اذهبي الى المحتوى
المحبـــة لله

||حلقة "على حــ♥ـــب الله التقينا " للمدارسة وحفظ القرآن الكريم||

المشاركات التي تم ترشيحها

 

 

 

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

 

جزاك الله خيرا حبيبتي عروس على ألتزامك في هذه الحلقة

 

 

 

ومتأسفة لتأخري في الرد واضافة الحلقات

 

 

 

 

واليوم كنا قد اتفقنا بحفظ النصف الثاني من سورة ال عمران

 

 

 

والذي اقدر على حفظه هو نصف وجه فقط خلا 5 ايام من السبوع

 

 

 

والجمعة والسبت مراجعة

 

 

 

وذلك ليثبت الحفظ عندي اكثر

 

 

 

وقلت هذا افضل من لا شيء

 

 

 

 

وانتي حبيبتي تقدري تراجعي الكمية التي تناسبك

 

 

 

وبارك الله فيك

 

 

 

 

 

 

 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

 

 

وجزاكِ الله خيرًا مثله محبة الحبيبة

 

 

 

أعانكِ الله أختي الحبيبة، وبالنسبة لإضافة القواعد والحلقات، فليس من الضروري إضافتهم مع بعض أو في نفس اليوم فمن الممكن إضافة القاعدة في يوم والحلقة في اليوم التالي

 

 

 

وكلامكِ صحيح بالنسبة لتكملة حفظكِ لسورة آل عمران

 

 

 

فقليل دائم خير من كثير منقطع

 

 

 

أسأل الله تعالى أن يوفقك وييسر لكِ أمورك

 

 

 

 

وجزاكِ الله خيرًا على القاعدة الثامنة والثلاثين

 

 

 

جاري الإستماع إليها بإذن الله ...

 

 

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

جزاكِ الله خيرًا أختي الحبيبة محبة

 

 

 

تم حفظ الثلاثة أدعية بفضل الله

 

 

 

 

---------------------------

 

 

 

 

تابع الدعاء من القرآن الكريم

 

 

 

 

- {رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83)} [المائدة/83].

 

 

 

- {رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (16)} [آل عمران/16].

 

 

 

- {رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (8)} [التحريم/8].

 

 

 

 

 

يتبع مع أختي الحبيبة المحبة لله ...

 

 

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

(الحلقــة الحادية عشر)

 

"من كتاب روضة الأنوارفي سيرة النبيّ المختار"

 

نتحدث بإذن الله في هذه الحلقة عن الآتي:

 

جدال المشركين وطلبهم الآيات

وكان من جملة جدال المشركين أنهم كانوا يطلبون من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الآيات تعجيزاً وعناداً ، وقد تكرر ذلك منهم مراراً في أوقات مختلفة ، فمن ذلك أنهم اجتمعوا مرة في المسجد الحرام ، واستشاروا بينهم ، ثم أرسلوا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- أن أشراف قومك قد اجتمعوا ليكلموك .

وحيث إن النبي -صلى الله عليه وسل- كان حريصاً على رشدهم غاية الحرص ، كما قال الله- تعالى :

} فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً { [ 18-6] فقد جاءهم سريعاً يرجو إسلامهم ، فقالوا : إنك تخبرنا أن الرسل كانت لهم آيات ، كانت لموسى عصا ، ولثمود الناقة ، وكان عيسى يحيي الموتى ، فأتنا بآية كما أرسل الأولون .

وكانوا يظنون أن من خواص الرسل أنهم يقدرون على إحداث مثل هذه الخوارق والمعجزات متى شاءوا ، كما يقدر عامة الناس على أعمالهم الطبيعية .

فاقترحوا عليه -صلى الله عليه وسلم- أن يجعل لهم الصفا ذهباً ، أو يسير عنهم الجبال ، ويبسط لهم البلاد ، ويجري فيها الأنهار ، أو يبعث من مضى من آبائهم حتى يشهدوا بأنه رسول :

} وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعاً{90} أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلالَهَا تَفْجِيراً{91} أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاء كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللّهِ والملائكة قَبِيلاً{92} أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَّقْرَؤُهُ { [ 17: 90-93]

وقد أبدوا رغبتهم في الإسلام إذا أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- بما اقترحوه } وَأَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءتْهُمْ آيَةٌ لَّيُؤْمِنُنَّ بِهَا { [ 6:9-10] فدعا الله أن يريهم ما طلبوه ، ورجا إسلامهم ، فجاء جبريل وخيره بين أن يريهم الله ما طلبوه فمن كفر بعد ذلك منهم عذبه عذاباً لا يعذبه أحداً من العالمين ، وبين أن يفتح لهم باب التوبة والرحمة ، فقال : بل باب التوبة والرحمة ، فلما اختار النبي -صلى الله عليه وسلم- هذا أنزل الله عليه جواب مقترحات المشركين فقال له :} قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَراً رَّسُولاً { [ 17: 93 ]

والمعنى قل لست أقدر على إحداث الخوارق والإتيان بالمعجزات ، لأن القدرة على ذلك أمر يختص بالله سبحانه وتعالى ، وهو منزه من أن يكون له شريك في قدرته ، وإنما أنا بشر ، كما أنكم بشر ، فلست أقدر عليه كما أنكم لا يقدرون عليه . وإنما الذي امتزت به فيما بينكم هو أنني رسول ، ويوحي إلي ، وأنتم لستم برسل ، وليس يوحى إليكم ، فالذي طلبتموه من الآيات ليس في يدي ولا تحت تصرفي ، وإنما هو إلى الله – عز وجل – إن شاء أظهرها لكم ، ويؤيدني بها عليكم ، وإن شاء أخرها عنكم ، وفي ذلك مصلحتكم .

وقد أكد الله هذا المعنى في سورة الأنعام فقال : } قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِندَ اللّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءتْ لاَ يُؤْمِنُونَ { [ 6:109] أي إن الأنبياء والرسل ليسوا بالذين يأتون بالخوارق والمعجزات ، وإنما الله – سبحانه وتعالى – هو الذي يأتي بها . وهو إنما يظهرها على أيدي الأنبياء والمرسلين تكريماً لهم ، وتأييداً وإثباتاً نبوتهم ورسالتهم .

ثم بين الله – سبحانه وتعالى – أنه لو أراهم وأظهر لهم ما طلبوه من الآيات لا يؤمنون به . مع كونهم قد أقسموا بالله جهد أيمانهم ليؤمنن به ، فقال :} وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلآئِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً مَّا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللّهُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ { وقال : } وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَل لِّلّهِ الأَمْرُ جَمِيعاً{ [ 13: 31]

وفي ثنايا مثل هذه الآيات أشار الله تعالى إلى سنة من سننه ، وهي أن القوم إذا طلبوا آية معينة ، ثم لم يؤمنوا بها إذا جاءتهم فإنهم يهلكون ولا يمهلون . وسنة الله لا تتغير ولا تتبدل ، وقد علم الله أن معظم قريش يؤمنون فيما بعد . فلذلك لم يأت لهم بما اقترحوه من الآيات الخاصة التي مضى ذكرها قريباً .

 

شق القمر :

كأن قريشاً لما رأوا أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يجبهم إلى ما اقترحوه من الآيات الخاصة ظنوا أن طلب الآيات أحسن وسيلة لتعجيزه وإسكاته . ولإقناع عامة الناس بأنه متقول ، وليس برسول ، فتقدموا خطوة أخرى ، وقرروا أن يطلبوا منه آية بغير تعيين ، ليتبين للناس عجزه ، فلا يؤمنوا به ، فجاءوا إليه ، وقالوا له : هل من آية نعرف بها أنك رسول الله ؟

فسأل رسول الله -صلى الله عليه وسل- ربه أن يريهم آية . فأراهم القمر قد انشق فرقتين : فرقة فوق الجبل – أي جبل أبي قبيس – وفرقه دونه ، حتى رأوا حراء بينهما ، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :" اشهدوا " .

ورأت قريش هذه الآية جهاراً ، بوضوح ، ولوقت طويل ، فسقط في أيديهم وبهتوا ، ولكنهم لم يؤمنوا ، بل قالوا : هذا سحر ابن أبي كبشة ، لقد سحرنا محمد ، فقال رجل : إن كان قد سحركم فإنه لا تستطيع أن يسحر الناس كلهم ، فانتظروا ما يأتيكم به السفار ، فجاء السفار فسألوهم ، فقالوا : نعم قد رأيناه . ولكن قريشاً مع ذلك أصروا على كفرهم واتبعوا أهواءهم .

وكأن انشقاق القمر كان كالتمهيد لما هو أكبر وأهم حدثاً من ذلك ، وهو الإسراء والمعراج ، فإن رؤية القمر هكذا منشقاً بعين اليقين تسهل على الذهن قبول إمكان الإسراء والمعراج والله أعلم .

 

الإسراء والمعراج

المراد بالإسراء توجه النبي -صلى الله عليه وسلم- ليلاً من مكة المكرمة إلى بيت المقدس ، والمراد بالمعراج صعوده -صلى الله عليه وسل- إلى العالم العلوي ، وكان ذلك بجسده الشريف وروحه الأطهر .

والإسراء مذكور في القرآن في قوله – تعالى - : } سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ { . [17:1]

أما المعراج فقيل : هو مذكور في سورة النجم من آياتها السابعة إلى الثامنة عشرة . وقيل :المذكور في هذه الآيات غير المعراج .

واختلف في وقت الإسراء والمعراج ، فقيل : هو السنة التي بعث فيها النبي -صلى الله عليه وسلم- وقيل : سنة خمس من النبوة . وقيل : في 27 رجب سنة عشر من النبوة .

وقيل : في 17 رمضان سنة اثنتي عشرة من النبوة . وقيل : في المحرم ، وقيل : في 17 ربيع الأول سنة 13 من النبوة .

أما تفصيل القصة فملخص الروايات الصحيحة : أن جبريل – عليه السلام – جاء بالبراق – وهو دابة فوق الحمار ، ودون البغل ، يضع حافره عند منتهى طرفه – والنبي -صلى الله عليه وسلم- بالمسجد الحرام ، فركبه حتى أتى بيت المقدس ومعه جبريل ، فربطه بالحلقة التي يربط بها الأنبياء ، ثم دخل المسجد ، فصلى فيه ركعتين . أم فيهما الأنبياء . ثم أتاه جبريل بإناء من خمر وإناء من لبن . فاختار اللبن ، فقال جبريل : أصبت الفطرة ، هديت وهديت أمتك . أما إنك لو أخذت الخمر غوت أمتك .

ثم عرج به من بيت المقدس إلى السماء الدنيا ، فاستفتح له جبريل ففتح له ، فرأى هنالك آدم أبا البشر فسلم عليه ، فرد عليه السلام ، ورحب به ، وأقر بنبوته ، وعن يمينه أسودة إذا نظر إليهم ضحك – وهي أرواح السعداء – وعن يساره أسودة إذا نظر إليهم بكى .- وهي أرواح الأشقياء -.

ثم عرج على السماء الثانية فاستفتح له جبريل ففتح . فرأى فيها أبني الخالة يحيى بن زكريا ، وعيسى ابن مريم – عليهما السلام – فسلم عليهما ، فردا عليه ورحبا به وأقرا بنبوته .

ثم عرج إلى السماء الثالثة ، فرأى فيها يوسف عليه السلام . وكان قد أعطى شطر الحسن . فسلم عليه ، فرد عليه ، ورحب به ، وأقر بنبوته .

ثم عرج به إلى السماء الرابعة فرأى فيها إدريس – عليه السلام – فسلم عليه ، فرد عليه ، ورحب به ، وأقر بنوبته .

