اذهبي الى المحتوى
جنة ربي مبتغاي ومطلبي

الخوف من الله

المشاركات التي تم ترشيحها

الخوف من الله

 

إن الخوف من الله تعالى يبعث على اليقظة، ويمنع من الغفلة والتهاون الذي قد يصيب الإنسان، ويوصله إلى المهالك. والخوف من الله هو الحصن الذي يحمي الإنسان في هذه الدنيا، من شرورها، وكمائنها، التي نصبها إبليس وجنوده عند كل مفترق فيها. فضل الخوف من الله: قال تعالى: (ولمن خاف مقام ربه جنتان) [الرحمن: 46]. وقال تعالى: (إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير) [الملك: 12]. أخرج الترمذي بسند حسن عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على شاب وهو في الموت فقال: (كيف تجدك؟ قال: والله يا رسول الله إني أرجو الله وإني أخاف ذنوبي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو وأمنه مما يخاف) [حسنه الألباني ومن فضائل الخوف: الخوف سبب للبعد عن المعاصي: قال تعالى: (قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم. من يصرف عنه يومئذ فقد رحمه وذلك الفوز المبين) [الأنعام: 15، 16].

 

==================

 

وقال بعض السلف: إذا سكن الخوف في القلب أحرق موضع الشهوات منه. الخوف سبب إخلاص العمل لله: قال تعالى: (إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكوراً. إنا نخاف من ربنا يوماً عبوساً قمطريراً) [الإنسان: 9، 10]. الخوف سبب لعلو الهمة في العبادة: قال تعالى: (تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون) [السجدة: 16]. الخوف يجعل العبد سائراً على طريق الهداية: قال ذو النون المصري رحمه الله: (الناس على الطريق ما لم يزل عنهم الخوف فإذا زال عنهم الخوف ضلوا عن الطريق). الخوف يضفي المهابة على صاحبه: قال عمر بن عبدالعزيز رحمه الله: (من خاف الله أخاف الله منه كل شيء، ومن لم يخف الله خاف من كل شيء). وقال يحيى بن معاذ الرازي رحمه الله: (على قدر حبك لله يحبك الخلق، وعلى قدر خوفك من الله يهابك الخلق). الخوف من أسباب قبول الدعاء: قال تعالى: (وادعوه خوفاً وطمعاً إن رحمت الله قريب من المحسنين) [الأعراف: 56]. الخوف من أسباب الانتفاع بكلام الله تعالى: قال تعالى: (فذكر بالقرآن من يخاف وعيد) [ق: 45]. الخوف سبب لدخول الجنة: أخرج الترمذي بسند صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة) [صححه العلامة الألباني

 

اقسام الخوف من الله

قال الإمام ابن رجب الحنبلي رحمه الله: القدر الواجب من الخوف ما حمل على أداء الفرائض واجتناب المحارم فإن زاد على ذلك بحيث صار باعثاً للنفوس على التشمير في نوافل الطاعات والانكفاف عن دقائق المكروهات والتبسط في فضول المباحات كان ذلك فضلاً محموداً فإن تزايد على ذلك بأن أورث مرضاً أو موتاً أو هماً لازماً، بحيث يقطع عن السعي في اكتساب الفضائل المطلوبة المحبوبة لله عز وجل لم يكن محموداً

قال الإمام أبو الليث السمرقندي رحمه الله: علامة خوف الله تعالى تظهر في سبعة أشياء: أولها: لسانه: فيمنعه من الكذب، والغيبة، والنميمة، والبهتان، وكلام الفضول، ويجعله مشغولاً بذكر الله تعالى، وتلاوة القرآن ومذاكرة العلم.

