ

خاص في اللباس, فيأتي هذا الإنسان البادئ بالعلم فيلبس لباس كبار العلماء ليظن الظان أنه من كبار العلماء

, فهذا من الخيلاء.

كذلك أيضا احتقار الآخرين, فالبطر هو احتقار الآخرين هو الكبر، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام:

(الكبر بطر الحق وغمط الناس) أي احتقارهم.

وغِشْيَان مواطن الريب: يعني المواطن التي تكون محل الشك فيه وفي مروءته وأخلاقه يتجنبها

(رحم الله امرءًا كف الغيبة عن نفسه) وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أطهر الخلق

, قال للرجلين الأنصاريين وهو مع زوجه صفية رضي الله عنها , قال : إنها صفية . فكيف بغيره .

فالحاصل أنك لا تثق بنفسك وتقول إن الناس لن يظنوا بي شيئا, فأنت وإن كنت عند الناس بهذه المثابة, لكن

الشيطان يلقي في قلوبهم الشر, حتى يتهموك بما أنت منه برئ, فتجنب مواطن الريب حتى تسلم من الريبة .

الأنفة من غير كبرياء: يعني أن يأنف الإنسان من الأشياء المهينة التي توجب ضعته عند الناس لكن بدون كبرياء.

العزة في غير الجبروت: أن يكون عزيز النفس قويا لكن من غير جبروت, بمعنى أن لا يذل أمام خصمه,

عند المناظرة أو غير المناظرة , بل يتصور أنه غالب , لكن بشرط أن لا يؤدي ذلك إلى الجبروت, فإنه إذا

أدى إلى الجبروت صار خلقا ذميما. عكس ذلك من يكون ذليلا حتى وإن كان عنده علم لا يستطيع أن يناظر

ولا أن يجادل, ولا أن يتكلم مع الغير فتجده يُهزم حتى في مواطن الحق التي أصاب فيها.

الشهامة في غير عصبية: واضحة أن يكون الإنسان شهما معتزا بنفسه لكن من غير عصبية, لا يقول أنا من

القبيلة الفلانية ولي شهامة , أنا من تميم ، أنا من قريش ، أنا من كذا، أنا من كذا .

والحمية في غير جاهلية : أن يكون عند الإنسان حمية وغيرة , لكن في الحق لا في الجاهلية

1c480299.png

9- تَمَتَّعْ بِخِصالِ الرجولةِ من الشجاعةِ وشِدَّةِ البَأْسِ في الحقِّ ومَكارِمِ الأخلاقِ والبَذْلِ في سبيلِ المعروفِ

حتى تَنْقَطِعَ دونَك آمالُ الرجالِ .وعليه فاحْذَرْ نَوَاقِضَها: من ضَعْفِ الْجَأْشِ، وقِلَّةِ الصبْرِ وضَعْفِ الْمَكَارِمِ فإنها

تَهْضِمُ العِلْمَ وتَقْطَعُ اللسانَ عن قَوْلَةِ الْحَقِّ، وتَأْخُذُ بناصيَتِه إلى خُصومِه في حالةٍ تَلْفَحُ بسمومِها في وُجوهِ

الصالحينَ من عِبادِه .

 

هذا كالتكميل للأول لأن التمتع بخصال الرجولة من المروءة بلا شك, فإن الإنسان إذا نزل نفسه منزلة الرجال

الذين هم رجال بمعنى الكلمة فإنه سوف يتمتع بما ذكره: الشجاعة وشدة البأس في الحق, مكارم الأخلاق، البذل

في سبيل المعروف، حتى تنقطع دونك آمال الرجال: يعني حتى لا يهم أحد بأن يسبقك بما أنت عليه من هذه الخصال .

فالشجاعة: الإقدام في محل الإقدام, فإذا كانت الشجاعة هي الإقدام في محل الإقدام لزم من ذلك أن تسبق برأي وتفكير

وحنكة، ولهذا قال المتنبي :

 

الرأي قبل شجاعة الشجعان = هو أول وهي المحل الثاني

فإذا هما اجتمعا بنفس حرة = بلغت من العلياء كل أمال

فلا بد من رأي, لأن الإقدام في غير رأي تهور , تكون نتيجته عكس ما يريده هذا المقدم.

كذلك أيضا شدة البأس في الحق, بحيث يكون قويا فيه صابرا على ما يحصل من أذى أو غيره في جانب الحق.

مكارم الأخلاق سبق الكلام عليها وأنها تشمل كل خلق كريم يحمد الإنسان عليه.

البذل في سبيل المعروف، البذل: يشمل بذل المال والجاه والعلم وكل ما يبذل للغير لكن في سبيل المعروف.

أما البذل في سبيل المنكر فهو منكر, والبذل فيما ليس بمعروف ولا منكر قد يكون من إضاعة الوقت أو

من إضاعة المال .

1c480299.png

ولإستماع الدرس تفضلي هنا

 

يبدأ الدرس من الدقيقة " 13,8" إلى الدقيقة " 1.00.18" ه

 

 

وبالتوفيق والسداد

 

1c480299.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

أحسنتِ بارك الله فيكِ *

* مراجعة الدرس السابق " الثاني"*

 

1c480299.png

السؤال الأول :

مالفرق بين الخوف والخشيه ؟

......

السؤال الثاني :

ما معنى هذا البيت

الْعِلْمُ حَرْبٌ لِلْفَتِيِّ الْمُتَعالي *** كَالسَّيْلِ حَرْبٌ لِلْمَكانِ الْعالي

......

السؤال الثالث :

ماهو العجب؟ ومتى يصبح العجب خيلاء ؟

......

1c480299.png

 

1c480299.png

 

 

* الفرق بين الخشية والخوف أن الخشية تكون من عظم المخشي، والخوف من ضعف الخائف.

 

* الْعِلْمُ حَرْبٌ لِلْفَتِيِّ الْمُتَعالي *** كَالسَّيْلِ حَرْبٌ لِلْمَكانِ الْعالي

 

بمعنى أن الفتى المتعالي لا يُدرك العلم لأنه حرب له و مثل له بالمكان العالي الذي لا يستقر عليه السيل.

 

* العجب هو إعجاب بالنفس و يكون بالقلب فقط كأن تحب شيئا تقوم به أو شيئا أنت عليه بينما الخيلاء هو عجب مع ظهور ذلك في هيئة الشخص

 

اعتذر معلمتي على التأخير فأنا في سفر لهذا لا ادخل للمنتدى دائما

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكِ الله خيرًا ام عبدلله الحبيبة

وبارك الله فيكِ : )

 

حيّاكن الله طالباتنا الحبيبات

سعدت لتفاعلكن اللهم بارك

وفي إنتظار البقية إن شاء الله

 

اعتذر معلمتي على التأخير فأنا في سفر لهذا لا ادخل للمنتدى دائما

 

يسر الله اموركِ ياغالية

وبارك الله في جهدكِ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

* مراجعة الدرس السابق " الثالث"*

 

1c480299.png

السؤال الأول :

مالمقصود التحلي بـ"رونق العلم " ؟

......

السؤال الثاني :

ما معنى "البطر " في حديث قال النبي عليه الصلاة والسلام:

(الكبر بطر الحق وغمط الناس) ؟

......

السؤال الثالث :

وضحي المقصود بـ " الأنفة من غير كبرياء" ؟

......

1c480299.png

 

 

 

 

 

 

@أم براءة المسلمة

@

 

 

 

1c480299.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بارك الله تعالى هذه الجهود الطيبة، ووفقكن الله تعالى

الحبيبة مـ أم الزهراء ـرام ، لم تستطع وضع محاضرة اليوم، لسبب قاهر، وإن شاء الله أضعها بدلا عنها

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

TxJ80299.png

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى وله وصحبة وسلم

D2X80299.png

> المحاضرة الرابعة

 

احيّاكن الله طالباتنا الغاليات .. كيف حالكنّ

وصلنا ولله الحمد اليوم إلى نهاية الفصل الأول بإذن الله وهو

" آداب طالب العلم في نفسه "

 

استعرضنا في دروسنا السابقة هذه الآداب وهي :

1/ العلمُ عبادة

2/ كُنْ عَلى جادَّة السَّلَفِ الصّالِحِ

3/ مُلازَمَةُ خَشْيَةِ الله تَعالى

4/دَوامَ الْمُراقَبَة

5/ خَفْضُ الْجَناحِ وَنَبْذُ الخُيَلاءِ وَالْكِبْرِياء

6/ القناعة والزهادة

 

7-التحلي برونق العلم

 

تحل بالمروءة

 

9 ـ تَمَتَّعْ بِخِصالِ الرجولةِ

 

وسنختم الفصل بست آداب أخرى متبقية وهي

10/ هَجْرُ التَّرَفُّهِ

 

11/ الإعراضُ عن مَجَالِسِ اللَّغْوِ

 

12/ الإعراضُ عن الْهَيْشَاتِ

 

13/ التحَلِّي بالرِّفْقِ

 

14/ التأمُّلُ : التَّحَلِّي بالتأمُّلِ

 

15/ الثَّباتُ والتَّثَبُّتُ

 

والآن مع الشرح

 

1c480299.png

10- هَجْرُ التَّرَفُّهِ : لا تَسْتَرْسِلْ في ( التَّنَعُّمِ والرفاهِيَةِ )؛ فإنَّ ( البَذاذةَ من الإيمانِ )

