اذهبي الى المحتوى
امانى يسرى محمد

رمَضان مُنْطَلَق وليس مُناسبَة مَحْدودة......(متجددة)

المشاركات التي تم ترشيحها

 

ÃÂêÃÂìé èíë çÃÂõÃÂñ ùàèóàçÃÂÃÂàçÃÂñíÃÂàçÃÂñíÃÂà ñÃÂöçÃÂ
 
 
اجعل شعارك: بم أمر ربنا؟
ولا تجعل شعارك: لِمَ أمر ربنا؟
جادل في الأحكام الشرعية القطعية،
فيقول:لم أمر ربنا؟
‏ثم يزوره رمضان، فيمنعه الطعام والشراب والشهوة لفترة محددة من اليوم، ولأيام محددة:ثلاثين يوما، فلا يقول في الصوم:
‏لم أمر ربنا؟
‏بل يسأل حرصا على دينه وخوفا من التقصير:
‏بم أمر ربنا؟
‏لماذا لا يكون هذا حال المسلم مع ربه طوال العام؟!
خالد ابو شادى


تركُ المعاصي في رمضان
ليسَ تناقضاً ولا ادعاءً للمثالية
إنما هو حبل رجاءٍ بين العبد وربه
على أمل ألا ينقطع !


{يَا أيها الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَليكم الصيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلكم لَعَلَّكُم تَتَّقُونَ}
الصيام الذي يتعبد به بنية خالصة
ينمي ملكة المراقبة لله
فالصائم يمتنع عن ملذات الدنيا وشهواتها
وما يمنعه من ذلك سوى اطلاع الله عليه، ومراقبته له.
د.عبدالكريم الخضير



{يَا أيها الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَليكم الصيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلكم لَعَلَّكُم تَتَّقُونَ}
الصيام الذي يتعبد به بنية خالصة
ينمي ملكة المراقبة لله
فالصائم يمتنع عن ملذات الدنيا وشهواتها
وما يمنعه من ذلك سوى اطلاع الله عليه، ومراقبته له.
د.عبدالكريم الخضير



أخي_الصائم
إذا كانت حقيقة الصيام الشرعي تكون بالامتناع عن المفطرات، تعبداً لله، من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، فإنّ هناك صوماً آخر لا يتقيد بزمان ، ولا يحد بمدة، ألا وهو صوم الجوارح كلها عما حرم الله عز وجل.
قال جابر رضي ﷲ عنه: "إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم"



آيات الصيام في سورة البقرة شرعت الصيام وبينت لنا غاياته ألا وهي:
تحقيق التقوى (لعلكم تتقون) (لعلهم يتقون)
الشكر (لعلكم تشكرون)
الرشد (لعلهم يرشدون)
يا من يصوم رمضان ويقومه إيمانا واحتسابا احرص على ألا تخرج منه إلا بمستوى مشرف من التقوى والشكر والرشد..#سمر_الأرناؤوط



رمضان مصفاةُ القُلوب
فنقِّ قلبكَ
وإيَّاكَ أن تخرج من رمضان
بنفس القلب الذي دخلته فيه !


ليكن من أعظم أهدافك في شهر رمضان:تحقيق التقوى التي جعلها ﷲ الحكمة من مشروعية الصيام ﴿لعلكم تتقون﴾
وإنما يكون العبد تقياً بخصال أربع:
الخوف من الجليل
والعمل بالتنزيل
والرضا بالقليل
والاستعداد ليوم الرحيل
تحسس مستوى وجود هذه الصفات لديك،أهي في طريقهاإلى الزيادة أم لا /د,خالد بن سعد الخشلان


أخي المبارك : حافظ على حسنات صومك، وقيامك، وقراءتك، وذكرك، ودعائك، ولاتكن مثلَ التي كلما غزلت غزلاً نقضته، فتكون حسناتُ النهار تمحوها سيئاتُ الليل، ولا شيء أذهبَ للحسنات من إهمال الجوارح، فاحفظها عن الوقوع في الحرام:عملاً، أو مشاهدة، أو سماعاً ./د,خالد بن سعد الخشلان


قال عمر بن عبدالعزيز :
أدركنا السلف وهم لايرون العبادة في الصوم ولافي الصلاة ولكن في الكف عن أعراض الناس
في الحديث:
المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاته وصيامه وزكاته ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيقعد فيقتص هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقتص ما عليه من الخطايا أخذ من خطاياهم فطرح عليه ثم طرح في النار



60391943_10157766334429311_1797602048561

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

اللهم تقبل منا ومنكم

ورزقنا وإياكم  الخروج من رمضان بنقاء قلب

وجبال حسنات ومغفرة لما فات

وثبات على الحق حتى الممات

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك


شهر رمضان 1441 هـ - 2020 م

شهر الصيام

 


الحمد لله الذي جعل رمضان شهر صيام وقيام، وبر وإحسان، وتوبة وغفران، تفتح فيه أبواب الجنان، وتغلق أبواب النيران، وتصفَّد مَرَدَة الشياطين والجان. أوله الرحمة، وأوسطه المغفرة، وآخره العتق من النار. فهلمَّ بنا نستقبل رمضان بما يستحقه، واسمع لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفِّدت الشياطين ومردة الجن، وغلقت أبواب النار فلم يُفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وينادي منادٍ: يا باغي الخير أقبل، يا باغي الشر أقصِر. ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة)) فيا باغي الخير، هذا رمضان قد أقبل، فتزوَّد له، وتزوَّد منه؛ فهو مدرسة المتقين: ( وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ) [البقرة: 197].



فلا تضيِّع الفرصة، واحرص على الدقيقة؛ بل الثانية؛ بل النفَس أن يكون في طاعة الله تعالى ومرضاته لعلك تكون في أول دقيقة من أول ليلة من المعتقين، وإياك أن تكون من المُبعدين؛ فقد قال الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم: ((إن جبرائيل عليه السلام أتاني فقال: مَن أدركه شهر رمضان فلم يغفر له فدخل النار فأبعَده اللهُ، قل: آمين. فقلت: آمين)).



فاستقبِل الشهر بتوبة صادقة، وإنابة خالصة، وأظهِر الذل والانكسار، وأكثِر الاستغفار، وسارِع الخُطى؛ فإن وصلتَ عَتبة بابه صحِّح النيات، واجعلها خالصة لرب الأرض والسماوات، ولا تَرْجُ إلا الله والدار الآخرة، وادخل بعزم وثبات تجد أبوابًا للخير قد فُتحتْ، ويا فوز الداخلين القائلين: ( وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا ) [الإسراء: 80]، ودونك تذكير ببعضها:

أولًا: باب الصيام:

أخا الإيمان، باغيَ الخير، قد ناداك ربك: ( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة: 183].

فصُم صيامًا يُحبُّه الله ويرضاه، واحرص على قطف جناهُ ( لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) [البقرة: 183]، ولا تجعل نصيبَك منه الجوعَ والعطش، فتحصد الندامة والآلام يوم ينادَى أهلُ الصيام، ليدخلوا الجِنان، من باب الريان، واسمع لقول إمام المتقين محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم:
((من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدَّم من ذنبه)).

((الصيام جُنَّة، وإذا كان أحدكم صائمًا فلا يرفث ولا يَجهل، وإن امرؤ قاتَله أو شاتَمه فليقل: إني صائم، إني صائم. والذي نفسي بيده، لخلوف في الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، يترك طعامه وشرابه من أجلي، الصيام لي، وأنا أجزي به، والحسنة بعَشر أمثالها)).

((مَن لم يَدَعْ قول الزور والعمل به فليس لله حاجة أن يَدَعَ طعامه وشرابه)).

وعلى الله البيان، وعلى الرسول البلاغ، وعلينا التطبيق، وهنيئًا لمن صام حق الصيام.


ثانيًا: باب القيام:

يا باغيَ الخير، إذا جَنَّ ليل رمضان فنافِس القائمين، وتدبَّر قول رب العالمين: ( أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ) [الزمر: 9].


وحقِّق قوله صلى الله عليه وسلم:
((مَن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه)).

واحرص على أن يكون النومُ قليلًا، والقيامُ طويلًا؛ فما هي إلا ليالٍ معدودات، بادر من الليلة الأولى بأداء صلاة التراويح، واحمل أهلك على أدائها، ولا تَقنع بصلاة قصيرة. اخشع في صلاتك، وتدبَّر الآيات، عظِّم الرب وسبِّحه في ركوعك، وتقرَّب إليه، وألحَّ بالدعاء في سجودك، وادعُه بأسمائه الحسنى وصفاته العُلى، ولا تنسَنا وسائر المسلمين. وإياك ثم إياك أن تضيع الليل بالنوم أو السهر على الملهيات، وكثرة القيل والقال مع الأهل والأصحاب، أو الذهاب إلى الأسواق؛ فذلك واللهِ عينُ الخسران.


ثالثًا: باب القرآن:

يا باغي الخير، أقبِل على كتاب ربك تلاوة وتدبُّرًا وعملًا، واجعله شغلك الشاغل؛ فرمضان شهر القرآن. هذا جبريل عليه السلام يلقَى رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل ليلة من رمضان يدارسه القرآن، وعلى هذا أئمة الإسلام؛ فمالك رحمه الله يترك مجالس الحديث في رمضان ويقبل على القرآن. والزهري يقول عن رمضان: إنما هو تلاوة القرآن وإطعام الطعام.

وقتادة يختم القرآن في غير رمضان كل سبع ليال، فإذا أقبل ختم كل ثلاث ليال. وتذكر قوله صلى الله عليه وسلم: ((من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: ألم حرف، ولكن (ألف) حرف، و(لام) حرف، و(ميم) حرف.)).


رابعًا: باب الإنفاق:

يا باغي الخير، أنفق من الخير الذي رزقك الله، ورُبَّ درهم يسبق ألف درهم، ولا تحقرنَّ من المعروف شيئًا ولو تمرة تفطِّر بها صائمًا. تفقَّد الفقراء والمساكين، وليذكِّرك صيامك بالجائعين، فلا تجعلنَّ موائدك وقفًا على الأغنياء من أهلك وأصحابك وتنسى المحتاجين. ابذل في سبيل الله من أطيب مالك؛ فالله طيب لا يقبل إلا طيِّبًا، وأجرك عند ربك محفوظ؛ قال تعالى: ( الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) [البقرة: 274].

وقال أيضًا: (وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ) [البقرة: 272].

وكلما أكثرت فأنت الرابح: ( وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ )[البقرة: 261].

وخير نفقة في رمضان تصرف في إطعام الطعام؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من فطَّر صائمًا كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئًا)).


خامسًا: باب العشر الأواخر من رمضان:

يا باغي الخير، إنْ بلَّغك اللهُ هذه العشر فاحمده سبحانه وتعالى لما فيها من الخير العظيم، والأجر الكبير، واسأله الإعانة والتوفيق لحسن الاستغلال؛ فقد كان نبيك صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيى ليله، وأيقظ أهله.


واحرص أخي على التماس ليلة القدر؛ فهي خير من ألف شهر، قال صلى الله عليه وسلم:
((من قام ليلة القدْر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه)).


والله عز وجل يقول:
(وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ ) [آل عمران: 133].
(سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ ) [الحديد: 21].


فَكُنْ من المجتهدين لتنال مغفرة رب العالمين:
(وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) [البقرة: 268].


سادسًا: باب الخير:
يا باغي الخير، هذا باب أعرض عنه كثير من المسلمين، فاحرص على دخوله تجد ما تبغي؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((لا يزال الناس بخير ما عجَّلوا الفطر، وأخَّروا السحور)).


وجاء في الحديث القدسي:
((أَحَبُّ عبادي إلى أعجلُهم فطرًا)).


وتمسَّك بهذا الخير، واعلم أنه من أخلاق النبوَّة، قال عليه الصلاة والسلام:
((ثلاث مِن أخلاق النبوَّة: تعجيل الإفطار، وتأخير السحور، ووضع اليمين على الشمال في الصلاة)).

وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يصلي المغرب حتى يفطر ولو على شربة ماء، وكان يؤخر السحور ويقول:
((تسحَّروا؛ فإن في السحور بركة)).

ويقول أيضًا:
((السحور أكلة بركة؛ فلا تَدَعُوه ولو أن يجرع أحدُكم جرعة من ماء؛ فإن الله وملائكته يُصلُّون على المتسحِّرين)).


واعلم أخي أن ما يفعله بعض المسلمين اليوم بحجة الاحتياط؛ من الإمساك عن الطعام والشراب عند الأذان الأول، وتأخير الفطور مدة بعد الغروب مِن التنطع الذي قال عنه محمد صلى الله عليه وسلم:
((هلك المتنطِّعون)).


والله عز وجل يقول:
(وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ) [البقرة: 268].

ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
((إذا أقبَل الليلُ مِن ها هنا، وأدْبر النهارُ مِن ها هنا، وغربت الشمسُ فقد أفطر الصائم)).

وصلى الله وسلم على محمد القائل:
((خيرُ الكلامِ كلامُ اللهِ، وخيرُ الهَدْيِ هَدْيُ محمد صلى الله عليه وسلم)).

وختـامًا:
أرجو الله تعالى أن يجعلنا مِن المقبولين، وأن يكرمنا بعتق رقابنا مِن النار، ويجعلنا مع الأبرار؛ إنه وليُّ ذلك، والقادر عليه، ولْتعلم أخي أن ما ذكرناه غيضٌ مِن فيض، وأبواب الخير لا يمكن حصرها في طلبها، وإنْ عَلِمَ الله في صدرك خيرًا آتاك خيرًا، وتذكَّر دائمًا أن الجنة غالية، وثمنها نفسُك ومالُك.

(إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ) [التوبة:111].

فهل مِن باذل؟


شبكة الالوكة

 


شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
 28 شعبان, 1441
 

وقفات مع قدوم رمضان
 
 
 
بعد أيام قليلة سيطل علينا شهر الخير والرحمات والبركات، ولا يخفى عليكم ما أودع الله فيه من الخيرات العظيمة، والهِبات الجسيمة، والعطايا الكثيرة، ومثل هذا الموسم يحتاج إلى حنكة وذكاء للتعامل معه؛ حتى لا يمر علينا مرور الكرام، كما يحتاج إلى وقفات ووصايا ورسائل، أذكر بها نفسي وإياكم قبل حلوله؛ ولهذا ثمة وقفات مهمة نقفها اليوم، ونمر عليها سريعًا، ونحتاج إليها مع قرب حلول شهر الصوم:
 
شهر رمضان؛ وأول هذه الوقفات والرسائل:

تجديد النية الصالحة وإخلاص العمل لله:
فكل عمل تريد عمله، فلا بد من استحضار النية الطيبة، وأن يكون العمل خالصًا لله تعالى، وكل عمل يُراد به غير وجه الله، فهو حابط يُعاقَب عليه العبد ولا يؤجر؛ كما قال سبحانه: ﴿ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 110]، وأخرج مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة، قال صلى الله عليه وسلم: ((قال تبارك وتعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملًا أشرك فيه معي غيري، تركته وشركه))؛ فلنستحضر النية الطيبة من الآن ونحن نقف على مسافات بسيطة من أبواب شهر الصوم رمضان، لنستحضر النية الخالصة، ولنعلم أن الإمساك ونية الصوم يأتي بها كل صائم، أما نية إخلاص الصوم وصدق العبادة، فهي التي لا يحققها إلا القلة من الموفقين: ﴿ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴾ [فصلت: 35]، لا يستوي من لا يتجاوز اهتمامه وتفكيره في استقبال رمضان شراء الحاجيات، وتكديس الأطعمة الرمضانية، والتسابق على الأسواق لشراء كل ما لذَّ وطاب، ومن يجعل جلَّ اهتمامه غذاء الروح، والتفكير في تطهير القلب وتزكية النفس، والإقبال على الله تعالى في هذا الشهر المبارك، لسان حاله: كيف أستفيد من هذا الموسم؟ كيف أستعد وأخطط لأن أكون من العتقاء من النار، من الذين تشتاق لهم الجنة، من الذين يغفر الله لهم ما تقدم من ذنوبهم؟ كيف أستعد لأسبق الناس في الخير؛ فأكون أولهم قرآنًا، وأولهم إطعامًا، وأكثرهم تسبيحًا واستغفارًا، وأكثرهم عطفًا ورحمةً، وأكثرهم صدقةً وبذلًا، وأكثرهم صلاةً وقيامًا، وأحسنهم أخلاقًا ومعاملة.
 
أما وقفتنا الثانية ونحن نتهيأ لاستقبال رمضان:
تقدير قدر نعمة بلوغ رمضان:
والتي هي بحد ذاتها مؤشر خير، يدل على محبة الله للعبد أن بلَّغه شهر الخير، ومدَّ في عمره وبلغه شهر العتق والغفران، بينما هناك آخرون من أحبائه أو إخوانه أو من يعرفهم فجأهم الموت واختطفهم بسبب مرض أو غيره قبل أن يدركوا هذا الموسم العظيم والمبارك، أو يحققوا الأمنيات والآمال، نعم، كم في المقابر مَن كان يؤمل آمالًا عظيمة: أن يبني، وأن يسافر، وأن يتزوج، وأن يربح الملايين، وأن يتخرج، وأن ينال الشهادات العالية، ومنها كذلك أمنية أن يصوم رمضان مع أهله وأبنائه أو أفراد أسرته، لكن المنية أخذته قبل أن يحقق شيئًا من مراده، واختطفه الموت قبل أن يفعل شيئًا أو يقدم شيئًا! أما أنت فقد مدَّ الله في عمرك ومتعك بالصحة والعافية، لكي تبلغ شهر مضاعفة الحسنات ورفع الدرجات، كذلك بلوغ ليلة خير من ألف شهر، لكن دون أن يخطر ببالك يومًا فضل من أدرك رمضان، أو تفكرت يومًا في عظم ثواب العمل في هذا الشهر المبارك، تأمل معي هذه القصة العجيبة؛ روى الإمام أحمد وابن ماجه وصححه الألباني من حديث طلحة بن عبيدالله رضي الله عنه: ((أن رجلين قدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان إسلامهما جميعًا، فكان أحدهما أشد اجتهادًا من الآخر، فغزا المجتهد منهما فاستشهد، ثم مكث الآخر بعده سنة، ثم توفي، يقول طلحة: فرأيت في المنام كأني عند باب الجنة، وإذا أنا بهما، فخرج خارج من الجنة، فأذِن للذي توفي الآخر منهما، ثم خرج فأذن للذي استشهد، ثم رجع إليَّ، فقال: ارجع؛ فإنك لم يأنِ لك بعد، فأصبح طلحة يحدث برؤياه الناس؛ فعجبوا لذلك، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدثوه الحديث، فقال: من أي ذلك تعجبون؟ فقالوا: يا رسول الله، هذا كان أشد الرجلين اجتهادًا ثم استشهد، ودخل هذا الآخر الجنة قبله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أليس قد مكث هذا بعده سنة؟ قالوا: بلى، قال: وأدرك رمضان وصامه؟ قالوا: بلى، قال: وصلى كذا وكذا من سجدة في السنة؟ قالوا: بلى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فما بينهما أبعد مما بين السماء والأرض)).
 
الله أكبر، إن بلوغ رمضان نعمة عظيمة، ترفع لك الدرجات وتضاعف لك الحسنات، وتزيد من رصيدك، بلوغ رمضان فضل كبير من الله تعالى، بلوغ رمضان وصيامه وقيامه يسبق الشهداء في سبيل الله الذين لم يدركوا رمضان.
 
الوقفة الثالثة ونحن نتهيأ لاستقبال رمضان:
وقفة المحاسبة والتوبة والانخلاع من الذنوب وترك الإصرار عليها؛ ليستنير القلب ويقبل على ربه: التوبة إلى الله جل وعلا من جميع الذنوب؛ صغيرها وكبيرها، ظاهرها وباطنها - واجبة على كل مسلم ومسلمة وفي كل حين؛ كما قال سبحانه: ﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [النور: 31]، ولكن تجديدها قبل مواسم الخير له أهمية خاصة؛ إذ التوبة من أسباب تهيئة القلب؛ كما قيل: "التخلية قبل التحلية"، فتخلية القلب وتطهيره من ذنوب الشهوات والشبهات تجعل القلب مستعدًّا ومهيأً للقيام في تلك المواسم بما أوجب الله، وبالتزود من الخير، والمسابقة مع المتسابقين، بل وتجده مقبلًا على ربه جل وعلا؛ وذلك لزوال حجب الذنوب عنه.
 
والله سبحانه وتعالى يفرح بتوبة عباده، ويدعوهم إليها، ويرغبهم فيها، ويريدها منهم، ويحبها لهم:
﴿ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ ﴾ [النساء: 27].
إن المؤمن يجب أن يتوقف مليًّا عند هذه الآية، ويتفكر فيها: ﴿ وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ ﴾ [النساء: 27]، ماذا يريد سبحانه؟ أن يتوب علينا، يريد التوبة لنا؛ لئلا يعذبنا، يريد التوبة لنا؛ ليجزيَنا على توبتنا أعظم الجزاء، يريد التوبة لنا؛ ليرفعنا بها لأعلى المنازل والدرجات، يريد التوبة لنا؛ ليحميَنا من العقوبات المترتبة على الذنوب والمعاصي، يريد التوبة لنا؛ ليحميَنا من نقص الخيرات، ونزع البركات، ومن حلول الخوف والجوع، والهم والغم، وغيرها من آثار الذنوب، فهي دعوة منه سبحانه لحفظ أمن الناس ورزقهم بالتوبة؛ لأنه إذا انتهى أهل الشر عن شرهم، زالت موجبات العذاب.
 