والثاني: قلبه: فيخرج منه العداوة والبهتان وحسد الإخوان لأن الحسد يمحو الحسنات. واعلم أن الحسد من الأمراض العظيمة في القلوب ولا تداوي إلا بالعلم والعمل. والثالث: نظره: فلا ينظر إلى الحرام من الأكل والشرب والكسوة وغيرها ولا إلى الدنيا بالرغبة بل يكون نظره على وجه الاعتبار ولا ينظر إلى ما لا يحل له. والرابع: بطنه: فلا يدخل بطنه حراماً فإنه إثم كبير. والخامس: يده: فلا يمد يده إلى الحرام بل يمدها إلى ما فيه طاعة لله تعالى. والسادس: قدمه: فلا يمشي في معصية لله، بل يمشي في طاعته ورضاه وإلى صحبة العلماء والصلحاء. والسابع: طاعته: فيجعل طاعته خالصة لوجه الله تعالى ويخاف من الرياء والنفاق فإذا فعل ذلك فهو من الذين قال الله تعالى في حقهم: (والآخرة عند ربك للمتقين) [الزخرف: 35]. خوف الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم: آدم عليه السلام: قال وهب: بكى آدم عليه السلام على الجنة بكاءً شديداً وما رفع رأسه إلى السماء بعدما أصاب الخطيئة. وقال علقمة بن مرثد: (لو عدل بكاء أهل الأرض ببكاء داود ما عدله ولو عدل بكاء أهل الأرض ببكاء آدم حين أهبط إلى الأرض ما عدله). نوح عليه السلام: قال وهيب بن الورد: لما عاتب الله تعالى نوحاً عليه السلام في ابنه فقال: (إني أعظك أن تكون من الجاهلين) [هود: 46] بكى حتى صار تحت عينيه أمثال الجداول من البكاء. إبراهيم عليه السلام: قال أبو الدرداء رضي الله عنه: كان يسمع لصدر إبراهيم عليه السلام إذا قام إلى الصلاة أزيز من بعد خوفاً من الله عز وجل. النبي صلى الله عليه وسلم وخشيته من الله عز وجل: أخرج الترمذي بسند صحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم من مجلس حتى يدعو بهؤلاء الدعوات لأصحابه: (اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا) [صححه الألباني في صحيح الجامع في الصحيحين عن أم العلاء الأنصارية قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (والله لا أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي ولا بكم) وقال: (لن ينجي أحداً منكم عمله ولا أنا إلا أن يتغمدنى الله برحمته) رواه البخاري ومسلم. وأخرج الترمذي بسند صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال أبو بكر: يا رسول الله قد شبت؟ قال: (شيبتني هود، والواقعة، والمرسلات، وعم يتساءلون، وإذا الشمس كورت) [صححه الألباني عن عائشة رضي الله عنها قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية: (والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة) [المؤمنون: 60] قالت عائشة: أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟ قال: لا يا بنت الصديق ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون ألا تقبل منهم أولئك يسارعون في الخيرات) [رواه الترمذي وصححه الألباني وروى مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة من الفراش فالتمسته فوقعت يدي على بطن قدميه وهو في المسجد وهما منصوبتان وهو يقول: (اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك). سلفنا الصالح وخوفهم من الله عز وجل: أخرج البخاري عن ابن أبي مليكة أنه قال: (أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه وما منهم أحد يقول إنه على إيمان جبريل وميكائيل). أبو بكر الصديق وخوفه من الله تعالى: أخرج البخاري عن عائشة رضي الله عنها عندما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مروا أبا بكر يصلي بالناس قالت عائشة: قلت: إن أبا بكر إذا قام مقامك لم يسمع الناس من البكاء فمر عمر فليصل بالناس).