وخُذْ بوَصيةِ أميرِ المؤمنينَ عمرَ بنِ الْخَطَّابِ رَضِي اللهُ عَنْهُ في كتابِه المشهورِ وفيه:

(وإِيَّاكُم والتنَعُّمَ وزِيَّ العَجَمِ، وتَمَعْدَدُوا واخْشَوْشِنُوا )

 

لا تسترسل في التنعم والرفاهية، وهذه النصيحة تقال لطالب العلم ولغير طالب العلم لأن

الاسترسال في ذلك مخالف لإرشاد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم, فقد كان ينهى عن

كثرة الإرفاه ويأمر بالاحتفاء أحيانا، والإنسان الذي يعتاد الرفاهية يصعب عليه معالجة الأمور،

لأنه قد تأتيه الأمور على وجه لا يتمكن معه من الرفاهية، ولنضرب لذلك مثلا بهذا المثل

الذي ذكرناه في الحديث يأمر بالاحتفاء أحيانا: بعض الناس لا يحتفي, دائما عليه جورب وعليه

خف وعليه نعل, لا يكاد يمشي هذا الرجل لو عرض له عارض وقيل له تمشي 500 متر

بدون وقاية للرجل لوجدت ذلك يشق عليه مشقة عظيمة, وربما تدمى قدمه من مماسة الأرض،

لكن لو عوَّد نفسه على الخشونة وعلى ترك الترفه دائما , لحصل له خير كثير. ثم إن البدن إذا لم

يعود على مثل هذه الأمور لم يكن عنده مناعة, فتجده يتألم من أي شيء من ذلك , لكن إذا كان

عنده مناعة لا يهتم له ولهذا تجد أيدي العمال الآن أقوى بكثير من أيدي طلبة العلم, لأنها

تعودت واعتادت على ذلك حتى إن بعض العمال فيما سبق لما كانوا يعانون الطين واللبن إذا

مسست أيديهم كأنما مسست حجرا من خشونتها , لو أنه ضم أصابعه على يدك لآلمك كثيرا

لأنه اعتاد على ذلك. فترفيه الإنسان نفسه كثيرا لا شك أنه ضرر عليه كبير .

قوله : " البذاذة من الإيمان " ما هي البذاذة ؟

البذاذة: عدم التنعم والترفه, وليست البذاءة , فرق بين البذاءة وبين البذاذة ، البذاءة صفة

غير محمودة , أما البذاذة فهي صفة محمودة.

وخذ بوصيه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه في كتابه المشهور، وفيه:

وإياكم وزي العجم .

هذه الجمله تحذيرية, لأن العرب عندهم جمل تحذيرية وعندهم جمل إغرائية. فإن وردت

في مطلوب فهي إغراء، وإن وردت في محذور فهي تحذير.

فلو قلت لشخص: الأسد الأسد , هذا تحذير. وإن قلت : الغزال الغزال, هذا إغراء .

أما (إيَّاك) فهي للتحذير

قال ابن مالك : إياك والشر ونحوه نصب = محذر بما استتاره وجب

ومعنى إياكم: أحذركم .

والتنعم : هذه الواو للعطف, وقيل للمعية , والمعنى : أحذركم مع التنعم يعني أن تكونوا

مع التنعم, التنعم باللباس وبالبدن وكل شيء, والمراد بذلك كثرته .لأن التنعم بما أحل الله على

وجه لا إسراف فيه , من الأمور المحمودة بلا شك .ومن ترك التنعم بما أحل الله من غير

سبب شرعي , فهو مذموم.

وقوله: وزي العجم، ما هو زي العجم؟ شكله، سواء كان ذلك في الحلية كشكل الشعر شعر

الرأس أو اللحية أو ما أشبه ذلك، أو كان باللباس يعني بالتحلي باللباس. فإننا منهيون عن زي

العجم , وليس المراد بالعجم أمة إيران بل المراد بالعجم كل ما سوى العرب فيدخل فيه

الأوربيون والشرقيون في آسيا وغيرها, كل من سوى العرب فهو عجم لكن المسلم من العجم

التحق بالعرب حكما لا نسبا, لأنه اقتدى بمن بعث في الأميين رسولا صلى الله عليه وعلى آله وسلم .

تمعددوا : هل معناه كبروا معدتكم؟! لا، معد بن عدنان هذا أعلى أجداد الرسول عليه الصلاة

والسلام بعد عدنان وهو ولا شك من صميم العرب فكأنه يقول: اتركوا زي العجم وعليكم

بزي العرب (معد بن عدنان) .

وأما اخشوشنوا : فهو من الخشونة التي هي ضد الليونة والتنعم .

وكل هذه وصايا نافعة من عمر رضي الله عنه , لو أن الناس عملوا بها, سواء من طلبة العلم أو

غير طلبة العلم, لكان في هذا خير كثير .لكن الآن في البلاد التي منَّ الله عليها بالأمن وطيب

العيش وكثرة المال , صار الأمر بالعكس تماما, فالتنعم موجود لا يريد الإنسان إلا أن يركب

مركبا مريحا ويبني قصرا مشيدا ولا يناله شيء من الأذى لا برد في برد ولا حر في حر

ولا يريد أن يمسه شيء متنعم تماما. ولهذا كثرت فيهم الأوبئة التي تترتب على عدم الحركة ,

مثل السمنة والضغط وضيق التنفس وعدم القدرة ، يعني بعض الناس تجد الشاب تصعد أنت وهو

الجبل، لا ينتصف الجبل إلا وقد سارع نَفَسُه حتى يكاد يسقط بدنه, وأنت مستريح لأنك تعودت

وهو لم يتعود مع أنه شاب لكن لم يعود نفسه . زي العجم الآن موجود يترقبون كل موضة تخرج

حتى يقلدوها , وقد أتعبت النساء رجالها في هذا الباب تجدها تأتي صباح النهار كل يوم بلباس

من أحسن الألبسة نظيف، ساتر، ثم تنزل إلى السوق في آخر النهار فإذا بموضة جديدة، فتصيح

أريد أن أشتري هذا الثوب مع أنه أضيق من الأول وأسوأ من الأول ولكن هذا شيء جديد، لا بد

من الإعجاب به لا بد من أن تأخذ منه , خصوصا من منَّ الله عليها بالمال كبعض المدرسات

وغيرهم , فتجدها لا يهمها تشتري ما تريد، وهذا غلط. ولهذا كثرت الآن بين أيدي النساء

مجلات تسمى البردة, تأخذها المرأة وتنظر ما يروق لها حتى وإن كان لباسا لا يتناسب

مع اللباس الشرعي, لكنه جديد، نسأل الله السلامة والهداية.

1c480299.png

وعليه فازْوَرَّ عن زَيْفِ الحضارةِ فإنه يُؤَنِّثُ الطِّباعَ ويُرْخِي الأعصابَ ويُقَيِّدُك بِخَيْطِ

الأَوْهَامِ ويَصِلُ المُجِدُّونَ لغاياتِهم وأنتَ لم تَبْرَحْ مكَانكَ، مَشْغُولٌ بالتأَنُّقِ في مَلْبَسِكَ وإن

كان منها شِيَاتٌ ليست مُحَرَّمَةً ولا مَكروهةً لكن ليست سَمْتًا صالحًا والحِلْيَةُ في الظاهرِ

كاللِّباسِ عُنوانٌ على انتماءِ الشخصِ بل تَحديدٌ له، وهل اللِّباسُ إلا وَسيلةٌ من وسائلِ التعبيرِ

عن الذاتِ ؟! فكُنْ حَذِرًا في لِباسِكَ؛ لأنه يُعَبِّرُ لغَيْرِكَ عن تَقْوِيمِك في الانتماءِ والتكوينِ والذوْقِ،

ولهذا قِيلَ: الْحِلْيَةُ في الظاهِرِ تَدُلُّ على مَيْلٍ في الباطِنِ والناسُ يُصَنِّفُونَكَ من لِباسِك بل إنَّ

كيفِيَّةَ اللُّبْسِ تُعْطِي للناظِرِ تَصنيفَ اللابسِ من: الرصانةِ والتعَقُّلِ أو التَّمَشْيُخِ والرَّهْبَنَةِ أو

التصابِي وحُبِّ الظهورِ، فخُذْ من اللِّباسِ ما يَزينُك ولا يَشينُك ولا يَجْعَلْ فيكَ مَقالًا لقائلٍ

ولا لَمْزًا لِلَامِزٍ، وإذا تلاقَى مَلْبَسُك وكيفيَّةُ لُبْسِك بما يَلتَقِي مع شَرَفِ ما تَحْمِلُه من العِلْمِ

الشرعيِّ كان أَدْعَى لتعظيمِك والانتفاعِ بعلْمِك، بل بِحُسْنِ نِيَّتِك يكونُ قُرْبَةً إنه وسيلةٌ إلى هِدايةِ

الْخَلْقِ للحَقِّ . وفي المأثورِ عن أميرِ المؤمنينَ عمرَ بنِ الْخَطَّابِ رَضِي اللهُ عَنْهُ :

( أَحَبُّ إليَّ أن أَنْظُرَ القارِئَ أبيضَ الثيابِ ) أي : ليَعْظُمَ في نفوسِ الناسِ فيَعْظُمَ في

نفوسِهم ما لَدَيْهِ من الْحَقِّ.