إنه يريد أن يتوب علينا مع أن توبتنا لا تنفعه شيئًا، وعدم توبتنا لا يضره شيئًا، وإنما نفع ذلك وضرره عائد علينا، ومع ذلك يريد سبحانه أن يتوب علينا، يريد عز وجل التوبة منا لنجاتنا وسعادتنا وفوزنا، فهل يدعونا ربنا لشيء يريده منا، ونفعه عائد علينا، ولا نمتثل أمره، ولا نخضع لمراده، ونحن عبيده وهو ربنا، وبيده أرزاقنا وحياتنا وموتنا، وإليه مرجعنا ومصيرنا، وهو من يملك نفعنا وضرنا، وسعادتنا وشقوتنا، فإما سعدنا ونعمنا بتوبتنا، وإما عذبنا بصدودنا واستكبارنا، كل هذه هبات من التواب الرحيم وهبنا إياها لما أراد سبحانه أن يتوب علينا، ولولا وحيه سبحانه لَما علمِنا ما التوبة، وما طريقتها، ولولا فطرته التي فطرنا عليها بالتأله له وعبوديته، لاستكبرنا عن التوبة، ولولا أنه فتح أبوابها لنا ووعظنا بها حتى لانت قلوبنا، لَما تُبْنا، ثم يتوج سبحانه ذلك بقبولها عنا مهما عظم جرمنا، وكبرت جنايتنا، وتعددت آثامنا.
 
وكم من شخص في الدنيا يعتذر له فما يقبل ذلك ممن جنى عليه، وربنا سبحانه يقبلنا وهو غني عنا، ويفرح بنا، ويحب ذلك منا، فأي كرم أكرمنا به عز في علاه، وتبارك في مجده، سبحانه وبحمده؟ ﴿ وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الشورى: 25].
 
فالتوبة النصوح قبل مواسم الخير من أسباب تطهير القلب من أدران الذنوب والمعاصي، وتهيئته للسير في مدارج السالكين، والرقي في درجات المقربين؛ إذ المعاصي والذنوب حُجُبٌ وأقفال على القلب، تمنعه وتثبطه عن السير إلى الله جل وعلا.
 
ومتى ما تخفف العبد من أثقاله، وزالت الحجب عن قلبه - سمت روحه وارتفعت، وعلت نفسه، وحينها يجد نشاطًا وإقبالًا على الطاعة في رمضان، وتجده يسابق في الخيرات بنفس مقبلة تواقة للخير، وأما من لم يتخلص من ذنوبه، فإنه سيكون أسيرًا لها، فتكون حجبًا على قلبه أو تقصر به عن القيام بالخير في رمضان؛ ولهذا تجد أمثال هؤلاء - عافانا الله وإياكم من حالهم - لديهم ضعف في الشعور بلذة العبادة، والأنس بالطاعة، والراحة في القلب.
 
اللهم بلغنا شهر رمضان ونحن في صحة وإيمان، وأمن وأمان، وسلامة واطمئنان، يا كريم يا منان.
أقول ما سمعتم، واستغفروا الله لي ولكم؛ إنه هو الغفور الرحيم.
 
الخطبة الثانية
أما بعد:
فهي وصايا مهمة ووقفات لا بد من الإشارة إليها، ونحن على بعد مسافات بسيطة من معانقة شهر الصوم رمضان، ووقفتنا الرابعة والأخيرة فهي عبارة عن جملة من التوصيات أذكر بها نفسي وإياكم، وبشكل مختصر وعاجل؛ وهي:
أولًا: الإكثار من الدعاء أن يبلغك الله شهر الخير وأنت صحيح نقي من الذنوب، والإلحاح على الله تعالى في أن يبارك لك في وقتك وعمرك، وأن يبارك لك في رمضان، وأن يجعلك في رمضان من أسبق الناس إلى الخير.
 
ثانيًا: تعلَّم ما لا بد منه من فقه الصيام وأحكامه وآدابه والعبادات فيه؛ كالاعتكاف، والعمرة، وزكاة الفطر، وغيرها.
 
ثالثًا: اعقد العزم الصادق والهمة العالية على استغلال رمضان بالأعمال الصالحة؛ قال تعالى: ﴿ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ ﴾ [محمد: 21].
 
رابعًا: استحضر أن رمضان - كما وصفه الله عز وجل - أيام معدودات، أيام سريعة الانقضاء، أيام سريعة الرحيل، أيام سريعة الانصرام.
 
كذلك استحضر أن المشقة الناشئة عن الاجتهاد في العبادة سرعان ما تذهب، وسرعان ما تختفي بعد أيام، وسيبقى الأجر، ويبقى الثواب وشرح الصدر بإذن الله، أما المفرط، فإن ساعات لهوه وغفلته تذهب سريعًا، ولكن تبقى تبعاتها وأوزارها.
 
خامسًا وأخيرًا: التخطيط والترتيب لبرنامج يومي للأعمال الصالحة؛ كقراءة القرآن، والجلوس في المسجد، والجلوس مع الأهل، والصدقة والقيام، والعمرة والاعتكاف، والدعوة، وغيرها من الأعمال، فلا يدخل عليك الشهر وأنت في شتات، فتُحرم كثيرًا من الخيرات والبركات.
 
أسأل الله أن يبلغنا وإياكم رمضان، اللهم بلغنا رمضان وأحسن عملنا فيه، إنك أجود مسؤول وخير مأمول؛ ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].
 
 
أحمد عبدالله صالح
 
شبكة الالوكة

93865634_3107740252617320_3141509049330171904_o.jpg?_nc_cat=107&_nc_sid=8bfeb9&_nc_ohc=LVBwpohtExoAX_cF4Lm&_nc_ht=scontent.fcai2-1.fna&oh=d44a3e8daa645929d8a609ce4976a466&oe=5EC26054
 
 
 
 
 
 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
القرآن الكريم يفرق بين الصيام والصوم، فجعل الصيام للإمساك عن المفطرات كلها {كتب عليكم الصيام}
وقد جاءت سبع مرات
وجعل الصوم للإمساك عن الكلام فحسب {إني نذرت للرحمن صوما}
وقد جاءت مرة واحدة
 
 
{يا أيها الذين آمنوا كتب ..}
لأهمية الأمر صُدّرت الآية بالنداء للمؤمنين
وقد جاء هذا النداء ثلاثا وثمانين مرة ، وهذه هي الخامسة في القرآن
قال ابن مسعود: إذا سمعت يا أيها الذين امنوا {نداء} فأرعي لها سمعك، إما خير تأمر به وإما شر تنتهي عنه.
 
 
في السحر ثلاث عبادات يحرص عليها الصالحون:
1- الاستغفار: (وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ).
2- الدعاء، لأن الله يقول في السحر:
(هَلْ مِنْ دَاعٍ فَأُستجيب له)
3- السحور، لقول النبي ﷺ :
(تسحّروا فإن في السحور بركة).
 
 
إذا كان النبي ﷺ أجود
ما يكون في رمضان ،،
فكيف بالجود الإلهي من عتق
وعفو وغفران وعطايا وهبات ؟
ناصر عبدالكريم
 
 
(إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة، وغُلِّقت أبواب جهنم
وسلسلت الشياطين)ص البخاري
ما الفائدة من فتح أبواب الجنة وهي بعيدة عنا؟
فتح أبواب الجنة له آثار وبركات ونزول للرحمات
يجدها أهل الطاعة فتحفزهم على التشمير للعبادات
ويعظُم الأثر وتقلّ العوائق والصوارف
مع إغلاق جهنم وتصفيد الشياطين
إيمان الكردي
 
 
{كُتب} بضم الكاف، بالبناء للمجهول للأمور العسير الشاقة على النفس نحو {كتب عليكم القتال}{كتب عليكم القصاص} {كتب عليكم إذا حضر...}
أما {كَتب} بالبناء للمعلوم، فهي في سياق الأمور المحبوبة لنفس {وابتغوا ما كتب الله لكم} {كتب ربكم على نفسه الرحمة}
 
 
﴿.. واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة وبشر المؤمنين﴾
أغلقت المساجد
فأصبحت بيوت المسلمين كلها مساجد
كم من محنة في طيها منحة
د.عبد المحسن المطيري
 
 
مع نشر صور مصليات البيوت -مع التحفّظ-، لكن ضد نشر التلاوات في الصلاة من هنا وهناك في البيوت.
العمل الخفي هو الذي يبقى، ومهما جاهد المرء نفسه؛ فلابد أن يقع في النفس شيء.
رمضان هذا السنة غير. أراده الله لكم؛ لتخفوا عباداتكم لربكم.
 
الصورة
 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
رمضان هذا ليس كسائر الرمضانات ، حيث نقضي معظم أوقاته في بيوتنا وبين عوائلنا ، مع أنفسنا أكثر ، وكأنها رسالة من الله إلينا بأنه ﴿ لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ﴾
هي فرصة عظيمة لمراجعة النفس وتهذيبها ، والعمل بقوله ﴿ ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ﴾


النية تجارة العلماء؛ أي استحضار أكثر من نية عند العمل الواحد، فالنية أبلغ من العمل؛ ومن ذلك تعدد نيات قراءة القرآن:
- طلباً للأجر
- العلم بالأحكام
- نيل شفاعة القرآن الكريم
- أن يكون من أهل القرآن
- تنزل الملائكة عليه
- ذكر الله له
- نيل الخيرية
- الاستشفاء به
- النجاة من الفتن
د. حسين الفيفي


ليكن صومك عبادة وليس عادة.!
استحضر نية العبادة والطاعة، فنبينا ﷺ قد ارشدنا أن يكون صيامنا وقيامنا إيماناً واحتساباً.
لأن من الناس من يصوم رمضان لأنه اعتاد فعل ذلك منذ الصغر، أو لأن المجتمع حوله يمسك عن الأكل والشرب فاعتاده دون أن يفكر أو يتأمل في هذه العبادة وعِظَم أجرها.
د. حسين الفيفي


اجعل مصحفاً بجوارك تقرأ فيه جزءاً أو أقل قبل أن تنام ؛
فيكون آخر عهدك من الدنيا تلاوة كلام الله، وتنام وأنت على ذكر وطهارة .
(مَنْ بَاتَ طَاهِرًا بَاتَ فِي شِعَارِهِ مَلَكٌ فَلَمْ يَسْتَيْقِظْ إِلَّا قَالَ الْمَلَكُ:اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَبْدِكَ فُلَانٍ، فَإِنَّهُ بَاتَ طَاهِرًا)


سمي باب الصيام (الريان) من الرِّيِّ الذي هو ضد العطش ،
وهذا مما وقعت المناسبة بين لفظه ومعناه ، لأنه مشتق من الري و، هو مناسب لحال الصائمين
في الصحيحين عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إنَّ في الجنة باباً يقال له : الرَّيَّان ، يدخل منه الصائمون يوم القيامة ، لا يدخل منه أحدٌ غيرُهم ، يقال : أين الصائمون ؟ فيقومون ، لا يدخل منه أحدٌ غيرهم ، فإذا دخلوا أُغلق فلم يدخل منه أحد " لفظ البخاري .


"ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر".
قدم العذر بالمرض على العذر بالسفر في إباحة الفطر بهما؛ لأن في المرض قعودا وفي السفر حركة، والقعود مقدم على الحركة في العذر كالجهاد لأن الصوم منه.
ولأن المرض يأخذ الإنسان بالقهر بغير اختيار منه ومظنة الإتلاف بخلاف السفر.
 
الصورة

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ثلاثيات رمضانية


أحوال الناس في رمضان:
فعن أبي واقدٍ اللَّيثي أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - بينما هوَ جالسٌ في المسجدِ، والناسُ معَهُ؛ إِذْ أَقبَلَ ثلاثةُ نفَر، فأَقبلَ اثنانِ إِلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، وذهبَ واحد، قالَ: فوقَفا على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فأَمَّا أحدهما فرأى فُرجةً في الحلقة، فجلس فيها، وأمّا الآخر فجلس خلفهم، وأمّا الثالثُ فأدبَرَ ذاهباً، فلمَّا فرَغَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قالَ:
«ألا أُخْبرُكُم عنِ النَّفَرِ الثلاثةِ؟ أمَّا أحدُهم فأَوَى إِلى اللهِ، فآواهُ الله، وأمَّا الآخَرُ فاستَحيْا، فاستَحيْا اللهُ منْهُ، وأمَّا الآخَرُ فأَعرَضَ، فأَعرَضَ اللهُ عنهُ».
أخرجه البخاري.


الحديث يشير إلى قسمة ثلاثية عامة، تدخل في مناحي ومجالات متعددة منها أحوال ومراتب وأقسام الناس في شهر رمضان:
القسم الأول: الصنف المحروم: الذي أعرض بقلبه عن جوهر الصيام، إذ يصوم عن الطعام والشراب وسائر المفطرات وهو صيام البطون، إلا أنه معرض عن كل ما يوصله إلى حكمة وحقيقة الصيام، فلا يظهر أثر الصيام له على جارحة أو عمل، ومن باب أولى قلبه بمعزل عن ذلك.
القسم الثاني: الصنف المتردد: الذي أدى بعض الطاعات والعبادات حياءً من الناس، بلا مبادرة ولا مسارعة ولا دافع تلقائي ولا بصيرة أو قناعة، وهذا أفضل من القسم الأول وقد ينتفع ويرتقي شيئاً فشيئاً إذا فقه حقيقة ومغزى الصيام.
القسم الثالث: الصنف المرحوم: الذي أوى إلى الله وأقبل بكليته حباً وفرحاً وسروراً وشكراً لله على إداركه شهر رمضان، فصامت جوارحه وقلبه قبل بطنه، وحقق الغاية والحكمة المرجوة من الصيام.


ثلاثٌ من خصائص شهر رمضان المبارك:
قال عليه الصلاة والسلام: «إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أبْوَابُ الجَنَّةِ، وغُلِّقَتْ أبْوَابُ جَهَنَّمَ وسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ».
متفق عليه.
1- تُفَتَّحُ فيه أبوابُ الجنة فلم يُغلَق منها باب.
2- تُغَلَّقُ فيه أبواب جهنم فلم يفتح منها باب.
3- تُصَفَّد فيه الشياطين ومردة الجن بالسلاسل والأغلال.


ثلاثة أشياء من جمعها وحققها في رمضان غُفر له ما تقدم من ذنبه:
1- قال عليه الصلاة والسلام: «من صامَ رمضانَ إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تَقَدَّم من ذنبه».
متفق عليه.
2- قال عليه الصلاة والسلام: «مَنْ قامَ رمضانَ إيماناً واحتِساباً؛ غُفِرَ لهُ ما تَقدَّمَ من ذنبه».
متفق عليه.
3- قال عليه الصلاة والسلام: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ».
متفق عليه.


ثلاثة من لم يدعها فلا حاجة لله في صيامه:
قال عليه الصلاة والسلام: «مَنْ لم يَدَعْ قوْلَ الزُّورِ وَالعملَ بِه، والجهلَ، فَلَيْسَ لله حَاجَةٌ في أَن يَدَعَ طَعامَهُ وشرابَهُ».
أخرجه البخاري.
1- قول الزور: أي قول المحرم من الكذب وغيره.
2- العمل به: الميل عن الحق والعمل بالباطل.
3- الجهل: السفه.


ترتيب ثلاثية الإفطار:
عن أنس ابن مالك رضي الله عنه قال: «كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يُفطِرُ علَى رُطَباتٍ قبلَ أن يصلِّيَ فإن لم تكن رُطَباتٌ فعلى تَمراتٍ فإن لم تَكُن حَسا حَسَواتٍ مِن ماءٍ».
أخرجه أبو داود وصححه الألباني.
فالأولى للصائم أن يبدأ بالرطب عند الفطر، فإن لم يجد فعلى تمرات، وإلا فليشرب قليلا من الماء.
1- الرطب: ثمر النخل الغض قبل أن يجف، ويسمى بلحاً.
2- التمر: بعد جفاف الرطب.
3- حسوات من ماء: أي جرعات قليلة من الماء.


ثلاثة أشياء كان يحرص عليها النبي – صلى الله عليه وسلم- في العشر الأواخر من رمضان:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شدَّ مئزره وأحيا ليله، وأيقظ أهله».
متفق عليه.
1- شدَّ مئزره: أي اجتهد في العبادة زيادةً على عادته في غيره.
2- أحيا ليله: أي بالسهر للعبادة.
3- أيقظ أهله: ليصلوا من الليل.


الصوم حصن حصين ووقاية للعبد من ثلاثة أشياء:
قال عليه الصلاة والسلام: «الصَّومُ جُنَّةٌ».
صحيح الجامع.
1- وقاية من الشهوات والمآثم.
2- وقاية من عذاب الاخرة.
3- وقاية من العلل والأدواء الناشئة عن الاستغراق في الملذات.


رمضان شهر الصبر، وهو دورة تدريبية لإتقان أنواع الصبر الثلاثة:
1- صبرٌ على طاعة الله.
2- وصبرٌ عن معصية الله.
3- وصبرٌ على أقدارِ الله المؤلمة.


ثلاثُ حِكمٍ وغايات من جمعها فقد حقق غاية الصيام وجوهره، هي:
1- تحقيق التقوى: وجماعها فعل الطاعات وترك المنهيات.
2- كسر الشهوة: فالصوم يُضيِّق مجاري الشهوة، ومن أدمن الصوم ضعفت شهوته.
3- تطويع النفس: فالصوم مدرسة في تزكية النفس وصفائها، وارتقاء الروح وسموها.


مراتب الصوم ثلاث:
1- صوم البطون: وهو أدناها.
2- صوم الجوارح.
3- صوم القلوب: وهو أعلاها.


الناس باعتبار السباق والنزال والفوز والانتفاع في رمضان ثلاثة أقسام:
1- قسم خارج المضمار والميدان: كالجمهور الذين يتفرجون وينظرون ويتابعون المتبارين، فلا يدخلون في حسبة الفوز من عدمه، فهم بعيدون عن أي مكسب!
2- قسم دخل السباق وقبل التحدي، ولكن بهمم ضعيفة وعزائم فاترة، فالنتيجة الحرمان والخسارة.
3- أصحاب الرغبات الصادقة والعزائم القوية وبصيرة ثاقبة، فهم الفائزون الرابحون المحسنون.
قال الحسنِ البصري رحمه الله في بيان هذه الأصناف: إنَّ اللَّه جعلَ شهرَ رمضانَ مضمارًا لخلقه يَسْتَبِقُون فيه بطاعتهِ إلى مرضَاتهِ، فسبق قومٌ ففازُوا، وتخلَّف آخرونَ فخابُوا، فالعجَبُ من اللاعِبِ الضَّاحِكِ في اليومِ الذي يفوزُ فيه المحسنونَ ويخسرُ فيه المبطِلُونَ.
روائع التفسير لابن رجب الحنبلي (2/29).


ثلاثة من حققها نال أعلى العوائد والأرباح والأجور في هذا الشهر المبارك:
1- بصيرة وفقه في ثمرة وحكمة وغاية الصوم.
2- رغبة صادقة في تحقيق أعلى مراتب الصوم بحسب مراد الله عز وجل.
3- عزيمة قوية وإرادة حقيقية وهمة عالية، لتحقيق جوهر ولُبِّ وروح الصيام.


رمضان شهر التغيير الإيجابي، ومعادلته ترتكز على ثلاثة أمور:
أولا: مراجعةُ العبدِ ذاتَه وتقييمَه لنفسه وتشخيصُ أمراضه.
ثانيا: مصارحةُ النَّفسِ وَوَضعِ خطةٍ واضحة للتغيير.
ثالثا: المحاسبة المستمرة، مع الهمة والعزيمةِ نحو الأفضل.
 
أيمن الشعبان
 
صيد الفوائد

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

خواطر عن ليله القدر

 

من رآى ليلة القدر يقظة أو مناما أو إحساسا فليكتم ذلك.

يقول النووي رحمه الله: (ويستحب لمن رآها كتمها) المجموع 6/453 لأسباب:

1- لأنها كرامة والكرامات تخفى.

2-لئلا يدخله العجب والرياء ويحسب أنه رآها لأنه من أهل المراتب العالية والدرجات السامية

3-لئلا يثبط الناس ويكسلهم عن الاجتهاد.

د.حسين الفيفى

 

 

إذا قصرت فيما مضى فالعشر الأواخر أعظم أجراً

لا تغفل لا تكسل لا تنشغل رتل الآيات .. ردد الأذكار .. أكثر من الدعاء

احمد المعصراوي

 


(تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ )
عادة (الملوك) إذا أذنوا (أكرموا) والله أجل وأعلى وأكرم
( مِنْ كُلِّ أَمْرٍ) أي : تتنزل الملائكة بكل أمر قضاه الله من رزق وغيره
( ادخل أمنياتك معهم). . / عقيل الشمري

 

 

لا تبحثوا عن #ليلة_القدر بين أعمدة المساجد فحسب

بل ابحثوا عنها في رضا أب وأم وأخ وأخت في صلة رحم وإطعام مسكين وكسوة عارٍ وتأمين خائف ورفع مظلمة وكفالة يتيم ومساعدة مريض ابحثوا عنها في رضا الرب والإقلاع عن الذنب في ضمائركم قبل مساجدكم فصنائع المعروف تقي مصارع السوء

احمد المعصراوي

 

 

دعاء ليلة القدر المأثور، هو ما ورد عن عائشة رضي الله عنها قالت: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ وَافَقْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، بِمَ أَدْعُو؟ قَالَ: “قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي”.

 

 

كن يقـظاً إن دنى آخـر الشهر ،

ففي الثلث الأخير #ليلة_القدر ، بدعوة يتغير حالك بأمر المقتدر .

( فيهَا يُفْرَق كُل أمرٍ حكيم )

 

 

﴿تَنَزَّل الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوح فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ﴾

يا له من ترغيبٍ في الطاعة!

