اذهبي الى المحتوى
مسلمة مجاهدة

( المجلس الثاني " مجالس فقه الأدعية والأذكار" )

المشاركات التي تم ترشيحها


70245750.png




بسم الله الرحمن الرحيم




الحمدلله والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم




klM45750.png




** أَذْكَارُ الخُرُوجِ مِنَ المَنْزِلِ **



لقد ثبت في السُّنَّة عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أذكارٌ مباركةٌ وأدعيةٌ نافعةٌ يقولها المسلمُ إذا خرج من مَنْزله، فإذا قالها حُفظ بإذن الله، وكُفي ما أهمَّه، ووُقي من الشرور والآفات، وهُدي إلى طريق الحقِّ والصواب، روى الترمذي وأبو داود وغيرُهما عن أنس بن مالك رضي الله عنه: أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال: (( إِذَا خَرَجَ الرَّجُلُ مِنْ بَيْتِهِ، فَقَالَ: بِسْمِ اللهِ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ، لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ، قَالَ: يُقَالُ حِينَئِذٍ: هُدِيتَ وَكُفِيتَ وَوُقِيتَ، فَيَتَنَحَّى عَنْهُ الشَّيْطَانُ، فَيَقُولُ شَيْطَانٌ آخَرُ: كَيَفَ لَكَ بَرَجُلٍ قَدْ هُدِيَ وَكُفِيَ وَوُقِيَ ))



وهذا الذِّكر المبارك نافعٌ للمسلمِ أن يقوله في كلِّ مرَّةٍ يخرج فيها من بيته لقضاء شيء من مصالِحه الدينية أو الدنيوية، وذلك ليكون محفوظاً في سيره، ومُعاناً في قضاء مصالحه، مسدَّداً في وجهته وحاجته، والعبدُ لا غِنى له عن ربِّه طرفة عين، بأن يكون له حافظاً ومؤيِّداً، ومُسدِّداً وهادياً، ولا ينال العبدُ ذلك إلاَّ بالتوجُّه إلى الله عزَّ وجلَّ في حصوله ونيله، فأرشد صلوات الله وسلامه عليه مَن خرج من مَنْزله إلى أن يقول هذا الذِّكرَ المبارك ليُهدى في طريقه، وليُكفى هَمَّه وحاجتَه، وليوقى الشرور والآفات.



وقوله: (( إذا خرج الرَّجلُ من بيته )) أي: حال خروجه من بيته، ومثلُ البيت المنزل الذي يُسافر منه المسافر.


وقوله: (( بسم الله )) أي: بسم الله أخرج، فكلُّ فاعل يقدر فعلاً مناسباً



لحالِه عندما يبسمل، والباء في (( بسم الله )) للاستعانة، أي: أخرج طالباً من الله العون والحفظ والتسديد.


وقوله: (( توكَّلت على الله )) أي: اعتمدتُ عليه، وفوَّضتُ جميعَ أموري إليه، فالتوكُّلُ هو الاعتمادُ والتفويض وهو من أعمال القلوب، ولا يجوز صرفُه لغير الله، بل يجب إخلاصُه لله وحده، قال تعالى: "وَعَلَى اللَّـهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ"، أي: عليه وحده لا على غيره، فجعل ذلك شرطاً في الإيمان، والتوكلُ أجمعُ أنواع العبادة وأعلى مقامات التوحيد وأعظمُها؛ لِمَا ينشأ عنه من الأعمال الصالحة والطاعات المتنوِّعة، فإنَّه إذا اعتمد العبدُ على الله في جميع أموره الدينية والدنيوية دون مَن سواه صحَّ إخلاصُه، وقويت صلتُه بالله، وزاد إقباله عليه، وكفاه اللهُ همَّه، قال تعالى: "وَيَرْ‌زُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ فَهُوَ حَسْبُهُ"، أي: كافيه، ومَن كان الله كافيه فلا مطمع فيه لعدوٍّ، ولو كادت له السموات والأرض ومَن فيهنَّ لجعل الله له فرَجاً ومخرجاً ورزقه الله من حيث لا يحتسب، وفي هذا دلالةٌ على عِظَمِ فضل التوكل وأنَّه أعظمُ أسباب جلب المنافع ودفع المضار.




..................



وقوله: (( لا حول ولا قوة إلاَّ بالله )) ، هي كلمة إسلامٍ واستسلامٍ وتفويضٍ إلى الله، وتبرؤ من الحول والقوَّة إلاَّ به، وأنَّ العبدَ لا يملك من أمره شيئاً، وليس له حيلةٌ في دفع شرٍّ، ولا قوَّةٌ في جلب خير لا بإرادته سبحانه، وقولُ لا حول ولا قوة إلاَّ بالله تُنال به الإعانة.


ولو تأمَّل المسلم هذا الذِّكرَ لوجده من أوَّله إلى آخره مشتملاً على الالتجاء إلى الله والاعتصام به والاعتماد عليه، وتفويض الأمور كلِّها إليه، ومَن كان كذلك حظي بحفظ الله له وعونِه وتوفيقِه وتسديدِه.



