اذهبي الى المحتوى
عهد الوفاء

****** سامحي ******

المشاركات التي تم ترشيحها

 

 

 

 

29034_436115768997_270252803997_5512039_1864538_n.jpg

 

 

سامحي..

 

من عنوانها… ربما اثارت في نفسك الكثير من المشاعر..

 

 

 

حيرة.. تعجب.. امتعاض.. انزواء.. استبشار.. فرحة..!!

 

كل ما اعرفه انها محطة حتمية.. حتمية جدا

 

القصة بدأت منذ سنوات طويلة.. عندما تعلمتُ دعاء يقول:

 

اللهم اني قد سامحتُ كل من لي حق عليه.. فإلهم كل من له حق عليّ ان يسامحني…

 

تعلمته من مواقع الانترنت.. او نصيحة صديقة.. لا أدرى متى وكيف..

 

المهم انني كنتُ ادعوه.. كي يسامحني كل من له حق علي.. كل من اغتبته او آذيته او

 

ظلمته.. يعني اتخلص من عبء حقوق الناس التي ذهبت ولا استطيع ارجاعها الا بهذا الدعاء

 

ولكن هناك.. في الاعمااااق.. في زاوية خفية بعييييدة من داخل نفسي.. كنت اقول في سري:

 

وكل من اغتابني سآخذ منه حقي يوم القيامة.. سأفرح بحسناته عندما تصير اليّ

 

هل عشتِ مثل هذا التناقض؟؟؟

تدعين ان يسامحك الناس.. وانتِ من طرف خفي… لا تسامحينهم وترجين ان تحصلي حقك منهم

 

كاملا يوم القيامة!!!!!

تقولين انا مسامحتها.. والله ما بيني وبينها شيء.. لكن تتجنبين محادثتها.. او الاتصال بها.. او

 

حتى السلام عليها!!

 

الحقيقة اني لم استطع… لم استطع ان اجعل النية “صاااافية” كما يقال.. وكان الامر يحدث دون

 

ارادة مني

 

حتى كانت الايام الاخيرة لوفاة والدي قبل شهرين.. تعلمتُ فيها ما لم اتعلمه طوال سنوات

 

عمري..

وأبكي الان وانا اكتبها لكِ:

سامحي.. سامحي.. سامحي !!!

 

عندما أعود بذاكرتي للوراء.. وأرى أبي أمامي.. كيف كان يفقد مقومات الحياة شيئا فشيئا..

 

هل كان يدري انه يسير الى لحظاته الاخيرة ام لم يكن يدري؟!

 

حقيقة.. لستُ ادري… ولا احد يدري

 

وأذكر احدى المرات.. عندما كنتُ انا وأمي بجواره وقد صار طريح الفراش لا يتكلم.. امسكت

 

والدتي بيده.. واخذت تلقنه:

 

هذه خلود ابنتك امامك.. سامحها.. سامح ابنتك فلانة… سامح ابنك فلان.. سامح أهل العمارة..

 

سامحسامحسامح

 

وكان أبي يهز برأسه… ان نعم.. سامحت.. وسامحت..

 

وكان المشهد مهيبا مؤلماً ادافع دموعي كيلا تسيل امامه.. كيف انه بأيامه الاخيرة.. يودعنا

 

بمسامحة كل واحد منا!!

 

تخيلتُ نفسي مكانه.. ما الذي كنتُ لأفكر فيه؟؟؟

 

بالله عليكِ.. استحلفك بالله.. ما الذي كنتِ لتفكرين فيه في تلك اللحظة؟

 

هل كنتِ لتفكرين في الانتقام؟ النيل من احد؟؟؟ تصفية الحسابات؟؟؟

هل كنتُ لتفكرين في كم التعاسة التي عشتها في هذه الدنيا؟

امانيكِ التي لم تتحقق؟؟ احلامك التي لم تر ارض الواقع بعد؟؟؟

 

وكأني أراكِ لا تفكرين الا بأمر واحد فقط:

 

ياااارب.. جئتُك بك…

ياااارب.. سامحني.. ياااارب.. سامحني!!

 

 

اختي عندما جاءت وقلنا لها ان والدي قد سامح كل من نعرف..

سألت مباشرة: وهل استسمحتم فلانا منه؟ (وفلان هذا كان قد آذى والدي وأهانه.. فما كان من

 

والدي الا ان صبر عليه ولم يرد له بالمثل)

 

فأجابت أمي: والله لم يخطر ببالي.. دعيه.. لربما اخذ حقه منه يوم القيامة!!

 

هنا باشرتها أختي قائلة جملة لا انساها (كم اتعلم منها هذه الاخت

وما ادراكِ .. فلعله يخرج من هذه الدنيا وقد عفا عن كل الناس..

