اذهبي الى المحتوى
غِــيثَـــة اآلريــســْ

عش هانئاً .. كن مطمئناً (مفاهيم نبوية لترك القلق وتحسين التفكير ///...

المشاركات التي تم ترشيحها

e94378706f532.png

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.. وعلى آله

وصحبه.. أما بعد:

هذا الذي بين يديك أخي القارئ الكريم قبس من أحاديث

النبي صلى الله عليه وسلم - أسعد الناس بربه وأعظمهم حظا مما قسمه لهم من

خير وسعادة ورضى -، تم انتقاؤها بعناية بحيث يرسم لنا كل

حديث منها جزءً من خارطة طريق، ترتكز في موقعها من

الخريطة الذهنية كقاعدة راسخة لفهم الحياة واكتساب المفاهيم

والمهارات والسلوكيات الموصلة بإذن الله تعالى إلى حالة

السكينة والطمأنينة.. والشعور بالسرور والانشراح.. والتلبس

بالهدوء والراحة...

وهل بعد اكتساب هذا وتأصيله في أذهاننا، وتجذره في

نفوسنا، وترجمته في واقع سلوكياتنا وأفعالنا

إلا السعادة من أوسع أبوابها؟

وهل بعد هذا إلا الإنجاز والامتياز، والإحسان والإتقان،

والنجاح والفلاح؟

وهل بعده إلا ابتسامة رضا حقيقة لا مصطنعة متكلفة،

يعقبها نوم قرير وأحلام جميلة؟

إن امرئً مسلما هُيِّئ له أن يطلع على هذه الأحاديث النبوية

والحكم المصطفوية فيعرفها ويألفها ويحفظها ويفهمها من

خلال صفحات قليلة ك (الزَّهْرِ النَّضِر)، حُق له أن يفرح ب(فتح

الباري) عليه، و(بلوغ المرام) لديه، و(تغليق التعليق) عليه،

و(تعجيل المنفعة) لنفسه، و(الإصابة) بتوجيهات سيد

الصحابة، و(الدراية) لطرق الهداية، بما حواه من (درر كامنة)،

و(قول مسدد)، و(نكت) من الفوائد والصلاح، و(عُجاب) في

التوجيه والأسباب...

فاحرص على قراءته لنفسك وعلى من تحب

لأنه (نُخبة من الفِكَر)، ولقارئه (نُزهة النَّظر)، بل ولمن قُرئت

( عليه (نُزهة للسامعين).(

إنها جمل نبوية، ومفاهيم ربانية،

بمثابة قواعد لفهم الحياة السعيدة،

يجمعها هدف واحد هو: تحسين التفكير، وترك

القلق، وخلق حالة من التوازن النفسي والتعامل الأمثل مع

الكون.. النفس.. الحياة.. المال.. الناس، وقبل ذلك وبعده

وأثناءه التعامل مع الخالق جل وعلا في زمن تموج فيه الدنيا

وتمور بمادياتها وزخرفها وأنانيتها بل ولعناتها.. فالله الله في

قراءتها وفهمها، وتدبرها ومعايشة مضامينها في الذهن،

وتكرار ذلك المرة تلو المرة حتى ترتكز في العقل وتترع فيه، ليسهل

على القلب والجوارح ترجمتها وبشكل تلقائي في السلوك

والأفعال.

  • معجبة 1

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

(1)

حيزتْ له الدُّنيًـــا

يظن بعضنا أن السعادة تتوقف على تحصيله ما هو مفقودٌ

عنده موجودٌ عند غيره..!

فيظل يومه وأمسه.. ليله ونهاره.. مترقبا لحظة تحصيل

المفقود، ولذا يغيب ذهنه في عالم الأحلام والأمنيات

والاستغراق في التفكير بالمستقبل، وينسى لحظته الحاضرة بما

فيها من نعم متجددة ومتع متعددة..

ثم إن طموحَ ابن آدم وأمنياته لا تقف عند حد، وليس لها

باب يُوصد.. كلما حصَّل ما كان بالأمس مفقودا، تمنى في الغد

مفقودا جديدا، فهو في انشغال دائم، وكد ذهني مستمر عن

لحظته ويومه، ونعمة الله التي بين يديه..

أما إن لم يحصلْها، فقد زاد إلى همه هما، وفاض على حزنه

حزنا، وضم مع ضيقه ضيقا..!