والناسُ كما قالَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تَيميةَ رَحِمَه اللهُ تعالىكأسرابِ الْقَطَا، مَجبولون

على تَشَبُّهِ بعضِهم ببَعْضٍ . فإيَّاكَ ثم إيَّاكَ من لِباسِ التصابِي، أمَّا اللِّباسُ الإفرنجيُّ فغَيرُ خافٍ

عليك حُكْمُه، وليس معنى هذا أن تأتِيَ بلِباسٍ مُشَوَّهٍ لكنه الاقتصادُ في اللِّباسِ برَسْمِ الشرْعِ،

تَحُفُّه بالسمْتِ الصالحِ والْهَدْيِ الْحَسَنِ. وتَطْلُبُ دلائلَ ذلك في كتُبِ السنَّةِ والرِّقاقِ ،

لا سِيَّمَا في ( الجامعِ ) للخطيبِ.

ولا تَسْتَنْكِرْ هذه الإشارةَ فما زالَ أهلُ العِلْمِ يُنَبِّهُون على هذا في كُتُبِ الرِّقاقِ والآدابِ

واللِّباسِ، واللهُ أَعْلَمُ .

 

لما ذكر - وفقه الله - هجر الترفه، أطنب في ذكر اللباس، لأن اللباس الظاهر عنوان

على اللباس الباطن.

ولهذا يمر بك رجلان كلاهما عليه ثوب مثل الآخر, فتزدري أحدهما ولا تهتم بالآخر, تزدري

بمن لباسه ينبغي أن يكون على غير هذا الوجه. إما في الكيفية وإما في اللون وإما في الخياطة أو

غير ذلك، والثاني لا ترفع به رأسا ولا ترى في لباسه بأسا، لأن لكل قالب ما يناسبه .

مثلا لبس العقال: هو في الأصل لا بأس به، بل إن بعضهم يقول: إنه العمامة العصرية، العمامة

في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام كانت لفافة تطوى على الرأس وتحتاج إلى تعب في

طيها ونقلها, لكن هذا مطوي جاهز ليس عليك إلا أن تضعه على رأسك، فهو العمامة إلا أنها

عمامة ميسرة، ولهذا كان بعض الناس فيما سبق يجعلون (العُقُل) يجعلونها بيضاء لتكون

كالعمامة تماما، هذه العُقُل لا يلبسها كل الناس على حد سواء، يمر بك رجلان كلاهما قد لبس

العقال أحدهما تزدريه والثاني لا تهتم به, لأن الأول لبس ما لا يلبسه مثله والثاني لبس

ما يلبسه مثله ولا تهتم به .

وأشياء كثيرة من هذا النوع، مر بك رجلان أحدهما ميكانيكي عليه بنطلون ومر بك عالم كبير

عليه بنطلون في بلد لا يلبس العلماء مثله، تجد أنك تزدري الثاني ولا تزدري الأول .

فالمهم أن الشيخ وفقه الله, يقول إن بعض الناس يكون مشغولا بالتأنق في ملابسه، حتى وإن كانت

مباحة، فلا ينبغي أن يكون أكبر همك الهندمة والتأنق في اللباس، والتأنق في لبس الغترة

(واجعلها مرزاب لا مرزابين ولا ثلاثة) لا تهتم بهذا، ولكن لا تكون أيضا بالعكس لا تهتم بنفسك

ولا بلباسك، وقد سبق أن التجمل في اللباس مما يحبه الله عز وجل , وهذا عمر رضي الله عنه

يقول: أحب إلي أن أنظر القارئ أبيض الثياب . لأنه جمال.

وقول الشيخ بكر أبي زيد وفقه الله: (إنه يعبر لغيرك عن تقويمك، في الانتماء، والتكوين،

والذوق)؛ هذا أيضا صحيح لأن كل إنسان قد يزن من لاقاه بحسب ما عليه من اللباس, كما أنه

يزنه بالنسبة لحركاته وكلامه وأقواله , وخفته ورزانته كذلك في اللباس .

ثم حذر من لباس التصابي، قبلها كلام شيخ الإسلام أيضا كلام مهم: الناس كأسرابِ الْقَطَا،

مَجبولون على تَشَبُّهِ بعضِهم ببَعْضٍ. وهذا صحيح ولذلك إذا ظهر نوع جديد من اللباس تجد الناس

يتقاطرون عليه فما تلبث أن يسع الناس كلهم .

أما لباس التصابي, بأن يلبس الشيخ الكبير سنا ما يلبسه الصبيان , من رقيق الثياب وما أشبه

ذلك فهذا أيضا من الأمور التي لا ينبغي للإنسان أن يمارسها .

أما اللباس الإفرنجي فغير خاف عليك حكمه, ما هو حكمه ؟ التحريم، لقول النبي صلى

الله عليه وسلم : ((من تشبه بقوم فهو منهم))

لكن ما هو اللباس الإفرنجي ؟ اللباس الإفرنجي هو المختص بهم بحيث لا يلبسه غيرهم ,

وإذا رآه الرائي قال: إن لابسه من الإفرنج , وأما ما كان شائعا بين الناس , من الإفرنج وغير

الإفرنج , فهذا لا يكون من التشبه , لكن قد يحرم من جهة أخرى مثل أن يكون حريرا بالنسبة

للرجال, أو قصيرا بالنسبة للنساء أو ما أشبه ذلك.

ثم لما خاف أن يمضي الذهن بعيدا قال : وليس معنى هذا أن تأتي بلباس مشوه، يعني ليس معنى

ما قاله أن الإنسان يأتي باللباس المشوه كما يفعله بعض الناس, إظهارا للزهد. تجد ثوبه يشق

يقول: دعه، ما يهتم به ويتسخ يقول لا يهم أنا مآلي للتراب والأرض تأكل الكفن وتوسخ الجسد

ما يهم, أو مثلا يأتي وغترته غير مرتبه ولا يبالي، الجانب هذا قليل والجانب هذا كثير ويمشي

بدون مبالاة هذا ليس طيبا, الإنسان ينبغي أن يعتني بنفسه ولا يأتي بما يكون هزءا في حقه,

لأنه مأمور بأن يدفع الغيبة عن نفسه ((رحم الله امرئ كف الغيبة عن نفسه))

1c480299.png

11 - الإعراضُ عن مَجَالِسِ اللَّغْوِ: لا تَطَأْ بِساطَ مَن يَغْشُونَ في نادِيهم الْمُنْكَرَ، ويَهْتِكُون

أستارَ الأَدَبِ مُتَغَابِيًا عن ذلك ، فإنْ فعَلْتَ ذلك فإنَّ جِنايَتَكَ على العِلْمِ وأَهْلِه عظيمةٌ .

 

أما قوله: (الإعراض عن مجالس اللغو) فاللغو نوعان: لغو ليس فيه فائدة ولا مضرة،

ولغو فيه مضرة. أما الأول فلا ينبغي للعاقل أن يُذهب وقته فيه لأنه خسارة، وأما الثاني فإنه

يحرم عليه أن يمضي وقته فيه لأنه منكر محرم والمؤلف كأنه حمل الترجمة على المعنى

الثاني الذي هو اللغو المحرم، ولا شك أن المجالس التي تشتمل على المحرم لا يجوز للإنسان أن

يجلس فيها لأن الله تعالى يقول: { وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها

ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم } فمن جلس مجلسا

منكر وجب عليه أن ينهى عن هذا المنكر فإن استقامت الحال فهذا المطلوب وإن لم تستقم وأصروا

على منكرهم فالواجب أن ينصرف خلافا لما يتوهمه بعض العامة يقول: إن الرسول صلى الله عليه

وعلى آله وسلم قال : ((فإن لم يستطع فبقلبه )) وأنا كاره لهذا المنكر في قلبي وهو جالس مع أهله

فيقال له: لو كنت كارها له حقًا ما جلست معهم لأن الإنسان لا يمكن أن يجلس على مكروه إلا

إذا كان مكرها، أما شيء تكرهه وتجلس باختيارك فإن دعواك كراهته ليست بصحيحة.

وقوله: (فإن فعلت ذلك فإن جنايتك على العلم وأهله عظيمة) أما كونه جنايته على نفسه فالأمر

ظاهر، يعني لو رأينا طالب علم يجلس مجالس اللهو واللغو والمنكر فجنايته على نفسه واضحة

وعظيمة، لكن كيف تكون جناية على العلم وأهله ؟ لأن الناس يقولون: هؤلاء طلبة العلم، هؤلاء

العلماء، هذا نتيجة العلم، وما أشبه ذلك فيكون قد جنى على نفسه وعلى غيره.

1c480299.png

12- الإعراضُ عن الْهَيْشَاتِ: التَّصَوُّنُ من اللَّغَطِ والْهَيْشَاتِ، فإنَّ الغَلَطَ تحتَ اللَّغَطِ، وهذا يُنافِي

أَدَبَ الطَّلَبِ.

الهيشات يعني بذلك هيشات الأسواق كما جاء في الحديث التحذير منها لأنها تشتمل على لغط

وسب وشتم وبعض طلبة العلم يقول أنا أقعد في الأسواق من أجل أن أنظر ماذا يفعل الناس؟

وماذا يكون بينهم؟ فنقول: هناك فرق بين الاختبار والممارسة يعني لو ذكر لك أن في السوق

الفلاني كذا وكذا فهنا لا حرج عليك أن تذهب وتختبر بنفسك، لكن لو كان جلوسك في هذا

السوق مستمرا تمارسه كل عصر تروح تجلس في هذا السوق لكان هذا خطأ بالنسبة لك لأنه

إهانة لك ولطلب العلم ولطلبة العلم عموما وللعلم الشرعي أيضا .

