اذهبي الى المحتوى
عروس القرءان

|| صفحة مدارسة التفسير|| ..~ ليدبروا آياته ~..

المشاركات التي تم ترشيحها

akhawat_islamway_1426467939____.png

قوله تعالى: {فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ (66)}

 

* من تفسيرالوسيط للطنطاوي -رحمه الله- :

وقوله ( لما بين يديها وما خلفها ) أي : للذين كانوا قبل هذه العقوبة وعاشوا حتى شاهدوها ، وللذين أتوا بعدها وعرفوا عن يقين خبرها .

 

والمعنى : فجعلنا هذه العقوبة عبرة زاجرة لمن كان قبلها وعاش حتى رآها ولمن أتى بعدها وعلم يقيناً بحال العادين في السبت الذين مسخوا بسبب عصيانهم تحذيراً له من أن يعمل عملهم ، فيمسخ كما مسخوا ، ويحل به العذاب الذي حل بهم .

كما جعلناها أيضاً ( وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ ) الذين يسمعون قصتها فهم الذين من شأنهم أن ينفعوا بالعظات ، ويعتبروا بالمثلات .

----------------------------

* من تفسير الإمام ابن كثير -رحمه الله- :

قوله تعالى : ( فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها وموعظة للمتقين )

قال بعضهم : الضمير في ( فجعلناها ) عائد على القردة ، وقيل : على الحيتان ، وقيل : على العقوبة ، وقيل : على القرية ؛ حكاها ابن جرير .

والصحيح أن الضمير عائد على القرية

أي : فجعل الله هذه القرية ، والمراد أهلها بسبب اعتدائهم في سبتهم ( نكالا ) أي : عاقبناهم عقوبة ، فجعلناها عبرة ، كما قال الله عن فرعون : ( فأخذه الله نكال الآخرة والأولى ) [ النازعات : 25 ] .

وقوله : ( لما بين يديها وما خلفها ) أي من القرى .

قال ابن عباس : يعني جعلناها بما أحللنا بها من العقوبة عبرة لما حولها من القرى . كما قال تعالى : ( ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى وصرفنا الآيات لعلهم يرجعون ) [ الأحقاف : 27 ] ، ومنه قوله تعالى : ( أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها ) الآية [ الرعد : 41 ] ، على أحد الأقوال ،

فالمراد : لما بين يديها وما خلفها في المكان ، كما قال محمد بن إسحاق ، عن داود بن الحصين ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : لما بين يديها من القرى وما خلفها من القرى . وكذا قال سعيد بن جبير ( لما بين يديها وما خلفها ) [ قال ] من بحضرتها من الناس يومئذ .

وروي عن إسماعيل بن أبي خالد ، وقتادة ، وعطية العوفي : ( فجعلناها نكالا لما بين يديها ) [ وما خلفها ] ) قال : ما [ كان ] قبلها من الماضين في شأن السبت .

وقال أبو العالية والربيع وعطية : ( وما خلفها ) لما بقي بعدهم من الناس من بني إسرائيل أن يعملوا مثل عملهم .

وكان هؤلاء يقولون : المراد بما بين يديها وما خلفها في الزمان .

وهذا مستقيم بالنسبة إلى من يأتي بعدهم من الناس أن يكون أهل تلك القرية عبرة لهم ، وأما بالنسبة إلى من سلف قبلهم من الناس فكيف يصح هذا الكلام أن تفسر الآية به وهو أن يكون عبرة لمن سبقهم ؟ هذا لعل أحدا من الناس لا يقوله بعد تصوره ، فتعين أن المراد بما بين يديها وما خلفها في المكان ، وهو ما حولها من القرى ؛ كما قاله ابن عباس وسعيد بن جبير ، والله أعلم .

وحكى القرطبي ، عن ابن عباس والسدي ، والفراء ، وابن عطية ( لما بين يديها ) بين ذنوب القوم ( وما خلفها ) لمن يعمل بعدها مثل تلك الذنوب ، وحكى فخر الدين ثلاثة أقوال :

أحدها : أن المراد بما بين يديها وما خلفها : من تقدمها من القرى ، بما عندهم من العلم بخبرها ، بالكتب المتقدمة ومن بعدها .

الثاني : المراد بذلك من بحضرتها من القرى والأمم .

والثالث : أنه جعلها تعالى عقوبة لجميع ما ارتكبوه من قبل هذا الفعل وما بعده ، قال : وهذا قول الحسن .

قلت : وأرجح الأقوال أن المراد بما بين يديها وما خلفها : من بحضرتها من القرى التي يبلغهم خبرها ، وما حل بها ، كما قال : ( ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى وصرفنا الآيات لعلهم يرجعون ) [ الأحقاف : 27 ] وقال تعالى : ( ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قريبا من دارهم ) [ الرعد : 31 ] ، وقال ( أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها ) [ الأنبياء : 44 ] ، فجعلهم عبرة ونكالا لمن في زمانهم ، وعبرة لمن يأتي بعدهم بالخبر المتواتر عنهم ، ولهذا قال : ( وموعظة للمتقين )

وقوله تعالى : ( وموعظة للمتقين ) قال محمد بن إسحاق ، عن داود بن الحصين ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : ( وموعظة للمتقين ) الذين من بعدهم إلى يوم القيامة .

وقال الحسن وقتادة : ( وموعظة للمتقين ) بعدهم ، فيتقون نقمة الله ، ويحذرونها .

وقال السدي ، وعطية العوفي : ( وموعظة للمتقين ) قال : أمة محمد صلى الله عليه وسلم .

قلت : المراد بالموعظة هاهنا الزاجر ، أي : جعلنا ما أحللنا بهؤلاء من البأس والنكال في مقابلة ما ارتكبوه من محارم الله ، وما تحيلوا به من الحيل ، فليحذر المتقون صنيعهم لئلا يصيبهم ما أصابهم

 

كما قال الإمام أبو عبد الله بن بطة : حدثنا أحمد بن محمد بن مسلم ، حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني ، حدثنا يزيد بن هارون ، حدثنا محمد بن عمرو [ عن أبي سلمة ] عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا ترتكبوا ما ارتكب اليهود ، فتستحلوا محارم الله بأدنى الحيل .

وهذا إسناد جيد ، وأحمد بن محمد بن مسلم هذا وثقه الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي ، وباقي رجاله مشهورون على شرط الصحيح . والله أعلم .

 

 

يتبع بإذن الله مع أختي الحبيبة زُلفى ..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

 

akhawat_islamway_1426463229___.png

 

 

 

 

 

نُتابع تفسير آيات (سورة البقرة)

 

 

 

 

 

قال الله تعالى: { وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ } (67)

 

 

 

 

 

من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله- :

 

 

 

أي: واذكروا ما جرى لكم مع موسى, حين قتلتم قتيلا, وادارأتم فيه, أي: تدافعتم واختلفتم في قاتله, حتى تفاقم الأمر بينكم وكاد - لولا تبيين الله لكم - يحدث بينكم شر كبير،

 

 

 

فقال لكم موسى في تبيين القاتل: اذبحوا بقرة،

 

 

 

وكان من الواجب المبادرة إلى امتثال أمره, وعدم الاعتراض عليه،

 

 

 

ولكنهم أبوا إلا الاعتراض, فقالوا: { أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا }

 

 

 

فقال نبي الله: { أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ }

 

 

 

 

فإن الجاهل هو الذي يتكلم بالكلام الذي لا فائدة فيه, وهو الذي يستهزئ بالناس،

 

 

 

وأما العاقل فيرى أن من أكبر العيوب المزرية بالدين والعقل, استهزاءه بمن هو آدمي مثله،

 

 

 

وإن كان قد فضل عليه, فتفضيله يقتضي منه الشكر لربه, والرحمة لعباده.

 

 

 

 

--------------------------

 

 

 

 

من تفسير الإمام ابن كثير -رحمه الله- :

 

 

 

بسط القصة ] - كما قال ابن أبي حاتم - :

 

 

 

حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح ، حدثنا يزيد بن هارون ، أنبأنا هشام بن حسان ، عن محمد بن سيرين ، عن عبيدة السلماني ، قال:

 

 

 

كان رجل من بني إسرائيل عقيما لا يولد له ، وكان له مال كثير ، وكان ابن أخيه وارثه ، فقتله ثم احتمله ليلا فوضعه على باب رجل منهم ، ثم أصبح يدعيه عليهم حتى تسلحوا ، وركب بعضهم إلى بعض ، فقال ذوو الرأي منهم والنهى: علام يقتل بعضكم بعضا وهذا رسول الله فيكم؟ فأتوا موسى ، عليه السلام ، فذكروا ذلك له ، فقال: ( إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا هزوا قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين ) قال: فلو لم يعترضوا [ البقر ] لأجزأت عنهم أدنى بقرة ، ولكنهم شددوا فشدد عليهم ، حتى انتهوا إلى البقرة التي أمروا بذبحها فوجدوها عند رجل ليس له بقرة غيرها ، فقال: والله لا أنقصها من ملء جلدها ذهبا ، فأخذوها بملء جلدها ذهبا فذبحوها ، فضربوه ببعضها فقام فقالوا: من قتلك؟ فقال: هذا ، لابن أخيه. ثم مال ميتا ، فلم يعط من ماله شيئا ، فلم يورث قاتل بعد.

 

 

 

 

ورواه ابن جرير من حديث أيوب ، عن محمد بن سيرين ، عن عبيدة بنحو من ذلك والله أعلم.

 

 

 

ورواه عبد بن حميد في تفسيره: أنبأنا يزيد بن هارون ، به.

 

 

 

،،

 

 

 

ورواه آدم بن أبي إياس في تفسيره ، عن أبي جعفر - هو الرازي - عن هشام بن حسان ، به. وقال آدم بن أبي إياس في تفسيره: أنبأنا أبو جعفر الرازي ، عن الربيع ، عن أبي العالية ،

 

 

 

في قول الله تعالى: ( إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة ) قال: كان رجل من بني إسرائيل ، وكان غنيا ، ولم يكن له ولد ، وكان له قريب وكان وارثه ، فقتله ليرثه ، ثم ألقاه على مجمع الطريق ، وأتى موسى ، عليه السلام ، فقال له: إن قريبي قتل وإني إلى أمر عظيم ، وإني لا أجد أحدا يبين [ لي ] من قتله غيرك يا نبي الله. قال: فنادى موسى في الناس ، فقال: أنشد الله من كان عنده من هذا علم إلا بينه لنا ، [ قال ] : فلم يكن عندهم علم ، فأقبل القاتل على موسى عليه السلام ، فقال له: أنت نبي الله فاسأل لنا ربك أن يبين لنا ، فسأل ربه فأوحى الله إليه: ( إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة ) فعجبوا من ذلك ،

 

 

 

فقالوا: ( أتتخذنا هزوا قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي قال إنه يقول إنها بقرة

 

 

 

لا فارض ) يعني: لا هرمة

 

 

 

( ولا بكر ) يعني: ولا صغيرة

 

 

 

( عوان بين ذلك ) أي: نصف بين البكر والهرمة

 

 

 

( قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها ) أي: صاف لونها

 

 

 

( تسر الناظرين ) أي: تعجب الناظرين

 

 

 

( قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي إن البقر تشابه علينا وإنا إن شاء الله لمهتدون قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول ) أي: لم يذللها العمل

 

 

 

( تثير الأرض ) يعني: وليست بذلول تثير الأرض

 

 

 

( ولا تسقي الحرث ) يقول: ولا تعمل في الحرث

 

 

 

( مسلمة ) يعني: مسلمة من العيوب

 

 

 

( لا شية فيها ) يقول: لا بياض فيها

 

 

 

( قالوا الآن جئت بالحق فذبحوها وما كادوا يفعلون ) قال: ولو أن القوم حين أمروا أن يذبحوا بقرة ، استعرضوا بقرة من البقر فذبحوها ، لكانت إياها ، ولكنهم شددوا على أنفسهم فشدد عليهم ،

 

 

 

ولولا أن القوم استثنوا فقالوا: ( وإنا إن شاء الله لمهتدون ) لما هدوا إليها أبدا.