فإنَّ الإنسان ينشَط بالطَّاعات عند حضور الأكابر من العلماء والزهَّاد فما بالك بالملأ العلويِّ وعلى رأسهم أمينُ الوحي جبريل عليه السلام؟

 

 

ابحث عن #ليلة_القدر في سجدة خاشعة أو تلاوة متدبّرة أو صدقة مُتقبّلة أو برّ والدين أو عطف على مسكين أو جبر قلب كسير أو كفالة يتيم أو إدخال سرور على مكروب،

"الأبواب إلى رضوان الله كثيرة"

 

 

لماذا سميت #ليلة_القدر بهذا الاسم ؟

قيل: من القدر= التضييق

قال الخليل بن أحمد: (لأن الأرض تضيق بالملائكة لكثرتهم فيها تلك الليلة) / نايف الفيصل

 

 

 

 

 ﴿ إنّا أنزلناه في ليلة القدر ﴾

شهر رمضان خيرته من الشهور وليلة القدر خيرته من الليالي ومكة خيرته من الأرض ومحمدﷺ خيرته من خلقه.

#ابن_القيم 

 


 من أفضل الأعمال في ليلة القدر قراءة القرآن،

ففيها أُنزل (إنا أنزلناه في ليلة القدر) (إنا أنزلناه في ليلة مباركة

/عبدالعزيز الطريفي

 


  ‏﴿ ليلة القدر خيرٌ من ألف شهر ﴾

أي أن ثواب قيامها أفضل من ثواب العبادة لمدة ثلاث وثمانين سنة وثلاثة أشهر تقريبا !!

فضل الله ما أوسعه .

/ حاتم المالكي

 

 

اللهم في هذه الليل المباركة أدم لي أحبتي وأهلي وصحبتي واعتق رقابهم من النار وارفع عنهم شر البلاء وارزقهم من واسع فضلك يا كريم.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

نشاط الفراشات - فراشتي .. وردتي


الحكمة من الصيام التقوى

راتب النابلسي

 

أيها الأخوة الكرام ، يقول الإمام الشافعي رحمه الله تعالى : ” العبادات في الإسلام معللة بمصالح الخلق ” .

و الله عز وجل يقول :

 

﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) ﴾

 ( سورة البقرة)

هذه علة الصيام أو حكمة الصيام على اختلاف في الأقوال : ﴿ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ ما التقوى ؟

وردت التقوى في القرآن الكريم في أكثر من ثلاثمئة آية .

أيها الأخوة ، الإنسان في حياته الدنيا معرض لكثير من المخاطر ، الدنيا خضرة نضرة سمها في دسمها ، فيها منزلقات ومتاهات ، مالها يغري ، ويردي ، ويشقي ، نساؤها حبائل الشيطان ، الأهل والولد مشغلة مجبنة مبخلة ، الشهوات فيها مستعرة بأبهى حللها ، الفتن فيها يقظى في أجمل أثوابها ، السؤل : ﴿ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ كيف يتقي الإنسان الضياع في تلك المتاهات والضلالات ؟ كيف يتقي الإنسان الانجذاب إلى هذه الفتن المهلكات ؟ كيف يتقي الإنسان خطر الانغماس في تلك الشهوات ؟ كيف يتقي الإنسان حمئة المزاحمة في جمع الدراهم والثروات ؟ أسئلة كثيرة الإجابة عنها ، حينما يبني الإنسان تصوراته عن الكون ، والحياة ، والإنسان وفق البيان الإلهي ، وحينما ينطلق الإنسان في حركته اليومية وفق التشريع الإلهي ، يكون قد أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان ، والصيام من أجل التقوى .

أما إذا ضلّ عقله ، وساء عمله ، فقد أسس بنيانه على شفا جرف هار ، فانهار به في نار جهنم ، لذلك عبادة الله الحقة والخالصة تقي الإنسان شقاء الدنيا وعذاب الآخرة ، قال تعالى :

 

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ .

( سورة البقرة )


﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) ﴾
 ( سورة البقرة)
تتقون هذه الأخطار ، هذه المنزلقات ، هذه المعاصي ، هذه الآثام ، تتقون العدوان على بعضكم بعضاً ، تتقون أن تأخذوا مالاً ليس لكم ، تتقون أن تعتدوا على أعراض المسلمين، من أجل ألا تقع في معصية أراد الله أن نصوم .
 
أيها الأخوة ، هل غير الله واجب الوجود ، الذات الكاملة ، الحي القيوم ، صاحب الأسماء الحسنى والصفات الفضلى ، الواحد الأحد ، الفرد الصمد ، الأول والآخر ، الظاهر والباطن ، من بيده ملكوت السماوات والأرض ، من إليه يرجع الأمر كله ، من هو مالك الملك إيجاداً ، وتصرفاً ، ومصيراً ، هل غير الله يُتقى سخطه ويرجى رضوانه ؟ هل غير الله تتقى ناره وترجى جنته ؟ إن الله فرض علينا الصيام من أجل التقوى :
 
﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) ﴾
 ( سورة البقرة)
الآية الكريمة :
 
﴿ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ (52) ﴾ .
( سورة النحل )
أتتقون إنساناً قوياً تنبطحون أمامه ، تنفذون تعليماته بحذافيرها ، خوفاً منه ولا تتقون الله عز وجل ؟!
 
﴿ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَتَّقُونَ (52) ﴾ .
( سورة النحل )
هل من جهة في الكون يمكن أن تتقيها وتنسى الله عز وجل ؟
لكننا لا نتقي الله لأننا في قبضته ، أو لأن أمرنا كله راجع إليه فحسب ، بل لأنه ذو الجلال والإكرام ، ذو الطول والإنعام ، رحمن رحيم ، منعم كريم ، إنه قال عن نفسه :
 
﴿ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ(56)﴾ .
( سورة المدثر)
لا لأننا في قبضته فحسب بل لأنه ذات كاملة كمالاً مطلقاً :
 
﴿ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ(56)﴾ .
( سورة المدثر)
هو أهل أن تفني شبابك من أجله ، هو أهل أن تعيش لرضوانه .
 
أيها الأخوة الكرام ، الإنسان لن يتقي سخط جهة ، ولن يسعى لمرضاتها ، إلا إذا أيقن بوجودها ، وأيقن بما يناله منها من مغنم كبير إذا هو أطاعها ، وما يصيبه منها من خسارة فادحة إذا هو عصاها ، لذلك قال تعالى :
 
﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ(57) ﴾
( سورة المائدة )
آمن بالله الإيمان الذي أراده الله ، آمن بالله الإيمان التحقيقي ، آمن بالله الإيمان التوثيقي من أجل أن تتقيه .
أيها الأخوة الكرام ، إن لهذا الكون خالقاً عظيماً ، ورباً رحيماً ، ومسيراً حكيماً ، هو أهل أن تطيعه ، قال تعالى :
 
﴿ إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ(6) ﴾ .
( سورة يونس )
من أجل أن تتقي الله ينبغي أن تعرفه من خلال آياته الكونية ، ومن خلال آياته التكوينية :
 
﴿ قُلْ سِيرُواْ فِي الأَرْضِ ثُمَّ انظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ﴾
( سورة الأنعام )
ومن خلال آياته القرآنية :
 
﴿ قُرآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ(28)﴾
( سورة الزمر)
 
أيها الأخوة الكرام ، إن تعجب فاعجب من هؤلاء الذين لا يتقون بل إذا قلت لأحدهم اتق الله أخذته العزة بالإثم ، لمَ لا يتقي الله ربه ؟ لمَ لا يتقي أن يعصيه ؟ لمَ لا يهتدي بهديه في أعماله كلها وأقواله كلها وأحواله كلها ؟ مع أن الله يعلم الإنسان من خلال العقل الذي أودعه فيه ، ومن خلال الفطرة التي فطر عليها ، ومن خلال الكتاب الذي أنزله على رسوله ، ومن خلال السنة التي بينت كتابه ، ومن خلال الحوادث التي تؤكد حكمته وعدالته ، ومن خلال دعوة الدعاة وإلهام الملائكة ، لمَ لا يتقي الإنسان ربه ؟ مع أن الله يعلمه ، قال تعالى :
 
    ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ (282)  ﴾ .
 ( سورة البقرة الآية : 282 )
بالعقل ، وبالفطرة ، وبالحوادث ، وبالقرآن ، وبالسنة ، وبدعوة الدعاة :
 
    ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (282)  ﴾ .
( سورة البقرة الآية : 282 )
 
1 ـ القول السديد :
أيها الأخوة الكرام ، من الوسائل الفعالة التي تسرع في خطا الإنسان إلى تقوى الله ؛ القول السديد :
 
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) ﴾
(سورة الأحزاب)
(( لَا يَسْتَقِيمُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ ، وَلَا يَسْتَقِيمُ قَلْبُهُ حَتَّى يَسْتَقِيمَ لِسَانُهُ )) .
[ أحمد عن أنس بن مالك]
ومعاصي اللسان لا تعد ولا تحصى :
(( إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ لَا يَرَى بِهَا بَأْسًا يَهْوِي بِهَا سَبْعِينَ خَرِيفًا فِي النَّارِ )).
[ رواه الترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ]

2 ـ أن تكون البيئة التي حولك مؤمنة :
شيء آخر من الوسائل الفعالة للوصول إلى التقوى ونحن في رمضان ، و رمضان من أجل التقوى ، أن تكون البيئة التي حولك مؤمنة :
(( لا تصاحب إلا مؤمنا ، ولا يأكل طعامك إلا تقي )) .
[ وأبو داود والترمذي وابن حبان والحاكم عن أبي سعيد ]
 
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119)﴾ .
( سورة التوبة )

3 ـ أن تبتغي إلى الله الوسيلة :
من الوسائل الفعالة التي توصلك إلى التقوى ونحن في رمضان ، ورمضان من أجل التقوى ، أن تبتغي إلى الله الوسيلة ، والوسيلة تعلم العلم على أيدي علماء مخلصين ، ومن الوسيلة العمل الصالح الخالص لوجهه الكريم ، ومن الوسيلة العبادات الدؤوبة :
 
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ (35) ﴾
( سورة المائدة)
 
أيها الأخوة ، طريق التقوى ليس مفروشاً بالرياحين ، بل هو طريق محفوف بالمكاره ، لأن الله عز وجل  يقول :
 
﴿ إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ (90) ﴾
( سورة يوسف)
ينبغي أن تصبر عن المعاصي ، ينبغي أن تصبر على الطاعات ، ينبغي أن تصبر على قضاء الله وقدره :
﴿ إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (90) ﴾
( سورة يوسف)
والتقوى لا تقبل أن تعطيها بعضك ، بعض اهتمامك ، بعض وقتك ، لا بد من أن تبذل من أجلها الغالي والرخيص والنفس والنفيس لذلك قال تعالى :
 
﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ (16) ﴾
( سورة التغابن)


ابذلوا كل الوسع من أجل التقوى .
 
1 ـ يكفر عنه كل سيئاته السابقة :
أيها الأخوة ، من عظيم إكرام الله أنك إذا سلكت طريق التقوى فإن الله يكفر عنك كل السيئات السابقة ، قال تعالى :
 
﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا(5) ﴾
( سورة الطلاق)

2 ـ يجعل له من أمره يسرا :
ومن عظيم إكرام الله عز وجل أن الإنسان حينما يخطو الخطوة الأولى في طريق التقوى يجعل الله له من أمره يسرا ، تنحل العقد ، تفرج الكروب ، يصبح الحزن سهلاً ، قال تعالى :
 
﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا(4)﴾ .
( سورة الطلاق )
يتيسر زواجه ، وعمله ، ودخله ، وتربية أولاده .

3 ـ يجعل له مخرجاً من كل ضيق :
ومن عظيم إكرام الله عز وجل  أن التقوى جعلها الله مخرجاً من كل ضيق :
 
﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً ﴾ .
( سورة الطلاق )
نزلت فلما استحكمت حلقاتها          فرجت و كان يظن أنها لا تفرج
* * *
 

د,راتب النابلسي


 
قد تكون صورة لـ ‏نص مفاده '‏1رمضان اللهم قد حضر أول يوم من شهر رمضان وقدأفترضت علينا صیامه وانزلت فيه القران هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان اللهم صیامه وتقبله وتسلمه منا وسلمه لنا في يسر منك وعافية إنك على كل شئ قدير @a_aisha87 سیجي العربية‏'‏

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 كَم بَقيَ على رَمضان؟

1443 هـ

 

  نحن على مشارف شهرٍ مبارك وموسم عظيم دنَت أيامه وقرُب مجيئه ، بما يحمله هذا الشهر من خيرات عظيمة وبركات عميمة

  البعض ينتظر قدوم رمضان  قائلا ": لئن أحييتني لرمضان لتَـريَنّ يـا ربّ مَـا أصـنَع وعـَقدٌت ليسَ للشَيطان فيه نَصيب "

 

كل الأيام أيام طاعة.. ومَنْ تاب تاب الله عليه بلحظتها ولا ينتظر الله القبول ليوم معين.. لا رمضان ولا جمعة ولا غيرها من الأيام.. الدعاء مقبول في كل لحظة وفي أي يوم.. كلها أيام الله المباركات والعبرة بالقبول وزيادة الأجر هو العمل الصالح والنية الخالصة..

 

إن الموت يأتي بغتة، وإن أقرب غائب ننتظره جميعاً هو الموت،

أخرج البخاري عن أنس - رضي الله عنه - قال: "خَطَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطًّا، وقال: هذا الإنسان، وخطَّ إلى جنبه خطًّا، وقال: هذا أجله، وخطَّ خطًّا آخر بعيدًا منه، فقال: وهذا الأمل، فبينما هو كذلك إذ جاءه الأقربُ)).


فلا تسوف  وعجل بالتوبة، وعاهد ربك الآن بين يديه أن تنيب، وأن ترجع إليه سبحانه، وأن تمتثل أمره، وأن تجتنب نهيه، وأن تقف عند حدوده، وأن تراقب الله في سرك وعلنك، وفي خلوتك وجلوتك، وأن تحرص على مجالس العلم، وأن تفرغ لها من الوقت والجهد والمال، فإن مجالس العلم تجدد الإيمان في القلب، وتحول بينك وبين معصية الله بإذنه جل وعلا؛ لأن مجلس العلم طريق يقربك إلى الجنة ويبعدك عن النار، كما قال النبي المختار: (من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً، سَهَّلَ الله له طريقاً إلى الجنة).

اللهم بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مغقودين ، اللهم اجعلنا من الصالحين وتقبل طاعاتنا ودعواتنا سرها وجهرها بالمزيد من الأجر والثواب

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
اليسر في فريضة الصيام

 

من رحمة الله بعباده أنْ شَرَعَ لهم الدِّينَ لرعاية مصالحهم وتحقيق المنافع لهم كما يعلمها الخالق -سبحانه-, وقد أكَّدَتْ جميعُ الأحكام التشريعية في الإسلام عل مبدأ رفع الحرج عن العباد في التكاليف, والتيسير عليهم في التطبيق دون مشقَّة أو ضَرَر أو عُسْر, قال الله -تعالى-: (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا)[البقرة:286]؛ وقال -سبحانه-: (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ)[الحج: 78].

 

ويُعلن القرآن الكريم مبدأَ اليُسر في أحكام الصيام في قوله -تعالى-: (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمْ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)[البقرة:185]. فإرادة اليُسر للعباد من مقاصد الدين العظيمة؛ لِيُكْمِلوا عِدَّةَ صومهم, ويُكبِّروا الله -تعالى- على ما هداهم, ولعلهم يشكرونه بسبب الترخيص والتيسير.

 

وقد شملت أحكام الصيام في رمضان ترخيصاً بالإفطار لأصحاب الأعذار؛ لدفع الحرج أو الضَّرر عنهم, وتقديراً لظروفهم المتنوعة, ومن ذلك: السَّماح بإتيان الأزواج لنسائهم في ليالي رمضان, فقد ذَكَرَ المُفسِّرون بأنَّ الْمُسْلِمِينَ كَانُوا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، إِذَا صَلَّوُا الْعِشَاءَ حَرُمَ عَلَيْهِمُ النِّسَاءُ وَالطَّعَامُ وَالشَّرَابُ إِلَى مِثْلِهَا من القابلة، ثم إنَّ ناساً من المسلمين أصابوا النساءَ والطعامَ فِي رَمَضَانَ بَعْدَ الْعَشَاءِ، مِنْهُمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ -رضي الله عنه-، فَشَكَوْا ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَأَنْزَلَ اللَّهُ -تعالى-: (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنْ الْفَجْرِ)[البقرة: 187].

 

ومن اليُسر: وجوب الإفطار على المرأة الحائض والنفساء في شهر رمضان, مع وجوب قضاء الأيام التي أفطرت فيها مراعاةً لظروفها الصعبة, ومنعاً من تأثير الصيام عليها.

 

ومن اليُسر: الترخيص بالفِطْرِ للشيخ الكبير, والمريض الذي لا يُرجى شفاؤه, فيكتفيان بدفع فدية طعام مسكينٍ عن كلِّ يومٍ أفطرا فيه, ويسقط عنهما القضاء لتعذره عليهما؛ قال -تعالى-: (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ)[البقرة:184]. قال ابن عباسٍ -رضي الله عنهما-: "هُوَ الشَّيْخُ الْكَبِيرُ وَالْمَرْأَةُ الْكَبِيرَةُ لاَ يَسْتَطِيعَانِ أَنْ يَصُومَا؛ فَلْيُطْعِمَانِ مَكَانَ كُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينًا"(رواه البخاري).

 

ومن اليُسر: إباحة الفِطر للمريض مرضاً عارضاً يُرجى شفاؤه, وللمسافر سفراً شرعياً, مع وجوب قضاء الأيام التي فاتتهما؛ قال -تعالى-: (وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ)[البقرة: 185].

 

ويَختار المسافِرُ الصيامَ أو الإفطارَ حسب تحمله؛ فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ -رضي الله عنه- قَالَ: "كُنَّا نَغْزُو مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِي رَمَضَانَ, فَمِنَّا الصَّائِمُ, وَمِنَّا الْمُفْطِرُ, فَلاَ يَجِدُ الصَّائِمُ عَلَى الْمُفْطِرِ, وَلاَ الْمُفْطِرُ عَلَى الصَّائِمِ, يَرَوْنَ أَنَّ مَنْ وَجَدَ قُوَّةً فَصَامَ فَإِنَّ ذَلِكَ حَسَنٌ, وَيَرَوْنَ أَنَّ مَنْ وَجَدَ ضَعْفًا فَأَفْطَرَ فَإِنَّ ذَلِكَ حَسَنٌ"(رواه مسلم).

 

وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ -رضي الله عنهما- قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي سَفَرٍ؛ فَرَأَى رَجُلاً قَدِ اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَيْهِ وَقَدْ ظُلِّلَ عَلَيْهِ, فَقَالَ: "مَا لَهُ؟". قَالُوا: رَجُلٌ صَائِمٌ, فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَيْسَ مِنَ الْبِرِّ أَنْ تَصُومُوا فِي السَّفَرِ"(رواه مسلم).

 

ومن اليُسر: الترخيص للحامل والمُرضِعِ بالإفطار؛ إذا خافتا على نفسيهما أو ولديهما, بناءً على توصية طبيبٍ مسلمٍ حاذق, أو شعورهما العملي بالضرر.

 

ومن اليُسر: صحة الصيام إذا أكل أو شَرِبَ ناسياً؛ حيث يتم صيامه ولا قضاء عليه, فعن أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ نَسِىَ وَهُوَ صَائِمٌ فَأَكَلَ أَوْ شَرِبَ فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ؛ فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللَّهُ وَسَقَاهُ"(رواه مسلم).

 

 

أيها المسلمون: ومن اليُسر: النهي عن صيام الوِصال رحمةً بالعباد, واجتناباً للضَّرر الحاصل منه, فعن أبي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-؛ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِيَّاكُمْ وَالْوِصَالَ" مَرَّتَيْنِ. قِيلَ: إِنَّكَ تُوَاصِلُ. قَالَ: "إِنِّي أَبِيتُ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِي, فَاكْلَفُوا مِنَ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ"(رواه البخاري).

 

ومن اليُسر: الحُكم بكفَّارةٍ لِمَنْ أفطر عمداً مع التخيير فيها, والتسامح مع العاجز عنها إشفاقاً عليه, وتداركاً للخطأ الحاصل, وتيسيراً على عِبادِه التائبين, ودفع الحرج عنهم, فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: هَلَكْتُ. فَقَالَ: "وَمَا ذَاكَ؟" قَالَ: وَقَعْتُ بِأَهْلِي فِي رَمَضَانَ, قَالَ: "تَجِدُ رَقَبَةً؟" قَالَ: لاَ, قَالَ: "هَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ؟" قَالَ: لاَ, قَالَ: "فَتَسْتَطِيعُ أَنْ تُطْعِمَ سِتِّينَ مِسْكِينًا؟" قَالَ: لاَ, قَالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ بِعَرَقٍ, وَالْعَرَقُ الْمِكْتَلُ فِيهِ تَمْرٌ, فَقَالَ: "اذْهَبْ بِهَذَا فَتَصَدَّقْ بِهِ". قَالَ: عَلَى أَحْوَجَ مِنَّا يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا بَيْنَ لاَبَتَيْهَا أَهْلُ بَيْتٍ أَحْوَجُ مِنَّا, ثُمَّ قَالَ: "اذْهَبْ فَأَطْعِمْهُ أَهْلَكَ"(رواه البخاري).

 

فهنيئاً للصائمين بفضائل صيامهم, ولأصحابِ الأعذار بسماحة الإسلام ويُسره, وتوبةِ الله ورحمته على مَنْ فرَّطَ في الإفطار ثم ندم فتدارك أمرَه بالتعويض بالقضاء والكفَّارة.

