اذهبي الى المحتوى
ساجدة للرحمن

طفل دعا ولم يمل!

المشاركات التي تم ترشيحها

طفل دعا ولم يمل!

 

 

 

بيتي بيت يحاول جزء من أفراده أن يكونوا على استقامة وصلاح رغم أنه يلحقهم الذنب حينا، والتقصير حينا، ولا غرابة، فإن المرء في جهاد ما حيي.

والجزء الآخر منهم تغلبهم الأهواء غالب حالهم. لكن العبرة بالختام؛ فلا يغرن امرءا صنيعه.

الله الذي يملك القلوب كلها، ويعلم حقيقة حالها، وبيده أمرها، يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم، والثبات منه كما أن الهدى عليه.

 

أصغرنا طفل رأى الكل، هو الآن في الثانية عشرة، مال بفضل ربه لخير الطريقين،

مع أن رغبته في العبث قد تجره أحيانا كثيرة لتمني أو فعل شيء غير ما مال إليه،

خاصة وأنه يحيا بين طرفين متناقضين نوعا ما، وما على الصغير من حساب!

إلا أن رقة قلبه تيسر نفاذ التذكرة إليه، والحمد لله...

ولنا أخ كان قبل أن يعي الطفل من خيار أهل البيت صبرا مع أهله على صعوبة العيش، ولم يكن تجاوز السادسة عشرة بعد، رؤوفا رحيما محبا لأمه، يصلي في المسجد، ويقرأ القرآن قبل أن ينام....

 

وعى الصغير على أخينا هذا وقد تبدلت حاله، كان متفوقا فترك دراسته، وترك صلاته وقرآنه، وأقبل على التدخين بشره، لا تعجب أخانا فالصحبة حتمية الأثر!

وعلاوة على ما ألم به، فقد أصابته كآبة لينعزل عن مخالطة الناس دون بعض رفقاء السوء الذين كانوا يأتون إليه من حين لحين.

وعلى النقيض وعى عليه محسنا لأهله الذين احتاجوه بعد أن ساء حالهم أكثر وما لهم من معيل إذ انقطعت عن الوالد فرص العمل، ووجد هو عملا في مصنع بأجر زهيد،

يقف على قدميه فيه فوق اثنتي عشرة ساعة من مساء يومه وحتى الصباح، ليضجع فور عودته على فراشه مرهقا تجتاحه آلام الظهر والمفاصل وهو شاب في العشرين، فلا يقوى على القيام، قليل ما يأكل، ويضطرب في منامه،

يفزع بين الآن والآن ليشعل سيجارة، ثم أخرى حتى اسودت شفتاه وتحولت أسنانه عن البياض بل عن الصفرة...والكل حوله يرقبه بين حزن شديد يملأ قلوبهم عليه وضيق منه في آن... وكلهم عجز عن الدخول إليه من مدخل يعيده لرشده، وقد زاد في السوء على التدخين بمراحل جعلت الناظر إليه وسامع حديثه يكاد يجزم أنه في غير وعيه.

الطفل يسمع ويرى حال أخيه، ومستقر في فهمه الصغير أن هذا الحال ليس بالسوي!

وفي يوم من الأيام، كان في مدرسته، وأستاذ لهم وقف على المنصة في طابور الصباح يعظ الطلاب...

حدثني الطفل:

سمعت الأستاذ يقول: "صل قبل أن يصلى عليك"، وقتها خشعت، وخفت على أخي، وكنت أسمع عمتي تقول: من يدخن يلقى الله بسيجارته فخفت كذلك وصرت أدعو الله له أن يصلي ويترك التدخين...! -بغض النظر عن صحة قول العمة-.

 

استغربت أمره، ثم سألته: كم مرة دعوت له؟

قال: كثيرا، أشهرا دعوت!

زاد عجبي، فسألته متى كنت تدعو:

قال: وأنا ساجد في الصلاة...

