اذهبي الى المحتوى
امانى يسرى محمد

تدبر آية....(الكلم الطيب)

المشاركات التي تم ترشيحها

{ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ } [النحل:89] قال مسروق رحمه الله : ما نسأل أصحاب محمد عن شيء إلا علمه في القرآن، إلا أن علمنا يقصر عنه.

 

التفت حولك ! هل ترى نملة أو حشرة صغيرة تحمل رزقها على ظهرها؟ بل ربما دفعته بمقدمة رأسها لعجزها عن حمله! أي هم حملته هذه الدويبة الصغيرة لرزقها؟ وهل كان معها خرائط تهتدي بها؟ كلا .. إنها هداية الله الذي قدر فهدى، والذي قال: { وَكَأَيِّن مِن دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ } [العنكبوت:60] فكيف يقلق عبد - في شأن رزقه - وهذا كلام ربه؟

 

كلما كان الإنسان موحدا مخلصا لله؛ كان أكثر اطمئنانا وسعادة، وكلما كان بعيدا عن الله كان أكثر حيرة وضلالا، اقرأ إن شئت : { قُلْ أَنَدْعُو مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُنَا وَلاَ يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ } [الأنعام:71] [د. إبراهيم الدويش]

 

 

"العقل الصحيح هو الذي يعقل صاحبه عن الوقوع فيما لا ينبغي‎، كما قال تعالى‎: {وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير} [الملك : 10] أما العقل الذي لا يزجر صاحبه عما لا ينبغي‎، فهو عقل دنيوي يعيش به صاحبه‎، وليس هو العقل بمعنى الكلمة‎" [الشنقيطي]

 

تأمل قوله تعالى : { أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ * لَوْ نَشَاء جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ } [الواقعة:69-70] لم يقل: لو نشاء لم ننزل؛ لكن قال: لو نشاء جعلناه أجاجا، أي مالحا لا يمكن أن يشرب، فما الحكمة في اختيار هذه اللفظة؟ الجواب: لم يقل: لو نشاء لم ننزل؛ لأن حسرة الإنسان على ماء بين يديه ولكن لا يستطيعه ولا يستسيغه أشد من حسرته على ماء مفقود. [ابن عثيمين]

 

الحب في قاموس أهل القرآن لا يضاهيه أي حب! إنه حب يتصل بالملكوت الأعلى : { فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ } [المائدة:54] وإمامهم فيه محمد صلى الله عليه وسلم : { إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ } [آل عمران:31] فلا ينقضي عجبك حين يغفل بعض المسلمين عن هذا الحب - الذي لا ينقطع لحظة واحدة - وينشطون لحب يتذاكرونه مرة كل سنة! وإمامهم فيه قسيس نصراني يدعى (فلنتاين) ! { أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ } [البقرة:61] ؟ [د. عمر المقبل]

 

وقف المؤمن خاضعا، والقلب مستكينا وهو يتفكر في قدرة ربه القوي العظيم في تقليب الجو : برودة ودفئا، وصحوا وغيما، وصفاء وقترة، كل ذلك في فترات قصيرة! يغشاه ذلك وهو يتدبر قول ربه : { يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُوْلِي الْأَبْصَارِ } [النور:44]

 

{ وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا } [آل عمران:37] هذا من فضائل مريم، ومن جملة ما يزيد فضلها؛ لأن المتربي يكتسب خلقه وصلاحه ممن يربيه. [ابن عاشور]

 

{ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا }[الفرقان:31] تأمل ما في هذه الآية من سنة المدافعة .. نعم: ادع الناس، لكن لا تتصور أن الدنيا ستستقيم بدعوتك! فوالله لو أقام صالح في رأس جبل لقيض الله له من يعاديه في رأس الجبل! [د. عائض القرني]

 

 

من كف أذاه من الكفار، فإن المسلمين يقابلونه بالإحسان والعدل، ولا يحبونه بقلوبهم؛ لأن الله قال : { أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ } [الممتحنة:8] ولم يقل توالونهم وتحبونهم، بل قال الله تعالى : { لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ } [المجادلة:22] فالصلة الدنيوية شيء، والمودة شيء آخر. [د. صالح الفوزان]

 

{ وَمَا شَهِدْنَا إِلاَّ بِمَا عَلِمْنَا } [يوسف:81] الكلام في الأشياء شهادة، فالشيء الذي لا تعرف حقيقته لا تخض فيه. [د. محمد المختار الشنقيطي] تأمل في حال كثير من المجالس أو المنابر الإعلامية لتدرك كم هم المخالفون لهذا الهدي القرآني؟ سواء في المسائل الشرعية أو غيرها!

 

(وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ } [مريم:39] يوم حسرتهم وندمهم على ما فرطوا في جنب الله، وحسرتهم يوم أورثت مساكنهم من الجنة أهل الإيمان بالله والطاعة له، وحسرتهم يوم أدخلوا من النار، وأيقن الفريقان بالخلود الدائم، والحياة التي لا موت بعدها، فيا لها من حسرة وندامة! [الطبري]

 

 

من عيوب النفس أن تسترسل مع الخواطر السيئة التي تمر بذهنها، فتترسخ فيها. ودواء ذلك أن يرد تلك الخواطر في الابتداء، ويدفعها بالذكر الدائم، ويتذكر أن الله مطلع على سريرته، وأن يعيش مع قول الله : { وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ } [القصص:69] { وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى } [طه:7] [عبدالعزيز السلمان]

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

{ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ } [الأنبياء:90] ولم يقل : يسارعون إلى الخيرات؛ لأنهم الآن منهمكون في أعمال خيرة، فهمّهم المسارعة فيها، والازدياد منها، بخلاف من يسارع إلى شيء، فكأنه لم يكن فيه أصلا، فهو يسرع إليه ليكون فيه. [الشعراوي]

 

 

{ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ } [الشورى:49] في العطية من الله قدمت الأنثى، وحق لها والله أن تفتخر بهذا التكريم من الله عز وجل، فالرزق بالبنات خير كبير يشكر عليه الله عز وجل؛ لأن الله سمى ذلك هبة، ويكفي هذا في الرد على أولئك الجاهليين الذين ينزعجون إذا بشر أحدهم بالأنثى. [د.عويض العطوي]

 

من تأمل قوله تعالى - في خطاب لوط لقومه - : { أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ }؟ [هود:78] أدرك أن إدمان الفواحش - كما أنه يضعف الدين - فهو - في أحيان كثيرة - يذهب مروءة الإنسان، ويقضي على ما بقي فيه من أخلاق ورشد. [د.عمر المقبل]

 

 

{ وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُواْ هَـذِهِ مِنْ عِندِ اللّهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُواْ هَـذِهِ مِنْ عِندِكَ } النساء:78] هكذا قال المنافقون عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا يتناول كل من جعل طاعة الرسول، وفعل ما بعث به مسببا لشر أصابه، إما من السماء وإما من آدمي، وهؤلاء كثيرون. [ابن تيمية]

 

 

{ اقْرَأْ } [العلق:1] أول كلمة نزلت، تأمل في دلالتها، وحروفها : قراءة، ورقي، ورقية، فالقراءة: بوابة العلم. وهو رقي ورفعة : { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ } [المجادلة:11] ويوم القيامة يقال: "اقرأ وارق". وهو أيضا: رقية وشفاء. فما أعجب هذا القرآن! أربعة أحرف حوت سعادة الدارين. [أ.د. ناصر العمر]

 

 

يقول ابن تيمية : " من أكثر من سماع القصائد لطلب صلاح قلبه تنقص رغبته في سماع القرآن، ومن أدمن أخذ الحكمة والآداب من كلام فارس والروم لا يبقى لحكمة الإسلام وآدابه في قلبه ذاك الموقع، ومن أدمن قصص الملوك وسيرهم لا يبقى لقصص الأنبياء وسيرهم في قلبه ذاك الاهتمام، ونظير هذا كثير ".

 

 

في قوله تعالى عن المنافقين : { كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ }[المنافقون:4] شبهوا بالخشب لذهاب عقولهم، وفراغ قلوبهم من الإيمان، ولم يكتف بجعلها خشبا، حتى جعلها مسندة إلى الحائط، لأن الخشب لا ينتفع بها إلا إذا كانت في سقف أو مكان ينتفع بها، وأما إذا كانت مهملة فإنها مسندة إلى الحيطان أو ملقاة على الأرض. [أبو حيان]

 

{ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } [البقرة:216] في هذه الآية عدة حكم وأسرار ومصالح للعبد، فإن العبد إذا علم أن المكروه قد يأتي بالمحبوب، والمحبوب قد يأتي بالمكروه لم يأمن أن توافيه المضرة من جانب المسرة، ولم ييأس أن تأتيه المسرة من جانب المضرة؛ لعدم علمه بالعواقب فإن الله يعلم منها ما لا يعلمه العبد. [ابن القيم]

 

كثيرا ما تختم الآيات بقوله : { إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ } وفي ذلك دعوة للعلم الذي يبعث على العمل، وهذا يبين أهمية العلم بفضائل الأعمال، وأنه أعظم دافع للعمل والامتثال، وهو منهج قرآني عظيم. [د. محمد الربيعة]

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

{ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى } [طه:117] تأمل كيف جمع بينهما في الخروج من الجنة، وخص الذكر بالشقاء فقال: (تشقى) ولم يقل تشقيان؛ لأن الأصل أن الذكر هو الذي يشتغل بالكسب والمعاش، وأما المرأة فهي في خدرها. [ابن القيم] وفي هذه لفتة لمن يدعو إلى خروج المرأة من منزلها إلى ميادين العمل بإطلاق، وكأن ذلك هو الأصل!

 

في قوله تعالى : { رَبِّ احْكُم بِالْحَقِّ } [الأنبياء:112] المراد منه : كن أنت - أيها القائل - على الحق؛ ليمكنك أن تقول : احكم بالحق، لأن المبطل لا يمكنه أن يقول : احكم بالحق ! [ابن هبيرة]

 

" من نظر في آيات القرآن الكريم وجد أن البيوت مضافة إلى النساء في ثلاث آيات من كتاب الله تعالى، مع أن البيوت للأزواج أو لأوليائهن؛ وإنما حصلت هذه الإضافة - والله أعلم - مراعاة لاستمرار لزوم النساء للبيوت، فهي إضافة إسكان ولزوم للمسكن والتصاق به، لا إضافة تمليك ". [بكر أبو زيد]

 

"لكل أخت تشكو كثرة المغريات حولها، أو تعاني من ضعف الناصر على الحق، اعتبري بحال امرأة جعلها الله مثلا لكل مؤمن ومؤمنة إلى يوم القيامة، إنها امرأة فرعون، التي لم يمنعها طغيان زوجها، ولا المغريات حولها، أن تعلق قلبها بربها، فأثمر ذلك : الثبات، ثم الجنة، بل وصارت قدوة لنساء العالمين ". [د. عمر المقبل]

 

" أمر الله تعالى في كتابه بالصبر الجميل، والصفح الجميل، والهجر الجميل، فسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول : الصبر الجميل هو الذي لا شكوى فيه ولا معه، والصفح الجميل هو الذي لا عتاب معه، والهجر الجميل هو الذي لا أذى معه ". [ابن القيم]

 

"ذكر ابن أم مكتوم في قصته في سورة عبس بوصفه {الْأَعْمَى} [عبس:2] ولم يذكر باسمه؛ ترقيقا لقلب النبي عليه؛ ولبيان عذره عندما قطع على النبي حديثه مع صناديد مكة؛ وتأصيلا لرحمة المعاقين، أو ما اصطلح عليه في عصرنا بذوي الاحتياجات الخاصة". [د. محمد الخضيري]

 

{ إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ } [الهمزة:8] أي : مغلقة الأبواب لا يُرجى لهم فرج - عياذا بالله - ! تأمل لو أن إنسانًا كان في حجرة أو في سيارة، ثم اتقدت النيران فيها، وليس له مهرب ولا مخرج، ما حاله؟ حسرة عظيمة لا يمكن أن يماثلها حسرة ! والله تعالى أخبرنا بهذا لا لمجرد تلاوته، بل لنحذر من هذه الأوصاف الذميمة الواردة في هذه السورة (سورة الهمزة). [ابن عثيمين]

 

{ وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ } [الفلق:5] العائن حاسد خاص، وهو أضر من الحاسد؛ ولهذا جاء في السورة ذكر الحاسد دون العائن؛ لأنه أعم، فكل عائن حاسد ولابد، وليس كل حاسد عائنا، فإذا استعاذ العبد من شر الحسد دخل فيه العين، وهذا من شمول القرآن الكريم وإعجازه وبلاغته. [ابن القيم]

 