ومن لَطيفِ ما يُسْتَحْضَرُ هنا ما ذَكَرَه صاحبُ (الوَسيطِ في أُدباءِ شِنْقِيطَ) وعنه في (مُعْجَمِ الْمَعاجِمِ):

أنه وَقَعَ نِزاعٌ بينَ قَبيلتينِ، فسَعَتْ بينَهما قَبيلةٌ أُخرى في الصُّلْحِ فتَرَاضَوْا بِحُكْمِ الشرْعِ وحَكَّمُوا

عالِمًا فاستَظْهَرَ قتلَ أربعةٍ من قبيلةٍ بأربعةٍ قُتِلُوا من القبيلةِ الأخرى، فقالَ الشيخُ بابُ بنُ أحمدَ:

مثلُ هذا لا قِصاصَ فيه. فقالَ القاضي: إنَّ هذا لا يُوجَدُ في كتابٍ . فقالَ : بل لم يَخْلُ منه كتابٌ.

فقالَ القاضي : هذا (القاموسُ ) - يعني أنه يَدْخُلُ في عُمومِ كتابٍ - . فتَنَاوَلَ صاحبُ الترجمةِ

( القاموسَ ) وَأَوَّلَ ما وَقَعَ نَظَرُه عليه: ( والْهَيْشَةُ الفتنةُ وأمُّ حُبَيْنٍ وليس في الْهَيْشاتِ قَوَدٌ )

أي : في القتيلِ في الفِتنةِ لا يُدْرَى قاتِلُه فتَعَجَّبَ الناسُ من مِثْلِ هذا الاستحضارِ في ذلك

الموقِفِ الْحَرِجِ ) اهـ ملَخَّصًا .

 

هؤلاء قبائل جرى بينهم فتنة فقتل من إحدى القبيلتين أربعة رجال فحضروا إلى القاضي فقال

الشيخ واسمه باب بن أحمد: مثل هذا لا قصاص فيه، قال القاضي الحاكم: إن هذا لا يوجد في كتاب،

يعني أين الدليل على أنه لا قصاص فيه؟ لا يوجد، في أي كتاب أنه لا قصاص في ذلك، فقال الشيخ

باب بن أحمد: بل لم يخل منه كتاب، فقال القاضي: هذا القاموس، يعنى أنه يدخل في عموم كتاب

وهو قول باب بن أحمد: لم يخل منه كتاب كلمة (لم يخل منه كتاب) كلمة كتاب عامة تشمل كل

الكتب، كتب الفقه والعقيدة والنحو والأدب وكل شيء؛ لأن كتاب نكرة في سياق النفي فتكون للعموم

وهو يقول لم يخل منه كتاب، فقال القاضي: هذا القاموس، القاضي الآن يعني عنده ثقة بنفسه أنه

لن يوجد في القاموس حكم هذه المسألة؛ لأن القاموس كتاب لغة وليس كتاب فقه، قال القاضي

هذا القاموس وأنت تقول: لا يخلو منه كتاب، هذا القاموس أعطني إياها، يقول فتناول صاحب

الترجمة القاموس وأول ما موقع نظره عليه والهيشة فتنة وأم حبين وليس في الهيشات قود، فأخذ

من كتاب القاموس أن حكم القاضي بأنه يقتل من القبيلة الأخرى أربعة خطأ . هذا معنى هذه القصة.

أي: في القتيل في الفتنة لا يدرى قاتله فتعجب الناس من مثل هذا الاستحضار في ذلك الموقف

الحرج انتهى ملخصا .

الهشية الفتنة وأم حبين. من يعرف أم حبين ؟ هي دويبة لكنها تشبه الخنفساء، دوبية يعني ليست

من الدواب القوية لكنها على كل حال هي دويبة من الحشرات .

 

1c480299.png

13- التحَلِّي بالرِّفْقِ: الْتَزِم الرِّفْقَ في القوْلِ، مُجْتَنِبًا الكلمةَ الجافيةَ فإنَّ الْخِطابَ اللَّيِّنَ يتَأَلَّفُ

النفوسَ الناشِزَةَ . وأَدِلَّةُ الكتابِ والسنَّةِ في هذا مُتكاثِرَةٌ .

 

هذا من أهم الأخلاق لطالب العلم سواء أكان طالبا أم مطلوبا أي: معلما، فالرفق كما قال النبي

عليه الصلاة والسلام: (( إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله وما كان الرفق في شيء

إلا زانه ولا نزع من شيء وإلا شانه)) لكن لا بد أن يكون الإنسان رفيقا من غير ضعف أما

أن يكون رفيقا يمتهن ولا يأخذ بقوله ولا يهتم به فهذا خلاف الحزم لكن يكون رفيقا في مواضع

الرفق وعنيفا في مواضع العنف ولا أحد أرحم من الخلق من الله عز وجل ومع ذلك يقول:

{ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ

كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ } فلكل مقام مقال لو أن

الإنسان عامل ابنه بالرفق في كل شيء حتى فيما ينبغي فيه الحزم ما استطاع أن يربيه، لو

كان ابنه مثلا كسر الزجاج وفتح الأبواب وشق الثياب ثم جاء الأب ووجده على هذه الحال قال:

يا ولدي ما يصلح هذا لو شققته يتلف ولو كسرته تكون خسارة علينا وقمت تكلمه هكذا والولد

عفريت من العفاريت، يكفي هذا أم لا يكفي؟ ما يكفي كل مقام له مقال: (( مروا أبناءكم بالصلاة

لسبع واضربوهم عليها لعشر )) لكن إذا دار الأمر بين الرفق أو العنف فما الأفضل ؟ الرفق،

فإن تعين العنف صار هو الحكمة .

يقول: مجتنبا الكلمة الجافية، هذا صحيح تجنب الكلمة الجافية والفعلة الجافية أيضا، وقوله:

الخطاب اللين يتألف النفوس الناشزة، عندنا كلمة يقولها العامة لا أدري هل توافقون عليها أم لا:

الكلام اللين يغلب الحق البين، لا بد أن نفهم المراد يغلب الحق البين يعني أن تليين الكلام للخصم

ولو كان الحق معه فإنه يتنازل عن حقه، وليس معناه أن الكلام اللين يبطل الحق، يغلب الحق البين،

يعني فيما جاء به الخصم لأنك إذا ألنت له الكلام لان لك وهذا شيء مشاهد إذا نازعت أحدا فسيشتد

عليك ويزيد وإذا ألنت له القول فإنه يقرب منك ولهذا قال الله تعالى لموسى وهارون حين

أرسلهما إلى فرعون: {فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى} .

1c480299.png

14- التأمُّلُ : التَّحَلِّي بالتأمُّلِ. فإنَّ مَن تَأَمَّلَ أَدْرَكَ ، وقيلَ : ( تَأَمَّلْ تُدْرِكْ ).

وعليه فتَأَمَّلْ عندَ التَّكَلُّمِ : بماذا تَتَكَلَّمُ ؟ وما هي عائدتُه ؟ وتَحَرَّزْ في العِبارةِ والأداءِ دونَ تَعَنُّتٍ أو

تَحَذْلُقٍ، وتَأَمَّلْ عندَ المذاكرةِ كيفَ تَختارُ القالَبَ المناسِبَ للمعنى الْمُرادِ، وتَأَمَّلْ عندَ سؤالِ

السائلِ كيف تَتَفَهَّمُ السؤالَ على وجْهِه حتى لا يَحْتَمِلَ وَجهينِ ؟ وهكذا.

التأمل الذي أراده : تأمل عند الجواب كيف يكون جوابك؟ هل هو واضح لا يحصل فيه لبس

أو مبهم؟ وهل هو مفصل أو مجمل؟ حسب ما تقتضيه الحال، المهم التأمل يريد بذلك التأني

وألا تتكلم حتى تعرف ماذا تتكلم به وماذا ستكون النتيجة؟ ولهذا يقولون: لا تضع قدمك إلا

حيث علمت السلامة يعني: الإنسان يخطو ويمشي لا يضع قدمه في شيء لا يدري أحفرة هو

أم شوكا أم حصى أم نارا أم ثلجا حتى يعرف أين يضع قدمه، فالتأمل هذا مهم ولا تتعجل

إلا إذا دعت الحاجة إلى ذلك، ولهذا قال الشاعر الناظم :

 

قد يدرك المتأني بعض حاجته = وقد يكون مع المستعجل الزلل

وربما فات قوم جل أمرهم = مع التأني وكان الرأى لو عجلوا

 

فإذا دار الأمر بين أن أتأنى وأصبر أو أتعجل وأقدم فأيهما أقدم؟ الأول، لأن القولة أو الفعلة

إذا خرجت منك لن ترد لكن ما دمت لم تقل ولم تفعل فأنت حر تملك، فتأمل بماذا تتكلم به؟

وما هي فائدته؟ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (( من كان يؤمن بالله واليوم

الآخر فليقل خير أو ليصمت )) تحرز في العبارة والأداء وهذا أيضا من أهم ما يكون يعني: لا

تطلق العبارة على وجه تؤخذ عليك بل تحرز إما بقيود تضيفها إلى الإطلاق وإما بتخصيص

تضيفه إلى العموم وإما بشرط تقول إن كان كذا أو ما أشبه ذلك ولكن أقول دون تعنت أو تحذلق،

تعنت يعني دون أن تشق على نفسك، التعنت من العنت، أو تحذلق يعني تدعي أنك حاذق وهذا

التحذلق من الحذق مع زيادة اللام وإلا فالأصل أن اللام هنا ليست موجودة في تحذلق.