 

 

 

فبلغنا أنهم لم يجدوا البقرة التي نعتت لهم إلا عند عجوز عندها يتامى ، وهي القيمة عليهم ،

 

 

 

فلما علمت أنه لا يزكو لهم غيرها ، أضعفت عليهم الثمن.

 

 

 

فأتوا موسى فأخبروه أنهم لم يجدوا هذا النعت إلا عند فلانة ، وأنها سألتهم أضعاف ثمنها.

 

 

 

فقال لهم موسى: إن الله قد كان خفف عليكم فشددتم على أنفسكم فأعطوها رضاها وحكمها.

 

 

 

ففعلوا ، واشتروها فذبحوها ،

 

 

 

فأمرهم موسى ، عليه السلام ، أن يأخذوا عظما منها فيضربوا به القتيل ،

 

 

 

ففعلوا ، فرجع إليه روحه ، فسمى لهم قاتله ، ثم عاد ميتا كما كان ،

 

 

 

فأخذ قاتله - وهو الذي كان أتى موسى فشكا إليه [ مقتله ] - فقتله الله على أسوأ عمله.

 

 

 

،،

 

 

 

وقال محمد بن جرير: حدثني ابن سعد حدثني أبي ، حدثني عمي ، حدثني أبي ، عن أبيه [ عن جده ] عن ابن عباس ، في قوله في شأن البقرة:

 

 

 

وذلك أن شيخا من بني إسرائيل على عهد موسى ، عليه السلام ، كان مكثرا من المال ، وكان بنو أخيه فقراء لا مال لهم ، وكان الشيخ لا ولد له وبنو أخيه ورثته فقالوا: ليت عمنا قد مات فورثنا ماله ، وإنه لما تطاول عليهم ألا يموت عمهم ، أتاهم الشيطان فقال لهم: هل لكم إلى أن تقتلوا عمكم ، فترثوا ماله ، وتغرموا أهل المدينة التي لستم بها ديته ، وذلك أنهما كانتا مدينتين ، كانوا في إحداهما وكان القتيل إذا قتل فطرح بين المدينتين قيس ما بين القتيل والقريتين فأيهما كانت أقرب إليه غرمت الدية ، وأنهم لما سول لهم الشيطان ذلك ، وتطاول عليهم ألا يموت عمهم عمدوا إليه فقتلوه ، ثم عمدوا فطرحوه على باب المدينة التي ليسوا فيها.

 

 

 

فلما أصبح أهل المدينة جاء بنو أخي الشيخ ، فقالوا: عمنا قتل على باب مدينتكم ، فوالله لتغرمن لنا دية عمنا.

 

 

 

قال أهل المدينة: نقسم بالله ما قتلنا ولا علمنا قاتلا ولا فتحنا باب مدينتنا منذ أغلق حتى أصبحنا .

 

 

 

وإنهم عمدوا إلى موسى ، عليه السلام ، فلما أتوه قال بنو أخي الشيخ: عمنا وجدناه مقتولا على باب مدينتهم.

 

 

 

وقال أهل المدينة: نقسم بالله ما قتلناه ولا فتحنا باب المدينة من حين أغلقناه حتى أصبحنا ، وإنه جبريل جاء بأمر السميع العليم إلى موسى ، عليه السلام ، فقال: قل لهم: ( إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة ) فتضربوه ببعضها.

 

 

 

،،

 

 

 

وقال السدي: ( وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة ) قال: كان رجل من بني إسرائيل مكثرا من المال وكانت له ابنة ، وكان له ابن أخ محتاج ، فخطب إليه ابن أخيه ابنته ، فأبى أن يزوجه ، فغضب الفتى ، وقال: والله لأقتلن عمي ، ولآخذن ماله ، ولأنكحن ابنته ، ولآكلن ديته.

 

 

 

فأتاه الفتى وقد قدم تجار في بعض أسباط بني إسرائيل ، فقال: يا عم انطلق معي فخذ لي من تجارة هؤلاء القوم ، لعلي أن أصيب منها فإنهم إذا رأوك معي أعطوني.

 

 

 

فخرج العم مع الفتى ليلا فلما بلغ الشيخ ذلك السبط قتله الفتى ، ثم رجع إلى أهله.

 

 

 

فلما أصبح جاء كأنه يطلب عمه ، كأنه لا يدري أين هو ، فلم يجده.

 

 

 

فانطلق نحوه ، فإذا هو بذلك السبط مجتمعين عليه ، فأخذهم

 

 

 

وقال: قتلتم عمي ، فأدوا إلي ديته فجعل يبكي ويحثو التراب على رأسه ، وينادي: واعماه.

 

 

 

فرفعهم إلى موسى ، فقضى عليهم بالدية ، فقالوا له: يا رسول الله ، ادع الله لنا حتى يبين لنا من صاحبه ، فيؤخذ صاحب الجريمة فوالله إن ديته علينا لهينة ، ولكنا نستحيي أن نعير به فذلك حين يقول الله تعالى: ( وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها والله مخرج ما كنتم تكتمون ) فقال لهم موسى ، عليه السلام: ( إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة ) قالوا: نسألك عن القتيل وعمن قتله ، وتقول: اذبحوا بقرة. أتهزأ بنا! ( قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين )

 

 

 

قال ابن عباس: فلو اعترضوا بقرة فذبحوها لأجزأت عنهم ، ولكنهم شددوا وتعنتوا [ على ] موسى فشدد الله عليهم.

 

 

 

فقالوا: ( ادع لنا ربك يبين لنا ما هي قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك ) والفارض: الهرمة التي لا تلد ،

 

 

 

والبكر التي لم تلد إلا ولدا واحدا.

 

 

 

والعوان: النصف التي بين ذلك ، التي قد ولدت وولد ولدها

 

 

 

( فافعلوا ما تؤمرون قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها ) قال: نقي لونها

 

 

 

( تسر الناظرين ) قال: تعجب الناظرين

 

 

 

( قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي إن البقر تشابه علينا وإنا إن شاء الله لمهتدون قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث مسلمة لا شية فيها ) من بياض ولا سواد ولا حمرة

 

 

 

( قالوا الآن جئت بالحق ) فطلبوها فلم يقدروا عليها.

 

 

 

،،

 

 

 

 

وكان رجل في بني إسرائيل ، من أبر الناس بأبيه ، وإن رجلا مر به معه لؤلؤ يبيعه ، وكان أبوه نائما تحت رأسه المفتاح ، فقال له الرجل: تشتري مني هذا اللؤلؤ بسبعين ألفا؟ فقال له الفتى: كما أنت حتى يستيقظ أبي فآخذه منك بثمانين ألفا. فقال الآخر: أيقظ أباك وهو لك بستين ألفا ، فجعل التاجر يحط له حتى بلغ ثلاثين ألفا ، وزاد الآخر على أن ينتظر أباه حتى يستيقظ حتى بلغ مائة ألف ، فلما أكثر عليه قال: والله لا أشتريه منك بشيء أبدا ، وأبى أن يوقظ أباه ، فعوضه الله من ذلك اللؤلؤ أن جعل له تلك البقرة ، فمرت به بنو إسرائيل يطلبون البقرة وأبصروا البقرة عنده ، فسألوه أن يبيعهم إياها بقرة ببقرة ، فأبى ، فأعطوه ثنتين فأبى ، فزادوه حتى بلغوا عشرا ، فأبى ، فقالوا: والله لا نتركك حتى نأخذها منك.

 

 

 

فانطلقوا به إلى موسى ، عليه السلام ، فقالوا: يا نبي الله ، إنا وجدناها عند هذا فأبى أن يعطيناها وقد أعطيناه ثمنا فقال له موسى: أعطهم بقرتك.

 

 

 

فقال: يا رسول الله ، أنا أحق بمالي.

 

 

 

فقال: صدقت.

 

 

 

وقال للقوم: أرضوا صاحبكم ، فأعطوه وزنها ذهبا ، فأبى ، فأضعفوا له مثل ما أعطوه وزنها ، حتى أعطوه وزنها عشر مرات ذهبا ، فباعهم إياها وأخذ ثمنها ، فذبحوها.

 

 

 

قال: اضربوه ببعضها ، فضربوه بالبضعة التي بين الكتفين ، فعاش ، فسألوه: من قتلك؟ فقال لهم: ابن أخي ، قال: أقتله ، فآخذ ماله ، وأنكح ابنته.

 

 

 

فأخذوا الغلام فقتلوه.

 

 

 

،،

 

 

 

وقال سنيد: حدثنا حجاج هو ابن محمد ، عن ابن جريج ، عن مجاهد ، وحجاج ، عن أبي معشر ، عن محمد بن كعب القرظي ومحمد بن قيس - دخل حديث بعضهم في حديث بعض - قالوا:

 

 

 

إن سبطا من بني إسرائيل لما رأوا كثرة شرور الناس ، بنوا مدينة فاعتزلوا شرور الناس ، فكانوا إذا أمسوا لم يتركوا أحدا منهم خارجا إلا أدخلوه ، وإذا افتتحوا قام رئيسهم فنظر وأشرف ، فإذا لم ير شيئا فتح المدينة ، فكانوا مع الناس حتى يمسوا.

 

 

 

قال: وكان رجل من بني إسرائيل له مال كثير ، ولم يكن له وارث غير أخيه ، فطال عليه حياته فقتله ليرثه ، ثم حمله فوضعه على باب المدينة ، ثم كمن في مكان هو وأصحابه.

 

 

 

قال: فأشرف رئيس المدينة على باب المدينة فنظر ، فلم ير شيئا ففتح الباب ، فلما رأى القتيل رد الباب ، فناداه أخو المقتول وأصحابه: هيهات! قتلتموه ثم تردون الباب.

 

 

 

وكان موسى لما رأى القتل كثيرا في أصحابه بني إسرائيل ، كان إذا رأى القتيل بين ظهراني القوم أخذهم ، فكاد يكون بين أخي المقتول وبين أهل المدينة قتال ، حتى لبس الفريقان السلاح ، ثم كف بعضهم عن بعض ، فأتوا موسى فذكروا له شأنهم.

 

 

 

قالوا: يا رسول الله ، إن هؤلاء قتلوا قتيلا ثم ردوا الباب ، وقال أهل المدينة: يا رسول الله قد عرفت اعتزالنا الشرور وبنينا مدينة ، كما رأيت ، نعتزل شرور الناس ، والله ما قتلنا ولا علمنا قاتلا.

 

 

 

فأوحى الله تعالى إليه أن يذبحوا بقرة فقال لهم موسى:

 

 

 

( إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة ) .

 

 

 

 

 

وهذه السياقات [ كلها ] عن عبيدة وأبي العالية والسدي وغيرهم ، فيها اختلاف ما ،

 

 

 

والظاهر أنها مأخوذة من كتب بني إسرائيل وهي مما يجوز نقلها ولكن لا نصدق ولا نكذب

 

 

 

فلهذا لا نعتمد عليها إلا ما وافق الحق عندنا ، والله أعلم.

 

 

 

 

--------------------------

 

 

 

 

من تفسير الإمام القرطبي -رحمه الله- :

 

 

 

قوله تعالى: { وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة }

 

 

 

لا خلاف بين العلماء أن الذبح أولى في الغنم ،

 

 

 

والنحر أولى في الإبل ،

 

 

 

والتخير في البقر.

 

 

 

وقيل: الذبح أولى ؛ لأنه الذي ذكره الله ، ولقرب المنحر من المذبح.

 

 

 

 

قال ابن المنذر: لا أعلم أحدا حرم أكل ما نحر مما يذبح ، أو ذبح مما ينحر.

 

 

 

وكره مالك ذلك. وقد يكره المرء الشيء ولا يحرمه.

 

 

 

وسيأتي في سورة " المائدة " أحكام الذبح والذابح وشرائطهما عند قوله تعالى: { إلا ما ذكيتم } مستوفى إن شاء الله تعالى.

 

 

 

 

 

قال الماوردي: وإنما أمروا - والله أعلم - بذبح بقرة دون غيرها ؛ لأنها من جنس ما عبدوه من العجل ليهون عندهم ما كانوا يرونه من تعظيمه ، وليعلم بإجابتهم ما كان في نفوسهم من عبادته.

