اذهبي الى المحتوى
ساجدة للرحمن

في بيتنا ..دستور

المشاركات التي تم ترشيحها

في بيتنا دستور

 

هبة بنت أحمد أبو شوشة

 

 

قال ابن القيم في كتابه الماتع "تحفة المودود بأحكام المولود":

(من أهمَل تعليم ولده ما ينفعه وترَكه سُدًى، فقد أساءَ إليه غاية الإساءة، وأكثرُ الأولاد إنَّما جاءهم الفساد من قِبَل الآباء وإهمالهم، وترك تعليمهم فرائض الدِّين وسننه، فأضاعوهم صغارًا، فلم يَنتفعوا بأنفسهم ولم ينفعوا آباءهم كبارًا، كما عاتَب بعضهم ولدَه على العقوق، فقال: يا أبتِ، إنَّك عقَقتني صغيرًا فعققتُك كبيرًا، وأضعتَني صغيرًا فأضعتُك شيخًا).

 

إنَّ تربية الأبناء عملٌ شاقٌّ يحتاج لكثير من الحكمة والذكاء...، والإبداع.

 

وحياة بلا ضوابط أو قوانين يُحتكم إليها، لا تستقيم.

 

ومن المفارقات الغريبة أن تُسنَّ القوانين في الدول وأماكن العمل والمدارس؛ بل ووصلت حاليًّا للجُروبات التي تُنشأ في مواقع التواصل الاجتماعي، ولكنَّنا وبكل أسف نَغفل عن سَنِّ مثل تلك القوانين في أهمِّ مؤسَّساتنا وأكثرها احتياجًا لها، وهي (الأسرة)؛ فنجد الفوضى تعمُّ، والإهمال ينتشر، والظُّلمَ يَسود؛ فكل فرد في هذه الأسرة يفعل ما يريد وقتما يريد، ولا تنفك الأمُّ عن إلقاء الأوامر على أبنائها ليل نهار، ولا حياة لمن تنادي؛ فلا قوانين، ولا التزامات، ولا روتين للحياة.

 

بالرغم من أن سَنَّ القوانين في البيت المسلم هو بمثابة صمام أمانٍ وراحة لجميع أفراد الأسرة صغيرها وكبيرها، حتى وإن بدَت لبعضهم تقييدًا لحرياتهم، وتحكُّمًا في حياتهم، وضغطًا على نفوسهم، فأساس التربية الحَزْم والضبط عن طريق القوانين.

 

تقول لي إحدى الأخوات عن تجرِبةٍ قامَت بها:

بعد أن استنفدتُ جميع أفكاري في وضع قوانين للبيت بغير جدوى، فجأة وبدون مقدِّمات قفزَت إلى عقلي هذه الفِكرة الغريبة الطريفة: "سنقوم بعمل دستورٍ في بيتنا".

 

هذا ما بادرتُ به أبنائي في حماسٍ وأنا مبتسمة، في البداية استغربوا الفِكرة، ولكن بعد أن شرحتُ لهم كيفيَّتها ومميزاتها، وكيف أنَّه سيكون لهم الحق في وضع قوانين لصالحهم بشرط أن تتوافَق مع شريعتنا، وجدتُ منهم حماسًا منقطع النَّظير، وكل منهم يَقترح قانونًا يريد أن يوضَع في دستورنا ما يتوافق مع احتياجاتِه ورغباته، وبالفعل حدَّدنا معًا موعد الغد - وكان يوم إجازتهم - لوضع قوانين الدستور ومناقشته، وكتابة مواده وصياغتها.

 

وجاء اليوم المنتظَر، وقبل البدء كان الاتفاق أنَّ أي مادَّة من مواد الدستور لا بد وأن يكون مصدرها القرآن والسنة، ثمَّ بدأَت الجلسة.

 

وما أجملها من جلسة!

اقتراحات، اعتراضات، محاورات، ضحك، مرح، حذف، وإضافة.

 

كانت تجربة فريدة من نوعها استمتعتُ فيها مع أبنائي أيما استمتاع، حتى تمَّت بنود الدستور بسلامٍ، وخرَجنا من الجلسة بدستور توافُقي اشترك في إخراجه جميعُ أفراد الأسرة، مَصدره الكتاب والسنَّة.

 

وكان الاتفاق أن يتمَّ العمل به بعد طباعته، وإعطاء كل فردٍ من أفراد الأسرة نسخةً منه؛ ليرجع إليه وقت الحاجة، وليحفظ حقوقه، ويعرف واجباته.