(وتَأَمَّلْ عندَ المذاكرةِ كيفَ تَختارُ القالَبَ المناسِبَ للمعنى الْمُرادِ) لعله أراد تأمل عند المذاكرة:

يعني إذا كنت تذاكر غيرك في شيء وتناظره فاختر القالب المناسب للمعنى المراد ( وتَأَمَّلْ

عندَ سؤالِ السائلِ كيف تَتَفَهَّمُ السؤالَ على وجْهِه حتى لا يَحْتَمِلَ وَجهينِ ؟ وهكذا) وكذلك أيضا

في الجواب وهو أهم لأن السؤال يسهل على المسؤول أن يستفهم من السائل: ماذا يريد؟ أريد كذا

وكذا فيتبين الأمر لكن الجواب إذا وقع مجملا فإنه يبقى عند الناس على تفاسير متعددة كل

إنسان يفسر هذا الكلام بما يريد وبما يناسبه.

1c480299.png

15- الثَّباتُ والتَّثَبُّتُ :تَحَلَّ بالثباتِ والتَّثَبُّتِ لا سِيَّمَا في الْمُلِمَّاتِ والْمُهِِمَّاتِ ومنه: الصبرُ

والثباتُ في التَّلَقِّي وطيُّ الساعاتِ في الطلَبِ على الأشياخِ، فإنَّ ( مَن ثَبَتَ نَبَتَ ).

 

هذا أهم ما يكون في هذه الآداب هو التثبت، التثبت فيما ينقل من الأخبار والتثبت فيما يصدر

منك من الأحكام فالأخبار إذا نقلت فلا بد أن تتثبت أولا هل صحت عمن نقلت إليه أو لا ،

ثم إذا صحت فلا تحكم، تثبت في الحكم ربما يكون الخبر الذي سمعته يكون مبنيا على أصل

تجهله أنت فتحكم بأنه خطا والواقع أنه ليس بخطأ، ولكن كيف العلاج في هذه الحال؟ العلاج أن

تتصل بمن نسب إليه الخبر وتقول نقل عنك كذا وكذا فهل هذا صحيح ثم تناقشه فقد يكون

استنكارك ونفور نفسك منه أول وهلة سمعته لأنك لا تدري ما سبب هذا المنقول، ويقال: إذا

علم السبب بطل العجب، فلا بد أولا من التثبيت ثم بعد ذلك تتصل بمن نقل عنه وتسأله هل

صح ذلك أو لا ؟ ثم تناقشه فإما أن يكون هو على حق وصواب فترجع إليه أو يكون الصواب

معك فيرجع إليه .

1c480299.png

الأمر الخامس عشر الثَّباتُ والتَّثَبُّتُ : تَحَلَّ بالثباتِ والتَّثَبُّتِ لا سِيَّمَا في الْمُلِمَّاتِ والْمُهِِمَّاتِ

ومنه : الصبرُ والثباتُ في التَّلَقِّي وطيُّ الساعاتِ في الطلَبِ على الأشياخِ ، فإنَّ ( مَن ثَبَتَ نَبَتَ )

 

الثبات والتثبيت هذان شيئان متشابهان لفظا لكنهما مختلفان معنى. فالثبات معناه الصبر

والمصابرة وألا يمل ولا يضجر وألا يأخذ من كل كتاب نتفة أو من كل فن قطعة ثم يترك،

لأن هذا هو الذي يضر الطالب يقطع عليه الأيام بلا فائدة إذا لم يثبت على شيء تجده مرة في

الآجرومية ومرة في متن القطر ومرة في الألفية، في المصطلح: مرة في النخبة، ومرة في ألفية

العراقي، ويتخبط، في الفقه: مرة في زاد المستقنع، مرة في عمدة الفقه، مرة في المغنى،

مرة في شرح المهذب، وهكذا في كل كتاب وهلم جرا هذا في الغالب أنه لا يحصل علما، ولو

حصل علما فإنما يحصل مسائل لا أصولا وتحصيل المسائل كالذي يلتقط الجراد واحدة بعد

أخرى لكن التأصيل والرسوخ والثبات هذا هو المهم، اثبت بالنسبة للكتب التي تقرأ أو تراجع

واثبت بالنسبة للشيوخ أيضا الذين تتلقى عنهم لا تكن ذواقا كل أسبوع عند شيخ كل شهر عند

شيخ قرر أولا من ستتلقى العلم عنده، ثم إذا قررت ذلك فاثبت ولا تجعل كل شهر أو كل أسبوع

لك شيخا، ولا فرق بين أن تجعل لك شيخا في الفقه وتستمر معه في الفقه وشيخا آخر في النحو

وتستمر معه في النحو وشيخا آخر في العقيدة والتوحيد، وتستمر معه، المهم أن تستمر لا أن تتذوق

وتكون كالرجل المطلاق كلما تزوج امرأة وجلس عندها سبعة أيام طلقها وذهب يطلب أخرى،

هذا يبقى طول دهره لم يتمتع بزوجة ولم يحصل له أولاد في الغالب.

أيضا التثبت كما قلنا قبل قليل أيضا من أهم الأمور إن لم يكن أهمها التثبت فيما ينقل عن

الغير أمر مهم لأن الناقلين تارة تكون لهم إرادات سيئة ينقلون ما يشوه سمعة المنقول عنه

قصدا وعمدا وتارة لا يكون عندهم إرادات سيئة لكنهم يفهمون الشيء على خلاف معناه الذي

أريد به، ولهذا يجب التثبت فإذا ثبت بالسند ما نقل فحينئذ يأتي دور المناقشة مع من؟ مع صاحبه

الذي نقل عنه قبل أن تحكم على هذا القول بأنه خطأ أو غير خطأ وذلك لأنه ربما يظهر لك

بالمناقشة أن الصواب مع هذا الذي نقل عنه الكلام، وإلا من المعلوم أن الإنسان لو حكم على

الشيء بمجرد السماع من أول وهلة لكان ينقل عنه أشياء تنفر منها النفوس عن بعض العلماء

الذين يعتبرون منارات للعلم لكن عندما يتثبت ويتأمل ويتصل بهذا الشيخ مثلا يتبين له الأمر،

ولهذا قال: (منه الصبر والثبات في التلقي وطي الساعات في الطلب على الأشياخ) هذا

داخل في الثبات أم في التثبت؟ في الثبات (فإن من ثبت نبت) ومن لم يثبت لم ينبت،

ولم يحصل على شيء .

1c480299.png

ولإستماع الدرس تفضلي هنا

 

يبدأ الدرس من الدقيقة" 1.00.18"

 

 

وينتهي عند الدقيقة " 29.13 " هنا

 

 

وبالتوفيق والسداد

 

1c480299.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

أحسنتِ بارك الله فيكِ *

السؤال الأول :

مالمقصود التحلي بـ"رونق العلم " ؟

.رونق العلم هو كل ما يتعلّق بحسن السّمت، و اللين و الرّفق في ابلاغ العلم او اخذه ، و التحلي بحسن الآداب و ترك مساوءها ، المروءة .....

السؤال الثاني :

ما معنى "البطر " في حديث قال النبي عليه الصلاة والسلام:

(الكبر بطر الحق وغمط الناس) ؟

.بطر الحق : دحض الحق .....

السؤال الثالث :

وضحي المقصود بـ " الأنفة من غير كبرياء" ؟

.الأنفة من غير كبرياء أي يجب على طالب العلم أن تكون له هيبته فلا يخاف من أي شيء و ان يكون وتر على الآخرين في الاجابيات و ذلك بدون كبر و الدخول في الرّياء و العياذ بالله ..... هذا ما وفّقني الله إليه ^^ بوركتي

تم تعديل بواسطة مـ أم الزهراء ــرام

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ممتازة بارك الله فيكِ *

السلام عليكن ورحمة الله وبركاته

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أعتذر كثيرًا على التأخير

 

* مراجعة الدرس السابق *

1c480299.png

السؤال الأول :

بم يكون الإخلاص في طلب العلم ؟

يكون الإخلاص في طلب العلم بأربعة أمور:

الأول: أن تنوي بذلك امتثال أمر الله عز وجل: {فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك}.

الثاني: تنوي بذلك حفظ شريعة الله لأنه لا يمكن حفظ الشريعة بدون علمها.

الثالث: حماية الشرعية والدفاع عنها؛ لأنه لولا العلماء ما حفظت الشريعة.

الرابع: اتباع الشريعة؛ لأنه لا يمكن أن نتبع بدون علم.

......

السؤال الثاني :

اذكري حديث او أي تدل على اهمية النية ؟ وكيف تحافظي على النية ؟

{وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء}، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنما الأعمال بالنيات ..."

ألا نجعل العلم سلمًا للوصول لأهداف دنيوية زائلة أو رياء وذكر وحب الظهور والشهرة.

......

السؤال الثالث :

ماهي آية المحنة ؟ وما المقصود بذلك ؟

آية المحنة هي: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني}، المقصود بها امتحان من قالوا وزعموا أنهم يحبون الله عز وجل، فردَّ سبحانه وتعالى عليهم بها.