" سورة الكافرون فيها توحيد العبادة، وسورة الصمد فيها توحيد الربوبية والأسماء والصفات، وتسميان سورتي الإخلاص، ولذا تشرع قراءتهما في أول يوم في سنة الفجر وفي ركعتي الطواف، وفي آخر الوتر، تحقيقا للتوحيد وتجديدا له " [د. محمد الخضيري]

 

 

{ أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى } [العلق:14] آية تهز الوجدان، وتفعل في النفس ما لا تفعله سلطات الدنيا كلها، إنها تضبط النوازع، وتكبح الجماح، وتدعو إلى إحسان العمل، وكمال المراقبة، فما أجمل أن يستحضر كل أحد هذه الآية إذا امتدت عينه إلى خيانة، أو يده إلى حرام، أو سارت قدمه إلى سوء، وما أروع أن تكون هذه الآية نصب أعيننا إذا أردنا القيام بما أنيط بنا من عمل. [د. محمد الحمد]

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

{ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ }
[إبراهيم:42] هذا إذا مصيرهم، وبئس المصير، هذه عدالة الله العظيم، فلتهدأ النفوس، ولتسكن القلوب، ولتتجاوز ضيق اللحظة الحاضرة إلى أفق المستقبل الفسيح. [د. سلمان العودة]

 

{ وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ }
[آل عمران:139] الأعلون فيما تدافعون عنه، فإنكم على الحق، وهم على الباطل. الأعلون لمن تدفعون عنه، فقتالكم لله، وقتالهم للشيطان. الأعلون فيما لكم، فقتلاكم في الجنة، وقتلاهم في النار! [ابن عجيبة الفاسي]

 

 

تأمل هذه الآية :
{ وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ }
[فاطر :11 ] قف قليلا، وتفكر! كم في هذه اللحظة من أنثى آدمية وغير آدمية؟ وكم من أنثى تزحف، وأخرى تمشي، وثالثة تطير، ورابعة تسبح! هي في هذه اللحظة تحمل أو تضع حملها؟ إنها بالمليارات! وكل ذلك لا يخفى على الله تعالى! فما أعظمه من درس في تربية القلب بهذه الصفة العظيمة : صفة العلم. [د.عمر المقبل]

 

قدم العبادة على الاستعانة في قوله تعالى :
{ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }
[الفاتحة :5 ] لأن العبادة قسم الرب وحقه، والاستعانة مراد العبد، ومن الطبيعي أن يقدم العبد ما يستوجب رضا الرب ويستدعي إجابته قبل أن يطلب منه شيئا، وهو هنا التذلل لله والخضوع بين يديه بالعبادة، فكان القيام بالعبادة مظنة استجابة طلب الاستعانة.[ابن القيم]

 

 

تدبر كم في القرآن من ذكر لجرائم اليهود : في حق الله : {
وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ }
وملائكته : { مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ } وكتبه :
{ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ }
ورسله :
{ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ }
والمؤمنين :
{ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ }
البلاد والعباد :
{ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا }
. أليسوا هم بذلك رؤوس الإرهاب بلا ارتياب؟

 

{ وَإِنَّ مِنكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُن مَّعَهُمْ شَهِيدًا * وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِّنَ الله لَيَقُولَنَّ كَأَن لَّمْ تَكُن بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا}
[النساء:72، 73] فهولاء المبطئون لم يحبوا لإخوانهم المؤمنين ما يحبون لأنفسهم، بل إن أصابتهم مصيبة فرحوا باختصاصهم، وإن أصابتهم نعمة لم يفرحوا لهم بها، فهم لا يفرحون إلا بدنيا تحصل لهم، أو شر دنيوي ينصرف عنهم، ومن لم يسره ما يسر المؤمنين ويسوءه ما يسوء المؤمنين فليس منهم. [ابن تيمية]

 

{ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ }
[الأنفال:65] لم أشعر بحقيقة معنى هذه الآية كما شعرت بها وأنا في خندقي، أنتظر بشغف ملاقاة وحدات العدو، وإني أقسم بالذي رفع السماء بلا عمد، لو علموا كيف تحلق أرواحنا لقتالهم؛ لغاصت أقدامهم ارتعادا وخوفا من بأسنا. [أحد المدافعين عن غزة]

 

في مثل يوم العظيم - عاشوراء - قال موسى عليه السلام :
{ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ
}[الشعراء:62] فما أحوجنا إلى مثل هذا الإيمان الراسخ الذي ينبئ عن ثقة بالله وتفاؤل بالمستقبل، وإن هذه الآية لقوة ردع وزجر لمن يجعل ثقته بالأحوال المحيطة، والأسباب الظاهرة أقوى من حسن ظنه بالله، فهل يدرك ذلك ضعاف الإيمان؟ والمنهزمون الذين تزلزل إيمانهم أمام استكبار وطغيان القوى الظالمة؟ إن رب موسى وصحبه، هو ربنا لو كانوا يعقلون. [أ.د. ناصر العمر]

 

 

{ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاء اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَاْ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ}
[محمد:4] ما أعظم ما تسكبه هذه الآية في قلب المتدبر لها من طمأنينة، ويقين بحكمة الله وعلمه، وأنه سبحانه لا يعجل لعجلة عباده، وأن من وراء ما يحصل حكما بالغة، تتقاصر دونها عقول البشر وأفهامهم. [د. عمر المقبل]

 

{ إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ }
[التوبة:111] " العاقل لا يرى لنفسه ثمنا دون الجنة ". [ابن حزم] والأرض المقدسة أولى ما أنفق فيها مؤمن

 

ذم الله قوما تسخطوا القدر، واعترضوا على قضاء الله في حق المجاهدين، وخذلوا بكلامهم فقالوا :
{ لَوْ كَانُوا عِنْدَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ }
[آل عمران:156] وها نحن نسمع من يقول مثل هذا القول في حق إخوتنا في غزة!!

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

بَارك الله فيكِ و نفَع بكِ

دمتِ للْإسلَام ذخراً و فخراً

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

ما نراه في غزة أمر يجسد كل صور الألم الجسدي والنفسي؛ لكن عزاؤنا أن ربنا أخبرنا أن الألم متبادل : { إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ }[النساء:104] فعلى المؤمنين أن يقووا رجاءهم بربهم، فهو ما يميزهم عن غيرهم. [د. عويض العطوي]

 

قوله تعالى :{ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا }[الفرقان:55] هذا من ألطف خطاب القرآن وأشرف معانيه، فالمؤمن دائما مع الله على نفسه وهواه وشيطانه وعدو ربه، وهذا معنى كونه من حزب الله وجنده وأوليائه، والكافر مع شيطانه ونفسه وهواه على ربه، وعبارات السلف على هذا تدور. [ابن القيم]

 

 

قد يتعجب بعضهم ويتساءل: لماذا لا ينتقم الله لأوليائه الذين يعذبون ويقتلون بأيدي أعدائه في هذه الدنيا؟ والجواب: أن الله تعالى لم يجعل الدنيا دار جزاء لأوليائه، فقد يدركون انتقام الله لهم، وقد لا يدركه إلا من يأتي بعدهم، والنصر الحقيقي هو انتصار المبادئ، ولو فنيت الأبدان، ومن تدبر قصة تحريق أصحاب الأخدود - الموحدين - تبين له الجواب جليا.

 

 

لماذا توصف المؤمنات المحصنات بـ { الْغَافِلَات }؟ [النور:23] إنه وصف عظيم لطيف محمود يُجَسّد المجتمع البريء والبيت الطاهر الذي تشب فتياته زهرات ناصعات لا يعرفن الإثم، إنهن غافلات عن ملوثات الطباع السافلة. وإذا كان الأمر كذلك فتأملوا كيف تتعاون الأقلام الساقطة، والأفلام الهابطة لتمزق حجاب الغفلة هذا، ثم تتسابق وتتنافس في شرح المعاصي، وفضح الأسرار وهتك الأستار، وفتح عيون الصغار قبل الكبار؟!ألا ساء ما يزرون!! [د. صالح ابن حميد]

 

{إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ}[الأنفال:9] ما أحرانا أن نتحلى بهذه الحال ونحن ندعو لإخواننا في غزة؛ فإننا إن حققنا {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ} فإننا لنرجو أن يقال لنا : {فَاسْتَجَابَ لَكُمْ} فأين الأنفس المنكسرة، والقلوب المستغيثة، والدعوات الصاعدة فإن كرب إخواننا شديد؟!

 

 

من عمق علم السلف بكتاب الله، تنصيصهم على أن حضور أعياد الكفار من جملة الزور الذي مدح الله عباد الرحمن بعدم شهوده، كما قال تعالى: { وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ }[الفرقان:72] لأن الزور هو كل باطل من قول أو فعل. فهل يدرك الذين يشهدون أعياد الكفار - من أبناء المسلمين - أن ذلك إثم ونقص في عبوديتهم؟

 

قال تعالى :{ وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَّنثُورًا }[الإنسان:19] تأمل .. هذا وصف الخدم، فما ظنك بالمخدومين؟! لاشك أن حالهم ونعيمهم أعظم وأعلى! جعلنا الله وإياك من أهل ذلك النعيم. [د. عمر المقبل]

 

"هل قوله تعالى : { فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ }[التغابن:16] تخفيف أم تكليف؟ يحتمل الأمرين، فإن قلنا المعنى : لا تقصروا عما تستطيعون، فهذا تكليف، وإن قلنا المعنى: لا يلزمكم فوق ما تستطيعون، فهو تخفيف، وأكثر الناس يستدلون بهذه الآية في التخفيف دون التكليف" [ابن عثيمين

 

استعمل لفظ "الأمَّة" في القرآن أربعة استعمالات: [1] الجماعة من الناس، وهو الاستعمال الغالب، كقوله: { وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولٌ }[2] في البرهة من الزمن، كقوله: { وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ }[3] في الرجل المقتدى به، كقوله:{ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً }[4] في الشريعة والطريقة، كقوله: { إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ }[الشنقيطي]

 

كان الحسن البصري يعظ فيقول: المبادرة، المبادرة! فإنما هي الأنفاس، لو حبست انقطعت عنكم أعمالكم التي تتقربون بها إلى الله تعالى! رحم الله امرأ نظر إلى نفسه، وبكى على عدد ذنوبه، ثم قرأ هذه الآية: { إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا }[مريم:84] يعني الأنفاس، آخر العدد خروج نفسك، آخر العدد فراق أهلك، آخر العدد دخولك في قبرك".

 

كثير من الناس لا يفهم من الرزق - في قوله تعالى :{وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}[الطلاق:2-3] - إلا الرزق المالي ونحوه من المحسوسات، ولكن تأمل ماذا يقول ابن الجوزي: "ورزق الله يكون بتيسير الصبر على البلاء". [صيد الخاطر]

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

قال تعالى - في قصة موسى مع السحرة - : { إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى } [طه:65] والحكمة في هذا - والله أعلم - ليرى الناس صنيعهم ويتأملوه، فإذا فرغوا من بهرجهم، جاءهم الحق الواضح الجلي بعد تطلب له، وانتظار منهم لمجيئه، فيكون أوقع في النفوس، وكذا كان". [ابن كثير]

 

وكل شيء في القرآن تظن فيه التناقض - فيما يبدو لك - فتدبره حتى يتبين لك؛ لقوله تعالى : { أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا } [النساء:82] فإن لم يتبين لك فعليك بطريق الراسخين في العلم الذين يقولون : { آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا } [آل عمران:7] واعلم أن القصور في علمك، أو في فهمك. [ابن عثيمين]

 

كثير من الناس حينما يستعيذ بالله من الشيطان، يستعيذ وفي نفسه نوع رهبة من الشيطان، وهذه الحال لا تليق أبدا بصاحب القرآن، الذي يستشعر أنه يستعيذ - أي يلوذ ويعتصم ويلتجئ - برب العالمين، وأن هذا الشيطان في قبضة الله، كيف لا وهو يقرأ قول ربه { إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً } [النساء:76] [د. عمر المقبل]

 

{الحمد لله رب العالمين} يؤخذ من سورة الفاتحة، إيجاز المقدمة مع بلاغتها؛ لئلا تمل نفوس السامعين بطول انتظار المقصود، وهذا سنة للخطباء ألا يطيلوا المقدمة فينسبوا إلى العي، فإنه بمقدار ما تطال المقدمة يقصر الغرض، ومن هذا يظهر وجه وضعها قبل السور الطوال مع أنها سورة قصيرة. [ابن عاشور]

 

{الحمد لله رب العالمين} الحمد هو المدح المقرون بالمحبة التامة والتعظيم التام، وهذا مناسب جدا للوصف الذي جاء بعد الحمد: (رب العالمين =الربوبية) فإذا كان الله هو من ربى العبد وجب عليه أن يحبه، وإذا كان هو القادر على ذلك وجب عليه تعظيمه.