 

ويا خسارة مَنْ أفطر في رمضان يوماً بغير عذرٍ مشروع, فإنه أتى كبيرةً عظيمةً, وفاتته فضائلُ الصوم وبركاتُ شهر رمضان, قال النبيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في الرؤيا التي رآها: "حتَّى إذا كنتُ في سواءِ الجَبَلِ، فإذا أنا بأصْواتٍ شديدةٍ، فقلتُ: ما هذه الأصواتُ؟ قالوا: هذا عُواءُ أهلِ النارِ. ثُمَّ انْطَلقَ بي، فإذا أنا بقومٍ مُعَلَّقينَ بعَراقيبِهمْ، مُشَقَّقَةٍ أشْداقُهمُ تسيلُ أشْداقهم دَماً. قال: قلتُ: مَنْ هؤلاء؟ قيلَ: هؤلاء الذين يُفَطِرونَ قَبْل تَحِلَّةِ صوْمِهِمْ -أي: قبل وقت الإفطار-"(رواه ابن خزيمة وابن حبان).

 

اللهم أعِنَّا على الصيام والقيام وقراءة القرآن, واجعلنا في شهر رمضان من عُتقائك من النيران, وأدخلنا الجنة من باب الريان, يا كريم يا منَّان.

 

محمود بن أحمد الدوسري

 

ملتقى الخطباء

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

لا يتوفر وصف للصورة.

 

هذه جملة من الأحاديث الصحيحة في الصيام، قسمناها إلى ما يلي:

أولاً: أحاديث في صيام رمضان خصوصاً

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً، غُفر له ما تقدم من ذنبه) رواه الشيخان.

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: "غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لست عشرة مضت من رمضان، فمنا من صام ومنا من أفطر، فلم يعب الصائم على المفطر، ولا المفطر على الصائم" متفق عليه.

عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من صام رمضان ثم أتبعه ستاً من شوال، كان كصيام الدهر) رواه مسلم.

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا جاء رمضان فُتّحت أبواب الجنة، وغُلّقت أبواب النار، وصُفّدت الشياطين) رواه مسلم.

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه) متفق عليه.

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً، غُفر له ما تقدم من ذنبه) متفق عليه.

ثانياً: أحاديث في الصيام عموماً

عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: مرني بأمر آخذه عنك، فقال: (عليك بالصوم، فإنه لا مثل له) رواه النسائي.

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (قال الله عزوجل: كل عمل بن آدم له إلا الصيام؛ فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جنّة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب، فإن سابّه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فرح بصومه) رواه البخاري ومسلم.

عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فتنة الرجل في أهله وماله وولده وجاره، تكّفرها الصلاة، والصوم، والصدقة، والأمر والنهي) متفق عليه.

عن عثمان بن عفان رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (الصيام جُنّة من النار، كجنّة أحدكم من القتال) رواه ابن ماجه.

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الصيام جنّة وحصن حصين من النار) رواه أحمد.

عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ثلاث دعوات لا ترد: دعوة الوالد، ودعوة الصائم، ودعوة المسافر) رواه البيهقي في "السنن"، والضياء في "الأحاديث المختارة"، وإسناده حسن.

عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنك لتصوم الدهر وتقوم الليل)، فقلت: نعم، قال: (إنك إذا فعلت ذلك هجمت له العين، ونَفِهَتْ له النفس، لا صام من صام الدهر، صوم ثلاثة أيام صوم الدهر كله)، قلت: فإني أطيق أكثر من ذلك، قال: (فصم صوم داود عليه السلام، كان يصوم يوماً، ويفطر يوماً). رواه البخاري ومسلم. معنى (نَفِهَتْ) أي: تعبت، وكلَّت.

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من صام يوماً في سبيل الله، باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً) متفق عليه.

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صام الأبد فلا صام ولا أفطر) رواه النسائي.

عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صام ثلاثة أيام من الشهر، فقد صام الدهر كله)، ثم قال: (صدق الله في كتابه {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها} (الأنعام:160) رواه النسائي، وصححه الشيخ الألباني.

عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (في الجنّة ثمانية أبواب، فيها باب يُسمى الريّان، لا يدخله إلا الصائمون) رواه البخاري، وزاد النسائي: (فإذا دخل آخرهم أُغلق، من دخل فيه شرب، ومن شرب لم يظمأ أبداً).

عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن في الجنة غرفاً تُرى ظهورها من بطونها، وبطونها من ظهورها)، فقام أعرابي فقال: لمن هي يا رسول الله؟ قال: (لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وأدام الصيام، وصلى لله بالليل والناس نيام) رواه الترمذي.

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب، منعته الطعام والشهوات بالنهار، فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل، فشفعني فيه، فيشفعان) رواه أحمد.

عن الحارث الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله عز وجل أمر يحيى بن زكريا عليه السلام بخمس كلمات أن يعمل بهنّ، وأن يأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهنّ، فكاد أن يبطئ، فقال له عيسى: إنك قدُ أمرت بخمس كلمات أن تعمل بهنّ، وأن تأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهنّ، فإما أن تبلغهنّ، وإما أبلغهنّ. فقال له: يا أخي! إني أخشى إن سبقتني أن أُعذّب أو يُخسف بي، قال: فجمع يحيى بني إسرائيل في بيت المقدس، حتى امتلأ المسجد، وقعد على الشُرَف، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: إن الله عز وجل أمرني بخمس كلمات أن أعمل بهنّ، وآمركم أن تعملوا بهنّ -وذكر منهنّ- وآمركم بالصيام، فإن مثل ذلك كمثل رجل معه صرّة من مسك في عصابة، كلهم يجد ريح المسك، وإن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك) رواه أحمد.

عن علقمة والأسود رضي الله عنهما قالا: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم شباباً لا نجد شيئاً، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا معشر الشباب! من استطاع الباءة فليتزوج؛ فإنه أغضّ للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء) متفق عليه. (الباءة) في اللغة الجماع، والتقدير: من استطاع منكم الجماع لقدرته على مؤن النكاح. وقيل: المراد بالباءة هنا مؤن الزواج. و(الوجاء) الوقاية والحماية.

عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (بينما أنا نائم، إذ أتاني رجلان فأخذا بضبعيّ، فأتيا بي جبلاً وعراً، فقالا: اصعد، فقلت: إني لا أطيقه، فقالا: إنا سنسهّله لك، فصعدتُ، حتى إذا كنت في سواء الجبل، إذا بأصوات شديدة، قلت: ما هذه الأصوات؟ قالوا: هذا عواء أهل النار. ثم انطلق بي، فإذا أنا بقوم معلّقين بعراقيّبهم، مشققة أشداقهم، تسيل أشداقهم دماً، قلت: من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين يفطرون قبل تحلّة صومهم) رواه ابن خزيمة. و(الضَّبْع) هو الساعد من المرفق إلى الكتف.

عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يزال الدين ظاهراً ما عجّل الناس الفطر؛ لأن اليهود والنصارى يؤخّرون) رواه أبو داود.

ثالثاً: أحاديث في فضل السحور

عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السَّحَر) رواه مسلم.

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (السحور أكله بركة؛ فلا تدعوه، ولو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء؛ فإن الله عز وجل وملائكته يصلون على المتسحّرين) رواه أحمد وابن حبان.

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله وملائكته يصلّون على المتسحّرين) رواه ابن حبّان.

عن المقدام بن معد يكرب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (عليكم بغداء السحور؛ فإنه هو الغداء المبارك) رواه النسائي.

عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثلاث من أخلاق النبوة: تعجيل الإفطار، وتأخير السحور، ووضع اليمين على الشمال في الصلاة) رواه الطبراني.

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تسحّروا ولو بجرعة من ماء) رواه ابن حبّان.

 
اسلام ويب
 
قد تكون صورة ‏نص‏
تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

أربعون حديثًا في الصيام

الحديث الأول:

عن طلحة بن عبيدالله رضي الله عنه: ((أن أعرابيًّا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثائرَ الرأس، فقال: يا رسول الله، أخبرني ماذا فرض الله عليَّ من الصلاة؟ فقال: الصلوات الخمس إلا أن تطوع شيئًا، فقال: أخبرني ما فرض الله عليَّ من الصيام؟ فقال: شهر رمضان إلا أن تطوع شيئًا، فقال: أخبرني بما فرض الله عليَّ من الزكاة؟ فقال: فأخبره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شرائع الإسلام، قال: والذي أكرمك لا أتطوع شيئًا ولا أنقص مما فرض الله عليَّ شيئًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أفلح إن صدق، أو دخل الجنة إن صدق))؛ [أخرجه البخاري رقم: (1792)].

الحديث الثاني:

عن عائشة رضي الله عنها: ((أن قريشًا كانت تصوم يوم عاشوراء في الجاهلية، ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بصيامه حتى فُرض رمضان، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من شاء فليصمه، ومن شاء أفطر))؛ [أخرجه البخاري رقم: (1794)، ومسلم رقم: (1125)].

الحديث الثالث:

عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((الصيام جُنَّة؛ فلا يرفث ولا يجهل، وإن امرؤٌ قاتله أو شاتمه، فليقل: إني صائم؛ مرتين، والذي نفسي بيده، لَخُلُوف فم الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح المسك، يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي، الصيام لي وأنا أجزي به، والحسنة بعشر أمثالها))؛ [أخرجه البخاري رقم: (1795)، ومسلم رقم: (1151)].

الحديث الرابع:

عن حذيفة رضي الله عنه، قال: قال عمر رضي الله عنه: من يحفظ حديثًا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الفتنة؟ قال حذيفة رضي الله عنه: أنا سمعته يقول: ((فتنة الرجل في أهله وماله وجاره تكفِّرها الصلاة والصيام والصدقة...))؛ [الحديث أخرجه البخاري رقم: (1796)].

 

وأخرج مسلم رقم (144) عن حذيفة رضي الله عنه، قال: ((كنا عند عمر رضي الله عنه فقال: أيكم سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يذكر الفتن؟ فقال: قوم نحن سمعناه، فقال: لعلكم تعنون فتنة الرجل في أهله وجاره؟ قالوا: أجل، قال: تلك تكفِّرها الصلاة والصيام والصدقة...))؛ [الحديث].

الحديث الخامس:

عن سهل رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((إن في الجنة بابًا يُقال له: الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أُغلق، فلن يدخل منه أحد))؛ [أخرجه البخاري رقم: (1797)، ومسلم رقم: (1152)].

الحديث السادس:

عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((من أنفق زوجين في سبيل الله نُوديَ من أبواب الجنة: يا عبدالله، هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة دُعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دُعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصيام دُعي من باب الريان، ومن كان من أهل الصدقة دُعي من باب الصدقة، فقال أبو بكر رضي الله عنه: بأبي وأمي يا رسول الله، ما على مَن دُعيَ من تلك الأبواب من ضرورة، فهل يُدعى أحد من تلك الأبواب كلها؟ قال: نعم، وأرجو أن تكون منهم))؛ [أخرجه البخاري رقم: (1798)، ومسلم رقم: (1027)].

الحديث السابع:

عن أبي هريرة رضي الله عنه، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((قال الله: كل عمل ابن آدم له، إلا الصيام؛ فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جُنَّة، وإذا كان يوم صوم أحدكم، فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابَّه أحد أو قاتله، فليقل: إني امرؤ صائم، والذي نفس محمد بيده، لَخُلُوف فم الصائم أطيبُ عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما؛ إذا أفطر فرح، وإذا لقيَ ربه فرح بصومه))؛ [أخرجه البخاري رقم: (1805)، ومسلم رقم: (1151)].

الحديث الثامن:

وعن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((إنَّا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب الشهر، هكذا، هكذا))؛ يعني: مرة تسعة وعشرين، ومرة ثلاثين؛ [أخرجه البخاري رقم: (1814)، ومسلم رقم: (1080)].

الحديث التاسع:

عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذكر رمضان فقال: ((لا تصوموا حتى تَرَوا الهلال، ولا تفطروا حتى تَرَوه، فإن غُمَّ عليكم فاقدروا له))؛ [أخرجه البخاري رقم: (1807)، ومسلم رقم: (1080)].

الحديث العاشر:

عن أبي هريرة رضي الله عنه، يقول: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو قال: قال أبو القاسم صلى الله عليه وآله وسلم: ((صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته؛ فإن غُبيَ عليكم، فأكملوا عدة شعبان ثلاثين))؛ [أخرجه البخاري رقم: (1810)، ومسلم رقم: (1081)].

الحديث الحادي عشر:

عن عبدالرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((شهران لا ينقصان شهرًا؛ عيد رمضان، وذو الحجة))؛ [أخرجه البخاري رقم: (1813)، ومسلم رقم: (1089)].

الحديث الثاني عشر:

عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((لا يتقدمنَّ أحدكم رمضان بصوم يوم أو يومين، إلا أن يكون رجل كان يصوم صومه، فليصم ذلك اليوم))؛ [أخرجه البخاري رقم: (1815)، ومسلم رقم: (1082)].

الحديث الثالث عشر:

عن البراء رضي الله عنه قال: ((كان أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم إذا كان الرجل صائمًا، فحضر الإفطار فنام قبل أن يفطر، لم يأكل ليلته ولا يومه حتى يمسي، وإن قيس بن صرمة الأنصاري كان صائمًا، فلما حضر الإفطار أتى امرأته، فقال لها: أعندك طعام؟ قالت: لا، ولكن أنطلق فأطلب لك، وكان يومه يعمل فغلبته عيناه، فجاءته امرأته، فلما رأته قالت: خيبة لك، فلما انتصف النهار غُشيَ عليه، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ فنزلت هذه الآية: ﴿ أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ [البقرة: 187]، ففرحوا بها فرحًا شديدًا، ونزلت: ﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ [البقرة: 187]))؛ [أخرجه البخاري رقم: (1816)].

الحديث الرابع عشر:

عن عبدالله رضي الله عنه: ((أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم واصلَ فواصل الناس فشقَّ عليهم، فنهاهم، قالوا: إنك تواصل، قال: لستُ كهيئتكم، إني أظل أُطعم وأُسقى))؛ [أخرجه البخاري رقم: (1822)، ومسلم رقم: (1102)].

الحديث الخامس عشر:

عن عائشة رضي الله عنه قالت: ((كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يُقبِّل ويباشر وهو صائم، وكان أمْلكَكم لإربه))؛ [أخرجه البخاري رقم: (1826)، ومسلم رقم: (1106)].

الحديث السادس عشر:

عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((إذا نسِيَ فأكل وشرب فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه))؛ [أخرجه البخاري رقم: (1831)، ومسلم رقم: (1155)].

الحديث السابع عشر:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((بينما نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذ جاءه رجل فقال: يا رسول الله، هلكت، قال: ما لك؟ قال: وقعت على امرأتي وأنا صائم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: هل تجد رقبة تعتقها؟ قال: لا، قال: فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين؟ قال: لا، فقال: فهل تجد إطعام ستين مسكينًا؟ قال: لا، قال: فمكث النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فبينا نحن على ذلك أُتيَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعرق فيه تمر، والعرق: المكتل، قال: أين السائل؟ فقال: أنا، قال: خذ هذا فتصدق به، فقال الرجل: أعلى أفقر مني يا رسول الله؟ فوالله ما بين لَابَتَيها - يريد الحَرَّتين - أهل بيت أفقر من أهل بيتي، فضحك النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى بدت أنيابه، ثم قال: أطعمه أهلك))؛ [أخرجه البخاري رقم: (1834)، ومسلم رقم: (1111)].

الحديث الثامن عشر:

عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((أن حمزة بن عمرو الأسلمي قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: أأصوم في السفر؟ وكان كثير الصيام، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: إن شئت فصُم، وإن شئت فأفطر))؛ [أخرجه البخاري رقم: (1841)].

الحديث التاسع عشر:

عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه، قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في سفر، فرأى زحامًا ورجلًا قد ظُلِّل عليه، فقال: ما هذا؟ فقالوا: صائم، فقال: ليس من البر الصوم في السفر))؛ [أخرجه البخاري رقم: (1844)، ومسلم رقم: (1115)].

الحديث العشرون:

عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: ((كنا نسافر مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فلم يُعِبِ الصائم على المفطر، ولا المفطر على الصائم))؛ [أخرجه البخاري رقم: (1845)، ومسلم رقم: (1118)].

الحديث الحادي والعشرون:

عن عائشة رضي الله عنها تقول: ((كان يكون عليَّ الصوم من رمضان، فما أستطيع أن أقضي إلا في شعبان، قال يحيى: الشغل من النبي أو بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم))؛ [أخرجه البخاري رقم: (1849)، ومسلم رقم: (1146)].

الحديث الثاني والعشرون:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام، هو لي وأنا أجزي به، فوالذي نفس محمد بيده، لَخُلفة فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك))؛ [أخرجه مسلم رقم: (1151)].

الحديث الثالث والعشرون:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((الصيام جُنَّة))؛ [أخرجه مسلم رقم: (1151)].

وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لكعب بن عجرة: ((... الصوم جنة...))؛ [أحمد رحمه الله (3/ 321) وهو في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين لشيخنا مقبل الوادعي رحمه الله].

الحديث الرابع والعشرون:

عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قَالَ: ((قلت: يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، مُرني بأمر ينفعني الله به، قال: عليك بالصيام؛ فإنه لا مِثلَ له))؛ [أخرجه النسائي (4/ 165)، وهو في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين لشيخنا مقبل الوادعي رحمه الله].

الحديث الخامس والعشرون:

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((الصوم يوم تصومون، والفطر يوم تفطرون، والأضحى يوم تُضحُّون))؛ [أخرجه الترمذي رقم: (697)، قال الألباني رحمه الله: "قلت: وإسناده جيد"، وهو في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين لشيخنا مقبل الوادعي رحمه الله].

الحديث السادس والعشرون:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدم من ذنبه))؛ [أخرجه البخاري رقم: (38)، ومسلم رقم: (759)].

الحديث السابع والعشرون:

عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((من صام رمضان ثم أتبعه ستًّا من شوال، كان كصيام الدهر))؛ [أخرجه مسلم رقم: (1164)].

الحديث الثامن والعشرون:

عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: ((أن رجلًا جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله، أتأذن لي أن أخْتصيَ؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: خِصاء أمتي الصيامُ والقيام))؛ [رواه أحمد (2/ 173)، السلسلة الصحيحة رقم: (1830)].

الحديث التاسع والعشرون:

عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال لنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة، فليتزوج، ومن لم يستطع، فعليه بالصوم؛ فإنه له وِجاء))؛ [أخرجه البخاري رقم: (4778)، ومسلم رقم: (1400)]، وفي لفظ للبخاري رقم: (4779)، ومسلم رقم: (1400): ((يا معشر الشباب، من استطاع الباءة فليتزوج؛ فإنه أغضُّ للبصر، وأحصن للفَرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وِجاء)).

الحديث الثلاثون:

عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((النكاح من سنتي، فمن لم يعمل بسنتي فليس مني، وتزوَّجوا فإني مكاثر بكم الأمم، ومن كان ذا طَول فلينكح، ومن لم يجد، فعليه بالصيام؛ فإن الصوم له وجاء))؛ [أخرجه ابن ماجه رقم: (1846)، وهو في السلسلة الصحيحة رقم: (2383)].

الحديث الواحد والثلاثون:

عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((ثلاث أحلف عليهن: لا يجعل الله من له سهم في الإسلام كمن لا سهم له، وسهام الإسلام ثلاثة: الصوم، والصلاة، والصدقة، لا يتولى الله عبدًا فيوليه غيره يوم القيامة، ولا يحب رجل قومًا إلا جاء معهم يوم القيامة، والرابعة لو حلفت عليها لم أخَف أن آثمَ: لا يستر الله على عبده في الدنيا إلا ستر عليه في الآخرة))؛ [أخرجه أبو يعلى في مسنده (216/ 2)، السلسلة الصحيحة رقم: (1387)].

الحديث الثاني والثلاثون:

عن ابن عباس رضي الله عنهما يقول: ((قدم وفد عبدالقيس فقالوا: يا رسول الله، إنا هذا الحي من ربيعة، بيننا وبينك كفار مضر، فلسنا نصل إليك إلا في الشهر الحرام، فمُرنا بأمر نأخذ به وندعو إليه من وراءنا، قال صلى الله عليه وآله وسلم: ((آمركم بأربع، وأنهاكم عن أربع: الإيمان بالله؛ شهادة أن لا إله إلا الله وعقد بيده، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصيام رمضان، وأن تؤدوا لله خمُس ما غنمتم، وأنهاكم عن الدُّبَّاء، والنَّقير، والحَنْتم، والْمُزفَّت))؛ [أخرجه البخاري رقم: (2928)].

الحديث الثالث والثلاثون:

عن ابن عمر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((بُني الإسلام على خمسة؛ على أن يوحَّد الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصيام رمضان، والحج، فقال رجل: الحج وصيام رمضان؟ قال: لا، صيام رمضان والحج، هكذا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم))؛ [البخاري رقم: (8)، ومسلم رقم: (16) واللفظ له].

الحديث الرابع والثلاثون:

عن أبى الدرداء رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:((خمس من جاء بهن مع إيمان، دخل الجنة: من حافظ على الصلوات الخمس؛ على وضوئهن وركوعهن وسجودهن ومواقيتهن، وصام رمضان، وحج البيت إن استطاع إليه سبيلًا، وأعطى الزكاة طيبة بها نفسه، وأدى الأمانة، قالوا: يا أبا الدرداء، وما أداء الأمانة؟ قال: الغسل من الجنابة))؛ [أخرجه أبو داود رقم: (4801)، وقال الألباني رحمه الله في صحيحه: "قلت: وهذا إسناد حسن إن شاء الله تعالى"].

الحديث الخامس والثلاثون:

عن سليم بن عامر، قال: سمعت أبا أمامة رضي الله عنه يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخطب في حجة الوداع فقال: ((اتقوا الله ربكم، وصلوا خمسكم، وصوموا شهركم، وأدوا زكاة أموالكم، وأطيعوا ذا أمركم؛ تدخلوا جنة ربكم، قال: فقلت لأبي أمامة: منذ كم سمعتَ من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذا الحديث؟ قال: سمعته وأنا ابن ثلاثين سنة))؛ [أخرجه الترمذي رقم: (616)، وأحمد (5/ 262)، وقال شيخنا مقبل رحمه الله في الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين (2/ 356): "هذا حديث حسن"، وصححه الألباني رحمه الله وهو في السلسلة الصحيحة رقم: (867)].