ثم عرج به إلى السماء الخامسة فرأى فيها هارون بن عمران – عليه السلام – فسلم عليه فرد عليه ، ورحب به ، وأقر بنبوته .

ثم عرج به إلى السماء السادسة فلقي فيها موسى بن عمران – عليه السلام – فسلم عليه – فرد عليه ، ورحب به ، وأقر بنبوته . فلما جاوزه بكى . فقيل له : ما يبكيك ؟ فقال : أبكي لأن غلاماً بعث من بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر مما يدخلها من أمتي .

ثم عرج به إلى السماء السابعة فلقي فيها إبراهيم – عليه السلام – فسلم عليه ، فرد عليه ، ورحب به ، وأقر بنبوته . وكان مسنداً ظهره إلى البيت المعمور ، وهو بيت يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه .

ثم رفع إلى سدرة المنتهى ، فإذا أوراقها كآذان الفيلة ، وإذا ثمرها كالقلال – أي الجرار الكبيرة – ثم غشيها فراش من ذهب ، وغشيها من أمر الله ما غشيها ، فتغيرت فما أحد من خلق الله يستطيع أن ينعتها من حسنها .

ثم عرج به إلى الجبار – جل جلاله - ، فدنا منه ، حتى كان قاب قوسين أو أدنى . فأوحى إلى عبده ما أوحى . وفرض عليه وعلى أمته خمسين صلاة في كل يوم وليلة . فرجع حتى مر على موسى فقال : بم أمرك ربك ؟ قال : بخمسين صلاة ، قال : أمتك لا تطيق ذلك ، ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف . فالتفت إلى جبريل . فأشار أن نعم إن شئت . فرجع فوضع عنه عشراً . ثم مر بموسى فسأله فأخبره فأشار عليه بسؤال التخفيف . فلم يزل يتردد بين موسى وبين الله – عز وجل – حتى جعلها خمساً . ثم مر بموسى فأشار بالرجوع وسؤال التخفيف . وقال : الله لقد راودت بني إسرائيل على أدنى من هذا فضعفوا عنه وتركوه ، فقال - صلى الله عليه وسلم - : قد استحييت من ربي ، ولكني أرضى وأسلم . فلما بعد نودي أن قد أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي ، هي خمس وهن خمسون ، لا يبدل القول لدي .

ثم رجع عليه السلام من ليلته إلى مكة المكرمة ، فلما أصبح في قومه أخبرهم بما أراه الله – عز وجل – من آياته الكبرى ، فاشتد تكذيبهم له وأذاهم واستضرارهم عليه ، فمنهم من صفق . ومنهم من وضع يده على رأسه تعجباً وإنكاراً . وسعى رجال إلى أبي بكر الصديق ، وأخبروه الخبر . فقال : إن كان قال ذلك فقد صدق . قالوا : أتصدقه على ذلك ؟ قال : إني لأصدقه على أبعد من ذلك . أصدقه على خبر السماء في غدوة أو روحة ، فسمي الصديق .

وقام الكفار يمتحنونه فسألوه أن يصف لهم بيت المقدس . ولم يكن رآه قبل ذلك . فجلاه الله له حتى عاينه ، فطفق يخبرهم عن آياته ، يصفه لهم باباً باباً وموضعاً موضعاً ، فلم يستطيعوا أن يردوا عليه ، بل قالوا : أما النعت فو الله لقد أصاب .

وسألوه عن عير لهم قادمة من الشام . فأخبرهم بعدد جمالها وأحوالها ووقت قدومها ، وعن البعير الذي يقدمها ، وكان الأمر كما قال ، ولكن أبى الظالمون إلا كفورا .

وصبيحة يوم الإسراء جاء جبريل وعلم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كيفية الصلوات الخمس وأوقاتها ، وكانت الصلاة قبل ذلك ركعتين في الصباح . وركعتين في السماء .

 

 

عرض الإسلام على القبائل والأفراد

كان من دأب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- منذ أمره الله بالجهر بالدعوة أنه كان يخرج في موسم الحج أيام أسواق العرب إلى منازل القبائل فيدعوهم إلى الإسلام .

وأشهر أسواق العرب في الجاهلية وأقربها إلى مكة ثلاثة : عكاظ ومجنة وذو المجاز ، وعكاظ قرية بين نخلة والطائف . كانوا يقيمون بها السوق من أول شهر ذي القعدة إلى عشرين منه . ثم ينتقلون منها إلى مجنة ، فيقيمون بها السوق إلى نهاية شهر ذي القعدة ، وهي موضع في وادي مر الظهران أسفل مكة . وأما ذو المجاز فهو خلف جبل عرفه أي خلف جبل الرحمة ، وكانوا يقيمون هناك السوق من أول ذي الحجة إلى الثامن منه ، ثم يتفرغون لأداء مناسك الحج .

وممن أتاهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ودعاهم إلى الإسلام ، وعرض عليهم نفسه ليؤوه وينصروه : بنو عامر بن صعصعة . وبنو محارب بن خصفة ، وبنو فزارة ، وغسان ، ومرة ، وبنو حنيفة ، وبنو سليم ، وبنو عبس ، وبنو نصر ، وبنو البكاء ، وكندة ، وكلب . وبنو الحارث بن كعب . وعذرة ، والحضارمة . فلم يستجب له منهم أحد .

ولكنهم اختلفوا في أساليب ردودهم . فنهم من رد عليه رداً جميلاً ، ومنهم من اشترط لنفسه أن تكون له الرئاسة بعده . ومنهم من قال : أسرتك وعشيرتك أعلم بك ، حيث لم يتبعوك . ومنهم من رد عليه رداً قبيحاً . وكان بنو حنيفة رهط مسيلمة الكذاب أقبحهم رداً .

 

 

وإلى هنا تنتهي حلقتنا لهذا اليوم من سيرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم

وألقاكم على خيرفي الحلقة القادمة بإذن الله تعالى ..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بارك الله فيك حبيبتي عروس

وجاري حفظ الادعية :)

 

وبالنسبة لحفظي فالحمد لله حفظت من اية 116 الى اية 121

ليومي الجمعة والسبت

 

وانتي ما مقررك في المراجعة ؟

كي نضع لبعضنا اختبار يوم الجمعة ان شاء الله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاكِ الله خيرًا أختي الحبيبة المحبة لله

تمت قراءة الحلقة الحادية عشر

وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا وشفيعنا محمد صلى الله عليه وسلم

 

وبالنسبة لمقدار حفظي هو نفس مقدار حفظكِ أختي الحبيبة

وإن شاء الله يكون الإمتحان في نفس مقدار حفظك

وفقكِ الله تعالى

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

 

%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85.png

 

 

 

" القاعدة التاسعة والثلاثون "

 

 

 

 

نتحدث اليوم عن قاعدة من قواعد تربية النفس، وتوجيه علاقتها مع الله عز وجل، تلكم القاعدة القرآنية التي دل عليها قول الله تعالى:

 

 

 

{فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ}

 

 

 

[الشرح: 7، 8].

 

وهذه القاعدة ـ كما لا يخفى ـ جزء من سورة الشرح، وقد بدئت بحرف الفاء المرتبط بالجملة الشرطية، وهذه الفاء هي فاء التفريع، أي أن ما بعدها فرع عما قبلها، فلننظر فيما قبلها، يقول الله عز وجل: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (2) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (3) وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (4) فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6) فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ} [الشرح: 1 - 8].

 

وغني عن القول أن هذه السورة العظيمة ـ سورة الشرح ـ "احتوت على ذكرِ عنايةِ الله تعالى لرسوله بلطف الله له, وإزالةِ الغمّ والحرجِ عنه، وتيسير ما عسر عليه، وتشريفِ قدره؛ لِيُنَفِّسَ عنه؛ فمضمونُها شبيهٌ بأنه حجةٌ على مضمون سورة الضحى؛ تثبيتاً له بتذكيره سالف عنايته به, وإنارة سبيل الحق, وترفيع الدرجة؛ ليعلم أن الذي ابتدأه بنعمته ما كان لِيقطع عنه فضله، وكان ذلك بطريقة التقرير بماض يعلمه النبي صلى الله عليه وسلم".

 

فإذا اتضح تبين موقع هذه القاعدة التي نتحدث عنها:

 

 

 

{فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ}

 

 

 

والتي يأمر الله فيها نبيه صلى الله عليه وسلم إذا انتهى من طاعة أو عملٍ ما أن ينصب ويبدأ في عمل أو طاعة أخرى، وأن يرغب إلى ربه في الدعاء والعبادة، والتضرع والتبتل، لأن حياة المسلم الحق كلها لله، فليس فيها مجال لسفاسف الأمور، بل إن اللهو الذي تبيحه الشريعة لأصناف من الناس كالنساء والصبيان، أو في بعض الأوقات كالأعياد والأفراح؛ فإن من أعظم مقاصد ذلك أن يعيش أن يستجم الإنسان ـ والاستجمام للجد مرة ثانيةً من الشغل النافع ـ وأن يعيش العبودية لله في جميع أحواله، فهو يعيشها في السراء والضراء، وفي الشدة والرخاء، وفي الحضر والسفر، وفي الضحك والبكاء، ليتمثل حقاً قول الله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام: 162]، متأسياً ـ قدر الطاقة بالثلة المباركة من أنبياء الله ورسله ـ الذين أثنى الله عليهم بقوله: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ}[الأنبياء: 90].

 

قال ابن القيم رحمه الله: "وأما الرغبة في الله، وإرادةُ وجهه، والشوقُ إلى لقائه، فهي رأس مال العبد، وملاكُ أمره، وقوامُ حياته الطيبة، وأصلُ سعادته وفلاحه ونعيمه، وقرةُ عينه، ولذلك خلق، وبه أُمِرَ، وبذلك أرسلت الرسل، وأنزلت الكتب، ولا صلاح للقلب ولا نعيم إلا بأن تكون رغبته إلى الله عز وجل وحده، فيكون هو وحده مرغوبه ومطلوبه ومراده، كما قال الله تعالى: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ}

 

وهذا المعنى الذي دلت عليه هذه القاعدة: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ}

 

 

 

معنى عظيم، وهو أصل من الأصول التي تدل على أن الإسلام يكره من أبنائه أن يكونوا فارغين من أي عمل ديني أو دنيوي! وبهذا نطقت الآثار عن السلف الصالح رحمهم الله:

يقول ابن مسعود رضي الله عنه: إني لأمقت أن أرى الرجل فارغاً لا في عمل دنيا ولا آخرة، وسبب مقت ابن مسعود رضي الله عنه لهذا النوع من الناس؛ لأن "قعود الرجل فارغاً من غير شغل، أو اشتغاله بما لا يعينه في دينه أو دنياه من سفه الرأي، وسخافة العقل، واستيلاء الغفلة" .

 

ولقد دلّ القرآن على أن هذا النوع من الناس الفارغين ـ وإن شئت فسمهم البطالين ـ ليسوا أهلاً لطاعة أوامرهم، بل تنبغي مجانبتهم؛ لئلا يُعدوا بطبعهم الرديء، كما قال تعالى: {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا}[الكهف: 28]، يقول العلامة السعدي رحمه الله: "ودلت الآية، على أن الذي ينبغي أن يطاع، ويكون إماماً للناس، من امتلأ قلبه بمحبة الله، وفاض ذلك على لسانه، فلهج بذكر الله، واتبع مراضي ربه، فقدمها على هواه، فحفظ بذلك ما حفظ من وقته، وصلحت أحواله، واستقامت أفعاله، ودعا الناس إلى ما من الله به عليه، فحقيق بذلك، أن يتبع ويجعل إماماً".

