كانت بيننا يوماً


 
 
 
 

لازلت أتذكر ذلك اليوم الذي كنت أتجول فيه بين ساحات المنتدى فلفت نظري وقتها قصة لم أنس تفاصيلها المؤلمة إلى الآن.
فذات يوم حدثتنا أخت غالية عن قصتها حول مرضها المستعصي والمتفشي في جسدها كالوبال،، فقلت في نفسي: يالله كيف وجدت هذه الهمة وسط خضم الآلام.. مهما وصفت وتكلمت .. فلن يستشعر أحد آلامها سوى جسدها الضئيل والنحيل.
أحسست بغصة في حلقي وأنا أقرأ ماوراء السطور، واستشعرت نبرة الحزن التي غلفت كلماتها معبرة عن ألم دفين سكن فؤادها منذ اللحظة التي تسلل فيها المرض إلى جسدها وأصابه بالوهن والضعف.



 
 
سجلت معنا قبل ثلاث سنوات تقريبًا أخت عزيزة علينا .. آثرت اهتمامنا،، وأسرت قلوبنا ،، كانت كالشمعة المضيئة
وكالنحلة مُثابـرة ومجتهدة .. وذات عطاء باذخ وهمّة عالية،، أصبحت اليوم في خانـة [ كانت بيننا يومـًا ] ..
 
كانت بيننا يوما ولكنها الآن ذكرى طيبة خلفت وراءها بصمة رائعة رسمها قلم مميز أبى الاستسلام والرضوخ للمعاناة والألم وآثر المضي قدما ليعبر عن خلجات فؤاد حامله. فلم يترك زاوية من زوايا ركننا الحبيب إلا ونثر فيها أريجه الذي لازلنا نستنشق رائحته الزكية ونرفع أكف الضراعة إلى رب العباد بأن يرحم هذا القلب الذي ابتلي ورضي بحكمته سبحانه وتقبلها بصدر رحب وظل يردد إلى آخر أيامه: الحمد والشكر لك يا أرحم الراحمين على ما أسبغته علي من نعم لا تعد ولا تحصى.



 
أم جويرية الحبيبة كنت ولا زلت في نظرنا تلك الإنسانة الطيبة نحسبك كذلك ولا نزكيك على الله سبحانه وتعالى طرقت أبواب أخوات طريق الإسلام، وتنقلت كالفراشة بين أروقته لتنثري نبضاتك وتضفين عليها ألوانا مختلفة عبرت تارة عن الحزن والألم، وتارة أخرى عن مشاعر جاش بها قلبك. ولصدقها وعفويتها فقد حازت على مكانة مميزة في أفئدة كل من تعمق في حروفها وفهم معانيها.



 
بـ كتاباتها وضعت بصمتها .. بكلمة حق أوجدت أثرها،، أثرها الذي ينطبع تقريبًا بـ كل ساحات المُنتدى ..
بالملتقى المفتوح .. وشموخ جراحه .. وأحلى صحبة ، وبـ جمال قصصه ، ومجلس علم طالباته ،، بل وحتى في ساحات إشرافه ..
حتى أنني شككتُ يومًا بهمتها وعطائها أحقًا هي مريضة .. ! أوليست متعًبة .. ! ألم تتأوه من آلالامها وقسوتها؟
ولكنني بعد رحيلها .. أدركتُ أنها كانت تحسب سويعات أيامها لله درها ..
كانت تُدرك أنها ميتة لا محالة لذا آثرت على بقاء بصمتها عبر السنين ، وفي ساحات المنتدى الجميل ..



 
لن أنكر أنني كنت من ضمن الأخوات اللواتي حملن لها مشاعر زاوجت بين الحب والتقدير والإعجاب، وكلما ألج واحة اللغة والأدب تعود بي الذكرى إلى اليوم الذي اقترحت فيه هذا القسم لولعها بلغة الضاد لغة القرآن الكريم وسنة نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، فلا أملك سوى الدعاء لله عز وجل بأن يمدني بالصبر والقوة لأحقق بعضا مما كانت تصبو إليه.



 
نعم إنها أم جويرية رحمها الله وأسكنها فردوسه ، ربِ اجعل قبرها روضة من رياض الجنة .. اللهم آمين آمين .. كانت بيننا يوما وسيظل عبيرها الفواح شاهدا على صبرها وقوة تحملها وجل ما يمكننا تقديمه لها دعوة صادقة منبعثة من أعماق القلب بالرحمة والمغفرة.


 
 

ملف الحبيبة: أم جويرية رحمها الله


 

http://akhawat.islam...showuser=116543


بقلمي وقلم الحبيبة سندس واستبرق


 
 
 


حَمْلَة | ~ صَفحَاتٌ بَيضَاء .. وَيَبْقَى الأثر ❥~