 

 

 

وهذا المعنى علة في ذبح البقرة ، وليس بعلة في جواب السائل ،

 

 

 

ولكن المعنى فيه أن يحيا القتيل بقتل حي ، فيكون أظهر لقدرته في اختراع الأشياء من أضدادها.

 

 

 

 

 

قوله تعالى: { بقرة }

 

 

 

البقرة اسم للأنثى ، والثور اسم للذكر

 

 

 

مثل ناقة وجمل ، وامرأة ورجل.

 

 

 

 

وقيل: البقرة واحد البقر ، الأنثى والذكر سواء.

 

 

 

 

وأصله من قولك: بقر بطنه ، أي: شقه ،

 

 

 

فالبقرة تشق الأرض بالحرث وتثيره.

 

 

 

 

ومنه الباقر لأبي جعفر محمد بن علي زين العابدين ؛

 

 

 

لأنه بقر العلم وعرف أصله ، أي: شقه.

 

 

 

 

والبقيرة: ثوب يشق فتلقيه المرأة في عنقها من غير كمين.

 

 

 

 

وفي حديث ابن عباس في شأن الهدهد ( فبقر الأرض ) .

 

 

 

 

قال شمر: بقر نظر موضع الماء ، فرأى الماء تحت الأرض.

 

 

 

 

قال الأزهري: البقر اسم للجنس وجمعه باقر.

 

 

 

 

ابن عرفة: يقال: بقير وباقر وبيقور.

 

 

 

وقرأ عكرمة وابن يعمر " إن الباقر " .

 

 

 

والثور: واحد الثيران. والثور: السيد من الرجال. والثور القطعة من الأقط. والثور: الطحلب ،

 

 

 

وثور: جبل. وثور: قبيلة من العرب.

 

 

 

 

 

وفي الحديث: ووقت العشاء ما لم يغب ثور الشفق يعني انتشاره ،

 

 

 

يقال: ثار يثور ثورا وثورانا إذا انتشر في الأفق

 

 

 

 

وفي الحديث: ( من أراد العلم فليثور القرآن ) .

 

 

 

قال شمر: تثوير القرآن: قراءته ومفاتشة العلماء به.

 

 

 

 

 

مسألة: في الآية دليل على منع الاستهزاء بدين الله ودين المسلمين ومن يجب تعظيمه ، وأن ذلك جهل وصاحبه مستحق للوعيد.

 

 

 

وليس المزاح من الاستهزاء بسبيل ، ألا ترى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمزح والأئمة بعده.

 

 

 

 

قال ابن خويز منداد: وقد بلغنا أن رجلا تقدم إلى عبيد الله بن الحسن وهو قاضي الكوفة

 

 

 

فمازحه عبيد الله فقال: جبتك هذه من صوف نعجة أو صوف كبش

 

 

 

فقال له: لا تجهل أيها القاضي ،

 

 

 

فقال له عبيد الله: وأين وجدت المزاح جهلا؟

 

 

 

فتلا عليه هذه الآية ،

 

 

 

فأعرض عنه عبيد الله ؛ لأنه رآه جاهلا لا يعرف المزح من الاستهزاء ، وليس أحدهما من الآخر بسبيل.

 

 

 

 

--------------------------

 

 

 

 

من تفسير الوسيط للإمام الطنطاوي -رحمه الله- :

 

 

 

قال تعالى: ( أَعُوذُ بالله أَنْ أَكُونَ مِنَ الجاهلين ) أي: ألتجئ إلى الله وأبرأ إليه من أن أكون من السفهاء الذين يروون عنه الكذب والباطل ،

 

 

 

وفي هذا الجواب تبرؤ وتنزهه عن الهزء ، وهو المزاح الذي يخالطه احتقاره واستخفاف بالممازح معه

 

 

 

- لأنه لا يليق بعقلاء الناس فضلا عن رسل الله - عليهم السلام -

 

 

 

كما أن فيه - أيضاً - رداً لهم - عن طريق التعريض بهم - إلى جادة الأدب الواجب في جانب الخالق ،

 

 

 

حيث بين لهم أن ما ظنوه به لا يليق إلا بمن يجهل عظمة الله - تعالى- .

 

 

 

 

 

قال فضيلة المرحوم الشيخ محمد الخضر حسين عند تفسيره للآية الكريمة:

 

 

 

( وقد نبهت الآية الكريمة ، على أن الاستهزاء بأمر من أمور الدين جهل كبير ،

 

 

 

ومن الجهل ما يلقي صاحبه في أسوأ العواقب ، ويقذف به في عذاب الحريق ،

 

 

 

ومن هنا منع المحققون من أهل العلم استعمال الآيات كأمثال يضربونها في مقام المزح والهزل ،

 

 

 

وقالوا: إنما أنزل القرآن الكريم ليتلى بتدبر وخشوع ، وليعمل به بتقبل وخضوع ) .

 

 

 

 

 

 

يُتبع بإذن الله.

 

 

تم تعديل بواسطة زُلفى

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

 

akhawat_islamway_1426467939____.png

 

 

 

 

 

قال الله تعالى: { قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَّا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ } (68)

 

 

 

 

من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله- :

 

 

 

فلما قال لهم موسى ذلك, علموا أن ذلك صدق فقالوا: { ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ }

 

 

 

أي: ما سنها؟

 

 

 

{ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ } أي: كبيرة

 

 

 

{ وَلَا بِكْرٌ } أي: صغيرة

 

 

 

{ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ } واتركوا التشديد والتعنت.

 

 

 

 

-------------------------

 

 

 

 

من تفسير الإمام ابن كثير -رحمه الله- :

 

 

 

أخبر تعالى عن تعنت بني إسرائيل وكثرة سؤالهم لرسولهم.

 

 

 

ولهذا لما ضيقوا على أنفسهم ضيق عليهم ، ولو أنهم ذبحوا أي بقرة كانت لوقعت الموقع عنهم ، كما قال ابن عباس وعبيدة وغير واحد ،

 

 

 

ولكنهم شددوا فشدد عليهم ، فقالوا: ( ادع لنا ربك يبين لنا ما هي )

 

 

 

ما هذه البقرة؟ وأي شيء صفتها؟

 

 

 

 

 

قال ابن جرير: حدثنا أبو كريب ، حدثنا عثام بن علي ، عن الأعمش ، عن المنهال بن عمرو ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال:

 

 

 

لو أخذوا أدنى بقرة اكتفوا بها ، ولكنهم شددوا فشدد الله عليهم.

 

 

 

إسناد صحيح ، وقد رواه غير واحد عن ابن عباس.

 

 

 

وكذا قال عبيدة ، والسدي ، ومجاهد ، وعكرمة ، وأبو العالية وغير واحد.

 

 

 

 

 

وقال ابن جريج: قال [ لي ] عطاء:

 

 

 

لو أخذوا أدنى بقرة كفتهم.

 

 

 

 

 

قال ابن جريج: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

 

 

 

إنما أمروا بأدنى بقرة ، ولكنهم لما شددوا على أنفسهم شدد الله عليهم ؛ وأيم الله لو أنهم لم يستثنوا ما بينت لهم آخر الأبد.

 

 

 

 

( قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر ) أي: لا كبيرة هرمة ولا صغيرة لم يلحقها

 

 

 

الفحل ، كما قاله أبو العالية ، والسدي ، ومجاهد ، وعكرمة ، وعطية العوفي ، وعطاء الخراساني ووهب بن منبه ، والضحاك ، والحسن ، وقتادة ، وقاله ابن عباس أيضا.

 

 

 

 

 

وقال الضحاك ، عن ابن عباس ( عوان بين ذلك )

 

 

 

[ يقول: نصف ] بين الكبيرة والصغيرة ، وهي أقوى ما يكون من الدواب والبقر وأحسن ما تكون.

 

 

 

وروي عن عكرمة ، ومجاهد ، وأبي العالية ، والربيع بن أنس ، وعطاء الخراساني ، والضحاك نحو ذلك.

 

 

 

 

 

وقال السدي: العوان: النصف التي بين ذلك التي ولدت ، وولد ولدها.

 

 

 

 

وقال هشيم ، عن جويبر ، عن كثير بن زياد ، عن الحسن في البقرة: كانت بقرة وحشية.

 

 

 

 

وقال ابن جريج ، عن عطاء ، عن ابن عباس: من لبس نعلا صفراء لم يزل في سرور ما دام لابسها

 

 

 

 

 

 

يُتبع بإذن الله.

 

 

تم تعديل بواسطة زُلفى

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1426467939____.png

 

 

قال الله تعالى: { قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ } (69)

 

 

من تفسير الإمام ابن كثير -رحمه الله- :

قوله تعالى: ( صفراء فاقع لونها تسر الناظرين ) وكذا قال مجاهد ، ووهب بن منبه أنها كانت صفراء.

 

وعن ابن عمر: كانت صفراء الظلف.

 

وعن سعيد بن جبير: كانت صفراء القرن والظلف.

 

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي ، حدثنا نصر بن علي ، حدثنا نوح بن قيس ، أنبأنا أبو رجاء ، عن الحسن في قوله: ( بقرة صفراء فاقع لونها ) قال: سوداء شديدة السواد.

 

وهذا غريب ، والصحيح الأول ، ولهذا أكد صفرتها بأنه ( فاقع لونها )

 

وقال عطية العوفي: ( فاقع لونها ) تكاد تسود من صفرتها.

 

وقال سعيد بن جبير: ( فاقع لونها ) قال: صافية اللون. وروي عن أبي العالية ، والربيع بن أنس ، والسدي ، والحسن ، وقتادة نحوه.

 

وقال شريك ، عن مغراء عن ابن عمر: ( فاقع لونها ) قال: صاف.

 

وقال العوفي في تفسيره ، عن ابن عباس: ( فاقع لونها ) شديدة الصفرة ، تكاد من صفرتها تبيض.

 

وقال السدي: ( تسر الناظرين ) أي: تعجب الناظرين وكذا قال أبو العالية ، وقتادة ، والربيع بن أنس.

 

[ وفي التوراة: أنها كانت حمراء ، فلعل هذا خطأ في التعريب

أو كما قال الأول: إنها كانت شديدة الصفرة تضرب إلى حمرة وسواد ، والله أعلم ] .

 

وقال وهب بن منبه: إذا نظرت إلى جلدها يخيل إليك أن شعاع الشمس يخرج من جلدها.

 

---------------------

 

من تفسير الإمام القرطبي -رحمه الله- :

قوله تعالى: { قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها }

" ما " استفهام مبتدأة ، و " لونها " الخبر.

ويجوز نصب " لونها ب " يبين " ، وتكون ما زائدة.

 

واللون واحد الألوان وهو هيئة كالسواد والبياض والحمرة.

 

واللون: النوع.

 

وفلان متلون: إذا كان لا يثبت على خلاق واحد وحال واحد ، قال:

كل يوم تتلون غير هذا بك أجمل

 

ولون البسر تلوينا: إذا بدا فيه أثر النضج.

 

واللون: الدقل ، وهو ضرب من النخل.

 

قال الأخفش هو جماعة ، واحدها لينة.

 

قوله: " صفراء " جمهور المفسرين أنها صفراء اللون ، من الصفرة المعروفة.

 

قال مكي عن بعضهم: حتى القرن والظلف.

 

وقال الحسن وابن جبير: كانت صفراء القرن والظلف فقط ،

 

وعن الحسن أيضا: صفراء معناه: سوداء ،

 

قلت: والأول أصح ؛ لأنه الظاهر ، وهذا شاذ لا يستعمل مجازا إلا في الإبل ،

 

 

قال الله تعالى: { كأنه جمالة صفر } وذلك أن السود من الإبل سوادها صفرة.

 

ولو أراد السواد لما أكده بالفقوع ، وذلك نعت مختص بالصفرة ، وليس يوصف السواد بذلك ،

 

تقول العرب: أسود حالك وحلكوك وحلكوك ، ودجوجي وغربيب ، وأحمر قانئ ، وأبيض ناصع ولهق ولهاق ويقق ، وأخضر ناضر ، وأصفر فاقع ،

هكذا نص نقلة اللغة عن العرب.

