اذهبي الى المحتوى
همسة أمل ~

فكرة.. كانت هنا!

المشاركات التي تم ترشيحها

فكرة.. كانت هنا!

 

 

%D8%B1%D8%A4%D9%8A%D8%A7.JPG

 

أكتب إليكِ الآن بعد أن استقر بي المقام في هذا العقل الذي قُدِّر أن يكون مآلي!

 

شعور جديد.. استوحشت في أول الأمر، لكنني بجولة بين التلافيف وجدتُ كثيرًا من الأفكار ما زالت في ريعان الصبا كحالي متناثرة يمنة ويسرة، فاستبشرت خيرًا؛ فيبدو أن صحابنا ذكيٌّ مبدعٌ، تتوالد الأفكار في رأسه، وأظن أنني في وقت قريب قد أخرج إلى الحياة على يديه.

 

سأوافيكِ بالأخبار لاحقًا.. أبلغي سلامي لكل صديقاتي!

 

 

5611396_8banp.gif

 

 

كيف حالكِ وحال مَن معكِ؟ أرجو أن تَكُنَّ جميعًا بخير..

 

كم أتمنى أن تُرزق كلُّ واحدةٍ منهنَّ بمثل هذا العقل الذي استقر بي المقامُ فيه؛ حتى ترى النور قريبًا! فصاحبي عبقريٌّ تتزاحم الأفكارُ في رأسه، حتى إننا في أوقات كثيرة يضيق بنا عقلُه، فلا تجد الواحدةُ منا موضعًا لقدمها -أو ما يقوم مقام القدم عندنا-!

 

وقد تجوَّلتُ قليلاً بعقله بعد رسالتي السابقة إليك، فوجدتُ في إحدى الثنايا بعض العجائز، فلما سألتُهنَّ أخبرنني أنهنَّ في هذا المكان منذ سنوات ينتظرن الخروج إلى الحياة!

 

لا أُخفيك سرًّا أن الخوف قد تسرَّب إلى قلبي، ولكن سرعان ما صَرفَ عني هذا الهاجس قدومُ وافداتٍ جددٍ يتقاطرن حسنًا، فنفضت عن رأسي -أو ما يقوم مقامه عندنا أيضًا- هذا الخاطر العجيب؛ فكيف لهذا المبدع صاحب تلك الأفكار أن يحبسها كل ذلك؟! لا شك أنهنَّ يفترين عليه، وكما تعلمين: في كل مكان هناك أعداء للنجاح!

 

أرجو أن ترسلي إليَّ آخر أخبار صديقاتنا، ومَن منهن قد استقر بها المقام في عقل جديد.

 

دمتم بود!

 

* * *

 

ذكرتُكِ بالأمس، وأثقلني الهم والأسف على طول الانقطاع، والعذر عندكِ مقبول صديقتي العزيزة، ولعلَّكِ تقبلين عُذري متى استقر بك المقام في عقل إنسان!

 

منذ رسالتي السابقة انتظرتُ طويلاً أن يحين الوقت الذي يقرر فيه صاحبي أن يُخرجَني إلى الوجود، وتعجبتُ من حاله؛ فكلما عمل عقلُه فيما يخصني وأحسبُ أنه قد أوشك على إخراجي إلى الحياة أجده يتراجع!

 

لا أدري لماذا؟ وكيف يفرِّط في بنات أفكاره بهذه الصورة؟!

 

ثم بعيدًا عني؛ فإن حولي من الأفكار ما يمكن أن يُغيِّر به صاحبي كثيرًا من أحواله وأحوال من حوله، وربما إن ارتديتُ عباءة الإنصاف أن أقول لك أن منهنَّ مَن هي أفضل مني وأكمل حسنًا.. ربما لو رزق غيرُه واحدةً منهنَّ لطبع بها بصمةً فريدةَ في تاريخ الإنسانية!

 

حتى إنني أكاد أصدِّق أولئك العجائز اللاتي أخبرتك عنهنَّ من قبل.

 

سأوافيك بالجديد.. وأرجو أن يكون ذلك بعد أن أكونَ واقعًا!

 

* * *

 

يعلوني همٌّ وحزنٌ جعل الكثيرات ممن حولي يتعجَّبنَ مِن حالي، وأنا التي كانت البسمة لا تفارق محياها!

 

إن صاحبي يقتل بُنيَّاتِ جنسنا! كثيراتٌ من صديقاتي اندثرنَ بين تلافيفه، وكثيراتٌ منهنَّ اندثرت ملامحُهنَّ، حتى إنني أظن أنه لو أراد أن يُخرج إحداهنَّ إلى الحياة لما تعرف عليها، فضلاً عن أن يستطيع إخراجها!

 

ثم إنني علمت من بعض العجائز هنا أن بني جنسه عندما يموتون دون أن يُخرجونا إلى الحياة فإننا نُدفن معهم دون أن يعرفنا أحد!

 

سأحاول أن أوافيكِ بالجديد، وأبلغي سلامي لكل صديقاتي؛ فقد اشتقتُ إليهنَّ، وأرجو أن يكون مصيرُهنَّ خيرًا من مصيري!

 

* * *

 

مات صاحبي.. !

 

ودفنتُ معه، ومعي الكثيرات من الأفكار، منهنَّ مَن شاخ عظمُها وذابت ملامحُها، ومنهنَّ مَن دُفنت وهي ما زالت في ريعان شبابها تقطرُ نضارةً وحيويةً.

 

للأسف.. مات صاحبي، ولم يُخرجني إلى الحياة، فدُفنتُ معه.. ربما كان يسوِّف إلى حين، ولا أدري كيف يفعلُ الواحدُ منهم ذلك وهو لا يدري متى أجله؟!

 

والعجيب أنني في يومٍ من الأيام كنتُ أظن أنني بديعةٌ من بدائع الأفكار، وأن صاحبي لم يُسبَق إلى مثلي، ولكنني بعد أن انتقلت معه وجدتُ نسخًا متطابقة مني من أزمنة مختلفة وكأنني أنظر في المرآة! وتعجبت؛ أكُلُّ هؤلاء لم يُخرجوا أفكارَهم إلى الحياة حتى انتهت بهم الحياة؟!

 

لقد وجدتُني أنا أنا في أزمنة متعددة وأماكن متفرقة.. ولكن كَمْ تحت التراب من بُنيَّات جنسي قد ظلمهنَّ بنو جنسِهم!

 

 

 

محمد مصطفى عبد المجيد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

يا الله قصة عجيبة وفريدة من نوعها، حقا كم أحرق التسويف حبالا للعلياء

جزاك الله خيرا همسة الحبيبة على الاختيار الموفق والتذكرة الجميلة، ونسأل الله أن يستخدمنا ولا يستبدلنا

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جوزيتِ خيراً يا حبيبة

إنتقاء مميز

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×