 

ما استفدتُه أنا كأمٍّ من هذه التجربة عدة أمور:

أولاً: أصبح للبيت قوانين الجميعُ مُلزَم بها، ومن يخل بأحد بنودها يتوجَّب عليه العقاب المتفَق عليه سابقًا.

 

ثانيًا: لم يَعد هناك داعٍ للحيرة أو للبحث عن كيفيَّة حلِّ المنازعات بينهم أو اختيار عقوبات، فدستورنا القائم على الكتاب والسنَّة كان هو الحل.

 

ثالثًا: لم يعد لعنصر المفاجأة في العقوبات حضور، فالعقوبات محدَّدة معروفة.

 

رابعًا: تنظيم الحياة وحفظ الحقوق، مع حفظ كرامة الأبناء وسلامتهم.

 

خامسًا: راحة الآباء وزوال همِّ فض المنازعات والمناوشات والشكوى.

 

سادسًا: جلسة حميمية ووقت ممتِع مع الأبناء ومداعبات ومرح.

 

سابعًا: زيادة التقارب بين أفراد الأسرة وفهم كيف يفكِّر كلٌّ منهم، وما هي الأمور المهمَّة من وجهة نظرهم من خلال المواد التي طالَبوا أن تكون في الدستور، والتي لم أكن لاحظتُها في السابق.

 

ثامنًا: الأفكار الإجراميَّة المبتكرة، التي ظهرَت جليَّة في فصل العقوبات، والتي حاولتُ أن أخفِّفها على قدر ما أستطيع.

 

تاسعًا: بناء لَبِنَة صالحة في مجتمعنا تُخرج للمجتمع صنَّاعًا مؤثرين في الحياة.

 

عاشرًا: أبناؤنا قادرون؛ فلنعطِهم الفرصةَ فقط، وسيبدعون.

 

وهذا هو دستورنا.

 

 

 

رابط الموضوع: http://www.alukah.ne.../#ixzz3pBfNoBL2

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

دستور أسرة (.....) لعام 2015 م

 

إنَّ الحمد لله، نحمده ونستعين به ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، وبعد:

فنحن أفراد أسرتنا الحبيبة، هذا هو دستورنا، نستمدُّ بنودَه من الكتاب والسنَّة. واستشعارًا لمسؤوليتنا، وبناء عليه فإنَّنا نعاهد اللهَ وأنفسَنا بأن نلتزم بالثوابت الواردة بهذا الدستور الذي نَقبله ونمنحه لأنفسنا، مؤكِّدين عزمَنا الأكيد على العمل به والدِّفاع عنه، وعلى حمايته واحترامِه من قِبَل جميع أفراد الأسرة.

 

 

الفصل الأول: المقومات الأساسية

 

المادة 1: أسرة (آلـ....) هي أسرة مستقلَّة ذات سيادة، موحَّدة لا تقبل التجزئة، نظامها يقوم على الشورى بين أفرادها.

 

المادة 2: الإسلام دين الأسرة، قال تعالىإِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ[آل عمران: 19]، واللُّغة العربيَّة لغتها الرسميَّة، والقرآن والسنَّة هما مصدر التشريع، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا [النساء: 59].

 

المادة 3: الاختلاف سنَّة كونيَّة، قال تعالى: وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ [هود: 118]، والاحترام وتقدير كل فردٍ من أفراد الأسرة للآخَر هو أساس التعامل بين أفراد الأسرة وإن اختلفَت وجهات نظرهم.

 

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أكمَل النَّاس إيمانًا أحاسنهم أخلاقًا؛ الموطَّؤون أكنافًا، الذين يَألفون ويُؤلَفون، ولا خير فيمن لا يَألف ولا يُؤلف))[1].

 

المادة 4: العدل - إعطاء كلِّ ذي حقٍّ حقَّه بما يتناسَب مع عمره واحتياجاته - بين جميع أفراد الأسرة في الحقوق والواجبات العامَّة، قال تعالى; يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ [النساء: 135]، واحترام حقوق الأفراد وحريَّاتهم، وذلك كله تحت مظلَّة الشريعة.

 

المادة 5: الحفاظ على أَمن الأسرة، والدِّفاع عن أفرادها شرفٌ وواجب على كلِّ أفرادها تجاه بعضهم البعض؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من ردَّ عن عِرض أخيه، ردَّ الله عن وجهه النَّارَ يوم القيامة))[2].

 

المادة 6: العقاب تأديب وتهذيب وإصلاح، يَخضع لإشراف الوالدين، ويحظر فيه كل ما ينافي كرامةَ الإنسان ويعرِّض صحَّتَه للخطر، قال تعالى وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا [الشورى: 40].