 

 

مبنى الفاتحة على العبودية، فإن العبودية إما محبة أو رجاء أو خوف، و{الحمد لله..} محبة، و{الرحمن الرحيم..} رجاء، و{مالك يوم الدين..} خوف! وهذه هي أصول العبادة، فرحم الله عبدا استشعرها، وأثرت في قلبه، وحياته.

 

تدبر الفاتحة (4) {الرحمن الرحيم} قال أهل العلم: هذا الاسمان يفتحان -لمن عقل- أوسع أبواب المحبة لله، والرجاء فيه، وتنويع الاسمين -مع أن المصدر واحد وهو الرحمة- دليل سعتها، وفي الحديث القدسي: "أنا عند ظن عبدي بي". [صالح آل الشيخ]

 

 

{مالك يوم الدين} تأمل كيف تضمنت هذه الآية: 1 - إثبات المعاد. 2 - جزاء العباد بأعمالهم -حسنها وسيئها-. 3 - تفرد الرب تعالى بالحكم إذ ذاك بين الخلائق. 4 - كون حكمه تعالى بالعدل. [ابن القيم]

 

من آداب الدعاء أن يقدم الإنسان بين يدي دعائه ثناء على الله تعالى –كما جاء في السنن وغيرها-، وفي قوله: {الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين} ثناء، وهذا مناسب أن يكون قبل الدعاء {اهدنا الصراط المستقيم} . [ينظر: تفسير ابن كثير]

 

فـ"إياك نعبد" الغاية، و"إياك نستعين" الوسيلة، فلن تستطيع أن تعبد الله إلا بالله، فالبداية من الله والنهاية إلى الله! فإنا لله وإنا إليه راجعون. [ينظر: العبودية لابن تيمية]

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

(صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ)

في لفظة (أنعمت) فوائد:

1/ أن الصراط المستقيم نعمة من أعظم النعم. 2/ أن الهداية لا بعمل العبد، بل نعمة من غيره أسديت إليه. 3/ أن المنعم بالهداية هو الله وحده. 4/ وفيه أدب النعمة أن تنسب لمسديها خاصة حال مخاطبته بها. [باسل الرشود]

 

 

{صراط الذين أنعمت عليهم} فيها إشارة وبشارة للمهتدي أنه ليس وحده على هذا الطريق، وأنه وإن كان غريبا بين العابثين من البشر فإن طريقه مليء بالصالحين، الذين حازوا أعلى نعمة، فليأنس بذلك.

 

 

حقيقة الصراط المستقيم هو: معرفة الحق والعمل به؛ لأن الله لما ذكره في الفاتحة بين من انحرفوا عنه وهم اليهود المغضوب عليهم، الذين عرفوا الحق ولم يعملوا به، والنصارى الذين ضلوا عن الحق وعملوا بغيره. [د.محمد الخضيري]

 

 

كثير من الناس إذا رأى في التفسير أن اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضالون, ظن أن ذلك مخصوص بهم, مع أن الله أمر بقراءة الفاتحة كل صلاة, فيا سبحان الله كيف يأمره الله أن يستعيذ من شيء لا حذر عليه منه, ولا يتصور أنه يفعله؟ بل يدخل في المغضوب عليهم من لم يعمل بعلمه، وفي الضالين العاملون بلا علم. [محمد بن عبدالوهاب]

 

 

من أحسن ما يفتح لك باب فهم الفاتحة قوله تعالى-في الحديث القدسي-: "قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: {الحمد لله رب العالمين} قال الله: حمدني عبدي, وإذا قال: {مالك يوم الدين} قال الله: مجدني عبدي, فإذا قال: {إياك نعبد وإياك نستعين} قال الله: هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل, فإذا قال: {اهدنا الصراط المستقيم} -إلى قوله-: {ولا الضالين} قال الله: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل"، فإذا تأمل العبد هذا, وعلم أنها نصفان: نصف لله, ونصف للعبد، وتأمل أن الذي علمه هذا هو الله, وأمره أن يدعو به ويكرره في كل ركعة, وأنه سبحانه ضمن إجابة هذا الدعاء -إذا دعاه بإخلاص وحضور قلب- تبين له ما أضاع أكثر الناس. [محمد بن عبدالوهاب]

 

 

آية الكرسي أعظم آية، وتدبرها أولى ما يكون، وقد شرعت قراءتها في مواضع كثيرة، "ويحق لمن قرأها متدبرا متفقها، أن يمتلئ قلبه من اليقين والعرفان والإيمان، وأن يكون بذلك محفوظا من شرور الشيطان". [السعدي]

 

 

{لا إله إلا هو}.. فيها نفي وإثبات؛ نفي الألوهية وإثباتها لله وحده، وهذا من التخلية قبل التحلية، وقد فصل هذا أيضا في الآية التي تليها {فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها}(البقرة:256). [ينظر: تفسير أضواء البيان]

 

لما قال تعالى: {الله لا إله إلا هو} قال بعدها: الحي القيوم، فبعد أن ذكر استحقاقه للعبودية ذكر سبب ذلك وهو كماله في نفسه ولغيره، فلا تصلح العبادة إلا لمن هذه شأنه: {وتوكل على الحي الذي لا يموت}(الفرقان:58)، "ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت"! [ينظر العبودية لابن تيمية]

 

 

{لا تأخذه سنة ولا نوم} السنة هي النعاس، وفي نفي النوم بعد نفي السنة: تدرج من نفي الأعلى بعد الأدنى، فكأنه قال: لا تأخذه سنة فكيف بالنوم؟ وهذا من بلاغة التأكيد. [ينظر:تفسير البقرة لابن عثيمين] فتأمل أيها المعظم لربه! فإن أي ملك من ملوك الدنيا -مهما كان حرصه على ملكه- لا يمكن أن يبقى بضعة أيام بلا نوم! فسبحان الحي القيوم!

 

 

لما ذكر الله لنفسه صفة الحياة: {الحي القيوم} ذكر بعدها {لا تأخذه سنة ولا نوم} وفيه معنى لطيف وهو أن النوم هو الموتة الصغرى، فنفى عن نفسه السنة والنوم بعد أن أثبت لنفسه كمال الحياة. [ينظر: تفسير السعدي]

 

 

لما قال تعالى: {الله لا إله إلا هو} قال بعدها: {له ما في السموات وما في الأرض} ومن مناسبة هذا أن القلوب متعلقة بمن يرزقها كما في قول إبراهيم: {إن الذين تعبدون من دون الله لا يملكون لكم رزقا فابتغوا عند الله الرزق}(العنكبوت:17)، فدلهم على العبودية من الباب الذي يرغبونه. [ينظر: أيسر التفاسير للجزائري]

 

 

من مناسبة قوله تعالى: {له ما في السموات وما في الأرض} بعد التوحيد {لا إله إلا هو} أن قوله "ما" عام، فكل ما في السموات والأرض لله، مملوك من مماليكه وعبد من عبيده، فكيف يعبد العبد عبدا ولا يعبد مالكه؟! [ينظر: التحرير والتنوير]

 

 

{له ما في السماوات وما في الأرض} تأمل في أعظم مساحة يملكها تاجر أو حاكم؛ إنها ذرة في هذا الكون الفسيح! وهي تشير -أيضا- إلى أن ما في أيدي الخلق فمآله إليه! فتبارك من وسع ملكه وسلطانه السماوات والأرض والدنيا والآخرة! [د.عمر المقبل]

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

{ولا يحيطون بشيء من علمه} لم يقل بعلمه، فهم لا يحيطون بعلمه، ولا بشيء من علمه، بل هم إن علموه فإنما يعلمونه من وجه دون وجه بغير إحاطة. [ينظر: التسهيل لعلوم التنزيل]

 

{وسع كرسيه السماوات والأرض} والكرسي ليس أكبر مخلوقات الله تعالى، بل هناك ما هو أعظم منه وهو العرش، وما لا يعلمه إلا هو، وفي عظمة هذه المخلوقات تحير الأفكار وتكل الأبصار، وتقلقل الجبال، فكيف بعظمة خالقها ومبدعها، والذي قد أمسك السماوات والأرض أن تزولا من غير تعب ولا نصب، فلهذا قال: {ولا يؤوده حفظهما}. [السعدي]

 

 

{وهو العلي العظيم} مثل هذه الجملة التي طرفاها معرفتان تفيد الحصر؛ فهو وحده العلي؛ أي ذو العلو المطلق، وهو الارتفاع فوق كل شيء؛ و{العظيم} أي: ذو العظمة في ذاته، وسلطانه، وصفاته. [ابن عثيمين]

 

 

قال الزجاج: لما ذكر الله في سورة البقرة أحكاما كثيرة، وقصصا، ختمها بقوله: {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون} تعظيما لنبيه صلى الله عليه وسلم وأتباعه، وتأكيدا لجميع ذلك المذكور من قبل، وأنهم آمنوا بأخباره وعملوا بأحكامه.

 

 

{آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون} ثم قال: {وقالوا سمعنا وأطعنا} دل أن الإيمان الصحيح يقود إلى العمل، فهو ليس مجرد معرفة قلبية، وتصورات ذهنية.

 

 

{وقالوا سمعنا وأطعنا} هذه الأمة أمة اتباع، فإذا آتاها الله العقل الدال على صدق رسوله وصحة كتابه: فإنها لا تعارض أفراد الأدلة بعقولها، بل هي تسمع لها وتطيع. [ينظر: فتاوى ابن باز]

 

من ارتباط أول سورة البقرة بآخرها مدح الله تعالى في أولها للمتقين الذي يؤمنون بالغيب، ثم فصل صفتهم في آخرها بأنهم الرسول ومن معه إذ آمنوا بالغيب من مثل أركان الإيمان، وسمعوا وأطاعوا. وذكر في أولها أنهم بالآخرة هم يوقنون، وفي آخرها قالوا: {وإليك المصير}

 

قوله تعالى: {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها} يستدل بها بعضهم على الترخص، مع أنها تدل على العزيمة أيضا، فيقال: إن الله تعالى لم يكلف نفسا فوق وسعها، فمعناه أن كل ما كان في وسعه فهو داخل في التكليف. [ينظر: فتاوى ابن عثيمين]

 

 

{لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت} فرق بين "الكسب" و"الاكتساب"، فالكسب هو ما حصله الإنسان من عمله المباشر وغيره، فالعبد يعمل الحسنة الواحدة ويجزى عليها عشرا، وأما الاكتساب فهو ما باشره فحسب، فلو عمل سيئة لم تكتب عليه إلا واحدة، وذلك من فضل الله ورحمته. [ينظر: محاسن التأويل]

 

 

{أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين}. يا لها من كلمة تبعث في نفس المؤمن القوة والسعي في الأخذ بالأسباب في دفاع الكفار الذين ما فتئوا يحاربون المسلمين في عقائدهم وأخلاقهم وأموالهم وديارهم، فمهما عظمت جنودهم فالله مولانا ولا مولى لهم!

 

الإحاطة بمقصود سورة البقرة كنز، وهو مضمن في الكنزين العظيمين في آخرها، فالسورة كلها في (الوحي وموقف الناس منه) وأول الآيتين الأخيرتين: في الأصول الخمسة التي تتابع عليها وحي السماء، وموقف أهل الإيمان منها، وأما آخرهما : فهي في الوحي المحمدي وما خصنا الكريم به. [د,عصام العويد]

 

 

{يود أحدهم لو يعمر ألف سنة} [البقرة:96]. كذا أخبرنا ربنا عن أماني بعض اليهود، فما سر ذلك؟ لعل من أسرار ذلك ما نبه عليه مجاهد بقوله: حببت -بفتح الحاء- إليهم الخطيئة طول العمر

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

"في قوله تعالى : { وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ }[النساء:48] نعمة عظيمة من وجهين : أحدهما: أنه يقتضي أن كل ميت على ذنب دون الشرك لا نقطع له بالعذاب وإن كان مصرا. والثانية: أن تعليقه بالمشيئة فيه نفع للمسلمين، وهو أن يكونوا على خوف وطمع". [ابن الجوزي]

 

 

{ وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ}[النساء:32] "فإذا كان هذا النهي - بنص القرآن - عن مجرد التمني، فكيف بمن ينكر الفوارق الشرعية بين الرجل والمرأة، وينادي بإلغائها، ويطالب بالمساواة، ويدعو إليها باسم المساواة بين الرجل والمرأة؟" [بكر بن عبدالله أبو زيد]

 

 

تدبر قوله تعالى : {ولا تتبعوا خطوات الشيطان}[البقرة:168] فتسمية استدراج الشيطان "خطوات" فيه إشارتان: [1] الخطوة مسافة يسيرة، وهكذا الشيطان يبدأ بالشيء اليسير من البدعة، أو المعصية، حتى تألفها النفس. [2] قوله : (خطوات) دليل على أن الشيطان لن يقف عند أول خطوة في المعصية. [فهد العيبان]

 

 

تأمل دقة يوسف لما قال: {معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده}[يوسف:79] فلم يقل: من سرق! لأنه يعلم أن أخاه لم يسرق، فكان دقيقاً في عبارته، فلم يتهم أخاه، كما لم يثر الشكوك حول دعوى السرقة، فما أحوجنا إلى الدقة في كلماتنا، مع تحقق الوصول إلى مرادنا [أ.د. ناصر العمر]

 

 

قال وهب بن منبه في قوله تعالى: { وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }[الأعراف:204] " من أدب الاستماع سكون الجوارح، والعزم على العمل: يعزم على أن يفهم، فيعمل بما فهم ".