وعن أبي قُتَيلة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قام في الناس في حجة الوداع فقال: ((لا نبيَّ بَعدِي، ولا أُمَّة بعدكم؛ فاعبدُوا ربَّكم، وأقيمُوا خمسكُم، وأعطُوا زكاتكُم، وصُومُوا شهركُم، وأطيعُوا وُلاةَ أمرِكم؛ تدخلوا جنة ربِّكم))؛ [أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (22/ 316/ 797)، وهو في السلسلة الصحيحة رقم: (3233) وقوَّاه بشواهده].

الحديث السادس والثلاثون:

عن ربعي بن حراش، قال: حدثني رجل من بني عامر جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم... وفيه فقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((لم آتِكم إلا بخير، أتيتكم لتعبدوا الله وحده لا شريك له، وتَدَعوا عبادة اللات والعزى، وتصلوا في الليل والنهار خمس صلوات، وتصوموا في السنة شهرًا، وتحجُّوا هذا البيت، وتأخذوا من مال أغنيائكم، فتردوها على فقرائكم))؛ [الحديث، أخرجه البخاري في الأدب المفرد رقم: (1084)، وأحمد (5/ 368369)، قال الألباني في السلسلة الصحيحة رقم: (2712): "قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين غير الرجل العامري، وهو صحابي فلا يضر الجهل باسمه، فإن الصحابة عدول كما هو مذهب أهل الحق"].

الحديث السابع والثلاثون:

عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:((يَدْرُس الإسلام كما يدرس وشيُ الثوب، حتى لا يُدرى ما صيام ولا صلاة ولا نسك ولا صدقة، ولَيُسرى على كتاب الله عز وجل في ليلة، فلا يبقى في الأرض منه آية، وتبقى طوائف من الناس؛ الشيخ الكبير والعجوز، يقولون: أدركنا آباءنا على هذه الكلمة: لا إله إلا الله، فنحن نقولها)). وزاد: قال صلة بن زفر لحذيفة: ((ما تغني عنهم لا إله إلا الله، وهم لا يدرون ما صلاة ولا صيام ولا نسك ولا صدقة؟ فأعرض عنه حذيفة، ثم ردَّها عليه ثلاثًا، كل ذلك يُعرض عنه حذيفة، ثم أقبل عليه في الثالثة فقال: يا صلة، تنجيهم من النار ثلاثًا))؛ [أخرجه ابن ماجه رقم: (4049)، والحاكم (4/ 473)، وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي، قال الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة رقم: (87): "قلت: وهو كما قالا"، وصححه شيخنا مقبل الوادعي رحمه الله في الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين (2/ 366)].

الحديث الثامن والثلاثون:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:((رُبَّ صائم حظُّه من صيامه الجوع والعطش، ورب قائم حظه من قيامه السهر))؛ [أخرجه أحمد (2/ 373)، وقال شيخنا مقبل الوادعي رحمه الله في الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين (2/ 383): "هذا حديث حسن"].

الحديث التاسع والثلاثون:

عن أبي بكرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:((لا يقولنَّ أحدكم: إني صمت رمضان كله، وقمته كله))، فلا أدري أكرِهَ التزكية، أو قال: لا بد من نومة أو رقدة؛ [أخرجه أبو داود رقم: (2417)، وقال شيخنا مقبل الوادعي رحمه الله في الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين (2/ 384): "هذا حديث صحيح"].

الحديث الأربعون:

عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:((ثلاث دعوات لا تُرد: دعوة الوالد، ودعوة الصائم، ودعوة المسافر))؛ [رواه البيهقي (3/ 345) وغيره، وهو في السلسلة الصحيحة رقم: (1797) للألباني رحمه الله].

وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قلنا: يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلموفيه: ((ثلاثة لا تُرد دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم تُحمل على الغمام وتُفتح لها أبواب السماء، ويقول الرب عز وجل: وعزتي لأنصرنَّكِ ولو بعد حين))؛ [أخرجه ابن ماجه، وأحمد، وصححه شيخنا مقبل الوادعي رحمه الله في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين].

 

شبكة الالوكة

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك
ملف:بسم الله الرحمن الرحیم..png - ويكيبيديا

1- ((أتاكم رمضان، شهر بركة، يغشاكم الله فيه، فينزل الرحمة، ويحطُّ الخطايا ويستجيب فيه الدُّعاء، وينظر الله تعالى إلى تنافسكم فيه، ويباهي بكم ملائكته، فأروا الله من أنفسكم خيرًا، فإنَّ الشَّقي من حرم فيه رحمة الله عزَّ وجلَّ)).

2- ((اتَّقوا شهر رمضان، فإنَّ الحسنات تضاعف فيه، وكذلك السَّيئات)).

3- ((إذا كان أوَّل ليلةٍ من رمضان، فتحت أبواب السَّماء، فلا يغلق منها باب؛ حتى يكون آخر ليلةٍ من رمضان، وليس عبد مؤمن يصلي في ليلة فيها، إلَّا كتب الله له ألفًا وخمسمائة حسنة بكل سجدة، وبني له بيتًا في الجنَّة من ياقوتةٍ حمراء، لها ستون ألف بابٍ، لكل منها قصر من ذهبٍ موشحٍ بياقوتةٍ حمراء، فإذا صام أول يوم من رمضان، غفر له ما تقدم من ذنبه، إلى ذلك اليوم من شهر رمضان، واستغفر له كل يومٍ سبعون ألف ملكٍ، من صلاة الغداة، إلى أن توارى بالحجاب، وكان له بكل سجدة يسجدها في شهر رمضان بليل أو نهار، شجرة يسير الراكب في ظلها خمسمائة عامٍ)).

4- ((إذا كان أوَّل ليلةٍ من شهر رمضان, نظر الله إلى خلقه الصُّيَّام, وإذا نظر الله إلى عبد لم يعذبه. وفيه: فإذا كان ليلة النصف. فإذا كان ليلة خمسةٍ وعشرين)).

5- ((أفضل الصَّوم بعد رمضان شعبان؛ لتعظيم رمضان، وأفضل الصَّدقة صدقةٌ في رمضان)).

6- ((ألا أخبركم بأفضل الملائكة، جبريل عليه السَّلام، وأفضل النَّبيِّين آدم، وأفضل الأيام يوم الجمعة، وأفضل الشُّهور شهر رمضان، وأفضل اللَّيالي ليلة القدر، و أفضل النِّساء مريم بنت عمران)).

7- ((اللهمَّ بارك لنا في رجب وشعبان، وبلغنا رمضان)).

8- ((إن َّالله تبارك وتعالى، ليس بتارك أحدًا من المسلمين صبيحة أوَّل يومٍ من شهر رمضان؛ إلَّا غفر له)).

9- ((إنَّ الله تعالى تصدق بفطر رمضان، على مريض أمَّتي ومسافرها)).

10- ((أنَّ النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال في قضاء رمضان: إن شاء فرَّق، وإن شاء تابع)).

11- ((إنَّ شهر رمضان شهر أمَّتي؛ يمرض مريضهم فيعودونه، فإذا صام مسلم لم يكذب، ولم يغتب، وفطره طيب، سعى إلى العتمات محافظًا على فرائضه؛ خرج من ذنوبه كما تخرج الحية من سلخها)).

12- ((إنَّ لله تبارك وتعالى في كل ليلة من رمضان عند الإفطار، ألف ألف عتيق من النَّار)).

13- ((إنَّ لله عزَّ وجلَّ في كلِّ ليلةٍ من رمضان ستمائة ألف عتيقٍ من النَّار، فإذا كان آخر ليلةٍ أعتق الله بعدد (كلِّ) من مضى)).

14- ((أنَّ ناسًا من الصحابة كانوا في المسجد، فسمعوا كلامًا من السَّماء، ورأوا نورًا من السَّماء، وبابًا من السَّماء، وذلك في شهر رمضان، فأخبروا رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم بما رأوا، فزعموا أنَّ رسول الله قال: أمَّا النُّور فنور رب العزة تعالى؛ وأمَّا الباب فباب السَّماء، والكلام كلام الأنبياء، فكل شهر رمضان على هذا الحال، ولكن هذه ليلة كشف غطاؤها)).

15- ((انبسطوا في النَّفقة في شهر رمضان؛ فإنَّ النَّفقة فيه كالنَّفقة في سبيل الله)).

 

16- ((إنَّما سمي رمضان، لأنَّه يرمض الذُّنوب)).

17- ((ذاكر الله في رمضان مغفور له، وسائل الله فيه لا يخيب)).

18- ((رجب شهر الله، وشعبان شهري، ورمضان شهر أمَّتي)).

19- ((رمضان بالمدينة خيرٌ من رمضان فيما سواه)).

20- ((رمضان بمكة أفضل من ألف رمضان بغير مكة)).

21- ((سبحان الله ماذا تستقبلون، وماذا يستقبل بكم؟ قالها ثلاثًا، فقال عمر: يا رسول الله ! وحيٌ نزل، أو عدوٌ حضر؟ قال: لا، ولكنَّ الله يغفر في أوَّل ليلةٍ من رمضان لكل أهل هذه القبلة، قال: وفي ناحية القوم رجل يهز رأسه يقول: بخٍ بخٍ! فقال له النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم: كأنَّك ضاق صدرك ممَّا سمعت؟ قال: لا والله يا رسول الله ولكن ذكرت المنافقين، فقال النَّبي صلَّى الله عليه وسلَّم: إنَّ المنافق كافرٌ، وليس لكافرٍ في ذا شيء)).

22- ((شعبان شهري، ورمضان شهر الله)).

23- ((شهر رمضان أوَّله رحمةٌ، وأوسطه مغفرةٌ، وآخره عتقٌ من النَّار)).

24- ((شهر رمضان شهر الله، وشهر شعبان شهري، شعبان المطهر، ورمضان المكفر)).

25- ((شهر رمضان شهر أمَّتي , فمن عظم شهر رمضان , وعظم حرمته ولم ينتهكه , وصام نهاره وقام ليله وحفظ جوارحه, خرج من رمضان وليس عليه ذنب يطلبه الله به)).

26- ((شهر رمضان شهر أمَّتي، ترمض فيه ذنوبهم، فإذا صامه عبدٌ مسلمٌ، ولم يكذب، ولم يغتب، وفطره طيبٌ؛ خرج من ذنوبه كما تخرج الحية من سلخها)).

27- ((شهر رمضان معلق بين السَّماء والأرض، ولا يُرفع إلى الله إلا بزكاة الفطر)).

28- ((عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه قال: دخلتُ على رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: في آخر جمعة من شهر رمضان، فلما بَصُر بي قال لي: يا جابر هذه آخر جمعة من شهر رمضان فودِّعه وقل: اللهمَّ لا تجعله آخر العهد من صيامنا إيَّاه، فإن جعلته فاجعلني مرحومًا ولا تجعلني محرومًا. فإنَّه من قال ذلك ظفر بإحدى الحُسنيين، إمَّا ببلوغ شهر رمضان، وإمَّا بغفران الله ورحمته)).

29- ((فضل الجمعة في رمضان، كفضل رمضان على الشُّهور)).

30- ((فضل شهر رجب على الشُّهور، كفضل القرآن على سائر الكلام، وفضل شهر شعبان على الشُّهور، كفضلي على سائر الأنبياء، وفضل شهر رمضان كفضل الله على سائر العباد)).

 

31- ((في شهر رمضان، من تقرب فيه بخصلة من خصال الخير، كان كمن أدَّى فريضةً فيما سواه، ومن أدَّى فريضةً فيه، كان كمن أدَّى سبعين فريضةً في غيره)).

32- ((قيل: يا رسول الله, أي الصَّوم أفضل بعد رمضان؟ فقال: صوم شعبان لتعظيم رمضان)).

33- ((كان يصلي في رمضان عشرين ركعة، والوتر)).

34- ((لا تقولوا رمضان فإنَّ رمضان اسم من أسماء الله, ولكن قولوا شهر رمضان)).

35- ((لرباط يومٍ في سبيل الله من وراء عورة المسلمين محتسبًا من غير شهر رمضان، أعظم أجرًا من عبادة مائة سنة، صيامها، وقيامها. ورباط يومٍ في سبيل الله من وراء عورات المسلمين محتسبًا من شهر رمضان، أفضل عند الله وأعظم أجرًا – أراه قال-: أفضل من عبادة ألفي سنة، صيامها، وقيامها، فإن ردَّه الله إلى أهله سالماً؛ لم تكتب عليه سيئة ألف سنة، وتكتب له الحسنات، ويجرى له أجر الرباط إلى يوم القيامة)).

36- ((لو يعلم العباد ما في رمضان؛ لتمنَّت أمَّتي أن يكون رمضان السَّنة كلها، إنَّ الجنَّة لتتزين لرمضان من رأس الحول إلى الحول ……إلخ)).

37- ((من أدرك شهر رمضان بمكة فصامه، وقام منه ما تيسر؛ كتب الله له مائة ألف شهر رمضان فيما سواه، وكتب له بكل يومٍ عتق رقبةٍ، وبكل ليلةٍ عتق رقبةٍ، وكان يوم حملان فرس في سبيل الله، وفي كلِّ يومٍ حسنة، وفي كلِّ ليلةٍ حسنة)).

38- ((من أصابه جهد في رمضان فلم يفطر، فمات دخل النَّار)).

39- ((من اعتكف عشرًا في رمضان،كان كحجتين وعمرتين)).

40- ((من أفطر في رمضان؛ فعليه ما على المظاهر)).

 

41- ((من أفطر يومًا من رمضان من غير رخصةٍ، ولا عذرٍ، كان عليه أن يصوم ثلاثين يومًا، ومن أفطر يومين كان عليه ستين، ومن أفطر ثلاثة أيام ٍكان عليه تسعين يوما)).

42- ((من أفطر يومًا من رمضان من غير عذرٍ فعليه صوم شهر)).

43- ((من أفطر يومًا من شهر رمضان في الحضر فليهد بدنةً، فإن لم يجد فليطعم ثلاثين صاعًا من تمر للمساكين)).

44- ((من رابط يوما في شهر رمضان، كان خيرًا من عبادة ستمائة سنةٍ، وستمائة ألف حجٍ، وستمائة ألف عمرةٍ)).

45- ((من صام رمضان، و ستًا من شوال، و الأربعاء و الخميس، دخل الجنَّة)).

46- ((من صام رمضان، وأتبعه ستًا من شوال؛ خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمُّه)).

47- ((من صام رمضان، وكف عن الغيبة، والنَّميمة، والكذب، والخوض في الباطل، وأمسك لسانه إلَّا عن ذكر الله – تعالى – وكفَّ سمعه، وبصره، وجميع جوارحه عن محارم الله – تعالى – وعن أذى المسلمين، كان له من القربى عند الله، أن تمس ركبته ركبة إبراهيم الخليل، عليه الصَّلاة والسَّلام)).

48- ((من صلَّى في آخر جمعةٍ من رمضان الخمس الصلوات المفروضة في اليوم والليلة، قضت عنه ما أخل به من صلاة سنته)).

49- ((من فاتته فرائض ولم يعلم عددها؛ فليصلِّ أربع ركعاتٍ أوَّل جمعةٍ في شعبان، فإن لم يتيسر له ففي أولِّ جمعةٍ من رمضان)).

50- ((من فطَّر صائمًا في رمضان من كسبٍ حلالٍ؛ صلَّت عليه الملائكة أيَّام رمضان كلها،

وصافحه جبريل عليه السَّلام ليلة القدر، ومن يصافحه جبريل عليه السلام؛ يكثر دموعه ويرق قلبه)).

51- ((من قضى صلاةً من الفرائض في آخر جمعةٍ من شهر رمضان، كان ذلك جابرًا لكلِّ صلاةٍ فاتت في عمره إلى سبعين سنةٍ)).

52- ((من كان عليه صوم من رمضان؛ فليسرده ولا يقطعه)).

53- ((من كان عليه في رمضان شيءٌ، فأدركه رمضان، فلم يقضه؛ لم يقبل منه، وإن صلَّى تطوعًا وعليه مكتوبةٌ؛ لم تقبل منه)).

54- ((من وافق موته عند انقضاء رمضان، دخل الجنَّة، ومن وافق موته عند انقضاء عرفة، دخل الجنَّة، ومن وافق موته عند انقضاء صدقةٍ، دخل الجنَّة)).

55- ((نسخ الأضحى كل ذبحٍ، وصوم رمضان كل صومٍ)).

56- ((والَّذي بعثني بالحقِّ نبيًا: إنَّ جبريل أخبرني عن إسرافيل عن الله عزَّ وجلَّ: أنَّ من صلَّى ليلة الفطر مائة ركعةٍ, يقرأ في كلِّ ركعةٍ الحمد لله مرةً, وقل هو الله أحدٌ عشر مراتٍ, ويقول في ركوعه وسجوده عشر مراتٍ: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر. فإذا فرغ من صلاته استغفر مائة مرةٍ, ثمَّ يسجد, ثمَّ يقول: يا حيُّ يا قيُّوم يا ذا الجلال والإكرام, يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما, يا أرحم الرَّاحمين, يا إله الأولين والآخرين, اغفر لي ذنوبي, وتقبل صومي وصلاتي, والَّذي بعثني بالحقِّ لا يرفع رأسه من السُّجود, حتى يغفر الله له ويتقبل منه شهر رمضان)).

57- ((يا حميراء لا تقولي رمضان فإنَّه اسم من أسماء الله تعالى، ولكن قولي شهر رمضان، فإنَّ رمضان أرمض فيه ذنوب عباده فغفرها، قالت عائشة: فقلت: يا رسول الله شوال؟ فقال شوال شالت لهم ذنوبهم فذهبت)).

58- ((أعطيت أمَّتي في رمضان خمس خصالٍ لم تعطها أمَّة قبلهم: خلوف فم الصَّائم أطيب عند الله من ريح المسك, وتستغفر لهم الملائكة حتى يفطروا, ويزين الله كل يوم جنَّته ثمَّ يقول: يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤونة والأذى, ويصيروا إليك, ويُصفَّد فيه مردة الشياطين فلا يخلصون إلى ما كانوا يخلصون في غيره, ويغفر لهم آخر ليلةٍ. قيل: يا رسول الله, أهي ليلة القدر قال: لا, ولكن العامل إنَّما يوفى أجره إذا قضى عمله)).

 

———–
* أصل المادة مأخوذ من الموسوعة الحديثية وأحاديث منتشرة على الإنترنت ، وهي مابين أحاديث موضوعة ومكذوبة ومنكرة وضعيفة.

 

اسلاميات

 

image.thumb.png.84590db771dcb3673af0526222e5255b.png


 

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

من أقوال السلف في الصيام

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:

 

فطوبى لمن وفَّقَه الله، فداوَمَ على الصيام، وكان صيامه صيام جوارح عن الذنوب والعصيان، فحظي برضا الرحمن، وفاز بالجنان، والعتق من النيران.

 

للسلف أقوال كثيرة في الصيام، يسَّر الله الكريم فاخترْتُ بعضًا منها، أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.

 

معاني في صوم شعبان أكثر من غيره:

قال العلَّامة ابن القيم رحمه الله: في صوم شعبان أكثر من غيره ثلاثة معانٍ:

أحدها: أنه كان يصوم ثلاثة أيام من كل شهر، فرُبَّما شغل عن الصيام أشهرًا، فجمع ذلك في شعبان، ليدركه قبل الفرض.

 

الثاني: أنه فعل ذلك تعظيمًا لرمضان، وهذا الصوم يشبه سنة فرض الصلاة قبلها تعظيمًا لحقِّها.

 

الثالث: أنه شهر تُرفَع فيه الأعمال، فأحَبَّ النبي صلى الله عليه وسلم أن يُرفَع عملُه وهو صائم.

 

العابد من يكون صاحب صيام:

قال ثابت البناني رحمه الله: لا يُسمَّى عابدٌ أبدًا عابدًا، وإن كان فيه كل خصلة خير، حتى تكون فيه هاتان الخَصْلتان: الصوم، والصلاة.

 

الصوم يُعين على طلب الحديث:

عن إبراهيم عن إسماعيل رحمه الله قال: كان أصحابنا يستعينون على طلب الحديث بالصوم.

 

السائحون هم الصائمون:

قال ابن مسعود وابن عباس رضي الله عنهما: ﴿ السَّائِحُونَ ﴾ [التوبة: 112] هم الصائمون.

عن عائشة رضي الله عنها قالت: سياحة هذه الأُمَّة الصيام.

قال سفيان بن عيينة: إنما سُمِّي الصائم سائحًا لتركه اللذَّات كلها من المطعم والمشرب والمنكح.

قال أبو عمر العبدي: ﴿ السَّائِحُونَ ﴾ الذين يُديمون الصيام من المؤمنين.

قال الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله: وأما قوله: ﴿ السَّائِحُونَ ﴾ فإنهم الصائمون.

قال الإمام القرطبي رحمه الله: الصائم مستمر على الطاعة في ترك ما يتركه من الطعام وغيره، فهو بمنزلة السائح.

 

الصوم المشروع:

قال العلَّامة ابن القيم رحمه الله: الصائم هو الذي صامت جوارحه عن الآثام، ولسانه عن الكذب والفحش وقول الزور، وبطنه عن الطعام والشراب، وفرجه عن الرفث، فإن تكلَّم لم يتكلَّم بما يجرح صومه، وإن فعل لم يفعل ما يفسد صومه، فيخرج كلامه كُلُّه نافعًا صالحًا، وكذلك أعماله، فهي بمنزلة الرائحة التي يشمُّها مَنْ جالَسَ حامِلَ المسك، كذلك من جالس الصائم انتفع بمجالسته له، وأمن فيها من الزور والكذب والفجور والظلم، هذا هو الصوم المشروع، لا مجرد الإمساك عن الطعام والشراب.