 

قال الكسائي: يقال فقع لونها يفقع فقوعا إذا خلصت صفرته.

والإفقاع: سوء الحال.

وفواقع الدهر بوائقه.

وفقع بأصابعه إذا صوت ،

 

ومنه حديث ابن عباس: نهى عن التفقيع في الصلاة ، وهي الفرقعة ، وهي غمز الأصابع حتى تنقض.

 

ولم ينصرف " صفراء " في معرفة ولا نكرة ؛ لأن فيها ألف التأنيث وهي ملازمة فخالفت الهاء ؛ لأن ما فيه الهاء ينصرف في النكرة ، كفاطمة وعائشة.

 

قوله تعالى: { فاقع لونها } يريد خالصا لونها لا لون فيها سوى لون جلدها.

 

{ تسر الناظرين } قال وهب: كأن شعاع الشمس يخرج من جلدها ،

 

ولهذا قال ابن عباس: الصفرة تسر النفس. وحض على لباس النعال الصفر ، حكاه عنه النقاش.

 

وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: من لبس نعلي جلد أصفر قل همه ،

لأن الله تعالى يقول: { صفراء فاقع لونها تسر الناظرين } حكاه عنه الثعلبي.

 

ونهى ابن الزبير ومحمد بن أبي كثير عن لباس النعال السود ؛ لأنها تهم.

 

ومعنى تسر: تعجب.

 

وقال أبو العالية: معناه في سمتها ومنظرها فهي ذات وصفين ، والله أعلم.

 

---------------------

 

من تفسير الوسيط للإمام الطنطاوي -رحمه الله- :

قال ابن جرير: " والفقوع في الصفرة نظير النصوع في البياض، وهو شدته وصفاؤه ".

وقال صاحب الكشاف: " الفقوع أشد ما يكون مع الصفرة ، وأنصعه يقال في التوكيد أصفر فاقع ووارس ، كما يقال: أسود حالك ، . .

ثم قال فإن قلت: فهلا قيل: صفراء فاقعة ، وأي فائدة في ذكر اللون؟

قلت: الفائدة فيه التوكيد ، لأن اللون اسم للهيئة وهي الصفرة ،

فكأنه قيل: شديد صفرتها فهو من قولك: جد جده ".

 

 

 

 

يُتبع بإذن الله مع أختي الحبيبة عروس القرآن.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1426463229___.png

 

نتابع تفسير الآيات منــ{ سورة البقرة}

 

قوله تعالى: {قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِن شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ (70) }

 

* من تفسيرالوسيط للطنطاوي -رحمه الله- :

وإلى هنا يكونون قد عرفوا وصف البقرة من حيث سنها ووصفها من حيث لونها ، فهل أغنتهم هذه الأوصاف؟ كلا! ما أغنتهم .

 

فقد أخذوا يسألون للمرة الثالثة عما هم في غنى عنه فقالوا كما حكى القرآن عنهم : ( قَالُواْ ادع لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ البقر تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّآ إِن شَآءَ الله لَمُهْتَدُونَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأرض وَلاَ تَسْقِي الحرث مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا قَالُواْ الآن جِئْتَ بالحق فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ ) .

ومعنى الآيتين الكريمتين :

قال بنو إسرائيل لموسى بعد أن عرفوا سن البقرة ولونها : سل من أجلنا ربك أن يزيدنا إيضاحاً لحال البقرة التي أمرنا بذبحها . حيث إن البقر الموصوف بالوصفين السابقين كثير ، فاشتبه علينا أيها نذبح ، وإنا إن شاء الله بعد هذا البيان منك لمهتدون إليها ، ومنفذون لما تكلفنا به ، فأجابهم موسى بقوله : ( إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأرض وَلاَ تَسْقِي الحرث مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا ) أي قال إنه- سبحانه - يقول : أنها بقرة سائمة ليست مذللة بالعمل في الحراثة ولا في السقي ، وهي بعد ذلك سليمة من كل عيب ، ليس فيها لون يخالف لونها الذي هو الصفرة الفاقعة ، فلما وجدوا أن جميع مشخصاتها ومميزاتها قد اكتملت ( الآن جِئْتَ بالحق فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ ) لكثرة أسئلتهم وترددهم .

فقوله - تعالى - : ( قَالُواْ ادع لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ ) حكاية لسؤالهم الثالث الذي وجهوه إلى نبيهم - عليه السلام - ليزدادوا معرفة بحال البقرة وصفتها من حيث نفاستها ، بعد أن عرفوا سنها ولونها .

فكأنهم يقولون له : إن في أجوبتك السابقة عنها تقصيراً يشق معه تمييزها ، فسل من أجلنا ربك ليزيدنا بياناً لحالها ، وكأنما أحسوا بأنهم قد أثقلوا عليه وتجاوزوا الحدود المعقولة في الطلب ، فعللوا ذلك بقولهم .

( إِنَّ البقر تَشَابَهَ عَلَيْنَا ) أي : لا تتضايق من كثرة أسئلتنا ، فإن لنا عذرنا في هذا التكرار .

لأن البقر الموصوف بالعوان وبالصفرة الفاقعة كثير ، فاشتبه علينا أمر تلك البقرة التي تريدنا أن نذبحها .

قال الشيخ محمد الطاهر بن عاشور : " وإنما لم يعتذروا في المرتين الأوليين واعتذروا في الثالثة ، لأن للثلاثة في التكرير وقعاً من النفس في التأكيد والسآمة وغير ذلك ، ولذا كثر في أحوال البشر وشرائعهم التوقيت بالثلاثة " .

 

وقولهم : ( إِن شَآءَ الله لَمُهْتَدُونَ )

- حض لنبيهم موسى - عليه السلام - على الدعاء

- ووعد له بالطاعة والامتثال

- ودفع للسآمة عن نفسه من كثرة أسئلتهم

- وتبرير لمسلكهم في كثرة المراجعة حتى بتفادوا غضبه

فكأنهم يقولون له :

اجتهد في الدعاء من أجل أن يزيدنا ربك إيضاحاً ، وكشفاً لحال تلك البقرة التي تريد منا أن نذبحها ، وإنا - إن شاء الله - بسبب هذا الإِيضاح سنهتدي إليها ، ثم إلى القاتل الحقيقي ، وبذلك ندرك الحكمة ، التي من أجلها أمرتنا بذبحها .

قال ابن جرير : وأما قوله تعالى : ( إِن شَآءَ الله لَمُهْتَدُونَ ) فإنهم عنوا وإنا إن شاء الله لمبين لنا ما التبس علينا وتشابه من أمر البقرة التي أمرنا بذبحها .

ومعنى اهتدائهم في هذا الموضع تبينهم ذلك الذي لزمهم ذبحه مما سواه من أجناس البقر " .

 

----------------------------

 

*إضافه من تفسير الإمام القرطبي -رحمه الله- :

قوله تعالى :( إِن شَآءَ الله لَمُهْتَدُونَ ) استثناء منهم ، وفي استثنائهم في هذا السؤال الأخير إنابة ما وانقياد ، ودليل ندم على عدم موافقة الأمر .

وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : لو ما استثنوا ما اهتدوا إليها أبدا . وتقدير الكلام : وإنا لمهتدون إن شاء الله . فقدم على ذكر الاهتداء اهتماما به

 

يتبع بإذن الله ..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1426467939____.png

قوله تعالى: {قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَّا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَّا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ (71)}

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* من تفسيرالوسيط للطنطاوي -رحمه الله- :

وفي قوله تعالى : ( قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأرض وَلاَ تَسْقِي الحرث مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا )

إضافة أوصاف جديدة للبقرة المطلوبة ، كانوا في غنى عنها لو أطاعوا نبيهم من أول الأمر ، ولكنهم للجاجتهم ، وسوء اختيارهم ، وبعد أفهامهم عن مقاصد الشريعة ، ضيقوا على أنفسهم دائرة الاختيار ، فأصبحوا مكلفين بالبحث عن بقرة موصوفة بأنها متوسطة السن ، لونها أصفر فاقع ، تبهج الناظرين إليها ، وهي ، بعد ذلك ، سائمة نفيسة غير مذللة ولا مدربة على حرث الأرض أو سقيى الزرع ، سليمة من العيوب ، ليس فيها لون يخالف لونها الذي هو في الصفرة الفاقعة .

 

وقوله تعالى : ( لاَّ ذَلُولٌ ) صفة لبقرة ، يقال : بقرة ذلول ، أي : ريضة زالت صعوبتها

وإثارة الأرض : تحريكها وقلبها بالحرث والزراعة

والحرث : شقها لإِلقاء البذور فيها .

والمراد : نفي التذليل ونفى إثارة الأرض وسقى الزرع عن البقرة المطلوبة .

أي : هي بقرة صعبة لم يذللها العمل في حراثة الأرض ، ولا في سقي الزرع ، فهي معفاة من العمل في هذه الأشياء .

( لاَّ ) في قوله تعالى : ( لاَّ ذَلُولٌ ) للنفي

وفي قوله تعالى : ( وَلاَ تَسْقِي الحرث ) مزيدة لتوكيد الأولى ،

لأن المعنى : لا ذلول تثير وتسقى ، وأعيد في قوله تعالى ( وَلاَ تَسْقِي الحرث ) مراعاة للاستعمال الفصيح .

وقوله - تعالى - : ( مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا ) صفتان للبقرة ، ومسلمة مفعلة من السلامة .

والشية : اللون المخالف لبقية لون الشيء ، وأصله من وشى الشيء ، وهو تحسين عيوبه التي تكون فيه بضروب مختلفة من ألوان سداه ولحمته .

والمعنى : إن هذه البقرة سليمة من العيوب المختلفة ، وليس فيها لون يخالف لون جلدها من بياض أو سواد أو غيرهما ، بل هي صفراء كلها .

وأرادوا بالحق في قوله تعالى : ( قَالُواْ الآن جِئْتَ بالحق ) الوصف الواضح الذي لا اشتباه فيه ولا احتمال ،

فكأنهم يقولون له : الآن - فقط - جئتنا بحقيقة وصف البقرة ، فقد ميزتها عن جميع ما عداها ، من جهة اللون وكونهها من السوائم لا العوامل ، وبذلك لم يبق لنا في شأنها اشتباه أصلا .

والفاء في قوله تعالى : ( فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ ) قد عطفت ما بعدها على محذوف يدل عليه المقام ، والتقدير فظفروا بها فذبحوها

أي : فذبح قوم موسى البقرة التي وصفها الله - تعالى - لهم ، بعد ما قاربوا أن يتركوا ذبحها ، ويدعوا ما أمروا به ، لتشككهم في صحة ما يوجه إليهم من إرشادات ولكثرة مما طلتهم .

قال صاحب الكشاف : وقوله تعالى : ( وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ ) استثقال لاستقصائهم ، وأنهم لتطويلهم المفرط . وثكرة استكشافهم ، ما كادوا يذبحونهها وما كادت تنتهي سؤالاتهم ، وما كاد ينقطع خيط إسهابهم فيها وتعمقهم ، وقيل : ما كادوا يذبحونها لغلاء ثمنها ، وقيل لخوف الفضيحة في ظهور القاتل " .

----------------------------

 

*إضافة من تفسير الإمام القرطبي -رحمه الله- :

مسألة : في هذه الآية أدل دليل على حصر الحيوان بصفاته ، وإذا ضبط بالصفة وحصر بها جاز السلم فيه .

وبه قال مالك وأصحابه والأوزاعي والليث والشافعي . وكذلك كل ما يضبط بالصفة ، لوصف الله تعالى في كتابه وصفا يقوم مقام التعيين ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تصف المرأة المرأة لزوجها حتى كأنه ينظر إليها . أخرجه مسلم .

فجعل النبي صلى الله عليه وسلم الصفة تقوم مقام الرؤية ، وجعل صلى الله عليه وسلم دية الخطأ في ذمة من أوجبها عليه دينا إلى أجل ، ولم يجعلها على الحلول .

 

وهو يرد قول الكوفيين أبي حنيفة وأصحابه والثوري والحسن بن صالح حيث قالوا : لا يجوز السلم في الحيوان .