 

ومن هدايات هذه القاعدة القرآنية المحكمة: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ}

 

 

 

أنها تربي في المؤمن سرعة إنجاز الأمور ـ ما استطاع إلى ذلك سبيلاً ـ وعدمِ إحالة إنجازها إلى وقت الفراغ، فإن ذلك الأساليب التي يخدع بها بعض الناس نفسه، ويبرر بها عجزه، وإن من عجز عن امتلاك يومه فهو عن امتلاك غده أعجز!

 

قال بعض الصالحين: "كان الصديقون يستحيون من الله أن يكونوا اليوم على مثل حالهم بالأمس" علق ابن رجب: على هذا فقال: "يشير إلى أنهم كانوا لا يرضون كل يوم إلا بالزيادة من عمل الخير، ويستحيون من فقد ذلك و يعدونه خسراناً"، ومن جميل ما قيل في هذا المعنى ذينك البيتين السائرين:

 

 

 

 

إذا هجع النوام أسبلت عبرتي *** وأنشدت بيتاً فهو من أحسن الشعر

أليس من الخسران أنَّ ليالياً *** تمر بلا شيء وتحسب من عمر

 

 

 

 

ومن الحكم السائرة: لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد! وهي حكمة صحيحة يشهد القرآن بصحتها، وقد روي عن الإمام أحمد: أنه قال: إن التأخير له آفات! وصدق:، والشواهد على هذا كثيرة:

ـ فمن الناس من يكون عليه التزامات شرعية بينه وبين الله، كقضاء الصيام، أو أداء فرض الحج ـ مثلاً ـ فتراه يسوّف ويماطل، حتى يتضايق عليه الوقت في الصيام، أو يفجأه الموت قبل أن يحج! ولئن كان هذا قبيحاً ومذموماً في حقوق الله، فهو في حقوق الخلق ـ المبنية على المشاحة ـ أشد وأعظم، وكم ندم من كانت عليهم ديون حين تساهلوا في تسديدها وهي قليلة، فتراكمت عليهم، فعجزوا عنها، وصاروا بين ملاحقة الغرماء، والركض وراء الناس وإراقة ماء الوجه للاستدانة من جديد، أو للأخذ من الزكاة!! فهل من معتبر؟!

 

ـ ومن آثار مخالفة هذه القاعدة: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ}

 

 

 

: أن بعض الناس لا يهتبل ولا يستغل الفرص التي تسنح في طلب العلم، وتحصيله، فإذا انفرط عليه العمر، وتقضى الزمن، ندم على أنه لم يكن قد حصل شيئاً من العلم ينفعه في حياته وبعد مماته!

 

وقل مثل ذلك: في تفريط كثير من الناس ـ وخصوصاً الشباب والفتيات ـ في التوبة، والإنابة، والرغبة إلى الله، بحجة أنهم إذا كبروا تابوا، وهذا لعمر الله من تلبيس إبليس!

 

 

 

 

إذا أنت لم ترحل بزاد من التقى *** ولاقيت بعد الموت من قد تزودا

ندمت على أن لا تكون كمثله *** وأنك لم ترصد بما كان أرصدا

 

 

 

 

وقوله تعالى ـ في هذه القاعدة التي هي مدار حديثنا ـ: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ} أبلغ، وأعظم حادٍ إلى العمل، والجد في استثمار الزمن قبل الندم.

 

 

 

وللإستماع إلى القاعدة من هنا

 

 

 

 

 

 

 

وإلى لقاء آخر مع قاعدة جديدة بإذن الله تعالى ..

 

 

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85.png

(الحلقــة الثانية عشر)

 

"من كتاب روضة الأنوارفي سيرة النبيّ المختار"

 

نتحدث بإذن الله في هذه الحلقة عن الآتي:

 

* المؤمنون غير أهل مكة :

وقدر الله أن يؤمن رجال من غير أهل مكة في الزمن الذي كانت الدعوة تمر فيه بأصعب مراحلها في مكة ، فكانوا كجذوة أمل أضاءت في الظلام اليأس . فمنهم :

  • سويد بن الصامت – كان شاعراً لبيباً ، من سكان يثرب ، يسمى بالكامل ، لشرفه وشعره . أتى مكة حاجاً أو معتمراً . فدعاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى الإسلام ، فعرض هو على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حكمة لقمان ، فعرض عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- القرآن فأسلم ، وقال : إن هذا قول حسن . قتل في وقعة بين الأوس والخزرج قبل يوم بعاث .
  • إياس بن معاذ – كان غلاماً حدثاً من سكان يثرب ، قدم مكة في أوائل سنة 11 من النبوة ، في وفد من الأوس كانوا يلتمسون الحلف من قريش على الخزرج ، فجاءهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ودعاهم إلى الإسلام ، وتلا عليهم القرآن ، فقال إياس : هذا والله خير مما جئتم له . فرمى أبو الحيسر – أحد أعضاء الوفد – تراب البطحاء في وجه إياس ، وقال : دعنا عنك ، لقد جئنا لغير هذا ، فسكت ، ولم يلبث بعد رجوعهم إلى يثرب أن هلك ، وكان يهلل ويكبر ويحمد ويسبح عند موته . ولا يشك قومه أنه مات مسلماً .
  • أبو ذر الغفاري – بلغ إليه خبر مبعث النبي -صلى الله عليه وسلم- بسبب إسلام سويد بن الصامت وإياس بن معاذ . فأرسل أخاه إلى مكة ليأتي بالخبر . فذهب ورجع ، ولم يشفه ، فخرج بنفسه حتى نزل بمكة في المسجد الحرام . وبقي فيه نحو شهر ، يشرب ماء زمزم ، وهو طعامه وشرابه ، ولا يسأل عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أحداً خوفاً على نفسه ، ثم استتبعه علي رضي الله عنه حتى دخل به على النبي -صلى الله عليه وسلم- فطلب منه أبو ذر أن يعرض عليه الإسلام ، فعرضه عليه فاسلم مكانه ، ثم جاء إلى المسجد الحرام وقال : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله . فانقض عليه قريش ، وضربوه مثل ما ضربوه بالأمس . وأنقذه العباس كما أنقذه بالأمس .ورجع أبو ذر إلى مساكن قومه بني غفار . فلما هاجر النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة هاجر إليها
  • طفيل بن عمرو الدوسي – كان شاعراً لبيباً ، رئيس قبيلته دوس في ناحية اليمن . قدم مكة سنة 11 من النبوة . فاستقبله أهل مكة . وحذروه من النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى حشا أذنه الكرسف حين جاء إلى المسجد الحرام ، كي لا يسمع منه -صلى الله عليه وسلم- شيئاً . وكان -صلى الله عليه وسلم- قائماً يصلى عند الكعبة ، فوقع في أذنه منه شئ ، فاستحسنه ، فقال في نفسه : إني لبيب وشاعر ما يخفى علي الحسن من القبيح ، فما يمنعني أن أسمع من هذا الرجل ما يقول ، فإن كان حسناً قبلته ، وان كان قبيحاً تركته .فلما انصرف النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى بيته تبعه حتى دخل بيته ، وذكر قصته ، وطلب منه -صلى الله عليه وسلم- أن يعرض عليه أمره ، فعرض عليه الإسلام ، وتلا عليه القرآن فأسلم وشهد شهادة الحق ، وقل : إني مطاع في قومي ، وراجع إليهم ، وداعيهم إلى الإسلام ، فادع الله أن يجعل لي آية ، فدعا له . فلما قرب من قومه استنار وجهه كالمصباح . فدعا الله أن يجعله في غير وجهه ، فتحول النور إلى سوطه . فلما دخل على قومه دعاهم إلى الإسلام ، فأسلم أبوه وزوجته ، وأبطأ القوم ، لكنه لما هاجر إلى المدينة بعد الحديبية كان معه سبعون أو ثمانون بيتاً من قومه .
  • ضماد الأزدي – من أزد شنوءة من اليمن ، كان يرقي من الجنون والجن والشياطين . فجاء مكة فسمع سفهاء يقولون : إن محمداً مجنون ، فجاء ليرقيه . فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- : أن الحمد لله ، نحمده ، ونستعينه ، ومن يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلله فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، أشهد أن محمداً عبده ورسوله .

أما بعد :

فاستعاد ضماد هذه الكلمات ثلاث مرات ، ثم قال : سمعت قول الكهنة والسحرة والشعراء فما سمعت مثل كلماتك هؤلاء ، لقد بلغن قاموس البحر ، هات يدك أبايعك على الإسلام ، فبايعه .

 

* الإسلام في المدينة :

6-11- ستة سعداء من أهل يثرب كلهم من الخزرج وهم :

أسعد بن زرارة .

عوف بن الحارث بن رفاعة ( عوف بن عفراء )

رافع بن مالك بن العجلان .

قطبة بن عامر بن حديدة .

عقبة بن عامر بن نابي .

جابر بن عبدالله بن رئاب .

جاء هؤلاء للحج في جملة من جاء سنة 11 من النبوة ، وكان أهل يثرب يسمعون من اليهود حينما ينالون منهم في الحرب ونحوها ، أن نبياً سيبعث الآن ، قد أظل زمان بعثته ، فنقتلكم معه قتل عاد وإرم ، فلما كانوا بعقبة منى مر بهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم - ليلاً ، وهم يتكلمون ، فلما سمع الصوت عمدهم حتى لحقهم ، وقال : من أنتم ؟ قالوا : نفر من الخزرج . قال : موالي اليهود ؟- أي حلفاؤهم – قالوا : نعم ، قال: أفلا تجلسون أكلمكم ؟ قالوا :بلى ! فجلسوا معه ، فشرح لهم حقيقة الإسلام ، وتلا عليهم القرآن ، ودعاهم إلى الله – عز وجل – فقال بعضهم لبعض : تعملون والله إنه للنبي الذي توعدكم به اليهود ، فلا تسبقنكم إليه ، فأسرعوا إلى الإسلام . وقالوا : إنا قد تركنا قومنا وبينهم من العداوة والشر ما بينهم ، فإن يجمعهم الله عليك فلا رجل أعز منك . ووعده القيام بالدعوة إلى دينه ، والمقابلة في الحج القادم .

 

* بيعة العقبة الأولى:

فلما كان حج العام المقبل – سنة 12 من النبوةقدم اثنا عشر رجلاً ، منهم عشرة من الخزرج ، واثنان من الأوس ، فأما العشرة من الخزرج فخمسة منهم هم الذين جاءوا في الماضي غير جابر بن عبدالله بن رئاب وخمسة آخرون هم :

معاذ بن الحارث ( معاذ بن عفراء ) .

ذكوان بن عبد القيس .

عبادة بن الصامت .

يزيد بن ثعلبة .

العباس بن عبادة بن نضلة .

وأما الاثنان من الأوس فهما :

أبو الهيثم بن التيهان .

عويم بن ساعدة .

اجتمع هؤلاء برسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعقبة منى ، فعلمهم الإسلام ، وقال لهم : تعالوا بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئاً ، ولا تسرقوا ، ولا تزنوا ، ولا تقتلوا أولادكم ، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم ، ولا تعصوني في معروف . فمن وفى منكم فأجره على الله ، ومن أصاب من ذلك شيئاً ، فعوقب به في الدنيا فهو كفارة له ، ومن أصاب من ذلك شيئاً ، فستره الله ، فأمره إلى الله ، إن شاء عاقبه ، وإن شاء عفا عنه ، فبايعوه على ذلك .