 

فالصوم هو صوم الجوارح عن الآثام، وصوم البطن عن الشراب والطعام، فكما أن الطعام والشراب يقطعه ويفسده، فكذلك الآثام تقطع ثوابه وتفسد ثمرته، فتُصيِّره بمنزلة من لم يَصُمْ.

 

الصوم من أكبر العون على كسر الشهوة:

قال الإمام الغزالي رحمه الله: الشهوة...أن ينظر إلى مادة قوَّتها، وهي الأغذية الطيبة المُحرِّكة للشهوة، فلا بد من قطعها بالصوم، مع الاقتصاد عند الإفطار على طعام قليل.

 

قال العلَّامة ابن القيم رحمه الله: أن ينظر إلى مادة قوَّة الشهوة فيجدها من الأغذية المُحرِّكة للشهوة، إما بنوعها وإما بكميَّتِها وكثرتها، فليحسم هذه المادة بتقليلها، فإن لم تنحسم فليُبادِر إلى الصوم، فإنه يُضيِّق مجاري الشهوة، ويكسر حِدَّتها، ولا سيَّما إذا كان أكله وقت الفطر معتدلًا.

 

وقال رحمه الله: الصوم ناهيك به من عبادة تكُفُّ النفس عن شهواتها، وتُخرِجها عن شبه البهائم إلى شبه الملائكة المقربين،... وأي حسن يزيدُ على حسن هذه العبادة التي تكسرُ الشهوة، وتقمعُ النفس...وتزهدُ في الدنيا وشهواتها، وترغبُ فيما عند الله.

 

قال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله: ليس المقصود من شرعية الصوم نفس الجوع والعطش؛ بل ما يتبعه من كسر الشهوات، وتطويع النفس الأمَّارة للنفس المطمئنة.

 

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: الصوم من أكبر العون على كسر الشهوة.

 

قال العلَّامة العثيمين رحمه الله: ومن حِكَمِ الصيام: كسر حِدَّة النفس؛ لأن النفس إذا كمَل لها نعيمُها، من أكل وشرب ونكاح، حملها ذلك على الأشَر والبَطَر ونسيان الآخر، وأصبح الإنسان كالبهيمة ليس له همٌّ إلا بطنه وفرْجه، فإذا كبَح جماحَ نفسه وعوَّدها على تَحمُّل المشاقِّ وتحمُّل الجوع وتحمُّل الظمأ وتحمُّل اجتناب النكاح؛ صار في هذا تربية عظيمة.

 

الصوم من أكبر أسباب التقوى:

قال العلَّامة ابن القيم رحمه الله: فالصوم يحفظ على القلب والجوارح صحتها، ويُعيد إليها ما استلبته منها أيدي الشهوات، فهو من أكبر العون على التقوى؛ كما قال الله تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183].

 

وقال رحمه الله: وبالجملة فعون الصوم على تقوى الله أمرٌ مشهورٌ، فما استعان أحد على تقوى الله وحفظ حدوده واجتناب محارمه بمثل الصوم.

 

قال العلامة السعدي رحمه الله: الصيام من أكبر أسباب التقوى؛ لأن فيه امتثال أمر الله واجتناب نهيه، فمِمَّا اشتمل عليه من التقوى...أن الصائم يُدرِّب نفسه على مراقبة الله تعالى، فيترك ما تهوى نفسه مع قدرته عليه؛ لعلمه باطِّلاع الله عليه.

 

قال العلَّامة العثيمين رحمه الله: الله لم يُشرع الصيام إلا لحِكَمٍ عظيمة، أهمُّها وأجلُّها وأعظمُها: التقوى؛ تقوى الله عز وجل؛ لقول الله تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183]، هذه هي الحكمة من أجل تقوى الله عز وجل، حتى إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للصائم: ((إذا سابَّه أحدٌ أو شاتَمَه فليقُلْ: إنِّي صائمٌ))؛ أي: لا يسبُّه ويرُدُّ عليه بالمثْل، وليَقُل: إني امرؤ صائم، والصائم لا يسبُّ ولا يشتُمُ ولا يَصخَبُ؛ بل عنده الطُّمَأْنينة والوقار والسكينة، وتجنُّب المُحرَّمات والأقوال البذيئة؛ لأن الصوم جُنَّة يتَّقي به الإنسانُ محارمَ الله، ويتقي به النارَ يوم القيامة، وهذه أعظمُ حِكَم.

 

تعويد الصغار على الصيام إذا أطاقوا:

عن هشام عن أبيه قال: كان يعلِّم بنيه الصلاة إذا عقلوا، والصوم إذا أطاقوا.

 

الصيام دليل على صحة الإيمان:

قال الحافظ ابن رجب: إذا اشتدَّ توقان النفس إلى ما تشتهيه مع قدرتها عليه ثم تركته لله عز وجل في موضع لا يطَّلِع عليه إلا الله، كان ذلك دليلًا على صحة الإيمان، فإن الصائم يعلم أن له ربًّا يطَّلِع عليه في خلوته، وقد حرَّم عليه أن يتناول شهوته المجبول على الميل إليها في الخلوة، فأطاع ربَّه، وامتثل أمرَه، واجتنب نهيه؛ خوفًا من عقابه ورغبةً في ثوابه، فشكر الله تعالى له ذلك، واختصَّ لنفسه عمله، هذا من بين سائر أعماله.

 

الصوم يذهب وغر الصدر:

عن الحارث رحمه الله قال: صوم شهر الصبر، وصوم ثلاثة أيام من كل شهر يذهبن بلابل الصدر. قال أبو إسحاق ومجاهد رحمهما الله: يذهبن وغر الصدر، قيل: وما وغر الصدر؟ قال: غِشُّه.

 

الصوم جُنَّة من النار:

قال الإمام ابن العربي رحمه الله: إنما كان الصوم جُنَّة من النار؛ لأنه إمساك عن الشهوات، والنار محفوظة بالشهوات، فالحاصل أنه إذا كَفَّ نفسه عن الشهوات في الدنيا كان ذلك ساترًا له من النار في الآخرة.

 

في الصوم فرح للقلب:

قال العلَّامة ابن القيم رحمه الله: الصوم...وفيه خاصية تقتضي إيثاره، وهي تفريحه للقلب عاجلًا وآجلًا، وقال رحمه الله: الصوم...أي حسن يزيدُ على حسن هذه العبادة التي تُحيي القلب وتفرحُه.

 

قال العلَّامة السعدي رحمه الله: الصوم، وبقية الأعمال،... فيها فرح للقلب.

الصوم زكاة البدن يُطهِّره من الأخلاق الرديئة:

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: الصوم زكاة البدن؛ أي: يُزكِّيه ويُطهِّره ويُنقِّيه من الأخلاط الرديئة طبعًا وشرعًا.

 

في الصوم رياضة للبدن والنفس:

قال العلَّامة ابن القيم رحمه الله: وفي الصوم الشرعي من أسباب حفظ الصحة ورياضة البدن والنفس.... الصوم...له تأثير عجيب في حفظ الصحة، وإذابة الفضلات، وحبس النفس عن تناول مؤذياتها، ولا سيَّما إذا كان باعتدال وقصد في أفضل أوقاته شرعًا، وحاجة البدن إليه طبعًا.

 

قال العلَّامة السعدي رحمه الله: ما ذكره الله في كتابه من الأعمال كلها؛ كالجهاد... والصوم، وبقية الأعمال،... فإنها وإن كان المقصود الأعظم منها نيل رِضا الله، وقربه، وثوابه...فإن فيها صحة للأبدان، وتمرينًا لها، ورياضة، وراحة للنفس...وأسرارًا خاصة تحفظ الصحة، وتنميها، وتزيل عنها المؤذيات.

 

في الصوم تمرين للنفس على قوة العزيمة والصبر والإخلاص:

قال الإمام الغزالي رحمه الله: الصوم نصف الصبر.

قال العلامة السعدي رحمه الله: في الصوم من تمرين النفوس على ترك محبوبها الذي ألفته؛ حُبًّا لله وتقرُّبًا، وتعويد النفوس وتمرينها على قوة العزيمة والصبر.

 

وفيه تقوية داعي الإخلاص، وتحقيق محبَّتِه على مَحبَّة النفس.

 

قال العلَّامة العثيمين رحمه الله: من حِكَمِ الصيام: تعويد الإنسان على تحمُّل المشقَّات والتعب؛ لأن التَّرَف والنعيم وتيسُّر الأكل والشرب، لن يدوم؛ فيُعوِّد الإنسانُ نفسَه على تحمُّل المشاقِّ.

 

الصوم من أسباب علاج الفتور الذي يعتري المؤمن:

قال العلَّامة عبدالله بن حسن القعود: من الأمراض التي قد تعتري أحدنا بينما هو شعلة متحرك وإذا هو بدأ يتغيَّر...علاج مثل هذه الأشياء: أن يتعاهد الإنسان نفسه بالقرآن، يقرأ القرآن، يتعاهد نفسَه بالسُّنَّة، يتعاهد نفسَه بالأعمال الصالحة، يُكثِر من نوافل العبادة مع نفسه، يقوم الليل بينه وبين ربِّه، ويسأل الله أن يشد من أزْرِه، يصوم ما تيسَّر.

 

تلبيس إبليس على بعض الصائمين:

قال الإمام الغزالي رحمه الله: وفرقة...اغترُّوا بالصوم، وربما صاموا الدهر، وهم فيها لا يحفظون ألسنتهم عن الغيبة، وبطونهم عن الحرام عند الإفطار، وهو مع ذلك يظن بنفسه الخير، فيهمل الفرائض، ويطلب النفل، ثم لا يقوم بحقِّه، وذلك غاية الغرور.

 

قال الحافظ ابن الجوزي رحمه الله: منهم من يلازم الصوم ولا يُبالي على ماذا أفطر، ولا يتحاشى في صومه عن غيبة ولا عن نظرة ولا عن فضول كلمة، وقد خيَّل له إبليس أن صومك يدفعُ إثمك، وكل هذا من التلبيس.

 

من علامات قبول الصيام:

قال العلَّامة العثيمين رحمه الله: قد تكون هناك علامات لمن تقبل الله منهم من الحُجَّاج والصائمين والمتصدِّقين والمصلِّين، وهي انشراح الصدر، وسرور القلب، ونور الوجه، فإن للطاعات علامات تظهر على بدن صاحبها؛ بل هي ظاهره وباطنه أيضًا.

 

تطهير الصيام:

كان أبو هريرة وأصحابه إذا صاموا قعدوا في المسجد وقالوا: نُطهِّر صيامنا.

 

تأثير من يكثر من الصيام على غيره:

قال الحافظ ابن الجوزي رحمه الله: لقيت...ولقيت الشيخ أبا منصور الجواليقي فكان كثير الصمت، شديد التحرِّي فيما يقول...وكان كثير الصوم والصمت، فانتفعت برؤية هذين الرجلين أكثر من انتفاعي بغيرهما.

 

من حكم الصيام معرفة نعمة الله عز وجل:

قال العلَّامة العثيمين رحمه الله: ومن حِكَمِ الصيام أنَّ الإنسان يذكرُ به نعمة الله عز وجل بتيسير الأكل والشرب والنكاح؛ لأن الإنسان لا يعرف الشيء إلا بضدِّه.

 

كراهية إفراد يوم الجمعة بالصيام:

قال العلامة ابن القيم رحمه الله: كان من هَدْيه صلى الله عليه وسلم، كراهةُ تخصيص يوم الجمعة بالصوم فعلًا منه وقولًا.

 

الصيام للوقاية من حرِّ يوم النشور:

قال أبو ذر الغفاري رضي الله عنه: يا أيها الناس، إني لكم ناصح، إني عليكم شفيق...صوموا الدنيا لحر يوم النشور.

 

تذكُّر الصائم للمصابين بالجوع والعطش:

قال العلَّامة العثيمين رحمه الله: ومن حكمة الله عز وجل في إيجاب الصيام أن يذكر إخوةً له مُصابين بالجوع والعطش وفَقْد النكاح فيرحمهم، ويَحنو عليهم، ويُعطيهم ممَّا أعطاه الله عز وجل.

 

أحسن مصنف في فوائد الصيام:

قال العلامة العثيمين رحمه الله: للصيام فوائد تكلَّم عليها العلماء رحمهم الله، ومن أحسن من تكلَّم عليها الحافظ ابن رجب رحمه الله في كتابه "اللطائف".

 

فليجاهد المسلم نفسه في صيام ما تيسَّر له من أيام في كل شهر، فالصيام من أسباب الوقاية من النار، ومن سبقونا كانوا يصومون حتى في أيام الحر الشديد، قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: حج الحَجَّاج فنزل بين مكة والمدينة، ودعا بالغداء، وقال لحاجبه: انظر من يتغدَّى معي...فنظر فإذا هو بأعرابي، فقال له: ائتِ الأمير.

 

فقال له الحَجَّاج: تغدَّ معي، فقال: إنه دعاني من هو خير منك فأجبْتُه.

قال: من هو؟

قال: اللَّه عز وجل دعاني إلى الصوم فصمت.

قال: في هذا الحَرِّ الشديد؟!

قال: نعم صمت ليوم هو أشدُّ حرًّا من هذا اليوم.

قال: فأفطر وتصوم غدًا.

قال: إن ضمنت لي البقاء إلى غدٍ؟

قال: ليس ذلك إليَّ.

قال: فكيف تسألني عاجلًا بآجل لا تقدر عليه؟

 

لقد بكى بعض السلف عند موته على الصيام، فعبدالرحمن بن الأسود رحمه الله بكى عند موته، وقال: وأسفاه على الصوم والصلاة! ولم يزل يتلو القرآن حتى مات.

 

وختامًا: فطوبى لمن أكرمه الله الكريم فمات وهو صائم، قال هشام بن عروة رحمه الله: كان أبي [عروة بن الزبير رضي الله عنه] يسرد الصوم، ومات وهو صائم، وقال الإمام الذهبي رحمه الله: خالد بن معدان مات صائمًا.

 

فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ

شبكة الالوكة

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

40 حديثا في الاعتكاف

 

الحديث الأول:

عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: ((كان النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله)). [أخرجه البخاري رقم: (1920)، ومسلم: (1174)].

 

الحديث الثاني:

عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: ((كان رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يعتكف العشر الأواخر من رمضان)). [أخرجه البخاري رقم: (1921)، ومسلم: (1171)].

 

الحديث الثالث:

عن عائشة -رضي الله عنها- زوج النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله ثم اعتكف أزواجه من بعده)). [أخرجه البخاري رقم: (1922)، ومسلم رقم: (1172)].

 

الحديث الرابع:

عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((كان يعتكف في العشر الأوسط من رمضان، فاعتكف عاما حتى إذا كان ليلة إحدى وعشرين وهي الليلة التي يخرج من صبيحتها من اعتكافه، قال: من كان اعتكف معي فليعتكف العشر الأواخر، وقد أريت هذه الليلة ثم أنسيتها، وقد رأيتني أسجد في ماء وطين من صبيحتها، فالتمسوها في العشر الأواخر، والتمسوها في كل وتر. فمطرت السماء تلك الليلة، وكان المسجد على عريش، فوكف المسجد فبصرت عيناي رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- على جبهته أثر الماء والطين، من صبح إحدى وعشرين)). [أخرجه البخاري رقم: (1923)].

 

الحديث الخامس:

عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قلت: هل سمعت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يذكر ليلة القدر؟ قال: نعم. اعتكفنا مع رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- العشر الأوسط من رمضان، قال: فخرجنا صبيحة عشرين. قال: فخطبنا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- صبيحة عشرين. فقال: إني أريت ليلة القدر، وإني نسيتها؛ فالتمسوها في العشر الأواخر في وتر، فإني رأيت أني أسجد في ماء وطين، ومن كان اعتكف مع رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فليرجع. فرجع الناس إلى المسجد، وما نرى في السماء قزعة. قال: فجاءت سحابة فمطرت، وأقيمت الصلاة فسجد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- في الطين والماء. حتى رأيت الطين في أرنبته وجبهته)). [أخرجه البخاري رقم: (1931)].

 

الحديث السادس:

عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: ((اعتكف رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- العشر الأوسط من رمضان يلتمس ليلة القدر قبل أن تبان له، فلما انقضين أمر بالبناء فقوض ثم أبينت له أنها في العشر الأواخر، فأمر بالبناء فأعيد، ثم خرج على الناس فقال: يا أيها الناس! إنها كانت أبينت لي ليلة القدر، وإني خرجت لأخبركم بها فجاء رجلان يحتقان معهما الشيطان فنسيتها، فالتمسوها في العشر الأواخر من رمضان، التمسوها في التاسعة، والسابعة، والخامسة. قال: قلت: يا أبا سعيد! إنكم أعلم بالعدد منا؟! قال: أجل نحن أحق بذلك منكم. قال: قلت: ما التاسعة والسابعة والخامسة؟! قال: إذا مضت واحدة وعشرين فالتي تليها ثنتين وعشرين وهي التاسعة، فإذا مضت ثلاث وعشرون فالتي تليها السابعة، فإذا مضى خمس وعشرون فالتي تليها الخامسة)). [أخرجه مسلم رقم: (1167)].

 

الحديث السابع:

عن عبدالله بن عمرو -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان. قال نافع: وقد أراني عبدالله -رضي الله عنه- المكان الذي كان يعتكف فيه رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- من المسجد)). [أخرجه مسلم رقم: (1171)، وأخرجه البخاري دون قول نافع].

 

الحديث الثامن:

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: ((إن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- اعتكف العشر الأول من رمضان، ثم اعتكف العشر الأوسط، في قبة تركية على سدتها حصير..)). [أخرجه مسلم رقم: (1167)].

 

الحديث التاسع:

عن عائشة -رضي الله عنها-: ((أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أراد أن يعتكف، فلما انصرف إلى المكان الذي أراد أن يعتكف، إذا أخبية خباء عائشة، وخباء حفصة، وخباء زينب. فقال: آلبر تقولون بهن. ثم انصرف فلم يعتكف، حتى اعتكف عشرا من شوال)). [أخرجه البخاري رقم: (1929)].

 

الحديث العاشر:

عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: ((كان النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- يعتكف في العشر الأواخر من رمضان، فكنت أضرب له خباء فيصلي الصبح، ثم يدخله فاستأذنت حفصة عائشة أن تضرب خباء فأذنت لها، فضربت خباء. فلما رأته زينب بنت جحش ضربت خباء آخر. فلما أصبح النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- رأى الأخبية فقال: ما هذا؟! فأخبر فقال النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: آلبر ترون بهن. فترك الاعتكاف ذلك الشهر، ثم اعتكف عشرا من شوال)). [أخرجه البخاري رقم: (1928)، ومسلم رقم: (1173)].

 

الحديث الحادي عشر:

عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: ((كان رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- إذا أراد أن يعتكف صلى الفجر ثم دخل معتكفه، وإنه أمر بخبائه فضرب أراد الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان، فأمرت زينب بخبائها فضرب وأمر غيرها من أزواج النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- بخبائه فضرب، فلما صلى رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- الفجر نظر فإذا الأخبية، فقال: آلبر تردن؟! فأمر بخبائه فقوض، وترك الاعتكاف في شهر رمضان، حتى اعتكف في العشر الأول من شوال)). [أخرجه مسلم رقم: (1172)].

 

الحديث الثاني عشر:

عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: ((كان رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يعتكف في كل رمضان وإذا صلى الغداة دخل مكانه الذي اعتكف فيه. قال: فاستأذنته عائشة أن تعتكف. فأذن لها فضربت فيه قبة، فسمعت بها حفصة فضربت قبة، وسمعت زينب بها فضربت قبة أخرى، فلما انصرف رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- من الغد أبصر أربع قباب. فقال: ما هذا؟! فأخبر خبرهن. فقال: ما حملهن على هذا؟! آلبر؟! انزعوها فلا أراها. فنزعت فلم يعتكف في رمضان حتى اعتكف في آخر العشر من شوال)). [أخرجه البخاري رقم: (1936)].

 

الحديث الثالث عشر:

عن علي بن الحسين -رضي الله عنهما- أن صفية زوج النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أخبرته: ((أنها جاءت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- تزوره في اعتكافه في المسجد في العشر الأواخر من رمضان، فتحدثت عنده ساعة، ثم قامت تنقلب فقام النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- معها يقلبها، حتى إذا بلغت باب المسجد عند باب أم سلمة، مر رجلان من الأنصار فسلما على رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- فقال لهما النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: على رسلكما إنما هي صفية بنت حيي. فقالا: سبحان الله! يا رسول الله! وكبر عليهما. فقال النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: إن الشيطان يبلغ من الإنسان مبلغ الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئا)). [أخرجه البخاري رقم: (1930)، ومسلم رقم: (2175)].

 

الحديث الرابع عشر:

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: ((كان النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- يعتكف في كل رمضان عشرة أيام، فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوما)). [أخرجه البخاري رقم: (1939)].

 

الحديث الخامس عشر:

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: ((كان يعرض على النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- القرآن كل عام مرة فعرض عليه مرتين في العام الذي قبض فيه، وكان يعتكف كل عام عشرا، فاعتكف عشرين في العام الذي قبض فيه)). [أخرجه البخاري رقم: (4712)].

 

الحديث السادس عشر:

عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: ((كان النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- يعتكف في العشر الأواخر من رمضان، فلم يعتكف عاما، فلما كان في العام المقبل اعتكف عشرين)). [أخرجه الترمذي رقم: (803)، وصححه الترمذي، وابن خزيمة رقم: (2226و2227)، وابن حبان رقم: (918)، والحاكم وقال: "صحيح على شرط الشيخين". والبيهقي، وأحمد (3/ 104)، وسنده ثلاثي].