 

 

الفصل الثاني: المقومات الاجتماعية والأخلاقية

 

المادة 7: يتكفَّل الوالدان بوسائل تحقيق العدل والحريَّة، ويلتزمان بتيسير سُبل التراحم والتكافل الاجتماعي.

 

المادة 8: يلتزم أفراد الأسرة بالأخلاق الحميدة والقِيَم الرَّفيعة المستمدَّة من القرآن الكريم، والسَّعي للتأسِّي بأخلاق نبيِّنا صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، لما سُئلت السيدة عائشة رضي الله عنها عن خُلُق رسُول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: "كان خُلُقُه القرآن"[3].

 

المادة 9: يُمنع منعًا باتًّا التلفُّظ بأيِّ ألفاظٍ خارجة تقلِّل من احترام الآخرين، أو تسفِّه من رأيهم، أو تجرَح مشاعرَهم، أو تسخر منهم؛ انطلاقًا من قول المولى جلَّ وعلا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ[الحجرات: 11]، وقول الحبيب النَّبي صلَّى الله عليه وسلم: ))ليس المُؤمنُ بطعَّانٍ، ولا بلعَّانٍ، ولا الفاحش البذيء))[4]، ويدخل في ذلك الدُّعاء على بعضهم البعض بأي شكلٍ كان؛ ((لا يزال يُستجاب للعبد ما لم يَدْعُ بإثمٍ أو قطيعة رَحِم))[5].

 

المادة 10: على جميع فئات الأسرة السَّعي إلى برِّ الوالدين، والإحسان إليهم في القول والعمل، ومن ذلك طاعتهم في غير معصية الله؛ انطلاقًا من قول المولى جلَّ وعلا: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا [الإسراء: 23]، وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: سألتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم: أيُّ العمل أحَب إلى الله تعالى؟ قال: ((الصَّلاةُ على وقتها))، قلتُ: ثُمَّ أيٌّ؟ قال: ((بِرُّ الوالدين))[6].

 

المادة 11: الصَّلاة عماد الدِّين، وهي رابطٌ بين العبد وربِّه، وبقدر اهتمامنا بأركانها والمسارعة لتأديتها في أول وقتها، تكون علاقتنا الحقيقيَّة بربِّنا، قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمَن ترَكها فقد كفَر))[7].

 

المادة 12: تنظيم العلاقة بين أفراد الأسرة؛ فالكبير يَحترم الصَّغير بالتغافل عن زلاَّته ورَحمته لصِغر سنِّه، والصغير يَحترم الكبيرَ بإعطائه حقه وتقديره، قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس منَّا مَن لم يَرحم صغيرنا، ويوقِّر كبيرنا))[8]، والابتعاد عن استفزاز أفراد الأسرة بعضهم لبعض.

 

المادة 13: على الفرد احترام خصوصيَّة الآخرين، وألاَّ يتعدَّى عليها بأيِّ شكلٍ من الأشكال، متَّبعين في ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((مِن حُسن إسلام المرء تركُه ما لا يعنيه))[9].

 

المادة 14: الاستئذان حقٌّ وواجِب لحفظ خصوصيَّة الغير؛ انطلاقًا من قول الله عزَّ وجلَّ وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ [النور: 59]، وإذا لم يؤذَن لك ارجِع ولا تتضايق؛ امتثالاً لأمر الله عزَّ وجلَّ; وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ [النور: 28].

 

المادة 15: جاء رجل إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم وقال له: يا رسول الله، قل لي قولاً وأَقلِل عليَّ؛ لعلِّي أعقله؟ قال صلى الله عليه وسلم: ((لا تغضب))، فردَّد مرارًا، ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقول له: ((لا تغضب))[10]، فإياك أن تتَّصف بهذه الصِّفة الشيطانيَّة.

 

المادة 16: رفع الصوت حجَّةُ الضَّعيف، ويولِّد النفورَ بين القلوب، ويلغي حدودَ الاحترام، وبالتالي يُمنع رفع نَبرة الصوت بأيِّ حال من الأحوال مهما بلغَت الاستفزازات، قال تعالى: وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ [لقمان: 19].

 

المادة 17: يُمنع الاعتداء بالضَّرب على أيِّ فردٍ من أفراد الأسرة، ويقتصُّ من الفاعِل كما ترى السلطة العليا، والوالدان فقط مَن لهم حقُّ الضَّرب من باب التأديب وفي ظروف ضيِّقة.