 

* دعوة الإسلام في يثرب :

فلما رجعوا إلى يثرب بعث معهم مصعب بن عمير -رضي الله عنه- ليقرئهم القرآن ويفقههم في الدين ، ونزل مصعب بن عمير على أبي أمامة أسعد بن زرارة . ونشطا في نشر الإسلام . وبينما هما بستان إذ رئيس الأوس سعد بن معاذ لا بن عمه أسيد بن خضير : ألا تقوم إلى هذين الرجلين الذين أتيا يسفهان ضعفائنا ، فتزجرهما ، فأخذ أسيد حربته ، وأقبل إليهما ، فلما رآه أسعد قال لمصعب : هذا سيد قومه ، قد جاءك فاصدق الله فيه .

وجاء أسيد فوقف عليهما وقال : ما جاء بكما إلينا ؟ تسفهان ضعفاءنا ؟ اعتزلانا إن كانت لكما بأنفسكما حاجة . فقال مصعب : أو تجلس فتسمع ، فإن رضيت أمراً قبلته ، وإن كرهته كففنا عنك ما تكرهه ، فقال : أنصفت . وركز حربته وجلس ، فكلمه مصعب بالإسلام ، وتلا عليه القرآن ، فاستحسن أسيد دين الإسلام واعتنقه ، وشهد شهادة الحق .

ثم رجع أسيد ، واحتال ليرسل إليهما سعد بن معاذ ، فقال له : كلمت الرجلين فو الله ما رأيت بهما بأساً . وقد نهيتهما فقالا : نفعل ما أحببت ، ثم قال : وقد حدثت أن بني حارثة خرجوا إلى أسعد بن زرارة ليقتلوه ، لأنه ابن خالتك ، فيريدون أن يخفروك .

فغضب سعد ، وقام إليهما متغيظاً ، ففعل معه مصعب مثل ما فعل مع أسيد ، فهداه الله للإسلام ، فأسلم وشهد شهادة الحق ، ثم رجع إلى قومه ، فقال : يا بني عبد الأشهل ! كيف تعلمون أمري فيكم ؟ قالوا : سيدنا وأفضلنا رأياً . قال . فإن كلام رجالكم ونسائكم علي حرام حتى تؤمنوا بالله ورسوله ، فما أمسى فيهم رجل ولا امرأة إلا مسلماً ومسلمة ، إلا رجل واحد اسمه الأصيرم ، وتأخر إسلامه إلى يوم أحد ، ثم أسلم وقتل شهيداً في سبيل الله قبل أن يسجد لله سجدة .

وعاد مصعب بن عمير إلى مكة قبل حلول موعد الحج يحمل بشائر مثل هذا الفوز .

 

* بيعة العقبة الثانية:

وفي موسم الحج سنة 13 من النبوة قدم كثير من أخل يثرب من المسلمين والمشركين . وقد قرر المسلمون أن لا يتركوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمكة يطوف في جبالها ، ويطرد ويخاف ، فاتصلوا به سراً . واتفقوا على عقد اجتماع سري في أوسط أيام التشريق ليلاً في الشعب الذي عند جمرة العقبة .

فلما جاء الموعد ناموا في رحالهم مع قومهم ، حتى إذا مضى ثلث الليل الأول أخذوا يتسللون ، فيخرج الرجل والرجلان حتى اجتمعوا عند العقبة ، وهم ثلاثة وسبعون رجلاً ، اثنان وستون من الخزرج ، وأحد عشر من الأوس ، ومعهم امرأتان : نسيبة بنت كعب من بني نجار ، وأسماء بنت عمرو من بني سلمة . وجاءهم رسول الله -r- ومعه عمه عباس بن عبد المطلب . كان على دين قومه ، ولكن أحب أن يحضر أمر ابن أخيه ، ويتوثق له .

وكان العباس أول من تكلم ، فقال لهم : أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يزال في عز من قومه . ومنعة في بلده ، فإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه ومانعوه ممن خالفه ، فأنتم وما تحملتم من ذلك ، وإلا فمن الآن فدعوه .

فأجاب المتكلم عنهم – وهو البراء بن معرور – وقال : نريد الوفاء والصدق وبذل الأرواح دون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فتكلم يا رسول الله ! فخذ لنفسك ولربك ما أحببت .

فتكلم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فتلا القرآن ودعا إلى الله ، ورغب في الإسلام واشترط لربه :

- أن يعبدوه وحده ، ولا يشركوا به شيئاً .

- واشترط لنفسه ولربه أيضاً أنهم قالوا له على ما نبايعك ؟ فقال :

- على السمع والطاعة في النشاط والكسل .

- وعلى النفقة في العسر واليسر .

- وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

- وعلى أن تقوموا في الله ، لا تأخذكم في الله لومة لائم

- وعلى أن تنصروني إذا قدمت إليكم ، وتمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبنائكم . ولكم الجنة .

وفي رواية عن عبادة ( بايعناه ) على أن لا ننازع المر أهله .

فأخذ بيده -صلى الله عليه وسلم- البراء بن معرور وقال : نعم . والذي بعثك بالحق لنمنعك مما نمنع عنه أزرنا . فنحن والله أبناء الحرب وأهل الحلقة – أي السلاح – ورثناها كابراً عن كابر.

فقاطعه أبو الهيثم بن التيهان قائلاً : يا رسول الله ! إن بيننا وبين الرجال حبالاً – أي عهوداً وروابط – وإنا قاطعوها ، فهل عسيت إن نحن فعلنا ذلك ثم أظهرك الله أن ترجع إلى قومك وتدعنا ؟

فتبسم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال : بل الدم الدم ، والهدم الهدم ، أنا منكم وأنتم مني ، أحارب من حاربتم ، وأسالم من سالمتم .

وفي هذه اللحظة الحاسمة تقدم العباس بن عبادة بن نضلة وقال : هل تدرون علام تبايعون هذا الرجل ؟ تبايعونه على حرب الأحمر والأسود من الناس ، فإن كنتم ترون أنكم إذا نهكت أموالكم مصيبة ، وأشرافكم قتلا أسلمتموه فمن الآن ، فإنه خزي الدنيا والآخرة ، وإن كنتم ترون أنكم وافون له على نهكة الأموال وقتل الأشراف فخذوه ، فهو والله خير الدنيا والآخرة .

قالوا : فإنا نأخذه ، على مصيبة الأموال ، وقتل الأشراف ، فمالنا بذلك يا رسول الله !

قال : الجنة .

قالوا : ابسط يدك .

فبسط يده . فقاموا ليبايعوه . فأخذ بيده أسعد بن زرارة ، وقال : رويداً يا أهل يثرب ! إنا نضرب إليه أكباد الإبل إلا ونحن نعلم أنه رسول الله ، وأن إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة ، وقتل خياركم ، وأن تعضكم السيوف ، فإما أنتم تصبرون على ذلك فخذوه ، وأجركم على الله ، وإما أنتم تخافون من أنفسكم خيفة فذروه ، فهو أعذر لكم عند الله .

قالوا : يا أسعد ! أمط عنا يدك ، فو الله لا نذر هذه البيعة ولا نستقيلها ، فقاموا إليه رجلاً رجلاً وبايعوه . وكان أسعد بن زرارة هو أول المبايعين على أرجح الأقوال . وقيل : بل أبو الهيثم بن التيهان . وقيل : بل البراء بن معرور .

أما بيعة المرأتين فكانت قولاً بدون مصافحة .

 

* اثنا عشر نقيبا :

وبعد البيعة طلب منهم رسول الله صلى الله عليه وسلمr- أن يخرجوا اثني عشر نقيباً يكونون عليهم . ويكفلون المسئولية عنهم ، فاخرجوا تسعة من الخزرج ، وثلاثة من الأوس . أما من الخزرج فهم :

سعد بن عبادة بن دليم .

أسعد بن زرارة بن عدس .

سعد بن الربيع بن عمرو .

عبدالله بن رواحة بن ثعلبة .

رافع بن مالك بن العجلان .

البراء بن معرور بن صخر .

عبدالله بن عمرو بن حرام .

عبادة بن الصامت بن قيس .

المنذر بن عمرو بن خنيس .

وأما من الأوس فهم :

أسيد بن حضير بن سماك .

سعد بن خيثمة بن الحارث .

رفاعة بن عبد المنذر بن زبير – وقيل : أبو الهيثم بن التيهان .

فلما تم اختيارهم قال لهم رسول -صلى الله عليه وسلم- : أنتم على قومكم بما فيهم كفلاء ، ككفالة

الحواريين لعيسى ابن مريم ، وأنا كفيل على قومي ، قالوا : نعم .

هذه هي بيعة العقبة الثانية ، وكانت حقاً أعظم بيعة وأهمها في حياة الرسول -صلى الله عليه وسلم- تغير بها مجرى الأحداث وتحول خط التاريخ .

ولما تمت البيعة وكاد الناس ينفضون اكتشفها أحد لشياطين ، وصاح بأنفذ صوت سمع قط : يا أهل الأخاشب – المنازل – هل لكم في محمد ، والصباة معه . قد اجتمعوا على حربكم . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلمr- أما والله يا عدو الله لأتفرغن لك . وأمرهم أن ينفضوا إلى رحالهم فرجعوا وناموا حتى أصبحوا .

وصباحاً جاءت قريش إلى خيام أهل يثرب ليقدموا الاحتجاج إليهم ، فقال المشركون : هذا خبر باطل ، ما كان من شئ . وسكت المسلمون ، فصدقت قريش المشركون ورجعوا خائبين .

وأخيراً تأكد لدى قريش أن الخبر صحيح ، فأسرع فرسانهم في طلب أهل يثرب ، فأدركوا سعد فأخذوه وربطوه وضربوه وجروا شعره حتى أدخلوه مكة ، فخلصه المطعم بن عدي والحارث بن حرب . إذ كان يجير لهما قوافلهما بالمدينة ، وأراد الأنصار أن يكروا إلى مكة إذ طلع عليهم سعد قادماً ، فرحلوا إلى المدينة سالمين .

 

وإلى هنا تنتهي حلقتنا لهذا اليوم من سيرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم

وألقاكم على خيرفي الحلقة القادمة بإذن الله تعالى ..

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جاري الاستماع للقاعدة وقراءة الحلقة

بارك الله فيك حبيبتي

 

وتم حفظ المقرر ليوم الاحد - الثلاثاء

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

تابع الدعاء من القرآن الكريم

 

- {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (10)}[الحشر/10].

- {رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128)} [البقرة/127- 128].

- {رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (85) وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (86)} [يونس/85- 86].

يتبع مع أختي الحبيبة احلى عروس القرآن :) ...

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاكِ الله خيرًا أختي الحبيبة محبة

تم حفظ الثلاثة أدعية بفضل الله

 

---------------------------

 

تابع الدعاء من القرآن الكريم

 

{رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147)} [آل عمران/147].

- {رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا (10)} [الكهف/10].

 

- {رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74)} [الفرقان/74].

 

يتبع مع أختي الحبيبة المحبة لله :) ...

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

حبيبتي الاختبار لهذا الاسبوع

من اية 116 الى اية 140 من سورة آل عمران

وتفضلي اختبارك :)

 

بسم الله الرحمن الرحيم

(( إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ ........لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ))

(( وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي.....أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ))

(( قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ .... كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ))

 

وبأنتظار اختباري :)

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاكِ الله خيرًا أختي الحبيبة المحبة لله على الإمتحان

جاري الإجابة عليه بإذن الله تعالى ..