وقوله: (( يُقال حينئذ )) وفي رواية: (( يُقال له هُديتَ وكفيتَ ووُقيتَ )) يجوز أن يكون القائلُ هو الله ويجوز أن يكون مَلَكاً من الملائكة.


وقوله: (( هُديتَ )) أي: إلى طريق الحقِّ والصواب بسبب استعانتك بالله على سلوك ما أنت بصددِه، ومَن يهده الله فلا مُضِلَّ له.


وقوله: (( وكفيت )) أي:كُفيت كلَّ همٍّ دنيوي أو أُخروي.


وقوله: (( ووُقيت )) أي: حُفظتَ من شرِّ أعدائك من الشياطين وغيرهم.



وقوله: (( فيتنحّى عنه الشيطان )) أي: يبتعد عنه الشيطان؛ لأنَّه مَن كان هذا شأنه فلا سبيل للشيطان عليه؛ لأنَّه قد أصبح في حِصنٍ حصين وحِرزٍ مكين يُحمى فيه من الشيطان الرجيم.


وقوله: (( فيقول شيطان آخر: كيف لك برجل قد هُدي وكُفي ووُقي ))، أي: يقول أحد الشياطين لهذا الشيطان الذي كان يريد إغواء هذا الشخص وإيذاءه: كيف لك برجلٍ قد هُدي وكُفي ووقي، أي:كيف لك السبيلُ إلى إغواء وإيذاء رجل نال هذه الخصال الهدايةَ والكفايةَ والوقايةَ.


..................




وهذا يدلُّنا على عِظَم شأن هذا الذِّكر المبارك وأهميَّةِ المحافظةِ عليه عند خروج المسلم من منْزله في كلِّ مرَّة يخرج فيها؛ لينال هذه الأوصافَ المباركةَ والثمارَ العظيمة المذكورة في هذا الحديث.


ومن الأذكار العظيمةِ النافعةِ للمسلم عند خروجِه من منزلِه ما ثبت في سنن أبي داود وابن ماجه وغيرِهما عن أمِّ سلمة رضي الله عنها قالت: مَا خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ بَيْتِي قَطُّ إِلاَّ رَفَعَ طَرْفَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَقَالَ: ((اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَضِلَّ أَوْ أُضَلَّ، أَوْ أَزِلَّ أَوْ أُزَلَّ، أَوْ أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ، أَوْ أَجْهَلَ أَوْ يُجْهَلَ عليَّ ))



وهو حديثٌ عظيمٌ ودعاءٌ مبارَك يجدر بالمسلمِ أن يُحافظَ عليه عند خروجه من منزله تأسِّياً بالنَّّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الذي كان يحافظ عليه عند كلِّ خروجٍ من مَنْزله كما يدلُّ على ذلك قول أمِّ سلمة رضي الله عنها: (( مَا خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ بَيْتِي قَطُّ إِلاَّ رَفَعَ طَرْفَهُ إِلَى السَّمَاءِ فقال ))، ثم ذكرت هذا الدعاء.



ولو تأمَّلتَ هذا الدعاء لوجدتَ أنَّه موافقٌ للحديث السابق في الغاية والمقصود، فقوله في الحديث السابق: (( هديت )) موافقٌ لقوله في هذا الحديث: (( اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَضِلَّ أَوْ أُضَلَّ ))، وقوله: (( كفيت )) موافقٌ لقوله: (( أَظْلِمَ أَوْ أُظْلَمَ ))، وقوله: (( ووُقيت )) موافقٌ لقوله: (( أَزِلَّ أَو ْ أُزَلَّ، أَوْ أَجْهَلَ أَوْ يُجْهَلَ عليَّ ))، فيكون العبدُ بذلك متعوِّذاً بالله مِمَّا يُبعده من الهداية والكفاية والوقاية، ولا بأس لو أنَّ العبدَ جمع بين هذين الدعاءين.



ثم إنَّ في هذا الدعاء معانٍ جليلة ودلالاتٍ نافعة يأتي بيانها، وبالله وحده التوفيق.




XR745750.png




شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاك الله خيرا اختي الحبيبة

 

موضوع رائع للتذكير بهذه الأذكار المهمة

 

في ميزان حسناتك ان شاء الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

جزاكِ الله خيرًا ياغالية

كلمات بسيطة ولكنها ثقيلة المعنى والفائدة

نسأل الله ان ينفعنا بها

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

اذكارنا سر سعادتنا , وسر راحتنا وطمأنيتنا

 

بارك الله فيكن

 

وجعل ماتقدمونه في ميزان حسناتكن

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

سبحان الله! ماكنت أعرف أن الدعائين لهما نفس المعنى

 

جزاكِ الله خيرا ونفع بكِ يا غالية وجعله في ميزان حسناتك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×