فيأتي الحديث النبوي التالي ليصحح لنا مفهوم السعادة

الحقيقي، ويبين أركانها الثلاثة، ويصرف الذهن إلى لحظته

الحاضرة ليقول له:

(من أصبح منكم آمنا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت

( يومه، فكأنما حيزت له الدنيا).

أي أن من أحاطت بيومه نِعَمٌ ثلاثٌ: أَمْنٌ يُظَلِّلُه، وعافية

تُصْحِيه، وُقوتٌ يَقِّويه، فقد ملك الدنيا، وحصَّل أسباب

السعادة.

فلك أن تتخيل صاحب قصرٍ مشيدٍ مرفوع عنه الأمن، أيهنأ

بقصره؟

ولك أن تتصور مَلِكًا.. إلا أنه مشلول أو معلول..! كيف

سيمارس ملكه بكل ما فيه من حظوة وسطوة، ومال ورفاهية؟

بل لك أن تتأمل في حال ثريٍ من الأثرياء، وعلى مائدته

اليومية شتى أصناف المطعومات والمشروبات، لكنه مسلوب

العافية، ممنوع إلا من بعضها، هل كَمُلَتْ سعادته بثرائه؟!

فقاعدة الحديث الذهنية التي ينبغي الارتكاز عليها:

قصر النظر على اللحظة الحاضرة ليكمل الاستمتاع بها

وبما فيها من نعم، ف يُنْقصها تفكير واستجرار لماض قديم،

ولا قلق وخوف من مستقبل آتٍ.

يقول ابن الجوزي//تفكرت فعلمت أن النفس لا تقف عند

حد، بل تروم من اللذات ما لا منتهى له، وكلما حَصَل لها

غرض، بَرَدَ عندها وطلبت سواه، فيفنى العمر، ويَضْعف البدن،

ويقع النقص، ويَرِقُّ الجاه، ولا يحصل المراد. وليس في الدنيا

أبله ممن يطلب النهاية في لذات الدنيا، وليس في الدنيا على

الحقيقة لذة، إنما هي راحةٌ من مُؤلم..

 

إلى أن قال: فإن الطمع

في الجديد يَنغِّص الخلق، ويَنْقُص المخالطة، ويستر عيوب

الخارج، فتميل النفس إلى المُشاهَدِ الغريب، ويتكدَّر العيش مع

الحاضر القريب.. بل الغَضُّ عن المشتهيات ويأس النفوس من

طلب المستحسنات يطيب العيش مع المعاشَر. ومن لم يقبل

هذا النصح، تعثر في طرق الهوى، وهلك على البارد، وربما

سعى لنفسه في الهلاك العاجل وفي العار الحاضر... ومجموع

ما قد بسطته: حفظ البصر عن الإطلاق، ويأس النفس عن

التحصيل قنوعًا بالحاصل/

خلاصة: يا من أمنت في مضجعك، وعُوفيت في

بدنك، ولم تُعْدَم يوماً مِنْ قُوتٍ يُقيم صُلْبَك، احمد الله

على هذه النعم، فهي أركان السعادة، وكل فائتٍ غيرها

متعٌ ومكملات، لا شأن لها في حقيقة السعادة إلا الزيادة

التي لا نهاية لها مع طَمَعِ ابن آدم وطَبْعِه !

** ** **

.( 1) صيد الخاطر (ص 532 )

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ما شاء الله .. اللهم بارك

موضوع مهم وقيم

جزاكِ الله خيرًا يا حبيبة

جعله الله في ميزان حسناتك

 

ومن أدعية الصباح والمساء

"اللهم إني أصبحت (أمسيت) في نعمة وعافية وستر فأتم عليّ نعمتك وعافيتك وسترك في الدنيا والآخرة"

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

(2)

إلى من تنظر؟

عند تحصيلك للنعم الثلاث السابقة - وهي نعم يشترك

فيها جميع أصناف البشر غالبا (المؤمن والكافر) (البر والفاجر)

(الغني والفقير)(الملك والرعية) - ؛ قد يدخل عليك الشيطان

من مدخل خفي ليُنْغِص( 1) عليك معيشتك واستمتاعك بالنعم

التي بين يديك، وذلك بأن يفتح عليك باب: النظر إلى

الآخرين نظر مقارنة، فتنظر في نوع قوتك ونوع قوته، أو في ما

زاده الله من فضله في مال أو بيت أو سيارة أو زوجة أو منصب

أو جمال أو ما آتاه الله من بسطة في العلم والجسم، فتبدأ تحتقر

ما عندك إلى ما عنده، وتزدري نعمة الله عليك، مع أنك لو

أيقنت أن فوق كل ذي نعمة من هو أنعم منه، وتحته من هو أقل

منه، لعلمت أن المقارنة مع الآخرين مضيعةٌ للوقت مجلبةٌ للهم

دون جدوى.