فاروق الأمة عمر بن الخطاب وخوفه من الله: قرأ سورة الطور إلى أن بلغ قوله تعالى: (إن عذاب ربك لواقع) [الطور: 7] فبكى واشتد بكاؤه حتى مرض وعادوه وقال لابنه وهو في الموت: ويحك ضع خدي على الأرض عساه أن يرحمني ثم قال: بل ويل أمي إن لم يغفر الله لي (ثلاثاً) ثم قبض. وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (لو نادى منادٍ من السماء: أيها الناس إنكم داخلون الجنة كلكم إلا رجلاً واحداً لخفت أن أكون أنا هو). وقال عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: (لأن أدمع دمعة من خشية الله أحب إليّ من أن أتصدق بألف دينار). وعن نافع قال: كان ابن عمر إذا قرأ: (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله) [الحديد: 16] بكى حتى يغلبه البكاء. الربيع بن خيثم رحمه الله: عن مالك بن دينار قال: قالت ابنة الربيع بن خيثم: يا أبتاه، إني أرى الناس ينامون وأنت لا تنام؟ قال: يا بنية، إن أباك يخاف البيات. ولما رأت أم الربيع بن خيثم ما يلقى الربيع من البكاء والسهر نادته فقالت: يا بني لعلك قتلت قتيلاً؟ فقال: نعم يا والدتي قتلت قتيلاً. فقال ومن هذا القتيل يا بني، تتحمل على أهله فيعفوك، والله لو علموا ما تلقى من البكاء والسهر لقد رحموك؟ فيقول: يا والدتي هي نفسي. أبو هريرة رضي الله عنه: بكى أبو هريرة رضي الله عنه في مرضه فقيل له: ما يبكيك؟ فقال: (أما إني لا أبكي على دنياكم هذه ولكن أبكي على بعد سفري وقلة زادي وإني أمسيت في صعود على جنة أو نار لا أدري إلى أيتهما يؤخذ بي). ويقول القاسم بن محمد :كنا نسافر مع ابن المبارك فكثيراً ما كان يخطر ببالي، فأقول في نفسي:بأي شيء فُضُل هذا الرجل علينا حتى اشتهر في الناس هذه الشهرة؟!إن كان ليصلي إنا لنصلي، ولئن كان يصوم إنا لنصوم، وإن كان يغزو إنا لنغزو، وإن كان يحج إنا لنحج. قال: فكنا في بعض مسيرنا في طريق الشام ليلة نتعشى في بيت إذ انطفأ علينا السراج، فقام بعضنا لإصلاح السراج، فكانت هُنيهة -أي: لحظة من اللحظات- ثم جاء السراج، فنظرت إلى وجهه رحمه الله تعالى وقد ابتلت لحيته من كثرة الدموع،فقلت في نفسي: بهذه الخشية فُضِّل هذا الرجل علينا، ولعله عندما فقد السراج وصار إلى الظلمة ذكر القيامة فتأثر. قال رجل للحسن: يا أبا سعيد كيف أصبحت؟ قال: بخير. قال: كيف حالك؟ فتبسم الحسن وقال تسألني عن حالي؟ ما ظنك بناس ركبوا سفينة حتى توسطوا البحر فانكسرت سفينتهم فتعلق بها إنسان منهم بخشبة على أي حال يكون؟ قال الرجل: على حالة شديدة. قال الحسن: حالي أشد من حالهم. وقال الحسن رحمه الله: يحق لمن يعلم أن الموت مورده وأن الساعة موعده وأن القيام بين يدي الله تعالى مشهده أن يطول حزنه. قال حاتم الأصم: لكل شيء زينة وزينة العبادة: الخوف. أما من لا يخشى الله تعالى ولا يتقه فإن الله تعالى يحجب عنه نور العلم والبصيرة قال سبحانه : \" إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28) سورة فاطر . روي أن الإمام الشافعي رحمه الله لما جلس بين يدي إمام دار الهجرة الإمام مالك رحمه الله ورأى عليه مخايل النجابة والذكاء بادية، وأعجبه وفورُ عقله وكمال حفظه قال له ناصحا: إني أرى الله قد ألقى على قلبك نوراً فلا تطفئه بظلمة المعصية. والشافعي رحمه الله هو القائل في الأبيات التي سارت بين طلبة العلم مسير الشمس: شكوتُ إِلى وكيعٍ سوءَ حِفظي * * * فأرشدني إِلى تَرْكِ المعاصي وأخبرني بأن العلمَ نورٌ * * * ونورُ اللّهِ لا يُهدى لعاصي وكذا حرمان الرزق , عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليس من عمل يقرب من الجنة إلا قد أمرتكم به ولا عمل يقرب من النار إلا وقد نهيتكم عنه فلا يستبطئن أحد منكم رزقه فإن جبريل ألقى في روعي أن أحدا منكم لن يخرج من الدنيا حتى يستكمل رزقه فاتقوا الله أيها الناس وأجملوا في الطلب فإن استبطأ أحد منكم رزقه فلا يطلبه بمعصية الله فإن الله لا ينال فضله بمعصيته . رواه الحاكم وقال الألباني ( صحيح لغيره ) وكذا الوحشة في القلب والضيق في الصدر وتعسير الأمور وحرمان الطاعة ومحق البركة من العمر والرزق والبغض في قلوب الخلق .

 

اللهم ارزقنا خشيتك في السر والعلانية , واجعل خير أعمالنا خواتيمها , وخير أيامنا يوم أن نلقاك.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×