......

السؤال الرابع :

أذكري الأدبين التي تخص طالب العلم في نفسه .والتي تم دراستها ؟

*العلم عبادة

*كن على طريق السلف الصالح من صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مقتفيًا آثارهم في أبواب الدين من التوحيد والعبادات والبعد عن الرياء والجدال والخوض في الكلام مما يجلب الآثام.

1c480299.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاكم الله خيرا أختي أمة من إماء الله

نورت ركننا بارك الله فيك

وجزى الله الغالية مرام خير الجزاء

لي عودة لحل الواجب و قراءة الدرس

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاكنّ الله أخواتي الحبيبات

في إنتظاركنّ : )

 

 

وإياكِ ياحبيبة ..

إن شاء الله في إنتظاركِ

بارك الله فيكِ

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

شكرا يا غالية تم حفظ الدرس

 

وبارك الله مجهودك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

* مراجعة الدرس السابق " الرابع "*

 

1c480299.png

السؤال الأول :

ما معنى البذاذة في قول : ( البذاذة من الإيمان )؟

......

السؤال الثاني :

اذكري حديث يحث على الرفق ؟

......

1c480299.png

 

 

 

 

 

 

 

@أم براءة المسلمة

@

 

1c480299.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

TxJ80299.png

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى وله وصحبة وسلم

D2X80299.png

> المحاضرة الخامسة

 

احيّاكن الله طالباتنا المميزات ..

ولله الحمد انهيت في المحاضرة السابقة الفصل الأول

" آداب طالب العلم في نفسه "

واستعرضنا عدد من هذه الآداب

 

وفي محاضرتنا الخامسة بإذن الله سنبدأ فصل جديد

عبارة عن تكملة لهذه الآداب ولكن من منطلق أخر

وهو :

( كيفيَّةُ الطلَبِ والتلَقِّي )

والآن مع الشرح

 

1c480299.png

 

الفصلُ الثاني : كيفيَّةُ الطلَبِ والتلَقِّي

 

كيفيَّةُ الطلَبِ ومَراتِبُه: (مَن لم يُتْقِن الأصولَ، حُرِمَ الوُصولَ)، (ومَن رامَ العلْمَ جُملةً،

ذَهَبَ عنه جُمْلَةً وقيلَ أيضًا: ( ازدحامُ العِلْمِ في السمْعِ مَضَلَّةُ الفَهْمِ ) .

وعليه فلا بُدَّ من التأصيلِ والتأسيسِ لكلِّ فَنٍّ تَطْلُبُه، بضَبْطِ أصْلِه ومُختصَرِه على شيخٍ

مُتْقِنٍ، لا بالتحصيلِ الذاتيِّ وَحْدَه؛ وآخِذًا الطلَبَ بالتدَرُّجِ .

قالَ اللهُ تعالى: { وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا وقالَ تعالى

: { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا }،

وقالَ تعالى : { الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ }.

 

كيفية الطلب وهذا أيضا مهم ليبني الإنسان على أصول ولا يتخبط خبط عشواء يقول:

(من لم يتقن الأصول حرم الوصول) وقيل بعبارة أخرى: من فاته الأصول حرم الوصول،

لأن الأصول هي العلم والمسائل فروع، كأصل الشجرة وأغصانها إذا لم تكن الأغصان على

أصل جيد فإنها تذبل وتهلك، فلا بد من أن يبني الإنسان علمه على أصول. فما هي الأصول ؟

هل هي الأدلة الصحيحة؟ أو هي القواعد والضوابط؟ أو هذا وهذا ؟ الثاني هو المراد، تبني

على أصول من الكتاب والسنة وتبني على قواعد وضوابط مأخوذة بالتتبع والاستقراء من

الكتاب والسنة ترجع إليها أحكام الكتاب والسنة، وهذه من أهم ما يكون لطالب العلم مثلاً

(المشقة تجلب التيسير) هذا أصل من الأصول مأخوذ من الكتاب والسنة، من الكتاب من

قوله تعالى: { وما جعل عليكم في الدين من حرج } من السنة قال النبي صلى الله عليه وعلى

آله وسلم لعمران ابن حصين: ((صل قائما فإن لم تستطع فقاعدا فإن لم تستطع فعلى جنب )).

وقال: (( إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم )) هذا أصل لو جاءتك ألف مسألة بصور متنوعة

لأمكنك أن تحكم على هذه المسائل بناء على هذا الأصل، لكن لو لم يكن عندك هذا الأصل

وتأتيك مسألتان أشكل عليك الأمر.

كذلك أيضا يقول: (من رام العلم جملة ذهب عنه جملة) هذا أيضا له وجه صحيح إذا أراد

الإنسان أن يأخذ العلم جميعا فإنه يفوته العلم جميعا، لا بد أن تأخذ العلم شيئا فشيئا كسلم تصعد

إليه من الأرض إلى السقف ليس العلم مأكولا كتبت فيه العلوم فتأكله وتقول خلاص هضمت العلم،

لا العلم يحتاج مرونة وصبر وثبات وتدرج.

وقيل أيضا (التحام العلم في السمع مضلة الفهم ) يعني لكثرة ما تسمع من العلوم توجب أن تضل

في فهمك وهذا أيضا ربما يكون صحيح أن الإنسان إذا ملأ سمعه مما يسمع أو ملأ بصره مما يقرأ

ربما تزدحم العلوم عليه ثم تشتبك ويعجز عن التخلص منها.

1c480299.png

وقال: (وعليه فلا بُدَّ من التأصيلِ والتأسيسِ لكلِّ فَنٍّ تَطْلُبُه، بضَبْطِ أصْلِه ومُختصَرِه على شيخٍ مُتْقِنٍ)

، لا بد من هذا (على شيخ متقن)، ليس على شيخ أعلى منك بقليل لأن بعض الناس إذا رأى طالبا

من الطلبة يتميز عنهم بشيء من التميز جعله شيخه، وعنده شيوخ أعلم من هذا بكثير لكن يجعل

هذا الصغير شيخه لأنه بزه في شيء من المسائل العلمية وهذا غير صحيح بل اختر المشايخ

ذوي الإتقان وأيضا نضيف إلى الإتقان وصف آخر وهو الأمانة، لأن الإتقان قوة والقوة لابد فيها

من أمانة {إن خير من استأجرت القوي الأمين} ربما يكون العالم عنده إتقان وعنده سعة علم

وعنده قدرة على التقريب وعلى التقسيم وعلى كل شيء لكن ليس عنده أمانة فربما أضلك

من حيث لا تشعر.

لا بالتحصيل الذاتي وحده: يعني لا تأخذ العلم بالتحصيل الذاتي يعني أن تقرأ الكتب فقط دون

أن يكون لك شيخ معتمد ولهذا قيل: (من دليله كتابه خطؤه أكثر من صوابه) أو: (غلب خطأه

صوابه) هذا هو الأصل، الأصل أن من اعتمد على التحصيل الذاتي وعلى مراجعة الكتب الغالب

والأصل أنه يضل لأنه يجد بحرا لا ساحل له ويجد عمقا لا يستطيع التخلص فيه أما من أخذ

عن عالم وشيخ فإنه يستفيد فائدتين عظيمتين:

الفائدة الأولى: قصر المدة،

والفائدة الثانية قلة التكلف، وهناك فائدة ثالثة: والفائدة الثالثة أن ذلك

أحرى بالصواب؛ لأن هذا الشيخ قد علم وتعلم ورجح وفهم فيعطيك الشيء ناضجا لكنه يمرنك

إذا كان عنده شيء من الأمانة يمرنك على المراجعة والمطالعة، أما من اعتمد على الكتب فإنه

لا بد يكرث جهوده ليلا ونهارا ثم إذا طالع الكتب التي يقارن فيها بين أقوال العلماء فسيقت أدلة

هؤلاء وسيقت أدلة هؤلاء من يدله على أن هذا الأصوب؟ يبقى متحيرا ولهذا نرى أن ابن القيم

رحمه الله عندما يناقش قولين لأهل العلم سواء في زاد المعاد أو في أعلام الموقعين إذا ساق أدلة

هذا القول وعلله تقول خلاص هذا هو القول الصواب ولا يجوز العدول عنه بأي حال من الأحوال

ثم ينقض ويأتي بالقول المقابل ويذكر أدلته وعلله فتقول هذا هو القول الصواب، الأول ما عنده

علم لكن لا بد من أن يكون قراءتك على شيخ متقن أمين.

قالL وآخِذًا الطلَبَ بالتدَرُّجِ) ثم استدل بالآيات: قالَ اللهُ تعالى: { وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ

عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا }، { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ

بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا } ، قوله: { لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً }.

المعروف أن نزل لما ينزل شيئا فشيئا، وأن أنزل لما نزل جملة واحدة، فلماذا قال الذين كفروا:

(لولا نزل) ولم يقولوا (لولا أنزل) علينا القرآن جملة واحدة؟ نقول قالوا ذلك باعتبار واقع القرآن

أنه منزل شيئا فشيئا.

وقوله: { كذلك } الجار والمجرور متعلق بمحذوف والتقدير: أنزلناه، كذلك وجملة (لنثبت)

تعليل متعلق بالفعل المحذوف.