فما يكون من الله تعالى الا ان يكون أكرم منه فيعفو عنه!!

 

 

تاريخ طوييييل من حياتي.. تمثل امامي..

من ظلمني.. شتمني.. آذاني.. اغتابني.. اخذ حقي…..

تاريخ طوييييل.. مثل امام عيني في تلك اللحظة.. وانا اخاطب نفسي:

 

 

هل تستحق الحياة ان نحمل فيها ضغينة واحدة على احد؟؟؟؟

أن تأتيكِ المغفرة من ربك.. على طبق من ذهب.. فتترددين في أخذها بألا تغفري وتسامحي الناس؟؟

كلهم بلا استثناء؟؟؟؟

 

قال تعالى ((لْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ))

 

 

 

والله ما اضعفنا.. وما احوجنا للمغفرة.. والمسامحة..

فلمَ لا نأتي بها الا عندما تؤخذ منا الانفاس او نكاد؟؟

 

كانت جدتي (رحمها الله) في المستشفى.. في النزع الاخير.. وخالتي (رحمها الله ايضا) تلقنها

 

الشهادة.. ثم تطلب منها ان تسامح فلانة ابنتها.. وفلان.. قريبها.. الخ الخ.. وهي تهز برأسها ان

 

سامحت.. حتى وصلت الى فلان.. والد زوجها.. فهزت برأسها ان لا.. لا اسامحه!!

 

كان والد زوجها قااااسيا وسبب لها الكثير من العذاب والألم في طفولتها (تزوجت طفلة في الثالثة

 

عشرة او الخامسة عشرة)..

 

فظلت تحمل ذلك الألم.. والغضب.. والحزن.. طوال تلك السنوات.. حتى بلغت ما بعد السبعين..

 

في النزع الاخير.. لا ترضى ان تسامحه

 

اتذكر الان المشهدين… واقارن بينهما!!

 

 

ايهما اريد ان اكون؟؟؟

ايهما تريدين ان تكوني؟؟

 

 

 

ذكر المدرب العالمي الدكتور ابراهيم الفقي في محاضراته عن “قوة الحب والتسامح”.. قصة

 

راهبين من الصين كانا يمشيان.. فرأيا امرأة عجوزا تحاول عبور الشارع.. فتقدم احدهما وحملها

 

على ظهره حتى عبر بها الشارع..

 

وبعد ساعتين.. نظر اليه الاول مستنكرا: كيف حملتها؟ اليس ممنوعا علينا لمس النساء؟؟؟؟

 

فرد عليه الراهب الاخر ببساطة:

 

انا لا احملها.. انت الذي تحملها منذ ساعتين!!!!

 

أيهما تريدين ان تكوني؟

 

ان تحملي ضغينة سنوات طويلة.. لشيء عظيم يستحق.. او امر تافه لا يستحق.. حتى النزع

 

الاخير..

 

على رجاء ان تحصلي على حقك يوم القيامة “تالت متلت” كما يقولون؟

 

ام ان تتركي الاحمال والاعباء من على ظهرك..

تنقي سريرتك وأنتِ تضعين رأسك على وسادتك..

تسامحي كل من تعرفين.. ومن لا تعرفين..

تعيشي حياتك وقد تعلمتِ من تجربتك..

ومضيتِ حتى النزع الاخير..

تقولين لربك:

 

يارب.. جئتُك بك..

عفوتُ وسامحتُ جميع خلقك..

وانت اكرم الاكرمين..

فاعفُ عني وسامحني!!!

 

التسامح فن.. سهل تعلمه.. صعب تطبيقه!

 

هل تذكرين القصة التي وصلتكِ على الايميل؟ حول المعلمة التي أرادت ان تعلم طلابها الصغار

 

فن التسامح.. فطلبت من كل واحد منهم ان يحمل معه كيسا من البطاطا اينما ذهب.. كل يوم

 

كل يوم.. فكان الامر سهلا في البداية.. ثم تحول الامر الى عبء ثقيل خصوصا مع بداية تعفن

 

البطاطا.. حتى اصبح عبئا لا يطاق مع انبعاث الرائحة الكريهة!!!

 

فتعلموا درسا بسيطا مفاده:

 

ان لم تسامح.. فستظل طوال حياتك تحمل عبئا ثقيلا.. ستفوح رائحته العفنة داخل روحك..

وسيظل يعيقك ويحرمك السعادة.. بمقدار الالم الذي يسببه الغضب والقهر والحزن داخلك!!

 

 

سامحي.. ان كان زوجك قد ظلمك.. او آذاك.. او لم يعدل معك..

سامحي.. ان كانت والدتك (او والدك) قد اساءت اليكِ في طفولتك.. أو فضّلت اخوتك عليكِ..