 

-----------------

 

وتفضلي أختي الحبيبة هذا هو إختبارك :)

 

استعيني بالله تعالى وأتمي المقاطع التالية:

 

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا ...... وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (121)}

{وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ ...... لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (130) }

{وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً ...... ِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139)}

 

وفقكِ الله تعالى :)

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

أعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيم

 

 

(( إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ ........لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ))

 

(( إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤهُم وإن تُصيبكُم سَيئَةٌ يَفرَحوا بِها وإن تَصبِروا وَتَتقوا لا يَضُرُكُم كَيدُهُم شَيئًا إنَّ اللهَ بِما يَعمَلون مُحيط * وإذ غَدَوتَ مِن أهلِكَ تُبَوِءُ المُؤمِنينَ مَقاعِدَ لِلقِتالِ واللهُ سَميعٌ عَليم * إذ هَمَّت طائِفتانِ مِنكُم أن تَفشَلا واللهُ وَلِيُهُما وعلى اللهِ فَليَتوكَلِ المُؤمِنون * وَلقَد نَصرَكُم اللهُ بِبَدرٍ وأنتُم أذِلَه فاتَقوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ))

 

(( وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي.....أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ))

 

(( وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأرض يَغفِرُ لِمَن يَشآءُ ويُعَذِبُ مَن يَشآء واللهُ غَفورٌ رَّحيم * يآ أيُها الذينَ آمَنوا لا تأكُلوا الرِبا أضعافًا مُضاعَفه واتقوا اللهَ لَعلكُم تُفلِحون * واتقوا النَّارَ التي أعِدَت لِلكافِرين * وأطِيعوا اللهَ الرَّسولَ لَعَلَكُم تُرحَمون * وسارِعوآ إلى مَغفِرَةٍ مِّن رَّبِكُم وَجَنَّةٍ عَرضُها السَّماواتُ والأرضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ))

 

(( قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ .... كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ))

 

(( قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسيروا في الأرضِ فانظُروا كَيفَ كانَ عاقِبَةُ المُكذِبين * هَذا بيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَمَوعِظَةً لِّلمُتَقين * ولا تَهِنوا ولا تَحزَنوا وأنتُم الأعلَونَ إن كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ))

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

أجوبتي وجزاك الله خيرا :)

 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

 

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا ...... وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (121)}

 

(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بطانة من دونكم لا يالونكم خبالا ودوا ماعنتم قد البغضاء من أفواههم وما تخفي صدروهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون* ها أنتم اولاء تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله وإذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ قل موتوا بغيضكم إن الله عليم بذات الصدور* إن تمسسكم حسنة تسوءهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا لها وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا والله بما يعملون محيط * وإذ غدوت من اهلك تبوء المؤمنين مقاعد للقتال والله سميع عليم))

 

 

 

 

وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ ...... لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (130) }

وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ ولتطمئن قلوبكم به وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم * ليقطع طرفاً من الذين كفروا او يكبتهم فينقلبوا خائبين * ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون* ولله ما في السماوات وما في الأرض يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله غفور رحيم * يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافاً مضاعفة واتقوا الله لعلكم تفلحون))

 

 

 

{وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً ...... ِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139)}

 

(( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله واستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون* أولئك جزاءهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين * قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المذكبين*هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين * ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين))

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

التصحيح :)

 

 

 

أعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيم

 

 

(( إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ ........لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ))

 

(( إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤهُم وإن تُصيبكُم (تُصبكُم) سَيئَةٌ يَفرَحوا بِها وإن تَصبِروا وَتَتقوا لا يَضُرُكُم كَيدُهُم شَيئًا إنَّ اللهَ بِما يَعمَلون مُحيط * وإذ غَدَوتَ مِن أهلِكَ تُبَوِءُ المُؤمِنينَ مَقاعِدَ لِلقِتالِ واللهُ سَميعٌ عَليم * إذ هَمَّت طائِفتانِ مِنكُم أن تَفشَلا واللهُ وَلِيُهُما وعلى اللهِ فَليَتوكَلِ المُؤمِنون * وَلقَد نَصرَكُم اللهُ بِبَدرٍ وأنتُم أذِلَه فاتَقوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ))

 

(( وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي.....أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ))

 

(( وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأرض يَغفِرُ لِمَن يَشآءُ ويُعَذِبُ مَن يَشآء واللهُ غَفورٌ رَّحيم * يآ أيُها الذينَ آمَنوا لا تأكُلوا الرِبا أضعافًا مُضاعَفه واتقوا اللهَ لَعلكُم تُفلِحون * واتقوا النَّارَ التي أعِدَت لِلكافِرين * وأطِيعوا اللهَ و الرَّسولَ لَعَلَكُم تُرحَمون * وسارِعوآ إلى مَغفِرَةٍ مِّن رَّبِكُم وَجَنَّةٍ عَرضُها السَّماواتُ والأرضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ))

 

(( قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ .... كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ))

 

(( قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسيروا في الأرضِ فانظُروا كَيفَ كانَ عاقِبَةُ المُكذِبين * هَذا بيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَمَوعِظَةً لِّلمُتَقين * ولا تَهِنوا ولا تَحزَنوا وأنتُم الأعلَونَ إن كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ))

 

الاحمر خطأ كتابي

البنفسجي نقص

 

وحفظك ممتاز بارك الله فيك وثبته في صدرك

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85.png

 

" القاعدة الأربعون "

{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ}[النحل: 90].

 

 

الحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبدالله، وعلى وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

 

فهذا لقاء يتجدد مع قاعدة قرآنية، وكلمةٍ جامعة، وهي من أعظم قواعد الشرائع السماوية كلها، والتي لا يشذ عنها شيء، تلكم القاعدة القرآنية التي دل عليها قول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ}[النحل: 90].

 

 

وهذه القاعدة القرآنية المحكمة من أعظم القواعد الشرعية، والتي يدخل تحتها من الفروع ما لا يحصيه إلا الله تعالى، وتتفق عليها جميع الشرائع السماوية؛ ذلك أن الشرائع كلها من لدن حكيم عليم، قال سبحانه وتعالى: {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [الأنعام: 115] قال أهل العلم: صدقاً في الأخبار، وعدلاً في الأحكام.

ومَرَدُّ معرفة العدل من الجور إلى أدلة الشريعة المطهرة، ونصوصها المفصلة.

 

 

يقول الإمام أبو محمد ابن حزم رحمه الله: "العدل حصن يلجأ إليه كل خائف، وذلك أنك ترى الظالم وغير الظالم إذا رأى من يريد ظلمه، دعا إلى العدل وأنكر الظلم حينئذ وذمه، ولا ترى أحداً يذم العدل، فمن كان العدل في طبعه فهو ساكن في ذلك الحصن الحصين".

 

 

وقال العلامة الشيخ محمد الطاهر بن عاشور رحمه الله: "والعدل مما تواطأت على حسنه الشرائع الإلهية، والعقول الحكيمة، وتمدَّح بادعاء القيام به عظماءُ الأمم، وسجلوا تمدُّحهم على نقوش الهياكل من كلدانية، ومصرية، وهندية.

 

 

وحسن العدل بمعزل عن هوى يغلب عليها في قضية خاصة، أو في مبدأ خاص تنتفع فيه بما يخالف العدل بدافع إحدى القوتين: الشاهية والغاضبة.

ويقول ابن تيمية رحمه الله: "إن جماع الحسنات: العدل، وجماع السيئات: الظلم".

وقال الماورديّ: "إنّ ممّا تصلح به حال الدّنيا قاعدة العدل الشّامل، الّذي يدعو إلى الألفة، ويبعث على الطّاعة، وتعمر به البلاد، وتنمو به الأموال، ويكبر معه النّسل، ويأمن به السّلطان، وليس شيء أسرع في خراب الأرض، ولا أفسد لضمائر الخلق من الجور؛ لأنّه ليس يقف على حدّ، ولا ينتهي إلى غاية، ولكلّ جزء منه قسط من الفساد حتّى يستكمل".

 

 

أيها القارئ الكريم:

 

إن هذا المعنى الشرعي العظيم ـ وهو العدل ـ الذين نتفيأ ظلال الحديث عنه من وحي هذه القاعدة القرآنية المحكمة: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ} لهو معنى تعشقه النفوس الكريمة، والفطر السوية، ولله! كم كان تحقيقه سبباً في خيرات عظيمة، ومنح كثيرة؟! والعكس صحيح، وكم كان تحقيق هذا العدل سبباً في إسلام أناس ما حثهم على الإسلام إلا تحقيق هذا الأصل الكبير: العدل، وإليكم هذا الموقف الذي يبين شيئاً من آثار العدل في نفوس الخصوم قبل الأصدقاء:

 

 

روى ابن عساكر في تاريخ دمشق من طريق الشعبي قال:

وجد علي بن أبي طالب درعه عند رجل نصراني، فأقبل به إلى شريح يخاصمه ـ وشريح هذا أحد أشهر القضاة في عهد أمير المؤمنين علي رضي الله عنه ـ قال: فجاء علي حتى جلس إلى جنب شريح، فقال له علي: يا شريح! لو كان خصمي مسلماً ما جلست إلا معه، ولكنه نصراني! وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا كنتم وإياهم في طريق فاضطروهم إلى مضايقه، وصغروا بهم كما صغر الله تعالى بهم، من غير أن تطغوا، ثم قال علي: هذا الدرع درعي،لم أبع ولم أهب! فقال شريح للنصراني: ما تقول فيما يقول أمير المؤمنين؟ فقال النصراني: ما الدرع إلا درعي، وما أمير المؤمنين عندي بكاذب، فالتفت شريح إلى علي فقال: يا أمير المؤمنين! هل من بيّنة؟ قال: فضحك علي وقال: أصاب شريح! ما لي بينة، فقضى بها للنصراني!

 

قال: فمشى خُطىً ثم رجع، فقال النصراني: أما أنا فأشهد أن هذه أحكام الأنبياء! أميرُ المؤمنين قدمني إلى قاضيه، وقاضيه يقضي عليه؟ أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، الدرع والله درعك، يا أمير المؤمنين، أتبعتُ الجيش ـ وأنت منطلق إلى صفين ـ فخرجتْ من بعيرك الأوْرق، فقال: أما إذا أسلمت فهي لك، وحمله على فرس، فقال الشعبي: فأخبرني من رآه يقاتل الخوارج مع علي يوم النهروان.

 

 

فتأمل يا عبدالله! كيف أثّر هذا الموقف العجيب من الرجل الأول في الدولة آنذاك في إسلامه، بل والانضمام إلى جيوشه التي تقاتل الخوارج المارقين، وليست هذه فضيلة إقامة العدل في مثل هذه المواقف، بل إن الإمام العادل أحدُ السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظلّه.

 

 

وفي الموقف مَلْحظٌ آخر: ألا وهو أن هذا القاضي لم يكن ليجرؤ على مثل هذا الحكم لولا أنه وجد ما يسنده ويقوي جانبه في إصدار مثل هذا الحكم على خليفة المسلمين آنذاك، من الخليفة نفسه، ومتى شعر القاضي أنه لا يستطيع أن يحكم بالعدل الذي يراه، فعلى القضاء السلام.

 

 

وهذا الموقف ـ أيضاً ـ يبرز جانباً من جوانب عظمة هذا الدين في العدل مع الخصوم والأعداء، فلم يمنع شريحاً كون الخصم نصرانياً أن يقضي له، وهذا تطبيق عملي لقوله تعالى: {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى}[المائدة: 8].

 

 

أيها الإخوة الكرام:

 

وتمتد ظلال هذه القاعدة العظيمة {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ} لتشمل جميع شؤون الحياة، فمن ذلك:

ـ العدل مع الزوجات: وهذا من الأمور المحكمات في باب العلاقة الزوجية، وهو أظهر من أن يفصل فيه، إلا أن الذي أرى أنه من المهم التوكيد عليه: هو تذكير الإخوة المعددين، بأن يتقوا الله في العدل بين زوجاتهم، وأن يحذروا من آثار عدمه السيئة في الحياة قبل الممات: وذلك فيما يقع بين الأولاد غير الأشقاء من نزاعات وخلافات، حتى يكونوا شماتة للآخرين، وأما في الآخرة فهو أعظم وأشد، وعليهم أن يتأملوا سيرة النبي صلى الله عليه وسلم مع زوجاته التسع، ففيها الغناء والعبرة.