 

قوله تعالى: { وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه }[يونس:12] تأمل التعبير بقوله (مر)، وما يوحي به من سرعة نسيان العبد لفضل الله عليه! [د. محمد الخضيري]

 

 

{ وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت}[لقمان:34] كان البخاري ينشد : "اغتنم في الفراغ فضل ركوع * فعسى أن يكون موتك بغتة كم صحيح رأيت من غير سقم * ذهبت نفسه الصحيحة فلتة" وهكذا كان البخاري رحمه الله؛ فقد كان من أهل الركوع، وكان موته ليلة عيد الفطر بغتة.! [انظر مقدمة الفتح]

 

 

الكريم يتغافل عن تقصير أهله وصحبه، ولا يستقصي حقوقه، قال الحسن البصري رحمه الله: "ما استقصى كريم قط! قال الله تعالى عن نبينا صلى الله عليه وسلم - لما أخطأت بعض أزواجه - : { عرف بعضه وأعرض عن بعض }[التحريم:3]!"

 

 

{ كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها }[النازعات:46] تنطوي هذه الحياة الدنيا التي يتقاتل عليها أهلها ويتطاحنون، فإذا هي عندهم عشية أو ضحاها! أفمن أجل عشية أو ضحاها يضحون بالآخرة؟ ألا إنها الحماقة الكبرى التي لا يرتكبها إنسان يسمع ويرى! [سيد قطب]

 

 

{ ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات }[البقرة:148] إشارة إلى تنوع الناس في أعمالهم وعباداتهم، ما بين صلوات وتعليم ودعوة وإغاثة، وكل ميسر لما خلق له؛ لكن المهم أن يكون المرء سابقا في المجال الذي يذهب إليه مع مراعاة أنه محاسب، وهنا يربينا القرآن لنكون الأوائل دائما. [د.محمد السيد]

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

أتحب أن يعفو الله عنك، ويغفر لك؟ إنه عمل سهل؛ لكنه عند الله عظيم! وهذا يتحقق لك بأن تعفو وتصفح عن كل مسلم أخطأ في حقك، أو أساء إليك، أو ظلمك، فإن استثقلت نفسك هذا، فذكرها قول ربها: ( وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) [النور:22] [د.محمد العواجي]

 

 

{ لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله } [الحشر:11] فهذا حال جبال الحجارة الصلبة، وهذه رقتها وخشيتها وتدكدكها من جلال ربها، فيا عجبا من مضغة لحم أقسى من هذه الجبال! تسمع فلا تلين! ومن لم يلن لله في هذه الدار قلبه فليستمتع قليلا، فإن أمامه الملين الأعظم - النار عياذا بالله منها-! [ابن القيم]

 

 

{ ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين } [الذاريات:50] كل شيء تخاف منه فإنك تفر عنه، إلا الله؛ فإنك تخاف منه فتفر إليه! [السعدي] أفر إليك منك وأين إلا * إليك يفر منك المستجير

 

 

يا صاحب القرآن : إذا أخذت في تلاوة أو استماع حزب المفصل (ق-الناس) فتنبه فإنه مسك ختامه، وأفضل أحزابه، قال ابن مسعود فيه: "هو لباب القرآن" وسماه ابن عباس "المحكم" لندرة متشابهه، ولا يزهدنك فيه قصر سوره، فالمعوذتان أحب إلى الله من سورتي هود ويوسف بالنص الثابت عن رسوله، وقد تواتر أن غالب قراءته صلى الله عليه وسلم في الفريضة كانت من المفصل. فأحضر قلبك وتدبر تجد (عجبا يهدي إلى الرشد). [د.عصام العويد]

 

 

 

 

{ قال رب اغفر لي ولأخي } [الأعراف:151] قال كعب: رب قائم مشكور له، ونائم مغفور له، وذلك لأن الرجلين يتحابان في الله، فقام أحدهما يصلي، فرضي الله صلاته ودعاءه، فلم يرد من دعائه شيئا، فذكر أخاه في دعائه من الليل فقال : رب! أخي فلان اغفر له؛ فغفر الله له وهو نائم. [حلية الأولياء]

 

 

في قوله تعالى : { خافضة رافعة } [الواقعة:3] تعظيم لشأن يوم القيامة، وترغيب وترهيب؛ ليخاف الناس في الدنيا من أسباب الخفض في الآخرة، ويرغبوا في أسباب الرفع فيها، فيطيعوا الله؛ فيا مغترا برفعته في الدنيا احذر الخفض الذي لا رفع بعده.

 

 

( 79 ) تسعة وسبعون آية تتحدث عن "استماع" الوحي كيف يجب أن يكون؟ جاء فيها السماع على أنواع ثلاثة : 1- سماع صوت وهو للأذن. 2- وسماع فهم وهو للذهن. 3- وسماع استجابة وهو للقلب والجوارح. فالأولان وسيلة والأخير هو المنجي فقط، ولم أرها مجموعة إلا في الأنفال [19-23] نحن في أيام سماع فلا تحرم "قلبك" سماع القرآن. [د.عصام العويد]

 

 

تأمل في استسقاء موسى لقومه، ودعاء إبراهيم لأهل مكة بالأمن والرزق، وعلاج عيسى للأكمه والأبرص؛ ألا يدلك هذا أن على الدعاة وطلبة العلم أن يحرصوا على إصلاح دنيا الناس مع حرصهم على دينهم؟ ففيها معاشهم وقوام عبادتهم، وهذا داع إلى خلطتهم أيضا. [د.محمد السيد]

 

 

يزداد التعجب ويشتد الاستغراب من أناس يقرؤون سورة يوسف ويرون ما عمله إخوته معه عندما فرقوا بينه وبين أبيه، وما ترتب على ذلك من مآسي وفواجع : إلقاء في البئر، وبيعه مملوكاً، وتعريضه للفتن وسجنه، واتهامه بالسرقة.. بعد ذلك كله يأتي منه ذلك الموقف الرائع : { لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم } يرون ذلك فلا يعفون ولا يصفحون ؟ فهلا عفوت أخي كما عفى بلا من ولا أذى ؟ ألا تحبون أن يغفر الله لكم ؟ [أ.د.ناصر العمر]

 

 

قال تعالى : { وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين } [الأحقاف:29] وقال : { قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا } [الجن:1] حين تقرأ كلام أولئك الجن عن القرآن يتملكك العجب! أفي جلسة واحدة صنع بهم القرآن كل هذا؟ مع أنهم يقينا لم يسمعوا إلا شيئا يسيرا من القرآن ! إنك - لو تأملت - لانكشف لك سر هذا: إنه استماعهم الواعي وتدبرهم لما سمعوه، وشعورهم أنهم معنيون بتلك الآيات، فهل قال أحد منا : إنا سمعنا قرآنا عجبا؟ [د.عمر المقبل]

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إذا رأينا للشيطان علينا غلبة وسلطانا، فلنتحقق من عبوديتنا لله تعالى، فإن الله يقول :
{ إن عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا }
[الإسراء:65] [أنس العمر]

 

 

{ والآخرة خير وأبقى }
[الأعلى:17] لو كانت الدنيا من ذهب يفنى، والآخرة من خزف يبقى، لكان الواجب أن يؤثر خزف يبقى، على ذهب يفنى، فكيف والآخرة من ذهب يبقى، والدنيا من خزف يفنى؟! [مالك بن دينار]

 

 

{ يوم لا ينفع مال ولا بنون * إلا من أتى الله بقلب سليم }
[الشعراء:88-89] لا يكون القلب سليما إذا كان حقودا حسودا، معجبا متكبرا، وقد شرط النبي صلى الله عليه وسلم في الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه، والله الموفق برحمته. [ابن العربي] فالآن : ليعلنها المسلم طهارة لقلبه من كل غل يخدش سلامة قلبه على أخيه.

 

 

{ يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا }
[التحريم:6] جاءت كلمة (نارا) منكرة دلالة على عظمها وفظاعتها، كونها نارا كاف للخوف منها؛ لكنها مع ذلك وصفت بوصفين عظيمين :
{ وقودها الناس والحجارة }
، {
عليها ملائكة غلاظ شداد }
، ألا ما أشد هذا الوصف وما أفظعه! حتى قيل أنه أعظم وصف للنار فيما يتعلق بالمؤمنين. [د.عويض العطوي]

 

 

{ الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين }
[الزخرف:67] قال الحسن البصري: استكثروا من الأصدقاء المؤمنين؛ فإن الرجل منهم يشفع في قريبه وصديقه، فإذا رأى الكفار ذلك قالوا :
{ فما لنا من شافعين ولا صديق حميم }
[الشعراء:100-101]

 

 

قال ابن تيمية رحمه الله : تأملت أنفع الدعاء، فإذا هو سؤال العون على مرضاته تعالى، ثم رأيته في الفاتحة :
{ إياك نعبد وإياك نستعين }
[5] ويشهد لقول ابن تيمية : الدعاء الذي أوصى نبينا معاذا أن يقوله دبر كل صلاة : ( اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك )، فليتدبر المؤمن هذه الآية العظيمة وذلك الدعاء.

 

 

كثيرا ما يستعجل الإمام أو يغفل المأموم عن تدبر سورة الفاتحة، خاصة مع تكررها في مثل التراويح، طلبا لتدبر ما بعدها من تلاوة وربما لتدبر قنوت!! مع أن الفاتحة أولى السور بالتدبر؛ لأنها أعظم سورة، والله تعالى يقول :
{ ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم
} [ الحجر : 87 ] والفاتحة هي السبع المثاني والقرآن العظيم. [ باسل الرشود

 

 

وصف سبحانه رمضان فقال :
{ أياما معدودات }
[ البقرة : 184 ] كناية عن قلة أيامه ويسرها، فالمغبون من فرط في تلك الأيام دون جد أو تحصيل، وسيدرك غبنه حين يقول: {
يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله
} [ الزمر : 56 ] و { ذلك يوم التغابن } [ التغابن : 9 ] [ أ.د. ناصر العمر ]

 

 

{ و
ترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت
}[ الحج : 5 ] تذكرت هذه الآية، وأنا أنظر إلى المسلمين، كيف تغير دولاب حياتهم من حين دخل رمضان، لقد انصهروا من جديد! فما أسهل صياغة الحياة عبر نظام الإسلام إذا صدقت النوايا، وخلي بين الناس وبين الخير!

 

 

من أعظم موانع الخشوع : كثرة اللغو، والحديث الذي لا منفعة فيه؛ ولذلك ذكر من صفات المؤمنين إعراضهم عن اللغو بعدما ذكر خشوعهم، فقال : {
قد أفلح المؤمنون، الذين هم في صلاتهم خاشعون، والذين هم عن اللغو معرضون
} [المؤمنون:1-3] [د.محمد الخضيري]

 

 

قوله تعالى : {
وكان أبوهما صالحا
} [ الكهف : 82 ] فيه فوائد، منها : أن العبد الصالح يحفظه الله في نفسه وذريته وما يتعلق به، ومنها: أن خدمة الصالحين وعمل مصالحهم أفضل من غيرهم؛ لأنه علل أفعاله بالجدار بقوله : {
وكان أبوهما صالحا
} [ السعدي ]

 

 

لما ذكر الله قوامة الرجل على المرأة، وحق الزوج في تأديب امرأته الناشز، ختم الآية بقوله : {
إن الله كان عليا كبيرا
} [النساء : 34] فذكر بعلوه وكبريائه جل جلاله ترهيبا للرجال؛ لئلا يعتدوا على النساء، ويتعدوا حدود الله التي أمر بها.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

13658980_278619619157998_6705430973699394984_n.jpg?oh=808f3b11e4218ff0017b0629d959e5de&oe=584FCAAE

 

 

{ إن شانئك هو الأبتر } [الكوثر:3] من شنآن النبي شنآن دينه، وعلق ابن تيمية على هذه الآية فقال : الحذر الحذر أيها الرجل، من أن تكره شيئا مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، أو ترده لأجل هواك، أو انتصارا لمذهبك، أو لشيخك، أو لأجل اشتغالك بالشهوات، أو بالدنيا، فإن الله لم يوجب على أحد طاعة أحد إلا طاعة رسوله.