سامحي.. ان كبر ابنك.. فخرج عاقا… او كبرت ابنتك.. فلم تعد تبرك..

سامحي.. ان آذتك فلانة.. او كادت لك.. او اهانتك..

سامحي.. كل من اغتابتك.. او جاءت على سيرتك بسوء..

سامحي.. كل من ظلمك.. اخذ حقك.. لم يعد مالك.. لم يهتم بك.. لم يعطيك..

سامحي.. من سرق فكرك.. او اخذ علمك.. او شوه صورتك…

 

سامحي.. وامضي في حياتك!!

 

 

خذي حقك.. نعم.. طالبي بالمحاسبة.. نعم.. غيري المجتمع للافضل.. نعم..

 

 

لكن لا تحملي حقدا ولا حسدا ولا غضبا ولا ألما من احد

 

 

 

رُوي عن بعض الائمة الصالحين.. انه كان يمر بجوار نهر.. فرأى جماعة من الفتية الصغار في

 

النهر يشربون ويغنون.. فامتعض بعض نفر كانوا على الضفة.. فنظروا للامام الصالح وقالوا: انظر

 

ما يفعلون!! ادعُ عليهم يا امام!!!

 

فرفع يديه بالدعاء قائلا: اللهم كما فرحتهم في الدنيا.. فرحهم في الاخرة!!

 

فاندهش النفر وقالوا: قلنا لك ان تدعوا عليهم فاذا بك تدعوا لهم يا امام؟

 

فرد مبتسما:

 

ان كان قد فرحهم في الاخرة.. فقد هداهم وتاب عليهم.. وما ضركم الدعاء لهم!

 

نعم.. التسامح فن.. سهل تعلمه.. قليل من يطبقه ويصبر عليه!

 

 

 

 

واول باب للتسامح عليكِ ان تطرقيه..

 

ان تسامحي نفسك

 

ان تتقبلي عيوبك.. واخطائك.. وتتعلمي منها..

ان تغفري لنفسك الهفوات والزلات مع الناس.. ومع المواقف.. ومع الاحداث..

وان تفتحي مع نفسك كل يوم صفحة جديدة.. وعهدا جديدا..

وتجددي التوبة.. وتجددي العودة الى ربك..

 

سامحي نفسك.. وتقبليها..

احبيها.. وارعيها..

وكوني معطاءة.. زهرة فواحة..

 

 

 

فتشعرين ان الله كبييييير.. كبييييير.. يسعك ويسع الكون بأكمله بمغفرته ورحمته وعفوه

 

عندها تحلو لك الحياة....حتى الممات

 

 

 

أ.خلود الغفري - مدونة استروجينات

تم تعديل بواسطة عهد الوفاء

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بصراحة اعيش ..... التناقض

 

اسامح لكن لم استطع مسامحة شخص واحد الا وهي جارتنا التي عانت منها اسرتي و انا كدلك الامرين

 

و قد تاتي علي ايام احس بصفاء قلبي و اسامح الكل

 

لكن تبقى هده الجارة بين عيني

 

فاسال الله ان يريني فيها قدرته كما اراني قدرتها فينا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جزاكِ الله خيراً وبارك فيكِ أخيتي الحبيبة

جميل جدا ما نقلتِ

جعله الله في ميزان حسناتك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

@@أمة الله ~ عائشة ~

 

مشكورات على المرور الطيب -اسعدني-

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

كلمات جميلة جداً جداً وتستحق التأمل واعادة القراءة

 

ما شاء الله

هكذا هو المؤمن دوماً سليم الصدر

" والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم "

 

وما اجمل هذه الفقرة الاخيرة عن التصالح مع الذات وقبولها

 

جزاك الله خيراً يا غالية على نقلك القيم ومواضيعك الجميلة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

الاكثر جمالا مرورك الطيب

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ما اجملها من كلمات

احيانا اسمع كلاما وتصرفات تؤذيني تجرحني تجعلني ارغب في ان لا أسامح ان ادعو عليهم في السجود لكني اتذكر حبيبي عليه الصلاة و السلام كم اذوه كم تحمل حتى بلغ رسالة التوحيد

فتهدا نفسي

فعلا الدنيا لا تستحق منا الغل فهي لحظات

فلنسامح و لنحتسب الأجر فسلعة الله غالية و هي الجنة

 

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

كم الانسان ضعيف بقلبه وتوكله

قد لا يسامح لكن الاسلام علمنا أن ندفع أنفسنا للخير حتى لو كرهناه

حين قال والكاظمين الغيظ، ومن ثم ما كان الحلم إلا بالتجلم

نسأل الله أن يوفقنا لكل خير يرضاه

بورك فيك للنقل الجميل

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

{ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}

 

جزاكِ الله خيراً على موضوعك الجميل .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×