المقادير التي يجعل الله لها أسبابا لتكون، لا يمكننا الجزم بأي شيء كانت، أبدعوة؟ أم بعمل؟ أم بغير ذلك...

لكني لا أشك في أن الدعاء الذي دعاه الصغير، والشفقة التي حملها في قلبه على أخيه العاصي،والتي جعلته يدعو بلا ملل مدة ليست بالقصيرة كلها أمور يأجره الله عليها، وتكتب بإذنه تعالى في صحيفته قبل أن تلوث بسيئة واحدة.

 

اللافت أن الصغير ما حدثنا بهذا الحديث من قبل من تلقاء نفسه!

وكأني به كان يحمل هما بصدق حتى سقط عن كاهله فكان هذا مبتغاه فحسب، كنت قد أسمع منه أنه دعا لأخينا ذاك ببراءة دون القصة، وأفواه أكبر من فيه نطقت بأن دعاءها كان السبب مرارا وتكرارا.

وبقي عمله طي الكتمان حتى كان أمس إذ قال لي: أريد أن أدعو لفلان بترك التدخين. فرددت مشجعة وظننتني أضيف له شيئا: إن الله يجيب الدعاء إذا كان صادقا.

ولما أجابني: نعم، فقد أجاب الله دعائي لما دعوت لأخي أن يهديه الله... بدأت بسؤاله فضولا كي أعلم ما يقصد وهل هي براءة فيه حتى حدثني الحديث الذي أوردته لكم!

 

وفوق ما كان من دعائه فإني أذكر سماعي له مرارا وهو يقول: صل يا أخي.

وهذه دعوة باللسان إلى جانب دعاء بالغيب!

 

أخبركم عن العاصي...

جاء فجأة وجلا بغير مناسبة ولا سابق حدث، يبكي في حضن أمه كطفل، يريد أن يتوب!

تاب، وإنه ليصلي جماعة في المسجد، ويصوم النوافل، ويكثر من تلاوة القرآن.

عاد يدرس، وهذه المرة اختار تخصصا شرعيا.

لباسه على السنة، ويتحرى تطبيقها فيما يقدر عليه، ثم إنه يعطي بعض المواعظ اليسيرة.

عاد حبيبا لأبويه، يؤثر عزمه في وقد ظنت قبله أني على كبواتي ملتزمة بالدين إلى حد ما، غفر الله لي...

 

والطرفة في قصتنا: المهتدي الجديد يحث الداعية الصغير على الذهاب مبكرا إلى المسجد كلما رأى منه التقصير: )

وكأن المشهد ينطق: ليس على الداعية أو الداعي ربه أن يكون كاملا مطهرا من القصور والذنب، وليس لأنك داعية تنصح لا تحتاج لنصح غيرك... فع.

 

وحال الدنيا يتبدل، يكون الطعم حلوا مرة ومرا مرة وهكذا إلى أن نلقى، الثبات مرجو في الدين...

اللهم ثبت أخوي على دينك، وارض عنهما، واجمعهما في ظل عرشك يوم لا ظل إلا ظلك.

واهد باقينا يا الله يا ذا الجلال.

والحمد لله رب العالمين.

 

 

أرسلته لي أحد الأخوات لنشره،،

  • معجبة 2

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم

جزاك الله خيرا

فعلا قصة جميله

تعلمت منها مواصلة الدعاء و الالحاح علي الله فيه حتي يستجاب

ثم بعد ذلك ارجاع الفضل كله لله

ليس لك من الامر شيئ

كذلك عدم التكبر عندما ينصحني من دعوته فليس احد كامل و الكمال كله لله

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بارك الله فيكِ أختي الحبيبة ساجدة

جعل م قدمتيه في ميزان حسناتك

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

سبحان الله! قصة رائعة

كم من قصص سمعناها وقراناها كان سبب هداية الاب او الام على يد الابن الصغير

جزاك الله خيرا يا غالية وجزى الله كاتبته خيرا.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×