 

المادة 18: للسُّلطة العليا أن تأخذ بحق المشتكي في أيِّ حالٍ من الأحوال، وظروف المخطئ الصحيَّة أو النفسيَّة لا تعفي من العقوبة؛ بل الواجب تنفيذ الأحكام على الفور إلا إذا شفع له الذي أخطأ في حقِّه.

 

المادة 19: النَّظافة من الإيمان، على جميع أفراد الأسرة التحلِّي بالنَّظافة العامَّة والرَّائحة الطيِّبة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الله تعالى طيِّب يحبُّ الطيب، نظيف يحبُّ النظافة، كريمٌ يحبُّ الكرم، جواد يحب الجود، فنظِّفوا أفنيتَكم ولا تَشبَّهوا باليهود))[11].

 

المادة 20: إماطة الأذى عن الطريق صدَقة، على أفراد الأسرة أن يمارِسوا أعمالَهم في إبقاء المنزل نظيفًا حتى وإن لم يكن هذا الموضِع خاصًّا بهم، والحفاظ على ممتلكات الأسرة وعدم الإهمال فيها، قال تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [المائدة: 2]، وروي عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنَّها سُئلَت: ما كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يعملُ في بيته؟ قالت: "كان يخيطُ ثوبَه، ويخصفُ نعلَه، ويعملُ ما يعمل الرِّجالُ في بيوتهم"[12].

 

المادة 21: حذف كلمة (لا دَخْل لك / لي، أو "إشمعنا" أو ما يشابهها) من قاموس أَلْسِنة الأفراد.

 

المادة 22: استخدام الألفاظ المهذَّبة عند الطلَب (أدب السؤال) بين أفراد الأسرة بعضهم من بعض؛ فاحترامُ الآخرين هو عنوان احترامك لنفسك.

 

 

الفصل الثالث: المقومات السياسية

 

المادة 23: لا للتعصُّب، حريَّة الفِكر والرَّأي مَكفولة، ولكل إنسان حقُّ التعبير عن رأيِه بالقول أو الكتابة أو التصوير أو غير ذلك من وسائل التعبير عن الرَّأيبما لا يخالِف شرعَ الله ولا الآداب العامَّة.

 

المادة 24: لأفراد الأسرة حقُّ تنظيم الاجتماعات العامة.

 

المادة 25: لأفراد الأسرة الحق في تقديم الشَّكاوى - في صندوق الشكاوى - وتقبل السلطات مناقشتها، على ألاَّ تزيد مدَّة تحديد وقت المناقَشة عن أسبوعٍ من تاريخ تقديم الشكوى.

 

المادة 26: للسلطات العليا الحق في العَفو عن أيِّ عقوبة صدرَت في زمنٍ ماضٍ حسب ما تراه من وجهة نظرها.

 

المادة 27: على السلطات العليا الحدُّ من استخدام الكلمات التي تهبط من معنويَّات الأفراد والانتقاص بأيِّ شكل من الأشكال.

 

 

الفصل الرابع: باب المقومات الاقتصادية

 

المادة 28: صرف رواتِب منتظمة لكلِّ فردٍ من أفراد الأسرة تعينُهم على شراء احتياجاتهم المختلفة.

 

المادة 29: على السُّلطات العليا توفير ما تَطلبه المدارِس من طلبات، ولا يدخل ذلك ضمن الرَّاتب الخاص.

 

المادة 30: للفرد حقٌّ في الترويح عن نَفسه في طلَب الخروج من حدود الدولة.

 

المادة 31: لأفراد الأسرة أجهزتهم الخاصَّة، لا يجوز مصادرتها ولا مراقبتها ولا الاطلاع عليها إلاَّ في حالات الضَّرورة القصوى بما تقدِّرها السلطات.

 

المادة 32: تَشجيع أفراد الأسرة على التصدُّق ومساعدة الآخرين، والصَّبر على المدين لحين سداد دَينه.

 

المادة 33: لأفراد الأسرة الحق في الحصول على علاوة خاصَّة في المناسبات الطارئة والخاصة.

 

 

الفصل الخامس: باب العقوبات

 

المادة 34: معاقبة المخطئ لا تعني إهانتَه أو إيذاءه أو تجريحه بدنيًّا أو معنويًّا؛ بل يجب معاملته بما تُحفظ به كرامتُه، وعند مخالفة ذلك يحق للفرد طلَب تعويض مناسب.

 

المادة 35: أي فردٍ من أفراد الأسرة يقوم بالتعدِّي على الآخرين لفظيًّا أو جسديًّا، فإنَّ الفرد المظلوم له الحق في اختيار العقوبة المناسِبة.