 

الحديث السابع عشر:

عن أبي بن كعب -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان، فلم يعتكف عاما، فلما كان في العام المقبل اعتكف عشرين ليلة)). [أخرجه أبو داوود رقم: (2465)، وابن ماجه رقم: (1770)، وقال الألباني رحمه الله في صحيح أبي داوود رقم: (2126-الأم): "قلت: إسناده صحيح على شرط مسلم، وصححه ابن خزيمة، وابن حبان، والحاكم، والذهبي". وقال شيخنا مقبل الوادعي رحمه الله في الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين(2/ 399): "هذا الحديث صحيح على شرط مسلم"].

 

الحديث الثامن عشر:

عن أنس -رضي الله عنه- قال: ((كان النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- إذا كان مقيما اعتكف العشر الأواخر من رمضان، وإذا سافر اعتكف من العام المقبل عشرين)). [أخرجه الإمام أحمد(3/ 104)، وعنه ابن حبان رقم: (918)، وصححه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع، وقال في سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم: (1410): "قلت: وهو صحيح الإسناد وعلى شرط الشيخين"].

 

الحديث التاسع عشر:

عن رجل من بني بياضة -رضي الله عنه-: ((أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- اعتكف العشر من رمضان، وقال: إن أحدكم إذا كان في الصلاة فإنما يناجي ربه، فلا ترفعوا أصواتكم بالقرآن فتؤذوا المؤمنين)). [رواه البغوي في حديث علي بن الجعد(8/ 75/ 1)، وهو في سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم: (1597)].

 

الحديث العشرون:

عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: ((اعتكف رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- في المسجد، فسمعهم يجهرون بالقراءة، وهو في قبة له، فكشف الستور وقال: ألا إن كلكم مناج ربه، فلا يؤذين بعضكم بعضا، ولا يرفعن بعضكم على بعض بالقراءة. أو قال: في الصلاة)). [أخرجه أحمد(3/ 94)، وأبو داود رقم: (1334)، وقال الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة(4/ 134): "وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين."، وهو في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحن لشيخنا مقبل الوادعي رحمه الله].

 

الحديث الحادي والعشرون:

عن أبي وائل قال: قال حذيفة -رضي الله عنه- لعبد الله -يعني ابن مسعود رضي الله عنه-: ((قوم عكوف بين دارك ودار أبي موسى لا تغير [وفي رواية: لا تنهاهم؟!] وقد علمت أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة. فقال عبد الله: لعلك نسيت وحفظوا، أو أخطأت وأصابوا)). [أخرجه الإسماعيلي في المعجم(112/ 2)، والبيهقي في السنن(4/ 316)، وقال الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم: (2786): قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين].

 

الحديث الثاني والعشرون:

عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: ((السنة على المعتكف: أن لا يعود مريضا، ولا يشهد جنازة، ولا يمس امرأة ولا يباشرها، ولا يخرج لحاجة إلا لما لا بد منه، ولا اعتكاف إلا بصوم، ولا اعتكاف إلا فى مسجد جامع)). [أخرجه أبو داوود رقم: (2475): وقال الألباني في إرواء الغليل رقم: (966): "قلت: وهذا إسناد جيد، وهو على شرط مسلم". وقال في صحيح أبي داوود رقم: (2135): "قلت: إسناده حسن صحيح" وقال بعد مناقشة: " هو في حكم المرفوع"].

 

الحديث الثالث والعشرون:

عن عائشة -رضي الله عنها- زوج النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله عز وجل، ثم اعتكف أزواجه من بعده، والسنة في المعتكف: أن لا يخرج إلا للحاجة التي لا بد منها، ولا يعود مريضا، ولا يمس امرأة، ولا يباشرها، ولا اعتكاف إلا في مسجد جماعة، والسنة فيمن اعتكف أن يصوم)). [أخرجه البيهقى (4/ 315،320) من طريق أبي داوود، وقال الألباني في إرواء الغليل رقم: (966): قلت: "وإسناده صحيح". وانظر ما سبق].

 

الحديث الرابع والعشرون:

عن عائشة -رضي الله عنها- زوج النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قالت: ((إن كنت لأدخل البيت للحاجة والمريض فيه فما أسأل عنه إلا وأنا مارة وإن كان رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ليدخل علي رأسه وهو في المسجد فأرجله وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة إذا كان معتكفا. وقال ابن رمح: إذا كانوا معتكفين)). [أخرجه مسلم رقم: (297)].

 

الحديث الخامس والعشرون:

عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: ((اعتكفت مع رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- امرأة من أزواجه مستحاضة، فكانت ترى الحمرة والصفرة، فربما وضعنا الطست تحتها وهي تصلي)). [أخرجه البخاري رقم: (1932). وفي رواية لسعيد بن منصور كما في الفتح(4/ 281): أنها أم سلمة، وسماها الدارمي(1/ 22): زينب. والله أعلم. قاله الألباني رحمه الله في قيام رمضان(29)].

 

الحديث السادس والعشرون:

عن عائشة -رضي الله عنها-: ((أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- اعتكف معه بعض نسائه وهي مستحاضة ترى الدم، فربما وضعت الطست تحتها من الدم. وزعم أن عائشة: رأت ماء العصفر. فقالت كأن هذا شيء كانت فلانة تجده)). [أخرجه البخاري رقم: (303)].

 

الحديث السابع والعشرون:

عن عائشة -رضي الله عنها- زوج النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قالت: ((وإن كان رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- ليدخل علي رأسه وهو في المسجد؛ فأرجله وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة إذا كان معتكفا)). [أخرجه البخاري رقم: (1925)].

 

الحديث الثامن والعشرون:

عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: ((كان النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- يصغي إلي رأسه وهو مجاور في المسجد، فأرجله وأنا حائض)). [أخرجه البخاري رقم: (1924)، ومسلم: (297)].

 

الحديث التاسع والعشرون:

عن عائشة -رضي الله عنها-: ((أنها كانت ترجل النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- وهي حائض وهو معتكف في المسجد، وهي في حجرتها يناولها رأسه)). [أخرجه البخاري رقم: (1941)].

 

الحديث الثلاثون:

عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: ((كان النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- إذا اعتكف يدني إلي رأسه فأرجله، وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة الإنسان)). [أخرجه مسلم: (297)].

 

الحديث الحادي والثلاثون:

عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: ((كان النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- يباشرني وأنا حائض، وكان يخرج رأسه من المسجد وهو معتكف؛ فأغسله وأنا حائض)). [أخرجه البخاري رقم: (1926)].

 

الحديث الثاني والثلاثون:

عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: ((كان رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- إذا كان معتكفا في المسجد لا يدخل البيت الا لحاجة. قالت: فغسلت رأسه، وان بيني وبينه العتبة)). [أخرجه أحمد(6/ 264)، وقال شعيب الأرناؤوط: "حديث صحيح"].

 

الحديث الثالث والثلاثون:

عن ابن عمر -رضي الله عنهما-: ((أن عمر سأل النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: كنت نذرت في الجاهلية أن أعتكف ليلة في المسجد الحرام؟ قال: فأوف بنذرك )). [أخرجه البخاري رقم: (1927)].

 

الحديث الرابع والثلاثون:

عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنه قال: ((يا رسول الله! إني نذرت في الجاهلية أن أعتكف ليلة في المسجد الحرام؟ فقال له النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: أوف نذرك. فاعتكف ليلة)). [أخرجه البخاري رقم: (1937)].

 

الحديث الخامس والثلاثون:

عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: ((فبينما هو معتكف إذ كبر الناس، فقال: ما هذا يا عبد الله؟! قال: سبي هوازن أعتقهم النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: وتلك الجارية. فأرسلها معهم)). [أخرجه أبو داوود رقم: (2475)، وصححه الألباني رحمه الله في صحيح أبي داوود رقم: (2137-الأم)].

 

الحديث السادس والثلاثون:

عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: أخبرتني حفصة -رضي الله عنها- أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((كان إذا إعتكف المؤذن للصبح، وبدا الصبح صلى ركعتين خفيفتين قبل أن تقام الصلاة)). [أخرجه البخاري رقم: (593)، ومسلم رقم: (723) وانظر للفائدة: فتح الباري (2/ 101)].

 

الحديث السابع والثلاثون:

عن ابن عمر -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: ((أنه كان إذا اعتكف طرح له فراشه. أو يوضع له سريره وراء أسطوانة التوبة)). [أخرجه ابن ماجه رقم: (1774)، وضعفه الألباني رحمه الله قديما في ضعيف ابن ماجه، وسكت عنه في تحقيق المشكاة رقم: (2107)، وقال في آخره في قيام رمضان (ص:29): "إسناده قريب من الحسن"].

 

الحديث الثامن والثلاثون:

عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: ((كان رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- يعتكف في كل رمضان، وإذا صلى الغداة دخل مكانه الذي اعتكف فيه..)). [أخرجه البخاري رقم: (1936)].

 

الحديث التاسع والثلاثون:

عن أبي العالية حدثني من كان يخدم رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: هذا ما حفظت لكم منه: ((كان إذا صلى ثم لم يبرح في المسجد حتى تحضر صلاته، توضأ وضوءا خفيفا في جوف المسجد)). [أخرجه أبو يعلى كما في المطالب العالية لابن حجر، وقال شيخنا مقبل الوادعي رحمه الله كما في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحن: "هذا حديث صحيح"].

 

الحديث الأربعون:

عن ابن عمر -رضي الله عنها-: ((أن رجلا جاء إلى النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- فقال: يا رسول الله! أي الناس أحب إلى الله وأي الأعمال أحب إلى الله؟ فقال: رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور يدخله على مسلم، أو يكشف عنه كربة، أو يقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا؛ ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد –يعني: مسجد المدينة- شهرا. ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تتهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام. وإن سوء الخلق يفسد العمل كما يفسد الخل العسل)). [أخرجه الطبراني في المعجم الكبير(3/ 209/ 2)، وابن عساكر في التاريخ(18/ 1/ 2)، وحسنه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع، وحسنه لغيره في صحيح الترغيب رقم: (2623). وهو في سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم: (906)].

 
 
شبكة الالوكة

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

الدقائق الغالية في رمضان

ناصر بن العمري

 

كيف نستثمر رمضان في تربية الأولاد ؟

 

يتمتع رمضان بخصوصية الصيام، وفضل القيام وقراءة القرآن وغيرها من العبادات الأخرى، ما يجعله أفضل الشهور إمكانية لاستثماره بين أفراد الأسرة.

فهو فرصة لتربية الأبناء على العديد من العادات الحميدة والصفات الإسلامية النبيلة، عبر إقامة بعض البرامج التربوية في المنزل، ومن ذلك :

الصلاة والمكث في المساجد: 
من أفضل العبادات التي يمكن للإنسان أن يتمتع بها خلال شهر رمضان المبارك، هو لزوم الجماعة في أداء الصلوات الخمس المفروضة في المساجد والمكث فيه شيئاً من الوقت، ورمضان فرصة لبدء رحلة الأبناء إلى المسجد، والتعود على صلاة الجماعة، وربط القلوب بهذه البقعة المباركة .

 

ويجب مراعاة الأمور التالية في ذلك:
1- عدم الإتيان بالأطفال ممن لا يفقهون الصلاة أو يلتزموا بها، لكي لا يثير الطفل المتاعب في المسجد، ويزعج المصلين أثناء صلاتهم، ويشغل الأب عن صلاته.
2- مراعاة إحضار جميع الأبناء إلى المسجد، وعدم ترك أحد في المنزل بأي حجة، كي لا يكون سبباً في تقليل همة البقية، أو إحداث خلل في التربية.
3- حضور الصلوات جميعها في المسجد، وعدم ترك شيء، فالأبناء يتربون على ما يفعله الآباء، فإن ترك الأب إحدى الصلوات في المسجد، تعود الأبناء على تركها.
4- مراعاة الذهاب إلى المسجد حال سماع الأذان، أو قبله بوقت قصير، كي يتمكن الأب والأبناء من تلاوة القرآن وذكر الله في الأوقات المباركة، ونيل أجر انتظار الصلاة.
5- الغاية من الذهاب إلى المسجد مع الأولاد، تربية الأبناء على الصلوات في المساجد، ولزوم الجماعة، وطلب الأجر، لذلك على الأب أن يقوم بإخبار أبنائه عن هذه الفضائل، وشرحها لهم.

 

قراءة القرآن:
قبل البدء بهذا البرنامج يحسن مراعاة الأمور التالية:
1 – الجميع يعلم فضل تلاوة القرآن الكريم وخاصة في رمضان، وسبق الإشارة إلى ذلك.
2 – المسلمون في رمضان تختلف هممهم في تلاوة كتاب الله _عز وجل_ فمنهم صاحب الهمة العالية، ومنهم صاحب الهمة المتوسطة، ومنهم الأقل من ذلك، وقد أعددنا جدولاً مناسباً لكل واحد منهم.
3 – تلاوة جزء واحد من كتاب الله لصاحب القراءة الطبيعية "الحدر" لا تأخذ أكثر من 20 دقيقة فقط ، أي: ثلث ساعة وهو في الغالب وقت انتظار الصلاة بين الأذان والإقامة، وهذه هي الطريقة المنتشرة بين الناس.
4 – رمضان حالة خاصة يتطلب من المسلم أن يكون شهره كله ليله ونهاره متلذذاً بكلام ربه ومناجاته، ولقد روي عن بعض السلف أنه كان يختم في كل ليلة من ليالي رمضان.
5 – افترضنا أن وقت انتظار الصلاة عشر دقائق، ومرادنا بذلك وقت التلاوة بعد أداء السنن الرواتب.

 

وتم توزيع البرنامج وفقاً للجدول التالي:
برنامج تلاوة القرآن في أوقات الدوام، وهي على النحو التالي:
ذكر الله _تعالى_:من الأمور التي يجب أن يغتنمها الآباء في رمضان، غرس حب ذكر الله _عز وجل_، في قلوب أبنائهم.
فعندما يرى الأبناء آباءهم وهم يحرصون قبل غيرهم، على ذكر الله _عز وجل_، والتمسك ببعض الأذكار والدعية المستحبة، فإنهم سيحبون أن يقلدونهم، فكيف لو شرح الآباء لأبنائهم معزى ذكر الله _تعالى_، والأجر الذي يناله العبد على ذلك.
وطالما أن العائلة خلال رمضان تجلس إلى بعضها أكثر من غيرها من شهور السنة، لذلك وجب استغلال هذه الأوقات، لتلقين الأبناء بطرق غير مباشرة، الكثير من العبادات.

 

ومن أسهل هذه الأمور التي قد يتعلمها الأبناء من آبائهم، هي الأذكار، ذلك أنها:
1- لا تتطلب الكثير من الوقت أو الجهد.
2- يمكن أن يرددها الأب وهو جالس أو مشتغل ، أو في أي مكان.
3- كثرة المناسبات التي قد يردد فيها الأب الأذكار.
4- تنوع الأذكار، وتنوع الأجر الذي يحصل عليه الإنسان بذلك.
وغيرها.

 

وفيما يلي، بعضاً من الأذكار التي يستحسن أن نغتنم رمضان في ترديدها وتعليمها لأبنائنا، وهي في كل واحدة منها، لا تتعدى قريبا من الدقيقة الواحدة، منها:
1 - تستطيع أن تقرأ سورة الفاتحة والمعوذات

2- في دقيقة واحدة تستطيع أن تقرأ سورة الإخلاص ،وقد أخبر _صلى الله عليه وسلم_ أن قراءتها تعدل ثلث القرآن، 3- تستطيع أن تقرأ صفحة من كتاب الله _عز وجل_ . 
4- تستطيع أن تقول : لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير

5-  تستطيع أن تقول : سبحان الله وبحمده (100) مرة، ومن قال ذلك في يوم غفرت ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر ، كما أخبر _عليه الصلاة والسلام.
6- تستطيع أن تقول : سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم ، وهما كلمتان خفيفتان على اللسان ، ثقيلتان في الميزان ، حبيبتان إلى الرحمن_كما روى البخاري ومسلم ..
7- قال _صلى الله عليه وسلم_ : " لأن أقول : سبحان الله ، والحمد لله ولا إله إلا الله ، والله أكبر ، أحب إليّ مما طلعت عليه الشمس ." رواه مسلم، في دقيقة واحدة تستطيع أن تقول هذه الكلمات جميعاً ..
8- في دقيقة واحدة : تستطيع أن تقول: " لا حول ولا قوة إلا بالله" ،وهي كنز من كنوز الجنة _ كما في البخاري ومسلم _كما أنها سبب عظيم لتحمل المشاق .
9- في دقيقة واحدة : تستطيع أن تقول: " سبحان الله وبحمده ، عدد خلقه ، ورضا نفسه، وزنة عرشه ، ومداد كلماته وهي كلمات تعدل أضعافاً مضاعفة من أجور التسبيح والذكر .
10- تستطيع أن تستغفر الله أكثر من (100) مرة .
الصدقة:قال الله _تعالى_: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا 
كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ" [البقرة:267].

 

وفي رمضان، فرصة كبيرة لمضاعفة الأجر، وتعليم الأولاد على تقديم الصدقة للفقراء والمساكين، وإطعام الناس ودعم المشاريع الخيرية.

ومن البرامج التي يمكن للآباء تعليمها للأبناء هي أن يضعوا "حصالة" في المنزل، على مدار العام، يضع فيها الجميع ما زاد معهم من مال بسيط من قطع نقدية صغيرة، غير ما ينفقوه في سبيل الله من صدقات ودعم للمشاريع الخيرية وزكاة وغيرها.

فإذا جاء رمضان، أفرغت الحصالة مما فيها، وأعيدت إلى مكانها، ويقوم الآباء والأبناء بحمل هذه النقود معهم خلال شهر رمضان، وإعطاء كل سائل أو محتاج، وتقديمه لبعض الجمعيات الخيرية أو المساجد، أو المساهمة في مشروع فطار الصائم في الحي، وغيرها.

كما يتم وضع المال من جديد في الحصالة، خلال شهر رمضان المبارك، على أن يزيد الأهل من دعمهم لهذا الصندوق الخيري في المنزل، وفي الأيام الأخيرة من رمضان، يتم فتحه من جديد، وتوزع الأموال التي فيه في وجوه الخير.
إن استمرار وجود حصالة في المنزل، يدعم الإحساس لدى الأبناء بضرورة تقديم المال على الدوام للمحتاجين، وينمي لديهم الدافع للتبرع والصدقة، على مدار العام.

أما فتح الصندوق، وتقديم ما فيه للمحتاجين، فإنه ينمي لدى الأولاد الإحساس بأهمية الصدقة في رمضان، وعظم الأجر والثواب في ذلك.

 

أطفالنا في رمضان:
لا يستثني الخير في رمضان أحد، وكذلك على الأسرة أيضاً ألا تستثني الأجر لأحد، حتى ولو كان طفلاً، فرمضان فرصة عظيمة لذلك، وفيها يحصل الآباء على الأجر مضاعف عدة مرات.
ولعل أن هذا الشهر يكون منطلقاً لأطفالنا لكل خير، فكم ابن تخرج من مدرسة رمضان فكان ابناً مباركاً نافعاً لوالديه ولأمته، فصدق فيه الحديث الصحيح "أو ولد صالح يدعو له" رواه مسلم، ولا بد أن يكون لهم نصيب وافر من الاهتمام والتقدير، والاستفادة من هذه الأجواء الإيمانية في غرس العديد من الفضائل، ونزع العديد من السلوكيات الخاطئة _إن وجدت..

 

وننقل هنا ما نشره ( المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في محافظة المجمعة ) مما يساعد على تحقيق هذا الأمر ، ومن ذلك :
1- التهيئة النفسية للطفل قبل قدوم رمضان، وذلك بتشويقهم لأيامه ولياليه، وذكر الأجور والفضائل العظيمة لمن أحسن استغلاله، فإذا تمّت هذه التهيئة فإنها ستُحدث – بإذن الله – شعوراً إيمانياً لدى الطفل ينبغي للوالدين استغلاله نحو الأفضل.
2- تدريبهم على الصيام، ولعل من أحسن الطرق لتدريبهم على صيامه ما يلي:
• إفهام الطفل أن الصوم فريضة كتبه الله على الأمم قبلنا، وأنا كذلك ركن من أركان الإسلام الخمسة، وأن عليه أن يشرع في التدريب على أداء الصيام متى أطاق ذلك.
• إقناع الطفل بأنه أصبح كبيراً، ويقتضي ذلك أن يصوم مثل الكبار؛ لأنه أصبح مثلهم، وأداؤه الصيام علامة من علامات كبر سنه.
• إذا اختار يوماً لذلك ، أيقظته العائلة للسحور، وشجعته طيلة اليوم على إتمام الصيام.
• إذا أحسّ بالجوع أو العطش فيحسن إشغاله بأعمال تلهيه عن التفكير في الأكل والشرب إلى أن يحين معود الإفطار.
• مكافأته عن كل يوم يصومه، وقد تكون هذه المكافأة هدية معنوية، مثل: الدعاء له، والتنويه به على ملأ من أقرانه، أو في حضرة الكبار من أسرته، أو إعطائه شيئاً يحبه ويرغبه.
• عدم ضربه أو إهانته إذا امتنع عن الصوم.
• تذكيره بفعل أقرانه من أقاربه أو زملائه في المدرسة لهذه الشعيرة تحفيزاً له لمحاكاتهم.
3- الاهتمام بأداء الصلاة في المسجد، وذلك بتشجيع الأب له واصطحابه إلى المسجد والتبكير إليها خاصة صلاة التراويح، على ألا يسبب إحضاره للمسجد إزعاجاً للمصلين، أو إلهاءً لوالده، ويا حبذا لو ترصد عدد من الهدايا والجوائز لأحسن المحافظين على هذه الشعيرة على مستوى جماعة المسجد توزع في نهاية الشهر من قبل إمام المسجد.
4- من أعظم الأعمال التي يربى عليها الصغير كتاب الله _عز وجل_ فمن ذلك تشجيعه على الاعتناء به بالطرق التالية:
• وضع جائزة لمن ينهي قراءة القرآن كاملاً.
• أن يحدد له ورداً قدراً يومياً يقرؤه في المسجد بعد صلاة العصر مثلاً.
• حثه على المشاركة في الحلقات القرآنية في البلد، ومتابعته على ذلك.
• تعيين مقدار من الحفظ في هذا الشهر مع وضع المحفزات لذلك.
• الإكثار من سماع الأشرطة السمعية لبعض السور، خاصة إذا كان القارئ صغير السن، أو مما يرغب سماعه من القرّاء.