وروي عن ابن مسعود وحذيفة وعبد الرحمن بن سمرة ؛ لأن الحيوان لا يوقف على حقيقة صفته من مشي وحركة ، وكل ذلك يزيد في ثمنه ويرفع من قيمته . وسيأتي حكم السلم وشروطه في آخر السورة في آية الدين ، إن شاء الله تعالى .

قوله تعالى : " مسلمة " أي : هي مسلمة . ويجوز أن يكون وصفا ، أي : أنها بقرة مسلمة من العرج وسائر العيوب ، قاله قتادة وأبو العالية .

ولا يقال : مسلمة من العمل لنفي الله العمل عنها .

وقال الحسن : يعني سليمة القوائم لا أثر فيها للعمل .

قوله تعالى : (لاَّ شِيَةَ فِيهَا) أي : ليس فيها لون يخالف معظم لونها ، هي صفراء كلها لا بياض فيها ولا حمرة ولا سواد ،

كما قال : فاقع لونها .

وهذه الأوصاف في البقرة سببها أنهم شددوا فشدد الله عليهم ، ودين الله يسر ، والتعمق في سؤال الأنبياء وغيرهم من العلماء مذموم ، نسأل الله العافية .

وروي في قصص هذه البقرة روايات تلخيصها :

أن رجلا من بني إسرائيل ولد له ابن ، وكانت له عجلة فأرسلها في غيضة وقال : اللهم إني أستودعك هذه العجلة لهذا الصبي . ومات الرجل ، فلما كبر الصبي قالت له أمه - وكان برا بها - : إن أباك استودع الله عجلة لك ، فاذهب فخذها ، فذهب فلما رأته البقرة جاءت إليه حتى أخذ بقرنيها وكانت مستوحشة ، فجعل يقودها نحو أمه ، فلقيه بنو إسرائيل ووجدوا بقرة على الصفة التي أمروا بها ، فساموه فاشتط عليهم . وكان قيمتها على ما روي عن عكرمة ثلاثة دنانير ، فأتوا به موسى عليه السلام وقالوا : إن هذا اشتط علينا ، فقال لهم : أرضوه في ملكه ، فاشتروها منه بوزنها مرة ، قاله عبيدة . السدي : بوزنها عشر مرات . وقيل : بملء مسكها دنانير . وذكر مكي أن هذه البقرة نزلت من السماء ولم تكن من بقر الأرض ، فالله أعلم .

 

يتبع بإذن الله ..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1426467939____.png

قوله تعالى: {وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ (72)}

 

 

*من تفسيرالوسيط للطنطاوي -رحمه الله- :

ثم كشف الله - تعالى - بعد ذلك عن الغاية التي من أجلها أمروا بذبح البقرة فقال تعالى : ( وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فادارأتم فِيهَا والله مُخْرِجٌ مَّا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ فَقُلْنَا اضربوه بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي الله الموتى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ) .

المعنى : واذكروا يا بني إسرائيل إذ قتلتم نفساً ، فاختلفتم وتنازعتم في قاتلها ، ودفع كل واحد منكم التهمة عن نفسه ، والله - عز وجل - مخرج لا محالة ما كتمتم من أمر القاتل ، فقد بين - سبحانه - الحق في ذلك فقال على لسان رسوله موسى - عليه السلام - اضربوا القتيل بأي جزء من أجزاء البقرة ، فضربتموه ببعضها فعادت إليه الحياة - بإذن الله - وأخبر عن قاتله ، وبمثل هذا الإِحياء لذلك القتيل بعد موته ، يحيى الله الموتى للحساب والجزاء يوم القيامة ، ويبين لكم الدلائل الدالة على أنه قدير على كل شيء رجاء أن تعقلوا الأمور على وجهها السليم .

 

وجمهور المفسرين على أن واقعة قتل النفس وتنازعهم فيها ، حصلت قبل الأمر بذبح البقرة ، إلا أن القرآن الكريم أخرها في الذكر ليعدد على بني إسرائيل جناياتهم وليشوق النفوس إلى معرفة الحكمة من وراء الأمر بذبحها ، فتتقبلها بشغف واهتمام .

قال صاحب الكشاف : فإن قلت فما للقصة لم تفص على ترتيبها ، وكان حقها أن يقدم ذكر القتيل والضرب ببعض البقرة على الأمر بذبحها ، وأن يقال : وإذ قتلتم نفساً فادارأتم فيها فقلنا اذبحوا بقرة واضربوه ببعضها؟ قلت : كل ما قص من قصص بني إسرائيل إنما قص تعديداً لما وجد منهم من الجنايات ، وتقريعاً لهم عليها ، ولما حدد فيهم من الآيات العظام ، وهاتان قصتان كل واحدة منهما مستقلة بنوع من التقريع وإن كانتا متصلتين متحدتين .

فالأولى : لتقريعهم على الاستهزاء وترك المسارعة وإلى الامتثال وما يتبع ذلك .

والثانية : للتقريع على قتل النفس المحرمة وما تبعه من الآية العظيمة ، وإنما قدم قصة الأمر بذبح البقرة على ذكر القتيل ، لأنه لو عمل على عكسه لكانت القصة واحدة ، ولذهب الغرض من تثنية التقريع ، ولقد روعيت نكتة بعد ما استؤنفت الثانية استئناف قصة برأسها ، أن وصلت بالأولى ، دلالة على اتحادهما ، بضمير البقرة لا باسمها الصريح في قوله : ( اضربوه بِبَعْضِهَا ) حتى تبين أنهما قصتان فيما يرجع إلى التقريع ونيته ، بإخراج الثانية مخرج الاستئناف مع تأخيرها ، وأنها قصة واحدة بالضمير الراجع إلى البقرة " .

 

وقد أسند القرآن الكريم القتل إلى جمعهم في قوله تعالى : ( وَإِذْ قَتَلْتُمْ ) مع أن القاتل بعضهم ، للإِشعار بأن الأمة في مجموعها وتكافلها كالشخص الواحد .

وأسند القتل - أيضاً - إلى اليهود المعاصرين للعهد النبوي ، لأنهم من سلالات أولئك الذين حدث فيهم القتل ، وكثيراً ما يستعمل القرآن الكريم هذا الأسلوب للتنبيه على أن الخلف قد سار على طريقة السلف في الانحراف والضلال .

 

وقوله تعالى : ( فادارأتم فِيهَا ) بيان لما حصل منهم بعد قتل النفس التي ذكرنا قصتها ومعنى ادارأتم فيها : اختلفتم وتخاصمتم في شأنها لأن المنخاصمين يدرأ بعضهم بعضا أي يدفعه ويزحمه ، أي تدافعتم بمعنى طرح قتلها بعضكم على بعض فدفع المطروح عليه الطارح ، ليدفع الجناية عن نفسه ويتهم غيره .

 

وقوله تعالى : ( والله مُخْرِجٌ مَّا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ ) معناه : والله - تعالى - مظهر ومعلن ما كنتم تسترونه من أمر القتيل الذي قتلتموه ، ثم تنازعتم في شأن قاتله ، وذلك ليتبين القاتل الحقيقي بدون أن يظلم غيره .

 

----------------------------

 

* من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله- :

أي: واذكروا ما جرى لكم مع موسى, حين قتلتم قتيلا, وادارأتم فيه, أي: تدافعتم واختلفتم في قاتله, حتى تفاقم الأمر بينكم وكاد - لولا تبيين الله لكم - يحدث بينكم شر كبير، فقال لكم موسى في تبيين القاتل: اذبحوا بقرة، وكان من الواجب المبادرة إلى امتثال أمره, وعدم الاعتراض عليه، ولكنهم أبوا إلا الاعتراض, فقالوا: { أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا }

فقال نبي الله: { أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ } فإن الجاهل هو الذي يتكلم بالكلام الذي لا فائدة فيه, وهو الذي يستهزئ بالناس، وأما العاقل فيرى أن من أكبر العيوب المزرية بالدين والعقل, استهزاءه بمن هو آدمي مثله، وإن كان قد فضل عليه, فتفضيله يقتضي منه الشكر لربه, والرحمة لعباده. فلما قال لهم موسى ذلك, علموا أن ذلك صدق

 

فقالوا: { ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ } أي: ما سنها؟ { قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ } أي: كبيرة { وَلَا بِكْرٌ } أي: صغيرة { عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ } واتركوا التشديد والتعنت.

 

{ قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا } أي: شديد { تَسُرُّ النَّاظِرِينَ } من حسنها.

 

{ قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا } فلم نهتد إلى ما تريد { وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ } { قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ } أي: مذللة بالعمل، { تُثِيرُ الْأَرْضَ } بالحراثة { وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ } أي: ليست بساقية، { مُسَلَّمَةٌ } من العيوب أو من العمل { لَا شِيَةَ فِيهَا } أي: لا لون فيها غير لونها الموصوف المتقدم. { قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ } أي: بالبيان الواضح، وهذا من جهلهم, وإلا فقد جاءهم بالحق أول مرة، فلو أنهم اعترضوا أي: بقرة لحصل المقصود, ولكنهم شددوا بكثرة الأسئلة فشدد الله عليهم, ولو لم يقولوا " إن شاء الله " لم يهتدوا أيضا إليها، { فَذَبَحُوهَا } أي: البقرة التي وصفت بتلك الصفات، { وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ } بسبب التعنت الذي جرى منهم.

 

 

يتبع بإذن الله مع أختي الحبيبة زُلفى ..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1426463229___.png

 

 

نُتابع تفسير آيات (سورة البقرة)

 

قال الله تعالى: { فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } (73)

 

 

من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله- :

فلما ذبحوها قلنا لهم اضربوا القتيل ببعضها, أي: بعضو منها, إما معين, أو أي عضو منها,

فليس في تعيينه فائدة,

فضربوه ببعضها فأحياه الله وأخرج ما كانوا يكتمون, فأخبر بقاتله،

وكان في إحيائه -وهم يشاهدون- ما يدل على إحياء الله الموتى، { لعلكم تعقلون } فتنزجرون عن ما يضركم.

 

 

من تفسير الإمام القرطبي -رحمه الله- :

قوله تعالى: { فقلنا اضربوه ببعضها } قيل: باللسان ؛ لأنه آلة الكلام.

وقيل: بعجب الذنب ، إذ فيه يركب خلق الإنسان.

وقيل: بالفخذ.

وقيل: بعظم من عظامها.

 

 

 

يُتبع بإذن الله.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1426467939____.png

 

 

 

قال الله تعالى: { ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } (74)

 

 

من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله- :

{ ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ } أي: اشتدت وغلظت, فلم تؤثر فيها الموعظة،

{ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ } أي: من بعد ما أنعم عليكم بالنعم العظيمة وأراكم الآيات، ولم يكن ينبغي أن تقسو قلوبكم, لأن ما شاهدتم, مما يوجب رقة القلب وانقياده،

 

ثم وصف قسوتها بأنها { كَالْحِجَارَةِ } التي هي أشد قسوة من الحديد، لأن الحديد والرصاص إذا أذيب في النار, ذاب بخلاف الأحجار.

 

وقوله: { أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً } أي: إنها لا تقصر عن قساوة الأحجار،

وليست " أو " بمعنى " بل "

 

ثم ذكر فضيلة الأحجار على قلوبهم، فقال: { وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ } فبهذه الأمور فضلت قلوبكم.

 

ثم توعدهم تعالى أشد الوعيد فقال: { وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } بل هو عالم بها حافظ لصغيرها وكبيرها, وسيجازيكم على ذلك أتم الجزاء وأوفاه.

