اذهبي الى المحتوى

المشاركات التي تم ترشيحها

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

حياكِ الله @ : )

 

تفضلي هذه المقاله ياغاليه

 

 

 

لماذا يكره الناس الاسلوب المباشر في النقد ؟

 

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

الناس يكرهون الأسلوب المباشر في النقد:

 

الناس كل الناس، لا يحبون أن تقال لهم الأوامر مباشرة: افعل كذا، لا تفعل كذا، فطبيعة البشر تأبى ذلك، نعم قد ينفذ الشخص الأمر الموجه، لكن لو قدم له هذا الأمر بطريقة ألطف فإن ذلك أدعى للقبول، حتى ولو كان الأمر من رئيس إلى مرؤوسيه.

وعلى الرغم من أن أفعال الرسول _صلى الله عليه وسلم_ وأقواله كان منها أوامر مباشرة إلى أن الرسول _صلى الله عليه وسلم_ كان يستخدم أساليب أخرى، مثل: أسلوب الخبر يقدم الخبر فيفهم الناس ماذا يريد.

 

 

هنا طريقتان للحياة: طريقة سلبية قائمة على رؤية مساوئ الرجال والأعمال، تُرى الأخطاء ليس لإصلاحها بل لاستغلالها بشكل هدام والعودة إليها بمناسبة وبدون مناسبة، وطريقة أخرى تنظر إلى الأمور بعين الرضا وتبحث عن محاسن الرجال لتنميتها وتحسينها، وترحم ضعفهم وأخطاءهم، وتعمل على إصلاحها

 

ومن ذلك ما ورد في قصة القوم الفقراء الذين جاؤوا وكانوا كلهم من مُضَر، وتأثر الرسول _صلى الله عليه وسلم_ لحالهم من الفقر، فقام وخطب الناس، ثم قال: "تَصَدَّق رجل من ديناره، من درهمه، من ثوبه، من صاع تمره"(1). تصدق صيغة ماضٍ لم يقل النبي_ صلى الله عليه وسلم_: تصدقوا، بل قال: تصدِّق من صاع تمره، فجاء رجل من الأنصار بصُرَّة كادت تعجز يده عن حملها؛ بل عجزت، وقدمها للرسول _صلى الله عليه وسلم_ فاستهل وجهه، وقام الناس وتصدقوا حتى أصبح عنده كومة من الصدقات، وفرح الرسول _صلى الله عليه وسلم_، فقال: "من سن في الإسلام سنة حسنة..." الحديث(2).

 

 

 

فهناك قضايا لم يأمر الرسول _صلى الله عليه وسلم_ فيها أمراً مباشراً، وإنما تكلم بصيغة الخبر، كما في ذلك الحديث حيث قال: تَصَدَّق، ثم بعد أن فعل الرجل كافأه بتشجيعه، فقال: من سن سنة حسنة... وهذا يؤدي إلى دعم العمل الصالح.

وهناك أمثلة لمرويات في البخاري: جمع رجل عليه ثوبه – صلى رجل في إزار ورداء – يعني: صلوا في إزار ورداء، فهناك فرق بين أن تطرح الأمر أو تطرح الرأي.

والصيغة لها دور: فرقٌ بين أن يقول أحد المسؤولين: أنا أرى أن (أ) أفضل من (ب)، فيستجيب الموظفون ويطبقون (أ)، وبين أن يقول: (أ) أفضل فطبِّقوها، وهناك مثال قد يكون أكثر إيضاحاً: مدرس يريد أن ينقل طاولته، ويريد من الطلبة أن ينقلوها معه، فهناك فرق بين أن يقول: ما رأيكم لو نقلنا الطاولة هذه إلى مكان كذا، أو أن يقول: انقلوا معي الطاولة إلى مكان كذا، فطريقة السؤال أدعى للقبول، وإن كانت النتيجة قد تتساوى في الحالتين.

 

 

الناس يبغضون من لا ينسى زلاتهم ولا يزال يُذكِّر بها ويَمُنّ على من عفا عنه؛ فالناس يكرهون ذلك الإنسان الذي يذكِّر الناس بأخطائهم، ويعيدها عليهم مرة بعد مرة

 

والقضية الأخرى هي أن تُشْعِر الإنسان بمحبة الأمر حين تعطيه إياه، وكان ذلك هو دأب الرسول _صلى الله عليه وسلم_ فكان يشوِّق الناس لما سوف يأمرهم به، فلما أراد أن يسيِّر جيشاً، قال: "لأعطين الراية غداً رجلاً يحبه الله ورسوله"(3)، فصار كل فرد يتمنى أن يكون ذلك الرجل، وكما نصح _صلى الله عليه وسلم_ أحدَ أصحابه بقوله: "إني أحب لك ما أحب لنفسي، لا تأمَّرن على اثنين"(4)، فهو يُضَمِّن الأمر نقاطاً تجعل المأمور يحب الأمر، وكذلك فإن قول رئيس لمن يأمره: كلي ثقة بأنك قادرعلى التنفيذ أدعى للتنفيذ من قوله: افعل كذا وكذا، فالمأمور يريد أن يكون عند الثقة التي أولاها له رئيسه؛ فلا يكون داعيةً طيباً، ولا زوجاً طيباً إلا إذا كان أسلوبه طيباً.

 

 

 

ولقد ثبت بالتجربة أن التنفيذ يكون جيداً إذا فهم المرؤوسون فكرة الرئيس، بأن فهموا الفكرة وعرفوا غاياتها فيزداد الحماس لها، وأيضاً إذا عدَّ المنفذون القضية العامة قضيتهم الشخصية، وكون الإنسان يصل بالناس إلى أن يجعل القضية محل التعامل رغبةً من رغباتهم يدل دلالة واضحة على أنه: داعية جيد، بل زوج جيد، بل هو – كائناً من كان – إنسان جيد.

وإذا جاء بعض الناس ضيوفاً إلى بيته، فإن هناك فرقاً بين أن يأمر زوجته أمراً مباشراً بقوله: اطبخي كذا، ثم يعقب لعد ذلك بالتركيز على السلبيات، فيقول: نسيتم البرتقال،لماذا لم تحضروا كذا؟ – نعم هناك فرق بين ذلك – وبين أن يقول: إن ضيوفاً سوف يأتون إلينا، ونريد أن تبيِّضوا وجوهنا، ولا تنسوا أن قضية الطعام هي انعكاس لأهل البيت، فتشعر الزوجة عندئذ أن المسألة قضية شخصية، وأن إتقان العمل انعكاس لوضعها في البيت، فيكون ذلك أدعى إلى الإتقان.

 

 

وكذلك فإن إبراز دور المأمور يعطي نتائج طيبة، فقد حدَّث أحد القادة جنوده قائلاً: إنكم ستتلاكون مهاجعكم في وضعية ممتازة حتى أتمكن من تقديمها كمثل صالح للجنود الجدد، ولقد كنتم جنوداً ممتازين، وستظلون كذلك حتى آخر لحظة، لقد جعل القائد قضية ترتيب المهاجع وتنظيفها قضيةً شخصيةً للجنود، وكانت النتيجة أنهم تركوا السكن في اليوم التالي في أحسن حال وأجمل حلة.

 

د. عبدالله الخاطر (رحمه الله).

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×