وقال تعالى : { الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به ومن يكفر به من

الأحزاب فالنار موعده} (الذين آتيناهم الكتاب) يعني أعطيناهم إياه، وأنزلناه إليهم يتلونه حق

تلاوته والتلاوة هنا تشمل التلاوة اللفظية والتلاوة الحكمية، فأما التلاوة اللفظية يعني يقرأوه

بألسنتهم، وأما التلاوة الحكمية بأن يصدقوا بأخباره ويلتزموا بأحكامه، وقوله {حق تلاوته}

من باب إضافة الصفة إلى الموصوف، يعني تلاوة الحقة الصحيحة .

 

1c480299.png

فأمامَك أمورٌ لا بُدَّ من مُراعاتِها في كلِّ فنٍّ تَطْلُبُه :

أولا: حفْظُ مُخْتَصَرٍ فيه .

ثانيا: ضبْطُه على شيخٍ متْقِنٍ .

ثالثا: عدَمُ الاشتغالِ بالْمُطَوَّلاتِ وتَفاريقِ الْمُصَنَّفاتِ قبلَ الضبْطِ والإتقانِ لأَصْلِه .

رابعا: لا تَنْتَقِلْ من مُخْتَصَرٍ إلى آخَرَ بلا مُوجِبٍ ، فهذا من بابِ الضَّجَرِ .

خامسا: اقتناصُ الفوائدِ والضوابِطِ العِلْمِيَّةِ .

سادسا: جَمْعُ النفْسِ للطلَبِ والترَقِّي فيه، والاهتمامُ والتحَرُّقُ للتحصيلِ والبلوغِ

إلى ما فوقَه حتى تَفيضَ إلى الْمُطَوَّلاتِ بسَابِلَةٍ مُوَثَّقَةٍ .

 

هذه أمور لا بد من مراعاتها كما قال الشيخ:

(أولا : حفظ مختصر فيه)، فمثلا إذا كنت تطلب النحو فاحفظ مختصرا فيه إن كنت مبتدأ

فلا أرى أحسن من متن الآجرومية لأنه واضح وجامع وحاصر وفيه بركة، ثم متن الألفية

ألفية ابن مالك لأنها خلاصة علم النحو كما قال هو نفسه:

 

أحصى من الكافية الخلاصة = كما اقتضى فنا بلا خصاصة

وفي الفقه احفظ زاد المستنقع لأن هذا الكتاب مخدوم بالشروح والحواشي والتدريس وإن

كان بعض المتون الأخرى أحسن منه من وجه لكنه هو أحسن منهما من وجه آخر من حيث

كثرة المسائل الموجودة فيه ومن حيث أنه مخدوم بالشروح والحواشي وغير ذلك .

في الحديث: متن عمدة الأحكام وإن ترقيت فبلوغ المرام وإذا كنت تقول إما هذا أو هذا فبلوغ

المرام أحسن لأنه أخصر ولأن الحافظ ابن حجر رحمه الله يبين درجة الحديث وهذا مفقود

بالنسبة لعمدة الأحكام وإن كان درجة الحديث فيها معروفة لأنه لم يضع في هذا الكتاب إلا

ما اتفق عليه الشيخان البخاري ومسلم .

في التوحيد: من أحسن ما قرأنا كتاب التوحيد لشيخ الإسلام محمد بن الوهاب وقد يسر الله تعالى

في الآوانة الأخيرة من خرج أحاديثه وبين ما في بعضها من ضعف والحق أحق أن يتبع .

في الأسماء والصفات: من أحسن ما ألف فيما قرأت العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية

فهو كتاب جامع مبارك مفيد وهلم جرا. خذ من كل فن تريد طلبه كتابا مختصرا فيه واحفظه.

 

1c480299.png

(ثانيا: ضبطه على شيخ متقن) ولو قال: ضبطه وشرحه لكان أولى لأن المقصود ضبطه

وتحقيق ألفاظه وما كان زائدا أو ناقصا وكذلك الشرح، استشرح هذا المتن على شيخ متقن وكما

قلنا فيما سبق إنه يجب أن يضاف إلى الإتقان صفة أخرى وهي الأمانة لأن هذه من أهم ما يكون

وأنتم تعلمون أن ذكر القوة والأمانة في القرآن متعدد لأن عليهما مدار العمل فقد قال العفريت

من الجن { أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين } وقال صاحب مدين ،

بل قالت ابنته: { يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين } وقال الله تعالى في وصف

جبريل: {ذي قوة عند ذي العرش مكين مطاع ثم أمين} فعلى هذين الوصفين القوة والأمانة تبنى

الأعمال كلها فلا بد من شيخ متقن ويكون أمينا،

 

1c480299.png

(الثالث: عدم الاشتغال بالمطولات) وهذه أعني الفقرة الثالثة مهمة جدا لطالب العلم أن يتقن

المختصرات أولا حتى ترسخ العلوم في ذهنه ثم بعد ذلك يفيض إلى المطولات لكن بعض الطلبة

قد يغرب فيطالع المطولات ثم إذا جلس مجلسا قال: قال صاحب المغني قال صاحب المجموع قال

صاحب الإنصاف قال صاحب الحاوي ليظهر أنه واسع الاطلاع وهذا خطأ نحن نقول ابدأ

بالمختصرات أولا حتى ترسخ العلوم في ذهنك ثم إذا من الله عليك فاشتغل بالمطولات ولهذا قال:

عدم الاشتغال بالمطولات وتفاريق المصنفات قبل الضبط والإتقان لأصله أي لأصل ذلك العلم

وانتبه لهذه المسألة إياكم أن تشغلوا أنفسكم بالمطولات قبل إتقان ما دونها وقياس ذلك في الأمر

المخصوص أن ينزل من لم يتعلم السباحة إلى بحر عميق فإنه لا يستطيع أن يتخلص فضلا عن

أن يتقن .

 

1c480299.png

(الرابع: لا تنتقل من مختصر إلى آخر بلا موجب فهذا من باب الضجر) وهذه أيضا آفة يعني التنقل

من مختصر إلى آخر أو من كتاب فوق المختصر إلى آخر هذه آفة عظيمة تقطع على الطالب

طلبه وتضيع عليه أوقاته، كل يوم له كتاب بل كل ساعة له كتاب، هذا خطأ إذا عزمت على أن

يكون قرارك الكتاب الفلاني فاستمر لا تقل أقرأ كتابا أو فصلا من هذا الكتاب ثم أنتقل إلى آخر

فإن هذا مضيعة للوقت ويقول: بلا موجب. أما إذا كان هناك موجب كما لو لم تجد أحد يدرسك

في هذا المختصر ورأيت شيخا موثوقا في إتقانه وأمانته يدرس مختصر آخر فهذا ممكن لا حرج

عليك أن تنتقل من هذا إلى هذا.

 

1c480299.png

(خامسا: اقتناص الفوائد والضوابط العلمية ) وهذا أيضا من أهم ما يكون، الفوائد التي لا تكاد

تطرأ على الذهن أو التي يندر ذكرها والتعرض لها أو التي تكون مستجدة تحتاج إلى بيان الحكم

فيها هذه اقتنصها واضبطها بالكتابة قيد، لا تقل هذا أمر معلوم عندي ولا حاجة أن أقيده أنا إن

شاء الله ما أنساه فإنك سرعان ما تنسى وكم من فائدة تمر بالإنسان فيقول هذه سهلة لا تحتاج إلى

قيد ثم بعد مدة وجيزة يتذكرها ولا يجدها لذلك احرص على اقتناص الفوائد التي يندر وقوعها أو

التي يتجدد وقوعها أما الضوابط فناهيك بها. أيضا احرص على الاهتمام بالضوابط ومن الضوابط

ما يذكره الفقهاء تعليلا للأحكام فإن كل التعليلات للأحكام الفقهية تعتبر ضوابط لأنها تنبني عليها

الأحكام فهذه أيضا احتفظ بها ولولا أنني سمعت أن بعض الإخوان الآن يتتبع هذه الضوابط في

الروض المربع ويحررها لقلت من الحسن أن نكلف طائفة منكم بالقيام بهذا العمل تتبع الروض

المربع من أوله إلى آخره كل ما ذكر علة يقيدها لأن كل علة ينبني عليها مسائل كثيرة إذ أن العلة

ضابط يدخل تحته جزئيات كثيرة مثلا: إذا قال: إذا شك في طهارة الماء من نجاسته فإنه يبني على

اليقين هذه على كل حال تعتبر حكما وتعتبر ضابطا أيضا، لأن الأصل بقاء ما كان على ما كان

 

إذا ما شك في نجاسة طاهر، فهو طاهر، أو في طهارة نجس فهو نجس لأن الأصل بقاء ما كان

على ما كان، ولو أن الإنسان كل ما مر عليه مثل هذه التعليلات حررها وضبطها ثم حاول في

المستقبل أن يبني عليها مسائل جزئية لكان في هذا فوائد كثيرة له ولغيره.