 

 

قال تعالى : {الذي يصلى النار الكبرى ثم لا يموت فيها ولا يحيى} [الأعلى : 12- 13] كلما أصاب مسلم لفح الحر تذكّر النار التي لا أكبر منها، فإن شدة الحر من فيح جهنم، وكذلك فإنه لا يفر من حر بلاده إلى مصايف يعصي الله تعالى فيها ويفتن أهله وولده، فيكون كالمستجير من رمضاء الدنيا بنار الآخرة، بل كلما ذكّرته نفسه الحر ذكّرها بقوله تعالى : {قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون} [التوبة : 81]

 

 

من أجمل صفات المؤمنين : استعمال الأدب مع الله تعالى حتى في ألفاظهم؛ فإن الخضر أضاف عيب السفينة إلى نفسه بقوله : {فأردت أن أعيبها} [الكهف:79]، وأما الخير فأضافه إلى الله بقوله: {فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك} [الكهف:82]، وقال إبراهيم عليه السلام: {وإذا مرضت فهو يشفين} [الشعراء:80]، فنسب المرض إليه والشفاء إلى الله، وقالت الجن: {وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا} [الجن:10] مع أن الكل بقضاء الله وقدره. [السعدي]

 

 

لو رمى العبد بكل معصية حجرا في داره، لامتلأت داره في مدة يسيرة قريبة من عمره، ولكنه يتساهل في حفظ المعاصي، والملكان يحفظان عليه ذلك : {أحصاه الله ونسوه} [المجادلة:6] [أبو حامد الغزالي]

 

 

{فأسر بأهلك بقطع من الليل ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك} [هود:81] والحكمة من نهيهم عن الالتفات ليجدّوا في السير، فإن الملتفت للوراء لا يخلو من أدنى وقفة، أو لأجل أن لا يروا ما ينزل بقومهم من العذاب فترق قلوبهم لهم. [الألوسي] وفي ذلك إشارة للمؤمن أن لا يلتفت في عمله للوراء إلا على سبيل تقويم الأخطاء؛ لأن كثرة الالتفات تضيع الوقت، و بما أورثت وهناً.

 

 

يبين إيمان المؤمن عند الابتلاء، فهو يبالغ في الدعاء ولا يرى أثرا للإجابة، ولا يتغير أمله ورجاؤه ولو قويت أسباب اليأس؛ لعلمه أن ربه أعلم بمصالحه منه؛ أما سمعت قصة يعقوب عليه السلام؟ بقي ثمانين سنة في البلاء، ورجاؤه لا يتغير، فلما ضم بنيامين بعد فقد يوسف لم يتغير أمله، وقال : { عسى الله أن يأتيني بهم جميعا } [يوسف:83] فإياك أن تستطيل زمان البلاء، وتضجر من كثرة الدعاء، فإنك مبتلى بالبلاء، متعبد بالصبر والدعاء، ولا تيأس من روح الله وإن طال البلاء. [ابن الجوزي]

 

 

إذا رأيت وقتك يمضي، وعمرك يذهب وأنت لم تنتج شيئاً مفيداً، و لا نافعاً، ولم تجد بركة في الوقت، فاحذر أن يكون أدركك قوله تعالى : {ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطاً} [الكهف:28] أي انفرط عليه وصار مشتتاً، لا بركة فيه، وليعلم أن البعض قد يذكر الله؛ لكن يذكره بقلب غافل ، لذا قد لا ينتفع [ابن عثيمين]

 

 

 

{أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا} [الرعد : 17] قال ابن عباس : هذا مثل ضربه الله، احتملت القلوب من الوحي على قدر يقينها وشكها، فأما الشك فما ينفع معه العمل، وأما اليقين فينفع الله به أهله. [الدر المنثور]

 

إذا تأملت قوله تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ} [الأنبياء : 101] وأضفت له قوله تعالى : {لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى} [الحديد : 10] تبين لك أن الصحابة كلهم من أهل الجنة قطعا؛ لأنه وعد أهل الحسنى بالإبعاد عن النار، وأخبر أن الصحابة سواء من أسلم قبل الفتح أو بعده موعود بالحسنى. [ابن حزم]

 

 

 

 

{وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [الكهف : 28] هل تدبرنا لمن وجه هذا الخطاب؟ وكيف أن الذين طولب بصحبتهم أقل منه منزلة! بل وحذره من تركهم طلبا لزينة الحياة الدنيا! إنه لدرس بليغ في بيان ضرورة مصاحبة الصالحين، والصبر على ذلك، وأن الدعوة إنما تقوم على يد من قويت صلتهم بربهم، ولو كان حظهم من الدنيا قليلا! [د. عمر المقبل]

 

 

{حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ} إذا كانت الإقامة في القبر مجرد زيارة مع أنها قد تمتد آلاف السنين، فبم نصف إقامتنا في الدنيا التي لا تتجاوز عدد سنين؟ تأمل {قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلْ الْعَادِّينَ} [المؤمنون : 113] فيا طول حسرة المفرطين

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

في قوله تعالى : {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} [الملك : 2] ابتلانا الله بحسن العمل، لا بالعمل فقط، ألم يكن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه : أي العمل أفضل؟ ففهمهم - رضي الله عنهم - يدل على التنافس في جودة العمل لا مجرد كثرته.

 

يقول أحد الدعاة : رأيت مغنيا مشهورا طالما فتن الشباب والفتيات، فقررت أن لا أدعه حتى أنصحه، فسلمت عليه، وألهمني الله أن ألقي في أذنه قوله تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ} ثم ذهبت، فوالله ما مرت أيام إلا وقرأت خبر توبته في الصحف .. فما أجمل الوعظ بالقرآن إذا صادف انتقاء حسنا، وقلبا واعيا !

 

 

ما أحسن وقع القرآن ، وبل نداه على القلوب التي ما تحجرت ، ولا غلب عليها الأشر والبطر، والكفر والنفاق والزندقة والإلحاد! هو والله نهر الحياة المتدفق على قلوب القابلين له ، والمؤمنين به ، يغذيها بالإيمان ، والتقوى لله تعالى ، ويحميها من التعفن والفساد ويحملها على كل خير وفضيلة. (الشيخ صالح البليهي)

 

 

إياك – يا أخي –ثم إياك ، أن يزهدك في كتاب الله كثرة الزاهدين فيه، ولا كثرة المحتقرين لمن يعمل به ويدعو إليه ، واعلم أن العاقل ، الكيس ،الحكيم ،لا يكترث بانتقاد المجانين. (الأمين الشنقيطي)

 

يدل قوله تعالى : (وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً) آل عمران : 120 على أن الاستثمار الأساسي في مواجهة عدوان الخارج يجب أن يكون بتحصين الداخل من خلال الاستقامة على أمر الله، ومن خلال النجاح في مواكبة معطيات العصر .. [عبدالله المخلف]

 

 

أوضاع أهلنا في فلسطين أمر يستوجب منا الفزع لربنا والتضرع إليه أن يفرج كربتهم، وأن ينتقم من عدوهم، فإن عدوهم مهما بلغت قوته فليس بشيء أمام قوة الجبار جل جلاله، ألسنا نقرأ قوله تعالى في سورة البروج: {إن بطش ربك لشديد} إلى قوله: {والله من ورائهم محيط}؟ وإذا لم تسكب هذه الآيات – وأمثالها – القوة في قلوبنا لنترجمها إلى دعاء صادق، فأي شيء إذا؟ ألا فلننطرح بين يدي ربنا، ونستنصر لإخواننا في صلواتنا ودعواتنا.

 

 

الصبر زاد لكنه قد ينفد؛ لذا أمرنا أن نستعين بالصلاة الخاشعة ؛ لتمد الصبر وتقويه: {واستعينوا بالصبر والصلاة ، وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين} (د.محمد الخضيري)

 

 

إذا ذكر أهل الكتاب - في القرآن - بصيغة {الذين آتيناهم الكتاب} فهذا لا يذكره الله إلا في معرض المدح، وإذا ذكروا بصيغة {أوتوا نصيبا من الكتاب} فلا تكون إلا في معرض الذم، وإن قيل فيهم {أوتوا الكتاب} فقد يتناول الفريقين؛ لكنه لا يفرد به الممدوحون فقط، وإذا جاءت {أهل الكتاب} عمت الفريقين كليهما [ابن القيم]

 

 

قال تعالى : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ [فاطر : 32] قيل في سبب تقديم الظالم لنفسه على السابق بالخيرات - مع أن السابق أعلى مرتبة منه - لئلا ييأس الظالم من رحمة الله، وأخر السابق لئلا يعجب بعمله .. [القرطبي]

 

أمل قوله تعالى -لما جيء بعرش بلقيس لسليمان عليه السلام-: {فلما رآه مستقرا عنده} فمع تلك السرعة العظيمة التي حمل بها العرش، إلا أن الله قال: {مستقرا} وكأنه قد أتي به منذ زمن، والمشاهد أن الإنسان إذا أحضر الشيء الكبير بسرعة، فلا بد أن تظهر آثار السرعة عليه وعلى الشيء المحضر، وهذا ما لم يظهر على عرش بلقيس، فتبارك الله القوي العظيم [ابن عثيمين]

 

 

ينبغي للقارئ أن يكون شأنه الخشوع، والتدبر، والخضوع، فهذا هو المقصود المطلوب، وبه تنشرح الصدور، وتستنير القلوب، وقد بات جماعة من السلف يتلو الواحد منهم آية واحدة ليلة كاملة أو معظم ليلة يتدبرها عند القراءة [النووي]

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

قال حازم بن دينار : رأيت رجلا قام يصلي من الليل .. فافتتح سورة الواقعة، فلم يجاوز قوله : (خافضة رافعة) حتى أصبح، فخرج من المسجد، فتبعته فقلت : بأبي أنت وأمي ! ما (خافضة رافعة) أي لماذا استمررت طول الليل ترددها؟ فقال : إن الآخرة خفضت قوما لا يرفعون أبدا .. ورفعت قوما لا ينخفضون أبدا .. فإذا الرجل عمر بن عبد العزيز رحمه الله ..

 

تأمل وجه إشارة القرآن إلى طلب علو الهمة .. في دعاء عباد الرحمن .. – أواخر سورة الفرقان – (واجعلنا للمتقين إماما) ثم تأمل كيف مدح الناطق بهذا الدعاء ! فكيف بمن بذل الجهد في طلبه؟ ثم إن مدح الداعي بذلك دليل على جواز وقوعه .. جعلنا الله تعالى أئمة للمتقين .. (د.محمد العواجي)

 

 

إذا عظم في صدرك تعظيم المتكلم بالقرآن لم يكن عندك شيء أرفع، ولا أشرف ولا أنفع، ولا ألذ ولا أحلى من استماع كلام الله جل وعز، وفهم معاني قوله تعظيما وحبا له وإجلالا، إذ كان تعالى قائله، فحب القول على قدر حب قائله .. (الحارث المحاسبي)

 

المؤمن العاقل إذا تلا القرآن استعرضه، فكان كالمرآة يرى بها ما حسن من فعله وما قبح، فما خوفه به مولاه من عقابه خافه، وما رغب فيه مولاه رغب فيه ورجاه، فمن كانت هذه صفته - أو ما قاربها - فقد تلاه حق تلاوته، وكان له القرآن شاهدا وشفيعا، وأنيسا وحرزا، ونفع نفسه، وأهله، وعاد على والديه وولده كل خير في الدنيا والآخرة [الإمام الآجري]

 

 

ذا حبست عن طاعة .. فكن على وجل من أن تكون ممن خذلهم الله .. وثبطهم عن الطاعة كما ثبط المنافقين عن الخروج للجهاد .. قال تعالى : (ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين) (د.مساعد الطيار)

 

 

تأمل في سر اختيار القطران دون غيره في قوله تعالى .. (سرابيلهم من قطران) إبراهيم 50 وذلك – والله – أعلم - لأن له أربع خصائص : حار على الجلد .. وسريع الاشتعال في النار .. ومنتن الريح .. وأسود اللون .. تطلى به أجسامهم حتى تكون كالسرابيل ! ثم تذكر – أجارك الله من عذابه – أن التفاوت بين قطران الدنيا وقطران الآخرة ، كالتفاوت بين نار الدنيا ونار الآخرة ! (الزمخشري)

 

{ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ } قف عند هذه الآية ولا تعجل، فلو استقر يقينها في قلبك ما جفت شفتاك. [خالد بن معدان]

 

 

ما معنى التدبر؟ قال العلامة العثيمين : والتدبر هو التأمل في الألفاظ للوصول إلى معانيها .. فإذا لم يكن ذلك، فاتت الحكمة من إنزال القرآن .. وصار مجرد ألفاظ لا تأثير لها .. ولأنه لا يمكن الاتعاظ بما في القرآن بدون فهم معانيه ..