فإن كنت لابد فاع للمقارنة،

فَقَلِّبْ نظرك إلى من هو دونك لا إلى من هو فوقك،

إرشادا سلوكيا من النبي ثلى الله عليه وسلم حيث

يقول:

(انظروا إلى من أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم،

( فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم).

قال الإمام ابن جرير وغيره:"هذا حديث جامع لأنواع من

الخير، لأن الإنسان إذا رأى من فُضِّل عليه في الدنيا طلبت

نفسه مثل ذلك واستصغر ما عنده من نعمة الله تعالى، وحرص

على الازدياد ليلحق بذلك أو يقاربه، هذا هو الموجود في غالب

الناس، وأما إذا ما نظر في أمور الدنيا إلى من هو دونه فيها؛

ظهرت له نعمة الله تعالى عليه فشكرها وتواضع وفعل فيه

( الخير".(

وقال الحافظ العراقي: "ومن هنا ينبغي للإنسان اجتناب

الاختلاط بأهل الدنيا والتوسع منها ومن كسبها ونعيمها ؛ لأنه

قد يؤدي إلى هذه المفسدة. وقال بعضهم: جالست الأغنياء

فاحتقرت لباسي إلى لباسهم ودابتي إلى دوابهم، وجالست

الفقراء فاسترحت".

وقال عقب شرحه للحديث: "وهذا أدب حسن أدبنا به نبينا

صلى الله عليه وسلم وفيه مصلحة ديننا ودنيانا وعقولنا وأبداننا وراحة قلوبنا،

( فجزاه الله عن نصيحته أفضل ما جزى به نبيا ".( 1

يقول ابن الجوزي /رأيت النفس تنظر إلى لذات أرباب

الدنيا العاجلة، وتنسى كيف حُصِّلَت وما يتضمنها من الآفات

ثم ضرب المثل بصاحب السلطنة مبيناً أن نعمته مشوبة بالظلم

منه أو من عُمّاله، ثم هو حذر من عدوه، قلق ممن هو فوقه أن

يعزله، ومن نظيره أن يكيده، فلذته مغمورة بالحذر فيها ومنها

وعليها. وأيضاً ضرب المثل بصاحب تجارة، وكيف تَقَطَّع في

البلاد لنيل ما نال بعد علو السن – وقال

هذه الحالة هي الغالبة، فإن الإنسان لا يكاد يجتمع له كل ما يحبه إلا عند قرب

رحيله... إلى أن قال فإياك إياك أن تنظر إلى صورة نعيمهم،

فإنك تستطيبه لبعده عنك، ولو قد بلغته كرهته، ثم في ضمنه

من محن الدنيا والآخرة ما لا يوصف، فعليك بالقناعة مهما

أمكن، ففيها سلامة الدنيا والدِّين/

 

خلاصة: نظرك أيها الأخ المكرم:

إن صوبته إلى ما في يديك؛ فانظر إليه نظر كفاية

وقناعة(

وإن صوبته إلى ما في يد من هو فوقك؛ فانظر إليه

على أنه زيادة فتنة وابتلاء لهم.

وإن صوبته إلى ما في يد من هو دونك؛ فانظر إليه

نظر إشفاق عليه وامتنان بما فضلك الله عليه.

شارك هذه المشاركه


رابط المشاركه
شارك

إنشاء حساب جديد أو تسجيل دخول لتتمكني من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب جديد

سجلي حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجلي حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلكين حسابًا بالفعل ؟ سجلي دخولك من هنا.

سجلي دخولك الان

  • من يتصفحن الموضوع الآن   0 عضوات متواجدات الآن

    لا توجد عضوات مسجلات يتصفحن هذه الصفحة

منتدى❤ أخوات طريق الإسلام❤

‏ أخبروهم بالسلاح الخفي القوي الذي لا يُهزم صاحبه ولا يضام خاطره، عدته ومكانه القلب، وجنوده اليقين وحسن الظن بالله، وشهوده وعده حق وقوله حق وهذا أكبر النصر، من صاحب الدعاء ولزم باب العظيم رب العالمين، جبر خاطره في الحين، وأراه الله التمكين، ربنا اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات وارحم المستضعفات في فلسطين وفي كل مكان ..

×