 

1c480299.png

(سادسا: جَمْعُ النفْسِ للطلَبِ والترَقِّي فيه، والاهتمامُ والتحَرُّقُ للتحصيلِ والبلوغِ إلى ما فوقَه حتى

تَفيضَ إلى الْمُطَوَّلاتِ بسَابِلَةٍ مُوَثَّقَةٍ) هذا أيضا مهم أن الإنسان يجمع نفسه للطلب فلا يشتتها يمينا

ويسارا يوما يطلب العلم ثم يوم يفكر يقول أفتح مكتبة، الناس رزقهم الله ويوم ثان يقول أروح إلى

بيع الخضار، هذا ليس بصحيح اجمع النفس على الطلب ما دمت مقتنعا بأن هذا منهجك وسبيلك

فاجمع نفسك عليه، وأيضا اجمع نفسك على الترقي فيه لا تبقى ساكنا فكر فيما وصل إليه علمك

من المسائل والدلائل حتى تترقى شيئا فشيئا واستعن بمن تثق به من زملائك وإخوانك، إذا احتاجت

المسألة إلى استعانة ولا تستحي أن تقول يا فلان ساعدني على تحقيق هذه المسألة بمراجعة الكتب

الفلانية والفلانية، الحياء لا ينال العلم به أحد، فلا ينال العلم مستحي ولا مستكبر .

وقوله: (والاهتمامُ والتحَرُّقُ للتحصيلِ والبلوغِ إلى ما فوقَه) يعني معناه أن الإنسان يكون عنده

شغف شديد تتحرق نفسه لينال ما فوق المنزلة التي هو فيها (حتى تَفيضَ إلى الْمُطَوَّلاتِ بسَابِلَةٍ

مُوَثَّقَةٍ) . نعم.

وكان من رأيِ ابنِ العربيِّ المالِكِيِّ أن لا يَخْلِطَ الطالبُ في التعليمِ بينَ عِلْمَين وأن يُقَدِّمَ تعليمَ

العربيَّةِ والشعْرِ والْحِسابِ ، ثم يَنتَقِلَ منه إلى القُرآنِ .

(أن لا يخلط الطالب في التعليم بين علمين) وهذا ليس على إطلاقه بل يجب أن يقيد ولعله يكون

قيده فإن لم يفعل بينا ما يحتاج إلى قيد .

لكن تَعَقَّبَه ابنُ خَلدونَ بأنَّ العوائدَ لا تُساعِدُ على هذا وأنَّ الْمُقَدَّمَ هو دراسةُ القرآنِ الكريمِ

وحِفْظُه ؛ لأنَّ الوَلَدَ ما دام في الْحِجْرِ يَنقادُ للحُكْمِ ، فإذا تَجاوَزَ البُلوغَ ؛ صَعُبَ جَبْرُه .

أمَّا الْخَلْطُ في التعليمِ بينَ عِلمينِ فأَكْثَرَ ؛ فهذا يَختلِفُ باختلافِ المتعلِّمينَ في الفَهْمِ والنشاطِ .

 

طيب ما معنى هذا؟ قوله رحمه الله: إنك تقدم تعليم العربية هذا قد يكون مسلما بالنسبة لمن لا

ينطق العربية وذلك لأنه لا يمكن أن يعرف القرآن إلا إذا تعلم العربية لكن من كان عربيا فليس

من المُسَلَّم أن نقول تعلم العربية بمعنى: توسع فيها والشعر والحساب، كيف نقدم الشعر والحساب

على القرآن ؟ هذا ليس بمُسَلَّم، كذلك أيضا .

قوله: لا يجمع بين علمين، فيقال إن الناس يختلفون في الفهم والاستعداد فقد يكون سهلا على المرء

أن يجمع بين علمين وقد يكون من الصعب أن يجمع بين علمين وكل إنسان طبيب نفسه فإذا رأى

من نفسه قدرة وقوة فلا بأس أن يجمع بين علمين ولكن ليحذر النشاط أو نشاط البدء لأن نشاط البدء

بمنزلة السفر، فإن بعض الناس أول ما يبدأ يجد نفسه نشيطا نشيطا نشيطا ثلاث مرات فيريد أن يلتهم

العلوم جميعا فإذا به ينكث على الوراء لأنه كبر اللقمة ومن كبر اللقمة فلا بد أن يغص حتى لو

وجدت من نفسك قدرة وقوة لا تكلفها ما لا تطيق اتزن حتى تستمر .

وكان من أهلِ العلمِ مَن يُدَرِّسُ الفقهَ الحنبليَّ في (زادِ الْمُسْتَقْنِعِ) للمبتدئينَ و(الْمُقْنِعِ) لِمَن بعدَهم

للخِلافِ المذهبيِّ، ثم (الْمُغْنِي) للخِلافِ العالي، ولا يَسْمَحُ للطبقةِ الأُولى أن تَجْلِسَ في دَرْسِ الثانيةِ.

وهكذا؛ دَفْعًا للتشويشِ.

نعم صحيح من أهل العلم من يفعل ذلك إذا كان يدرس الفقه الحنبلي يدرس في زاد المستنقع لأن

زاد المستنقع اختصار المقنع ثم ينتقل إلى تدريس المقنع؛ لأن المقنع فيه ذكر الروايتين والوجهين

والقولين في المذهب بدون تعليل ولا دليل يطلع الطالب على أن هناك خلافا في المسائل وبعضهم

 

ينتقل من بعد المقنع إلى الكافي، الكافي قبل المغني لأن الكافي يذكر فيه الخلاف المذهبي مع

الأدلة وبهذا يمتاز عن المقنع فهو يذكر الخلاف ويذكر الأدلة سواء كانت الأدلة سمعية من

الكتاب والسنة والإجماع والقياس الصحيح أو عقلية من النظر ثم بعد ذلك المغني لأن الخلاف

في المغني ليس مع أصحاب الإمام أحمد بل مع عامة المذاهب فيترقى من هذا إلى هذا، الموفق

رحمه الله سلك هذا التدرج لكن له كتاب قبل المقنع سلم للمقنع وهو عمدة الفقه للموفق كتاب مختصر

أقل بكثير من زاد المستقنع من حيث المسائل لكنها تشتمل على بعض الدلائل يعني ليست جافة كزاد

المستقنع بل فيها أدلة . فالحاصل أنه ينبغي أن المعلم يرتقى بالطلبة درجة فدرجة حتى يتقنوا ما تعلموه.

 

1c480299.png

قال: (ولا يسمح للطبقة الأولى أن تجلس في دروس الثانية وهكذا دفعا للتشويش)، لكني أنا في

النقطة الأخير لا أستطيع ولهذا أجمع بين الصغير والكبير فيما ندرسه من الكتب ونقول هذا الصغير

الآن يزحف ثم يبدأ يمشي شيئا فشيئا حتى تقله رجلاه وسبب ذلك أن الطلاب عندنا يتواردون

شيئا فشيئا ولو راعينا الوافدين لأهملنا حق السابقين لو قلنا مثلا إذا جاء أناس جدد رجعنا في

زاد المستقنع إلى كتاب الطهارة ووصلنا مثلا قل إلى كتاب الصلاة في هذه الفترة جاء العام

الثاني وفد جماعة ماذا نعمل؟ رجعنا إلى الطهارة كان في هذا ظلم للسابقين ومعناه سنبقي دائم

الأبد من أول الكتاب إلى الطهارة هذا ما يستقيم، لذلك نرجوا منكم العذر إلا أنه والحمد لله

وجد من الطلبة السابقين من جلس للطلبة الوافدين في بعض المختصرات وهذا والحمد لله

من نعمة الله على الجميع .

واعْلَمْ أنَّ ذِكْرَ الْمُختصراتِ فالْمُطَوَّلَاتِ التي يُؤَسَّسُ عليه الطلَبُ والتلَقِّي لدى المشايخِ تَختَلِفُ

غالبًا من قُطْرٍ إلى قُطْرٍ باختلافِ الْمَذاهِبِ وما نَشأَ عليه عُلماءُ ذلك الْقُطْرِ من إتقانِ هذا

المختَصَرِ والتمَرُّسِ فيه دونَ غيرِه .

هذه الفقرة صحيحة مثلا قد يكون الإنسان في بلد ينتحلون مذهب الشافعي ستجد العلماء يدرسون

أو يبنون أصول تدريسهم على كتب الشافعي، في بلد ينهج فيه أهله مذهب الإمام أحمد تجد

العلماء يدرسون كتب هذا المذهب وهلم جرا .

والحالُ هنا تَختلِفُ من طالبٍ إلى آخَرَ باختلافِ القرائحِ والفهومِ وقُوَّةِ الاستعدادِ وضَعْفِه،

وبُرودةِ الذِّهْنِ وتَوَقُّدِه

وهناك أسباب أخرى أيضا وهي قوة الاستعداد للعلم وتلقيه وضعف ذلك وكذلك كثرة المشاغل

وقلتها، المهم أن الاختلاف وارد في كل شيء، لكن ما ذكره أولاً مبني على الغالب فقد يكون

من المبتدئين من يمكن أن تدرسه المقنع

 

1c480299.png

ولإستماع الدرس تفضلي هنا

 

يبدأ الدرس عند الدقيقة " 29.14 " وينتهي عند "1.9.35"

 

 

 

وبالتوفيق والسداد

 

1c480299.png

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

أحسنتِ بارك الله فيكِ *

السلام عليكن ورحمة الله وبركاته

 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

أعتذر كثيرًا على التأخير

 

السؤال الأول :

ما معنى البذاذة في قول : ( البذاذة من الإيمان )؟

الجواااااااااب:

التواضع في اللباس برثاثة الهيئة، وترك الزينة، والرضا بالدون من الثياب ...

عدم التنعم والترفه

السؤال الثاني :

اذكري حديث يحث على الرفق ؟

الجواب:

{قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : " إن الله رفيق يحب الرفق , وإن الله يعطي على الرفق مالا يعطي على العنف " }

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×