،،

 

واعلم أن كثيرا من المفسرين رحمهم الله, قد أكثروا في حشو تفاسيرهم من قصص بني إسرائيل, ونزلوا عليها الآيات القرآنية, وجعلوها تفسيرا لكتاب الله,

محتجين بقوله صلى الله عليه وسلم: " حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج "

 

والذي أرى أنه وإن جاز نقل أحاديثهم على وجه تكون مفردة غير مقرونة, ولا منزلة على كتاب الله,

فإنه لا يجوز جعلها تفسيرا لكتاب الله قطعا إذا لم تصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،

وذلك أن مرتبتها كما قال صلى الله عليه وسلم: " لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم "

 

فإذا كانت مرتبتها أن تكون مشكوكا فيها، وكان من المعلوم بالضرورة من دين الإسلام أن القرآن يجب الإيمان به والقطع بألفاظه ومعانيه،

فلا يجوز أن تجعل تلك القصص المنقولة بالروايات المجهولة، التي يغلب على الظن كذبها أو كذب أكثرها، معاني لكتاب الله مقطوعا بها،

ولا يستريب بهذا أحد، ولكن بسبب الغفلة عن هذا حصل ما حصل، والله الموفق.

 

-------------------

 

من تفسير الوسيط للإمام الطنطاوي -رحمه الله- :

ما يؤخذ من هذه القصة (قصة ذبح بقرة بني إسرائيل) من العظات والعبر، منها:

- دلالتها على أن التنطع في الدين ، والإِلحاف في المسألة يؤديان إلى التشديد في الأحكام ،

لأن بني إسرائيل لو أنهم أول الأمر عمدوا إلى ذبح أي بقرة لأجزأتهم ولكنهم شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم.

 

- وقد جاءت تعاليم الإِسلام بالنهي عن كثرة السؤال،

قال تعالى: ( ياأيها الذين آمَنُواْ لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَآءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِن تَسْأَلُواْ عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ القرآن تُبْدَ لَكُمْ عَفَا الله عَنْهَا والله غَفُورٌ حَلِيمٌ قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِّن قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُواْ بِهَا كَافِرِينَ ) وفي الحديث الشريف: " ذروني ما تركتكم ، فإنما أهلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم ، واختلافهم على أنبيائهم ، فإذا أمرتكم بشيء فأتوه ، وإذا نهيتكم عن شيء فانتهوا عنه ما استطعتم " .

 

قال صاحب المنار:

" وقد امتثل سلفنا لأمر الله فلم يشددوا على أنفسهم ، فكان الدين عندهم فطرياً وحنيفياً سمحاً ،

ولكن من خلفهم عمد إلى ما عفا الله عنه فاستخرج له أحكاماً استنبطها باجتهاده ، حتى صار الدين حملا ثقيلا على الأمة فسئمته وملت وألقته وتخلت " .

 

 

قال الإِمام ابن القيم - رحمه الله - : وفي هذه القصة أنواع من العبر، منها:

- أنه لا يجوز مقابلة أمر الله الذي لا يعلم المأمور به وجه الحكمة فيه بالإِنكار ،

فإن القوم لما قال لهم نبيهم ( إِنَّ الله يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُواْ بَقَرَةً )

قابلوا هذا الأمر بقولهم: ( أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً )

فلما لم يعلموا وجه الحكمة في ارتباط هذا الأمر بما سألو عنه قالوا ( أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً ) .

وهذا من غاية جهلهم بالله ورسوله ، فإنه أخبرهم عن أمر الله لهم بذلك ،

فلما قال لهم: ( أَعُوذُ بالله أَنْ أَكُونَ مِنَ الجاهلين ) وتيقنوا أن الله - تعالى - أمره بذلك ،

أخذوا في التعنت بسؤالهم عن عينها ولنها ،

فلما أخبروا عن ذلك رجعوا إلى السؤال مرة ثالثة ،

فلما تعينت لهم ولم يبق إشكال توقفوا في الامتثال ، ولم يكادوا يفعلون.

- ومنها: إقامة أنواع الآيات والبراهين والحجج على عباده بالطرق المتنوعات ، زيادة في هداية المهتدى ، وإعذارا وإنذارا للضال.

- ومنها: مقابلة الظالم الباغي بنقيض قصده شرعاً وقدراً ،

فإن القاتل قصد ميراث المقتول ، ودافع القاتل عن نفسه ،

ففضحه الله - تعالى - وهتكه ، وحرمه ميراث المقتول.

 

 

 

يُتبع بإذن الله.

تم تعديل بواسطة زُلفى
  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1426467939____.png

 

 

 

قال الله تعالى: { أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } (75)

 

 

من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله- :

هذا قطع لأطماع المؤمنين من إيمان أهل الكتاب, أي: فلا تطمعوا في إيمانهم وحالتهم لا تقتضي الطمع فيهم,

فإنهم كانوا يحرفون كلام الله من بعد ما عقلوه وعلموه,

فيضعون له معاني ما أرادها الله, ليوهموا الناس أنها من عند الله, وما هي من عند الله،

فإذا كانت هذه حالهم في كتابهم الذي يرونه شرفهم ودينهم يصدون به الناس عن سبيل الله,

فكيف يرجى منهم إيمان لكم؟! فهذا من أبعد الأشياء.

 

 

 

يُتبع بإذن الله مع أختي الحبيبة عروس القرآن.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بوركت أختي زلفى وأختي عروس ما شاء الله زادكما من فضله

 

دعواتكما أختايا لي بالشفاء العاجل من كل داء

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

حيَّا الله طيبة الحبيبة، أسعد كثيرًا عندما أراكِ هنا بيننا () .

أسأل الله لكِ يا غالية شفاءً عاجلًا من كل داء () .

--------------

الحمد لله درست تفسير الآيات.

تم تعديل بواسطة زُلفى

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاكِ الله خيرًا أختي الحبيبة زُلفى

تمت دراسة تفسير الآيات

--------------

حيَّا الله طيبة الحبيبة، أسعد كثيرًا عندما أراكِ هنا بيننا () .

أسأل الله لكِ ياغالية شفاءً عاجلًا من كل داء () .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1426463229___.png

 

نتابع تفسير الآيات منــ{ سورة البقرة}

 

قوله تعالى: {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُم بِهِ عِندَ رَبِّكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (76)}

 

* من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله- :

ثم ذكر حال منافقي أهل الكتاب

فقال: { وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا } فأظهروا لهم الإيمان قولا بألسنتهم, ما ليس في قلوبهم

{ وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ } فلم يكن عندهم أحد من غير أهل دينهم، قال بعضهم لبعض: { أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ } أي: أتظهرون لهم الإيمان وتخبروهم أنكم مثلهم, فيكون ذلك حجة لهم عليكم؟

يقولون: إنهم قد أقروا بأن ما نحن عليه حق, وما هم عليه باطل, فيحتجون عليكم بذلك عند ربكم { أَفَلَا تَعْقِلُونَ } أي: أفلا يكون لكم عقل, فتتركون ما هو حجة عليكم؟ هذا يقوله بعضهم لبعض.

----------------------------

 

* من تفسيرالوسيط للطنطاوي -رحمه الله- :

وقوله : ( وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا ) الآية .

قال محمد بن إسحاق : حدثنا محمد بن أبي محمد ، عن عكرمة أو سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : ( وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا ) أي بصاحبكم رسول الله ، ولكنه إليكم خاصة .

( وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا ) لا تحدثوا العرب بهذا ، فإنكم قد كنتم تستفتحون به عليهم ، فكان منهم .

فأنزل الله : ( وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم ) أي : تقرون بأنه نبي ، وقد علمتم أنه قد أخذ له الميثاق عليكم باتباعه ، وهو يخبرهم أنه النبي الذي كنا ننتظر ، ونجد في كتابنا . اجحدوه ولا تقروا به . يقول الله تعالى : ( أولا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون ) .

وقال الضحاك ، عن ابن عباس : يعني المنافقين من اليهود كانوا إذا لقوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قالوا : آمنا .

حتى قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، فيما رواه ابن وهب عنه : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال : " لا يدخلن علينا قصبة المدينة إلا مؤمن " . فقال رؤساؤهم من أهل الكفر والنفاق : اذهبوا فقولوا : آمنا ، واكفروا إذا رجعتم إلينا ، فكانوا يأتون المدينة بالبكر ، ويرجعون إليهم بعد العصر .

وقرأ قول الله تعالى : ( وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا آخره لعلهم يرجعون ) [ آل عمران : 72 ]

وكانوا يقولون ، إذا دخلوا المدينة : نحن مسلمون . ليعلموا خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمره . فإذا رجعوا رجعوا إلى الكفر .

فلما أخبر الله نبيه صلى الله عليه وسلم قطع ذلك عنهم فلم يكونوا يدخلون .

وكان المؤمنون يظنون أنهم مؤمنون فيقولون : أليس قد قال الله لكم كذا وكذا ؟ فيقولون : بلى . فإذا رجعوا إلى قومهم [ يعني الرؤساء ] قالوا : ( أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ) الآية .

وقال أبو العالية : ( أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ) يعني : بما أنزل الله عليكم في كتابكم من نعت محمد صلى الله عليه وسلم .

وقال عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة : قال : كانوا يقولون : سيكون نبي . فخلا بعضهم ببعض فقالوا : ( أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ) .

وقال السدي : ( أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ) من العذاب ( ليحاجوكم به عند ربكم ) هؤلاء ناس من اليهود آمنوا ثم نافقوا وكانوا يحدثون المؤمنين من العرب بما عذبوا به . فقال بعضهم لبعض : ( أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ) من العذاب ، ليقولوا : نحن أحب إلى الله منكم ، وأكرم على الله منكم .

وقال الحسن البصري : هؤلاء اليهود ، كانوا إذا لقوا الذين آمنوا قالوا : آمنا ، وإذا خلا بعضهم إلى بعض ، قال بعضهم : لا تحدثوا أصحاب محمد بما فتح الله عليكم مما في كتابكم ، فيحاجوكم به عند ربكم ، فيخصموكم .

 

 

يتبع بإذن الله ..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1426467939____.png

قوله تعالى: {أَوَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ (77)}

 

 

 

* من تفسير الإمام ابن كثير -رحمه الله- :

قال أبو العالية : يعني ما أسروا من كفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم وتكذيبهم به ، وهو يجدونه مكتوبا عندهم . وكذا قال قتادة .

وقال الحسن : ( أن الله يعلم ما يسرون ) قال : كان ما أسروا أنهم كانوا إذا تولوا عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وخلا بعضهم إلى بعض ، تناهوا أن يخبر أحد منهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم بما فتح الله عليهم مما في كتابهم ، خشية أن يحاجهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم بما في كتابهم عند ربهم .

( وما يعلنون ) يعني : حين قالوا لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم : آمنا . وكذا قال أبو العالية ، والربيع ، وقتادة

----------------------------

* من تفسيرالوسيط للطنطاوي -رحمه الله- :

ثم وبخهم الله على جهلهم بحقيقة علمه

فقال تعالى : ( أَوَلاَ يَعْلَمُونَ أَنَّ الله يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ ) أي : أيقول الذين لم ينافقوا من اليهود لإِخوانهم الذين نافقوا ما قالوا ، ويكتمون من صفات النبي صلى الله عليه وسلم ما كتموا ، ويحرفون من كتاب الله ما حرفوا ، ولا يعلمون أن الله يعلم . ما يخفون من كفر وحقد ، وما يظهرون من إيمان وود؟

فالآية الكريمة فيها توبيخ وتجهيل لليهود الذين عاتبوا المنافقين منهم على تحديث المؤمنين بما في توراتهم مما يؤيد صدق النبي صلى الله عليه وسلم لأنهم لو كانوا مؤمنين إيماناً صادقاً بإحاطة علمه بسرهم وعلانيتهم ، لما نهوا إخوانهم عن تحديث المؤمنين بما فيها فإن ما فيها من صفات للنبي صلى الله عليه وسلم من الحقائق التي أمرهم الله ببيانها ونهاهم عن كتمانها .

يتبع بإذن الله ..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1426467939____.png

قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ (78)}

 

 

* من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله- :

{ وَمِنْهُمْ } أي: من أهل الكتاب

{ أُمِّيُّونَ } أي: عوام, ليسوا من أهل العلم،

{ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ } أي: ليس لهم حظ من كتاب الله إلا التلاوة فقط, وليس عندهم خبر بما عند الأولين الذين يعلمون حق المعرفة حالهم, وهؤلاء إنما معهم ظنون وتقاليد لأهل العلم منهم.

