اذهبي الى المحتوى
أمة الله ~ عائشة ~

ابنتي والحجاب ..~ (قصة قصيرة) ..~

المشاركات التي تم ترشيحها

بسم الله الرحمن الرحيم

 

..~ ابنتي والحجاب ..~

 

(قصة قصيرة)

 

 

 

نسائم ربيع العمر تداعب ستائر غرفتها الصغيرة، وصوت صياح الديك مسبحًا الخالق، مناديًا في قلوب الخلق: أن أنيبوا إلى ربكم، فكل يوم يأتي لا يعود، اذكروا خالقكم وتذكروا قوله - سبحانه -: ( فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ ) [الروم: 17]، والبلابل تُغرِّد تَعزف لحنًا هادئًا في ذاك اليوم الربيعيِّ، وكأن الطبيعة كلها اليوم تَحتفِل معها بهديتها الصغيرة التي وعدتها بها أمُّها الليلة الماضية، وهي مُنشغلة بعقلها وقلبها تفكر ما تكون تلك الهدية التي سترافقني طول عمري كما قالت أمِّي؟ حتى شغلها ذلك عن النهوض من سريرها، وأخيرًا تقوم سارة من سريرها على صوت أمها مُنادية لها بأن أقبلي لتأخذي هديتك الجميلة؟

سارة: صباح الخير يا أمي.

الأم: صباح مليء بطاعة الرحمن لكِ يا ابنتي، هيا تناولي فطوركِ سريعًا؛ كي لا تتأخري عن المدرسة.

ساره: والهدية يا أمي؟!

الأم (مبتسمة): سأعطيك إياها بعد تناول الفطور.

 

وما أن أنهت سارة فطورها حتى أسرعت إلى أمِّها، وتناوَلت الهدية منها مع قبلة دافئة، ولكنها فوجئت، وبدا الحزن لونًا أصفرَ على وجهها، وتنهَّدت تنهيدة طويلة، ختمتها بقولها: ليس الآن يا أمي، أنا لا أريد ذلك، ستهزأ مني رفيقاتي، وزميلاتي في المدرسة، ويقولون عني: رجعية، ومتخلفة، وإنني ما زلت صغيرة على ارتداء الحجاب، والكثير من الكلام الذي سيُزعجني...

 

أجلست الأم ابنتها إلى جانبها، وضمَّتْها إلى صدرها ضمة حانية، سائلة إياها:

هل تحبين عائشة - رضي الله عنها؟

أجل يا أمي، أحبها كثيرًا.

وخديجة - رضي الله عنها؟

بالتأكيد يا أمي.

وهل تُحبين أمكِ العجوز التي بجانبك الآن؟

الابنة ضاحكة: لستِ كذلك يا أمي؛ أنت ما زلت رائعة وجميلة جدًّا.

هل تحبِّينني؟

وهل في هذا شكٌّ؟! أجل؛ أحبك أكثر شيء في هذه الحياة.

ومع من تحبين أن تكوني في الآخرة؟ مع اللواتي ذكرتهنَّ، أم مع رفيقاتك اللواتي أضللن طريقهنَّ، وتخلَّى عن تربيتهن السليمة أهلُهن؟

مع من ذكرتِ يا أمِّي.

وهؤلاء في الجنة يا ابنتي إن شاء الله، وأنا أرجو من الله أن يدخلني برحمته إياها، ولا أحب أن تكون ابنتي بعيدة عني، بل معي في الدنيا، ومعي في الآخِرة.

والله - سبحانه وتعالى - أمرنا بارتداء الحجاب، فيقول - سبحانه وتعالى -: ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ) [الأحزاب: 59].