 

 

ومن صور تطبيقات هذه القاعدة: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ}:

 

ـ العدل مع الأولاد: ذلك أن على الوالدين أن يعدلوا بينهم، وأن يتجنبوا تفضيل بعضهم على بعض، سواء في الأمور المعنوية كالحب والحنان والعطف ونحو ذلك، أو في الأمور المادية كالهدايا والهبات، ونحوها.

 

 

ـ العدل والإنصاف في إصدار الأقوال، وتقييم الآخرين: قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} [النساء: 135] ، وقال عز وجل: {وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا}[الأنعام: 152].

وهذا باب واسع جداً، يدخل فيه الكلام على الأفراد، والجماعات، والفرق، والكتب، والمقالات، وغير ذلك.

 

 

وما أجمل ما قاله ابن القيم في نونيته:

 

وتحل بالإنصاف أفخر حلة *** زِيْنَتْ بها الأعطاف والكتفان

 

 

أيها الإخوة:

 

ومن صور العدل التي دلّت عليها هذه القاعدة: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ}:

 

ـ العدل في العبادة: بحيث لا يتجاوز بها صاحبها العدل، ويتعدى الحد، ولا يقصّر في أدائها على الوجه الشرعي.

 

ـ العدل في النفقات: قال تعالى: {وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا} [الإسراء: 29]، وقال سبحانه وتعالى مثنياً على عباد الرحمن: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا}[الفرقان: 67]، وكان من أدعية النبي صلى الله عليه وسلم العظيمة: "وأسألك القصد في الفقر والغنى"(6).

 

 

وبالجملة ـ أيها الكرام ـ: فمن تأمل أوامر الله تعالى وجدها وسطاً بين خلقين ذميمين: تفريط وإفراط، وهذا هو معنى هذه القاعدة القرآنية المحكمة: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ}.

وإلى هنا ينتهي ما أردت ذكره من إشارات عابرة حول معاني هذه القاعدة القرآنية الكريمة.

وإلى لقاء قادم في حلقة جديدة بإذن الله تعالى، والحمد لله رب العالمين.

 

 

للأسماع للقاعدة

هنا بسم الله

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

تابع الدعاء من القرآن الكريم

 

- {رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (66)}

[الفرقان/65- 66].

- {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (201)}

[البقرة/201].

- {سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285)}

[البقرة/285].

 

يتبع مع أختي الحبيبة عروس القرآن ...

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

جزاكِ الله خيرًا أختي الحبيبة محبه على تصحيح الإمتحان

 

 

 

لاحرمكِ الله الأجر والثواب

 

 

 

 

وهذا تصحيح إمتحانك :)

 

 

 

 

----------------------

 

 

 

 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

 

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا ...... وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (121)}

 

 

 

 

(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بطانة من دونكم لا يالونكم يألونكم خبالا ودوا ماعنتم قد البغضاء من أفواههم وما تخفي صدروهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون* ها أنتم اولاء أولاء تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله وإذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ قل موتوا بغيضكم بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور* إن تمسسكم حسنة تسوءهم تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا لها بها وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا والله إن الله بما يعملون محيط * وإذ غدوت من اهلك أهلك تبوء تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال والله سميع عليم))

 

 

 

 

 

 

 

وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ ...... لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (130) }

 

 

 

وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ ولتطمئن قلوبكم به وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم * ليقطع طرفاً من الذين كفروا او أو يكبتهم فينقلبوا خائبين * ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون* ولله ما في السماوات وما في الأرض يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله غفور رحيم * يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافاً مضاعفة واتقوا الله لعلكم تفلحون))

 

 

 

 

 

 

{وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً ...... ِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (139)}

 

 

 

 

(( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله واستغفروا فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون* أولئك جزاءهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين * قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المذكبين المكذبين *هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين * ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين))

 

 

 

 

post-55071-1310219530.gif

 

 

 

 

تسمبع متقن، اللهم بارك

 

 

 

فقط راجعي على المقطع الأول

 

 

 

ثبته الله في صدركِ أختي الحبيبة :)

 

 

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

جزاكِ الله خيرًا أختي الحبيبة محبه على القاعدة الأربعون

أسأل الله تعالى أن يرزقنا العدل دائمًا في كل شئ في حياتنا

 

 

 

 

وأحب أن أنقل لكِ هذا القول:

قال ابن العربى :

 

 

 

* العدل بين العبد وربه : إيثار حقه - تعالى - على حظ نفسه ، وتقديم رضاه على هواه ، والاجتناب للزواجر والامتثال للأوامر .

 

 

 

* وأما العدل بينه وبين نفسه فمنعه ما فيه هلاكها .

 

 

 

* وأما العدل بينه وبين غيره فبذل النصيحة ، وترك الخيانة فيما قل أو كثر ، والإِنصاف من نفسك لهم بكل وجه .

 

 

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بارك الله فيك حبيبتي على التصحيح

واخطائي الاملائية ما اكثرها :blink:

سأراجع الاملاء ان شاء الله وشكرا حبيبتي لجهودك

 

وشكرل للتذكرة على المقولة الرائعة ^_^

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85.png

(الحلقــة الثالثة عشر)

 

"من كتاب روضة الأنوارفي سيرة النبيّ المختار"

 

نتحدث بإذن الله في هذه الحلقة عن الآتي:

 

هجرة المسلمين إلى المدينة

 

 

بعد هذه البيعة – بيعة العقبة الثانية – بدأت هجرة عامة المسلمين إلى المدينة ، بينما كان بعض الصحابة قد هجر قبلها . وقد أري رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دار هجرة المسلمين وأخبرهم بها . قال : رأيت أني أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل ، فذهب وهلى – أي ظني – إلى اليمامة أو هجر ، فإذا هي المدينة يثرب ، وفي رواية : أريت دار هجرتكم سبخة بين ظهراني حرتين ، فإما أن يكون هجر أو يثرب

وأول من هاجر أبو سلمة المخزومي زوج أم سلمة . خرج مع زوجته وابنه . فمنعها قومها منه ، وانتزع آل أبي سلمة ولده منها . فانطلق أبو سلمة وحده إلى المدينة ، وذلك قبل بيعة العقبة بنحو سنة ثم أطلقوا زوجته بعد نحو سنة فلحقت به .

وهاجر بعد أبي سلمة عامر بن ربيعة وزوجته ليلى بنت أبي حثمة ، وعبدالله بن أم مكتوم ، فلما تمت لبيعة تتابع المسلمون في الهجرة ، وكانوا يتسللون خفية ، وخشية قريش ، حتى هاجر عمر بن الخطاب ، فخرج علنا ، وتحدى قريشاً فلم يجترئ أحد على الوقوف في وجهه . وقدم المدينة في عشرين من الصحابة .

وهاجر المسلمون كلهم إلى المدينة ، ورجع إليها عامة من كان بأرض الحبشة . ولم يبق بمكة منهم إلا أبو بكر وعلي وصهيب وزيد بن حارثة وقليل من المستضعفين الذين لم يقدروا على الهجرة ، وتجهز أبو بكر للهجرة : وهل ترجو ذلك بأبي أنت ؟ قال : نعم . فحبس أبو بكر نفسه عليه ليصحبه ، وعلف راحلتين كانتا عنده ورق السمر ، استعداداً لذلك.

قريش في دار الندوة وقرارهم بقتل النبي -صلى الله عليه وسلم -

وجن جنون قريش لما رأوا أن المسلمين وجدوا دار حفظ ومنعة ، ورأوا في هجرتهم واجتماعهم بالمدينة خطراً على دينهم وكيانهم وتجارتهم ، فاجتمعوا في دار الندوة صباح يوم الخميس 26 من شهر صفر سنة 14 من النبوة ، وليدرسوا خطة تفيد التخلص من هذا الخطر . خاصة وأن صاحب الدعوة -صلى الله عليه وسلم- لا يزال في مكة ، ويخشى أن يخرج منها في عشية أو ضحاها . وقد حضر الاجتماع وجوه بارزة من سادات قريش . وحضره أيضاً إبليس في صورة شيخ جليل من أهل نجد بعد أن استأذنهم .

وطرحت القضية على المجتمعين ، فقال أبو الأسود نخرجه من أرضنا ، ونصلح أمرنا ، ولا نبالي أين ذهب .

قال الشيخ النجدي : إنكم ترون حسن حديثه ، وحلاوة منطقه ، وغلبته على قلوب الرجال ، فإذا خرج فلا غرو أن يحل على حي من العرب فتجتمع حوله الجموع ، فيطأكم بهم في بلادكم ، ثم يفعل بكم ما أراد . رؤا فيه رأيا غير هذا.

قال أبو البختري: احسبوه وأغلقوا عليه الباب ، حتى يدركه ما أدركه الشعراء قبله من الموت .

قال الشيخ النجدي : والله لئن حبستموه ليخرجن أمره إلى أصحابه، وهم يفضلونه على الآباء والأبناء، فأوشكوا أن يثبوا عليكم، وينزعوه منكم، ثم يكاثروكم به ، حتى يغلبوا على أمركم ، فانظروا في غير هذا الرأي.

قال الطاغية أبو جهل: إن لي فيه رأياً ما أراكم وقعتم عليه بعد، نأخذ من كل قبيلة فتى شاباً جليداً نسبياً وسيطاً فينا، ونعطي كلا منهم سيفاً صارماً، ثم يعمدوا إلي ويضربوه ضربة رجل واحد، فيقتلوه، فيفترق دمه في القبائل، فلا يقدر بنو عبد مناف على حرب قريش كلهم، فيرضون بالدية فنعطيها لهم .

قال الشيخ النجدي : القول ما قال الرجل : هذا الرأي الذي لا أري غيره .

وأقر المجتمعون هذا الرأي، وانفضوا ، واخذوا يستعدون ويرتبون أنفسهم لتنفيذ هذا القرار.

بين تدبير قريش وتدبير الله سبحانه وتعالى

ومن طبيعة مثل هذا الاجتماع السرية للغاية، وأن لا يبدو على السطح الظاهر أي حركة تخالف اليوميات، وتغاير العادات المستمرة، حتى لا يشم احد رائحة التآمر والخطر، ولا يدور في خلد أحد أن هناك غموضاً ينبئ عن الشر.

وكان هذا مكراً من قريش، ولكنهم ما كروا بذلك الله سبحانه وتعالى ، فخيبهم من حيث لا يشعرون، فقد نزل جبريل وأخبر النبي، صلى الله عليه وسلم بمؤامرة قريش فقال: له في الهجرة، وحدد له وقت الخروج، وبين له خطة الرد على مكر قريش فقال "لا تبت هذه الليلة على فراشك الذي كنت تبيت عليه" .

وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، في نحر الظهيرة ، حين يستريح الناس في بيوتهم، وإلى بيت أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأبرم معه أمور الهجرة، فجهزا الراحلتين إلى بيت أبي بكر الصديق رضي الله عنه وابرم معه أمور الهجرة ، فجهزا الراحلتين أحث الجهاز واستأجرا عبدالله بن أريقط الليثي – وكان على دين قريش – ليكون دليلاً لهما في الطريق ، وكان هادياً ماهراً بالطرق . وواعداه جبل ثور بعد ثلاث ليال . ثم استمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أعماله اليومية حسب المعتاد ، حتى لم يشعر أحد بأنه يستعد للهجرة أو لأي أمر آخر اتقاء مما قررته قريش .