فذكر في هذه الآيات علماءهم, وعوامهم, ومنافقيهم, ومن لم ينافق منهم

فالعلماء منهم متمسكون بما هم عليه من الضلال

والعوام مقلدون لهم, لا بصيرة عندهم فلا مطمع لكم في الطائفتين.

 

----------------------------

*من تفسيرالوسيط للطنطاوي -رحمه الله- :

ثم بين القرآن الكريم بعد ذلك حال عوام اليهود ومقلديهم ، بعد أن بين حال علمائهم ومنافقيهم

فقال تعالى : ( وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الكتاب إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ ) أي : ومن اليهود قوم أميون لا يحسنون الكتابة ، ولا يعلمون من كتابهم التوراة سوى أكاذيب اختلقها لهم علماؤهم أو أمنيات باطلة يقدرونها في أنفسهم بدون حق ، أو قراءات عارية عن التدبر والفهم ، وقصارى أمرهم الظن من غير أن يصلوا إلى مرتبة اليقين المبني على البرهان القاطع والدليل الساطع .

فالآية الكريمة فيها زيادة تيئيس للمؤمنين من إيمان كافة اليهود بفرقهم المختلفة . فإنهم قد وصلوا إلى حال من الشناعة لا مطمع معها في هداية ،

فعلماؤهم محرفون لكتاب الله على حسب أهوائهم وشهواتهم ،

وعوامهم لا يعرفون من كتابهم إلا الأكاذيب والأوهام التي وضعها لهم أحبارهم ،

وأمة هذا شأن علمائها وعوامها لا ينتظر منها أن تستجيب للحق أو أن تقبل على الصراط المستقيم .

و ( الأماني ) - بالتشديد - جمع أمنية ، مأخوذة من تمني الشيء أي : أحب أن يحصل عليه ، أو من تمنى إذا كذب ، أو من تمنى الكتاب أي قرأه .

فإن فسرنا الأماني بالأول كان قوله تعالى ( إِلاَّ أَمَانِيَّ ) معناه : إلا ما هم عليه من أمانيهم في أن الله لا يؤاخذهم بخطاياهم ، وأن آياءهم الأنبياء يشفعون لهم ، وأن النار لن تمسهم إلا أياماً معدودات .

وإن فسرناها بالكذب ، كان قوله تعالى : ( إِلاَّ أَمَانِيَّ ) معناه : إلا ما يقرءونه من قراءات خالية من التدبر ، وعارية عن الفهم . من قوله تمنى كتاب الله أول ليله . . . أي قرأ .

هذا ، وقد رجح ابن جرير تفسير ( الأماني ) بالأكاذيب فقال : ما ملخصه " وأولى ما روينا في تأويل قوله تعالى : ( إِلاَّ أَمَانِيَّ ) بالصواب ، أن هؤلاء الأميين لا يفقهون من الكتاب الذي أنزله الله على موسى شيئاً ، ولكنهم يتخرصون الكذب ، ويتقولون الأباطيل كذباً وزوراً ،

والتمني في هذا الموضع هو تخلق الكذب وتخرصه وافتعاله بدليل قوله تعالى بعد ( وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ ) فأخبر عنهم أنهم يتمنون ما يتمنون من الأكاذيب ظناً منهم لا يقيناً " .

والذي نراه أن المعاني الثلاثة للأماني تنطبق على اليهود ، وكلها حصلت منهم؛ وما دام يصدق عليهم المعاني الثلاثة لغة فجميعها مرادة من الآية ، ولا معنى لأن نشتغل بترجيح بعضها على بعض كما فعل ابن جرير وغيره .

وعلى أي تفسير من هذه التفاسير للأماني ، فالاستثناء منقطع ، لأن أي واحد من هذه المعاني ليس من علم الكتاب الحقيقي في شيء .

 

وفي قوله تعالى : ( وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ ) زيادة تجهيل لهم ، لأن أمنياتهم هذه من باب الأوهام التي لا تستند إلى دليل أو شبه دليل ، أو من باب الظن الذي هو ركون النفس إلى وجه من وجهين يحتملهما الأمر دون أن تبلغ في ذلك مرتبة القطع واليقين .

 

وهذا النوع من العلم لا يكفي في معرفة أصول الدين التي يقوم عليها الإِيمان العميق ، فهم ليسوا على علم يقيني من أمور دينهم ، وإنما هم يظنونها ظناً بدون استيقان ، والظن لا يغني من الحق شيئاً .

 

 

 

يتبع بإذن الله مع أختي الحبيبة زُلفى ..

تم تعديل بواسطة عروس القرآن

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1426463229___.png

 

 

 

نُتابع تفسير آيات (سورة البقرة)

 

 

قال الله تعالى: { فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ } (79)

 

 

من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله- :

توعد تعالى المحرفين للكتاب, الذين يقولون لتحريفهم وما يكتبون: { هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ }

وهذا فيه إظهار الباطل وكتم الحق, وإنما فعلوا ذلك مع علمهم { لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا } والدنيا كلها من أولها إلى آخرها ثمن قليل،

فجعلوا باطلهم شركا يصطادون به ما في أيدي الناس, فظلموهم من وجهين:

- من جهة تلبيس دينهم عليهم,

- ومن جهة أخذ أموالهم بغير حق, بل بأبطل الباطل, وذلك أعظم ممن يأخذها غصبا وسرقة ونحوهما،

ولهذا توعدهم بهذين الأمرين فقال: { فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ } أي: من التحريف والباطل

{ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ } من الأموال،

والويل: شدة العذاب والحسرة, وفي ضمنها الوعيد الشديد.

 

قال شيخ الإسلام لما ذكر هذه الآيات من قوله: { أَفَتَطْمَعُونَ } إلى { يَكْسِبُونَ }

فإن الله ذم الذين يحرفون الكلم عن مواضعه,

- وهو متناول لمن حمل الكتاب والسنة, على ما أصله من البدع الباطلة.

- وذم الذين لا يعلمون الكتاب إلا أماني,

- وهو متناول لمن ترك تدبر القرآن ولم يعلم إلا مجرد تلاوة حروفه،

-ومتناول لمن كتب كتابا بيده مخالفا لكتاب الله, لينال به دنيا وقال: إنه من عند الله, مثل أن يقول: هذا هو الشرع والدين, وهذا معنى الكتاب والسنة, وهذا معقول السلف والأئمة, وهذا هو أصول الدين, الذي يجب اعتقاده على الأعيان والكفاية،

- ومتناول لمن كتم ما عنده من الكتاب والسنة, لئلا يحتج به مخالفه في الحق الذي يقوله.

 

وهذه الأمور كثيرة جدا في أهل الأهواء جملة, كالرافضة, وتفصيلا مثل كثير من المنتسبين إلى الفقهاء.

 

------------------

 

من تفسير الإمام ابن كثير -رحمه الله- :

وقوله: ( فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا ) الآية:

هؤلاء صنف آخر من اليهود ، وهم الدعاة إلى الضلال بالزور والكذب على الله ، وأكل أموال الناس بالباطل.

 

والويل: الهلاك والدمار ، وهي كلمة مشهورة في اللغة.

 

وقال سفيان الثوري ، عن زياد بن فياض: سمعت أبا عياض يقول: ويل: صديد في أصل جهنم.

 

وقال عطاء بن يسار. الويل: واد في جهنم لو سيرت فيه الجبال لماعت.

 

وعن عكرمة ، عن ابن عباس: ( فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ) قال: هم أحبار اليهود. وكذا قال سعيد ، عن قتادة: هم اليهود.

 

وقال سفيان الثوري ، عن عبد الرحمن بن علقمة: سألت ابن عباس عن قوله تعالى: ( فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ) قال: نزلت في المشركين وأهل الكتاب.

 

وقال السدي: كان ناس من اليهود كتبوا كتابا من عندهم ، يبيعونه من العرب ، ويحدثونهم أنه من عند الله ، ليأخذوا به ثمنا قليلا.

 

------------------

 

من تفسير الإمام القرطبي -رحمه الله- :

قوله تعالى: { فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون }

فيه خمس مسائل:

الأولى قوله: { فويل } اختلف في الويل ما هو ،

فروى عثمان بن عفان عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه جبل من نار.

 

وروى أبو سعيد الخدري أن الويل واد في جهنم بين جبلين يهوي فيه الهاوي أربعين خريفا.

 

وروى سفيان وعطاء بن يسار: إن الويل في هذه الآية واد يجري بفناء جهنم من صديد أهل النار.

 

وقيل: صهريج في جهنم.

 

وحكى الزهراوي عن آخرين: أنه باب من أبواب جهنم.

 

وعن ابن عباس: الويل المشقة من العذاب.

 

وقال الخليل: الويل شدة الشر.

 

الأصمعي: الويل تفجع وترحم.

 

سيبويه: ويل لمن وقع في الهلكة ، وويح زجر لمن أشرف على الهلكة.

 

ابن عرفة: الويل الحزن: يقال: تويل الرجل إذا دعا بالويل ، وإنما يقال ذلك عند الحزن والمكروه ،

ومنه قوله: { فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم }

 

وقيل: أصله الهلكة ، وكل من وقع في هلكة دعا بالويل ،

ومنه قوله تعالى: { ياويلتنا مال هذا الكتاب } وهي الويل والويلة ، وهما الهلكة ، والجمع الويلات.

 

الثانية: قوله تعالى: { للذين يكتبون } الكتابة معروفة.

 

وأول من كتب بالقلم وخط به إدريس عليه السلام ، وجاء ذلك في حديث أبي ذر ، خرجه الآجري وغيره.

 

وقد قيل: إن آدم عليه السلام أعطي الخط فصار وراثة في ولده.

 

الثالثة: قوله تعالى: { بأيديهم } تأكيد ، فإنه قد علم أن الكتب لا يكون إلا باليد ،

فهو مثل قوله: { ولا طائر يطير بجناحيه } ،

وقوله: { يقولون بأفواههم }

 

وقيل: فائدة بأيديهم بيان لجرمهم وإثبات لمجاهرتهم ،

فإن من تولى الفعل أشد مواقعة ممن لم يتوله وإن كان رأيا له.

 

الرابعة: في هذه الآية والتي قبلها التحذير من التبديل والتغيير والزيادة في الشرع ،

فكل من بدل وغير أو ابتدع في دين الله ما ليس منه ولا يجوز فيه فهو داخل تحت هذا الوعيد الشديد ، والعذاب الأليم ،

 

وقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته لما قد علم ما يكون في آخر الزمان فقال:

ألا إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على اثنتين وسبعين ملة وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة الحديث ، وسيأتي.

 

فحذرهم أن يحدثوا من تلقاء أنفسهم في الدين خلاف كتاب الله أو سنته أو سنة أصحابه فيضلوا به الناس ،

وقد وقع ما حذره وشاع ، وكثر وذاع ، فإنا لله وإنا إليه راجعون.

 

الخامسة: { ليشتروا به ثمنا قليلا } وصف الله تعالى ما يأخذونه بالقلة ،

- إما لفنائه وعدم ثباته ،

- وإما لكونه حراما ; لأن الحرام لا بركة فيه ولا يربو عند الله.

 

قال ابن إسحاق والكلبي: كانت صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتابهم ربعة أسمر ، فجعلوه آدم سبطا طويلا ، وقالوا لأصحابهم وأتباعهم: انظروا إلى صفة النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي يبعث في آخر الزمان ليس يشبهه نعت هذا ،

وكانت للأحبار والعلماء رياسة ومكاسب ، فخافوا إن بينوا أن تذهب مآكلهم ورياستهم ، فمن ثم غيروا.

 

ثم قال تعالى: { فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون } قيل من المآكل. وقيل من المعاصي. وكرر الويل تغليظا لفعلهم.

 

------------------

 

من تفسير الوسيط للإمام الطنطاوي -رحمه الله- :

قال الشيخ القاسمى: قال الراغب:

فإن قيل: لم ذكر يَكْسِبُونَ بلفظ المستقبل، وكَتَبَتْ بلفظ الماضي؟

قيل: تنبيها على ما قال النبي صلّى الله عليه وسلّم، «من سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة»

فنبه بالآية إلى أن ما أثبتوه من التأويلات الفاسدة التي يعتمدها الجهلة هو اكتساب وزر يكتسبونه حالا فحالا،

 

وعبر بالكتابة دون القول لأنها متضمنة له وزيادة، فهي كذب باللسان واليد.