الصدقة: وهي من العبادات العظيمة في هذا الشهر لما تحدثه من حب الصغير للفقراء والمساكين والعطف عليهم، بالإضافة إلى انتزاع خصلة البخل والأثرة من قلبه، ولعل من الطرق التي يربى عليها في هذه العبادة ما يلي:
• إعطاؤه مبلغاً من النقود لأجل صرفه في مجالات الخير المتعددة مع المتابعة.
• إعطاؤه مبلغاً محدداً ليسلمه إلى المحتاج عند باب المسجد أو في الشارع.
• إشراكه في توزيع الطعام على الفقراء المجاورين وغيرهم، وتذكيره دوماً بفضل هذه الأعمال ولا ريب أن لها أثراً كبيراً على الصغير.
• مشاركته في توزيع وجبات إفطار الصائمين، سواء كان في مشاريع إفطار الصائم، أم على بيوت المحتاجين.

5- مشاركة الصغير في المراكز الرمضانية التي تحفظ – بإذن الله – وقته وتكسبه العديد من المهارات والفوائد المتنوعة.
6- ترغيبه وتشجيعه على المشاركة في المسابقات المتنوعة الخالية من المحاذير الشرعية، التي تعود عليه بالفائدة، سواء كانت على مستوى المنزل أو غيره.
7- وضع جوائز مناسبة ومحببة للطفل لكل يوم يمر لم يشاهد فيه التلفاز، وهذا قد يكون – بإذن الله – بداية النهاية لتركه هذا الجهاز.
8- وضع برامج ممتعة، أثناء النهار، حتى يشغل وقتهم بما يفيد، وحتى يضمن انصرافهم عن والديهم الذين يريدون استغلال هذه الأيام بشكل أمثل.
9- لا بد أن يستيقظوا قبل الساعة الثانية عشرة ظهراً لأجل أن يناموا مبكرين، حتى يستغل الوالدان والإخوة الكبار وقت السحر وآخر الليل.
10- في أثناء الإفطار يحسن وضع سفرة خاصة لهم، ويا حبذا أن تكون مكوناتها مثل الكبار، ليتسنى لغيرهم استغلال الوقت بالدعاء والذكر، والاستغفار.
11- وضع جوائز لمن لا يتكلم بكلام مسيء وبذيء، ومثله للطفل الأقل خطأ، وكذلك عدم إيذاء الجيران والإزعاج أو نحوه

 

موقع المسلم

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

رمضان 1445

ثمان خطوات للاستعداد لرمضان

 
د. عمر بن عبد الله المقبل
 

1 – الاجتهاد في إنهاء ما قد يَشغل في رمضان من الآن، ومن أكثر ما يشغل الناس: الاستعداد للعيد بملابسه وتَبِعاته، فبعضهم لا يفطن لذلك إلى وسط رمضان! وكأن يوم العيد يومٌ مفاجئ!

 

2 – أن يتدرب الإنسان على بعض أعمال رمضان من الآن، كصيام ما تيسر من شعبان، وزيادة نصيبه من صلاة الليل، والزيادة على حزبه الذي اعتاده من القرآن ولو قليلاً.

 

3 – تهيئة أهل البيت معك، والتنويه عليه في الجلسة الأسرية:
- بتذكيرهم بقرب الشهر الكريم.
- وتدريب من أطاق منهم على بعض ما سبق ذِكره وما سيأتي.

 

4 – إذا وضعتَ مجموعةً من الأعمال في هذا الشهر فحاسب نفسك عليها يومياً؛ لتدرك أوجه الخلل، ومن أين أُتيت؟ فإذا دخل رمضان إذا بك قد تهيأت جيداً، وعرفت أوجه القصور.

 

5 – ومن أهم الخطوات: التدرب على قراءة القرآن بقلب، لغرض إصلاحه، لا لمجرد التلاوة، فالقرآن يَعظم أثرُه على القلب إذا قُرئ بقلب، فإن قُرئ بلسان لم يَكد يتجاوز أثرُه اللسان! قال الحسن: "إن من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربهم، فكانوا يتدبرونها بالليل، ويتفقدونها في النهار". فتأمل كلمة "يتفقدونها"، ولو لم تستعد لرمضان إلا بهذا لكفى!

 

6 – احرص على أن يكون لك خلوات خاصة، تنفرد فيها بذكر الله تعالى خالياً عن الناس والأجهزة والجوالات وكل ما يشغل؛ فلعل الله أن يهيئ لك قلباً يتلقى ذاك الشهر العظيم، ولعل الله أن يفتح عليه بدمعة؛ فتكون من السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله: "ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه".

 

7 – تقليل الخلطة بالناس إلا لحاجة: كوظيفة، وقضاء حوائج الأهل في الأسواق، وتخفيف الارتباط الذي لا مقصد منه إلا التسلية فحسب، وربما تضييع الوقت في غير فائدة! فإن الخلطة عموماً – بالتجربة والبرهان – إذا خرجت عن حد الحاجة أفسدت القلبَ وقسّتْه – كما هو معلوم في كل وقت – فكيف بمثل هذه الأزمان الفاضلة!

 

8 – كثرةُ الدعاء والإلحاحُ على الله تعالى في أن يبارك له في وقته وعمره، وأن يبارك له في شعبان ورمضان، واللهُ تعالى كريم، لا يخيّب مَن وقف على بابه، وفعل ما بوسعه من الأسباب

 

موقع المسلم

 

تم تعديل بواسطة امانى يسرى محمد

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

 

من أقوال السلف في ليلة القدر

 

 

فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ

 

 
 بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فطوبى لمن وفقه الله فقام ليلة القدر قال الله عز وجل: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴾ [القدر: 1 - 3]، قال العلامة السعدي رحمه الله:  فالعمل الذي يقع فيها خيرٌ من العمل في ألف شهر خالية منها, وهذا مما تتحير فيه الألباب, وتندهش له العقول, حيث منَّ الله تعالى على هذه الأمة الضعيفة القوة والقوى, بليلة يكون العمل فيها يقابل ويزيد على ألف شهر, عمر رجل معمر عمرًا طويلًا, نيفًا وثمانين سنة. 

وهنيئًا لمن قام ليلة القدر إيماناً واحتسابًا, قال عليه الصلاة والسلام : (( مَن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدم من ذنبه ))؛ [متفق عليه].  

للسلف أقوال كثيرة في ليلة القدر, اخترت بعضاً منها, أسأل الله أن ينفع بها الجميع.

●   ليلة القدر خير الليالي:

& قال العلامة ابن القيم رحمه الله: وليلة القدر خيرته من الليالي.

●   تسمية ليلة القدر بهذا الاسم:

& قال مجاهد: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ  [القدر:1] ليلة الحُكم

& قال الإمام البغوي رحمه الله: سميت ليلة القدر لأنها ليلة تقدير الأمور والأحكام, يقدر الله فيها أمر السنة في عباده وبلاده إلى السنة المقبلة....وقيل: لأن العمل الصالح فيها يكون ذا قدر عند الله لكونه مقبولًا.

ــــــــــــــــــ

& قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله: في تسميتها بذلك خمسة أقوال: أحدها: القَدرَ: العظمة الثاني: من الضيق أي هي ليلة تضيق فيها الأرض عن الملائكة الذين ينزلون. الثالث: أن القدر: الحُكم. الرابع: لأن من لم يكن له قدر صار بمراعاتها ذا قدر. الخامس: لأنه نزل فيها كتاب ذو قدر.

& قال الإمام القرطبي رحمه الله: سميت بذلك لأن الله الله تعالى يقدر فيها ما يشاء من أمره إلى مثلها من السنة القابلة.

& قال العلامة السعدي رحمه الله: سميت ليلة القدر لعظيم قدرها, وفضلها عند الله. 

●   ليلة القدر في شهر رمضان:

& قال ابن مسعود رضي الله عنه: من يقم الحول يصبها. فبلغ ذلك ابن عمر رضي الله عنهما فقال: يرحم الله أبا عبدالرحمن, أما إنه علم أنها في شهر رمضان, ولكن أراد أن لا يتكل الناس.

& قال الإمام الشوكاني رحمه الله: ليلة القدر في شهر رمضان.

●   الاختلاف في تعين ليلة القدر:

& قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: اختلف العلماء في ليلة القدر اختلافًا كثيرًا, وتحصل لنا من مذاهبهم في ذلك أكثر من أربعين قولًا.

& قال الإمام الشوكاني رحمه الله: وقد اختلف في تعين ليلة القدر على أكثر من أربعين قولًا, قد ذكرناها بأدلتها وبينا الراجح منها في شرحنا للمنتقى.

●   أقوال السلف في تحديد ليلة القدر:

& قال ابن عباس رضي الله عنهما: لا أرى ليلة القدر إلا ليلة السابعة والعشرين.

ــــــــــــــ

& قال زر بن حبيش رحمه الله: قلت لأبي بن كعب: يا أبا المنذر أخبرنا عن ليلة القدر, فإن ابن أم عبد يقول: من يقم الحول يصيبها. فقال: رحم الله أبا عبدالرحمن, أما إنه قد علم أنها في رمضان, ولكنه كره أن يخبركم فتتكلوا. هي والذي أنزل القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم ليلة سبع وعشرين, فقلنا: يا أبا المنذر أني علمت هذا؟ قال: بالآية التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم فحفظاها وعددناها هي والله لا تنسى, قلنا: وما لآية؟ قال: (( تطلع الشمس كأنها طاس ليس لها شعاع ))  

& قال الإمام ابن عبدالبر رحمه الله: النفس أميل إلى أنها في الأغلب ليلة ثلاث وعشرين أو ليلة سبع وعشرين, على ما قال ابن عباس أنها سابعة تمضي, أو سابعة تبقى وأكثر الآثار الثابتة الصحاح تدل على ذلك.

& قال الإمام السمعاني رحمه الله: الصحيح أنها في العشر الأواخر من شهر رمضان.

& قال العلامة العثيمين رحمه الله: ليلة القدر في رمضان بلا شكٍّ من ليلة إحدى وعشرين إلى آخر ليلة، فكل ليلة من هذه الليالي يمكن أن تكون ليلة القدر.

●   ليلة القدر ليس لها ليلة معينة:

& قال الإمام ابن عبدالبر رحمه الله: ليلة القدر...ليس لها ليلة معينة لا تعدوها والله أعلم...ليست في ليلة واحدة معينة في كل شهر رمضان, فربما كانت ليلة إحدى وعشرين, وربما كانت ليلة خمس وعشرين, وربما كانت ليلة سبع وعشرين, وربما كانت ليلة تسع وعشرين, وقوله: (( في كل وتر )) يقتضي ذلك.

ـــــــــــــــــ

& قال الإمام ابن عطية الأندلسي رحمه الله: ليلة القدر مستديره في أوتار العشر الأواخر من رمضان, هذا هو الصحيح المعول عليه, وهي في الأوتار بحسب الكمال والنقصان في الشهر, فينبغي لمرتقبها أن يرتقبها من ليلة عشرين في كل ليلة إلى آخر الشهر, لأن الأوتار مع كمال الشهر ليست مع الأوتار مع نقصانه. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( لثالثة تبقى, لخامسة تبقى, لسابعة تبقى )) وقال: ((التمسوها في الثالثة والخامسة والسابعة ))

& قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ليلة القدر في العشر الأواخر من شهر رمضان...وتكون في الوتر منها, لكن الوتر يكون باعتبار الماضي, فتطلب ليلة إحدى وعشرين, وليلة ثلاث وعشرين, وليلة خمس وعشرين, وليلة سبع وعشرين, وليلة تسع وعشرين. ويكون باعتبار ما بقي كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لتاسعة تبقى, لسابعة تبقى, لخامسة تبقى, لثالثة تبقى ))  فعلى هذا إذا كان الشهر ثلاثين يكون ذلك ليال الأشفاع, وتكون الاثنين وعشرين تاسعة تبقى, وليلة أربع وعشرين سابعة تبقى, وهكذا فسره أبو سعيد الخدري في الحديث الصحيح, وهكذا أقام النبي صلى الله عليه وسلم في الشهر. وإن كان الشهر تسعًا وعشرين كان التاريخ بالباقي كالتاريخ الماضي. وإذا كان الأمر هكذا فينبغي أن يتحراها في العشر الأواخر جميعه. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: تحروها في العشر الأواخر. وتكون في السبع الأواخر أكثر. وأكثر ما تكون ليلة سبع وعشرين.

& قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: وهل هي معيَّنة؟ الصواب أنها ليست معيَّنة، لكن بعض الليالي أرجى من بعض، وأما أنها معينة بليلة واحدة فلا، ولا يمكن أن تجتمع الأدلة إلا بهذا القول.

ـــــــــــــ

●   إخفاء ليلة القدر ليقع الجد في طلبها:

& قال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله: ليلة القدر,...ساعة الجمعة, اشتركا في إخفاء كل منهما, ليقع الجد في طلبهما. قال ابن المنير في الحاشية: إذا علم أن فائدة الإيهام لهذه الساعة ولليلة القدر بعث الداعي على الإكثار من الصلاة والدعاء ولو بيَّن لاتكل الناس على ذلك وتركوا ما عداها, فالعجب بعد ذلك ممن يجتهد في طلبها

& قال العلامة العثيمين رحمه الله: هي تنتقل، والله سبحانه وتعالى له حكمة في تنقُّلِها، حتى لا يعتاد الناس أن يقوموا تلك الليلةَ المعيَّنةَ، وألا يقوموا غيرها.

●   من علامات ليلة القدر:

قال العلامة العثيمين رحمه الله: ليلة القدر، لها علامات: هدوء الليلة، وبياض السماء بياضًا بيِّنًا واضحًا، ومنها: شدة الضوء والنور؛ لأنه إذا نزلت الملائكة لا تنزل إلا بالخير والنور وهذا لا نطَّلِع عليه في وقتنا الحاضر ما دامت هذه الأنوار من الكهرباء ساطعةً فلا نُحسُّ به، لكن فيما قبل لما كانت البلاد ليس فيها أنوار من الكهرباء، كانت تتميَّز ليلةُ القدر عن غيرها ميزةً واضحةً بيِّنةً، ومنها: راحة المؤمن، واطمئنان قلبه، وانشراح صدره، وتوفيقه للدُّعاء والذكر، والأنس والنشاط، وهذه من الله عز وجل وليس باختيار الإنسان وهذا يشهَد له الواقع ومنها الرؤية قد يراها بعض الناس ويكون هذا من نعمة الله عليه إذا وُفِّق للقيام بما ينبغي أن يقوم به في تلك الليلة،

ومنها: حضور القلب في القيام؛ لأن القيام له خاصية في ليلة القدر، وهناك أيضًا علامة أخرى بعد انتهاء الليل، وهي طلوع الشمس، فإنها تطلُع صافيةً ليس لها شعاع، وهذا يستفيد منه المرء بأن يزداد فرحًا إذا كان قد وُفِّق في تلك الليلة للقيام والعمل الصالح.

ــــــــــــــ

●   من فضائل ليلة القدر:

& قال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾ [القدر:1] أُنزل القرآن في ليلة القدر جملة واحدة من الذكر الذي عند رب العزَّة حتى وضع في بيت العزة في السماء الدنيا, ثم جعل جبريل ينزل على محمد بحراء بجواب كلام العباد وأعمالهم.

& قال مجاهد في قوله تعالى: ﴿ سلام هي ﴾ سالمة لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سُوءًا, أو يعملً فيها أذًى. 

& قال الضحاك رحمه الله: لا يُقدر الله في تلك الليلة ولا يقضي إلا السلامة. وقال: لا يحل لكوكب أن يرجم به فيها حتى تصبح.

& قال عطاء رحمه الله: ﴿ سلام ﴾ يريد سلام على أولياء الله وأهل طاعته.

& قال الشعبي رحمه الله: هو تسليم الملائكة ليلة القدر على أهل المساجد من حين تغيب الشمس إلى أن يطلع الفجر.

& قال الكلبي رحمه الله: الملائكة ينزلون فيها كلما لقوا مؤمنًا أو مؤمنة سلموا عليه من ربه حتى مطلع الفجر.

& قال الفراء رحمه الله: لا يقدّر اللهُ في ليلة القدر إلا السعادة والنعم, ويقدّر في غيرها البلايا والنقم.

& قال الإمام السمعاني رحمه الله: ﴿ سلام هي ﴾ أي: سلامة, والمعنى: أنه لا يعمل فيها داء ولا سحر ولا شيء من عمل الشياطين والكهنة.  

& قال الإمام البغوي رحمه الله: ليلة القدر سلام وخير كلها, ليس فيها شر.

ـــــــــــ

& قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: ليلة القدر...يكثر تنزل الملائكة في هذه الليلة, لكثرة بركتها, والملائكة يتنزلون مع نزول البركة والرحمة, كما يتنزلون عند تلاوة القرآن, ويحيطون بحق الذكر, ويضعون أجنحتهم لطالب العلم.

& قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: أن شهر رمضان شهر يجود الله فيه على عباده بالرحمة والمغفرة والعتق من النار, لا سيما في ليلة القدر.

●   خروج الشمس صبيحتها لا شعاع لها:

& قال الإمام النووي رحمه الله: قوله: (( أنها تطلع يومئذ لا شعاع لها )) قال الفاضي عياض: قيل لا شعاع لها أنها علامة جعلها الله تعالى لها, قال قيل بل لكثرة اختلاف الملائكة في ليلتها ونزولها إلى الملائكة وصعودها بما تنزلت به سترت بأجنحتها وأجسامهما اللطيفة ضوء الشمس وشعاعها والله أعلم.

●   التماس ليلة القدرة يحتاج إلى مجاهدة:

& قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: التماس ليلة القدر يستدعى محافظة زائدة, ومجاهدة تامة, ومع ذلك فقد يوافقها أو لا,...فالقائم لالتماس ليلة القدر مأجور, فإن وافقها كان أعظم أجراً.

●   سؤال الله جل وعلا العفو ليلة القدر:

& قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: وإنما أمر بسؤال العفو في ليلة القدر بعد الاجتهاد في الأعمال فيها وفي ليالي العشر لأن العارفين يجتهدون في الأعمال ثم لا يرون لأنفسهم عملاً صالحًا ولا حالًا ولا مقالًا, فيرجعون إلى سؤال العفو كحال المذنب المقصر...من عظمت ذنوبه في نفسه لم يطمع في الرضا وكان غاية أمله أن يطمع في العفو, ومن كملت معرفته لم ير نفسه إلا في هذه المنزلة.

ـــــــــــــــــ

●   الاعتكاف لالتماس ليلة القدر:

& قال العلامة العثيمين رحمه الله المعتكف يلتزم المسجد لطاعة الله عز وجل ليتفرَّغ للطاعة فالإنسان في بيته وسوقه يَلهو عن الطاعة, فيتفرَّغ للطاعة, ويتفرَّغ لانتظار ليلة القدر, لأن نبينا صلى الله عليه وسلم اعتكف العشر الأُوَل يلتمس ليلةَ القدر, ثم اعتكف العشر الأواسط يلتمس ليلة القدر أيضًا ثم قيل له: إنها في العشر الأواخر، فاعتكف العشر الأواخر, فينبغي أن يعلم المعتكف أنه ليس المرادُ من الاعتكاف أن يكون سحوره وفطوره في المسجد فقط إنما المراد من الاعتكاف أن يتفرَّغ للطاعة وأن ينتظر ليلة القدر.

●   الاعتكاف لالتماس ليلة القدر ولو رأى ليلة القدر:

& قال العلامة العثيمين رحمه الله: الاعتكافُ مسنونٌ في العشر الأواخر كُلِّها حتى لو رأى ليلة القَدْر؛ أليس النبي صلى الله عليه وسلم قد عَلِمَ أن ليلة القدر ليلة الحادي والعشرين، واستمرَّ في اعتكافه؟ بلى، وهو عالِمٌ بها، وأنها قد مضت، ومع ذلك اعتكف العشر الأواخر، فنقول: ربما يكون اعتكافُكَ بعد أن رأيتها بمنزلة الرَّاتبة للفريضة؛ يعني أنه يُكمِل أجر الليلة، فهل منا مَنْ يتأكَّد أنَّه أعطى ليلة القدر حقَّها؟ أبدًا، كُلُّنا مُقصِّرون، نسأل الله أن يعاملنا بعفوه.

●   ليلة القدر وليلة الإسراء:

& قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ليلة الإسراء أفضل في حق النبي صلى الله عليه وسلم, وليلة القدر أفضل بالنسبة إلى الأمة, فحظّ النبي صلى الله عليه وسلم الذي اختص به ليلة المعراج منها أكمل من حظه من ليلة القدر, وحظ الأمة من ليلة القدر أكما من حظهم من ليلة المعراج, وإن كان لهم فيها أعظم حظ.

ـــــــــــــــ

●   استدراك ما فات من ضياع العمر بقيام ليلة القدر:

& قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: يا من ضاع عمره في لا شيء, استدرك ما فاتك في ليلة القدر فإنها تحسب بالعمر...فالمبادرة المبادرة إلى اغتنام العمل فيما بقي من الشهر, فعسى أن يستدرك به ما فات من ضياع العمر.


كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ

 

صيد الفوائد

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×