وما كان لأحد من المؤمنين - يا ابنتي - إذا أمرَهم الله بأمر إلا أن يُجيبوه، والآن مع من تحبِّين أن تكوني؟

 

الابنة بنفْس راضية، ووجه ضاحك سعيد، أحب أن أكون معكنَّ في الدنيا والآخرة، في الدنيا تحيا في قلبي قصص الصحابيات، ومحبتهنَّ والاقتداء بهنَّ، وفي الآخرة أرجو من الله أن يَحشرني معهنَّ، لا مع زميلاتي يا أمِّي.

 

كنتُ متأكِّدة من ذلك، وأخبرتُ والدكِ أن ظني بكِ لن يخيب أبدًا، فأحضرَ هو لكِ أيضًا هدية جميلة، وهي جهاز حاسوب خاص بك وحدك.

 

زاد وجه الابنة إشراقًا ونورًا وبهجة، واستأذنتْ معلمتها في ذاك اليوم أن تَكتُب هي في مجلة الحائط لهذا الأسبوع، ويكون عن فريضة الحجاب.

 

 

موقع الألوكة ()*

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جميل اللهم بارك

جزاكِ الله خيرًا عائشة الحبيبة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

قصة جميلة جدا، واستجابة هذه البنت الطيبة كان بفضل الله سبحانه ثم بحسن تربية والدتها لها وتعييشها بين ثنايا حياة الصحابيات ليكنّ قدوة لها

جزاك الله خيرا أخيتي الحبيبة جوهرة بحيائي وبارك فيك على الاختيار الجميل

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

قصة جميلة وهادفة ()

جزاكِ الله خيراً أختي الحبيبة نفع الله بكِ.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جميل اللهم بارك

جزاكِ الله خيرًا عائشة الحبيبة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وجزاكِ حبيبتي، أنتِ الأجمل ()

بوركتِ على مرورك الجميل

 

قصة جميلة جدا، واستجابة هذه البنت الطيبة كان بفضل الله سبحانه ثم بحسن تربية والدتها لها وتعييشها بين ثنايا حياة الصحابيات ليكنّ قدوة لها

جزاك الله خيرا أخيتي الحبيبة جوهرة بحيائي وبارك فيك على الاختيار الجميل

نعم صدقتِ يا حبيبة

وجزاكِ حبيبتي وفيكِ بارك الله () مرورك هو الأجمـل

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

قصة جميلة وهادفة ()

جزاكِ الله خيراً أختي الحبيبة نفع الله بكِ.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أنتِ الأجمل ()

آمين وإياكِ يا حبيبة

 

@@جوهرة بحيائي

اسلوبذكي من الام وهو التشويق رائع جدا اختي الفاضلة ربنا ينفع بك

نعم صحيح، وهل يوجد أفضل من التشويق ()

أنتِ الأروع أختي الفاضلة

آمين وإياكِ يا حبيبة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

قصة جميلة وهادفة ()

جزاكِ الله خيراً أختي الحبيبة نفع الله بكِ.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

جميـــــــــــــــــــــل

 

بارك الله فيك أختي جوهرة بحيائي على هذه القصة المملؤوة بالعبر...

 

نحتاجها في الأعوام القادمة لما تكبر بناتنا.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

@@همسة أمل ~

وجزاكِ يا غالية () نورتِ الموضوع بمرورك الجميل

 

@nabila2005

وفيكِ بارك الله يا حبيبة

نعم إن شاء الله تفيدنا () بوركتِ على مرورك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

 

قصة رائعة وذات فائدة ~

جزاكِ الله خيرا أختي الحبيبة على حسن انتقائك

لا حرمكِ الله الأجر ()

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

قصة جميلة ومفيدة

جزاك الله خيرا جوهرة الحبيبة وبارك فيك

 

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وخيرًا جزاكِ أختي إشراقة الحبيبة وفيكِ بارك الله

سلّمتِ لمروركِ الجميل ()

 

قصةرائع جدا

 

وجزاك الله خيرا اختي الكريمه على طرحك الجميل

 

أنتِ الأروع أختي الجميلة

وخيرًا جزاكِ الله ()

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×