 

المادة 36: عدم التهرُّب من أيِّ عقوبةٍ من العقوبات اختارَتها السلطات العُليا أو الفرد المعتدى عليه، وإلاَّ تضاعفَت العقوبة.

 

المادة 37: يترتَّب على من تلفَّظ بالكلمات السلبيَّة أو السيئة أن يكون ملزَمًا بالاستماع إلى محاضرةٍ عن الأخلاق الحميدة أو سلامَة اللِّسان من الكلام البذيء أو كيفيَّة التعامل مع الآخرين، وتكون من اختيار السلطات العليا.

 

المادة 38: يترتَّب على ترك أي صلاةٍ من الصلوات الخمس لمن هم أكبر من عشر سنوات الضَّرب؛ تحقيقًا لقول النبيِّ صلى الله عليه وسلم: ((مُروا أبناءكم بالصَّلاة وهم أبناء سَبع، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر))[13]، ويترتَّب على تأخيرها مُصادرة الهاتف النقَّال في ذلك اليوم.

 

المادة 39: رَفع الصوت على أحد الوالدين أو عدَم الطَّاعة، يَلزم منه تَقبيل يد الأم أو الأب، مع الاعتذار شفويًّا أمام جميع أفراد الأسرة، والتعهُّد بعدم تكرار ذلك الفعل، أمَّا رفع صوت أحد أفراد الأسرة بعضهم على بعض، فيلزمه وَضع شريطٍ لاصِق على فمه لمدَّة ساعة كاملة.

 

المادة 40: عند الغضَب يُلزم الفرد بالاستعاذَة والوضوء حتى يزول الغضب؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا غَضب الرجل فقال: أعوذ بالله، سكن غضبُه))[14].

 

المادة 41: على كلِّ فرد من أفراد الأسرة أن يَلتزم بالحِفاظ على نظافة غرفته طوال اليوم، ومَن يخالِف ذلك يعاقَب بترتيب الغرفة التي على يمينه.

 

المادة 42: أي فردٍ من أفراد الأسرة يَقوم بتشويه نظافة أي غُرفة من غرف البيت، يعاقَب بعدم دخولها لمدة يوم.

 

المادة 43: على كلِّ أفراد الأسرة العناية بأصغر أفرادها عمرًا وتدليله، وتحمُّلهم جميعهم لمسؤوليَّته.

 

 

ختامًا:

هذا الدستور سارٍ العملُ به من وقت طِباعته وتوزيعه على أفراد الأسرة.

هذا، وبالله التَّوفيق، والله نسأل أن يجعل هذا العمل مباركًا، وأن يرزقنا العملَ به.

 

 

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

 

 

 

 

[1] رواه الطبراني في الأوسط.

 

[2] رواه أحمد - حديث رقم:‏26930‏، ورواه الترمذي - كتاب الذبائح، أبواب البر والصلة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - باب ما جاء في الذبِّ عن عِرض المسلم، حديث: ‏1903‏، وقال: هذا حديث حسن، وصححه الألباني.

 

[3] صحيح مسلم.

 

[4] أخرجه ابن حبان في صحيحه، والحاكم في مستدركه عن عبدالله بن مسعود.

 

[5] رواه مسلم.

 

[6] متفق عليه.

 

[7] رواه أحمد والترمذي والنسائي وابن حبان والحاكم.

 

[8] رواه الترمذي.

 

[9] حديث حسن رواه الترمذي وغيره.

 

[10] رواه أحمد.

 

[11] رواه الترمذي.

 

[12] مسند أحمد: 24947، قال الشيخ شعيب الأرنؤوط: حديث صحيح.

 

[13] رواه أحمد وأبو داود.

 

[14] صحيح الجامع الصغير رقم 695.

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

ما شاء الله دستور رائع ويضبط العلاقات داخل الأسرة

إن التزموا بتنفيذه ،،

 

جزاكِ الله خيراً ساجدة الحبيبة،

وجزي الله كاتبته خيراً.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم

موضوع رائع و قيم

بارك الله فيك

ان شاء الله اطبقه علي اسرتي

جزاك الله خيرا

وعليك السلام ورحمة الله وبركاته

وبارك فيك المولى يا غالية

يسر الله لك : )

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

ما شاء الله دستور رائع ويضبط العلاقات داخل الأسرة

إن التزموا بتنفيذه ،،

 

جزاكِ الله خيراً ساجدة الحبيبة،

وجزي الله كاتبته خيراً.

وعليك السلام ورحمة الله وبركاته

جزانا وإياك يا حبيبة : )

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

دستور جميل جدا

بوركت يا غالية وجزاكِ خيرا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×