وكان من عادة الرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن ينام في أوائل الليل بعد صلاة العشاء ، ويخرج في النصف الأخير من الليل إلى المسجد الحرام ، ويصلي فيه صلاة التهجد – قيام الليل – فأضجع علياً - t- على فراشه تلك الليلة ، وأخبره بأنه لا يصيبه مكروه ، فلما نام عامة الناس وهدأ الليل جاء المتآمرون سراً إلى بيت رسول الله -r- وطوقوه ، ورأوا على بن أبي طالب -t- نائماً على فراشه -r- متسجياً ببرده الحضرمي الأخضر ، فظنوه محمداً - r- فأخذوا يختالون زهواً ، ويرصدونه حتى إذا قام وخرج يثبوا عليه .

وكان هذا جواب مكرهم من الله سبحانه وتعالى يقول تعالى :} وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ { . [ 8:30]

هجــــرة النبي -صلى الله عليه وسلم-

 

خروجه -صلى الله عليه وسلم- من البيت :

وخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من بيته وهم مطوقون به ، فذر تراب البطحاء على رؤوسهم ، وهو يتلو قوله سبحانه وتعالى :} وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ { [ 36:9] . فأخذ الله بأبصارهم فلم يشعروا به -r- ومضى رسول الله -r- إلى بيت أبي بكر ، ومن خوخة في داره خرجا حتى لحقا بغار ثور قبل بزوغ الفجر ، على بعد نحو خمسة أميال في اتجاه اليمن.

 

ثلاث ليال في الغار :

ولما انتهيا إلى الغار دخله أبو بكر أولاً حتى إذا كان فيه شئ يصيبه هو دونه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فكسحه ووجد فيه ثقوباً فسدها بشق إزاره ، وبقى جحر أو جحران ألقمهما رجليه ، ثم دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فنام في حجره ، ولدغ أبو بكر في رجله ، ولكنه لم يتحرك لمكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذهب الألم .

وكمنا في الغار ثلاث ليال ، وكان عبدالله بن أبي بكر يبيت عندهما ، وكان شاباً فطناً ذكياً ، فيخرج من عندهما حتى يصبح في قريش كأنه بات بمكة ، وكان يسمع مكائد قريش وأخبارهم فكان يأتيهما بها حين يختلط الظلام .

وكان عامر بن فهيرة مولى أبي بكر يرعى الغنم ، فكان يأتيهما بها حين تذهب ساعة من الليل . فيبيتان في لبنها ، ثم ينعق بها في غلس ، ويتبع بها أثر عبدالله بن أبي بكر ليعفي عليه .

أما قريش فبقيت فتيانها منتظرين قيام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وخروجه حتى أصبحوا ، فلما أصبحوا قام علي من فراش رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فسقط في أيديهم وسألوه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال : لا علم لي به ، فضربوه وسحبوه إلى الكعبة ، وحبسوه ساعة ، ولكن بدون جدوى . ثم جاءوا إلى البيت أبي بكر وسألوا ابنته أسماء عنه فقالت : لا أدري ، فلطمها الخبيث أبو جهل لطمة طرح منها قرطها . ثم أرسلوا الطلب في كل جهة ، وجعلوا مائة ناقة عن كل واحد منهما لمن يأتي بهما حيين أو ميتين .

وقد وصلوا في الطلب إلى باب الغار بحيث لو طأطأ أحدهم رأسه ونظر إلى قدميه لرأهما . حتى اشتد حزن أبي بكر -t- على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-

فقال : ما ظنك يا أبو بكر باثنين الله ثالثهما . لا تحزن إن الله معنا .

 

 

في الطريق إلى المدينة :

في ليلة الاثنين غرة ربيع الأول سنة 1هـ جاء الدليل عبدالله بن أريقط الليثي بالراحلتين إلى جبل ثور حسب الموعد ، فارتحل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر ، وصحبهما عامر بن فهيرة ، وسلك بهما الدليل في اتجاه الجنوب نحو اليمن حتى أبعد ، ثم اتجه إلى الغرب نحو ساحل البحر الأحمر ، ثم اتجه إلى الشمال على مقربة من الساحل ، وسلك طريقاً لا يسلكه الناس إلا نادراً .

وواصلوا السير تلك الليلة ، ثم النهار إلى نصفه ، حتى خلا الطريق ، فاستراح النبي -صلى الله عليه وسلم- تحت ظل صخرة ، واستكشف أبو بكر ما حوله ، وجاء راع فاستحلب منه أبو بكر ، فلما استيقظ النبي -صلى الله عليه وسلم- سقاه حتى رضي ، ثم ارتحلوا .

وفي اليوم الثاني مرا بخيمتي أم معبد وكانت بالمشلل في ناحية قديد على بعد نحو 130كيلو متراً من مكة ، فسألاها هل عندها شئ ؟ فاعتذرت عن القرى وأخبرت أن الشاء عازب – أي بعيدة المرعى والكلأ – وكانت في جانب الخيمة شاة خلفها الجهد عن قطيع الغنم ، ولم تكن فيها قطرة من لبن ، فاستأذن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليحلبها ، فلما حلبها درت باللبن حتى امتلأ منه إناء كبير يحمله الرهط بمشقة ، فسقاه أم معبد حتى رويت ، ثم سقى أصحابه حتى رووا ، ثم شرب ، ثم حلب فيه ثانياً ، حتى ملأ الإناء ، وتركه عندها وارتحلوا .

وجاء زوجها فتعجب حين رأى اللبن ، وسألها عنه ، فأخبرته الخبر ، ووصفت النبي -صلى الله عليه وسلم- من مفرقه إلى قدمه ومن كلامه إلى أطواره وصفاً دقيقاً جداً ، فقال أبو معبد : هذا والله صاحب قريش ، ولقد هممت أن أصحبه ، ولأفعلن إن وجدت إلى ذلك سبيلا.

وفي اليوم الثالث سمع أهل مكة صوتاً بدأ من أسفلها ومر حتى خرج من أعلاها ، وتبعوه فلم يروا شخصه يقول :

جزى الله رب الناس خير جزائه رفيقين حلا خيـمتي أم معبد

هما نـــزلا بالبر وارتحـــــلا به وأفلح مع أمسـى رفيق محمد

فيا لقــصي ما زوى الله عنكم به من فعال لا تجارى وسودد

ليهن بني كعب مــكان فـتاتهم ومقـعدها للمؤمنـين بمرصد

ثم لما جاوزا قديداً تبعهما سراقة بن مالك بن جعشم المد لجي ، على فرس له ، طمعا في جائزة قريش ، فلما دنا منهم عثرت به فرسه حتى خر عنها ، ثم قام واستقسم بالأزلام : يضرهم أم لا ؟ فخرج الذي يكره ، ولكنه عصى الأزلام وركب حتى إذا دنا منهم بحيث يسمع قراءة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هو لا يلتفت ، أبوبكر يكثر الالتفاف – ساخت يدا فرسه في الأرض حتى بلغتا الركبتين وخر عنها ، ثم زجرها فنهضت فلم تكد تخرج يديها ، فلما استوت قائمة صار لأثر يديها غبار ساطع في السماء مثل الدخان ، فا ستقسم بالأزلام فخرج الذي يكره ، وداخله رعب عظيم ، وعلم أن أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سيظهر ، فناداهم بالأمان ، فوقفوا حتى جاءهم ، فأخبر النبي -صلى الله عليه وسلم - بما قررته قريش ، وما يريد بهما الناس ، وعرض عليه الزاد والمتاع فلم يأخذ منه شيئاً ، وطلب منه أن يخفي أمره عن الناس . واستكتبه سراقة كتاب أمن ، فأمر عامر بن فهيرة فكتبه في أديم . ورجع سراقة فقال لمن وجده في الطلب : قد استبرأت لكم الخبر ، قد كفيتم ما ههنا حتى أرجعهم .

وفي الطريق لقيه بريدة بن الحصيب الأسلمي رضي الله عنه في سبعين راكبا فأسلم هو ومن معه ، وصلوا خلفه صلاة العشاء الآخرة .

ولقيهما في بطن ريم – اسم واد الزبير بن العوام في ركب من المسلمين كانوا قافلين من الشام ، فكساهما الزبير ثياباً بياضاً .

 

النزول بقباء :

وفي يوم الاثنين – الثامن من شهر ربيع الأول سنة 14 من النبوة – وهي السنة الأولى من الهجرة – نزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقباء .

وكان أهل المدينة حينما سمعوا بخروج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخرجون كل غداة إلى الحرة ، حتى يردهم حر الظهيرة . فانقلبوا يوماً بعد طول الانتظار ، فلما أووا إلى بيوتهم أوفى رجل من اليهود على أطم من آطامهم لأمر ينظر إليه فبصر برسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه مبيضين يزول بهم السراب ، فلم يملك اليهودي أن قال بأعلى صوته : يا معشر العرب ! هذا جدكم – أي حظكم – الذي تنتظرون ، فثار المسلمون إلى السلاح ، وسمعت فيهم الوجبة والتكبير فرحاً بقدوم رسول الله -r- وخرجوا للقائه بظهر الحرة ، فعدل بهم ذات اليمين حتى نزل بهم في بني عمرو بن عوف بقباء .

ولما نزل بقباء جلس صامتاً ، فطفق من جاء من الأنصار ممن لم ير رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحيى أبا بكر - رضي الله عنه- ظنا منه أنه هو الرسول -صلى الله عليه وسلم- لظهور الشيب في شعره – حتى أصابت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- الشمس ، فظلل عليه أبو بكر بردائه ، فعرف الناس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- .

ونزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقباء على كلثوم بن الهدم ، وقيل : على سعد بن خيثمة ، ومكث بها أربعة أيام ، أسس أثناءها مسجد قباء ، وصلى فيه ، فلما كان اليوم الخامس – يوم الجمعة – ركب بأمر الله ، أبو بكر ردفه ، وأرسل إلى أخواله بني النجار ، فجاءوا متقلدين السيوف ، فسار نحو المدينة ، وهم حوله وأدركته الجمعة في بني سالم بن عوف فجمع بهم في بطن الوادي ، وهم مائة رجل .

 

الدخول في المدينة :

ثم اتجه نحو المدينة ، وقد زحف الناس للاستقبال ، وارتجت البيوت والسكك بالتحميد والتقديس ، وخرج النساء والصبيان والولائد يقلن :

طلـــع البدر علينا مـن ثنيات الـوداع وجـب الشكـر علينا مــــــا دعــــــــــــــــــا لله داـــــــع أيهـا المبعـوث فينا جئت بالمر المطــــــــــــــــــــــاع

وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يمر بدار من دور الأنصار إلا أخذوا خطام ناقته يقولون : هلم إلى العدد والعدة والسلاح والمنعة ، فكان يقول لهم : خلوا سبيلها فإنها مأمورة . فلما وصلت الناقة إلى موضوع المسجد النبوي بركت ، فلم ينزل عنها حتى نهضت وسارت قليلاً ، ثم التفتت ورجعت فبركت في موضعها الأول فنزل عنها . فجعل الناس يكلمونه في النزول عليهم ، وبادر أبو أيوب الأنصاري - رضي الله عنه- فأدخل رحله في بيته . فجعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول : المرء مع رحله ، وأخذ أسعد بن زرارة بزمام راحلته فكانت عنده .

وسابق سراة الأنصار في استضافة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكانت الجفان تأتيه منهم كل ليلة ، فما من ليلة إلا وعلى بابه الثلاث أو الأربع منها .