وكلام اليد يبقى رسمه، أما القول فقد يضمحل أثره.

 

 

 

يُتبع بإذن الله.

تم تعديل بواسطة زُلفى

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1426467939____.png

 

 

 

 

قال الله تعالى: { وَقَالُوا لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ } (80)

 

 

من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله- :

ذكر أفعالهم القبيحة, ثم ذكر مع هذا أنهم يزكون أنفسهم, ويشهدون لها بالنجاة من عذاب الله, والفوز بثوابه, وأنهم لن تمسهم النار إلا أياما معدودة, أي: قليلة تعد بالأصابع, فجمعوا بين الإساءة والأمن.

ولما كان هذا مجرد دعوى, رد الله تعالى عليهم فقال: { قُلْ } لهم يا أيها الرسول { أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا } أي بالإيمان به وبرسله وبطاعته, فهذا الوعد الموجب لنجاة صاحبه الذي لا يتغير ولا يتبدل.

{ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ } ؟

 

فأخبر تعالى أن صدق دعواهم متوقفة على أحد هذين الأمرين اللذين لا ثالث لهما:

- إما أن يكونوا قد اتخذوا عند الله عهدا, فتكون دعواهم صحيحة.

- وإما أن يكونوا متقولين عليه فتكون كاذبة, فيكون أبلغ لخزيهم وعذابهم،

 

وقد علم من حالهم أنهم لم يتخذوا عند الله عهدا,

- لتكذيبهم كثيرا من الأنبياء, حتى وصلت بهم الحال إلى أن قتلوا طائفة منهم,

- ولنكولهم عن طاعة الله ونقضهم المواثيق،

فتعين بذلك أنهم متقولون مختلقون, قائلون عليه ما لا يعلمون،

والقول عليه بلا علم, من أعظم المحرمات, وأشنع القبيحات.

 

------------------

 

من تفسير الإمام ابن كثير -رحمه الله- :

يقول تعالى إخبارا عن اليهود فيما نقلوه وادعوه لأنفسهم ، من أنهم لن تمسهم النار إلا أياما معدودة ، ثم ينجون منها ، فرد الله عليهم ذلك بقوله: ( قل أتخذتم عند الله عهدا ) أي: بذلك ؟ فإن كان قد وقع عهد فهو لا يخلف عهده.

ولكن هذا ما جرى ولا كان.

ولهذا أتى ب " أم " التي بمعنى: بل ،

أي: بل تقولون على الله ما لا تعلمون من الكذب والافتراء عليه.

 

 

قال محمد بن إسحاق ، عن سيف بن سليمان عن مجاهد ، عن ابن عباس: أن اليهود كانوا يقولون: هذه الدنيا سبعة آلاف سنة ، وإنما نعذب بكل ألف سنة يوما في النار ، وإنما هي سبعة أيام معدودة. فأنزل الله تعالى: ( وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة ) إلى قوله: ( خالدون ) [ البقرة : 82 ] .

 

 

وقال العوفي عن ابن عباس: ( وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة ) اليهود قالوا: لن تمسنا النار إلا أربعين ليلة ، [ زاد غيره: هي مدة عبادتهم العجل ، وحكاه القرطبي عن ابن عباس وقتادة ] .

 

 

وقال الضحاك: قال ابن عباس: زعمت اليهود أنهم وجدوا في التوراة مكتوبا: أن ما بين طرفي جهنم مسيرة أربعين سنة ، إلى أن ينتهوا إلى شجرة الزقوم ، التي هي نابتة في أصل الجحيم.

وقال أعداء الله: إنما نعذب حتى ننتهي إلى شجرة الزقوم فتذهب جهنم وتهلك. فذلك قوله تعالى: ( وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة )

 

 

وقال عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة: ( وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة ) يعني: الأيام التي عبدنا فيها العجل.

 

------------------

 

من تفسير الوسيط للإمام الطنطاوي -رحمه الله- :

وقوله تعالى: { وَقالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً }

 

المس: اتصال أحد الشيئين بآخر على وجه الإحساس والإصابة..

 

والمراد من النار: نار الآخرة.

 

والمراد من المعدودة: المحصورة القليلة،

يقال: شيء معدود أي قليل ، وشيء غير معدود أي كثير.

فهم يدعون أن النار لن تمسهم إلا مدة يسيرة قد تكون سبعة أيام، وقد تكون أربعين يوما، وبعدها يخرجون إلى الجنة لأن كل معدود منقض.

 

 

 

يُتبع بإذن الله.

تم تعديل بواسطة زُلفى

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1426467939____.png

 

 

 

قال الله تعالى: { بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } (81)

 

 

من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله- :

ثم ذكر تعالى حكما عاما لكل أحد, يدخل به بنو إسرائيل وغيرهم,

وهو الحكم الذي لا حكم غيره, لا أمانيهم ودعاويهم بصفة الهالكين والناجين، فقال: { بَلَى } أي: ليس الأمر كما ذكرتم, فإنه قول لا حقيقة له، ولكن { مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً } وهو نكرة في سياق الشرط, فيعم الشرك فما دونه، والمراد به هنا الشرك, بدليل قوله: { وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ } أي: أحاطت بعاملها, فلم تدع له منفذا, وهذا لا يكون إلا الشرك, فإن من معه الإيمان لا تحيط به خطيئته.

{ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } وقد احتج بها الخوارج على كفر صاحب المعصية,

وهي حجة عليهم كما ترى, فإنها ظاهرة في الشرك,

وهكذا كل مبطل يحتج بآية, أو حديث صحيح على قوله الباطل فلا بد أن يكون فيما احتج به حجة عليه.

 

------------------

 

من تفسير الإمام ابن كثير -رحمه الله- :

يقول تعالى: ليس الأمر كما تمنيتم ، ولا كما تشتهون ،

بل الأمر: أنه من عمل سيئة وأحاطت به خطيئته ، وهو من وافى يوم القيامة وليس له حسنة ، بل جميع عمله سيئات ، فهذا من أهل النار ،

والذين آمنوا بالله ورسوله وعملوا الصالحات من العمل الموافق للشريعة فهم من أهل الجنة.

 

 

وهذا المقام شبيه بقوله تعالى: ( ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا ) [ النساء : 123 ، 124 ] .

 

قال محمد بن إسحاق: حدثني محمد بن أبي محمد ، عن سعيد أو عكرمة عن ابن عباس: ( بلى من كسب سيئة ) أي: عمل مثل أعمالكم ، وكفر بمثل ما كفرتم به ، حتى يحيط به كفره فما له من حسنة.

 

وفي رواية عن ابن عباس ، قال: الشرك.

 

وقال الحسن أيضا والسدي: السيئة: الكبيرة من الكبائر.

 

وقال ابن جريج ، عن مجاهد: ( وأحاطت به خطيئته ) قال: بقلبه.

 

وقال أبو هريرة ، وأبو وائل ، وعطاء ، والحسن: ( وأحاطت به خطيئته ) قالوا: أحاط به شرك.

 

وقال الأعمش ، عن أبي رزين ، عن الربيع بن خثيم: ( وأحاطت به خطيئته ) قال: الذي يموت على خطايا من قبل أن يتوب. وعن السدي ، وأبي رزين ، نحوه.

 

وقال أبو العالية ، ومجاهد ، والحسن ، في رواية عنهما ، وقتادة ، والربيع بن أنس: ( وأحاطت به خطيئته ) الكبيرة الموجبة.

 

وكل هذه الأقوال متقاربة في المعنى ، والله أعلم.

 

 

ويذكر هاهنا الحديث الذي رواه الإمام أحمد حيث قال:

حدثنا سليمان بن داود ، حدثنا عمرو بن قتادة عن عبد ربه ، عن أبي عياض ، عن عبد الله بن مسعود: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إياكم ومحقرات الذنوب ، فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه " .

 

وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب لهن مثلا كمثل قوم نزلوا بأرض فلاة ، فحضر صنيع القوم ، فجعل الرجل ينطلق فيجيء بالعود ، والرجل يجيء بالعود ، حتى جمعوا سوادا ، وأججوا نارا ، فأنضجوا ما قذفوا فيها.

 

-----------------

 

من تفسير الوسي للإمام الطنطاوي -رحمه الله- :

ثم ساق- سبحانه- آية أبطلت مدعاهم عن طريق إثبات ما نفوه فقال تعالى: { بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ، فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ }

 

بلى حرف جواب يجيء لإثبات فعل ورد قبلها منفيا،

والفعل المنفي هنا هو قول اليهود «لن تمسنا النار إلا أياما معدودة»

فجاءت «بلى» لإثبات أن النار تمسهم أكثر مما زعموا فهم فيها خالدون جزاء كفرهم وكذبهم.

 

 

ومعنى الآية الكريمة: ليس الأمر كما تدعون أيها اليهود، من أن النار لن تمسكم إلا أياما معدودة، بل الحق أنكم ستخلدون فيها.

فكل من كسب شركا مثلكم، واستولت عليه خطاياه، وأحاطت به كما يحيط السرادق بمن في داخله، ومات على ذلك دون أن يدخل الإيمان قلبه ويتوب إلى ربه فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون.

 

فالآية الكريمة فيها إبطال لمدعاهم، وإثبات لما نفوه، على وجه يشملهم ويشمل جميع من يقول قولهم، ويكفر كفرهم.

 

 

وفائدة الإتيان بقوله تعالى { وَأَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ } بعد ذلك، الإشعار بأن الخطيئة إذا أحاطت بصاحبها أخذت بمجامع قلبه فحرمته الإيمان، وأخذت بلسانه فمنعته عن أن ينطق به.

 

وقوله تعالى { فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ } بيان لما أعد لهم من عقوبات جزاء كفرهم وكذبهم على الله، فهم يوم القيامة سيكونون أصحابا للنار ملازمين لها على التأييد لإيثارهم في الحياة الدنيا ما يوردهم سعيرها، وهو الكفر وسوء الأفعال على ما يدخلهم الجنة وهو الإيمان وصالح الأعمال.

 

 

 

 

يُتبع بإذن الله مع أختي الحبيبة عروس القرآن.

تم تعديل بواسطة زُلفى

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

akhawat_islamway_1426463229___.png

 

نتابع تفسير الآيات منــ{ سورة البقرة}

 

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (82) }

 

* من تفسير العلامة السعدي -رحمه الله- :

{ وَالَّذِينَ آمَنُوا } بالله وملائكته, وكتبه, ورسله, واليوم الآخر،

{ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ } ولا تكون الأعمال صالحة إلا بشرطين:

- أن تكون خالصة لوجه الله,

- متبعا بها سنة رسوله.

فحاصل هاتين الآيتين,

أن أهل النجاة والفوز, هم أهل الإيمان والعمل الصالح،

والهالكون أهل النار المشركون بالله, الكافرون به.

 

-------------- --------------

 

* من تفسير الوسيط للإمام الطنطاوي -رحمه الله- :

وبعد أن ذكر - سبحانه - ما أعد لهؤلاء اليهود وأمثالهم من الكافرين الذين يفترون على الله الكذب،عقب ذلك ببيان ما أعده - سبحانه - لأهل الإِيمان والتقوى

فقال تعالى : ( والذين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات أولئك أَصْحَابُ الجنة هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) أي : والذين آمنوا بالله ورسوله ، وأطاعوا الله فأقاموا حدوده ، وأدوا فرائضه ، واجتنبوا محارمه ، فأولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون خلوداً أبدياً ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم .

وبذلك تكون الآيات الكريمة قد ردت على اليهود أبلغ رد .

حيث كذبتهم في دعواهم أن النار لن تمسهم إلا أياماً معدودة ، وأنهم صائرون بعد ذلك إلى الجنة ، وأخبرتهم بخلودهم وخلود كل كافر في النار ،

وأما الجنة فهي لمن آمن وعمل صالحاً واتبع سبيل المرسلين فهؤلاء أصحابها وهم فيها خالدون .

 

يتبع بإذن الله ..

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×