 

 

حقيقة التدبر : إن هذا القرآن قد قرأه عبيد وصبيان لا علم لهم بتأويله .. وما تدبر آياته إلا بإتباعه .. وما هو بحفظ حروفه وإضاعة حدوده .. حتى إن أحدهم ليقول : لقد قرأت القرآن فما استطعت منه حرفا وقد - والله - أسقطه كله .. ما يرى القرآن له في خلق ولا عمل .. (الحسن البصري)

 

 

التأمل في القرآن هو تحديق ناظر القلب إلى معانيه .. وجمع الفكر على تدبره وتعقّله .. وهو المقصود بإنزاله .. لا مجرد تلاوته بلا فهم، ولا تدبر .. قال تعالى : {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب}

 

 

تدبر كتاب الله مفتاح للعلوم والمعارف .. وبه يستنتج كل خير وتستخرج منه جميع العلوم .. وبه يزداد الإيمان في القلب وترسخ شجرته .. (ابن سعدي)

 

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

قد علم أنه من قرأ كتابا في الطب أو الحساب أو غيرهما فإنه لابد أن يكون راغبا في فهمه وتصور معانيه .. فكيف بمن يقرأ كتاب الله - تعالى - الذي به هداه وبه يعرف الحق والباطل والخير والشر؟ فإن معرفة الحروف بدون المعاني لا يحصل معها المقصود إذ اللفظ إنما يراد للمعنى .. (ابن تيمية)

 

من مفاتيح التدبر التأني في القراءة : روى الترمذي وصححه أن أم سلمه نعتت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فإذا هي قراءة مفسرة حرفا حرفا وهذا كقول أنس - كما في البخاري : كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم مدا .. وقال ابن أبي مليكة : سافرت مع ابن عباس، فكان يقوم نصف الليل، فيقرأ القرآن حرفا حرفا، ثم يبكي حتى تسمع له نشيجا ..

 

دعاؤنا لربنا يحتاج منا دعاء آخر أن يتقبله الله .. قال تعالى عن خليله إبراهيم عليه السلام بعد أن دعا بعدة أدعية (ربنا وتقبل دعاء)

 

(يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ) النور-35 تأمل وفقك الله كم حرم هذا النور أناس كثيرون هم أذكى منك! و أكثر اطلاعا منك! وأقوى منك! وأغنى منك. فاثبت على هذا النور حتى تأتي -بفضل الله- يوم القيامة مع (النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم و بأيمانهم) التحريم-8

 

{ قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ }، { وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي }، { إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ } قوة التأثر و الالتزام بما عليه الآباء و الأجداد حقيقة غالبة وأمر لا ينكر، فالهداية تتوارث فطرة، والضلال يورثه التعصب، لذا لابد أن يعي الآباء ذلك، فكيفما تحب أن يكون أبناؤك وأحفادك فكن : { وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا }. [أ.د. ناصر العمر]

 

 

{ قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ * بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ } الله أكبر .. كم في هذه الآية من معان سامية؟ كظم للغيظ، وحلم عن الجهال، ورأفة بمن آذوه، والاشتغال عن الشماتة بهم والدعاء عليهم ! ألا ترى كيف تمنى الخير لقتلته، والباغين له الغوائل وهم كفرة عبدة أصنام؟ [ يُنظر : تفسير القرطبي

 

 

{ وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا } ينبغي لكل مسلم ـ يخاف العرض على ربه ـ أن يتأمل هذه الآية الكريمة، ويُمعن النظر فيها مرارا وتكرارا؛ ليرى لنفسه المخرج من هذه الورطة العظمى، والطامة الكبرى، التي عمّت جُل بلاد المسلمين من هذه المعمورة، وهي هجر القرآن الكريم! [الشنقيطي]

 

حين يقصر بعض الناس قوله تعالى : { وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ } على معرفة جنس الجنين، أو القدرة على تحديده - بإذن الله - فإن ذلك يحدث لهم إشكالات، بينما هي تشمل: الرزق، والأجل، والسعادة والشقاء، وغير ذلك مما يتصل بحياة الجنين، وحينها تزول تلك الإشكالات التي يثيرها بعضهم بسبب تقدم الطب في علم الأجنة. [أ.د. ناصر العمر]

 

 

(والشعراء يتبعهم الغاوون .... إلا الذين آمنوا عملوا الصالحات) دلت الآية على أن للشعر حالتين : حالة مذمومة, وحالة مأذونة, فتعين أن ذمه ليس لكونه شعراً, ولكن لما حف به من معان وأحوال اقتضت المذمة. (التحرير والتنوير : 10/239)

 

 

قوله تعالى : (ولكن كان حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين) يشير إلى أن الإسلام شيء والشرك شيء آخر, فلا يلتقيان, الإسلام هو التوحيد المطلق بكل خصائصه وكل مقتضياته, ومن ثم لا يلتقي مع لون من ألوان الشرك أصلاً (في ظلال القرآن 1/383)

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

قال رجل لابن عباس : أريد أن آمر بالمعروف وانهى عن المنكر, فقال له ابن عباس : إن لم تخش أن تفضحك هذه الآيات الثلاث فافعل وإلا فابدأ بنفسك , ثم تلا : (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم) وقوله تعالى : (لم تقولون ما لا تفعلون كبُر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون) وقوله تعالى حكاية عن شعيب عليه السلام : (ما أريد أن أخالفكم إلى ما انهاكم عنه) (لطائف المعارف : 1/17)

 

 

لمثل في القرآن على أربعة أوجه : الشبه, قال تعالى: (مثلهم كمثل الذي استوقد ناراً) (البقرة:17) والعبرة, قال تعالى : (فجعلناهم سلفاً ومثلاً للآخرين) (الزخرف:56) والصفة, قال تعالى : (مثلُ الجنة التي وعد المتقون) (محمد:15) والسنن, قال تعالى : (ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم) (البقرة:214) (الوجوه والنظائر لأبي هلال العسكري)

 

 

 

قال تعالى : (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) (العنكبوت:45) روي عن بعض السلف أنه كان إذا قام إلى الصلاة ارتعد واصفر لونه فكُلِم في ذلك , فقال : إني أقف بين يدي الله تعالى وحق لي هذا مع ملوك الدنيا فكيف مع ملك الملوك (المحرر الوجيز:5/230)

 

 

عن ابن عباس رضي الله عنهما : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استنفر حياً من العرب فتثاقلوا فنزلت : (إلا تنفروا يعذبكم عذاباً أليماً) (التوبة:39) قال : كان عذابهم حبس المطر عنهم (رواه الحاكم في المستدرك (2/396) وصححه, ووافقه عليه الذهبي)

قوله تعالى : (والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم) (البقرة : 213) من فوائد الآيــة : أنه كلما قوي إيمان العبد كان أقرب إلى إصابة الحق لقوله تعالى : (فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا) ؛ لإن الله علق الهداية على وصف الإيمان , وما علق على وصف فإنه يقوى بقوته , ويضعف بضعفه , ولهذا كان الصحابة أقرب إلى الحق ممن بعدهم.. (تفسير القرآن للعثيمين 5/28)

 

أرجى آية جاءت في فضل قراءة القرآن وبيان جزيل ثواب أهلها قوله تعالى : (إن الذين يتلون كتاب الله واقاموا الصلاة وانفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية يرجون تجارةً لن تبور . ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور) , قال قتادة : كان مطرف بن عبدالله يقول : هذه آية القراءة ""رواه الطبري في تفسيره 87/21""

 

 

قال ابن عباس : ضمن الله لمن قرأ القرآن ألا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة ثم قرأ : (فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى)

 

كان نبينا يقرن بين سورة الكافرون والإخلاص في مواضع، ففي سورة الإخلاص التوحيد القولي العلمي، وفي سورة الكافرون التوحيد القصدي العملي:{لا أعبد ما تعبدون}. وبهذا يتميز من يعبد الله ممن يعبد غيره وإن كان كلاهما يقر بأن الله رب كل شيء. [ابن تيمية] .

 

{يا أيها الكافرون} فيه تصريح بكفرهم وتسميتهم بتسمية الله لهم، وبعضهم يتخاذل فلا يستطيع أن يسميهم إلا لقب (الآخر)!

 

{قل هو الله أحد} لم يخبر أنه أحد في أي شيء؟ فدل على العموم: فهو أحد في ربوبيته، فلا أحد يخلق ويرزق ويملك غيره، وأحد في ألوهيته فلا يجوز أن يعبد أحد غيره، وأحد في صفاته المنفرد بالكمال، الذي له الأسماء الحسنى، والصفات الكاملة العليا، والأفعال المقدسة. [ينظر: تفسير السعدي]

 

{لم يلد ولم يولد} فيها رد على أكثر فرق الضلالة، وعلى رأسهم اليهود الذين يقولون: عزير ابن الله، والنصارى الذين يقولون: المسيح ابن الله، وغيرهم من فرق الضلال. [ينظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية]

 

{الله الصمد} أي الذي يصمد إليه في الأمور ويستقل بها {ولم يكن له كفوا أحد} أي لا مثل له. [ينظر: تفسير الطبري] فهل لنا أن يكون الله تعالى –الذي لا مثل له- أول من نلتفت إليه في كل حاجة نحتاجها في شدة أو رخاء أو رغبة أو رهبة؟

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

لم ينج الهدهد من وعيد سليمان عليه السلام، ولا تجرأ ـ مع ضعفه ـ على مخاطبة سليمان ـ مع قوته وسلطانه ـ بمثل هذا الخطاب: { أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ } لولا سلطان العِلْم. [ابن القيم]

 

 

كل غني إذا طمعت فيه مقتك وحرمك وأقصاك إلا الله، فإنك إذا طمعت فيه ظفرت منه بالقرب والرضا والعطاء، فزكريا حين رأى لطف الله بمريم طمع فيما عنده : { هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ * فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى } فقرّبه ربه وأثنى عليه وأعطاه عطاء لا يليق إلا به سبحانه. [ د. عبدالله السكاكر ]

 

 

{ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا } فلولا أن في وسعكم الفهم لأحكام القرآن ما أمركم بتدبره. [ ابن حزم ]

 

فكما أن من تعامى في حياته صلى الله عليه وسلم عن نبع الماء من بين أصابعه وغير ذلك من معجزاته ملوم مدحور، ومأزور غير مأجور فكذلك من تعامى عن آيات الكتاب، وكأن لم يقرع أذنه قارع، فهو من هذا الباب؛ ولهذا نبّه تعالى بقوله: { أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ }. [ ابن الزبير الغرناطي ]

 

 

لو أن شخصا نظر إلى ماضيه فوجده مثقلا بالآلام ـ كما وقع ليوسف عليه السلام ـ لضاقت به الأرض إلا أن يوسف الصديق بقي متألق اليقين وراء جدران السجن يذكر بالله من جهلوه، ويبصر بفضله من جحدوه وذلك شأن أولي الفضل من الناس، لا يفقدون صفاء دينهم إن فقدوا صفاء دنياهم، ولا يهونون أمام أنفسهم لنكبة حلّت بهم. [ محمد الغزالي ]

 

 

 

لما سافر موسى للخضر وجد في طريقه مس الجوع و النصب فقال لفتاه: { آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا } ولما واعده ربه 30 ليلة وأتمها بعشر، فلم يأكل فيها لم يجد مس الجوعِ والنصب فالأول سفر لمخلوق والثاني سفر للخالق وهكذا سفر القلب وسيره إلى ربه، لا يجد فيه من الشقاء والنصب ما يجده في سفره إلى بعض المخلوقين. [ابن القيم]

 

 

ما علّق العبد رجاءه وتوكله بغير الله إلا خاب من تلك الجهة، ولا استنصر بغير الله إلا خُذل كما قال الله تعالى : { وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا * كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا } [ابن تيمية]

 

 

قال إبراهيم عليه السلام : { إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي } و لم يقل إلا الله؛ لفائدتين : 1) الإشارة إلى علة إفراد الله بالعبادة؛ لأنه كما أنه منفرد بالخلق؛ فيجب أن يُفرد بالعبادة. 2) الإشارة إلى بطلان عبادة الأصنام؛ لأنها لم تفطركم حتى تعبدوها، وهذه من البلاغة التامة في تعبير إبراهيم عليه السلام. [ ابن عثيمين ]

 

{ وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ * يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ } ففي أمر الملائكة لها بالقنوت والركوع والسجود، إشارة إلى أنه كلما منّ الله سبحانه وتعالى على إنسان بشيء، وازدادت عليه النعم أن يزداد على ذلك شكرا بالقنوت لله والركوع والسجود وسائر العبادات.[ ابن عثيمين ]