 

يتبع مع اختي الحبيبة عروس القرآن <3

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جاري حفظ المقرر لهذا الاسبوع

من آية 141 الى اية 157

 

ان شاء الله تعالى

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاكِ الله خيرًا أختي الحبيبة محبه على الحلقة الثالثة عشر من سيرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم

وقد قرأت بعض الفوائد من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله- :في قول الله تعالى: {إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىوَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}

وفي هذه الآية الكريمة فضيلة أبي بكر الصديق بخصيصة لم تكن لغيره من هذه الأمة، وهي الفوز بهذه المنقبة الجليلة، والصحبة الجميلة، وقد أجمع المسلمون على أنه هو المراد بهذه الآية الكريمة، ولهذا عدوا من أنكر صحبة أبي بكر للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كافرًا، لأنه منكر للقرآن الذي صرح بها‏.‏

وفيها فضيلة السكينة، وأنها من تمام نعمة اللّه على العبد في أوقات الشدائد والمخاوف التي تطيش بها الأفئدة، وأنها تكون على حسب معرفة العبد بربه، وثقته بوعده الصادق، وبحسب إيمانه وشجاعته‏.‏

وفيها‏:‏ أن الحزن قد يعرض لخواص عباد الله الصديقين، مع أن الأولى ـ إذا نزل بالعبد ـ أن يسعى في ذهابه عنه، فإنه مضعف للقلب، موهن للعزيمة‏.‏

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاكِ الله خيرًا أختي الحبيبة محبة

تم حفظ الثلاثة أدعية بفضل الله

 

---------------------------

 

تابع الدعاء من القرآن الكريم

 

- {رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286)} [البقرة/286].

 

- {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (8) رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (9)} [آل عمران/8- 9].

- {رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191) رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (192) رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ (193) رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ (194)} [آل عمران/191- 194].

 

 

يتبع مع أختي الحبيبة المحبة لله :) ...

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85.png

" القاعدة الحادية والأربعون"

 

{وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ}

 

نتحدث اليوم عن قاعدة قرآنية محكمة، ذات البعد الإيماني والتربوي، وله صلة شديدة بواقعنا اليومي

وهذه القاعدة القرآنية المحكمة تكررت بلفظ قريب في عدد من المواضع، كما تكرر معناها في مواضع أخرى.

فمن نظائرها اللفظية المقاربة قول الله عز وجل: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [آل عمران: 165]، وقال سبحانه: {مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ} [النساء: 79]، ويقول عز وجل: { وَلَوْلَا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ...} [القصص: 47].

 

وأما الآيات التي وردت في تقرير هذا المعنى فكثيرة جدا، ومن ذلك قوله سبحانه: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ} [القصص: 59]، وكقوله عز وجل: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الروم: 41]، وقال جل وعلا: {وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (181) ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} [آل عمران: 181، 182] في ثلاث مواضع من كتاب الله عز وجل.

 

ويقول سبحانه: {وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ} [الروم: 36]،

 

يقول شيخ الإسلام ابن تيميه: ملخصاً ما دلت عليه هذه الآيات الكريمة بتلخيص العالم المتتبع المستقرئ لنصوص القرآن الكريم، يقول رحمه الله: "والقرآن يبين في غير موضع: أن الله لم يهلك أحداً ولم يعذبه إلا بذنب"

 

وهذا المعنى الذي دلت عليه هذه الآيات الكريمة دلت عليه أيضا نصوص من الوحي الآخر، ألا وهو السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام،

ومن ذلك ما رواه مسلم في صحيحه من حديث أبى ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ في الحديث القدسي العظيم ـ الذي يرويه عن ربه تعالى قال الله عز وجل: "إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلوم إلا نفسه"

وفى صحيح البخاري من حديث شداد بن أوس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سيد الاستغفار أن تقول اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت... الحديث".

 

وفى الصحيحين لما سأل أبو بكر - رضي الله عنه - النبيَّ صلى الله عليه وسلم أن يعلمه دعاء يدعو به في صلاته، قال له عليه الصلاة والسلام: "قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم"

 

فتأمل ـ أيها المؤمن ـ في هذه الأحاديث جيداً! فَمَنْ هو السائل؟ ومَنْ هو المجيب؟

أما السائل فهو أبو بكر الصديق الأكبر الذي شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة في مواضع متعددة،

وأما المجيب فهو الرسول الناصح المشفق صلوات الله وسلامه عليه! ومع هذا يطلب منه عليه الصلاة والسلام أن يعترف بذنوبه، وظلمه الكبير والكثير، ويسأل ربه مغفرة ذلك والعفو عنه، والسؤال هنا مَنْ الناس بعد أبي بكر رضي الله عنه؟

 

إذا تقررت هذه الحقيقة الشرعية ـ وهي أن الذنوب سببٌ للعقوبات العامة والخاصة ـ فحري بالعاقل أن يبدأ بنفسه، فيفتش عن مناطق الزلل فيه، وأن يسأل ربه أن يهديه لمعرفة ذلك، فإن من الناس من يستمرئ الذنب تلو الذنب، والمعصية تلو المعصية، ولا ينتبه لذلك! بل قد لا يبالى! ولربما استحسن ذلك ـ عياذاً بالله ـ فتتابع العقوبات عليه وهو لا يشعر، فتكون مصيبته حين إذن مضاعفه!

 

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: ـ وهو يتحدث عن الأمور التي تورث العبد الصبر وتعينه عليه ليبلغ مرتبة الإمامة في الدين ـ قال رحمه الله: "أن يشهد ذنوبه، وأن الله إنما سلط الناس عليه بسبب ذنبه، كما قال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ}، فإذا شهد العبد أن جميع ما يناله من المكروه فسببه ذنوبه، اشتعل بالتوبة والاستغفار من الذنوب التي سلطهم عليه بسببها عن ذنبهم ولومهم، والوقيعة فيه، وإذا رأيت العبد يقع في الناس إذا آذوه ولا يرجع إلى نفسه باللوم والاستغفار، فاعلم أن مصيبته مصيبة حققية، وإذا تاب واستغفر، وقال: هذا بذنوبي، صارت في حقه نعمة، قال علي رضي الله عنه كلمة من جواهر الكلام: "لا يرجونّ عبدٌ إلا ربه ولا يخافن عبد إلا ذنبه

 

وروي عنه وعن غيره: "ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة" انتهى كلام شيخ الإسلام رحمه الله.

 

ويقول تلميذه ابن القيم رحمة الله عليه ـ وهو يوضح شيئاً من دلالات هذه القاعدة القرآنية المحكمة

{وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ}

قال رحمه الله:

وهل فى الدنيا والآخرة شرور وداء إلا سببه الذنوب والمعاصي؟!

فما الذي أخرج الأبوين من الجنة دار اللذة والنعيم، والبهجة والسرور إلى دار الآلام والأحزان والمصائب؟

 

وما الذي أخرج إبليس من ملكوت السماء؟ وطرده ولعنه، ومسخ ظاهره وباطنه؟ فجعلت صورته أقبح صورة وأشنعها، وباطنه أقبح من صورته وأشنع، وبُدِّلَ بالقرب بعداً، وبالرحمة لعنةً، وبالجمال قبحاً، وبالجنة ناراً تلظى، وبالايمان كفراً، وبموالات الولي الحميد أعظم عداوة ومشاقة، وبزجل التسبيح والتقديس والتهليل زجلَ الكفر والشرك والكذب والزور والفحش، وبلباس الايمان لباس الكفر والفسوق والعصيان؟ فهان على الله غاية الهوان، وسقط من عينه غاية السقوط، وحلّ عليه غضب الرب تعالى، فأهواه ومقته أكبر المقت!

 

وما الذي أغرق أهل الأرض كلهم؟ حتى علا الماء فوق رأس الجبال، وما الذي سلط الريح العقيم على قوم عاد حتى ألقتهم موتى على وجه الارض، كأنهم أعجاز نخل خاوية؟ ودمرت ما مرَّ عليه من ديارهم وحروثهم وزروعهم ودوابهم؟ حتى صاروا عبرة للأمم إلى يوم القيامة؟

 

وما الذي أرسل على قوم ثمود الصيحة، حتى قطعت قلوبهم في أجوافهم، وماتوا عن آخرهم؟

وما الذي رفع قرى اللوطية حتى سمعت الملائكة نبيح كلابهم، ثم قلبها عليهم فجعل عاليها سافلها؟ فأهلكم جميعاً ثم أتبعهم حجارة من سجيل السماء، أمطرها عليهم فجمع عليهم من العقوبة ما لم يجمعه علي أمة غيرهم، ولإخوانهم أمثالها، وما هي من الظالمين ببعيد.

 

وما الذي أرسل على قوم شعيب سحاب العذاب كالظلل؟ فلما صار فوق رؤوسهم أمطر عليهم ناراً تلظى؟

وما الذي أغرق فرعون وقومه في البحر، ثم نقلت أرواحهم إلى جهنم، فالأجساد للغرق والأرواح للحرق؟

وما الذي خسف بقارون وداره وماله وأهله؟

 

وما الذي أهلك القرون من بعد نوح بأنواع العقوبات، ودمرها تدميراً؟... إلى أن قال رحمه الله:

قال الإمام أحمد: حدثنا الوليد بن مسلم، ثنا صفوان بن عمر، حدثني عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه قال: لما فتحت قبرص، فُرِّقَ بين أهلها، فبكى بعضهم إلى بعض، فرأيت أبا الدرداء جالساً وحده يبكي! فقلت: يا أبا الدرداء! ما يبكيك في يوم أعز الله فيه الإسلام وأهله؟ فقال: ويحك يا جبير! ما أهون الخلق على الله عز وجل إذا أضاعوا أمره؟! بينما هي أمة قاهرة ظاهرة، لهم الملك تركوا أمر الله فصاروا إلى ما ترى!انتهى كلام بن القيم:.

 

والذي استطرد كثيرا في بيان آثار الذنوب والمعاصي السيئة على الفرد والمجتمع في كتابه النافع الجواب الكافي وذكر كلاما نفيسا يحسن الرجوع إليه والاستفادة منه.

 

وليُعْلَم أنه ينبغي أن ندرك أن العقوبات حينما تذكر، فلا يصح حصرها في العقوبات الحسية أو العقوبات الجماعية ـ التي أشار ابن القيم إلى شيء منها ـ كالهدم والغرق والصيحة، أو السجن والعذاب الحسي، ونحو ذلك، فهذه لا شك أنها أنواع من العقوبات، ولكن ثمة أنواع من العقوبات قد تكون أشد وأعظم، وهى تلك العقوبات التي تتسلط على القلب، فيضرب بالغفلة وقسوته، حتى إن جبال الدنيا لو تناطحت أمامه ما اعتبر ولا اتعظ ـ عياذاً بالله ـ بل يظن المسكين، أو تظن أمة من الأمم ـ وهى ترى النعم تتابع وتزداد مع استمرارها في البعد عن شرع الله ـ تظن أن ذلك علامةً على رضى الله عز وجل عنها، وهذه لعمر الله من أعظم العقوبات التي يبتلى بها العبد وتبتلى بها أمة من الأمم.

 

استمع جيدا إلى قول الله عز وجل: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ (42) فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا} فما الذي حصل؟ هل تابوا أم رجعوا؟ اقرأ تتمة الآية: {وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (43) فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ [الأنعام: 42 - 44] فنعوذ بالله أن نكون من أهل هذه الآية،

 

ونسأله بمنه وكرمه أن يتوب علينا وأن يبصرنا بمواطن الزلل منا، وأن لا يضربنا بقسوة القلب، وأن لا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا إن ربي سميع مجيب الدعاء

 

 

وللإستماع إلى القاعدة من هنا

 

 

وإلى لقاء آخر مع قاعدة جديدة بإذن الله تعالى ..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×