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

من تدبر القرآن علم أن الصالحين لا يخافون من شيء أعظم من خوفهم من أمرين: - الخوف من أعمالهم الصالحة أن لا تقبل: { وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ }. - الخوف من زيغ القلب بعد هدايته: { رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا }. [صالح المغامسي]

 

 

الحيوان البهيم يتأمل العواقب، وأنت لا ترى إلا الحاضر! ما تكاد تهتم بمؤونة الشتاء حتى يقوى البرد، ولا بمؤونة الصيف حتى يقوى الحر، والذر يدخر الزاد من الصيف لأيام الشتاء، أفتراك ما علمت قرب رحيلك إلى القبر، فهلا هيأت لنفسك فراشا تمهد به الطريق؟ { وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِأَنفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ }. [ينظر: بدائع الفوائد لابن القيم]

 

 

{قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّـهَ يَمُنُّ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ} هدي الأنبياء أن المواهب الربانية توجب لأصحابها الشكر لا الفخر. [د. عبدالله السكاكر]

 

 

ليس من شرط الإصلاح إدراك النجاح {إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّـهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} [د. محمد الحمد]

 

{هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ السَّمَاءِ رِزْقًا وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَن يُنِيبُ} مئات القتلى في تشيلي، ومئات الآلاف يجلون من مساكنهم في اليابان، ورعب في عدة دول من تسونامي جديد .. لكن {وَمَا يَتَذَكَّرُ} أي : ما يتعظ بهذه الآيات {إِلَّا مَن يُنِيبُ} "والإنابة: الرجوع عن الكفر والمعاصي، إلى الإيمان والطاعة" [الشنقيطي]

 

 

{إِن كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلَا أَن صَبَرْنَا عَلَيْهَا}، {وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ} انظر كيف يتصبر أهل الباطل على باطلهم! فما بال بعض أهل الحق لا يصبرون؟[د. عبدالمحسن المطيري]

 

 

سبحان من أعطى ثم أثنى .. أعطى الله نبيه صلى الله عليه وسلم الخلق العظيم، ثم أثنى عليه فقال: { وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ } فهو الذي زينه بالخلق الكريم، ثم أضاف ذلك إليه .. [أبو حامد الغزالي]

 

 

القرآن يتلى على الناس في دنياهم قبل أن يصلوا إلى أخراهم؛ لكي يسارعوا إلى اتباعه والعمل به، ولا يكونوا من أولئك الذين يقال لهم - وهم في عذاب جهنم خالدون - : {لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ} [محمد الراوي]

 

وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ * فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ} فتأمل قوله تعالى: {فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ} فإن أعداء الرسول صلى الله عليه وسلم نسبوه إلى ما لا يليق به، وقالوا فيه ما هو منزه عنه، فأمره الله سبحانه وتعالى أن يصبر على قولهم، ويكون له أسوة بربه سبحانه، حيث قال أعداؤه فيه ما لا يليق. [ابن القيم]

 

 

{وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ} "وليس في حماية الفتاة من الاختلاط بغير محارمها، تضييق لدائرة الحياة في وجهها، وإنما هو احتفاظ بكرامتها، وتوفير لهنائها، إذ بصيانتها عن الاختلاط تعيش بقلب طاهر ونفس مطمئنة، وبهذه الصيانة تزيد الصلة بينها وبين زوجها، وأولي الفضل من أقاربها متانة وصفاء" [محمد الخضر حسين]

 

 

لماذا يشمخ الإنسان بأنفه وهو لولا إعزاز الله ذليل؟ ولولا ستره مفضوح؟ وإذا كان لدى البعض فضل ذكاء أو ثراء فمن أين جاءه؟ {إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّـهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ} ولو قطع الوهاب إمداده لانتقل العبقري إلى مستشفى المجانين ! ولمد القوارين - جمع قارون - أيديهم متسولين : {أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ}؟ [محمد الغزالي]

 

 

.{جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الْأَبْوَابُ} تأملها، تجد تحتها معنى بديعا، فهم إذا دخلوا الجنة لم تغلق أبوابها بل تبقى مفتحة، بعكس أبواب النار فهي موصدة على أهلها. وفي تفتيح الأبواب إشارة إلى: 1) ذهابهم وإيابهم وتبوئهم من الجنة حيث شاءوا. 2) دخول الملائكة عليهم كل وقت بالتحف والألطاف. 3) أنها دار أمن، لا يحتاجون إلى غلق الأبواب كما في الدنيا. [ابن القيم]

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

{ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ } حين يقرأ بعض الناس هذه الآية يكاد ينصرف ذهنه إلى المجال العسكري أو السياسي ! إن الشورى أسلوب حياة، ينبغي أن يمارس في الأسرة، والعمل وفي كل المجالات. [ أ.د. عبدالكريم بكار ]

 

من الاغترار أن تسيء فترى إحسانا، فتظن أنك قد سومحت، وتنسى : { مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ } [ابن الجوزي]

 

 

تدبر هذه الآية : { لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ } يتضح لك أنه لا مجال للتوقف بحال، فتفقد إيمانك و عملك، فإن لم تكن تتقدم فإنك يقينا تتأخر. [ أ.د. ناصر العمر ]

 

 

لن تحتاج إلى عناء لتتأمل شيئا من معاني وآثار اسم الله : ( الرحمن ) فقط تأمل قوله تعالى : { وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ } فإيجادك، ورزقك، وصحتك، وتسخير المخلوقات لك، وغير ذلك، كلها من آثار هذا الاسم ( الرحمن ) جل جلاله، فرحم الله عبدا ترجم شكره إلى عمل.

 

 

{ فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا * إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا * وَنَرَاهُ قَرِيبًا } الحقيقة واحدة، ولكن بقدر صفاء النفوس وخلوصها تكون قدرتها على التعامل الإيجابي مع الأحداث مهما عظمت، وبمقدار ما فيها من غبش تعمى عن رؤية الواقع والمستقبل على وجهه الصحيح ! [ أ.د. ناصر العمر ]

 

 

قال تعالى في الثناء على أيوب عليه السلام: { إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِّعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ } فأطلق عليه نعم العبد بكونه وجده صابرا، وهذا يدل على أن من لم يصبر إذا ابتلي فإنه بئس العبد. [ابن القيم]

 

 

{ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ } قد تأولت في البخل بالمال والمنع، والبخل بالعلم ونحوه، وهي تعم البخل بكل ما ينفع في الدين والدنيا من علم ومال وغير ذلك، كما تأولوا قوله : { وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ } النفقة من المال والنفقة من العلم، والنفقة من العلم هي صدقة الأنبياء وورثتهم من العلماء. [ ابن تيمية ]

 

 

أضيف لفظ ( الجاهلية ) في القرآن إلى أربع كلمات : { حكم الجاهلية } { ظن الجاهلية } { تبرج الجاهلية } { حمية الجاهلية } فالأول يأتي من فساد النُظُم، والثاني من فساد التصورات والمشاعر، والثالث من فساد اللباس لدى المرأة، والرابع من العصبيات والموروثات الفاسدة. [عبدالعزيز العومي]

 

أرأيت توأمين متشابهين، لا يتميز عندك أحدهما عن الآخر إلا بجهد؟ عند ذلك تعرف نعمة الله تعالى في الاختلاف التي ذكرها في قوله: { وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ } [ ينظر : تفسير السخاوي ]

 

 

إذا عمر القلب بتقوى الله انتفع العبد بالقرآن، مثله كمطر نزل من السماء، فإن وجد أرضا طيبة كان الربيع الذي يدهش العقول ويخلب الأبصار ألم تقرأ في أول القرآن هذه الحقيقة ؟ تأمل : { هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ } وبهذا يعرف سر عدم انتفاع كثير من الناس بالقرآن ! [د. محمد الخضيري]

 

 

هل تحفظ سورة الإخلاص والمعوذات حقا ؟ إن الذي لا يكابد منزلة الإخلاص، ولا يجاهد نفسه على حصنها المنيع، ولا يتخلق بمقام توحيد الله في كل شيء رغبا ورهبا؛ فليس بحافظ حقا لسورة الإخلاص ! وإن الذي لا يذوق طعم الأمان عند الدخول في حمى " المعوذتين " لا يكون قد اكتسب سورتي الفلق والناس ! [د. فريد الأنصاري]

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

13873552431972.gif

استدل بعضهم بقول نوح عليه السلام لقومه : { وَيَا قَوْمِ مَن يَنصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِن طَرَدتُّهُمْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ } بأن ثمرة ذلك وجوب تعظيم المؤمن، وتحريم الاستخفاف به، وإن كان فقيرا عادما للجاه، متعلقا بالحِرف الوضيعة؛ لأنه تعالى حكى كلام نوح وتجهيله للرؤساء لمّا طلبوا طرد من اعتبروه من الأراذل. [ القاسمي ]

 

 

 

من مظاهر التكبر العقلي، عدم الرضا بما يرضى به بسطاء الناس، { أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ } ، { وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ } ، { إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ } ثم تبدأ صورة أشد من هذه حين يجعل المتكبر انقياده للأمر دليلا على أنه صحيح، وعدم انقياده للأمر دليلا على أنه خاطئ ! { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَّا سَبَقُونَا إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ } ! [ ناصر المدلج ]

 

 

 

كان الحسن البصري إذا قرأ : { الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا } قال : هذا وصف نهارهم، وإذا قرأ : { وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا } قال : هذا وصف ليلهم. وها نحن ـ في هذه الليالي ـ نعيش 10 ساعات من بعد العشاء إلى الفجر ـ أفليس من الغبن العظيم أن تمضي كلها دون وقوف ـ ولو قليلا ـ بين يدي رب العالمين ؟

 

 

 

(كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } هذه سيرة الكريم يأتي بأبلغ وجوه الكرم، ويستقله، ويعتذر من التقصير. [ الرازي ]

 

 

 

{ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ } ، { مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ } ، { وَمَن تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ } ، { وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ } ، أي شيء أبلغ من هذا الحشد من الآيات في تربية القرآن لأهله ليعتنوا بتربية نفوسهم، وتعبيدها لرب العالمين ؟ [ د. عبدالعزيز العويد ]

 

 

 

{ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ } فلا يقل أحد غير ما قال الله ! لا يقل أحد إن الاختلاط، وإزالة الحجب، والترخص في الحديث والمشاركة بين الجنسين أعون على تصريف الغريزة المكبوتة، .. إلى آخر مقولات الضعاف المهازيل الجهال المحجوبين، لا يقل أحد هذا والله يقول : { وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ } يقول هذا عن نساء النبي الطاهرات، وعن رجال الصدر الأول ممن لا تتطاول إليهن وإليهم الأعناق ! [ في ظلال القرآن ]

 

 

 

 

{ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ } ويشبه أن يكون تحت هذا الخطاب نوع من العتاب لطيف عجيب ! وهو أني عاديت إبليس إذ لم يسجد لأبيكم آدم مع ملائكتي، فكانت معاداته لأجلكم، ثم كان عاقبة هذه المعاداة أن عقدتم بينكم وبينه عقد المصالحة ؟ [ ابن القيم ]

 

 

 

 

{ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ } كم احتفى القرآن بقصة آدم عليه السلام، وبتكريم الإنسان، وجعله منطلقا للحضارة الراقية ! ثم تنقلب الموازين لدى ما يسمى بالعالم المتحضر؛ ليضم الإنسان إلى جملة الموارد التي يجمعون بها المال ويشبعون بها الشهوات، مثله مثل باقي الموارد المادية والمالية التي تحتاجها المؤسسات، وهذا ما جعل الدنيا تعلو والآخرة تخبو.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

لما قيل لموسى { قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِن بَعْدِكَ } توجه إلى : ـ قومه أولا : { يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا } ؟! ـ نائبه في غيابه : { يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا } ؟ ـ صاحب الفتنة : { فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ } ؟ وإنما بدأ بهم في اللوم؛ لأن البالغ العاقل مسؤول عن نفسه، فليس يعذره قوة الإغراء، ولا تيسر أسباب الشر فالتبعة عليه أولا. [ د. عبدالمحسن المطيري ]

 

 

كم من عالِم لا يرتفع بعلمه ! وذلك لضعف إيمانه، وقلة إخلاصه، وضعف عنايته بأمر قلبه، لا لقلة علمه، وذلك أن الله وعد بالرفعة من جمع الإيمان والعِلم فقال : { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ } وهذا سر ارتفاع قدر أفراد من العلماء من بين سائر أهل العلم. [ د. محمد الخضير ]

 

{ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَن يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ } من خصه الله بنعمة من النعم يحتاج الناس إليها، فمن تمام شكر هذه النعمة أن يعود بها على عباد الله، وأن يقضي بها حاجاتهم؛ لتعليل الله النهي عن الامتناع عن الكتابة بتذكير الكاتب بقوله: { كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ } ومع هذا " فمن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ". [ ابن سعدي

 

 

{ بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى} [الأعلى 16-17] السعيد يرغّبه الله في الآخرة حتى يقول : لا شيء غيرها، فإذا هضم دنياه وزهد فيها لآخرته، لم يحرمه الله بذلك نصيبه من الدنيا، ولم ينقصه من سروره فيها، والشقي يرغّبه الشيطان في الدنيا حتى يقول : لا شيء غيرها، فيجعل الله له التنغيص في الدنيا التي آثر، مع الخزي الذي يلقى بعدها. [ ابن المقفع ]

 

 

{ يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا } تدبر كيف جمع أطراف القرابة المباشرة في هذه الآية، لعظيم أثرهم على المرأة صلاحا أو فسادا، مما يقتضي أهمية التحري عن البيت الصالح؛ لأثره المباشر : { وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا } [ أ.د.ناصر العمر ]

 

 

الماء خلق من خلق الله، أمره بإنجاء موسى : { فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ } وأمره بإغراق عدوه فرعون : { فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ } كل ذلك مع ما كان فيه موسى من أسباب الضعف، وما كان فيه فرعون من أسباب القوة، فسبحان من هذا تدبيره ! [ د. عويض العطوي ]

 

 

لمّا أعلن فرعون إيمانه عند الغرق، قيل له : { آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ } فتأمل كيف نصّ على ذكر الإفساد دون غيره من معاصيه، وما ذاك ـ والله أعلم ـ إلا لشناعة نشر الفساد في الأرض، وعظيم تأثيره على أديان الناس ودنياهم وأخلاقهم وحقوقهم، فويل للمفسدين ! [د. عمر المقبل]

 

 

{فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى( إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ } [الشعراء : 61-62] قالها موسى ـ عليه السلام ـ و البحر أمامه والعدو خلفه، في لحظات عصيبة، وموقف رهيب؛ لكنه قالها بعد أخذه بكل أسباب النجاة، وقد اهتز في تلك اللحظة من اهتز، وارتاب من ارتاب، فإذا هو يعلن بكل قوة ويقين : { كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ } فتتحقق الآية الكبرى التي لا زالت تدوّي أبد الدهر، فلا نامت أعين اليائسين. [ أ.د. ناصر العمر ]

 

 

متى رأيت تكديرا في حال فاذكر نعمة ما شُكِرت، أو زلة فُعِلت فإن الله يقول : { إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ } [ ابن الجوزي ]

 

 

زار قسيس معرضا أقامته وزارة الشؤون الإسلامية في جنوب أفريقيا فشرحوا له تعاليم القرآن باختصار، وأهدوا له نسخة من ترجمة معاني القرآن، فعاد لهم بعد قراءته فقال : " هذا ليس مجرد كتاب، إنه منهج حياة ! ". [د. محمد السحيم] تأمل كيف قال هذا في مدة قصيرة، فما أشبه قوله بقول مؤمني الجن ! وما أعظم البون بينه وبين زنادقة عرب يقرءون القرآن وليس الترجمة، ومع هذا يرون التمسك به تخلفا ! { وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ }.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

قال تعالى:{وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُواْ وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِدًا} الكهف بعد أن أزيل غرُورهم بتأخر العذاب ، وأبطل ظنهم الإفلات منه ببيان أن ذلك إمهال من أثر رحمة الله بخلقه ، ضرب لهم المثل في ذلك بحال أهل القرى السالفين الذين أُخر عنهم العذاب مدة ثم لم ينجوا منه بأخَرة ، فالجملة معطوفة على جملة ) بل لهم موعد ( الكهف : 58 ) . والإشارة بـ(تلك) إلى مقدر في الذهن ، وكاف الخطاب المتصلة باسم الإشارة لا يراد به مخاطب ولكنها من تمام اسم الإشارة ، وتجري على ما يناسب حال المخاطب بالإشارة من واحد أو أكثر ، والعرب يعرفون ديار عاد وثمود ومدين ويسمعون بقوم لوط وقوم فرعون فكانت كالحاضرة حين الإشارة . تفسير ابن عاشور

 

 

كثيرا ما ننجز أمورا فتأخذنا الفرحة الغامرة ونعجب بذواتنا وبثناء الناس على قدراتنا..ولكن ينبغي للمؤمن ألا تسكره نشوة النجاح..وليكن حاله كحال ذي القرنين..فإنه لما أتم بناء السد قال:{هذا رحمة من ربي}[الكهف:98]فتبرأ من حوله وقوته ورد الأمر لصاحب الفضل كله.ينظر الظلال4/2293.

 

 

رأيت يوما شخصا يسير بسرعة ويصطدم بالناس فوقع في قلبي منه شيء ثم علمت بعد ذلك أن ولده أصيب في حادثة وكان عليه الذهاب إليه بسرعة فعذرته . . فحقا إن الأولى بالإنسان ألا يَحكم على أمر حتى يتبين ما وراءه . . وتأمل كيف أن موسى اعترض على الخَضِر في أفعاله في البداية فلما ظهرت الحكمة رضي وسلّم.

 

 

{إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}[الرعد:11]هذه هي قاعدة التغيير..فإذا رأيت قوما عم فيهم الفساد فاعلم أن نفوسهم لم تتغير رغم أنهم يتظاهرون باتباع المنهج الإلهي. وإن شكونا من سوء حالنا فلنعرف أولا ماذا فعلنا ثم نغيره إلى ما يرضي الله عز وجل فيغير الله حالنا. ولذلك إذا وجدت كل الناس يشكون فاعلم أن هذا قد حدث بسبب أن الله غير نعمه عليهم؛ لأنهم غيروا ما بأنفسهم.مستفادة من الشعراوي

 

 

أذل البرامكة بعد أن كانوا أعزة وزراء وسكنوا غياهب السجون بعد أن كانوا منعمين في غرف القصور سأل أحدهم أباه فقال له يأبت ما هذا الذل الذي أصابنا بعد العز وما هذا الفقر الذي حل بنا بعد الغنى؟! فقال أبوه:يا بني دعوة مظلوم أصابتنا في ظلام الليل غفلنا عنها ولم يغفل الله عنها!!وصدق الله حين قال:{قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ}[آل عمران:26]

 

 

المؤمن هو الذي ينظر إلى قدر الله وقدرته وقضائه وعزته فيعلم أن الله لا تعارضه الأسباب وإن عظمت فإن القدر إذا جاء اضمحلت أمامه الحصون والأسباب:{وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا}[الحشر:2]ولكن حكمة الله اقتضت أن تفعل الأسباب وتبني الحصون فمن فعل المأمور ساعده المقدور:{ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون}[المائدة:23] المواهب الربانية

 

 

قد يحار البعض..ما دام الله سيعذب الظلمة فلماذا يُنعمهم ويعطيهم الكثير من أسباب الرفاهية؟ والجواب يكمن في القرآن وتأمل..{فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ}[الأنعام:44]فلو أنك أوقعت خصمك من مسافة قريبة فلن يتضرر كثيرا أما لو أوقعته من مسافة بعيدة فالضرر لا شك سيكون أشد بكثير فالله يمهلهم ليزيد في عذابهم فمن أَلِف النعمة زمنا يكون فراقها بعد ذلك عليه مرا.مستفادة من الشعراوي.

 

 

هل تعلم أن” الحمد لله رب العالمين” من كلام أهل الجنة؟ (دعواهم فيها سبحانك اللهم و تحيتهم فيها سلام و آخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين) “سورة يونس – الآية 10″. في المرة القادمة ، عندما تقرأ “الحمد لله رب العالمين” في سورة الفاتحة استشعر ذلك. جرب اليوم .. و تذوق الفرق !

 

 

اذا خلوت بمعصية من المعاصي في خلوتك ودفعتك نفسك الأمارة بالسوء إليها فاستحضر قول الحق سبحانه تعالى حكاية عن يوسف عليه السلام : (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ) فلعل في ذلك أثر في دفع سطوة هذه المعصية .

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

{أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون}[العنكبوت:2] لابد من الابتلاء والتمحيص للدعوات كي لا يكون النصر رخيصا فتكون الدعوات هزْلا. فلو كان النصر رخيصا لقام في كل يوم دَعي بدعوة لا تكلفه شيئا. أو تكلفه القليل. ودعوات الحق لا يجوز أن تكون عبثا ولا لعبا. فإنما هي قواعد للحياة البشرية ومناهج، ينبغي صيانتها وحراستها من الأدعياء..لذلك لا بد من مراحل التمحيص ..لابد من الضغط على الجدار حتى يزداد تماسكه وتتهاوى اللبنات الضعيفة.مستفاد من الظلال

 

 

حاشا لله أن يعذب المؤمنين بالابتلاء. ولكنه الإعداد الحقيقي لتحمل الأمانة. فهي في حاجة إلى إعداد خاص لا يتم إلا بالاستعلاء الحقيقي على الشهوات، وإلا بالصبر الحقيقي على الآلام، وإلا بالثقة الحقيقية في نصر الله أو في ثوابه، على الرغم من طول الفتنة وشدة الابتلاء.الظلال {وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون}[السجدة:24]

 

 

الايمان أمانة الله في الأرض، لا يحملها إلا من هم لها أهل وفيهم على حملها قدرة، وفي قلوبهم تجرد لها وإخلاص. وإنها لأمانة الخلافة في الأرض، وقيادة الناس إلى طريق الله، وتحقيق كلمته في عالم الحياة. فهي أمانة كريمة؛ وهي أمانة ثقيلة؛ومن ثم تحتاج إلى طراز خاص يصبر على الابتلاء{أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون}{العنكبوت:2].الظلال بتصرف

 

{وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا}[الإسراء:81]هذا حكم الله..ولكن البعض قد يتساءل: ما دام أن الباطل زهوق وسينتهي، فما الداعي للمعركة بين حَق وباطل؟ والجواب أنه لولا عَضة الباطل للمجتمع لما استشرفَ الناس للحق ينقذهم، فالباطل نفسه جُنْد من جنود الحق، كما أن الكفر جُنْد من جنود الإيمان، فلولا الكفر وما يفعله الكافرون بالناس لما اشتاق الناس للإيمان، الذي يُوفِّر لهم الأمن والطمأنينة والراحة والمساواة.مستفاد من تفسير الشعراوي

 

لا يحسبن مفسد أو ظالم أنه مفلت وأن فساده وظلمه سيمر هكذا دون عقاب، ومن يحسب هذا فقد ساء حكمه، وفسد تقديره، واختل تصوره. فإن الإله الذي جعل الابتلاء سنة ليمتحن بها إيمان المؤمن ويميز بين الصادقين والكاذبين؛ هو الذي جعل أخذ المسيئين سنة لا تتبدل ولا تتخلف ولا تحيد.{أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون..أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون}[العنكبوت:2-4]. مستفادة من الظلال

 

الله القرآن نزل من عند لله (وإنه لتنزيل رب العالمين) لاإله إلا الله … عندما تريد قرءاة القرآن تذكر ((وإنه لتنزيل رب العالمين)) والسلام

 

الخبر أمانةٌ تتطلب فطنة وتثبتاً ، دقةً وصدقاً ، ونقل الأخبار بدون ذلك يؤدي إلى إثارة الفتن والقلاقل، وكم من مصيبة وقعت بسبب فهمٍ مغلوط أو تسرعٍ في النقل . قال تعالى: {يا أيها الذين امنوا أن جاءكم فاسقٌ بنبإٍ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين} [الحجرات:6]

 

{كلاّ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى} [العلق:6-7] إنّ الإِنسان ليطغى لرؤيته نفسه مستغنياً . وعلة هذا الخُلق أن الاستغناء تحدث صاحبَه نفسُه بأنه غير محتاج إلى غيره وأن غيره محتاج فيرى نفسه أعظم من أهل الحاجة ولا يزال ذلك التوهم يربو في نفسه حتى يصير خلقاً حيث لا وازع يزعه من دين أو تفكير صحيح فيطغى على الناس لشعوره بأنه لا يخاف بأسهم لأن له ما يدفع به الاعتداء من لأمةِ سلاحٍ وخدمٍ وأعوان وعُفاة ومنتفعين بماله من شركاء وعمال وأُجراء فهو في عزة عند نفسه فقد بينت هذه الآية حقيقةً نفسية عظيمة من الأخلاق وعلم النفس . ونبهت على الحذر من تغلغلها في النفس .

 

 

المبادرون .. هذا ربكم يثني على المبادرين: { لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى } [الحديد : 10].

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×